- عربي - نصوص الآيات عثماني : سَنُرِيهِمْ ءَايَٰتِنَا فِى ٱلْءَافَاقِ وَفِىٓ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ شَهِيدٌ
- عربى - نصوص الآيات : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ۗ أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد
- عربى - التفسير الميسر : سَنُري هؤلاء المكذبين آياتنا من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان، وفي أقطار السماوات والأرض، وما يحدثه الله فيهما من الحوادث العظيمة، وفي أنفسهم وما اشتملت عليه من بديع آيات الله وعجائب صنعه، حتى يتبين لهم من تلك الآيات بيان لا يقبل الشك أن القرآن الكريم هو الحق الموحَى به من رب العالمين. أولم يكفهم دليلا على أن القرآن حق، ومَن جاء به صادق، شهادة الله تعالى؟ فإنه قد شهد له بالتصديق، وهو على كل شيء شهيد، ولا شيء أكبر شهادة من شهادته سبحانه وتعالى.
- السعدى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
فإن قلتم، أو شككتم بصحته وحقيقته، فسيقيم اللّه لكم، ويريكم من آياته في الآفاق كالآيات التي في السماء وفي الأرض، وما يحدثه اللّه تعالى من الحوادث العظيمة، الدالة للمستبصر على الحق.
{ وَفِي أَنْفُسِهِمْ } مما اشتملت عليه أبدانهم، من بديع آيات اللّه وعجائب صنعته، وباهر قدرته، وفي حلول العقوبات والمثلات في المكذبين، ونصر المؤمنين. { حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ } من تلك الآيات، بيانًا لا يقبل الشك { أَنَّهُ الْحَقُّ } وما اشتمل عليه حق.
وقد فعل تعالى، فإنه أرى عباده من الآيات، ما به تبين لهم أنه الحق، ولكن اللّه هو الموفق للإيمان من شاء، والخاذل لمن يشاء.
{ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي: أولم يكفهم على أن القرآن حق، ومن جاء به صادق، بشهادة اللّه تعالى، فإنه قد شهد له بالتصديق، وهو أصدق الشاهدين، وأيده، ونصره نصرًا متضمنًا لشهادته القولية، عند من شك فيها.
- الوسيط لطنطاوي : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
ثم بين - سبحانه - أن حكمته قد اقتضت أن يطلع الناس فى كل زمان ومكان على دلائل وحدانيته وقدرته ، وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عنه ، فقال : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفاق وفي أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق . . ) .
والمراد بالآيات فى قوله ( آيَاتِنَا ) : الدلائل والبراهين الدالة على وحدانيته - سبحانه - وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم .
والآفاق : جمع أفق - كأعناق جمع عنق - وهو الناحية والجهة ، يقال : أفق فلان يأفق - كضرب يضرب - إذا سار فى آفاق الأرض وجهاتها المتعددة .
والمعنى : سنطلع الناس على دلائل وحدانيتنا وقدرتنا فى أقطارا لسموات والأرض ، من شمس وقمر ونجوم ، وليل ونهار ، ورياح وأمطار ، وزرع وثمار ، ورعد وبرق وصواعق ، وجبال وبحار .
سنطلعهم على مظاهر قدرتنا فى هذه الأشياء الخارجية التى يرونها بأعينهم ، كما سنطلعهم على آثار قدرتنا فى أنفسهم عن طريق ما أودعنا فيهم من حواس وقوى ، وعقل ، وروح ، وعن طريق ما يصيبهم من خير وشر ، ونعمة ونقمة .
ولقد صدق الله - تعالى - وعده ، ففى كل يوم بل فى كل ساعة ، يطلع الناس على أسرار جديدة فى هذا الكون الهائل ، وفى أنفسهم .
. وكلها تدل على وحدانيته - تعالى - وقدرته ، وعلى صحة دين الإِسلام الذى جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام .
وقوله - تعالى - : ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ على كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) استئناف مسوق لتوبيخ الكافرين على عنادهم مع ظهور الأدلة على أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند ربه هو الحق المبين .
والهمزة للإِنكار ، والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام ، والباء مزيدة للتأكيد ، وقوله ( بربك ) فاعل كفى .
والمعنى : ألم يغن هؤلاء الجاحدين عن الآيات الموعودة الدالة على صحة هذا الدين ، أن ربك - أيها الرسول الكريم - شهيد على كل شئ ، وعلى أنك صاقد فيما تبلغه عنه . . بلى إن فى شهادة ربك وعلمه بكل شئ ما يغنيك عن كل شئ سواه .
- البغوى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
( سنريهم آياتنا في الآفاق ) قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : يعني منازل الأمم الخالية . ( وفي أنفسهم ) بالبلاء والأمراض .
وقال قتادة : في الآفاق يعني : وقائع الله في الأمم ، وفي أنفسهم يوم بدر .
وقال مجاهد ، والحسن ، والسدي : " في الآفاق " : ما يفتح من القرى على محمد - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، " وفي أنفسهم " : فتح مكة . ( حتى يتبين لهم أنه الحق ) يعني : دين الإسلام . وقيل : القرآن يتبين لهم أنه من عند الله . وقيل : محمد - صلى الله عليه وسلم - يتبين لهم أنه مؤيد من قبل الله تعالى .
وقال عطاء وابن زيد : " في الآفاق " يعني : أقطار السماء والأرض من الشمس والقمر والنجوم والنبات والأشجار والأنهار . " وفي أنفسهم " من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ، حتى يتبين لهم أنه الحق .
( أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) قال مقاتل : أولم يكف بربك شاهدا أن القرآن من الله تعالى . قال الزجاج : معنى الكفاية هاهنا : أن الله - عز وجل - قد بين من الدلائل ما فيه كفاية ، يعني : أولم يكف بربك ؛ لأنه على كل شيء شهيد ، شاهد لا يغيب عنه شيء .
- ابن كثير : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
ثم قال : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ) أي : سنظهر لهم دلالاتنا وحججنا على كون القرآن حقا منزلا من عند الله ، عز وجل ، على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بدلائل خارجية ( في الآفاق ) ، من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان .
قال مجاهد ، والحسن ، والسدي : ودلائل في أنفسهم ، قالوا : وقعة بدر ، وفتح مكة ، ونحو ذلك من الوقائع التي حلت بهم ، نصر الله فيها محمدا وصحبه ، وخذل فيها الباطل وحزبه .
ويحتمل أن يكون المراد من ذلك ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد والأخلاط والهيئات العجيبة ، كما هو مبسوط في علم التشريح الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى . وكذلك ما هو مجبول عليه من الأخلاق المتباينة ، من حسن وقبيح وبين ذلك ، وما هو متصرف فيه تحت الأقدار التي لا يقدر بحوله ، وقوته ، وحيله ، وحذره أن يجوزها ، ولا يتعداها ، كما أنشده ابن أبي الدنيا في كتابه " التفكر والاعتبار " ، عن شيخه أبي جعفر القرشي :
وإذا نظرت تريد معتبرا فانظر إليك ففيك معتبر أنت الذي يمسي ويصبح في
الدنيا وكل أموره عبر أنت المصرف كان في صغر
ثم استقل بشخصك الكبر أنت الذي تنعاه خلقته
ينعاه منه الشعر والبشر أنت الذي تعطى وتسلب لا
ينجيه من أن يسلب الحذر أنت الذي لا شيء منه له
وأحق منه بماله القدر
وقوله تعالى : ( حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ) ؟ أي : كفى بالله شهيدا على أفعال عباده وأقوالهم ، وهو يشهد أن محمدا صادق فيما أخبر به عنه ، كما قال : ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ) [ النساء : 166 ] .
- القرطبى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
قوله تعالى : سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم أي علامات وحدانيتنا وقدرتنا في الآفاق يعني خراب منازل الأمم الخالية وفي أنفسهم بالبلايا والأمراض . وقال ابن زيد : " في الآفاق " آيات السماء " وفي أنفسهم " حوادث الأرض . وقال مجاهد : في الآفاق فتح القرى ، فيسر الله - عز وجل - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللخلفاء من بعده وأنصار دينه في آفاق الدنيا وبلاد المشرق والمغرب عموما ، وفي ناحية المغرب خصوصا من الفتوح التي لم يتيسر أمثالها لأحد من خلفاء الأرض قبلهم ، ومن الإظهار على الجبابرة والأكاسرة وتغليب قليلهم على كثيرهم ، وتسليط ضعفائهم على أقويائهم ، وإجرائه على أيديهم أمورا خارجة عن المعهود خارقة للعادات " وفي أنفسهم " فتح مكة . وهذا اختيار الطبري . وقاله المنهال بن عمرو والسدي . وقال قتادة والضحاك : " في الآفاق " وقائع الله في الأمم " وفي أنفسهم " يوم بدر . وقال عطاء وابن زيد أيضا في الآفاق يعني أقطار السماوات والأرض من الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والرياح والأمطار والرعد والبرق والصواعق والنبات والأشجار والجبال والبحار وغيرها . وفي الصحاح : الآفاق النواحي ، واحدها أفق ، وأفق مثل عسر وعسر ، ورجل أفقي بفتح الهمزة والفاء : إذا كان من آفاق الأرض . حكاه أبو نصر . وبعضهم يقول : أفقي بضمها وهو القياس . وأنشد غير الجوهري :
أخذنا بآفاق السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع
وفي أنفسهم من لطيف الصنعة وبديع الحكمة حتى سبيل الغائط والبول ، فإن الرجل يشرب ويأكل من مكان واحد ويتميز ذلك من مكانين ، وبديع صنعة الله وحكمته في عينيه اللتين هما قطرة ماء ينظر بهما من السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام ، وفي أذنيه اللتين يفرق بهما بين الأصوات المختلفة . وغير ذلك من بديع حكمة الله فيه . وقيل : وفي أنفسهم من كونهم نطفا إلى غير ذلك من انتقال أحوالهم كما تقدم في ( المؤمنون ) بيانه . وقيل : المعنى سيرون ما أخبرهم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفتن وأخبار الغيوب
حتى يتبين لهم أنه الحق فيه أربعة أوجه : [ أحدها ] أنه القرآن . [ الثاني ] الإسلام جاءهم به الرسول ودعاهم إليه . [ الثالث ] أن ما يريهم الله ويفعل من ذلك هو الحق . [ الرابع ] أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - هو الرسول الحق .
أولم يكف بربك في موضع رفع بأنه فاعل ب " يكف " و " أنه " بدل من ربك ، فهو رفع إن قدرته بدلا على الموضع ، وجر إن قدرته بدلا على اللفظ . ويجوز أن يكون نصبا بتقدير حذف اللام ، والمعنى أولم يكفهم ربك بما دلهم عليه من توحيده ; لأنه على كل شيء شهيد وإذا شهده جازى عليه . وقيل : المعنى أولم يكف بربك في معاقبته الكفار . وقيل : المعنى أولم يكف بربك يا محمد أنه شاهد على أعمال الكفار . وقيل : أولم يكف بربك شاهدا على أن القرآن من عند الله . وقيل : أولم يكف بربك أنه على كل شيء مما يفعله العبد شهيد ، والشهيد بمعنى العالم ، أو هو من الشهادة التي هي الحضور
- الطبرى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
القول في تأويل قوله تعالى : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)
يقول تعالى ذكره: سنري هؤلاء المكذّبين, ما أنـزلنا على محمد عبدنا من الذكر, آياتنا في الآفاق.
واختلف أهل التأويل في معنى الآيات التي وعد الله هؤلاء القوم أن يريهم, فقال بعضهم: عني بالآيات في الآفاق وقائع النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بنواحي بلد المشركين من أهل مكة وأطرافها, وبقوله: ( وَفِي أَنْفُسِهِمْ ) فتح مكة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كريب, قال: ثنا ابن يمان, عن سفيان, عن عمرو بن دينار, عن عمرو بن أبي قيس, عن المنهال, في قوله: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ ) قال: ظهور محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على الناس.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ ) يقول: ما نفتح لك يا محمد من الآفاق ( وَفِي أَنْفُسِهِمْ ) في أهل مكة, يقول: نفتح لك مكة.
وقال آخرون: عنى بذلك أنه يريهم نجوم الليل وقمره, وشمس النهار, وذلك ما وعدهم أنه يريهم في الآفاق. وقالوا: عنى بالآفاق: آفاق السماء, وبقوله: ( وَفِي أَنْفُسِهِمْ ) سبيل الغائط والبول.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ ) قال: آفاق السموات: نجومها وشمسها وقمرها اللاتي يجرين, وآيات فى أنفسهم أيضا.
وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الأول, وهو ما قاله السديّ, وذلك أن الله عزّ وجلّ وعد نبيّه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن يري هؤلاء المشركين الذين كانوا به مكذّبين آيات في الآفاق, وغير معقول أن يكون تهدّدهم بأن يريهم ما هم راءوه, بل الواجب أن يكون ذلك وعدا منه لهم أن يريهم ما لم يكونوا راؤه قبل من ظهور نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على أطراف بلدهم وعلى بلدهم, فأما النجوم والشمس والقمر, فقد كانوا يرونها كثيرا قبل وبعد ولا وجه لتهددهم بأنه يريهم ذلك.
وقوله: ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ) يقول جلّ ثناؤه: أري هؤلاء المشركين وقائعنا بأطرافهم وبهم حتى يعلموا حقيقة ما أنـزلنا إلى محمد, وأوحينا إليه من الوعد له بأنا مظهرو ما بعثناه به من الدين على الأديان كلها, ولو كره المشركون.
وقوله: ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) يقول تعالى ذكره: أولم يكف بربك يا محمد أنه شاهد على كل شيء مما يفعله خلقه, لا يعزب عنه علم شيء منه, وهو مجازيهم على أعمالهم, المحسن بالإحسان, والمسيء جزاءه.
وفي قوله: ( أنَّهُ ) وجهان:
أحدهما: أن يكون في موضع خفض على وجه تكرير الباء, فيكون معنى الكلام حينئذ: أولم يكف بربك بأنه على كلّ شيء شهيد؟ والآخر: أن يكون في موضع رفع رفعا, بقوله: يكف, فيكون معنى الكلام: أولم يكف بربك شهادته على كل شيء.
- ابن عاشور : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)
{ بَعِيدٍ * سَنُرِيهِمْ ءاياتنا فِى الافاق وفى أَنفُسِهِمْ حتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحق أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ على كُلِّ } .
أعقب الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين ما فيه تخويفهم من عواقب الشقاق على تقدير أن يكون القرآن من عند الله وهم قد كفروا به إلى آخر ما قرر آنفاً ، بأن وَعَدَ رسوله صلى الله عليه وسلم على سبيل التسلية والبشارة بأن الله سيغمر المشركين بطائفة من آياته ما يتبيّنون به أن القرآن من عند الله حقاً فلا يسعهم إلا الإيمان به ، أي أن القرآن حقّ بَيِّنٌ غير محتاج إلى اعترافهم بحقيته ، وستظهر دلائل حقّيّته في الآفاق البعيدة عنهم وفي قبيلتهم وأنفسهم فتتظاهر الدلائل على أنّه الحق فلا يجدوا إلى إنكارها سبيلاً ، والمراد : أنهم يؤمنون به يومئذٍ مع جميع من يؤمن به . وفي هذا الوعد للرّسول صلى الله عليه وسلم تعريض بهم إذْ يسمعونه على طريقة : فاسمعي يا جارة .
فموقع هذه الجملة بصريحها وتعريضها من الجملة التي قبلها موقع التعليل لأمر الرّسول صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ما أمر به ، والتعليل راجع إلى إحالتهم على تشكيكهم في موقفهم للطعن في القرآن . وقد سكت عما يترتب على ظهور الآيات في الآفاق وفي أنفسهم المبينة أن القرآن حقّ لأن ما قبله من قوله : { أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد } [ فصلت : 52 ] ينبىء عن تقديره ، أي لا يسعهم إلا الإيمان بأنه حق فمن كان منهم شاكّاً من قبلُ عن قلة تبصر حصل له العلم بعد ذلك ، ومن كان إنّما يكفر عناداً واحتفاظاً بالسيادة افتضح بهتانه وسفَّهه جيرانه . وكلاهما قد أفات بتأخير الإيمان خيراً عظيماً من خير الآخرة بما أضاعه من تزود ثواب في مدة كفره ومن خير الدّنيا بما فاته من شرف السبق بالإيمان والهجرة كما قال تعالى : { لا يستوي منكم من أنفقَ مِن قبللِ الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعدُ وقاتلوا وكلاَّ وعد الله الحسنى } [ الحديد : 10 ] .
وفي هذه الآية طرف من الإعجاز بالإخبار عن الغيب إذ أخبرتْ بالوعد بحصول النصر له ولدينه وذلك بما يسَّر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولخلفائه مِن بعده في آفاق الدّنيا والمشرق والمغرب عامة وفي بَاحة العرب خاصة من الفتوح وثباتها وانطباع الأمم بها ما لم تتيسر أمْثالها لأحد من ملوك الأرض والقياصرة والأكاسرة على قلة المسلمين إن نسب عددهم إلى عدد الأمم التي فتحوا آفاقها بنشر دعوة الإسلام في أقطار الأرض ، والتّاريخ شاهد بأن ما تهيأ للمسلمين من عجائب الانتشار والسلطان على الأمم أمر خارق للعادة ، فيتبيّن أن دين الإسلام هو الحق وأن المسلمين كلما تمسّكوا بعُرى الإسلام لَقُوا من نصر الله أمراً عجيباً يشهد بذلك السابق واللاحق ، وقد تحدّاهم الله بذلك في قوله :
{ أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب } [ الرعد : 41 ] ثم قال { ويقول الذّين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم } [ الرعد : 43 ] .
ولم يقف ظهور الإسلام عند فتح الممالك والغلب على الملوك والجبابرة ، بل تجاوز ذلك إلى التغلغل في نفوس الأمم المختلفة فتقلّدوه ديناً وانبثت آدابه وأخلاقه فيهم فأصلحت عوائدهم ونُظُمهم المدنِيّة المختلفة التي كانوا عليها فأصبحوا على حضارة متماثلة متناسقة وأوجدوا حضارة جديدة سالمة من الرعونة وتفشت لغة القرآن فتخاطبت بها الأمم المختلفة الألسن وتعارفت بواسطتها ونبغت فيهم فطاحل من علماء الدّين وعلماء العربية وأيّمة الأدب العربي وفحول الشعراء ومشاهير الملوك الذين نشروا الإسلام في الممالك بفتوحهم .
فالمراد بالآيات في قوله : { سنريهم آياتنا } ما يشمل الدلائل الخارجة عن القرآن وما يشمل آيات القرآن فإن من جملة معنى رؤيتها رؤية ما يصدِّق أخبارها ويبيّن نصحها إياهم بدعوتها إلى خير الدّنيا والآخرة .
والآفاق : جمع أُفُق بضمتين وتسكن فاؤه أيضاً هو : الناحية من الأرض المتميزة عن غيرها ، والناحية من قبة السماء . وعطف { وفي أنفسهم } يجوزُ أن يكون من عطف الخاص على العام ، أي وفي أفق أنفسهم ، أي مكّة وما حولها على حذف مضاف .
والأحسن أنْ يكون في الآفاق على عمومه الشامل لأفقهم ، ويكون معنى { وفي أنفسهم } أنّهم يرون آيات صدقه في أحوال تصيب أنفسهم ، أي ذواتهم مثل الجوع الذي دعا عليهم به النبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيه قوله تعالى : { فارتَقِبْ يوم تأتي السماء بدخان مبين } [ الدخان : 10 ] ، ومثل ما شاهدوه من مَصارِع كبرائهم يوم بدر وقد توعدهم به القرآن بقوله { يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون } [ الدخان : 16 ] . وأيَّة عبرة أعظم من مقتل أبي جهل يوم بدر رماه غلامان من الأنصار وتولى عبد الله بن مسعود ذبحه وثلاثتهم من ضعفاء المسلمين وهو ذلك الجبار العنيد . وقد قال عند مَوته : لو غيرُ أكَّار قتلني ، ومن مقتل أُبيّ بن خلف يومئذٍ بيد النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان قال له بمكة : أنا أقتلُك وقد أيقن بذلك فقال لزوجه ليلة خروجه إلى بدر : والله لو بصق علي لقتلني .
{ الحق أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ على كُلِّ شَىْءٍ } .
عَطْفٌ على إعلام الرّسول بما سيظهر من دلائل صدق القرآن وصدق الرّسول صلى الله عليه وسلم زيادة لتَثبيتتِ الرّسول وشرح صدره بأن الله تكفل له بظهور دينه ووضوح صدقه في سائر أقطار الأرض وفي أرض قومه ، على طريقة الاستفهام التقريري تحقيقاً لتيقن النبي صلى الله عليه وسلم بكفالة ربّه بحيث كانت ممّا يقرر عليها كنايةً عن اليقين بها ، فالاستفهام تقريري .
والمعنى : تكفيك شهادة ربّك بصدقك فلا تلتفت لتكذيبهم ، وهذا على حدّ قوله : { لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً } [ النساء : 166 ] وقولِه : { وأرسلناك للنّاس رسولاً وكفى بالله شهيداً } [ النساء : 79 ] فهذا وجه في موقع هذه الآية .
وهنالك وجه آخر أن يكون مساقها مساق تلقين النبي صلى الله عليه وسلم أن يستشهد بالله على أن القرآن من عند الله ، فيكون موقعها موقع القَسم بإشهاد الله ، وهو قسم غليظ فيه معنى نسبة المقسَم عليه إلى أنه مما يشهَد الله به فيكون الاستفهام إنكارياً إنكاراً لعدم الاكتفاء بالقَسَم بالله ، وهو كناية عن القسم ، وعن عدم تصديقهم بالقسَم ، فيكون معنى الآية قريباً من معنى قوله تعالى : { قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم } [ الرعد : 43 ] وقوله تعالى : { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً } [ العنكبوت : 52 ] .
وليس معنى الآية إنكاراً على المشركين أنّهم لم يكتفوا بشهادة الله على صدق القرآن ولا على صدق الرّسول صلى الله عليه وسلم لأنّهم غير معترفين بأن الله شهد بذلك فلا يظهر توجه الإنكار إليهم . ولقد دلّت كلمات المفسرين في تفسير هذه الآية على تردد في استخراج معناها من لفظها .
وقوله : { أنه على كل شيء شهيد } بدل اشتمال من { بربّك } والتقدير : أو لم يكفهم ربُّك عِلمُه بكل شيء ، أي فهو يحقق ما وعدك من دمغهم بالحجة الدالة على صدقك ، أو فمن استشهدَ به فقد صدق لأن الله لا يُقرّ من استشهد به كاذباً فلا يلبثُ أن يأخذه .
وفي الآية على الوجه الثاني من وجهي قوله : { أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد } إشارة إلى أن الله لا يصدق من كذب عليه فلا يتم له أمر وهو معنى قول أيّمة أصول الدّين : إن دلالة المعجزة على الصدق أن تغيير الله العادة لأجل تحدّي الرّسول صلى الله عليه وسلم قائم مقام قوله : صَدَق عبدي فيما أخبر به عني .
- إعراب القرآن : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
«سَنُرِيهِمْ» السين حرف استقبال ومضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة مستأنفة «آياتِنا» مفعوله الثاني «فِي الْآفاقِ» حال «وَفِي أَنْفُسِهِمْ» معطوف على سابقه «حَتَّى» حرف غاية وجر «يَتَبَيَّنَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى «لَهُمْ» متعلقان بالفعل «أَنَّهُ الْحَقُّ» أن واسمها وخبرها وأن وما بعدها في تأويل مصدر فاعل يتبين «أَوَلَمْ يَكْفِ» الهمزة حرف استفهام إنكاري والواو حرف عطف على مقدر ومضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة «بِرَبِّكَ» الباء حرف جر زائد ورب مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل يكف «أَنَّهُ» أن واسمها «عَلى كُلِّ» متعلقان بشهيد «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «شَهِيدٌ» خبر أن والجملة الاسمية بدل من ربك
- English - Sahih International : We will show them Our signs in the horizons and within themselves until it becomes clear to them that it is the truth But is it not sufficient concerning your Lord that He is over all things a Witness
- English - Tafheem -Maududi : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(41:53) Soon shall We show them Our Signs on the horizons and in their own beings until it becomes clear to them that it is the Truth. *70 Is it not enough that your Lord is a witness over everything? *71
- Français - Hamidullah : Nous leur montrerons Nos signes dans l'univers et en eux-mêmes jusqu'à ce qu'il leur devienne évident que c'est cela le Coran la vérité Ne suffit-il pas que ton Seigneur soit témoin de toute chose
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir werden ihnen Unsere Zeichen am Gesichtskreis" und in ihnen selbst zeigen bis es ihnen klar wird daß es die Wahrheit ist Genügt es denn nicht daß dein Herr über alles Zeuge ist
- Spanish - Cortes : Les mostraremos Nuestros signos fuera y dentro de sí mismos hasta que vean claramente que es la Verdad ¿Es que no basta que tu Señor sea testigo de todo
- Português - El Hayek : De pronto lhes mostraremos os Nossos sinais em todas as regiões da terra assim como em suas próprias pessoas atéque lhes seja esclarecido que ele o Alcorão é a verdade Acaso não basta teu Senhor Que é Testemunha de tudo
- Россию - Кулиев : Мы покажем им Наши знамения по свету и в них самих пока им не станет ясно что это есть истина Неужели не достаточно того что твой Господь является Свидетелем всякой вещи
- Кулиев -ас-Саади : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
Мы покажем им Наши знамения по свету и в них самих, пока им не станет ясно, что это есть истина. Неужели не достаточно того, что твой Господь является Свидетелем всякой вещи?Если вы усомнитесь в истинности и правдивости Корана, то Аллах поможет вам разобраться в истине и покажет вам свои знамения. На небесах и на земле произойдут великие события и вы откроете много нового, что позволит вам ясно узреть истину. Вы также увидите удивительные знамения в том, как прекрасно Аллах сотворил человека и какими изумительными способностями Он наделил его. Вы воочию увидите, как будут наказаны неверующие и вознаграждены верующие. А после всего этого у вас не останется ни малейшего сомнения в том, что это - истина. Всевышний исполнил свое обещание и явил людям свои знамения, но многие из них так и не уверовали. Воистину, Аллах, кого пожелает, одаряет верой, а кого пожелает, оставляет без Своей поддержки. Неужели им не достаточно того, что Коран глаголет истину и что Сам Аллах засвидетельствовал правдивость Посланника, который явился к ним. Аллах подтвердил его правдивость, и Он - самый правдивый из свидетелей. Он помог Своему посланнику в борьбе с теми, кто усомнился в его пророчестве, и поддержал его своим словесным свидетельством.
- Turkish - Diyanet Isleri : Onun hak olduğu meydana çıkıncaya kadar varlığımızın belgelerini onlara hem dış dünyada ve hem de kendi içlerinde göstereceğiz Rabbinin her şeye şahit olması yetmez mi
- Italiano - Piccardo : Mostreremo loro i Nostri segni nell'universo e nelle loro stesse persone finché non sia loro chiaro che questa è la Verità” Non ti basta che il tuo Signore sia testimone di ogni cosa
- كوردى - برهان محمد أمين : ئێمه له ئایندهدا بهڵگه و نیشانهی سهرسوڕهێننهریان نیشان دهدهین له ئاسۆکانی بوونهوهرداو له خودی خۆیشیاندا بێگومان ئاشکرایه که لهسهردهمی زانستیدا چهنده نهێنیهکانی بوونهوهر ئاشكرا بووه زاناکان به گشتی و زاناکانی ئهستێرهناسی سهرگهردانن له وردهکاری و دامهزراوی و گهورهیی و فراوانی ئهم گهردوونه ههروهها له ئاڵۆزی جهستهیی و عهقڵیی و دهروونی ئادهروونی ئادهمیزاد ئهمهش بۆ ئهوهی تا چک بۆیان ڕوون بێت و دڵنیابن که ئهو زاته حهق و ڕاست و ڕهوایه ئایا شایهتی پهرورهردگارت بهس نیه که بێگومان ئاگا و زانایه به ههموو شتێک
- اردو - جالندربرى : ہم عنقریب ان کو اطراف عالم میں بھی اور خود ان کی ذات میں بھی اپنی نشانیاں دکھائیں گے یہاں تک کہ ان پر ظاہر ہوجائے گا کہ قران حق ہے۔ کیا تم کو یہ کافی نہیں کہ تمہارا پروردگار ہر چیز سے خبردار ہے
- Bosanski - Korkut : Mi ćemo im pružati dokaze Naše u prostranstvima svemirskim a i u njima samim dok im ne bude sasvim jasno da je Kur'an istina A zar nije dovoljno to što je Gospodar tvoj o svemu obaviješten
- Swedish - Bernström : Vi skall visa dem Våra tecken vid horisonten och inom dem själva ända till dess [uppenbarelsens] sanning står klar för dem Är det inte nog för dem [att veta] att din Herre är vittne till allt som sker
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kami akan memperlihatkan kepada mereka tandatanda kekuasaan Kami di segala wilayah bumi dan pada diri mereka sendiri hingga jelas bagi mereka bahwa Al Quran itu adalah benar Tiadakah cukup bahwa sesungguhnya Tuhanmu menjadi saksi atas segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(Kami akan memperlihatkan kepada mereka tanda-tanda kekuasaan Kami di segenap penjuru) di segenap penjuru langit dan bumi, yaitu berupa api, tumbuh-tumbuhan dan pohon-pohonan (dan pada diri mereka sendiri) yaitu berupa rapihnya ciptaan Allah dan indahnya hikmah yang terkandung di dalam penciptaan itu (sehingga jelaslah bagi mereka bahwa ia) yakni Alquran itu (adalah benar) diturunkan dari sisi Allah yang di dalamnya dijelaskan masalah hari berbangkit, hisab dan siksaan; maka mereka akan disiksa karena kekafiran mereka terhadap Alquran dan terhadap orang yang Alquran diturunkan kepadanya, yaitu Nabi saw. (Dan apakah Rabbmu tidak cukup bagi kamu) lafal Birabbika adalah Fa'il dari lafal Yakfi (bahwa sesungguhnya Dia menyaksikan segala sesuatu?) lafal ayat ini menjadi Mubdal Minhu yakni, apakah tidak cukup sebagai bukti tentang kebenaranmu bagi mereka, yaitu bahwasanya Rabbmu tiada sesuatu pun yang samar bagi-Nya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এখন আমি তাদেরকে আমার নিদর্শনাবলী প্রদর্শন করাব পৃথিবীর দিগন্তে এবং তাদের নিজেদের মধ্যে; ফলে তাদের কাছে ফুটে উঠবে যে এ কোরআন সত্য। আপনার পালনকর্তা সর্ববিষয়ে সাক্ষ্যদাতা এটা কি যথেষ্ট নয়
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக இவ்வேதம் உண்மையானது தான் என்று அவர்களுக்குத் தெளிவாகும் பொருட்டு நம்முடைய அத்தாட்சிகளை உலகத்தின் பல கோணங்களிலும் அவர்களுக்குள்ளேயும் சீக்கிரமே நாம் அவர்களுக்குக் காண்பிப்போம் நபியே உம் இறைவன் நிச்சயமாக எல்லாவற்றையும் பார்த்துக் கொண்டிருக்கிறான் என்பது உமக்குப் போதுமானதாக இல்லையா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เราจะให้พวกเขาได้เห็นสัญญาณทั้งหลายของเราในขอบเขตอันไกลโพ้นและ ในตัวของพวกเขาเอง จนกระทั่งจะเป็นประจักษ์แก่พวกเขาว่า อัลกุรอานนั้นเป็นความจริง ยังไม่พอเพียงอีกหรือ ที่พระเจ้าของเจ้านั้นทรงเป็นพยานต่อทุกสิ่ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Биз уларга ҳам уфқлардаги ҳам ўз нафсларидаги оятбелгиларимизни кўрсатамиз Токи уларга Унинг ҳақлиги равшан бўлсин Сенинг Роббинг ҳар бир нарсага шоҳид эканлиги кифоя қилмасмиди Дарҳақиқат ўтган давр ичида Аллоҳ таоло одамларга уфқларда атрофжонибида кўплаб ажойиботларни англатиб қўйдики ўша белгиларни ўрганган одамлар Қуръоннинг ҳақ илоҳий китоб эканини тан олиб мусулмон бўлмоқдалар Ершунос осмоншунос табиатшунос ҳайвоншунос ва бошқа турли соҳа олимлари Аллоҳнинг уфқларидаги оятбелгиларини ўрганиб Аллоҳ таолога иймон келтирмоқдалар Шунингдек инсоннинг ўзини ўрганган олимлар ҳам Қуръонни тан олмоқдалар
- 中国语文 - Ma Jian : 我将在四方和在他们自身中,把我的许多迹象昭示他们,直到他们明白《古兰经》确是真理。难道你的主能见证万物还不够吗?
- Melayu - Basmeih : Kami akan perlihatkan kepada mereka tandatanda kekuasaan Kami di meratarata tempat dalam alam yang terbentang luas ini dan pada diri mereka sendiri sehingga ternyata jelas kepada mereka bahawa AlQuran adalah benar Belumkah ternyata kepada mereka kebenaran itu dan belumkah cukup bagi mereka bahawa Tuhanmu mengetahui dan menyaksikan tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Waxaanu ku tusin aayaadkanaga jahooyinka iyo Naftooda intey uga caddaato inuu Quraanku xaq yahay miyuuna ku filleyn inuu waxkaste ogyahay
- Hausa - Gumi : Zã Mu nũna musu ãyõyinMu a cikin sãsanni da kuma cikin rãyukansu har ya bayyana a gare su cẽwã lalle Alƙur'ãni shi ne gaskiya Ashe kuma Ubangijinka bai isa ba ga cẽwa lalle Shĩ halartacce ne a kan kowane abu ne
- Swahili - Al-Barwani : Tutawaonyesha Ishara zetu katika upeo wa mbali na katika nafsi zao wenyewe mpaka iwabainikie kwamba haya ni kweli Je Haikutoshi kwamba Mola wako Mlezi kuwa Yeye ni Shahidi wa kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na atyre do t’u dëftojmë argumentet Tona në hapësirat tokësore e qiellore si dhe te vet ata deri sa t’u bëhet plotësisht e qartë se ai Kur’ani është i vërtetë Vallë a nuk të mjafton ty që Zoti yt është me të vërtetë dëshmues i çdo gjëje
- فارسى - آیتی : زودا كه آيات قدرت خود را در آفاق و در وجود خودشان به آنها نشان خواهيم داد تا برايشان آشكار شود كه او حق است. آيا اينكه پروردگار تو در همه جا حاضر است كافى نيست؟
- tajeki - Оятӣ : Ба зудӣ, оёти қудрати Худро дар атрофи олам ва дар вуҷуди худашон ба онҳо нишон хоҳем дод, то барояшон ошкор шавад, ки, Ӯ ҳақ аст. Оё ин ки Парвардигори ту дар ҳама ҷо ҳозир аст, кофӣ нест?
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارغا بىز تاكى ئۇلارغا قۇرئاننىڭ ھەق ئىكەنلىكى ئېنىق بولغۇچە، (ئاسمان - زېمىن) ئەتراپىدىكى ۋە ئۆزلىرىدىكى (قۇدرىتىمىزگە دالالەت قىلىدىغان) ئالامەتلەرنى كۆرسىتىمىز، پەرۋەردىگارىڭنىڭ ھەممە نەرسىنى كۆرۈپ تۇرىدىغانلىقى (سېنىڭ راستلىقىڭنىڭ دەلىلى بولۇشقا) ئۇلارغا كۇپايە ئەمەسمۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അടുത്തുതന്നെ വിവിധ ദിക്കുകളിലും അവരില് തന്നെയും നമ്മുടെ ദൃഷ്ടാന്തങ്ങള് നാമവര്ക്കു കാണിച്ചുകൊടുക്കും. ഈ ഖുര്ആന് സത്യമാണെന്ന് അവര്ക്ക് വ്യക്തമാകുംവിധമായിരിക്കുമത്. നിന്റെ നാഥന് സകല സംഗതികള്ക്കും സാക്ഷിയാണെന്ന കാര്യം തന്നെ പോരേ അവരതില് വിശ്വാസമുള്ളവരാകാന്?
- عربى - التفسير الميسر : سنري هولاء المكذبين اياتنا من الفتوحات وظهور الاسلام على الاقاليم وسائر الاديان وفي اقطار السماوات والارض وما يحدثه الله فيهما من الحوادث العظيمه وفي انفسهم وما اشتملت عليه من بديع ايات الله وعجائب صنعه حتى يتبين لهم من تلك الايات بيان لا يقبل الشك ان القران الكريم هو الحق الموحى به من رب العالمين اولم يكفهم دليلا على ان القران حق ومن جاء به صادق شهاده الله تعالى فانه قد شهد له بالتصديق وهو على كل شيء شهيد ولا شيء اكبر شهاده من شهادته سبحانه وتعالى
*70) This verse has two meanings and both have been given by the major commentators: First, that they will soon see wit their own eyes that the message of the Qur'an has spread in all the adjoining lands, and they themselves have yielded to it. Then they will realize that what they arc being told today, which they are denying, was absolutely true. Some people have objected to this meaning, saying that a message's being dominant and overwhelming vast areas is no argument to prove that it is the truth. False messages also become dominant and their adherents also go on subduing one country after the other. But this is a superficial objection which has been raised without a thorough study of the matter. The wonderful conquests that Islam achieved in the period of the Holy Prophet and the rightlyguided Caliphs, were not the Signs of Allah only in the sense that the believers conquered one country after the other, but in the sense that this conquest of the countries was not like other conquests of the world, which make one man or one family or one nation master of the life and property of others and God's earth is filled with tyranny and injustice. Contrary to this, this conquest brought with it a great religious, . moral, intellectual, cultural, political, economic and social revolution; whose influence, wherever it reached, elicited what was best in man and suppressed what was worst in him. This revolution developed and nurtured the moral excellences which the world could hope to see only in the hermits and the meditating recluses and could never imagine that they could also be found among the people responsible for running the worldly affairs-in the politics of the rulers, in the chambers of justice, in the wars and conquests of the commanders of forces, in the work of the tax collectors and in the commerce of the big businessmen. This revolution so raised the common people in the society created by it in respect of the sense of morality, character, cleanliness and purity that even the select people of other societies seemed to be much inferior to them. It took man out of the labyrinths of superstition and whim and put him on the broad highway of scientific research and rational thought and action. It treated and cured these diseases of the collective life of whose treatment no idea existed in the other systems, or if at all they tried to treat them, they did not succeed in it. For example, separation between men on the basis of colour, race, country and language, classification of men in the same society and discrimination among them, non existence of legal rights and equality in practical life, degeneration of women and their deprivation of the basic rights, prevalence of crime, liqour drinking and use of all intoxicating drugs, the governments being above criticism and accountability, deprivation of the fundamental human rights the masses', disrespect of agreements in international relations, barbarism in wars, and such other diseases. In Arabia itself this revolution brought about order in place of chaos, peace in place of bloodshed and anarchy, piety in place of wickedness, justice in place of tyranny and injustice, purity and culture in place of filth and indecency, knowledge in place of ignorance, brotherhood and love in place of long-standing feuds, and it made a nation whose people could not dream of anything beyond chiefship of their tribe, leaders of the world. These were the Signs which the very generation before whom the Holy Prophet had recited this verse for the first time, saw with their own eyes, and after that till today Allah has been constantly showing those Signs. The Muslims, even during their downfall, displayed such high morals as could never be attained by those people who represent as the leaders of civilization and culture No precedent can be found from any period of the history of the Muslims of the tyrannical treatment that has been meted out by the European nations to the subdued nations of Africa, America, Asia and of Europe itself. This is the blessing of the Qur'an which has so humanised Muslims that they could not become so tyrannical even when they had attained domination as the non-Muslims have been in all periods of history and are even today. A person who has eyes can himself see how the Muslims treated the Christians in Spain when they ruled it for centuries, and how the Christians treated the Muslims when they gained power there; how the Muslims behaved towards Hindus during their eight hundred year long rule in India and how the Hindus are now treating them after they have attained power; how the Muslims treated the Jews during the past 1300 years and how the Jews are treating the Muslims in Palestine. The other meaning of this verse is that Allah will show the people in the external world around them as well as in their own selves such signs as will make manifest that the teaching the Qur'an is giving is the very truth. Some people have raised the objection that the people even at that time were observing the world around them and also their own selves; therefore, it would be meaningless to show them any such Signs in the future. But this objection also is as superficial as the objection against the first meaning. No doubt, the external world is the same as man has been seeing in the past and his own self also is of the same nature as has been seen in every age, yet in these the Signs of God are so numerous that man has never comprehended them fully nor will ever be able to do so. In every age man has met with many new Signs and this will go on happening till the Resurrection Day.
*71) That is, "Is it not enough to warn the people of their evil end that Allah is watching whatever they are doing to belie and defeat the Message of the truth?"