- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلْنَٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ۚ ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ۚ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم
- عربى - التفسير الميسر : وكما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك -أيها النبي- أوحينا إليك قرآنًا من عندنا، ما كنت تدري قبله ما الكتب السابقة ولا الإيمان ولا الشرائع الإلهية؟ ولكن جعلنا القرآن ضياء للناس نهدي به مَن نشاء مِن عبادنا إلى الصراط المستقيم. وإنك -أيها الرسول- لَتَدُلُّ وَتُرْشِدُ بإذن الله إلى صراط مستقيم- وهو الإسلام- صراط الله الذي له ملك جميع ما في السموات وما في الأرض، لا شريك له في ذلك. ألا إلى الله- أيها الناس- ترجع جميع أموركم من الخير والشر، فيجازي كلا بعمله: إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
- السعدى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
{ وَكَذَلِكَ } حين أوحينا إلى الرسل قبلك { أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا } وهو هذا القرآن الكريم، سماه روحا، لأن الروح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين، لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير.
وهو محض منة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم، ولهذا قال: { مَا كُنْتَ تَدْرِي } أي: قبل نزوله عليك { مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ } أي: ليس عندك علم بأخبار الكتب السابقة، ولا إيمان وعمل بالشرائع الإلهية، بل كنت أميا لا تخط ولا تقرأ، فجاءك هذا الكتاب الذي { جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا } يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع، والأهواء المردية، ويعرفون به الحقائق، ويهتدون به إلى الصراط المستقيم.
{ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } أي: تبينه لهم وتوضحه، وتنيره وترغبهم فيه، وتنهاهم عن ضده، وترهبهم منه، ثم فسر الصراط المستقيم فقال: { صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }
- الوسيط لطنطاوي : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
ثم بين - سبحانه - جانبا من مظاهر فضله على نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكتاب وَلاَ الإيمان .
. )
.والكاف فى قوله " كذلك " بمعنى مثل واسم الإِشارة يعود إلى ما أوحاه إلى الرسل السابقين .
والمراد بالروح : القرآن - وسماه - سبحانه - روحا ، لأن الأرواح تحيا به ، كما تحيا الأبدان بالغذاء المادى .
أى : ومثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل ، أوحينا إليك - أيها الرسول الكريم ، هذا القرآن ، الذى هو بمنزلة الأرواح للأجساد ، وقد أوحيناه إليك بأمرنا وإرادتنا ومشيئتنا ، وأنت - أيها الرسول الكريم - ما كنت تعرف أو تدرك حقيقة هذا الكتاب حتى عرفناك إياه ، وما كنت تعرف أو تدرك تفاصيل ، وشرائع وأحكام هذا الذين الذى أحينا إليك بعد النبوة .
فالمقصود بهذه الآية الكريمة نفى علم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذا القرآن قبل النبوة ، ونفى أن يكون - أيضا - عالما بتفاصيل وأحكام هذا الدين لا نفى أصل الإِيمان .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( وَأَنزَلَ الله عَلَيْكَ الكتاب والحكمة وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ الله عَلَيْكَ عَظِيماً ) وقوله - سبحانه - : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هذا القرآن وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الغافلين ) والضمير فى قوله - تعالى - : ( ولكن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ) يعود إلى القرآن الكريم ، الذى عبر عنه بالروح .
أى : ولكن جعلنا هذا القرآن العظيم نورا ساطعا ، نهدى به من نشاء هدايته من عبادنا ( وَإِنَّكَ ) أيها الرسول الكريم ( لتهدي ) من أرسلناك إليهم ( إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) أى طريق واضح قويم اعوجاج فيه ولا التواء .
- البغوى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
( وكذلك ) أي : كما أوحينا إلى سائر رسلنا ، ( أوحينا إليك روحا من أمرنا ) قال ابن عباس : نبوة . وقال الحسن : رحمة . وقال السدي ومقاتل : وحيا . وقال الكلبي : كتابا . وقال الربيع : جبريل . وقال مالك بن دينار : يعني القرآن . ( ما كنت تدري ) قبل الوحي ، ( ما الكتاب ولا الإيمان ) يعني شرائع الإيمان ومعالمه ، قال محمد بن إسحاق بن خزيمة : " الإيمان " في هذا الموضع : الصلاة ، ودليله : قوله - عز وجل - : وما كان الله ليضيع إيمانكم ( البقرة 143 ) .
وأهل الأصول على أن الأنبياء عليهم السلام كانوا مؤمنين قبل الوحي ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعبد الله قبل الوحي على دين إبراهيم ، ولم يتبين له شرائع دينه .
( ولكن جعلناه نورا ) قال ابن عباس : يعني الإيمان . وقال السدي : يعني القرآن . ( نهدي به ) نرشد به ، ( من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي ) أي لتدعو ، ( إلى صراط مستقيم ) يعني الإسلام .
- ابن كثير : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وقوله ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) يعني القرآن ، ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) أي : على التفصيل الذي شرع لك في القرآن ، ( ولكن جعلناه ) أي القرآن ( نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) ، كقوله : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] .
وقوله : ( وإنك ) [ أي ] يا محمد ( لتهدي إلى صراط مستقيم ) ، وهو الخلق القويم . ثم فسره بقوله :
- القرطبى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
قوله تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم
فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى : وكذلك أوحينا إليك أي وكالذي أوحينا إلى الأنبياء من قبلك أوحينا إليك روحا أي : نبوة ، قاله ابن عباس . الحسن وقتادة : رحمة من عندنا . السدي : وحيا . الكلبي : كتابا . الربيع : هو جبريل . الضحاك : هو القرآن . وهو قول مالك بن دينار . وسماه روحا لأن فيه حياة من موت الجهل . وجعله من أمره بمعنى أنزله كما شاء على من يشاء من النظم المعجز والتأليف المعجب . ويمكن أن يحمل قوله : ويسألونك عن الروح على القرآن أيضا قل الروح من أمر ربي أي : يسألونك من أين لك هذا القرآن ؟ ، قل إنه من أمر الله أنزل علي معجزا ، ذكره القشيري . وكان مالك بن دينار يقول : يا أهل القرآن ، ماذا زرع القرآن في قلوبكم ؟ فإن القرآن ربيع القلوب كما أن الغيث ربيع الأرض .
الثانية : قوله تعالى : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان أي لم تكن تعرف الطريق إلى الإيمان . وظاهر هذا يدل على أنه ما كان قبل الإيحاء متصفا بالإيمان . قال القشيري : وهو من مجوزات العقول ، والذي صار إليه المعظم أن الله ما بعث نبيا إلا كان مؤمنا به قبل البعثة . وفيه تحكم ، إلا أن يثبت ذلك بتوقيف مقطوع به . قال القاضي أبو الفضل عياض وأما عصمتهم من هذا الفن قبل النبوة فللناس فيه خلاف ، والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكك في شيء من ذلك . وقد تعاضدت الأخبار والآثار عن الأنبياء بتنزيههم عن هذه النقيصة منذ ولدوا ، ونشأتهم على التوحيد والإيمان ، بل على إشراق أنوار المعارف ونفحات ألطاف السعادة ، ومن طالع سيرهم منذ صباهم إلى مبعثهم حقق ذلك ، كما عرف من حال موسى وعيسى ويحيى وسليمان وغيرهم عليهم السلام . قال الله تعالى : وآتيناه الحكم صبيا قال المفسرون : أعطي يحيى العلم بكتاب الله في حال صباه . قال معمر : كان ابن سنتين أو ثلاث ، فقال له الصبيان : لم لا تلعب! فقال : أللعب خلقت! وقيل في قوله : مصدقا بكلمة من الله صدق يحيى بعيسى وهو ابن ثلاث سنين ، فشهد له أنه كلمة الله وروحه وقيل : صدقه وهو في بطن أمه ، فكانت أم يحيى تقول لمريم إني أجد ما في بطني يسجد لما في بطنك تحية له . وقد نص الله على كلام عيسى لأمه عند ولادتها إياه بقوله : ألا تحزني على قراءة من قرأ " من تحتها " ، وعلى قول من قال : إن المنادي عيسى ونص على كلامه في مهده فقال : إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا . وقال : ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وقد ذكر من حكم سليمان وهو صبي يلعب في قصة المرجومة وفي قصة الصبي ما اقتدى به أبوه داود . وحكى الطبري أن عمره كان حين أوتي الملك اثني عشر عاما . وكذلك قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون وأخذه بلحيته وهو طفل . وقال المفسرون في قوله تعالى : ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل أي : هديناه صغيرا ، قاله مجاهد وغيره . وقال ابن عطاء : اصطفاه قبل إبداء خلقه . وقال بعضهم : لما ولد إبراهيم بعث الله إليه ملكا يأمره عن الله تعالى أن يعرفه بقلبه ويذكره بلسانه فقال : قد فعلت ، ولم يقل أفعل ، فذلك رشده . وقيل : إن إلقاء إبراهيم في النار ومحنته كانت وهو ابن ست عشرة سنة . وإن ابتلاء إسحاق بالذبح وهو ابن سبع سنين . وإن استدلال إبراهيم بالكوكب والقمر والشمس كان وهو ابن خمس عشرة سنة . وقيل : أوحي إلى يوسف وهو صبي عندما هم إخوته بإلقائه في الجب بقوله تعالى : وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا الآية ، إلى غير ذلك من أخبارهم . وقد حكى أهل السير أن آمنة بنت وهب أخبرت أن نبينا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ولد حين ولد باسطا يديه إلى الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، وقال في حديثه - صلى الله عليه وسلم - : لما نشأت بغضت إلي الأوثان وبغض إلي الشعر ولم أهم بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين فعصمني الله منهما ثم لم أعد . ثم يتمكن الأمر لهم ، وتترادف نفحات الله تعالى عليهم ، وتشرق أنوار المعارف في قلوبهم حتى يصلوا الغاية ، ويبلغوا باصطفاء الله تعالى لهم بالنبوة في تحصيل الخصال الشريفة النهاية دون ممارسة ولا رياضة . قال الله تعالى : ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما .
قال القاضي : ولم ينقل أحد من أهل الأخبار أن أحدا نبئ واصطفي ممن عرف بكفر وإشراك قبل ذلك . ومستند هذا الباب النقل . وقد استدل بعضهم بأن القلوب تنفر عمن كانت هذه سبيله . قال القاضي : وأنا أقول إن قريشا قد رمت نبينا - عليه السلام - بكل ما افترته ، وعير كفار الأمم أنبياءها بكل ما أمكنها واختلقته ، مما نص الله عليه أو نقلته إلينا الرواة ، ولم نجد في شيء من ذلك تعييرا لواحد منهم برفضه آلهتهم وتقريعه بذمه بترك ما كان قد جامعهم عليه . ولو كان هذا لكانوا بذلك مبادرين ، وبتلونه في معبوده محتجين ، ولكان توبيخهم له بنهيهم عما كان يعبد قبل أفظع وأقطع في الحجة من توبيخه بنهيهم عن تركه آلهتهم وما كان يعبد آباؤهم من قبل ، ففي إطباقهم على الإعراض عنه دليل على أنهم لم يجدوا سبيلا إليه ، إذ لو كان لنقل وما سكتوا عنه كما لم يسكتوا عن تحويل القبلة وقالوا : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها كما حكاه الله عنهم .
الثالثة : وتكلم العلماء في نبينا - صلى الله عليه وسلم - ، هل كان متعبدا بدين قبل الوحي أم لا ، فمنهم من منع ذلك مطلقا وأحاله عقلا . قالوا : لأنه يبعد أن يكون متبوعا من عرف تابعا ، وبنوا هذا على التحسين والتقبيح . وقالت فرقة أخرى : بالوقف في أمره - عليه السلام - وترك قطع الحكم عليه بشيء في ذلك ، إذ لم يحل الوجهين منهما العقل ولا استبان عندها في أحدهما طريق النقل ، وهذا مذهب أبي المعالي . وقالت فرقة ثالثة : إنه كان متعبدا بشرع من قبله وعاملا به ، ثم اختلف هؤلاء في التعيين ، فذهبت طائفة إلى أنه كان على دين عيسى فإنه ناسخ لجميع الأديان والملل قبلها ، فلا يجوز أن يكون النبي على دين منسوخ . وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين إبراهيم ; لأنه من ولده وهو أبو الأنبياء . وذهبت طائفة إلى أنه كان على دين موسى ; لأنه أقدم الأديان . وذهبت المعتزلة إلى أنه لا بد أن يكون على دين ولكن عين الدين غير معلومة عندنا . وقد أبطل هذه الأقوال كلها أئمتنا ، إذ هي أقوال متعارضة وليس فيها دلالة قاطعة ، وإن كان العقل يجوز ذلك كله . والذي يقطع به أنه - عليه السلام - لم يكن منسوبا إلى واحد من الأنبياء نسبة تقتضي أن يكون واحدا من أمته ومخاطبا بكل شريعته ، بل شريعته مستقلة بنفسها مفتتحة من عند الله الحاكم - جل وعز - وأنه - صلى الله عليه وسلم - كان مؤمنا بالله عز وجل ، ولا سجد لصنم ، ولا أشرك بالله ، ولا زنى ولا شرب الخمر ، ولا شهد السامر ولا حضر حلف المطر ولا حلف المطيبين ، بل نزهه الله وصانه عن ذلك . فإن قيل : فقد روى عثمان بن أبي شيبة حديثا بسنده عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم ، فسمع ملكين خلفه أحدهما يقول لصاحبه : اذهب حتى تقوم خلفه ، فقال الآخر : كيف أقوم خلفه وعهده باستلام الأصنام فلم يشهدهم بعد ؟ فالجواب أن هذا حديث أنكره الإمام أحمد بن حنبل جدا وقال : هذا موضوع أو شبيه بالموضوع . وقال الدارقطني : إن عثمان وهم في إسناده ، والحديث بالجملة منكر غير متفق على إسناده فلا يلتفت إليه ، والمعروف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلافه عند أهل العلم من قوله : بغضت إلي الأصنام وقوله في قصة بحيرا حين استحلف النبي - صلى الله عليه وسلم - باللات والعزى إذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه أبي طالب وهو صبي ، ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تسألني بهما فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما فقال له بحيرا : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ، فقال : سل عما بدا لك . وكذلك المعروف من سيرته - عليه السلام - وتوفيق الله إياه له أنه كان قبل نبوته يخالف المشركين في وقوفهم بمزدلفة في الحج ، وكان يقف هو بعرفة ، لأنه كان موقف إبراهيم عليه السلام . فإن قيل : فقد قال الله تعالى : قل بل ملة إبراهيم وقال : أن اتبع ملة إبراهيم وقال : شرع لكم من الدين الآية . وهذا يقتضي أن يكون متعبدا بشرع . فالجواب أن ذلك فيما لا تختلف فيه الشرائع من التوحيد وإقامة الدين ، على ما تقدم بيانه في غير موضع وفي هذه السورة عند قوله : شرع لكم من الدين والحمد لله .
الرابعة : إذا تقرر هذا فاعلم أن العلماء اختلفوا في تأويل قوله تعالى : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان فقال جماعة : معنى الإيمان في هذه الآية شرائع الإيمان ومعالمه ، ذكره الثعلبي . وقيل : تفاصيل هذا الشرع ، أي : كنت غافلا عن هذه التفاصيل . ويجوز إطلاق لفظ الإيمان على تفاصيل الشرع ، ذكره القشيري : وقيل : ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ، ولا كيف تدعو الخلق إلى الإيمان ، ونحوه عن أبي العالية . وقال بكر القاضي : ولا الإيمان الذي هو الفرائض والأحكام . قال : وكان قبل مؤمنا بتوحيده ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدريها قبل ، فزاد بالتكليف إيمانا . وهذه الأقوال الأربعة متقاربة . وقال ابن خزيمة : عنى بالإيمان الصلاة ، لقوله تعالى : وما كان الله ليضيع إيمانكم أي : صلاتكم إلى بيت المقدس ، فيكون اللفظ عاما والمراد الخصوص .
وقال الحسين بن الفضل : أي : ما كنت تدري ما الكتاب ولا أهل الإيمان . وهو من باب حذف المضاف ، أي : من الذي يؤمن ؟ أبو طالب أو العباس أو غيرهما . وقيل : ما كنت تدري شيئا إذ كنت في المهد وقبل البلوغ . وحكى الماوردي نحوه عن علي بن عيسى قال : ما كنت تدري ما الكتاب لولا الرسالة ، ولا الإيمان لولا البلوغ . وقيل : ما كنت تدري ما الكتاب لولا إنعامنا عليك ، ولا الإيمان لولا هدايتنا لك ، وهو محتمل . وفي هذا الإيمان وجهان : أحدهما : أنه الإيمان بالله ، وهذا يعرفه بعد بلوغه وقبل نبوته . والثاني : أنه دين الإسلام ، وهذا لا يعرفه إلا بعد النبوة .
قلت : الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان مؤمنا بالله - عز وجل - من حين نشأ إلى حين بلوغه ، على ما تقدم . وقيل : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان أي : كنت من قوم أميين لا يعرفون الكتاب ولا الإيمان ، حتى تكون قد أخذت ما جئتهم به عمن كان يعلم ذلك منهم ، وهو كقوله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون روي معناه عن ابن عباس - رضي الله عنهما .
ولكن جعلناه قال ابن عباس والضحاك : يعني الإيمان . السدي : القرآن وقيل الوحي ، أي : جعلنا هذا الوحي نورا نهدي به من نشاء أي من نختاره للنبوة ، كقوله تعالى : يختص برحمته من يشاء ووحد الكتابة لأن الفعل في كثرة أسمائه بمنزلة الفعل في الاسم الواحد ، ألا ترى أنك تقول : إقبالك وإدبارك يعجبني ، فتوحد ، وهما اثنان .
وإنك لتهدي أي تدعو وترشد إلى صراط مستقيم دين قويم لا اعوجاج فيه . وقال علي : إلى كتاب مستقيم . وقرأ عاصم الجحدري وحوشب ( وإنك لتهدى ) غير مسمى الفاعل ، أي : لتدعى . الباقون ( لتهدي ) مسمي الفاعل . وفي قراءة أبي ( وإنك لتدعو ) . قال النحاس : وهذا لا يقرأ به ; لأنه مخالف للسواد ، وإنما يحمل ما كان مثله على أنه من قائله على جهة التفسير ، كما قال : وإنك لتهدي أي : لتدعو . وروى معمر عن قتادة في قوله تعالى : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم قال : ولكل قوم هاد .
- الطبرى : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
القول في تأويل قوله تعالى : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)
يعني تعالى ذكره بقوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) وكما كنا نوحي في سائر رسلنا, كذلك أوحينا إليك يا محمد هذا القرآن, روحا من أمرنا: يقول: وحيا ورحمة من أمرنا.
واختلف أهل التأويل في معنى الروح في هذا الموضع, فقال بعضهم: عنى به الرحمة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة, عن الحسن في قوله: (رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) قال: رحمة من أمرنا.
وقال آخرون: معناه: وحيا من أمرنا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) قال: وحيا من أمرنا.
وقد بيَّنا معنى الروح فيما مضى بذكر اختلاف أهل التأويل فيها بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: (مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: ما كنت تدري يا محمد أي شيء الكتاب ولا الإيمان اللذين أعطيناكهما.
(وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا) يقول: ولكن جعلنا هذا القرآن, وهو الكتاب نورا, يعني ضياء للناس, يستضيئون بضوئه الذي بين الله فيه, وهو بيانه الذي بين فيه, مما لهم فيه في العمل به الرشاد, ومن النار النجاة (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يقول: نهدي بهذا القرآن, فالهاء فى قوله " به " من ذكر الكتاب.
ويعني بقوله: (نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ) : نسدد إلى سبيل الصواب, وذلك الإيمان بالله (مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يقول: نهدي به من نشاء هدايته إلى الطريق المستقيم من عبادنا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) يعني محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا) يعني بالقرآن.
وقال جل ثناؤه (وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ) فوحد الهاء, وقد ذكر قبل الكتاب والإيمان, لأنه قصد به الخبر عن الكتاب. وقال بعضهم: عنى به الإيمان والكتاب, ولكن وحد الهاء, لأن أسماء الأفعال يجمع جميعها الفعل, كما يقال: إقبالك وإدبارك يعجبني, فيوحدهما وهما اثنان.
وقوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: وإنك يا محمد لتهدي إلى صراط مستقيم عبادنا, بالدعاء إلى الله, والبيان لهم.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال تبارك وتعالى وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ داع يدعوهم إلى الله عز وجل.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) قال: لكل قوم هاد.
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) يقول: تدعو إلى دين مستقيم.
يقول جلّ ثناؤه: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم, وهو الإسلام, طريق الله الذي دعا إليه عباده.
- ابن عاشور : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) عطف على جملة { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً حَكِيمٌ * وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الكتاب وَلاَ الإيمان ولكن جعلناه نُوراً نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا } [ الشورى : 51 ] الآية ، وهذا دليل عليهم أن القرآن أُنزل من عند الله أعقب به إبطال شبهتهم التي تقدم لإبطالها قوله : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً الآية ، أي كان وحينا إليك مثلَ كلامنا الذي كلّمنا به من قبلك على ما صُرح به في قوله تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيئين من بعده } [ النساء : 163 ] . والمقصود من هذا هو قوله : { ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان } .
والإشارة إلى سابق في الكلام وهو المذكور آنفاً في قوله : { وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً } [ الشورى : 51 ] الآية ، أي ومثل الذي ذكر من تكليم الله وَحْيُنا إليك رُوحاً من أمرنا ، فيكون على حد قول الحارث بن حلزة
: ... مِثْلَها تَخْرُج النصيحةُ للقوم
فَلاَةً من دونها أفْلاَءُ ... أي مثل نصيحتنا التي نصحناها للملك عمرو بن هند تكون نصيحة الأقوام بعضهم لبعض لأنها نصيحة قرابة ذوي أرحام . ويجوز أن تكون الإشارة إلى ما يأتي من بعدُ وهو الإيحاء المأخوذُ من أوحينا إليك } ، أي مثل إيحائنا إليك أوحينا إليك ، أي لو أريد تشبيه إيحائنا إليك في رفعة القدر والهُدَى ما وجد له شَبيه إلا نفسُه على طريقة قوله تعالى : { وكذلك جعلناكم أمةً وسَطاً } كما تقدم في سورة البقرة ( 143 ) . والمعنى : إنّ ما أوحينا إليك هو أعزّ وأشرف وحي بحيث لا يماثله غيره .
وكلا المعنيين صالح هنا فينبغي أن يكون كلاهما مَحْمَلاً للآية على نحو ما ابتكرناه في المقدمة التاسعة من هذا التفسير . ويؤخذ من هذه الآية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أعطي أنواع الوحي الثلاثة ، وهو أيضاً مقتضى الغرض من مساق هذه الآيات .
والروح : ما به حياة الإنسان ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { ويسألونك عن الرّوح } في سورة الإسراء ( 85 ) . وأطلق الروح هنا مجازاً على الشريعة التي بها اهتداء النفوس إلى ما يعود عليهم بالخير في حياتهم الأولى وحياتهم الثانية ، شبهت هداية عقولهم بعد الضلالة بحلول الروح في الجسد فيصير حَيّاً بعد أن كان جُثّة .
ومعنى { من أمرنا } مما استأثرنا بخلقه وحجبناه عن النّاس فالأمر المضاف إلى الله بمعنى الشأن العظيم ، كقولهم : أمِرَ أمْر فلان ، أي شأنه ، وقوله تعالى : { بإذن ربّهم من كل أمر } [ القدر : 4 ] .
والمراد بالروح من أمر الله : ما أوحي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الإرشاد والهداية سواء كان بتلقين كلام معين مأمور بإبلاغه إلى النّاس بلفظه دون تغيّر وهو الوحي القرآني المقصود منه أمران : الهداية والإعجاز ، أم كان غير مقيد بذلك بل الرّسول مأمور بتبليغ المعنى دون اللّفظ وهو ما يكون بكلام غير مقصود به الإعجاز ، أو بإلقاء المعنى إلى الرّسول بمشافهة المَلككِ ، وللرّسول في هذا أن يتصرف من ألفاظ ما أُوحي إليه بما يريد التعبير به أو برؤيا المنام أو بالإلقاء في النّفس كما تقدم .
واختتام هذه السورة بهذه الآية مع افتتاحها بقوله : { كذلك أوحينا إليك } [ الشورى : 7 ] الآية فيه محسن ردّ العجز على الصدر .
وجملة { ما كنت تدري ما الكتاب } في موضع الحال من ضمير { أوحينا } أي أوحينا إليك في حال انتفاء علمك بالكتاب والإيمان ، أي أفضنا عليك موهبة الوحي في حال خلوّك عن علم الكتاب وعِلم الإيمان . وهذا تحدَ للمعاندين ليتأملوا في حال الرّسول صلى الله عليه وسلم فيعلموا أن ما أوتيه من الشريعة والآداب الخُلقية هو من مواهب الله تعالى التي لم تسبق له مزاولتها ، ويَتضمن امتناناً عليه وعلى أمته المسلمين .
ومعنى عدم دراية الكتاب : عدم تعلق علمه بقراءة كتاب أو فهمه . ومعنى انتفاء دراية الإيمان : عدم تعلق علمه بما تحتوي عليه حقيقة الإيمان الشرعي من صفات الله وأصول الدين وقد يطلق الإيمان على ما يرادف الإسلام كقوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم } [ البقرة : 143 ] وهو الإيمان الذي يزيد وينقص كما في قوله تعالى : { ويزداد الذين آمنوا إيماناً } [ المدثر : 31 ] . فيزاد في معنى عدم دراية الإيمان انتفاء تعلق علم الرّسول صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام . فانتفاء درايته بالإيمان مثل انتفاء درايته بالكتاب ، أي انتفاء العلم بحقائقه ولذلك قال : { ما كنت تدري } ولم يقل : ما كنت مؤمناً .
وكلا الاحتمالين لا يقتضي أن الرّسول صلى الله عليه وسلم لم يكن مؤمناً بوجود الله ووحدانية إلهيته قبل نزول الوحي عليه إذ الأنبياء والرّسل معصومون من الشرك قبل النبوءة فهم مُوحّدُون لله ونابذون لعبادة الأصنام ، ولكنهم لا يعلمون تفاصيل الإيمان ، وكان نبيئنا صلى الله عليه وسلم في عهد جاهلية قومه يعلم بطلان عبادة الأصنام ، وإذ قد كان قومه يشركون مع الله غيره في الإلهية فبطلان إلهية الأصنام عنده تمحِّضه لإفراد الله بالإلهية لا محالة .
وقد أخبر بذلك عن نفسه فيما رواه أبو نعيم في «دلائل النبوءة» عن شداد بن أوس وذكره عياض في «الشفاء» غير معزو : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمّا نَشَأت أي عقلت بُغِّضَتَ إليَّ الأوْثانُ وبُغض إليَّ الشعرُ ، ولم أهِمَّ بشيء مما كانت الجاهلية تفعله إلا مرتين فعصمني الله منهما ثم لم أَعُدْ " . وعلى شدة منازعة قريش إياه في أمر التوحيد فإنهم لم يحاجُّوه بأنه كان يعبد الأصنام معهم . وفي هذه الآية حجة للقائلين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن متعبداً قبل نبوءته بشرع .
وإدْخال { لا } النافية في قوله : { ولا الإيمان } تأكيد لنفي درايته إيّاه ، أي ما كنت تدري الكتاب ولا الإيمان ، للتنصيص على أن المنفي دراية كل واحدٍ منهما .
وقوله : { ولكن جعلناه نوراً } عطف على جملة { ما كنت تدري ما الكتاب } . وضمير { جعلناه } عائد إلى الكتاب في قوله : { ما كنت تدري ما الكتاب } . والتقدير : وجعلنا الكتاب نوراً . وأقحم في الجملة المعطوفة حرف الاستدراك للتنبيه على أن مضمون هذه الجملة عكس مضمون جملة { ما كنت تدري ما الكتاب } .
والاستدراك ناشىء على ما تضمنته جملة { ما كنت تدري ما الكتاب } لأن ظاهر نفي دراية الكتاب أن انتفاءها مستمر فاستدرك بأن الله هداه بالكتاب وهدى به أمته ، فالاستدراك واقع في المحزّ . والتقدير : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ثم هديناك بالكتاب ابتداء وعرفناك به الإيمان وهَدَيت به النّاس ثانياً فاهتدى به من شِئنا هدايته ، أي وبقي على الضلال من لم نشأ له الاهتداء ، كقوله تعالى : { يضلّ به كثيراً ويهدي به كثيراً } [ البقرة : 26 ] .
وشبه الكتاب بالنّور لمناسبة الهَدي به لأن الإيمان والهُدى والعلم تشبَّه بالنور ، والضلال والجهل والكفر تشبه بالظلمة ، قال تعالى : { يخرجهم من الظلمات إلى النّور } [ البقرة : 257 ] . وإذا كان السائر في الطريق في ظلمة ضل عن الطريق فإذا استنار له اهتدى إلى الطريق ، فالنّور وسيلة الاهتداء ولكن إنما يَهتدي به من لا يكون له حائل دون الاهتداء وإلا لم تنفعه وسيلة الاهتداء ولذلك قال تعالى : { نهدي به من نشاء من عبادنا } ، أي نَخلُق بسببه الهداية في نفوس الذين أعددناهم للهُدى من عبادنا . فالهداية هنا هداية خاصة وهي خلق الإيمان في القلب .
- إعراب القرآن : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
«وَكَذلِكَ» الواو حرف استئناف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف «أَوْحَيْنا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «إِلَيْكَ» متعلقان بالفعل «رُوحاً» مفعول به «مِنْ أَمْرِنا» صفة روحا «ما» نافية «كُنْتَ» كان واسمها «تَدْرِي» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر كان وجملة ما كنت حال «ما» مبتدأ «الْكِتابُ» خبره والجملة الاسمية سدت مسد مفعولي تدري «وَلَا» الواو حرف عطف ولا نافية «الْإِيمانُ» معطوف على الكتاب «وَلكِنْ» الواو حرف عطف ولكن حرف استدراك «جَعَلْناهُ نُوراً» ماض وفاعله ومفعوله الأول ونورا مفعوله الثاني والجملة معطوفة على جملة ما كنت «نَهْدِي» مضارع فاعله مستتر «بِهِ» متعلقان بالفعل والجملة صفة نورا «مِنْ» مفعول به «نَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْ عِبادِنا» متعلقان بمحذوف حال «وَإِنَّكَ» الواو حالية وإن واسمها «لَتَهْدِي» اللام المزحلقة ومضارع فاعله مستتر «إِلى صِراطٍ» متعلقان بالفعل «مُسْتَقِيمٍ» صفة صراط والجملة خبر إن والجملة الاسمية حال
- English - Sahih International : And thus We have revealed to you an inspiration of Our command You did not know what is the Book or [what is] faith but We have made it a light by which We guide whom We will of Our servants And indeed [O Muhammad] you guide to a straight path -
- English - Tafheem -Maududi : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(42:52) Even so We revealed to you, (O Prophet), a spirit by Our command. *83 (Ere to that) you knew neither what the Book nor what the faith was. *84 But We made that spirit a light whereby We guide those of Our servants whom We please to the Right Way. Surely you are directing people to the Right Way,
- Français - Hamidullah : Et c'est ainsi que Nous t'avons révélé un esprit [le Coran] provenant de Notre ordre Tu n'avais aucune connaissance du Livre ni de la foi; mais Nous en avons fait une lumière par laquelle Nous guidons qui Nous voulons parmi Nos serviteurs Et en vérité tu guides vers un chemin droit
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und ebenso haben Wir dir Geist von Unserem Befehl als Offenbarung eingegeben Du wußtest vorher weder was das Buch noch was der Glaube ist; doch haben Wir es zu einem Licht gemacht mit dem Wir rechtleiten wen Wir wollen von Unseren Dienern Und du leitest ja wahrlich zu einem geraden Weg
- Spanish - Cortes : Así es como te hemos inspirado un Espíritu que procede de Nuestra orden Tú no sabías lo que eran la Escritura y la Fe pero hemos hecho de él luz con la que guiamos a quienes queremos de Nuestros siervos Ciertamente tú guías a los hombres a una vía recta
- Português - El Hayek : E também te inspiramos com um Espírito por ordem nossa antes do que não conhecias o que era o Livro nem a fé; porém fizemos dele uma Luz mediante a qual guiamos quem Nos apraz dentre os Nossos servos E tu certamente te orientaspara uma senda reta
- Россию - Кулиев : Таким же образом Мы внушили тебе в откровении дух Коран из Нашего повеления Ты не знал что такое Писание и что такое вера Но Мы сделали его светом посредством которого Мы ведем прямым путем того из Наших рабов кого пожелаем Воистину ты указываешь на прямой путь -
- Кулиев -ас-Саади : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
Таким же образом Мы внушили тебе в откровении дух (Коран) из Нашего повеления. Ты не знал, что такое Писание и что такое вера. Но Мы сделали его светом, посредством которого Мы ведем прямым путем того из Наших рабов, кого пожелаем. Воистину, ты указываешь на прямой путь -- Turkish - Diyanet Isleri : İşte sana da buyruğumuzla Cebrail'i gönderdik; sen Kitap nedir iman nedir önceleri bilmezdin fakat Biz onu kullarımızdan dilediğimizi onunla doğru yola eriştirdiğimiz bir nur kıldık Şüphesiz sen de insanlara göklerde ve yerde ne varsa kendisininolan Allah'ın yolunu doğru yolu göstermektesin İyi bilin ki işler sonunda Allah'a döner
- Italiano - Piccardo : Ed è così che ti abbiamo rivelato uno spirito [che procede] dal Nostro ordine Tu non conoscevi né la Scrittura né la fede Ne abbiamo fatto una luce per mezzo della quale guidiamo chi vogliamo tra i Nostri servi In verità tu guiderai sulla retta via
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی محمد صلی الله علیه وسلم ئا بهوشێوهیهی که وتمان ئێمه قورئانمان بۆ ڕهوانه کردیت له لایهن خۆمانهوه که ژیانبهخشه به ڕوح و گیان و عهقڵ تۆ نهتدهزانی قورئان چیه و ئیمان چیه بهڵام ئێمه ئهم قورئانهمان کرده ڕوناکی ونورێك که هیدایهت و ڕێنمویی ههر کهس که بمانهوێت له بهندهکانمانی پێ دهکهین ئهوانهی دڵی بۆ دهکهنهوه و بهچاکی گوێ بۆ دهگرن بێگومان تۆ ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم ڕێنیشان دهریت و ڕێنموی دهکهی بۆ ڕێگه و ڕێبازێکی ڕاست و دروست
- اردو - جالندربرى : اور اسی طرح ہم نے اپنے حکم سے تمہاری طرف روح القدس کے ذریعے سے قران بھیجا ہے۔ تم نہ تو کتاب کو جانتے تھے اور نہ ایمان کو۔ لیکن ہم نے اس کو نور بنایا ہے کہ اس سے ہم اپنے بندوں میں سے جس کو چاہتے ہیں ہدایت کرتے ہیں۔ اور بےشک اے محمدﷺ تم سیدھا رستہ دکھاتے ہو
- Bosanski - Korkut : Na takav način Mi i tebi objavljujemo ono što ti se objavljuje Ti nisi znao šta je Knjiga niti si poznavao vjerske propise ali smo je Mi učinili svjetlom pomoću kojeg upućujemo one robove Naše koje želimo A Ti zaista upućuješ na Pravi put
- Swedish - Bernström : Så har Vi också låtit dig [Muhammad efter de tidigare profeterna] få del av helig ingivelse [Förr] visste du inte vad uppenbarelse betydde och inte heller vad [sann] tro innebar Men Vi har gett dig [detta budskap] som ett ljus med vilket du skall leda dem Vi vill av Våra tjänare leda [dem] till den raka vägen
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan demikianlah Kami wahyukan kepadamu wahyu Al Quran dengan perintah Kami Sebelumnya kamu tidaklah mengetahui apakah Al Kitab Al Quran dan tidak pula mengetahui apakah iman itu tetapi Kami menjadikan Al Quran itu cahaya yang Kami tunjuki dengan dia siapa yang kami kehendaki di antara hambahamba Kami Dan sesungguhnya kamu benarbenar memberi petunjuk kepada jalan yang lurus
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
(Dan demikianlah) maksudnya, sebagaimana Kami wahyukan kepada rasul-rasul selain kamu (Kami wahyukan kepadamu) hai Muhammad (wahyu) yakni Alquran, yang karenanya kalbu manusia dapat hidup (dengan perintah Kami) yang Kami wahyukan kepadamu. (Sebelumnya kamu tidaklah mengetahui) sebelum Kami mewahyukan kepadamu (apakah Alkitab) yakni Alquran itu (dan tidak pula mengetahui apakah iman itu) yakni syariat-syariat dan tanda-tanda-Nya Nafi dalam ayat ini amalnya di-ta'alluqkan kepada Fi'il dan lafal-lafal sesudah Fi'il menempati kedudukan dua Maf'ulnya (tetapi Kami menjadikan Alquran itu) wahyu atau Alquran itu (cahaya, yang Kami tunjuki dengan dia siapa yang Kami kehendaki di antara hamba-hamba Kami. Dan sesungguhnya kamu benar-benar memberi petunjuk) maksudnya kamu menyeru dengan wahyu yang diturunkan kepadamu (kepada jalan) tuntunan (yang lurus) yakni agama Islam.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এমনিভাবে আমি আপনার কাছে এক ফেরেশতা প্রেরণ করেছি আমার আদেশক্রমে। আপনি জানতেন না কিতাব কি এবং ঈমান কি কিন্তু আমি একে করেছি নূর যাদ্দ্বারা আমি আমার বান্দাদের মধ্য থেকে যাকে ইচ্ছা পথ প্রদর্শন করি। নিশ্চয় আপনি সরল পথ প্রদর্শন করেন
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நபியே இவ்வாறே நாம் நம்முடைய கட்டளையில் ஆன்மாவானதை குர்ஆனை வஹீ மூலமாக உமக்கு அறிவித்திருக்கிறோம்; அதற்கு முன்னர் வேதம் என்பதோ ஈமான் என்பதோ என்னவென்று நீர் அறிபவராக இருக்கவில்லை எனினும் நாம் அதை ஒளியாக ஆக்கி நம் அடியார்களில நாம் விரும்பியோருக்கு இதைக் கொண்டு நேர்வழி காட்டுகிறோம் நிச்சயமாக நீர் மக்களை நேரான பதையில் வழி காண்பிக்கின்றீர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเช่นนั้นแหละเราได้วะฮียฺอัลกุรอาน แก่เจ้าตามบัญชาของเรา เจ้าไม่เคยรู้มาก่อนเลยว่าอะไรคือคัมภีร์ และอะไรคือการศรัทธาแต่ว่าเราได้ทำให้อัลกุรอานเป็นแสงสว่างเพื่อชี้แนะทาง โดยนัยนั้นแก่ผู้ที่เราประสงค์จากปวงบ่าวของเรา และแท้จริงเจ้านั้น จะได้รับการชี้แนะสู่ทางอันเที่ยงธรรมอย่างแน่นอน
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ана шунга ўхшаш Биз сенга Ўз амримиздан бир руҳни ваҳий қилдик Сен китоб нималигини ҳам иймон нималигини ҳам идрок қилмас эдинг Лекин Биз уни бир нур қилдикки у билан бандаларимиздан кимни хоҳласак ҳидоят қилурмиз Албатта сен тўғри йўлга ҳидоят қилурсан Аллоҳ Таоло бу ояти каримада Қуръони Каримни Муҳаммад с а вга ваҳий орқали юборган сўнгги китобини руҳжон деб атамоқда Қуръони Карим инсоният учун маънавий руҳдир
- 中国语文 - Ma Jian : 我这样启示你从我的命令中发出的精神。你本来不知道天经是什么,正信是什么;但我以天经为光明,而借此光明引导我所欲引导的仆人。你确是指示正路者。
- Melayu - Basmeih : Dan demikianlah Kami wahyukan kepadamu Muhammad AlQuran sebagai roh yang menghidupkan hati perintah Kami; engkau tidak pernah mengetahui sebelum diwahyukan kepadamu apakah Kitab AlQuran itu dan tidak juga mengetahui apakah iman itu; akan tetapi Kami jadikan AlQuran cahaya yang menerangi Kami beri petunjuk dengannya sesiapa yang Kami kehendaki di antara hambahamba Kami Dan sesungguhnya engkau wahai Muhammad adalah memberi petunjuk dengan AlQuran itu ke jalan yang lurus
- Somali - Abduh : Saasaannu kuugu waxyoonay nolol amarkanaga ah Quraanka maadan aqoonin Kitaab wuxuu yahay iyo Iimaan midna laakiin waxaan ka yeellay Nuur aannu ku hanuunino ciddaan doono oo addoomadanada ka mid ah adiguna Nabiyow waxaad ku hanuunin jidka toosan
- Hausa - Gumi : Kuma kamar wancan Mun aika wani rũhi rai mai haɗa jama'a zuwa gare ka daga gare Mu Ba ka kasance kã san abin da yake littãfi ba kõ abin da Yake ĩmãni kuma amma Mun sanya shi rũhin watau Alƙur'ãni wani haske ne Munã shiryar da wanda Muke so daga cikin bãyĩnMu game da shi Kuma Lalle kai haƙĩƙa kanã shiryarwa zuwa ga hanya madaidaiciya
- Swahili - Al-Barwani : Na namna hivi tumekufunulia Qur'ani kwa amri yetu Ulikuwa hujui Kitabu ni nini wala Imani Lakini tumekifanya kuwa ni Nuru ambayo kwayo tunammwongoa tumtakaye katika waja wetu Na hakika wewe unaongoa kwenye Njia Iliyo Nyooka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Po ashtu Ne ta kemi dërguar ty Shpalljen Ti më parë nuk ke ditur se çka është Libri as çka është besimi i plotë e Librin – Kur’anin Ne e bëmë dritë udhërrëfyes me të cilin udhëzojmë kënd të dojmë nga robërit Tonë Ti o Muhammed me të vërtetë udhëzon në rrugën e drejtë
- فارسى - آیتی : همچنين كلام خود را به فرمان خود به تو وحى كرديم. تو نمىدانستى كتاب و ايمان چيست. ولى ما آن را نورى ساختيم تا هر يك از بندگانمان را كه بخواهيم بدان هدايت كنيم و تو به راه راست راه مىنمايى،
- tajeki - Оятӣ : Ҳамчунин каломи Худро ба фармони Худ ба ту ваҳй кардем. Ту намедонистӣ китобу имон чист. Вале Мо онро нуре сохтем то ҳар як аз бандагонамонро, ки бихоҳем, ба он ҳидоят кунем ва ту ба роҳи рост роҳ нишон медиҳӣ,
- Uyghur - محمد صالح : شۇنىڭدەك (يەنى باشقا پەيغەمبەرلەرگە ۋەھيى قىلغاندەك) ئەمرىمىز بويىچە ساڭا قۇرئاننى ۋەھيى قىلدۇق، سەن (ۋەھيىدىن ئىلگىرى) قۇرئاننىڭ ۋە ئىماننىڭ نېمە ئىكەنلىكىنى ئۇقمايتتىڭ، لېكىن بىز قۇرئاننى بىر نۇر قىلدۇقكى، ئۇنىڭ بىلەن بەندىلىرىمىزدىن خالىغان كىشىلەرنى ھىدايەت قىلىمىز. شەك - شۈبھىسىزكى سەن توغرا يولغا باشلايسەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇവ്വിധം നാം നിനക്ക് നമ്മുടെ കല്പനയാല് ചൈതന്യവത്തായ ഒരു സന്ദേശം ബോധനം നല്കിയിരിക്കുന്നു. വേദപുസ്തകത്തെപ്പറ്റിയോ സത്യവിശ്വാസത്തെ സംബന്ധിച്ചോ നിനക്കൊന്നുമറിയുമായിരുന്നില്ല. അങ്ങനെ ആ സന്ദേശത്തെ നാമൊരു വെളിച്ചമാക്കിയിരിക്കുന്നു. അതുവഴി നമ്മുടെ ദാസന്മാരില് നിന്ന് നാം ഇച്ഛിക്കുന്നവരെ നേര്വഴിയില് നയിക്കുന്നു. തീര്ച്ചയായും നീ നേര്മാര്ഗത്തിലേക്കാണ് വഴി നടത്തുന്നത്;
- عربى - التفسير الميسر : وكما اوحينا الى الانبياء من قبلك ايها النبي اوحينا اليك قرانا من عندنا ما كنت تدري قبله ما الكتب السابقه ولا الايمان ولا الشرائع الالهيه ولكن جعلنا القران ضياء للناس نهدي به من نشاء من عبادنا الى الصراط المستقيم وانك ايها الرسول لتدل وترشد باذن الله الى صراط مستقيم وهو الاسلام صراط الله الذي له ملك جميع ما في السموات وما في الارض لا شريك له في ذلك الا الى الله ايها الناس ترجع جميع اموركم من الخير والشر فيجازي كلا بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر
*82) That is, He is far above that He should speak to a tnan face to face, and His wisdom is not helpless that He may adopt another method of conveying His instructions to a servant of His than of speaking to him face to face.
*83) "Even so" does not refer only to the last method of wahi, but to aII the three methods as mentioned in the preceding verses, and a "Spirit" implies wahi (Revelation), or the teaching given to the Holy Prophet by revelation. Both the Qur'an and the Hadih confirm that the Holy Prophet was given instruction by all these three methods:
(1) Ina Hadith Hadrat 'A'ishah has stated that Revelation in the beginning came to the Holy Prophet in the form of true visions. (Bukhari, Muslim) This continued in later life also. Traditions mention many visions in which he was given some teaching or informed of something and in the Qur'an also a vision of his has been clearly mentioned (Al Fath: 27). Besides, several Traditions also mention that the Holy Prophet said, "I have been inspired with such and such a thing. or I have been informed of this and this or I have been enjoined this, or I have been forbidden this." All such things relate to the first kind of thewahi and the Divinely inspired Traditions (Ahadith Qudsi) mostly belong to this category of the Traditions.
(2) On the occasion of the Mi'raj (Ascension) the Holy Prophet was honoured with the second kind of the wahi also. In several authentic Traditions the way mention has been made of the Commandment of the Salat five times a day and the Holy Prophet's making submissions in that regard again and again clearly shows that at that time a similar dialogue took place between Allah Almighty and His servant Muhammad (upon whom be His peace and blessings) as had taken place between Allah and the Prophet Moses at the foot of Mount Tur. As for the third kind, the Qur'an itself testifies that it was conveyed to the Holy Prophet through Angel Gabriel, the Trustworthy. (Al-Baqarah: 97, Ash-Shu'ara' :192-195).
*84) That is, "Before his appointment to Prophet hood, the Holy Prophet had never had any idea that he was going to receive a Book, or that he should receive one, but he was wholly unaware of the heavenly Books and the subjects they treated. Likewise, although he believed in Allah, intellectually he was not. aware of the requirements of the Faith in Allah, nor did he know that along with that belief it was also necessary that he should believe in other things-the angels, the Prophet hood, the Divine Books and the Hereafter. Both these things---were such as were not hidden even from the disbelievers of Makkah. No one belonging to Makkah could bear witness that he had ever heard anything pertaining to a Divine Book from the Holy Prophet before his sudden proclamation of the Prophet hood, or any such thing that the people should believe in such and such things. Obviously if a, person had already been looking forward to becoming a prophet, it could not be that the people who remained socially associated with him day and night for 40 years should not have even so much as heard the word Book and the Faith from him, and after 40 years he should suddenly have started making fiery speeches on the same themes.