- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا ٱلْبَلَٰغُ ۗ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌۢ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ كَفُورٌ
- عربى - نصوص الآيات : فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا ۖ إن عليك إلا البلاغ ۗ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ۖ وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور
- عربى - التفسير الميسر : فإن أعرض هؤلاء المشركون -أيها الرسول- عن الإيمان بالله فما أرسلناك عليهم حافظًا لأعمالهم حتى تحاسبهم عليها، ما عليك إلا البلاغ. وإنَّا إذا أعطينا الإنسان منا رحمة مِن غنى وسَعَة في المال وغير ذلك، فَرِح وسُرَّ، وإن تصبهم مصيبة مِن فقر ومرض وغير ذلك بسبب ما قدمته أيديهم من معاصي الله، فإن الإنسان جحود يعدِّد المصائب، وينسى النعم.
- السعدى : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
{ فَإِنْ أَعْرَضُوا } عما جئتهم به بعد البيان التام { فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا } تحفظ أعمالهم وتسأل عنها، { إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ } فإذا أديت ما عليك، فقد وجب أجرك على اللّه، سواء استجابوا أم أعرضوا، وحسابهم على اللّه الذي يحفظ عليهم صغير أعمالهم وكبيرها، وظاهرها وباطنها.
ثم ذكر تعالى حالة الإنسان، وأنه إذا أذاقه الله رحمة، من صحة بدن، ورزق رغد، وجاه ونحوه { فَرِحَ بِهَا } أي: فرح فرحا مقصورا عليها، لا يتعداها، ويلزم من ذلك طمأنينته بها، وإعراضه عن المنعم.
{ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } أي: مرض أو فقر، أو نحوهما { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ } أي: طبيعته كفران النعمة السابقة، والتسخط لما أصابه من السيئة.
- الوسيط لطنطاوي : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
ثم بين - سبحانه - وظيفة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغ . . ) .
أى : فإن أعرض هؤلاء الظالمون عن دعوتك - أيها الرسول الكريم - ، فلا تحزن لذلك ، فإننا ما أرسلناك لتكون رقيبا على أعمالهم ، ومركها لهم على الإِيمان ، وإنما أرسلناك لتلغ دعوة ربك إليهم ، ومن شاء بعد ذلك فليؤمن ومن شاء فليكفر .
والمراد بالإِنسان فى قوله - سبحانه - : ( وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ) جنسه الشامل للجميع والمراد بالرحمة : ما يشمل الغنى والصحة وغيرهما من النعم .
أى : وإنا إذا أعطينا ومنحنا الإِنسان بفضلنا وكرمنا نعمة كالمال والولد والجاه . فرح بها وانشرح لها .
( وَإِن تُصِبْهُمْ ) أى : الناس ( سَيِّئَةٌ ) من بلاء أو مرض أو خوف أو فقر ( بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) أى : بسبب ما اكتسبته أيديهم من المعاصى والسيئات حزنوا وامتعضوا .
وقوله : ( فَإِنَّ الإنسان كَفُورٌ ) تعليل لجواب الشرط المحذوف ، أى : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم نسوا نعمنا وقنطوا ، فإن الإِنسان الكافر كثير الكفر والجحود لنعم خالقه - عز وجل - أما من آمن وعمل صالحا فإنه يشكر ربه عند النعم ، ويصبر عند البلاء والنقم .
- البغوى : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
( فإن أعرضوا ) عن الإجابة ، ( فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك ) ما عليك ، ( إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة ) قال ابن عباس : يعني الغنى والصحة . ( فرح بها وإن تصبهم سيئة ) قحط ، ( بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور ) أي : لما تقدم من نعمة الله عليه ، ينسى ويجحد بأول شدة جميع ما سلف من النعم .
- ابن كثير : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
وقوله : ( فإن أعرضوا ) يعني : المشركين ( فما أرسلناك عليهم حفيظا ) أي : لست عليهم بمصيطر . وقال تعالى : ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) [ البقرة : 272 ] ، وقال تعالى : ( فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) [ الرعد : 40 ] وقال هاهنا : ( إن عليك إلا البلاغ ) أي : إنما كلفناك أن تبلغهم رسالة الله إليهم .
ثم قال تعالى : ( وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ) أي : إذا أصابه رخاء ونعمة فرح بذلك ، ( وإن تصبهم ) يعني الناس ( سيئة ) أي : جدب ونقمة وبلاء وشدة ، ( فإن الإنسان كفور ) أي : يجحد ما تقدم من النعمة ولا يعرف إلا الساعة الراهنة ، فإن أصابته نعمة أشر وبطر ، وإن أصابته محنة يئس وقنط ، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ للنساء ] يا معشر النساء ، تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار " فقالت امرأة : ولم يا رسول الله ؟ قال : " لأنكن تكثرن الشكاية ، وتكفرن العشير ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم تركت يوما قالت : ما رأيت منك خيرا قط " وهذا حال أكثر الناس إلا من هداه الله وألهمه رشده ، وكان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فالمؤمن كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن " .
- القرطبى : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
قوله تعالى : فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور .
قوله تعالى : فإن أعرضوا أي عن الإيمان فما أرسلناك عليهم حفيظا أي حافظا لأعمالهم حتى تحاسبهم عليها . وقيل : موكلا بهم لا تفارقهم دون أن يؤمنوا ، أي : ليس لك إكراههم على الإيمان . إن عليك إلا البلاغ وقيل : نسخ هذا بآية القتال . وإنا إذا أذقنا الإنسان الكافر . منا رحمة رخاء وصحة . فرح بها بطر بها . وإن تصبهم سيئة بلاء وشدة . بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور أي لما تقدم من النعمة فيعدد المصائب وينسى النعم .
- الطبرى : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
القول في تأويل قوله تعالى : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإِنْسَانَ كَفُورٌ (48)
يقول تعالى ذكره: فإن أعرض هؤلاء المشركون يا محمد عما أتيتهم به من الحق, ودعوتهم إليه من الرشد, فلم يستجيبوا لك, وأبوا قبوله منك, فدعهم, فإنا لن نرسلك إليهم رقيبا عليهم, تحفظ عليهم أعمالهم وتحصيها.( إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ ) يقول: ما عليك يا محمد إلا أن تبلغهم ما أرسلناك به إليهم من الرسالة, فإذا بلغتهم ذلك, فقد قضيت ما عليك. يقول تعالى ذكره: فإنا إذا أغنينا ابن آدم فأعطيناه من عندنا سعة, وذلك هو الرحمة التي ذكرها جلّ ثناؤه, فرح بها: يقول: سر بما أعطيناه من الغنى, ورزقناه من السعة وكثرة المال.( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ) يقول: وإن أصابتهم فاقة وفقر وضيق عيش.( بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ) يقول: بما أسلفت من معصية الله عقوبة له على معصيته إياه, جحد نعمة الله, وأيس من الخير ( فَإِنَّ الإنْسَانَ كَفُورٌ ) يقول تعالى ذكره: فإن الإنسان جحود نعم ربه, يعدد المصائب ويجحد النعم. وإنما قال: ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ) فأخرج الهاء والميم مخرج كناية جمع الذكور, وقد ذكر الإنسان قبل ذلك بمعنى الواحد, لأنه بمعنى الجمع.
- ابن عاشور : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48)
{ نَّكِيرٍ * فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أرسلناك عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } .
الفاء للتفريع على قوله : { استجيبوا لربكم } [ الشورى : 47 ] الآية ، وهو جامع لما تقدم كما علمت إذ أمر الله نبيئه بدعوتهم للإيمان من قوله في أول السورة { وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتُنذر أم القُرى ومَن حولها } [ الشورى : 7 ] ثم قوله : { فلذلك فادعُ واستقم } [ الشورى : 15 ] . وما تخلل ذلك واعترضه من تضاعيف الأمر الصريح والضمني إلى قوله : { استجيبوا لربكم } [ الشورى : 47 ] الآية ، ثم فرّع على ذلك كله إعلام الرسول صلى الله عليه وسلم بمقامه وعَمله إنْ أعْرَض معرضون من الذين يدعوهم وبمعذرته فيما قام به وأنه غير مقصر ، وهو تعريض بتسليته على ما لاقاه منهم ، والمعنى : فإن أعرضوا بعد هذا كله فما أرسلناك حفيظاً عَلَيهم ومتكفلاً بهم إذ ما عليك إلا البلاغ .
وإذ قد كان ما سبق من الأمر بالتبليغ والدعوة مصدَّراً بِقَوْله أوائل السورة { والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل } [ الشورى : 6 ] ، لا جرم ناسب أن يفرع على تلك الأوامر بعد تمامها مثل ما قدم لها فقال : { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ } . وهذا الارتباط هو نكتة الالتفات من الخطاب الذي في قوله : { استجيبوا لربكم } [ الشورى : 47 ] الآية ، إلى الغيبة في قوله هنا { فإن أعرضوا } وإلا لقيل : فإن أعرضتم .
والحفيظ تقدم في صدر السورة وقوله : { فما أرسلناك عليهم حفيظاً } ليس هو جواب الشرط في المعنى ولكنه دليل عليه ، وقائم مقامه ، إذ المعنى : فإن أعرضوا فلستَ مقصراً في دعوتهم ، ولا عليك تَبعة صدّهم إذ ما أرسلناك حفيظاً عليهم ، بقرينة قوله : { إن عليك إلا البلاغ } . وجملة { إن عليك إلا البلاغ } بيان لجملة { فما أرسلناك عليهم حفيظاً } باعتبار أنها دالّة على جواب الشرط المقّدر .
و { إنْ } الثانية نافية . والجمع بينها وبين { إنْ } الشرطية في هذه الجملة جناس تام .
و { البلاغ } : التبليغ ، وهو اسم مصدر ، وقد فهم من الكلام أنه قد أدى ما عليه من البلاغ لأن قوله { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً } دلّ على نفي التبعة عن النبي صلى الله عليه وسلم من إعراضهم ، وأن الإعراض هو الإعراض عن دعوته ، فاستفيد أنه قد بلّغ الدعوة ولولا ذلك ما أثبت لهم الإعراض .
{ البلاغ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإنسان } .
تتصل هذه الجملة بقوله : { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ } . لِما تضمنته هذه من التعريض بتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم على ما لاقاه من قومه كما علمت ، ويؤذن بهذا الاتصال أن هاتين الجلمتين جُعلتا آيةً واحدة هي ثامنة وأربعون في هذه السورة ، فالمعنى : لا يحزنك إعراضهم عن دعوتك فقد أعرضوا عن نِعمتي وعن إنذاري بزيادة الكفر ، فالجملة معطوفة على جملة { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً } وابتداء الكلام بضمير الجلالة المنفصل مسنَداً إليه فعل دون أن يقال : وإذا أذقنا الإنسان الخ ، مع أن المقصود وصف هذا الإنسان بالبطَر بالنعمة وبالكفر عند الشدة ، لأن المقصود من موقع هذه الجملة هنا تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عن جفاء قومه وإعراضهم ، فالمعنى : أن معاملتهم ربهم هذه المعاملة تسلّيك عن معاملتهم إياك على نحو قوله تعالى :
{ يسألك أهل الكتاب أن تنزّل عليهم كتاباً من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك } [ النساء : 153 ] ، ولهذا لا تجد نظائر هذه الجملة في معناها مفتتحاً بمثل هذا الضمير لأن موقع تلك النظائر لا تماثل موقع هذه وإن كان معناهما متماثلاً ، فهذه الخصوصية خاصة بهذه الجملة . ولكن نظم هذه الآية جاء صالحاً لإفادة هذا المعنى ولإفادة معنى آخر مقارب له وهو أن يكون هذا حكاية خُلق للناس كلهم مرتكزٍ في الجِبلة لكن مظاهره متفاوتة بتفاوت أفراده في التخلق بالآداب الدينية ، فيُحمل { الإنسان } في الموضعين على جنس بني آدم ويحمل الفرح على مُطلقه المقوللِ عليه بالتشكيك حتى يبلغ مبلغ البطر ، وتحمل السيئة التي قدمتْها أيديهم على مراتب السيئات إلى أن تبلغ مبلغ الإشراك ، ويُحمل وصف { كفور } على ما يشمل اشتقاقه من الكُفر بتوحيد الله ، والكُفر بنعمة الله .
ولهذا اختلفت محامل المفسرين للآية . فمنهم من حملها على خصوص الإنسان الكافر بالله مثل الزمخشري والقرطبي والطيبي ، ومنهم من حملها على ما يعم أصناف الناس مثل الطبري والبغوي والنَسفي وابننِ كثير . ومنهم من حملها على إرادة المعنيين على أن أولهما هو المقصود والثاني مندرج بالتبع وهذه طريقة البيضاوي وصاحب الكشْف ومنهم من عكس وهي طريقة الكَواشي في تلخيصه . وعلى الوجهين فالمراد ب { الإنسان } في الموضع الأول والموضِع الثاني معنى واحد وهو تعريف الجنس المرادُ به الاستغراق ، أي إذا أذقنا الناس ، وأن الناس كفُورون ، ويكون استغراقاً عرفياً أريد به أكثر جنس الإنسان في ذلك الزمان والمكان لأن أكثر نوع الإنسان يومئذٍ مشركون ، وهذا هو المناسب لقوله : { فإن الإنسان كفور } أي شديد الكفر قويه ، ولقوله : { بما قدمت أيديهم } أي من الكفر . وإنما عدل عن التعبير بالناس إلى التعبير بالإنسان للإيماء إلى أن هذا الخُلق المخبر به عنهم هو من أخلاق النوع لا يزيله إلا التخلق بأخلاق الإسلام فالذين لم يسلموا باقون عليه ، وذلك أدخل في التسلية لأن اسم الإنسان اسم جنس يتضمن أوصاف الجنس المسمى به على تفاوت في ذلك وذلك لغلبة الهوى . وقد تكرر ذلك في القرآن مراراً كقوله : { إن الإنسان خُلق هلوعاً } [ المعارج : 19 ] وقوله : { إن الإنسان لربه لَكَنُود } [ العاديات : 6 ] وقوله : { وكان الإنسانُ أكثر شيء جدلاً } [ الكهف : 54 ] . وتأكيد الخبر بحرف التأكيد لمناسبة التسلية بأن نُزِّل السامع الذي لا يشك في وقوع هذا الخبر منزلة المتردد في ذلك لاستعظامه إعراضهم عن دعوة الخيْر فشبّه بالمتردد على طريقة المكنية ، وحرف التأكيد من روادف المشبه به المحذوف .
والإذاقة : مجاز في الإصابة .
والمراد بالرحمة : أثر الرحمة ، وهو النعمة . فالتقدير : وإنا إذا رَحِمْنا الإنسان فأصبناه بنعمة ، بقرينة مقابلة الرحمة بالسيئة كما قوبلت بالضراء في قوله : { ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضراء مسته } في سورة فصّلت ( 50 ) .
والمراد بالفرح : ما يشمل الفَرح المجاوز حَد المسرة إلى حد البَطر والتجبر ، على نحو ما استعمل في آيات كثيرة مثل قوله تعالى : { إذ قال له قومه لا تَفرح إن الله لا يحب الفَرِحين } [ القصص : 76 ] لا الفرح الذي في مثل قوله تعالى : { فَرِحين بما آتاهم الله من فضله } [ آل عمران : 170 ] .
وتوحيد الضمير في { فرح } لمراعاة لفظ الإنسان وإن كان معناه جمعاً ، كقوله : { فقاتلوا التي تبغي } [ الحجرات : 9 ] أي الطائفة التي تبغي ، فاعتدّ بلفظ طائفة دون معناه مع أنه قال قبله { اقتتلوا } [ الحجرات : 9 ] . ولذلك جاء بعده { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم } بضميري الجماعة ثم عاد فقال { فإن الإنسان كفور } .
واجتلاب { إذا } في هذا الشرط لأن شأن { إذا } أن تدل على تحقق كثرة وقوع شرطها ، وشأن { إن } أن تدل على ندرة وقوعه ، ولذلك اجتلب { إنْ } في قوله : { وإن تصبهم سيئة } لأن إصابتهم بالسيئة نادرة بالنسبة لإصابتهم بالنعمة على حد قوله تعالى : { فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطَّيَّروا بموسى ومن معه } [ الأعراف : 131 ] .
ومعنى قوله : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم } تقدم بسطه عند قوله آنفاً { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } [ الشورى : 30 ] .
والحكم الذي تضمنته جملة { فإن الإنسان كفور } هو المقصود من جملة الشرط كلها ، ولذلك أعيد حرف التأكيد فيها بعد أن صُدِّرت به الجملة المشتملة على الشرط ليحيط التأكيد بكلتا الجملتين ، وقد أفاد ذلك أن من عوارض صفة الإنسانية عروض الكفر بالله لها ، لأن في طبع الإنسان تطلب مسالك النفع وسَدّ منافذ الضر مما ينجرّ إليه من أحوال لا تدخل بعض أسبابها في مقدوره ، ومن طبعه النظر في الوسائل الواقية له بدلائل العقل الصحيح ، ولكن من طبعه تحريك خياله في تصوير قوى تخوله تلك الأسباب فإذا أملى عليه خياله وجود قوى متصرفة في النواميس الخارجة عن مقدوره خالها ضالَّته المنشودة ، فركن إليها وآمن بها وغاب عنه دليل الحق ، إمّا لقصور تفكيره عن دركه وانعداممِ المرشد إليه ، أو لغلبة هواه الذي يُملي عليه عصيانَ المرشدين من الأنبياء والرسل والحكماء الصالحين إذ لا يتبعهم إلا القليل من الناس ولا يهتدي بالعقل من تلقاء نفسه إلا الأقل مثلُ الحكماء ، فغلب على نوع الإنسان الكفر بالله على الإيمان به كما بيناه آنفاً في قوله : { وإنا إذا أذقنا الإنسان منّا رحمة فرح بها } . ولذلك عقب هذا الحكم على النوع بقوله : { لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء } [ الشورى : 49 ] . ولم يخرج عن هذا العموم إلا الصَالِحُونَ من نوع الإنسان على تفاوت بينهم في كمال الخلق وقد استفيد خروجهم من آيات كثيرة كقوله : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } [ التين : 4 6 ] .
وقد شمل وصف { كفور } ما يشمل كفران النعمة وهما متلازمان في الأكثر .
- إعراب القرآن : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
«فَإِنْ» الفاء حرف استئناف وإن شرطية «أَعْرَضُوا» ماض وفاعله «فَما» الفاء رابطة لجواب الشرط وما نافية «أَرْسَلْناكَ» ماض وفاعله ومفعوله الأول «عَلَيْهِمْ» متعلقان بالفعل «حَفِيظاً» مفعوله الثاني وجملة أعرضوا ابتدائية وجملة أرسلناك في محل جزم جواب الشرط «إِنْ» نافية «عَلَيْكَ» خبر مقدم «إِلَّا» حرف حصر «الْبَلاغُ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية تعليل لا محل لها «وَإِنَّا» حرف استئناف وإن واسمها «إِذا» ظرفية شرطية غير جازمة «أَذَقْنَا» ماض وفاعله «الْإِنْسانَ» مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة «مِنَّا» متعلقان برحمة «رَحْمَةً» مفعول به ثان «فَرِحَ» ماض فاعله مستتر «بِها» متعلقان بالفعل والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وجملة الشرط في محل رفع خبر إن وجملة إنا مستأنفة «وَإِنْ تُصِبْهُمْ» الواو حرف عطف ومضارع فعل الشرط والهاء مفعول به «سَيِّئَةٌ» فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها «بِما» متعلقان بالفعل «قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» ماض وفاعله والجملة صلة ما «فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ» الفاء رابطة وإن واسمها وخبرها والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط.
- English - Sahih International : But if they turn away - then We have not sent you [O Muhammad] over them as a guardian; upon you is only [the duty of] notification And indeed when We let man taste mercy from us he rejoices in it; but if evil afflicts him for what his hands have put forth then indeed man is ungrateful
- English - Tafheem -Maududi : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ(42:48) (O Prophet), if they turn away from the Truth, know that We did not send you to them as their overseer. *74 Your task is only to convey (the Message). Indeed when We give man a taste of Our Mercy, he exults in it. But if any misfortune afflicts them on account of their deeds, man is utterly ungrateful. *75
- Français - Hamidullah : S'ils se détournent Nous ne t'avons pas envoyé pour assurer leur sauvegarde tu n'es chargé que de transmettre [le message] Et lorsque Nous faisons goûter à l'homme une miséricorde venant de Nous il en exulte; mais si un malheur les atteint pour ce que leurs mains ont perpétré l'homme est alors très ingrat
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wenn sie sich nun abwenden so haben Wir dich nicht als Hüter über sie gesandt Dir obliegt nur die Übermittelung der Botschaft Und siehe wenn Wir den Menschen von Uns Barmherzigkeit kosten lassen ist er froh darüber Wenn sie aber etwas Böses trifft für das was ihre Hände vorausgeschickt haben gewiß dann ist der Mensch sehr undankbar
- Spanish - Cortes : Si se apartan no te hemos mandado para ser su custodio sino sólo para transmitir Cuando hacemos gustar al hombre una misericordia venida de Nosotros se regocija Pero si le sucede un mal como castigo a sus obras entonces el hombre es desagradecido
- Português - El Hayek : Porém se desdenharem fica sabendo que não te enviamos para seu guardião uma vez que tãosomente te incumbe aproclamação da mensagem Certamente se fizemos o homem provar a Nossa misericórdia regozijarseá com ela; poroutra se o açoitar o infortúnio por causa do que suas mãos cometeram eis que se tornará ingrato
- Россию - Кулиев : Если же они отвернутся то ведь Мы не посылали тебя их хранителем На тебя возложена только передача откровения Когда Мы даем человеку вкусить Нашу милость он радуется ей Когда же его поражает зло за то что приготовили его руки то человек становится неблагодарен
- Кулиев -ас-Саади : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
Если же они отвернутся, то ведь Мы не посылали тебя их хранителем. На тебя возложена только передача откровения. Когда Мы даем человеку вкусить Нашу милость, он радуется ей. Когда же его поражает зло за то, что приготовили его руки, то человек становится неблагодарен.Если многобожники отвернутся от тебя и твоего учения после того, как им станет ясна истина, то пусть это не тревожит тебя, ибо ты не обязан заботиться об их деяниях и не будешь отвечать за то, что они творили. Тебе надлежит лишь донести откровение. Если ты исполнишь возложенную на тебя миссию, то Аллах непременно щедро вознаградит тебя, независимо от того, последуют они за тобой или отвернутся. Они будут держать ответ перед Аллахом, Который не оставит без внимания ни одного их поступка, ни малого, ни великого, ни тайного, ни явного. Затем Всевышний поведал о природе человеческой души. Если Господь дает своему рабу насладиться милостью и одаряет его крепким здоровьем, богатством и славным положением, то он забывает обо всем на свете и радуется лишь своим мирским достижениям. В результате, он обретает слепую уверенность в себя и отворачивается от Всемогущего Благодетеля. Если же его поразит болезнь, нищета или другое бедствие, которое он заслужил своими злодеяниями, то он становится неблагодарен. Воистину, человеку свойственно забывать об оказанных ему ранее милостях и с негодованием встречать любые возникающие на его пути трудности.
- Turkish - Diyanet Isleri : Eğer yüz çevirirlerse bilsinler ki Biz seni onlara bekçi göndermedik; sana düşen sadece tebliğdir Doğrusu Biz insana katımızdan bir rahmet tattırırsak ona sevinir; ama elleriyle yaptıkları yüzünden başlarına bir kötülük gelirse işte o zaman görürsün ki insan gerçekten pek nankördür
- Italiano - Piccardo : Se volgono le spalle [sappi] che non ti inviammo loro affinché li custodissi tu devi solo trasmettere [il messaggio] Quando facciamo gustare all'uomo una misericordia che proviene da Noi egli se ne rallegra; se lo coglie invece una sventura per ciò che le sue mani hanno commesso subito l'uomo diventa ingrato
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهگهر خوانهناسان پشتیان ههڵکرد و گوێیان نهگرت ئهی محمد صلی الله علیه وسلم داخیان بۆ مهخۆ چونکه ئێمه تۆمان نهناردووه چاودێر بیت بهسهریانهوه بهڵکو تۆ تهنها گهیاندنی ئهم بانگهواز و قورئانهت لهسهره ئاشکراشه که بهڕاستی ئێمه کاتێك نازو نیعمهت و ڕهحمهتێك دهڕێژین بهسهر ئادهمیزادا زۆر کهشخهی پێوه دهکات خۆ ئهگهر بهڵاو ناخۆشیهکیان تووش بێت بههۆی کاروکردهوه خراپهکانیانهوه بهڕاستی ئهوکهسه زۆرسپڵه و ڕهخنه له خوا گره
- اردو - جالندربرى : پھر اگر یہ منہ پھیر لیں تو ہم نے تم کو ان پر نگہبان بنا کر نہیں بھیجا۔ تمہارا کام تو صرف احکام کا پہنچا دینا ہے۔ اور جب ہم انسان کو اپنی رحمت کا مزہ چکھاتے ہیں تو اس سے خوش ہوجاتا ہے۔ اور اگر ان کو ان ہی کے اعمال کے سبب کوئی سختی پہنچتی ہے تو سب احسانوں کو بھول جاتے ہیں بےشک انسان بڑا ناشکرا ہے
- Bosanski - Korkut : A ako glave okrenu – pa Mi tebe nismo ni poslali da budeš njihov čuvar ti si dužan samo da obznaniš Kad čovjeku damo da blagodat Našu osjeti on joj se obraduje a kad ga zadesi kakva nesreća zbog onoga što su uradile ruke njegove onda čovjek blagodati ne priznaje
- Swedish - Bernström : OM DE vänder dig ryggen [Muhammad skall du veta att] Vi inte har sänt dig för att vaka över dem du har bara att framföra [ditt budskap] Då Vi låter människan erfara Vår nåd [ en av dem som inte har mer än denna världens goda för ögonen ] jublar hon över denna [som hon ser det framgång] men när hon till följd av sina egna handlingar drabbas av ett ont förnekar hon Oss [och glömmer att hon är Oss tack skyldig]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Jika mereka berpaling maka Kami tidak mengutus kamu sebagai pengawas bagi mereka Kewajibanmu tidak lain hanyalah menyampaikan risalah Sesungguhnya apabila Kami merasakan kepada manusia sesuatu rahmat dari Kami dia bergembira ria karena rahmat itu Dan jika mereka ditimpa kesusahan disebabkan perbuatan tangan mereka sendiri niscaya mereka ingkar karena sesungguhnya manusia itu amat ingkar kepada nikmat
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ
(Jika mereka berpaling) tidak mau mematuhi seruan-Nya itu (maka Kami tidak mengutus kamu sebagai pemelihara bagi mereka) sebagai orang yang memelihara amal perbuatan mereka, umpamanya kamu menjadi orang yang memperturutkan apa yang dikehendaki oleh mereka. (Tidak lain) tiada lain (kewajibanmu hanyalah menyampaikan risalah) hal ini sebelum ada perintah untuk berjihad. (Sesungguhnya apabila Kami merasakan kepada manusia sesuatu rahmat dari Kami) berupa nikmat seperti kekayaan atau kecukupan dan kesehatan (dia bergembira ria karena rahmat itu. Dan jika mereka ditimpa) Dhamir yang kembali kepada lafal Al-Insaan memandang kepada segi maknanya atau jenisnya (kesusahan) malapetaka atau musibah (disebabkan perbuatan tangan mereka sendiri) disebabkan yang mereka lakukan; dalam ayat ini diungkapkan kata 'tangan mereka sendiri' karena kebanyakan pekerjaan manusia itu dilakukan oleh tangannya (karena sesungguhnya manusia itu amat ingkar) kepada nikmat yang telah diberikan kepadanya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যদি তারা মুখ ফিরিয়ে নেয় তবে আপনাকে আমি তাদের রক্ষক করে পাঠাইনি। আপনার কর্তব্য কেবল প্রচার করা। আমি তাদের রক্ষক করে পাঠাইনি। আপনার কর্তব্য কেবল প্রচার করা। আমি যখন মানুষকে আমার রহমত আস্বাদন করাই তখন সে উল্লসিত আর যখন তাদের কৃতকর্মের কারণে তাদের কোন অনিষ্ট ঘটে তখন মানুষ খুব অকৃতজ্ঞ হয়ে যায়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எனினும் நபியே அவர்கள் புறக்கணித்து விட்டால் நீர் கவலையுறாதீர்; நாம் உம்மை அவர்கள் மீது பாதுகாவலராக அனுப்பவில்லை தூதுச் செய்தியை எடுத்துக் கூறி எத்திவைப்பது தான் உம்மீது கடமையாகும்; இன்னும் நிச்சயமாக நம்முடைய ரஹ்மத்தை நல்லருளை மனிதர்கள் சுவைக்கும்படிச் செய்தால் அது கண்டு அவர்கள் மகிழ்கிறார்கள்; ஆனால் அவர்களுடைய கைகள் முற்படுத்தியுள்ள பாவத்தின காரணத்தால் அவர்களுக்குத் தீங்கு நேரிட்டால் நிச்சயமாக மனிதன் நன்றி கெட்டு மாறு செய்பவனாக இருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แต่ถ้าพวกเขาผินหลังให้ ไม่ยอมรับการเรียกร้อง ดังนั้นเรามิได้ส่งเจ้ามายังพวกเขาเพื่อเป็นผู้คุ้มกันรักษา หน้าที่ของเจ้ามิใช่อื่นใดนอกจากการเผยแผ่เท่านั้น และแท้จริงถ้าเราจะให้มนุษย์ลิ้มรสความเมตตาจากเรา เขาก็จะยินดีปรีดาต่อความเมตตานั้น และหากเคราะห์กรรมประสบแก่พวกเขา เนื่องจากน้ำมือของพวกเขาได้ประกอบเอาไว้ ดังนั้นแน่นอนมนุษย์นั้นเป็นผู้เนรคุณเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар улар юз ўгирсалар бас Биз сени уларга қўриқчи қилиб юборганимиз йўқ Сенинг зиммангда фақат етказиш бор холос Албатта Биз инсонга Ўзимиздан раҳмат тоттирган чоғимизда у ундан қувонур ва агар уларга ўз қўллари тақдим этган нарса туфайли ёмонлик етса бас албатта инсон куфрони неъмат қилур Яхшилик етганда ҳаддан ошганидек ёмонлик етганда ҳам ўзини тўғри тута ололмайди куфрони неъмат қилади Аслида эса яхшилик етса инсон шукр қилиб ёмонлик етса сабр этиши лозим Унга нимаики етса Аллоҳдандир
- 中国语文 - Ma Jian : 如果他们退避,那末,我没有派你做他们的监护者,你只负通知的责任。我使人类尝试从我发出的恩惠的时候,他们因恩惠而快乐;他们因为曾经犯罪而遭难的时候,人类确是孤恩的。
- Melayu - Basmeih : Oleh itu jika mereka berpaling ingkar maka Kami tidak mengutusmu wahai Muhammad sebagai pengawas terhadap mereka; tugasmu tidak lain hanyalah menyampaikan apa yang diperintahkan kepadamu Dan ingatlah sesungguhnya apabila Kami memberi manusia merasai sesuatu rahmat dari Kami ia bergembira dengannya; dan sebaliknya jika mereka ditimpa sesuatu kesusahan disebabkan dosadosa yang mereka lakukan maka mereka segera membantah serta melupakan rahmat yang mereka telah menikmatinya kerana sesungguhnya manusia itu sangat tidak mengenang nikmatnikmat Tuhannya
- Somali - Abduh : Haday jeedsadaane kuuma aanaan dirin inaad ilaaliso korkooda korkaaga ma aha waxaan gaadhsiin ahayn markaan dhadhansiino Dadkana naxariis way farxaan si kibir ah hadday ku dhacdo xumaan waxay Gacmahoodu hor marsadeen darteed dadkii aadbuu u Gaaloobaa
- Hausa - Gumi : To idan sun bijire to ba Mu aike ka kanã mai tsaro a kansu ba bãbu abin da ke a kanka fãce iyar da Manzanci Kuma lalle ne Mũ idan Mun ɗanɗana wa mutum wata rahama daga gare Mu sai ya yi farin ciki da ita kuma idan wata masĩfa ta sãme su sabõda abin da hannayensu suka gabãtar to lalle ne mutum mai tsananin kãfirci ne
- Swahili - Al-Barwani : Na wakipuuza basi Sisi hatukukupeleka ili uwe mwangalizi wao Si juu yako ila kufikisha Ujumbe tu Na hakika Sisi tukimwonjesha mtu rehema kutoka kwetu huifurahia Na akisibiwa na ovu kwa sababu ya iliyo yatanguliza mikono yao basi hakika mtu huyu anakufuru
- Shqiptar - Efendi Nahi : E nëse ata kthehen nuk të dëgjojnë po Ne nuk të kemi dërguar ty si roje për ta Detyra jote është vetëm të shpallësh E kur Ne i japim njeriut të shijojë mëshirën Tonë ai i gëzohet asaj e nëse e godet ndonjë e keqe për shkak të asaj që e kanë punuar duart e tija atëherë me të vërtetë njeriu është mohues i dhuntive
- فارسى - آیتی : اگر اعراض كنند، تو را نفرستادهايم كه نگهبانشان باشى. بر تو جز تبليغ رسالت هيچ نيست. و ما چون به انسان از رحمت خود بچشانيم شادمان مىگردد، و اگر به خاطر كارهايى كه كرده است ناروايى بدو رسد ناسپاسى مىكند.
- tajeki - Оятӣ : Агар рӯй гардонанд, туро нафиристодаем, ки нигаҳбонашон бошӣ. Бар ту ғайри расонидани пайғом ҳеҷ нест. Ва Мо чун ба инсон аз раҳмати Худ бичашонем, шодмон мегардад ва агар ба хотири корҳое, ки кардааст, норавоӣ ба ӯ расад, носипосӣ мекунад.
- Uyghur - محمد صالح : ئەگەر ئۇلار (يەنى مۇشرىكلار) (ئىماندىن) يۈز ئۆرۈسە، بىز سېنى ئۇلارغا كۆزەتچى قىلىپ ئەۋەتكىنىمىز يوق، سېنىڭ ۋەزىپەڭ پەقەت تەبلىغ قىلىشتۇر، ئەگەر ئىنسانغا بىزنىڭ رەھمىتىمىزنى تېتىتساق خۇش بولۇپ كېتىدۇ، ئۇلارنىڭ قىلغان گۇناھلىرى تۈپەيلىدىن (بېشىغا) بىرەر ھادىسە كەلسە، ئىنسان تولىمۇ كۇفرانە نېمەت قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അഥവാ, ഇനിയും അവര് പിന്തിരിഞ്ഞുപോവുകയാണെങ്കില്, നിന്നെ നാം അവരുടെ സംരക്ഷകനായൊന്നും അയച്ചിട്ടില്ല. നിന്റെ ബാധ്യത സന്ദേശമെത്തിക്കല് മാത്രമാണ്. മനുഷ്യനെ നാം നമ്മുടെ ഭാഗത്തുനിന്നുള്ള അനുഗ്രഹം ആസ്വദിപ്പിച്ചാല് അതിലവന് മതിമറന്നാഹ്ളാദിക്കുന്നു. എന്നാല് തങ്ങളുടെ തന്നെ കൈക്കുറ്റങ്ങള് കാരണമായി വല്ല വിപത്തും വന്നുപെട്ടാലോ, അപ്പോഴേക്കും മനുഷ്യന് പറ്റെ നന്ദികെട്ടവനായിത്തീരുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : فان اعرض هولاء المشركون ايها الرسول عن الايمان بالله فما ارسلناك عليهم حافظا لاعمالهم حتى تحاسبهم عليها ما عليك الا البلاغ وانا اذا اعطينا الانسان منا رحمه من غنى وسعه في المال وغير ذلك فرح وسر وان تصبهم مصيبه من فقر ومرض وغير ذلك بسبب ما قدمته ايديهم من معاصي الله فان الانسان جحود يعدد المصائب وينسى النعم
*74) That is, "You have not been made responsible that you must bring them to the right path anyhow, nor will you be held accountable as to why these people did not come to the right path."
*75) "Man" here implies the mean and shallow people who are the subject of the discourse here, who have got a measure of the worldly provisions and are exulting in this, and who do not pay any attention when they are admonished to come to the right path. But when they are visited by a disaster in consequence of their own misdeeds, they stmt cursing their fate, and forget alI those blessings which AIlah has blessed them with, and do not try to understand how far they themselves are to be blamed for the condition in which they are placed. Thus, neither does prosperity become conducive to their reformation nor can adversity teach them a lesson and bring them to the right path. A study of the context shows that this is, in fact, a satire on the attitude of the people who were the addressees of the above discourse, but they have not been addressed to tell them of their weakness directly, but the weakness of man has been mentioned in a general way and pointed out that what is the real cause of his sad plight. This gives an important point of the wisdom of preaching: the weaknesses of the addressee should not be made the target directly, but they should be mentioned in a general way so that he is not provoked, and if his conscience has still some life in it, he may try to understand his shortcoming with a cool mind.