- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين
- عربى - التفسير الميسر : ومن يُعْرِض عن ذكر الرحمن، وهو القرآن، فلم يَخَفْ عقابه، ولم يهتد بهدايته، نجعل له شيطانًا في الدنيا يغويه؛ جزاء له على إعراضه عن ذكر الله، فهو له ملازم ومصاحب يمنعه الحلال، ويبعثه على الحرام.
- السعدى : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
يخبر تعالى عن عقوبته البليغة، لمن أعرض عن ذكره، فقال: { وَمَنْ يَعْشُ } أي: يعرض ويصد { عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ } الذي هو القرآن العظيم، الذي هو أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده، فمن قبلها، فقد قبل خير المواهب، وفاز بأعظم المطالب والرغائب، ومن أعرض عنها وردها، فقد خاب وخسر خسارة لا يسعد بعدها أبدا، وقيَّض له الرحمن شيطانا مريدا، يقارنه ويصاحبه، ويعده ويمنيه، ويؤزه إلى المعاصي أزا،
- الوسيط لطنطاوي : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
وبعد هذا الحديث الجامع عن هوان شأن الدنيا عند الله - تعالى - ، أتبع - سبحانه - ذلك ببيان حال الذين عن ذكر الله - تعالى - ، وأنهم يوم القيامة لن ينفعهم ندمهم أو تحسرهم ، وسلى النبى - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه منهم . فقال - تعالى - : ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ . . . مِن دُونِ الرحمن آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) .
وقوله - سبحانه - : ( يَعْشُ ) أى : يعرض . يقال عشا فلان يعشو ، كدعا يدعو ، وعشى يعشى ، كرضى يرضى ، إذا ضعف بصره ، ومنه قولهم : ناقة عشواء ، إذا كانت لا تبصر إلا شئا قليلا ، والمراد هنا : عمى البصيرة وضعف إدراكها للخير . ومنه قولهم : ركب فلان العشواء ، إذا خبط أمره على غير هدى أو بصيرة .
والمعنى : ومن يتعام عن ذكر الرحمن ، ويعرض عن قرآنه ، ويتجاهل هدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً ) أى ، نهيئ ونسب له شيطانا رجيما يستولى عليه ، ويستخوذ على قلبه وعقله .
( فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) أى : فذلك الشيطان يكون ملازما ومصاحبا لهذا الإِنسان الذى أعرض عن القرآن ، ملازمة القرين لقرينه ، والشئ لظله .
ومن الآيات التى تشبه هذه الآية قوله - تعالى - : ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القول في أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الجن والإنس إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ ).
- البغوى : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
قوله - عز وجل - : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن ) أي يعرض عن ذكر الرحمن فلم يخف عقابه ، ولم يرج ثوابه . يقال : عشوت إلى النار أعشو عشوا ، إذا قصدتها مهتديا بها ، وعشوت عنها : أعرضت عنها ، كما يقول : عدلت إلى فلان ، وعدلت عنه ، وملت إليه ، وملت عنه . قال القرظي : يولي ظهره عن ذكر الرحمن وهو القرآن . قال أبو عبيدة والأخفش : يظلم بصرف بصره عنه . قال الخليل بن أحمد : أصل العشو النظر ببصر ضعيف . وقرأ ابن عباس : " ومن يعش " بفتح الشين أي يعم ، يقال عشى يعشى عشا إذا عمي فهو أعشى ، وامرأة عشواء . ( نقيض له شيطانا ) قرأ يعقوب : " يقيض " بالياء ، والباقون بالنون ، نسبب له شيطانا ونضمه إليه ونسلطه عليه . ( فهو له قرين ) لا يفارقه ، يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى .
- ابن كثير : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
يقول تعالى : ( ومن يعش ) أي : يتعامى ويتغافل ويعرض ، ( عن ذكر الرحمن ) والعشا في العين : ضعف بصرها . والمراد هاهنا عشا البصيرة ، ( نقيض له شيطانا فهو له قرين ) كقوله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) [ النساء : 115 ] ، وكقوله : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف : 5 ] ، وكقوله : ( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ) [ فصلت : 25 ] ; ولهذا قال هاهنا :
- القرطبى : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
قوله تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وقرأ ابن عباس وعكرمة ( ومن يعش ) بفتح الشين ، ومعناه يعمى ، يقال منه عشي يعشى عشا إذا عمي . ورجل أعشى وامرأة عشواء إذا كان لا يبصر ، ومنه قول الأعشى :
رأت رجلا غائب الوافدي ن مختلف الخلق أعشى ضريرا
وقوله :
أأن رأت رجلا أعشى أضر به
ريب المنون ودهر مفند خبل
الباقون بالضم ، من عشا يعشو إذا لحقه ما يلحق الأعشى . وقال الخليل : العشو هو النظر ببصر ضعيف ، وأنشد :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
تجد خير نار عندها خير موقد
وقال آخر :
لنعم الفتى يعشو إلى ضوء ناره
إذا الريح هبت والمكان جديب
الجوهري : والعشا ( مقصور ) مصدر الأعشى وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار . والمرأة عشواء ، وامرأتان عشواوان . وأعشاه الله فعشي ( بالكسر ) يعشى عشى ، وهما يعشيان ، ولم يقولوا يعشوان ; لأن الواو لما صارت في الواحد ياء لكسرة ما قبلها تركت في التثنية على حالها . وتعاشى إذا أرى من نفسه أنه أعشى . والنسبة إلى أعشى أعشوي . وإلى العشية عشوي . والعشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شيء . وركب فلان العشواء إذا خبط أمره على غير بصيرة . وفلان خابط خبط عشواء .
وهذه الآية تتصل بقوله أول السورة : أفنضرب عنكم الذكر صفحا أي : نواصل لكم الذكر ، فمن يعش عن ذلك الذكر بالإعراض عنه إلى أقاويل المضلين وأباطيلهم ( نقيض له شيطانا ) أي : نسبب له شيطانا جزاء له على كفره ( فهو له قرين ) قيل في الدنيا ، يمنعه من الحلال ، ويبعثه على الحرام ، وينهاه عن الطاعة ، ويأمره بالمعصية ، وهو معنى قول ابن عباس . وقيل : في الآخرة إذا قام من قبره ، قاله سعيد الجريري . وفي الخبر : أن الكافر إذا خرج من قبره يشفع بشيطان لا يزال معه حتى يدخلا النار . وأن المؤمن يشفع بملك حتى يقضي الله بين خلقه ، ذكره المهدوي . وقال القشيري : والصحيح ( فهو له قرين ) في الدنيا والآخرة . وقال أبو الهيثم والأزهري : عشوت إلى كذا أي : قصدته . وعشوت عن كذا أي : أعرضت عنه ، فتفرق بين ( إلى ) و " عن " ، مثل : ملت إليه وملت عنه . وكذا قال قتادة : ( يعش ) ، يعرض ، وهو قول الفراء . النحاس : وهو غير معروف في اللغة . وقال القرظي : يولي ظهره ، والمعنى واحد . وقال أبو عبيدة والأخفش : تظلم عينه . وأنكر العتبي عشوت بمعنى أعرضت ، قال : وإنما الصواب تعاشيت . والقول قول أبي الهيثم والأزهري . وكذلك قال جميع أهل المعرفة .
وقرأ السلمي وابن أبي إسحاق ويعقوب وعصمة عن عاصم وعن الأعمش ( يقيض ) ( بالياء ) لذكر ( الرحمن ) أولا ، أي : يقيض له الرحمن شيطانا . الباقون بالنون . وعن ابن عباس : يقيض له شيطان فهو له قرين ، أي : ملازم ومصاحب . قيل : ( فهو ) كناية عن الشيطان ، على ما تقدم . وقيل : عن الإعراض عن القرآن ، أي : هو قرين للشيطان .
- الطبرى : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)
يقول تعالى ذكره: ومن يعرض عن ذكر الله فلم يخف سطوته, ولم يخش عقابه ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) يقول: نجعل له شيطانا يغويه فهو له قرين: يقول: فهو للشيطان قرين, أي يصير كذلك, وأصل العشو: النظر بغير ثبت لعلة في العين, يقال منه: عشا فلان يعشو عشوا وعشوّا: إذا ضعف بصره, وأظلمت عينه, كأن عليه غشاوة, كما قال الشاعر:
مَتـى تَأتِـهِ تَعْشُـو إلـى ضَـوْءِ نارِهِ
تَجِـدْ حَطَبـا جَـزْلا وَنـارًا تَأَجَّجـا (2)
يعني: متى تفتقر فتأته يعنك. وأما إذا ذهب البصر ولم يبصر, فإنه يقال فيه: عَشِيَ فلان يَعْشَى عَشًى منقوص, ومنه قول الأعشى?
رأتْ رَجُـــلا غَــائِبَ الوَافِــدَيْنِ
مُخْــتَلِفَ الخَـلْقِ أعْشَـى ضَرِيـرا (3)
يقال منه: رجل أعشى وامرأة عشواء. وإنما معنى الكلام: ومن لا ينظر في حجج الله بالإعراض منه عنه إلا نظرًا ضعيفًا, كنظر من قد عَشِيَ بصره ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا ). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا ) يقول: إذا أعرض عن ذكر الله نقيض له شيطانا( فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ).
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ) قال: يعرض.
وقد تأوّله بعضهم بمعنى. ومن يعمَ, ومن تأوّل ذلك كذلك, فيحب أن تكون قراءته ( وَمَنْ يَعْشَ ) بفتح الشين على ما بيَّنت قيل.
* ذكر من تأوّله كذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ) قال: من يعمَ عن ذكر الرحمن.
- ابن عاشور : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)
ابتدئت السورة بالتنويه بالقرآن ووصفِه بأنه ذكر وبيان للنّاس ، ووصف عناد المشركين في الصدّ عنه والإعراض ، وأُعلموا بأن الله لا يتركُ تذكيرهم ومحاجّتهم لأنّ الله يدعو بالحق ويعد به .
وأطنب في وصف تناقض عقائدهم لعلهم يستيقظون من غشاوتهم ، وفي تنبيههم إلى دلائل حقّيّة ما يدعوهم إليه الرّسول صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن ، وفُضحت شبهاتهم بأنهم لا تعويل لهم إلا على ما كان عليه آباؤهم الأولون الضالّون ، وأنذروا باقتراب انتهاء تمتيعهم وإمهالهم ، وتقضى ذلك بمزيد البيان ، وأفضى الكلام إلى ما قالوه في القرآن ومن جاء به بقوله : { ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر إلى قوله عظيم } [ الزخرف : 30 ، 31 ] ، وما ألحق به من التكملات ، عاد الكلام هنا إلى عواقب صرفهم عقولهم عن التدبر في الدعوة القرآنية فكان انصرافهم سبباً لأن يسخر الله شياطين لهم تلازمهم فلا تزال تصرفهم عن النظر في الحق وأدلة الرشد . وهو تسخير اقتضاه نظام تولد الفروع من أصولها ، فلا يتعجب من عمى بصائرهم عن إدراك الحق البيّن ، وهذا من سنة الوجود في تولد الأشياء من عناصرها فالضلال ينمى ويتولد في النفوس ويتمكن منها مرة بعد مرة حتى يصير طبْعاً على القلب وأكنَّة فيه وختماً عليه ولا يضعُف عمل الشيطان إلا بتكرر الدعوة إلى الحق وبالزجر والإنذار ، فمن زناد التذكير تنقدح شرارات نور فربّما أضاءت فصادفت قوةُ نور الحق حالةَ وهَن الشيطان فتتغلب القوة المَلكية على القوة الشيطانية فيفيق صاحبها من نومة ضلاله . وقد أشار إلى ذلك قوله : { أفنضرب عنكم الذكر صفحاً إن كنتم قوماً مسرفين } [ الزخرف : 5 ] كما تقدم هنالك ، ولولا ذلك لَمَا ارعوى ضالّ عن ضلاله ولمَا نفع إرشاد المرشدين في نفوس المخاطبين .
فجملة { ومن يعش عن ذكر الرحمن } عطف على جملة { ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحرٌ } [ الزخرف : 30 ] الآية .
فجملة { ومن يعش عن ذكر الرحمن } تمثيل لحالهم في إظهارهم عدم فهم القرآن كقولهم : { قلوبنا في أكِنَّةٍ مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقرٌ } [ فصلت : 5 ] بحال من يَعشو عن الشيء الظاهر للبصر .
و { يَعش } : مضارع عشا كغَزَا عَشْواً بالواو ، إذا نظر إلى الشيء نظراً غير ثابت يُشبه نظر الأعشى ، وأما العَشَا بفتح العين والشين فهو اسم ضُعف العين عن رؤية الأشياء ، يقال : عَشِي بالياء مثل عرِج إذا كانت في بصره آفة العَشَا ومصدره عَشًى بفتح العين والقصر مثل العرج . والفعل واوي عشا يعشو ، ويقال عشِيَ يعشَى إذا صار العَشا له آفة لأن أفعال الأدواء تأتي كثيراً على فَعِل بكسر العين مثل مرِض . وعشِي ياؤه منقلبة عن واو لأجل كسرة صيغة الأدواء .
فمعنى { ومن يعش } من ينظر نظراً غير متمكن في القرآن ، أي من لا حظّ له إلا سماع كلمات القرآن دون تدبر وقصد للانتفاع بمعانيه ، فشبه سماع القرآن مع عدم الانتفاع به بنظر الناظر دون تأمل .
وعُدي { يعش } ب { عن } المفيدة للمجاوزة لأنه ضمن معنى الإعراض عن ذكر الرحمان وإلا فإن حقّ عشا أن يعدّى ب ( إلى ) كما قال الحُطَيئَة :
متى تأته تعشه إلى ضوء ناره
تجد خير نار عندها خيرُ موقد
ولا يقال : عشوت عن النّار إلا بمثل التضمين الذي في هاته الآية . فتفسير من فسّر { يعش عن ذكر الرحمن } بمعنى يُعرض : أراد تحصيل المعنى باعتبار التعدية ب { عن } ، وإنكارُ من أنكر وجود ( عشا ) بمعنى أعرض أراد إنكار أن يكون معنى أصلياً لفعل ( عشَا ) وظن أن تفسيره بالإعراض تفسير لمعنى الفعل وليس تفسيراً للتعدية ب { عن } فالخلاف بين الفريقين لفظي .
و { ذكر الرحمن } هو القرآن المعبر عنه بالذكر في قوله : { أفنضرب عنكم الذكر صفحاً } [ الزخرف : 5 ] . وإضافته إلى { الرحمن } إضافة تشريف وهذا ثناء خامس على القرآن .
والتقييض : الإتاحة وتهيئة شيء لملازمة شيء لعمل حتى يتمه ، وهو مشتق من اسم جامد وهو قَيْض البَيضَة ، أي القِشر المحيط بما في داخل البيضة من المُحِّ لأن القيْض يلازم البيضة فلا يفارقها حتى يخرج منها الفرخ فيتم ما أتيح له القيض .
فصيغة التفعيل للجعل مثل طيَّن الجدَار : ومثل أزره ، أي ألبسه الإزار ، ودرَّعوا الجارية ، أي ألبسوها الدرع . وأصله هنا تشبيه أي نجعله كالقَيض له ، ثم شاع حتى صار معنى مستقلاً ، وقد تقدم في قوله تعالى : { وقيَّضنا لهم قرناء } في سورة فصّلت ( 25 ) فضُمَّ إليه ما هنا . وأتَى الضمير في { له } مفرداً لأن لكل واحد ممن تحقق فيهم الشرط شيطاناً وليس لجميعهم شيطان واحد ولذلك سيجيء في قوله : { قال يا ليت بيني وبينك } [ الزخرف : 38 ] بالإفراد ، أي قال كل من له قرين لقرينه .
ولم يذكر متعلق فعل { نقيّض } اكتفاءً بدلالة مفعوله وهو { شيطاناً } فعُلم منه أنه مقيض لإضلاله ، أي هُمْ أعرضوا عن القرآن لوسوسة الشيطان لهم .
وفُرع عن { نقيض } قوله : { فهو له قرين } لأن التقيض كان لأجل مقارنته .
ومن الفوائد التي جرت في تفسير هذه الآية ما ذكره صاحب «نَيل الابتهاج بتطريز الديباج» في ترجمة الحفيد محمد بن أحمد بن محمد الشهير بابن مرزوق قال : قال صاحب الترجمة : حضرت مجلس شيخنا ابن عرفة أولَ مجلس حضرتُه فقرأ { ومن يعش عن ذكر الرحمن } فقال : قُرِىء { يعشُو } بالرفع و { نُقيض } بالجزم . ووجهها أبُو حيان بكلام ما فهمتُه . وذكر أن في النسخة خللاً وذكر بعض ذلك الكلام . فاهتديتُ إلى تمامه وقلت : يا سيدي معنى ما ذكرَ أن جَزم { نُقَيضْ } ب { مَن } الموصولة لشبهها بالشرطية لما تضمَّنها من معنى الشرط وإذا كانوا يعاملون الموصول الذي لا يشبه لفظ الشرط بذلك فما يشبه لفظُه لفظَ الشرط أولى بتلك المعاملة . فوافق وفَرح لما أن الإنصاف كان طبعه . وعند ذلك أنكر عليّ جماعة من أهل المجلس وطالبوني بإثبات معاملة الموصول معاملة الشرط فقلت : نصهم على دخول الفاء في خبر الموصول في نحو : الذي يأتيني فله درهم ، فنازعوني في ذلك وكنت حديث عهد بحفظ التسهيل فقلت : قال ابن مالك فيما يشبه المسألة «وقد يَجزمه مسبب عن صلة الذي تشبيهاً بجواب الشرط وأنشدت من شواهد المسألة قولَ الشاعر
: ... كذاك الذي يبغي على النّاس ظالماً
تُصبه على رغممٍ عواقب ما صنع ... فجاء الشاهد موافقاً للحال . قال : وكنت في طرف الحَلقة ، فصاح ابن عرفة وقال : يا أخي ما بغينا ، لعلك ابنُ مرزوق؟ فقلت : عبدكم» انتهى من «اغتنام الفرصة» . اه .
وجيء بالجملة المفرعة جملة اسمية للدلالة على الدوام ، أي فكان قريناً مقارنة ثابتة دائمة ، ولذلك لم يقل : نقيّض له شيطاناً قريناً له . وقدم الجار والمجرور على متعلَّقه في قوله : { له قرين } للاهتمام بضمير { من يَعش عن ذكر الرحمن } أي قرين له مقارنةً تامة .
وقرأ الجمهور { نُقيّض } بنون العظمة . وقرأ يعقوب بياء الغائب عائداً ضميره على { الرحمن } .
- إعراب القرآن : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
«وَمَنْ» الواو حرف استئناف واسم شرط مبتدأ «يَعْشُ» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة وهو فعل الشرط «عَنْ ذِكْرِ» متعلقان بالفعل «الرَّحْمنِ» مضاف إليه «نُقَيِّضْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من «لَهُ» متعلقان بالفعل «شَيْطاناً» مفعول به «فَهُوَ» حرف عطف ومبتدأ «لَهُ» متعلقان بقرين «قَرِينٌ» خبر والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها
- English - Sahih International : And whoever is blinded from remembrance of the Most Merciful - We appoint for him a devil and he is to him a companion
- English - Tafheem -Maududi : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ(43:36) He who is negligent to remember the Merciful One, *34 to him We assign a satan as his boon companion,
- Français - Hamidullah : Et quiconque s'aveugle et s'écarte du rappel du Tout Miséricordieux Nous lui désignons un diable qui devient son compagnon inséparable
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wer für die Ermahnung des Allerbarmers blind ist dem verschaffen Wir einen Satan der ihm dann zum Gesellen wird
- Spanish - Cortes : A quien se cierre a la Amonestación del Compasivo le asignamos un demonio que será para él compañero
- Português - El Hayek : Mas a quem menoscabar a Mensagem do Clemente destinaremos um demônio que será seu companheiro inseparável
- Россию - Кулиев : К тем кто отвращается от поминания Милостивого или кто слеп к Нему Мы приставим дьявола и он станет его товарищем
- Кулиев -ас-Саади : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
К тем, кто отвращается от поминания Милостивого (или кто слеп к поминанию Милостивого), Мы приставим дьявола, и он станет его товарищем.Всевышний сообщил, что всякого, кто отвращается от поминания Аллаха, ожидает суровая кара. Этот человек отворачивается от Священного Корана - величайшей из всех милостей, которыми Милосердный Аллах одарил Своих рабов. Кто уверовал в него, тот принял этот щедрый дар и непременно достигнет успеха, а кто отверг его и отвернулся от него, тот понесет такой урон, после которого он никогда не сможет обрести счастье. А Милосердный Господь приставит к нему дьявола, который будет сопровождать его повсюду, давать лживые обещания, пробуждать в нем порочные желания и подталкивать его к совершению грехов.
- Turkish - Diyanet Isleri : Rahman olan Allah'ı anmayı görmezlikten gelene yanından ayrılmayacak bir şeytanı arkadaş veririz
- Italiano - Piccardo : Assegneremo la compagnia inseparabile di un diavolo a chi si distoglie dal Monito del Compassionevole
- كوردى - برهان محمد أمين : کهسێك خۆی کوێر بکات له ئاستی قورئان و یادی خوای میهرهبان ئهوه ئێمه شهیتانێك دهکهینه مڵۆزمی و ههمیشه دهبێته یار و یاوهری و لهگهڵیدا دهبێت
- اردو - جالندربرى : اور جو کوئی خدا کی یاد سے انکھیں بند کرکے یعنی تغافل کرے ہم اس پر ایک شیطان مقرر کردیتے ہیں تو وہ اس کا ساتھی ہوجاتا ہے
- Bosanski - Korkut : Onome ko se bude slijepim pravio da ne bi Milostivog veličao Mi ćemo šejtana natovariti pa će mu on nerazdvojni drug postati;
- Swedish - Bernström : Den som är blind för den Nåderikes påminnelser låter Vi få ett ont väsen som ständig följeslagare;
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Barangsiapa yang berpaling dari pengajaran Tuhan Yang Maha Pemurah Al Quran kami adakan baginya syaitan yang menyesatkan maka syaitan itulah yang menjadi teman yang selalu menyertainya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
(Barang siapa yang berpaling) yaitu memalingkan diri (dari pengajaran Tuhan Yang Maha Pemurah) dari Alquran (Kami adakan) Kami jadikan (baginya setan, maka setan itulah yang menjadi teman yang selalu menyertainya) yakni tidak pernah berpisah darinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যে ব্যক্তি দয়াময় আল্লাহর স্মরণ থেকে চোখ ফিরিয়ে নেয় আমি তার জন্যে এক শয়তান নিয়োজিত করে দেই অতঃপর সেই হয় তার সঙ্গী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : எவனொருவன் அர் ரஹ்மானின் நல்லுபதேசத்தை விட்டும் கண்ணை மூடிக் கொள்வானோ அவனுக்கு நாம் ஒரு ஷைத்தானை ஏற்படுத்தி விடுகிறோம்; அவன் இவனது நெருங்கிய நண்பனாகி விடுகிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และผู้ใดผินหลังจากการรำลึกถึงพระผู้ทรงกรุณาปราณี เราจะให้ชัยฏอนตัวหนึ่งแก่เขา แล้วมันก็จะเป็นสหายของเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ким Роҳманнинг эслатмасидан шабкўр бўлиб олса Биз унга шайтонни яқин қилиб қўюрмиз бас у унга доимий ҳамроҳ бўлур
- 中国语文 - Ma Jian : 谁要是无视至仁主的教诲,我就让一个恶魔附在谁的身上,成为他的朋友。
- Melayu - Basmeih : Dan sesiapa yang tidak mengindahkan pengajaran AlQuran yang diturunkan oleh Allah Yang maha Pemurah Kami akan adakan baginya Syaitan yang menghasut dan menyesatkannya lalu menjadilah Syaitan itu temannya yang tidak renggang daripadanya
- Somali - Abduh : Ruuxii ka jeedsada aragheela xuska Eebahaa Raxmaan ah Quraanka waxaannu la xidhiidhinaa shaydaan oo saaxiib u noqon
- Hausa - Gumi : Kuma wanda ya makanta daga barin hukuncin Mai rahama to zã Mu lulluɓe shi da shaiɗan watau shĩ ne abõkinsa
- Swahili - Al-Barwani : Anaye yafanyia upofu maneno ya Rahmani tunamwekea Shet'ani kuwa ndiye rafiki yake
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kush shmanget nga Këshilla Kur’ani e Mëshiruesit të Githëmbarshëm Na do t’ia ngarkojmë djallin dhe ai do t’i bëhet shok atij
- فارسى - آیتی : هر كس كه از ياد خداى رحمان روى گرداند، شيطانى بر او مىگماريم كه همواره همراهش باشد.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар кас, ки аз ёди Худои раҳмон рӯй гардонад, шайтоне бар ӯ обаста мекунем,, ки ҳамеоша ҳамроҳаш бошад.
- Uyghur - محمد صالح : كىمكى مېھرىبان اﷲ نى ياد ئېتىشتىن (يەنى قۇرئاندىن) يۈز ئۆرۈيدىكەن، بىز ئۇنىڭغا شەيتاننى مۇسەللەت قىلىمىز (شەيتان ئۇنى ۋەسۋەسە قىلىدۇ)، شەيتان ئۇنىڭغا ھەمىشە ھەمراھ بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പരമകാരുണികന്റെ ഉദ്ബോധനത്തോട് അന്ധത നടിക്കുന്നവന്ന് നാം ഒരു ചെകുത്താനെ ഏര്പ്പെടുത്തും. അങ്ങനെ ആ ചെകുത്താന് അവന്റെ ചങ്ങാതിയായിത്തീരും.
- عربى - التفسير الميسر : ومن يعرض عن ذكر الرحمن وهو القران فلم يخف عقابه ولم يهتد بهدايته نجعل له شيطانا في الدنيا يغويه جزاء له على اعراضه عن ذكر الله فهو له ملازم ومصاحب يمنعه الحلال ويبعثه على الحرام
*34) "Dhikr of the Merciful" : His remembrance as well as His admonition and the Qur'an.