- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
- عربى - نصوص الآيات : أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين
- عربى - التفسير الميسر : أفنُعْرِض عنكم، ونترك إنزال القرآن إليكم لأجل إعراضكم وعدم انقيادكم، وإسرافكم في عدم الإيمان به؟
- السعدى : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
{ أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا } أي: أفنعرض عنكم، ونترك إنزال الذكر إليكم، ونضرب عنكم صفحا، لأجل إعراضكم، وعدم انقيادكم له؟ بل ننزل عليكم الكتاب، ونوضح لكم فيه كل شيء، فإن آمنتم به واهتديتم، فهو من توفيقكم، وإلا قامت عليكم الحجة، وكنتم على بينة من أمركم.
- الوسيط لطنطاوي : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
وبعد هذا البيان المشرف للقرآن الكريم ، أتبع - سبحانه - ذلك بالكشف عن مدى الإِسراف القبيح الذى ارتكبه المشركون حين أعرضوا عنه فقال - تعالى - : ( أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذكر صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ ) .
والهمزة للاستفهام الإِنكارى ، والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام ، والضرب هنا : بمعنى التنحى والابتعاد والإِهمال ، تقول : ضربت عن فلان صفحا ، إذا أعرضت عنه وتركته ، والصفح : مصدر صفحت عنه ، إذا أعرضت عنه ، وذلك بأن تعطيه صفحة وجهك أى : جانبه .
وهو منصوب لنضرب من غير لفظة ، كما فى قولهم : قعدت جلوسا . أو على الحال من الفاعل : على المصدرية أى : صافحين .
والمراد بالذكر هنا : القرآن الكريم .
والمعنى : أنعرض عنكم ونهملكم فلا نذكركم بالقرآن الكريم ، ولا نرشدكم إلى هداياته . بسبب إسرافكم على أنفسكم ، ومحاربتكم للحق ، وإيثاركم الغى على الرشد؟!! لا لن نفعل ذلك ، بل سننزل هذا القرآن على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن شاء بعد ذلك فليؤمن ، ومن شاء فليكفر .
قال الشوكانى : قوله : ( أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ ) قرأ نافع وحمزة والكسائى بكسر ( أَن ) على أنها شرطية ، والجزاء محذوف لدلالة ما قبله عليه . وقرأ الباقون بفتحها على التعليل ، أى : لأن كنتم قوما منهمكين فى الإِسراف مصرين عليه .
- البغوى : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
( أفنضرب عنكم الذكر صفحا ) يقال : ضربت عنه وأضربت عنه إذا تركته وأمسكت عنه ، " والصفح " مصدر قولهم صفحت عنه إذا أعرضت عنه ، وذلك بأن توليه صفحة وجهك [ وعنقك ] . والمراد بالذكر القرآن . ومعناه : أفنترك عنكم الوحي ونمسك عن إنزال القرآن فلا نأمركم [ ولا ننهاكم ] من أجل أنكم أسرفتم في كفركم وتركتم الإيمان ؟ استفهام بمعنى الإنكار ، أي : لا نفعل ذلك ، وهذا قول قتادة وجماعة .
قال قتادة : والله لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ، ولكن الله عاد عليهم بعائدته ورحمته ، فكرره عليهم عشرين سنة أو ما شاء الله .
وقيل : معناه : أفنضرب عنكم بتذكيرنا إياكم صافحين معرضين .
قال الكسائي : أفنطوي عنكم الذكر طيا فلا تدعون ولا توعظون . وقال الكلبي : أفنترككم سدى لا نأمركم ولا ننهاكم . وقال مجاهد والسدي : أفنعرض عنكم ونترككم فلا نعاقبكم على كفركم . ( أن كنتم قوما مسرفين ) قرأ أهل المدينة وحمزة والكسائي : " إن كنتم " بكسر الهمزة ، على معنى : إذ كنتم ، كقوله : " وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " ( آل عمران 139 ) ، وقرأ الآخرون بالفتح على معنى : لأن كنتم قوما مسرفين [ مشركين ] .
- ابن كثير : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
وقوله : ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين ) اختلف المفسرون في معناها ، فقيل : معناها : أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم ولم تفعلوا ما أمرتم به ؟ قاله ابن عباس ، ومجاهد وأبو صالح ، والسدي ، واختاره ابن جرير .
وقال قتادة في قوله : : ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا ) : والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا ، ولكن الله عاد بعائدته ورحمته ، وكرره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة ، أو ما شاء الله من ذلك .
وقول قتادة لطيف المعنى جدا ، وحاصله أنه يقول في معناه : إنه تعالى من لطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير والذكر الحكيم - وهو القرآن - وإن كانوا مسرفين معرضين عنه ، بل أمر به ليهتدي من قدر هدايته ، وتقوم الحجة على من كتب شقاوته .
- القرطبى : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
قوله تعالى : أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين
.
قوله تعالى : أفنضرب عنكم الذكر صفحا يعني : القرآن ، عن الضحاك وغيره . وقيل : المراد بالذكر العذاب ، أي : أفنضرب عنكم العذاب ولا نعاقبكم على إسرافكم وكفركم ، قاله مجاهد وأبو صالح والسدي ، ورواه العوفي عن ابن عباس .
وقال ابن عباس : المعنى أفحسبتم أن نصفح عنكم العذاب ولما تفعلوا ما أمرتم به . وعنه أيضا أن المعنى أتكذبون بالقرآن ولا تعاقبون . وقال السدي أيضا : المعنى أفنترككم سدى فلا نأمركم ولا ننهاكم .
وقال قتادة : المعنى أفنهلككم ولا نأمركم ولا ننهاكم . وعنه أيضا : أفنمسك عن إنزال القرآن من قبل أنكم لا تؤمنون به فلا ننزله عليكم . وقاله ابن زيد . قال قتادة : والله لو كان هذا القرآن رفع حين رددته أوائل هذه الأمة لهلكوا ، ولكن الله ردده وكرره عليهم برحمته . وقال الكسائي : أفنطوي عنكم الذكر طيا فلا توعظون ولا تؤمرون . وقيل : الذكر التذكر ، فكأنه قال : أنترك تذكيركم لأن كنتم قوما مسرفين ، في قراءة من فتح . ومن كسر جعلها للشرط وما قبلها جوابا لها ; لأنها لم تعمل في اللفظ . ونظيره : وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين وقيل : الجواب محذوف دل عليه ما تقدم ، كما تقول : أنت ظالم إن فعلت . ومعنى الكسر عند الزجاج الحال ; لأن في الكلام معنى التقرير والتوبيخ .
ومعنى ( صفحا ) إعراضا ، يقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه . وقد ضربت عنه صفحا إذا أعرضت عنه وتركته . والأصل ، فيه صفحة العنق ، يقال : أعرضت عنه أي : وليته صفحة عنقي . قال الشاعر :
صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة فمن مل منها ذلك الوصل ملت
وانتصب ( صفحا ) على المصدر لأن معنى ( أفنضرب ) أفنصفح . وقيل : التقدير أفنضرب عنكم الذكر صافحين ، كما يقال : جاء فلان مشيا . ومعنى : مسرفين مشركين . واختار أبو عبيدة الفتح في ( أن ) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر ، قال : لأن الله تعالى عاتبهم على ما كان منهم ، وعلمه قبل ذلك من فعلهم .
- الطبرى : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: معناه: أفنضرب عنكم ونترككم أيها المشركون فيما تحسبون, فلا نذكركم بعقابنا من أجل أنكم قوم مشركون.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله عزّ وجلّ: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: تكذّبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه.
حدثني محمد بن عمارة, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, قال: اخبرنا سفيان, عن إسماعيل, عن أبي صالح, قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: بالعذاب.
حدثني محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: أفنضرب عنكم العذاب.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ) يقول: أحسبتم أن نصفح عنكم ولما تفعلوا ما أمرتم به.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أفنترك تذكيركم بهذا القرآن, ولا نذكركم به, لأن كنتم قوما مسرفين.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ ) : أي مشركين, والله لو كان هذا القرآن رفع حين ردّه أوائل هذه الأمة لهلكوا, فدعاهم إليه عشرين سنة, أو ما شاء الله من ذلك.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) قال: لو أن هذه الأمة لم يؤمنوا لضرب عنهم الذكر صفحا, قال: الذكر ما أنـزل عليهم مما أمرهم الله به ونهاهم صفحا, لا يذكر لكم منه شيئا.
وأولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل من تأوّله: أفنضرب عنكم العذاب فنترككم ونعرض عنكم, لأن كنتم قوما مسرفين لا تؤمنون بربكم.
وإنما قلنا ذلك أولى التأويلين بالآية, لأن الله تبارك وتعالى أتبع ذلك خبره عن الأمم السالفة قبل الأمم التي توعدها بهذه الآية في تكذيبها رسلها, وما أحل بها من نقمته, ففي ذلك دليل على أن قوله: ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا ) وعيد منه للمخاطبين به من أهل الشرك, إذ سلكوا في التكذيب بما جاءهم عن الله رسولهم مسلك الماضين قبلهم.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء المدينة والكوفة " إنْ كُنْتُمْ" بكسر الألف من " إن " بمعنى: أفنضرب عنكم الذكر صفحا إذ كنتم قوما مسرفين. وقرأه بعض قرّاء أهل مكة والكوفة وعامة قرّاء البصرة " أنْ" بفتح الألف من " أنْ", بمعنى: لأن كنتم.
واختلف أهل العربية في وجه فتح الألف من أن في هذا الموضع, فقال بعض نحويي البصرة: فتحت لأن معنى الكلام: لأن كنتم. وقال بعض نحويي الكوفة: من فتحها فكأنه أراد شيئا ماضيا, فقال: وأنت تقول في الكلام: أتيت أن حرمتني, تريد: إذ حرمتني, ويكسر إذا أردت: أتيت إن تحرمني. ومثله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ و (إِنْ صَدُّوكُمْ) بكسر وبفتح.
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا قال: والعرب تنشد قول الفرزدق?
أتَجْــزَعُ أنْ أُذْنــا قُتَيْبَــةَ حُزَّتـا
جِهـارًا وَلـمْ تَجْـزَعْ لقَتْـلِ ابنِ حَازِمِ (1)
قال: وينشد?
أتَجْــزَعُ أنْ بـانَ الخَـلِيطُ المُـوَدّعُ
وَحَـبْلُ الصَّفَـا مِـنْ عَـزَّةَ المُتَقَطِّـعُ (2)
قال: وفي كل واحد من البيتين ما في صاحبه من الكسر والفتح.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الكسر والفتح في الألف في هذا الموضع قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وذلك أن العرب إذا تقدم " أن " وهي بمعنى الجزاء فعل مستقبل كسروا ألفها أحيانا, فمحضوا لها الجزاء, فقالوا: أقوم إن قمت, وفتحوها أحيانا, وهم ينوون ذلك المعنى, فقالوا: أقوم أن قمت بتأويل, لأن قمت, فإذا كان الذي تقدمها من الفعل ماضيا لم يتكلموا إلا بفتح الألف من " أن " فقالوا: قمت أن قمت, وبذلك جاء التنـزيل, وتتابع شعر الشعراء.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت من شواهد النحويين ومن شواهد الفراء في معاني القرآن ( الورقة 294 ) قال عند قوله تعالى في سورة الزخرف : ( أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم( قرأ الأعمش : ( إن كنتم ) بالكسر . وقرأ عاصم والحسن ( أن كنتم ) بفتح أن ، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا ، وأنت تقول في الكلام : أأسبك أن حرمتني ، وتكسر إذا أردت : أأسبك إن تحرمني ؟ ومثله : ( لا يجرمنكم شنآن قوم إن صدوكم) تكسر إن وتفتح ومثله ( فعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا) . والعرب تنشد . قول الفرزدق" أتجزع إن أذنا قتيبة ..." البيت . بالفتح والكسر . ورواية البيت في شرح شواهد المغني للسيوطي :" أتغضب" في مكان" أتجزع" قال : وضمير تغضب راجع على قيس. والحز : القطع . وابن خازم : عبد الله بن خازم ، بمعجمتين ، كما ضبطه الدارقطني وغيره أمير خراسان ، وليها سنتين ، ثم ثار به أهل خرسان ، فقتلوه ، وحملوا رأسه إلى عبد الملك بن مروان. وقتيبة بن مسلم الباهلي ، من أكبر قواد المسلمين ، وفاتحي بلاد الشرق ، وهو الذي افتتح خوارزم وسمرقند وبخارى . وقتل سنة سبع وتسعين رحمه الله . والظاهر أن قول المؤلف" أتيت أن حرمتني" . فيه تصحيف من الناسخ لقول الفراء في معاني القرآن" أأسبك حرمتني" .
(2) البيت لكثير عزة ، وهو من شواهد الفراء أورده بعد الشاهد السابق ، قال : أنشدوني" أتجزع أن بان" ... البيت . ثم قال : وفي كل واحد من البيتين ، ما في صاحبه من الفتح والكسر .
- ابن عاشور : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)
الفاء لتفريع الاستفهام الإنكاري على جملة { إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون } [ الزخرف : 3 ] ، أي أتحسبون أن إعراضكم عما نزل من هذا الكتاب يبعثنا على أن نقطع عنكم تجدد التذكير بإنزال شيء آخر من القرآن . فلما أريدت إعادة تذكيرهم وكانوا قد قدم إليهم من التذكير ما فيه هديهم لو تأملوا وتدبروا ، وكانت إعادة التذكير لهم موسومة في نظرهم بقلة الجدوى بيّن لهم أن استمرار إعراضهم لا يكون سبباً في قطع الإرشاد عنهم لأن الله رحيم بهم مريد لصلاحهم لا يصده إسرافهم في الإنكار عن زيادة التقدم إليهم بالمواعظ والهَدي .
والاستفهام إنكاري ، أي لا يجوز أن نضرب عنكم الذكر صفحاً من جراء إسرافكم .
والضرب حقيقته قرع جسم بآخر ، وله إطلاقات أشهرها : قرع البعير بعصا ، وهو هنا مستعار لمعنى القطع والصرف أخذاً من قولهم : ضَرَبَ الغرائبَ عن الحَوْضضِ ، أي أطردَها وصرفها لأنها ليست لأهل الماء ، فاستعاروا الضرب للصرف والطرد ، وقال طرفة
: ... أضْرِبَ عنك الهمومَ طارقَها
ضَرْبَك بالسَّيْففِ قَوْنَس الفَرَس ... والذكر : التذكير ، والمراد به القرآن .
والصَّفح : الإعراض بِصَفْح الوجه وهو جانبُه وهو أشد الإعراض عن الكلام لأنه يجْمع تركَ استماعه وتركَ النظر إلى المتكلم .
وانتصب { صفحاً } على النيابة عن الظرف ، أي في مكان صَفْح ، كما يقال : ضَعْهُ جانباً ، ويجوز أن يكون { صفحاً } مصدر صَفَح عن كذا ، إذا أعرض ، فينتصب على المفعول المطلق لبيان نوع الضرب بمعنى الصرف والإعراض .
والإسراف : الإفراط والإكثار ، وأغلب إطلاقه على الإكثار من الفعل الضائر . ولذلك قيل «لا سرَف في الخير» والمقام دال على أنّهم أسرفوا في الإعراض عن القرآن .
وقرأ نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف { إن كنتم } بكسر همزة { إنْ } فتكون { إنْ } شرطية ، ولما كان الغالب في استعمال { إِنْ } الشرطية أن تقع في الشرط الذي ليس متوَقعاً وقوعُه بخلاف ( إِذَا ) التي هي للشرط المتيقن وقوعه ، فالإتْيَان ب { إنْ } في قوله : { إنْ كنتم قوماً مسرفين } لقصد تنزيل المخاطبين المعلوم إسرافهم منزلة من يُشَك في إسرافه لأن توفر الأدلّة على صدق القرآن من شأنه أن يزيل إسرافهم وفي هذا ثقة بحقّيّة القرآن وضَرب من التوبيخ على إمعانهم في الإعراض عنه . وقرأه ابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو عمرو ويعقوب بفتح الهمزة على جعل { أنْ } مصدرية وتقديرِ لام التعليل محذوفاً ، أي لأجل إسرافكُم ، أي لا نترك تذكيركم بسبب كونكم مسرفين بل لا نزال نعيد التذكير رحمة بكم .
وإقحام { قوماً } قبل { مسرفين } للدلالة على أن هذا الإسراف صار طبعاً لهم وبه قِوام قوميتهم ، كما قدمناه عند قوله تعالى : { لآياتتٍ لقوممٍ يعقلون } في سورة البقرة ( 164 ) .
- إعراب القرآن : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
«أَفَنَضْرِبُ» الهمزة حرف استفهام إنكاري توبيخي والفاء حرف عطف على محذوف ومضارع فاعله مستتر «عَنْكُمُ» متعلقان بالفعل «الذِّكْرَ» مفعول به «صَفْحاً» مفعول مطلق «أَنْ» حرف مصدري «كُنْتُمْ» كان واسمها «قَوْماً» خبرها «مُسْرِفِينَ» صفة قوما والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بحرف الجر وهما متعلقان بنضرب
- English - Sahih International : Then should We turn the message away disregarding you because you are a transgressing people
- English - Tafheem -Maududi : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ(43:5) Should We divert this Good Counsel from you because you are a people immersed in extravagance? *4
- Français - Hamidullah : Quoi Allons-Nous vous dispenser du Rappel [le Coran] pour la raison que vous êtes des gens outranciers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sollen Wir denn euch bei der Ermahnung unbeachtet lassen weil ihr maßlose Leute seid
- Spanish - Cortes : ¿Es que porque seáis gente inmoderada vamos a privaros de la Amonestación
- Português - El Hayek : Privarvosíamos Nós da Mensagem só porque sois um povo de transgressores
- Россию - Кулиев : Неужели Мы отвратим от вас Напоминание Коран из-за того что вы - народ излишествующий
- Кулиев -ас-Саади : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
Неужели Мы отвратим от вас Напоминание (Коран) из-за того, что вы - народ излишествующий?Неужели Мы отвернемся от вас и предадим вас забвению из-за того, что вы отворачиваетесь от Нас и отказываетесь повиноваться Нам? Напротив, Мы ниспошлем вам Ясное Писание и разъясним вам в нем все необходимое. Если вы уверуете в него и пойдете прямым путем, то обретете успех, но если вы отвратитесь от него, то у вас уже не будет оправдания своим грехам, ибо это Писание изобличает порочность всего, что вы творите.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inkarcılar Aşırı giden kimselersiniz diye sizi Kuran'la uyarmaktan vaz mı geçelim
- Italiano - Piccardo : Dovremmo dunque escludervi dal Monito perché siete gente perversa
- كوردى - برهان محمد أمين : باشه ئایا دهکرێت ئێمه وازتان لێ بهێنین و هۆشیاریتان نهکهینهوه بهم قورئانه لهبهر ئهوهی ئێوه هۆزێکی زیادهڕه و لارو وێرن نهخێر شتی وا له ئێمه ناوهشێتهوه
- اردو - جالندربرى : بھلا اس لئے کہ تم حد سے نکلے ہوئے لوگ ہو ہم تم کو نصیحت کرنے سے باز رہیں گے
- Bosanski - Korkut : Zar da odustanemo da vas opominjemo zato što svaku mjeru zla prelazite
- Swedish - Bernström : SKULLE Vi avstå från att ge er [denna] påminnelse därför att ni förslösar era själar [i er lögnaktighet och ert trots Nej Vi fortsätter att varna er]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka apakah Kami akan berhenti menurunkan Al Quran kepadamu karena kamu adalah kaum yang melampaui batas
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ
(Maka apakah Kami akan berhenti) akan menahan (menurunkan Adz-Dzikr kepada kalian) yakni Alquran (dengan sebenar-benarnya) maksudnya Kami benar-benar menahan Alquran dan tidak menurunkannya kepada kalian, karena itu kalian tidak lagi terkena amar makruf dan nahi mungkar, demikian itu hanya (karena kalian adalah kaum yang melampaui batas?) kaum yang musyrik tentu tidak.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা সীমাতিক্রমকারী সম্প্রদায়এ কারণে কি আমি তোমাদের কাছ থেকে কোরআন প্রত্যাহার করে নেব
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நீங்கள் வரம்பு மீறிய சமூகத்தாராகி விட்டீர்கள் என்பதற்காக இந்த உபதேசத்தை உங்களைவிட்டு நாம் அகற்றி விடுவோமா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้นจะให้เราหันเหข้อตักเตือนนี้จากพวกเจ้าเสียทีเดียว เพราะพวกเจ้าเป็นหมู่ชนผู้ฝ่าฝืนกระนั้นหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Наҳотки сиз исрофчи қавм бўлганингиз учун сиздан юз ўгириб зикрэслатмани буриб юборсак Яъни Қуръонни булар қабул қилмас экан майли юраверсинлар деб уни бошқаларга томон буриб юборсак бўладими Йўқ Бизнинг одатимиз бундай эмас Асл одатимизни билиш учун ўтган Пайғамбар ва умматларнинг ҳолига бир назар солинг
- 中国语文 - Ma Jian : 难道因为你们是过分的民众,我就使你们不得受教训吗?
- Melayu - Basmeih : Patutkah Kami membiarkan kamu dengan mengenepikan dan menjauhkan peringatan AlQuran daripada kamu kerana kamu telah menjadi kaum yang melampau buruk keadaannya Tidak Kami tidak akan biarkan bahkan Kami tetap mengingatkan kamu sama ada kamu mahu menerimanya atau sebaliknya
- Somali - Abduh : Ma waxaan Quraanka idiinka haysanaynaa daysanayna inaad tihiin qoom ku xadgudbay xumaanta
- Hausa - Gumi : Shin zã Mu kau da kai daga saukar da hukunci daga gare ku ne dõmin kun kasance mutane mãsu ɓarna
- Swahili - Al-Barwani : Je Tuache kukukumbusheni kabisa kwa kuwa nyinyi ni watu mlio pita mipaka kwa ukafiri
- Shqiptar - Efendi Nahi : Vallë a të tërhiqemi Ne e të mos ju paralajmërojmë ngase ju jeni popull ngatërrestar
- فارسى - آیتی : آيا بدان سبب كه مردمى گزافكار هستيد، از شما اعراض كنيم و قرآن را از شما دريغ داريم؟
- tajeki - Оятӣ : Оё ба он сабаб, ки мардуме аз ҳад гузашта ҳастед, аз шумо рӯй гардонем ва Қуръонро аз шумо дареғ дорем?
- Uyghur - محمد صالح : سىلەر (گۇمراھلىقتا) ھەددىدىن ئاشقان قەۋم بولغانلىقىڭلار ئۈچۈن سىلەرگە ۋەز - نەسىھەت قىلىشنى تەرك قىلامدۇق؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് അതിരുവിട്ട് കഴിയുന്ന ജനമായതിനാല് നിങ്ങളെ മാറ്റിനിര്ത്തി, നിങ്ങള്ക്ക് ഈ ഉദ്ബോധനം നല്കുന്നത് നാം നിര്ത്തിവെക്കുകയോ?
- عربى - التفسير الميسر : افنعرض عنكم ونترك انزال القران اليكم لاجل اعراضكم وعدم انقيادكم واسرافكم في عدم الايمان به
*4) In this one sentence the whole history that had taken place since the time the Holy Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace) had proclaimed to be a Prophet till the revelation of these verses during the past few years has been compressed. This sentence depicts the following picture: A nation has been involved in ignorance, backwardness and depravity for centuries. Suddenly, Allah looks at it with favour. He raises in it an illustrious guide and sends down His own Word to take it out of the darkness of ignorance so that it is aroused from slumber, it gives up superstitions of ignorance and it becomes aware of the truth and adopts the right way of life. But the ignorant people of the nation and the tribal chiefs turn hostile to the guide, and try their utmost to defeat him and his mission. With the passage of time their hostility and mischief go on increasing; so much so that they make up their mind to kill him. At this, it is being said: "Should We stop making any efforts to reform you because you are proving to be un-worthy people? Should We withhold sending down this Admonition, and leave you lying in the same wretched state in which you have been lying since centuries ? Do you really think that should be the demand of Our Mercy ? Have you ever considered what doom you would meet when you have turned down the bounty of Allah and persisted in falsehood after the truth has come before you?"