- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَا تَسْتَوِى ٱلْحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُ ۚ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُۥ عَدَٰوَةٌ كَأَنَّهُۥ وَلِىٌّ حَمِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ۚ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
- عربى - التفسير الميسر : ولا تستوي حسنة الذين آمنوا بالله، واستقاموا على شرعه، وأحسنوا إلى خلقه، وسيئة الذين كفروا به وخالفوا أمره، وأساؤوا إلى خلقه. ادفع بعفوك وحلمك وإحسانك مَن أساء إليك، وقابل إساءته لك بالإحسان إليه، فبذلك يصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة كأنه قريب لك شفيق عليك. وما يُوفَّق لهذه الخصلة الحميدة إلا الذين صبروا أنفسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحبه الله، وما يُوفَّق لها إلا ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والآخرة.
- السعدى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
يقول تعالى: { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ } أي: لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى، ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه، ولا يستوي الإحسان إلى الخلق، ولا الإساءة إليهم، لا في ذاتها، ولا في وصفها، ولا في جزائها { هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }
ثم أمر بإحسان خاص، له موقع كبير، وهو الإحسان إلى من أساء إليك، فقال: { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أي: فإذا أساء إليك مسيء من الخلق، خصوصًا من له حق كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم، إساءة بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فَصلْهُ، وإن ظلمك، فاعف عنه، وإن تكلم فيك، غائبًا أو حاضرًا، فلا تقابله، بل اعف عنه، وعامله بالقول اللين. وإن هجرك، وترك خطابك، فَطيِّبْ له الكلام، وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان، حصل فائدة عظيمة.
{ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } أي: كأنه قريب شفيق.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
ثم أرشد - سبحانه - إلى ما ينمى روح المحبة والمودة . . بين الداعى والمدعوين بصفة خاصة ، وبين المسلم وغيره بصفة عامة ، فقال : ( وَلاَ تَسْتَوِي الحسنة وَلاَ السيئة ) .
أى : ولا تستوى الخصلة الحسنة ولا الخصلة السيئة ، لا فى ذواتهما ولا فى الآثار التى تترتب عليهما ، إذا الخصلة الحسنة جميلة فى ذاتها ، وعظيمة فى الآثار الطيبة التى تنتج عنها ، أما الخصلة السيئة فهى قبيحة فى ذاتها وفى نتائجها .
وقوله - تعالى - : ( ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ ) إرشاد منه - تعالى - إلى ما يجب أن يتحلى به عباده المؤمنون .
أى : ما دامت الخصلة الحسنة لا تتساوى مع الخصلة السيئة ، فعليك - أيها المسلم - أن تدفع السيئة إذا جاءتك من المسئ ، بأحسن ما يمكن دفعها به من الحسنات ، بأن تقابل ذنبه بالعفو ، وغضبه بالصبر ، وقطعه بالصلة وفظاظته بالسماحة .
وقوله - سبحانه - : ( فَإِذَا الذي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) بيان للآثار الجميلة التى تترتب على دفع السيئة بالحسنة .
والولى : هو الصديق المحب الشفيق عليك ، من الولى بمعنى القرب .
والحميم : يطلق فى الأصل على الماء الحار . . والمراد به هنا : الصديق الصدوق معك .
أى : أنت إذا دفعت السيئة بالحسنة ، صار عدوك الذى أساء إليك ، كأنه قريب منك ، لأن من شأن النفوس الكريمة أنها تحب من أحسن إليها ، ومن عفا عنها ، ومن قابل شرها بالخير ، ومنعها بالعطاء .
- البغوى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
قوله عز وجل : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ) قال الفراء : " لا " هاهنا صلة ، معناه : ولا تستوي الحسنة والسيئة - يعني - : الصبر والغضب ، والحلم والجهل ، والعفو والإساءة . ( ادفع بالتي هي أحسن ) قال ابن عباس : أمر بالصبر عند الغضب ، وبالحلم عند الجهل ، وبالعفو عند الإساءة . ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة ) يعني : إذا فعلت ذلك خضع لك عدوك ، وصار الذي بينك وبينه عداوة ، ( كأنه ولي حميم ) كالصديق والقريب . قال مقاتل بن حيان : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وذلك أنه لان للمسلمين بعد شدة عداوته بالمصاهرة التي حصلت بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أسلم فصار وليا بالإسلام حميما بالقرابة .
- ابن كثير : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وقوله : ( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ) أي : فرق عظيم بين هذه وهذه ، ( ادفع بالتي هي أحسن ) أي : من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه ، كما قال عمر [ رضي الله عنه ] ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه .
وقوله : ( فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وهو الصديق ، أي : إذا أحسنت إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إليه إلى مصافاتك ومحبتك ، والحنو عليك ، حتى يصير كأنه ولي لك حميم أي : قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك .
- القرطبى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
قوله تعالى : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة قال الفراء : " لا " صلة أي : ولا تستوي الحسنة والسيئة ، وأنشد :
ما كان يرضى رسول الله فعلهم والطيبان أبو بكر ولا عمر
أراد أبو بكر وعمر ، أي : لا يستوي ما أنت عليه من التوحيد ، وما المشركون عليه من الشرك . قال ابن عباس : الحسنة لا إله إلا الله ، والسيئة الشرك . وقيل : الحسنة الطاعة ، والسيئة الشرك . وهو الأول بعينه . وقيل : الحسنة المداراة ، والسيئة الغلظة . وقيل : الحسنة العفو ، والسيئة الانتصار . وقال الضحاك : الحسنة العلم ، والسيئة الفحش . وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : الحسنة حب آل الرسول ، والسيئة بغضهم .
قوله تعالى : ادفع بالتي هي أحسن نسخت بآية السيف ، وبقي المستحب من ذلك : حسن العشرة والاحتمال والإغضاء . قال ابن عباس : أي : ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك . وعنه أيضا : هو الرجل يسب الرجل فيقول الآخر : إن كنت صادقا فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا فغفر الله لك . وكذلك يروى في الأثر : أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قال ذلك لرجل نال منه . وقال مجاهد : بالتي هي أحسن يعني السلام إذا لقي من يعاديه ، وقاله عطاء . وقول ثالث ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في الأحكام وهو المصافحة . وفي الأثر : ( تصافحوا يذهب الغل ) . ولم ير مالك المصافحة ، وقد اجتمع مع سفيان فتكلما فيها فقال سفيان : قد صافح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعفرا حين قدم من أرض الحبشة ، فقال له مالك : ذلك خاص . فقال له سفيان : ما خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخصنا ، وما عمه يعمنا ، والمصافحة ثابتة فلا وجه لإنكارها . وقد روى قتادة قال قلت لأنس : هل كانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . وهو حديث صحيح . وفي الأثر : من تمام المحبة الأخذ باليد . ومن حديث محمد بن إسحاق وهو إمام مقدم ، عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي ، فقرع الباب فقام إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عريانا يجر ثوبه - والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده - فاعتنقه وقبله .
قلت : قد روي عن مالك جواز المصافحة وعليها جماعة من العلماء . وقد مضى ذلك في " يوسف " وذكرنا هناك حديث البراء بن عازب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما ونصيحة إلا ألقيت ذنوبهما بينهما .
قوله تعالى : فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم أي قريب صديق . قال مقاتل : نزلت في أبي سفيان بن حرب ، كان مؤذيا للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فصار له وليا بعد أن كان عدوا بالمصاهرة التي وقعت بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أسلم فصار وليا في الإسلام حميما بالقرابة . وقيل : هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام ، كان يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأمره الله تعالى بالصبر عليه والصفح عنه ، ذكره الماوردي . والأول ذكره الثعلبي والقشيري وهو أظهر ، لقوله تعالى : فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم . وقيل : كان هذا قبل الأمر بالقتال . قال ابن عباس : أمره الله تعالى في هذه الآية بالصبر عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة ، فإذا فعل الناس ذلك عصمهم الله من الشيطان ، وخضع لهم عدوهم . وروي أن رجلا شتم قنبرا مولى علي بن أبي طالب فناداه علي : يا قنبر ! دع شاتمك ، واله عنه ترضي الرحمن وتسخط الشيطان ، وتعاقب شاتمك ، فما عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه . وأنشدوا :
وللكف عن شتم اللئيم تكرما أضر له من شتمه حين يشتم
وقال آخر :
وما شيء أحب إلى سفيه إذا سب الكريم من الجواب
متاركة السفيه بلا جواب أشد على السفيه من السباب
وقال محمود الوراق :
سألزم نفسي الصفح عن كل مذنب وإن كثرت منه لدي الجرائم
فما الناس إلا واحد من ثلاثة شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأما الذي فوقي فأعرف قدره وأتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن إجابته عرضي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا تفضلت إن الفضل بالحلم حاكم
- الطبرى : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وقوله: ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ) يقول تعالى ذكره: ولا تستوي حسنة الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا, فأحسنوا في قولهم, وإجابتهم وبهم إلى ما دعاهم إليه من طاعته, ودعوا عباد الله إلى مثل الذي أجابوا ربهم إليه, وسيئة الذين قالوا: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فكذلك لا تستوي عند الله أحوالهم ومنازلهم, ولكنها تختلف كما وصف جلّ ثناؤه أنه خالف بينهما, وقال جلّ ثناؤه: ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ) فكرر لا والمعنى: لا تستوي الحسنة ولا السيئة, لأن كلّ ما كان غير مساو شيئا, فالشيء الذي هو له غير مساو غير مساويه, كما أن كل ما كان مساويا لشيء فالآخر الذي هو له مساو, مساو له, فيقال: فلان مساو فلانا, وفلان له مساو, فكذلك فلان ليس مساويا لفلان, لا فلان مساويا له, فلذلك كرّرت لا مع السيئة, ولو لم تكن مكرّرة معها كان الكلام صحيحا. وقد كان بعض نحويي البصرة يقول: يجوز أن يقال: الثانية زائدة; يريد: لا يستوي عبد الله وزيد, فزيدت لا توكيدا, كما قال لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ أي لأن يعلم, وكما قال: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ . وقد كان بعضهم ينكر قوله هذا في: لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ , وفي قوله: لا أُقْسِمُ فيقول: لا الثانية في قوله: لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أن لا يقدرون ردّت إلى موضعها, لأن النفي إنما لحق يقدرون لا العلم, كما يقال: لا أظنّ زيدا لا يقوم, بمعنى: أظن زيدا لا يقوم; قال: وربما استوثقوا فجاءوا به أوّلا وآخرا, وربما اكتفوا بالأول من الثاني.
وحُكي سماعا من العرب: ما كأني أعرفها: أي كأني لا أعرفها. قال: وأما " لا " في قوله لا أُقْسِمُ فإنما هو جواب, والقسم بعدها مستأنف, ولا يكون حرف الجحد مبتدأ صلة.
وإنما عنى يقوله.( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَة ) ولا يستوي الإيمان بالله والعمل بطاعته والشرك به والعمل بمعصيته.
وقوله: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) يقول تعالى ذكره لنبيّه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ادفع يا محمد بحلمك جهل من جهل عليك, وبعفوك عمن أساء إليك إساءة المسيء, وبصبرك عليهم مكروه ما تجد منهم, ويلقاك من قِبلهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في تأويله.
* ذكر من قال ذلك.
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب, والحلم والعفو عند الإساءة, فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان, وخضع لهم عدوُّهم, كأنه وليّ حميم.
وقال آخرون: معنى ذلك: ادفع بالسلام على من أساء إليك إساءته.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار, قال: ثنا أبو عامر, قال: ثنا سفيان, عن طلحة بن عمرو, عن عطاء ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال: بالسلام.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن عبد الكريم الجزري, عن مجاهد ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) قال: السلام عليك إذا لقيته.
وقوله: ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) يقول تعالى ذكره: افعل هذا الذي أمرتك به يا محمد من دفع سيئة المسيء إليك بإحسانك الذي أمرتك به إليه, فيصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة, كأنه من ملاطفته إياك. وبرّه لك, وليّ لك من بني أعمامك, قريب النسب بك, والحميم: هو القريب.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد. قال: ثنا سعيد, , عن قتادة ( كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) : أي كأنه وليّ قريب.
- ابن عاشور : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
عَطْفُ هذه الجملة له موقع عجيب ، فإنه يجوز أن يكون عطفاً على جملة { وَمَن أحْسَنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَا إلى الله } [ فصلت : 33 ] الخ تكملة لها فإن المعطوف عليها تضمنت الثناء على المؤمنين إثر وعيد المشركين وذمِّهم ، وهذه الجملة فيها بيان التفاوت بين مرتبة المؤمنين وحال المشركين ، فإن الحسنة اسم منقول من الصفة فتلمُّحُ الصفة مقارن له ، فالحسنة حالة المؤمنين والسيئة حالة المشركين ، فيكون المعنى كمعنى آيات كثيرة من هذا القبيل مثل قوله تعالى : { وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء } [ غافر : 58 ] ، فعطف هذه الجملة على التي قبلها على هذا الاعتبار يكون من عطف الجمل التي يجمعها غرض واحد وليس من عطف غرض على غرض . ويجوز أن تكون عطفاً على جملة { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تَغلبون } [ فصلت : 26 ] الواقعة بعد جملة { وقالوا قلوبنا في أكِنَّة مِمَّا تدعُونَا إليه } [ فصلت : 5 ] إلى قوله : { فاعمل إننا عاملون } [ فصلت : 5 ] فإن ذلك مثير في نفس النبي صلى الله عليه وسلم الضجر من إصرار الكافرين على كفرهم وعدم التأثر بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحق فهو بحال من تضيق طاقة صبره على سفاهة أولئك الكافرين ، فأردف الله ما تقدم بما يدفع هذا الضيق عن نفسه بقوله : { ولا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ ولا السيئة } الآية .
فالحسنة تعم جميع أفراد جنسها وأُولاها تبادراً إلى الأذهان حسنةُ الدعوة إلى الإسلام لما فيها من جمّ المنافع في الآخرة والدنيا ، وتشمل صفة الصفح عن الجفاء الذي يلقَى به المشركون دعوةَ الإسلام لأن الصفح من الإحسان ، وفيه ترك ما يثير حميتهم لدينهم ويقرب لين نفوس ذوي النفوس اللينة . فالعطف على هذا من عطف غرض على غرض ، وهو الذي يعبر عنه بعطف القصة على القصة ، وهي تمهيد وتوطئة لقوله عقبها { ادْفَع بالتي هِيَ أحْسَنُ } الآية .
وقد علمتَ غير مرة أن نفي الاستواء ونحوه بين شيئين يراد به غالباً تفضيل أحدهما على مُقابله بحسب دلالة السياق كقوله تعالى : { أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون } [ السجدة : 18 ] . وقوللِ الأعشى :
ما يُجْعَلُ الجُدُّ الضَّنُونُ الذي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِببِ الماطر
مِثلَ الفُراتيِّ إذَا مَا طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهرِ
فكان مقتضى الظاهر أن يقال : ولا تستوي الحسنة والسيئة ، دون إعادة { لا } النافية بعد الواو الثانية كما قال تعالى : { وما يستوي الأعمى والبصير } [ غافر : 58 ] ، فإعادة { لا } النافية تأكيد لأختها السابقة . وأحسن من اعتبار التأكيد أن يكون في الكلام إيجاز حذف مؤذن باحتباك في الكلام ، تقديره : وما تسْتوي الحسنة والسيئةُ ولا السيئة والحسنة . فالمراد بالأول نفي أن تلتحق فضائل الحسنة مساوىء السيئة ، والمراد بالثاني نفي أن تلتحق السيئة بشرف الحسنة . وذلك هو الاستواء في الخصائص ، وفي ذلك تأكيد وتقوية لنفي المساواة ليدل على أنه نفي تام بين الجنسين : جنسسِ الحسنة وجنس السيئة لا مبالغة فيه ولا مجازَ ، وقد تقدم الكلام على نظيره في سورة فاطر .
وفي التعبير بالحسنة والسيئة دون المُحسن والمسيء إشارة إلى أن كل فريق من هذين قد بلغ الغاية في جنس وصفه من إحسان وإساءة على طريقة الوصف بالمصدر ، وليتأتى الانتقال إلى موعظة تهذيب الأخلاق في قوله : { ادْفَع بالتي هي أحسن } ، فيشبه أن يكون إيثارُ نفي المساواة بين الحسنة والسيئة توطئةً للانتقال إلى قوله : { ادْفَعَ بالتي هي أحسن } .
وقوله : { ادْفَعَ بالتي هي أحسن } يجري موقعُه على الوجهين المتقدمين في عطف جملة { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة } .
فالجملة على الوجه الأول من وجهي موقع جملة { ولاَ تَسْتَوي الحسنة ولا السيئة } تخلص من غرض تفضيل الحسنة على السيئة إلى الأمر بخُلق الدفع بالتي هي أحسن لمناسبةِ أَن ذلك الدفع من آثار تفضيل الحسنة على السيئة إرشاداً من الله لرسوله وأمته بالتخلق بخلق الدفع بالحسنى . وهي على الوجه الثاني من وجهيْ موقع جملة { ولاَ تَسْتَوي الحسنة ولا السيئة } واقعة موقع النتيجة من الدليل والمقصدِ من المقدمة ، فمضمونها ناشىء عن مضمون التي قبلها .
وكلا الاعتبارين في الجملة الأولى مقتض أن تكون جملة { ادفَع بالتي هي أحْسَن } مفصولة غير معطوفة .
وإنما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك لأن منتهى الكمال البشري خُلُقُه كما قال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " . وقالت عائشة لما سئلت عن خلُقه ( كان خلقه القرآن ) لأنه أفضل الحكماء .
والإحسان كمال ذاتي ولكنه قد يكون تركه محموداً في الحدود ونحوها فذلك معنىً خاص . والكمال مطلوب لذاته فلا يعدل عنه ما استطاع ما لم يخش فوات كمال أعظم ، ولذلك قالت عائشة : «ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلاّ أن تُنتهك حرمات الله فيغضب لله» . وتخلُّقُ الأمة بهذا الخلق مرغوب فيه قال تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على اللَّه } [ الشورى : 40 ] .
وروى عياض في «الشفاء» وهو مما رواه ابن مردويه عن جابر بن عبد الله وابنُ جرير في «تفسيره» لما نزل قوله تعالى : { خذ العفو } [ الأعراف : 199 ] سألَ النبيءُ صلى الله عليه وسلم جبريلَ عن تأويلها فقال له : حتى أسأل العالِم ، فأتاه فقال : « يا محمد إن الله يأمرك أن تَصِل من قطعك وتُعطيَ من حَرمَك وتعفوَ عمن ظلمك» .
ومفعول { ادْفَع } محذوف دل عليه انحصار المعنى بين السيئة والحسنة ، فلما أمر بأن تكون الحسنة مدفوعاً بها تعيّن أن المدفوع هو السيئة ، فالتقدير : ادفع السيئة بالتي هي أحسن كقوله تعالى : { ويدرءون بالحسنة السيئة } في سورة الرعد ( 22 ) وقوله : { ادفع بالتي هي أحسن السيئة } في سورة المؤمنين ( 96 ) .
و { التي هي أحسن } هي الحسنة ، وإنما صيغت بصيغة التفضيل ترغيباً في دفع السيئة بها لأن ذلك يشق على النفس فإن الغضب من سوء المعاملة من طباع النفس وهو يبعث على حب الانتقام من المسيء فلما أُمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجازي السيئة بالحسنة أشير إلى فضل ذلك .
وقد ورد في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم « ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح » . وقد قيل : إن ذلك وصفه في التوراة . وفرع على هذا الأمر قوله : { فَإِذَا الذي بَيْنَك وبينه عداوة كأنَّه وليٌّ حَمِيمٌ } لبيان ما في ذلك الأمر من الصلاح ترويضاً على التخلق بذلك الخُلق الكريم ، وهو أن تكون النفس مصدراً للإحسان . ولما كانت الآثار الصالحة تدل على صلاح مَثَارِها . وأَمَرَ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالدفع بالتي هي أحسن أردفه بذكر بعض محاسنه وهو أن يصير العدو كالصديق ، وحُسن ذلك ظاهر مقبول فلا جرم أن يدل حُسنه على حسن سببه .
ولذكر المُثُل والنتائج عقب الإرشاد شأن ظاهر في تقرير الحقائق وخاصة التي قد لا تقبلها النفوس لأنها شاقة عليها ، والعداوة مكروهة والصداقة والولاية مرغوبة ، فلما كان الإحسان لمن أساء يدنيه من الصداقة أو يُكسبه إياها كان ذلك من شواهد مصلحة الأمر بالدفع بالتي هي أحسن .
و ( إذا ) للمفاجأة ، وهي كناية عن سرعة ظهور أثر الدفع بالتي هي أحسن في انقلاب العدوّ صديقاً . وعدل عن ذكر العَدوّ معرفاً بلام الجنس إلى ذكره باسم الموصول ليتأتى تنكير عداوة للنوعية وهو أصل التنكير فيصدق بالعداوة القوية ودونِها ، كما أن ظرف { بَيْنَك وبَيْنَه } يصدق بالبين القريب والبين البعيد ، أعني ملازمة العداوة أو طُرُوَّها .
وهذا تركيب من أعلى طَرَف البلاغة لأنه يجمع أحوال العداوات فيعلم أن الإِحسان ناجع في اقتلاع عداوة المحسَن إليه للمحِسِن على تفاوت مراتب العداوة قوة وضعفاً ، وتمكناً وبعداً ، ويعلم أنه ينبغي أن يكون الإحسان للعدوّ قوياً بقدر تمكن عداوته ليكون أنجع في اقتلاعها . ومن الأقوال المشهورة : النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها .
والتشبيه في قوله : { كأنَّه وليُّ حَميمٌ } ، تشبيه في زوال العداوة ومخالطة شوائب المحبة ، فوجه الشبه هو المصافاة والمقاربة وهو معنى متفاوتُ الأحوال ، أي مقول على جنسه بالتشكيك على اختلاف تأثر النفس بالإِحسان وتفاوت قوة العداوة قبلَ الإحسان ، ولا يبلغ مبلغ المشبَّه به إذ من النادر أن يصير العدوّ وليّاً حميماً ، فإنْ صاره فهو لعوارض غير داخلة تحت معنى الإِسراع الذي آذنتْ به ( إذا ) الفجائية . والعداوةُ التي بين المشركين وبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة في الدين ، فالمعنى : فإذا الذي بينك وبينه عداوة لكفره ، فلذلك لا تشمل الآية من آمنوا بعدَ الكفر فزالت عداوتهم للنبيء صلى الله عليه وسلم لأجل إيمانهم كما زالت عداوة عمر رضي الله عنه بعد إسلامه حتى قال يوماً للنبيء صلى الله عليه وسلم لأنتَ أحب إليّ من نفسي التي بين جنَبيَّ ، وكما زالت عداوة هند بنت عتبة زوج أبي سفيان إذ قالت للنبيء صلى الله عليه وسلم ما كان أهل خِباءٍ أحبُّ إليّ من أن يذلُّوا مِن أهل خبائك واليومَ ما أهلُ خِباء أحبُّ إليَّ من أن يعِزُّوا من أهل خبائك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم وأيضاً ، أي وستزيدِين حباً .
وعن مقاتل : أنه قال : هذه الآية نزلت في أبي سفيان كان عدواً للنبيء صلى الله عليه وسلم في الجاهلية فصار بعد إسلامه ولياً مصافياً . وهو وإن كان كما قالوا فلا أحسب أن الآية نزلت في ذلك لأنها نزلت في اكتساب المودة بالإِحسان .
والولي : اسم مشتق من الوَلاية بفتح الواو ، والولاء ، وهو : الحليف والناصر ، وهو ضد العدو ، وتقدم في غير آية من القرآن .
والحميم : القريب والصديق . ووجه الجمع بين { وَلِيٌّ حَمِيمٌ } أنه جمَع خصلتين كلتاهما لا تجتمع مع العداوة وهما خصلتا الولاية والقرابة .
- إعراب القرآن : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
«وَلا» الواو حرف استئناف ولا نافية «تَسْتَوِي» مضارع «الْحَسَنَةُ» فاعله والجملة مستأنفة «وَلَا السَّيِّئَةُ» معطوف على الحسنة «ادْفَعْ» أمر فاعله مستتر «بِالَّتِي» متعلقان بالفعل «هِيَ أَحْسَنُ» مبتدأ وخبر والجملة الاسمية صلة «فَإِذَا» الفاء الفصيحة وإذا الفجائية «الَّذِي» مبتدأ «بَيْنَكَ» متعلقان بخبر مقدم محذوف «وَبَيْنَهُ» معطوف على بينك «عَداوَةٌ» مبتدأ مؤخر والجملة صلة «كَأَنَّهُ» كأن واسمها «وَلِيٌّ» خبرها «حَمِيمٌ» صفة والجملة الاسمية خبر الذي.
- English - Sahih International : And not equal are the good deed and the bad Repel [evil] by that [deed] which is better; and thereupon the one whom between you and him is enmity [will become] as though he was a devoted friend
- English - Tafheem -Maududi : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ(41:34) (O Prophet), good and evil are not equal. Repel (evil) with that which is good, and you will see that he, between whom and you there was enmity, shall become as if he were a bosom friend (of yours). *37
- Français - Hamidullah : La bonne action et la mauvaise ne sont pas pareilles Repousse le mal par ce qui est meilleur; et voilà que celui avec qui tu avais une animosité devient tel un ami chaleureux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Nicht gleich sind die gute Tat und die schlechte Tat Wehre mit einer Tat die besser ist die schlechte ab dann wird derjenige zwischen dem und dir Feindschaft besteht so als wäre er ein warmherziger Freund
- Spanish - Cortes : No es igual obrar bien y obrar mal ¡Repele con lo que sea mejor y he aquí que aquél de quien te separe la enemistad se convetirá en amigo ferviente
- Português - El Hayek : Jamais poderão equipararse a bondade e a maldade Retribui ó Mohammad o mal da melhor forma possível e eis queaquele que nutria inimizade por ti converterseá em íntimo amigo
- Россию - Кулиев : Не равны добро и зло Оттолкни зло тем что лучше и тогда тот с кем ты враждуешь станет для тебя словно близкий любящий родственник
- Кулиев -ас-Саади : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
Не равны добро и зло. Оттолкни зло тем, что лучше, и тогда тот, с кем ты враждуешь, станет для тебя словно близкий любящий родственник.Благодеяния и повиновение, совершенные ради того, чтобы снискать благосклонность Аллаха, не равны грехам и ослушанию, которые вызывают Его гнев. Добродетель и злодеяния - не одно и то же. Их сущность, их проявления и воздаяние за них - не одно и то же. Всевышний сказал: «Воздают ли за добро иначе, чем добром?» (55:60). Затем Господь упомянул об особой форме добродетели, которая занимает важное место в религии Аллаха. Это - умение отвечать добром на зло. Если кто-либо из людей сказал или сделал тебе нечто плохое, то ответь ему добром, особенно, если это - твой родственник, знакомый или иной человек, перед которым твои обязанности велики. Если он порвал с тобой, то помирись с ним; если он обидел тебя, то прости его; если он дурно отозвался о тебе в твоем присутствии или без тебя, то не отвечай ему тем же, а будь вежлив и снисходителен к нему; если он избегает тебя и не желает разговаривать с тобой, то скажи ему доброе слово и не упускай случая поздороваться с ним. Воистину, если ты отринешь зло добром, то обретешь великое благо, и тогда даже твой супостат станет относиться к тебе так, как нежно любящий родственник.
- Turkish - Diyanet Isleri : İyilik ve fenalık bir değildir Ey inanan kişi Sen fenalığı en güzel şekilde sav; o zaman seninle arasında düşmanlık bulunan kişinin yakın bir dost gibi olduğunu görürsün
- Italiano - Piccardo : Non sono certo uguali la cattiva [azione] e quella buona Respingi quella con qualcosa che sia migliore colui dal quale ti divideva l'inimicizia diventerà un amico affettuoso
- كوردى - برهان محمد أمين : بێگومان چاکه و خراپه وهک یهک نین تۆ ئهی باوهڕدار بهجوانترین و چاکترین شێوه بهرهنگاری خراپه و نادروستی بکه ئهو کاته ئیتر دهبینیت ئهوهی که له نێوان تۆ و ئهودا دوژمنایهتی و ساردیهک ههیه دهبێته دۆستێکی دڵسۆز و گیانی بهگیانی
- اردو - جالندربرى : اور بھلائی اور برائی برابر نہیں ہوسکتی۔ تو سخت کلامی کا ایسے طریق سے جواب دو جو بہت اچھا ہو ایسا کرنے سے تم دیکھو گے کہ جس میں اور تم میں دشمنی تھی گویا وہ تمہارا گرم جوش دوست ہے
- Bosanski - Korkut : Dobro i zlo nisu isto Zlo dobrim uzvrati pa će ti dušmanin tvoj odjednom prisni prijatelj postati
- Swedish - Bernström : Den goda handlingen och den dåliga handlingen kan inte ställas sida vid sida Jaga bort [den dåliga handlingen] med en bättre den som var din fiende kan bli din nära vän
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan tidaklah sama kebaikan dan kejahatan Tolaklah kejahatan itu dengan cara yang lebih baik maka tibatiba orang yang antaramu dan antara dia ada permusuhan seolaholah telah menjadi teman yang sangat setia
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
(Dan tidaklah sama kebaikan dan kejahatan) dalam tingkatan rinciannya, karena sebagian daripada keduanya berada di atas sebagian yang lain. (Tolaklah) kejahatan itu (dengan cara) yakni dengan perbuatan (yang lebih baik) seperti marah, imbangilah dengan sabar, bodoh imbangilah dengan santunan, dan perbuatan jahat imbangilah dengan lapang dada atau pemaaf (maka tiba-tiba orang yang antaramu dan antara dia ada permusuhan seolah-olah menjadi teman yang setia) maka jadilah yang dulunya musuhmu kini menjadi teman sejawat dalam hal saling kasih mengasihi, jika kamu mempunyai sikap seperti tersebut. Lafal Al Ladzii Mubtada, dan Ka-annahu adalah Khabarnya, lafal Idzaa menjadi Zharaf bagi makna Tasybih.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : সমান নয় ভাল ও মন্দ। জওয়াবে তাই বলুন যা উৎকৃষ্ট। তখন দেখবেন আপনার সাথে যে ব্যক্তির শুত্রুতা রয়েছে সে যেন অন্তরঙ্গ বন্ধু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நன்மையும் தீமையும் சமமாக மாட்டா நீங்கள் தீமையை நன்மையைக் கொண்டே தடுத்துக் கொள்வீராக அப்பொழுது யாருக்கும் உமக்கிடையே பகைமை இருந்ததோ அவர் உற்ற நண்பரே போல் ஆகிவிடுவார்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และความดีและความชั่วนั้นหาเท่าเทียมกันไม่ เจ้าจงขับไล่ ความชั่ว ด้วยสิ่งที่มันดีกว่า แล้วเมื่อนั้นผู้ที่ระหว่างเจ้ากับระหว่างเขาเคยเป็นอริกันก็จะกลับกลายเป็นเยี่ยงมิตรที่สนิทกัน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Яхшилик билан ёмонлик баробар бўлмас Сен яхшилик бўлган нарса ила даф қил Кўрибсанки сен билан орасида адовати бор кимса худди содиқ дўстдек бўлур Бу Ислом даъватчилари учун жуда ҳам зарур бир сифатдир Ҳар бир нарсани ёмонлик билан эмас фақат яхшилик билан қарши олиш даражасига етган даъватчигина катта муваффақиятларга эришади Аммо бу сифатга эришиш осон эмас
- 中国语文 - Ma Jian : 善恶不是一样的。你应当以最优美的品行去对付恶劣的品行,那末,与你相仇者,忽然间会变得亲如密友。
- Melayu - Basmeih : Dan tidaklah sama kesannya dan hukumnya perbuatan yang baik dan perbuatan yang jahat Tolaklah kejahatan yang ditujukan kepadamu dengan cara yang lebih baik; apabila engkau berlaku demikian maka orang yang menaruh rasa permusuhan terhadapmu dengan serta merta akan menjadi seolaholah seorang sahabat karib
- Somali - Abduh : Mana eka Wanaag iyo Xumaan reebna oo bixi arrinta fiican markaas waxaa soobixi in midkii col idin dhexyiil uu noqon sokeeye iyo saaxiib
- Hausa - Gumi : Kuma kyautatãwa bã ta daidaita kuma haka mũnanãwa Ka tunkuɗe cũta da abin da yake mafi kyau sai ga shi wanda akwai ƙiyayya a tsakaninka da tsakaninsa kamar dai shi majibinci ne masoyi
- Swahili - Al-Barwani : Mema na maovu hayalingani Pinga uovu kwa lilio jema zaidi Hapo yule ambaye baina yako naye pana uadui atakuwa kama rafiki jamaa wa kukuonea uchungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nuk barazohet e mira dhe e keqja Të keqen ktheje me të mirë e atëherë – armiku yt do të të bëhet menjëherë mik i ngushtë
- فارسى - آیتی : خوبى و بدى برابر نيستند. همواره به نيكوترين وجهى پاسخ ده، تا كسى كه ميان تو و او دشمنى است چون دوست مهربان تو گردد.
- tajeki - Оятӣ : Хубиву бадӣ баробар нестанд. Ҳамеша ба некӯтарин тарзе ҷавоб деҳ, то касе, ки миёни туву ӯ душманӣ аст, чун дӯсти меҳрубони ту гардад.
- Uyghur - محمد صالح : ياخشى ئىش بىلەن يامان ئىش باراۋەر بولمايدۇ، ياخشى خىسلەت ئارقىلىق (يامان خىسلەتكە) تاقابىل تۇرغىن، (شۇنداق قىلساڭ) سەن بىلەن ئۆزىنىڭ ئارىسىدا ئاداۋەت بار ئادەم گويا سىرداش دوستۇڭدەك بولۇپ قالىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നന്മയും തിന്മയും തുല്യമാവുകയില്ല. തിന്മയെ ഏറ്റവും നല്ല നന്മകൊണ്ട് തടയുക. അപ്പോള് നിന്നോട് ശത്രുതയില് കഴിയുന്നവന് ആത്മമിത്രത്തെപ്പോലെയായിത്തീരും.
- عربى - التفسير الميسر : ولا تستوي حسنه الذين امنوا بالله واستقاموا على شرعه واحسنوا الى خلقه وسيئه الذين كفروا به وخالفوا امره واساووا الى خلقه ادفع بعفوك وحلمك واحسانك من اساء اليك وقابل اساءته لك بالاحسان اليه فبذلك يصير المسيء اليك الذي بينك وبينه عداوه كانه قريب لك شفيق عليك وما يوفق لهذه الخصله الحميده الا الذين صبروا انفسهم على ما تكره واجبروها على ما يحبه الله وما يوفق لها الا ذو نصيب وافر من السعاده في الدنيا والاخره
*37) To understand the full significance of these words also, one should keep in view the conditions in which the Holy Prophet and, through him, his followers were given this instruction. The conditions were that the invitation to the Truth was being resisted and opposed with extreme stubbornness and severe antagonism, in which All bounds of morality, humanity and decency were being transgressed. Every sort of lie was being uttered against the Holy Prophet and his Companions; every kind of evil device was being employed to defame him and to create suspicions against him in the minds of the people; every kind of accusation was being levelled against him and a host of the propagandists were busy creating doubts against him in the hearts; in short, he and his Companions were being persecuted in every possible way because of which a substantial number of the Muslims had been compelled to emigrate from the country. Then the programme that had been prepared to stop him from preaching was that a hand of the mischievous people was set behind him, who would raise such a hue and cry that no one should be able to hear anything as soon as he opened his mouth to preach his message. In such discouraging conditions when apparently every way of extending invitation to Islam seemed to be blocked, the Holy Prophet was taught this recipe for breaking the opposition. First, it was said that goodness and evil are not equal, as if to say: "Although apparently your opponents might have raised a dreadful storm of mischief and evil, as against which goodness might seem absolutely helpless and powerless, yet evil in itself has a weakness which ultimately causes its own destruction. For as long as man is man, his nature cannot help hating evil. Not only the companions of evil, even its own upholders know in their hearts that they arc liars and wicked people and arc being stubborn for selfish motives. Not to speak of creating dignity and honour for them in the hearts of others, it lowers them in their own esteem, and causes their morale to be weakened and destroyed in the event of every conflict. As against this evil, the good which appears to be utterly helpless and powerless, goes on operating and working and it becomes dominant in the long run. For, in the first place, the good has a power of its own which wins the hearts and no man however perverted and corrupted, can help esteeming it in his own heart. Then, when the good and evil are engaged in a face to face conflict and their nature and merits become apparent and known, after a long drawn out struggle, not many people would be Ieft, who would not start hating the evil and admiring the good. Second, it was said that evil should be resisted not by the mere good but' by a superior good, as if to say: "If a person treats you unjustly and you forgive him, it is the mere good. The superior good is that you treat the one who iII-treats you wich kindness and lout. " The result would be that "your worst enemy would become your closest friend," for that is human nature itself. If you remain quiet in response to an abuse, it will be mere goodness but it will not silence the abuser. But if you express good wishes for him in response to his abuses, even the most shameless opponent will feel ashamed, and then would hardly ever be able to employ invectives against you. If a person doesn't miss any opportunity to harm you, and you go on tolerating his excesses, it may well make him even bolder in his mischiefs. But if on an occasion he gets into trouble and you come to his rescue, he will fall down at your feet, for no mischief can hold out against goodness. However, it would be wrong to take this general principle in the meaning that every enemy will necessarily become a close friend when you have treated him with the superior good. There are such wicked people also in the world, whose inimical nature will never change for the better no matter how tolerantly you may overlook their excesses and how benevolently you may react and respond to every evil committed by them. But such devil-incarnates are as few in the world as the embodiments of goodness are.