- عربي - نصوص الآيات عثماني : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
- عربى - نصوص الآيات : قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ۖ إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين
- عربى - التفسير الميسر : قل -أيها الرسول- لمشركي قومك: ما كنتُ أول رسل الله إلى خلقه، وما أدري ما يفعل الله بي ولا بكم في الدنيا، ما أتبع فيما آمركم به وفيما أفعله إلا وحي الله الذي يوحيه إليَّ، وما أنا إلا نذير بيِّن الإنذار.
- السعدى : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ } أي: لست بأول رسول جاءكم حتى تستغربوا رسالتي وتستنكروا دعوتي فقد تقدم من الرسل والأنبياء من وافقت دعوتي دعوتهم فلأي شيء تنكرون رسالتي؟ { وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ } أي: لست إلا بشرا ليس بيدي من الأمر شيء والله تعالى هو المتصرف بي وبكم الحاكم علي وعليكم، ولست الآتي بالشيء من عندي، { وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ } فإن قبلتم رسالتي وأجبتم دعوتي فهو حظكم ونصيبكم في الدنيا والآخرة، وإن رددتم ذلك علي فحسابكم على الله وقد أنذرتكم ومن أنذر فقد أعذر.
- الوسيط لطنطاوي : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
ثم أمره الله - تعالى - أن يبين لهم ما جاءهم به من هداية ، قد جاء بها الرسل من قبله لأقوامهم ، وأنه رسول كسائر الرسل السابقين فقال - تعالى - : ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرسل . . ) .
والبدع من كل شئ : أوله ومبدؤه . يقال : فلان بدع فى هذا الأمر ، أى : هو أول فيه دون أن يسبقه فيه سابق ، من الابتداع بمعنى الاختراع .
أى : وقل لهم - أيها الرسول الكريم - إنى لست أول رسول أرسله الله - تعالى - إلى الناس ، وإنما سبقنى كثيرون أنتم تعرفون شيئا من أخبارهم ومن أخبار أقوامهم ، وما دام الأمر كذلك فكيف تنكرون نبوتى ، وتشككون فى دعوتى؟ .
وقوله - سبحانه - : ( قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرسل وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ وَمَآ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) بيان لوظيفته - صلى الله عليه وسلم - . أى : وإننى وأنا رسول الله لا أعلم ما سيفعله الله - تعالى - بى أو بكم فى المستقبل من أمور الدنيا ، هل سأبقى معكم فى مكة أو سأهاجر منها . وهل سيصيبكم العذاب عاجلا أو آجلا؟ فإنى ما أفعل معكم ، ولا أقول لكم إلا ما أوحاه الله - تعالى -إلىَّ ، وما أنا إلا نذير مبين ، أوضح لكم الحق من الباطل ، وأُخوِّفكُم من سوء المصير ، إذا ما بقيتم على كفركم وشرككم .
فالمقصود بقوله - تعالى - : ( وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ ) أى : فى دار الدنيا ، أما بالنسبة للآخرة ، فالله - تعالى - قد بشره وبشر أتباعه بالثواب العظيم فى آيات كثيرة ، ومن ذلك قوله - تعالى - : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى ) وقوله - سبحانه - : ( وَبَشِّرِ المؤمنين بِأَنَّ لَهُمْ مِّنَ الله فَضْلاً كَبِيراً ) .
قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه : قال الحسن البصرى فى قوله : ( وَمَآ أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ ) أى : فى الدنيا ، أأخرج كما أخرجت الأنبياء قبلى؟ أم أقتل كما قتلوا ، ولا أدرى أيخسف بكم أو ترمون بالحجارة؟ أما فى الآخرة فمعاذ الله ، قد علم أنه فى الجنة .
وهذا القول هو الذى عوّل عليه ابن جرير ، وأنه لا يجوز غيره ، ولا شك أن هذا هو اللائق به - صلى الله عليه وسلم ، فإنه بالنسبة للآخرة ، جازم أنه يصير إلى الجنة ومن اتبعه ، وأما فى الدنيا فلم يدر ما كان يؤول إليه أمره وأمر المشركين . أيؤمنون أم يكفرون فيعذبون فيستأصلون بكفرهم؟
والمتدبر فى هذه الآية الكريمة ، يراها قد اشتملت على أسمى ألوان الأدب من النبى - صلى الله عليه وسلم - مع خالقه - عز وجل - فقد فوّض - صلى الله عليه وسلم - أمره إلى خالقه ، وصرح بأنه لا يتبع إلا ما يوحيه إليه سبحانه - وأنه لا علم له بالغيب ، وإنما علم ذلك إلى الله - تعالى - وحده .
- البغوى : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
( قل ما كنت بدعا من الرسل ) أي بديعا ، مثل : نصف ونصيف ، وجمع البدع أبداع ، لست بأول مرسل ، قد بعث قبلي كثير من الأنبياء ، فكيف تنكرون نبوتي . ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) اختلف العلماء في معنى هذه الآية :
فقال بعضهم : معناه ما أدري ما يفعل بي ولا بكم يوم القيامة ، فلما نزلت هذه الآية فرح المشركون ، فقالوا : واللات والعزى ما أمرنا وأمر محمد عند الله إلا واحد ، وما له علينا من مزية وفضل ، ولولا أنه ابتدع ما يقوله من ذات نفسه لأخبره الذي بعثه بما يفعل به ، فأنزل الله : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ، ( الفتح - 2 ) فقالت الصحابة : هنيئا لك يا نبي الله قد علمنا ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله تعالى : " ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات " الآية ، ( الفتح - 5 ) وأنزل : " وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا " ( الأحزاب - 47 ) فبين الله تعالى ما يفعل به وبهم . وهذا قول أنس وقتادة والحسن وعكرمة ، قالوا : إنما قال هذا قبل أن يخبر بغفران ذنبه [ وإنما أخبر بغفران ذنبه ] عام الحديبية ، فنسخ ذلك .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، عن خارجة بن زيد قال : كانت أم العلاء الأنصارية تقول : لما قدم المهاجرون المدينة اقترعت الأنصار على سكنتهم ، قالت [ فطار لنا ] عثمان بن مظعون في السكنى ، فمرض فمرضناه ، ثم توفي فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فدخل فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي قد أكرمك الله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : وما يدريك أن الله قد أكرمه " ؟ فقلت : لا والله لا أدري ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما هو فقد أتاه اليقين من ربه وإني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم " قالت : فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا ، قالت : ثم رأيت لعثمان بعد في النوم عينا تجري فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " ذاك عمله " .
وقال جماعة : قوله "
وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " في الدنيا ، أما في الآخرة فقد علم أنه في الجنة ، وأن من كذبه فهو في النار ، ثم اختلفوا فيه :قال ابن عباس - رضي الله عنه - ما : لما اشتد البلاء بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرى النائم وهو بمكة أرضا ذات سباخ ونخل رفعت له ، يهاجر إليها ، فقال له أصحابه متى تهاجر إلى الأرض التي أريت ؟ فسكت ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : "
وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " ، أأترك في مكاني أم أخرج وإياكم إلى الأرض التي رفعت لي ؟ .وقال بعضهم : "
وما أدري ما يفعل بي ولا بكم " إلى ماذا يصير أمري وأمركم في الدنيا ، بأن أقيم معكم في مكانكم أم أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي ، أم أقتل كما قتل الأنبياء من قبلي وأنتم أيها المصدقون لا أدري تخرجون معي أم تتركون ، أم ماذا يفعل بكم ، [ وأنتم ] أيها المكذبون ، أترمون بالحجارة من السماء أم يخسف بكم ، أم أي شيء يفعل بكم ، مما فعل بالأمم المكذبة ؟ .ثم أخبر الله - عز وجل - أنه يظهر دينه على الأديان ، فقال : "
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله " ، ( الصف - 9 ) وقال في أمته : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " ( الأنفال - 33 ) ، فأخبر الله ما يصنع به وبأمته ، هذا قول السدي .( إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) أي ما أتبع إلا القرآن ، ولا أبتدع من عندي شيئا ( وما أنا إلا نذير مبين ) .
- ابن كثير : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
وقوله : ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) أي : لست بأول رسول طرق العالم ، بل قد جاءت الرسل من قبلي ، فما أنا بالأمر الذي لا نظير له حتى تستنكروني وتستبعدوا بعثتي إليكم ، فإنه قد أرسل الله قبلي جميع الأنبياء إلى الأمم .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) ما أنا بأول رسول . ولم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم غير ذلك .
وقوله : ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في هذه الآية : نزل بعدها ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) [ الفتح : 2 ] . وهكذا قال عكرمة ، والحسن ، وقتادة : إنها منسوخة بقوله : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) ، قالوا : ولما نزلت هذه الآية قال رجل من المسلمين : هذا قد بين الله ما هو فاعل بك يا رسول الله ، فما هو فاعل بنا ؟ فأنزل الله : ( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات ) [ الفتح : 5 ] .
هكذا قال ، والذي هو ثابت في الصحيح أن المؤمنين قالوا : هنيئا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟ فأنزل الله هذه الآية .
وقال الضحاك : ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) : ما أدري بماذا أومر ، وبماذا أنهى بعد هذا ؟
وقال أبو بكر الهذلي ، عن الحسن البصري في قوله : ( وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) قال : أما في الآخرة فمعاذ الله ، قد علم أنه في الجنة ، ولكن قال : لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا ، أخرج كما أخرجت الأنبياء [ من ] قبلي ؟ أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي ؟ ولا أدري أيخسف بكم أو ترمون بالحجارة ؟
وهذا القول هو الذي عول عليه ابن جرير ، وأنه لا يجوز غيره ، ولا شك أن هذا هو اللائق به ، صلوات الله وسلامه عليه ، فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتبعه ، وأما في الدنيا فلم يدر ما كان يئول إليه أمره وأمر مشركيقريش إلى ماذا : أيؤمنون أم يكفرون ، فيعذبون فيستأصلون بكفرهم ؟ فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد :
حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أم العلاء - وهي امرأة من نسائهم - أخبرته - وكانت بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - قالت : طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى المهاجرين عثمان بن مظعون . فاشتكى عثمان عندنا فمرضناه ، حتى إذا توفي أدرجناه في أثوابه ، فدخل علينا رسول الله فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ، شهادتي عليك ، لقد أكرمك الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما يدريك أن الله أكرمه ؟ " فقلت : لا أدري بأبي أنت وأمي ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما هو فقد جاءه اليقين من ربه ، وإني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ! " قالت : فقلت : والله لا أزكي أحدا بعده أبدا . وأحزنني ذلك ، فنمت فرأيت لعثمان عينا تجري ، فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته بذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ذاك عمله " .
فقد انفرد بإخراجه البخاري دون مسلم ، وفي لفظ له : " ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به " . وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ ، بدليل قولها : " فأحزنني ذلك " . وفي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمعين بالجنة إلا الذي نص الشارع على تعيينهم ، كالعشرة ، وابن سلام ، والغميصاء ، وبلال ، وسراقة ، وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر ، والقراء السبعين الذين قتلوا ببئر معونة ، وزيد بن حارثة ، وجعفر ، وابن رواحة ، وما أشبه هؤلاء .
وقوله : ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) أي : إنما أتبع ما ينزله الله علي من الوحي ، ( وما أنا إلا نذير مبين ) أي : بين النذارة ، وأمري ظاهر لكل ذي لب وعقل .
- القرطبى : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
قوله تعالى : قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين .
قوله تعالى : قل ما كنت بدعا من الرسل أي أول من أرسل ، قد كان قبلي رسل ، عن ابن عباس وغيره . والبدع : الأول . وقرأ عكرمة وغيره ( بدعا ) بفتح الدال ، على تقدير حذف المضاف ، والمعنى : ما كنت صاحب بدع . وقيل : بدع وبديع بمعنى ، مثل نصف ونصيف . وأبدع الشاعر : جاء بالبديع . وشيء بدع ( بالكسر ) أي : مبتدع . وفلان بدع في هذا الأمر أي : بديع . وقوم أبداع ، عن الأخفش . وأنشد قطرب قول عدي بن زيد :
فلا أنا بدع من حوادث تعتري رجالا غدت من بعد بؤسي بأسعد
[ قوله تعالى : ] وما أدري ما يفعل بي ولا بكم يريد يوم القيامة . ولما نزلت فرح المشركون واليهود والمنافقون وقالوا : كيف نتبع نبيا لا يدري ما يفعل به ولا بنا ، وأنه لا فضل له علينا ، ولولا أنه ابتدع الذي يقوله من تلقاء نفسه لأخبره الذي بعثه بما يفعل به ، فنزلت : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فنسخت هذه الآية ، وأرغم الله أنف الكفار . وقالت الصحابة : هنيئا لك يا رسول الله ، لقد بين الله لك ما يفعل بك يا رسول الله ، فليت شعرنا ما هو فاعل بنا ؟ فنزلت : ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار الآية . ونزلت : وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا قاله أنس وابن عباس وقتادة والحسن وعكرمة والضحاك . وقالت أم العلاء امرأة من الأنصار : اقتسمنا المهاجرين فصار لنا عثمان بن مظعون بن حذافة بن جمح ، فأنزلناه أبياتنا فتوفي ، فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب إن الله أكرمك . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : [ وما يدريك أن الله أكرمه ] ؟ فقلت : بأبي وأمي يا رسول الله فمن ؟ قال : [ أما هو فقد جاءه اليقين وما رأينا إلا خيرا فوالله إني لأرجو له الجنة ووالله إني لرسول الله وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ] . قالت : فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا . ذكره الثعلبي ، وقال : وإنما قال هذا حين لم يعلم بغفران ذنبه ، وإنما غفر الله له ذنبه في غزوة الحديبية قبل موته بأربع سنين .
قلت : حديث أم العلاء خرجه البخاري ، وروايتي فيه : وما أدري ما يفعل به ليس فيه بي ولا بكم وهو الصحيح إن شاء الله ، على ما يأتي بيانه . والآية ليست منسوخة ; لأنها خبر .
قال النحاس : محال أن يكون في هذا ناسخ ولا منسوخ من جهتين : أحدهما أنه خبر ، والآخر أنه من أول السورة إلى هذا الموضع خطاب للمشركين واحتجاج عليهم وتوبيخ لهم ، فوجب أن يكون هذا أيضا خطابا للمشركين كما كان قبله وما بعده ، ومحال أن يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للمشركين ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة ، ولم يزل - صلى الله عليه وسلم - من أول مبعثه إلى مماته يخبر أن من مات على الكفر مخلد في النار ، ومن مات على الإيمان واتبعه وأطاعه فهو في الجنة ، فقد رأى - صلى الله عليه وسلم - ما يفعل به وبهم في الآخرة . وليس يجوز أن يقول لهم ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة ، فيقولون كيف نتبعك وأنت لا تدري أتصير إلى خفض ودعة أم إلى عذاب وعقاب . والصحيح في الآية قول الحسن ، كما قرأ علي بن محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن موسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا أبو بكر الهذلي عن الحسن : " وما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا " قال أبو جعفر : وهذا أصح قول وأحسنه ، لا يدري - صلى الله عليه وسلم - ما يلحقه وإياهم من مرض وصحة ورخص وغلاء وغنى وفقر . ومثله : ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس : لما اشتد البلاء بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في المنام أنه يهاجر إلى أرض ذات نخل وشجر وماء ، فقصها على أصحابه فاستبشروا بذلك ، ورأوا فيها فرجا مما هم فيه من أذى المشركين ، ثم إنهم مكثوا برهة لا يرون ذلك فقالوا : يا رسول الله ، متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت ؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى : وما أدري ما يفعل بي ولا بكم أي : لا أدري أأخرج إلى الموضع الذي رأيته في منامي أم لا . ثم قال : [ إنما هو شيء رأيته في منامي ما أتبع إلا ما يوحى إلي ] أي : لم يوح إلي ما أخبرتكم به . قال القشيري : فعلى هذا لا نسخ في الآية . وقيل : المعنى لا أدري ما يفرض علي وعليكم من الفرائض . واختار الطبري أن يكون المعنى : ما أدري ما يصير إليه أمري وأمركم في الدنيا ، أتؤمنون أم تكفرون ، أم تعاجلون بالعذاب أم تؤخرون .
قلت : وهو معنى قول الحسن والسدي وغيرهما . قال الحسن : ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا ، أما في الآخرة فمعاذ الله ، قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل ، ولكن قال ما أدري ما يفعل بي في الدنيا أأخرج كما أخرجت الأنبياء قبلي ، أو أقتل كما قتلت الأنبياء قبلي ، ولا أدري ما يفعل بكم ، أأمتي المصدقة أم المكذبة ، أم أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفا ، أو مخسوف بها خسفا ، ثم نزلت : هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله . يقول : سيظهر دينه على الأديان . ثم قال في أمته : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم فأخبره تعالى بما يصنع به وبأمته ، ولا نسخ على هذا كله ، والحمد لله .
وقال الضحاك أيضا : ما أدري ما يفعل بي ولا بكم أي : ما تؤمرون به وتنهون عنه . وقيل : أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول للمؤمنين ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في القيامة ، ثم بين الله تعالى ذلك في قوله : ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وبين فيما بعد ذلك حال المؤمنين ثم بين حال الكافرين .
قلت : وهذا معنى القول الأول ، إلا أنه أطلق فيه النسخ بمعنى البيان ، وأنه أمر أن يقول ذلك للمؤمنين ، والصحيح ما ذكرناه عن الحسن وغيره . وما في ما يفعل يجوز أن تكون موصولة ، وأن تكون استفهامية مرفوعة .
إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين . وقرئ يوحي أي : الله عز وجل . تقدم في غير موضع .
- الطبرى : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : قل يا محمد لمشركي قومك من قريش ( مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) يعني: ما كنت أول رسل الله التي أرسلها إلى خلقه, قد كان من قبلي له رسل كثيرة أرسلت إلى أمم قبلكم; يقال منه: هو بدع في هذا الأمر, وبديع فيه, إذا كان فيه أوّل. ومن البدع قول عديّ بن زيد.
فَـلا أنـا بِـدْعٌ مِـنْ حَوَادِث تَعْتَرِي
رِجَـلا عَـرَتْ مِـنْ بَعْدِ بُؤْسَى وَأَسعد (1)
ومن البديع قول الأحوص:
فَخَــرَتْ فـانْتَمَتْ فقُلْـتُ انْظُـرِيني
ليسَ جَـــهْلٌ أتَيتُـــه بِبَـــدِيع (2)
يعني بأوّل, يقال: هو بدع من قوم أبداع.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) يقول: لست بأوّل الرسل.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) قال: يقول: ما كنت أوّل رسول أُرسل.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعًا, عن ابن أَبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) قال: ما كنت أوّلهم.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا عبد الوهاب بن معاوية, عن أَبي هبيرة, قال: سألت قتادة ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) قال: أي قد كانت قبلي رسل.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) يقول: أي إن الرسل قد كانت قبلي.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) قال: قد كانت قبله رسل.
وقوله ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) اختلف أهل التأويل في تأويله, فقال بعضهم: عنى به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وقيل له: قل للمؤمنين بك ما أدري ما يفعل بي ولا بكم يوم القيامة, وإلام نصير هنالك, قالوا ثم بين الله لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وللمؤمنين به حالهم في الآخرة, فقيل له إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وقال: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ .
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) فأنـزل الله بعد هذا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ .
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا يحيى بن واضح, عن الحسين, عن يزيد, عن عكرمة والحسن البصري قالا قال في حم الأحقاف ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) فنسختها الآية التي في سورة الفتح إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ... الآية, فخرج نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حين نـزلت هذه الآية, فبشرهم بأنه غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر, فقال له رجال من المؤمنين: هنيئا لك يا نبي الله, قد علمنا ما يفعل بك, فماذا يُفعل بنا؟ فأنـزل الله عزّ وجلّ في سورة الأحزاب, فقال وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا وقال لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا * وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ... الآية, فبين الله ما يفعل به وبهم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) ثم درى أو علم من رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعد ذلك ما يفعل به, يقول إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ .
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) قال: قد بين له أنه قد غفر من ذنبه ما تقدم وما تأخر.
وقال آخرون: بل ذلك أمر من الله جلّ ثناؤه نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقوله للمشركين من قومه ويعلم أنه لا يدري إلام يصير أمره وأمرهم في الدنيا, أيصير أمره معهم أن يقتلوه أو يخرجوه من بينهم, أو يؤمنوا به فيتبعوه, وأمرهم إلى الهلاك, كما أهلكت الأمم المكذّبة رسلها من قبلهم أو إلى التصديق له فيما جاءهم به من عند الله.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا يحيى بن واضح, قال: ثنا أبو بكر الهذليّ, عن الحسن, في قوله ( وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) فقال: أما في الآخرة فمعاذ الله, قد علم أنه في الجنة حين أخذ ميثاقه في الرسل, ولكن قال: وما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا, أخرج كما أخرجت الأنبياء قبلي أو أُقتل كما قُتلت الأنبياء من قبلي, ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم, أمتي المكذّبة, أم أمتي المصدّقة, أم أمتي المرمية بالحجارة من السماء قذفا, أم مخسوف بها خسفا, ثم أوحي إليه: وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ يقول أحطت لك بالعرب أن لا يقتلوك, فعرف أنه لا يُقتل.
ثم أنـزل الله عزّ وجلّ: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا يقول: أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الأديان, ثم قال له في أمته: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فأخبره الله ما يصنع به, وما يصنع بأمته.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما أدري ما يفترض عليّ وعليكم, أو ينـزل من حكم, وليس يعني ما أدري ما يفعل بي ولا بكم غدا في المعاد من ثواب الله من أطاعه, وعقابه من كذّبه.
وقال آخرون: إنما أمر أن يقول هذا في أمر كان ينتظره من قِبَل الله عزّ وجلّ في غير الثواب والعقاب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصحة وأشبهها بما دلّ عليه التنـزيل, القول الذي قاله الحسن البصري, الذي رواه عنه أَبو بكر الهُذَليّ.
وإنما قلنا ذلك أولاها بالصواب لأن الخطاب من مبتدأ هذه السورة إلى هذه الآية, والخبر خرج من الله عزّ وجلّ خطابا للمشركين وخبرا عنهم, وتوبيخا لهم, واحتجاجا من الله تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عليهم.
فإذا كان ذلك كذلك, فمعلوم أن هذه الآية أيضًا سبيلها سبيل ما قبلها وما بعدها في أنها احتجاج عليهم, وتوبيخ لهم, أو خبر عنهم. وإذا كان ذلك كذلك, فمحال أن يقال للنبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : قل للمشركين ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة, وآيات كتاب الله عزّ وجلّ في تنـزيله ووحيه إليه متتابعة بأن المشركين في النار مخلدون, والمؤمنون به في الجنان منعمون, وبذلك يرهبهم مرّة, ويرغبهم أخرى, ولو قال لهم ذلك, لقالوا له: فعلام نتبعك إذن وأنت لا تدري إلى أيّ حال تصير غدا في القيامة, إلى خفض ودعة, أم إلى شدّة وعذاب; وإنما اتباعنا إياك إن اتبعناك, وتصديقنا بما تدعونا إليه, رغبة في نعمة, وكرامة نصيبها, أو رهبة من عقوبة, وعذاب نهرب منه, ولكن ذلك كما قال الحسن, ثم بين الله لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ما هو فاعل به, وبمن كذب بما جاء به من قومه وغيرهم.
وقوله ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ ) يقول تعالى ذكره: قل لهم ما أتبع فيما آمركم به, وفيما أفعله من فعل إلا وحي الله الذي يوحيه إليّ، ( وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ ) يقول: وما أنا لكم إلا نذير, أنذركم عقاب الله على كفركم به مبين: يقول: قد أبان لكم إنذاره, وأظهر لكم دعاءه إلى ما فيه نصيحتكم, يقول: فكذلك أنا.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت لعدي بن زيد ( شعراء النصرانية 465 ) وروايته فيه :
فلسـت بمـن يخشـى حوادث تعتري
رجـالا فبـادوا بعـد بـؤس وأسـعد
وليس فيه شاهد على هذه الرواية ؛ وقد استشهد به المؤلف على أنه يقال: هو بدع في هذا الأمر ، على معنى ما كنت أول الناس فيه وقوله تعالى : " قل ما كنت بدعا من الرسل " : معناه ما كنت أول من أرسل ، قد أرسل قبلي رسل كثير .
(2) يقول الأحوص : فخرت علي وانتسبت إلى آبائها . فقلت : كفي ، وليس جهلك علي ببديع ولا غريب ، فقد عهدت مثله من أمثالك في النساء . والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 222 - 1 ) استشهد به على أن البديع بمعنى البدع ، وذلك عند تفسير قوله تعالى : " قل ما كنت بدعا من الرسل " .
- ابن عاشور : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9(
أعيد الأمر بأن يقول ما هو حجة عليهم لما علمت آنفاً في تفسير قوله : { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله } [ الأحقاف : 4 ] الآيات . وهذا جواب عما تضمنه قولهم : { افتراه } [ الأحقاف : 8 ] من إحالتهم صدقه فيما جاء به من الرسالة عن الله إحالة دعتهم إلى نسبة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الافتراء على الله . وإنما لم يعطف على جملة { قل إن افتريته } [ الأحقاف : 8 ] لأن المقصود الارتقاء في الرد عليهم من ردّ إلى أقوى منه فكان هذا كالتعدد والتكرير ، وسيأتي بعده قوله : { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به } [ الأحقاف : 10 ] . ونظير ذلك ما في سورة المؤمنين ( 81 84 ( { بل قالوا مثل ما قال الأولون إلى قل لمن الأرضُ ومَن فيها إن كنتم تعلمون وقولِه قل من رب السماوات السبع } [ المؤمنون : 86 ] وقوله : { قل من بيده ملكوت كل شيء } [ المؤمنون : 88 ] الخ .
والبِدع بكسر الباء وسكون الدال ، معناه البَديع مثل : الخِفّ يعني الخفيف قال امرؤ القيس :
يزل الغلام الخف عن صواته ... ومنه : الخِلّ بمعنى الخليل . فالبِدْع : صفة مشبهة بمعنى البَادع ، ومن أسمائه تعالى : «البديع» خالق الأشياء ومخترعها . فالمعنى : ما كنت محدثاً شيئاً لم يكن بين الرسل .
و { مِن } ابتدائية ، أي ما كنت آتياً منهم بديعاً غير مماثل لهم فكما سمعتم بالرسل الأولين أخبروا عن رسالة الله إياهم فكذلك أنا فلماذا يعجبون من دعوتي . وهذه الآية صالحة للرد على نصارى زماننا الذين طعنوا في نبوته بمطاعن لا منشأ لها إلا تضليلٌ وتمويه على عامتهم لأن الطاعنين ليسوا من الغباوة بالذين يخفى عليهم بهتانهم كقولهم إنه تزوج النساء ، أو أنه قاتل الذين كفروا ، أو أنه أحبّ زينب بنت جحش .
وقوله : { وما أدري ما يُفعل بي ولا بكم } تتميم لقوله : { قل ما كنت بدعاً من الرسل } وهو بمنزلة الاعتراض فإن المشركين كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن مغيبات استهزاء فيقول أحدهم إذا ضلَّت ناقته : أين ناقتي؟ ويقول أحدهم : مَن أبي ، أو نحو ذلك فأمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم بأنه لا يدري ما يفعل به ولا بهم ، أي في الدنيا ، وهذا معنى قوله تعالى : { قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السوء } [ الأعراف : 188 ] .
ولذلك كان قوله : { إن أتبع إلا ما يوحى } استئنافاً بيانياً وإتماماً لما في قوله : { وما أدرى ما يفعل بي ولا بكم } بأن قصارى ما يدريه هو اتباع ما يُعلمه الله به فهو تخصيص لعمومه ، ومثل علمه بأنه رسول من الله وأن المشركين في النار وأن وراء الموت بعثا . ومثل أنه سيهاجر إلى أرض ذات نخل بين حرتين ، ومثل قوله تعالى :
{ إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً } [ الفتح : 1 ] ، ونحو ذلك مما يرجع إلى ما أطلعه الله عليه ، فدع ما أطال به بعض المفسرين هنا من المراد بقوله : { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } ومن كونها منسوخة أو محكمة ومن حُكم نسخ الخبر .
ووجه عطف { ولا بكم } على { بي } بإقحام ( لا ( النافية مع أنهما متعلقان بفعل صلة { ما } الموصولة وليس في الصلة نفي ، فلماذا لم يقل : ما يفعل بي وبكم لأن الموصول وصلته لما وقعا مفعولاً للمنفي في قوله : { وما أدري } تناول النفي ما هو في حيّز ذلك الفعل المنفي فصار النفي شاملاً للجميع فحسّن إدخال حرف النفي على المعطوف ، كما حسُن دخول الباء التي شأنها أن تزاد فيجرَّ بها الاسم المنفي المعطوف على اسم ( إن ( وهو مُثبت في قوله تعالى : { أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يَعْىَ بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى } [ الأحقاف : 33 ] لوقوع { أنّ } العاملة فيه في خبر النفي وهو { أو لم يروا } وكذلك زيادة ( مِن ( في قوله تعالى : { ما يَودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزّل عليكم من خير } [ البقرة : 105 ] فإن { خيرٍ } وقع معمولاً لفعل { يُنزَّل } وهو فعل مثبت ولكنه لما انتفت ودادتهم التنزيلَ صار التنزيل كالمنفي لديهم .
وعطف { وما أنا إلا نذير مبين } على جملة { ما كنت بدعا من الرسل } لأنه الغرض المسوق له الكلام بخلاف قوله : { وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } . والمعنى : وما أنا نذير مبين لا مُفْتَرٍ ، فالقصر قصر إضافي ، وهو قصر قلب لردّ قولهم { افتراه } .
- إعراب القرآن : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
- English - Sahih International : Say "I am not something original among the messengers nor do I know what will be done with me or with you I only follow that which is revealed to me and I am not but a clear warner"
- English - Tafheem -Maududi : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ(46:9) Tell them: 'I am not the first of the Messengers; and I do not know what shall be done with me or with you. I follow only what is revealed to me, and I am nothing but a plain warner.' *12
- Français - Hamidullah : Dis Je ne suis pas une innovation parmi les messagers; et je ne sais pas ce que l'on fera de moi ni de vous Je ne fais que suivre ce qui m'est révélé; et je ne suis qu'un avertisseur clair
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sag Ich bin kein Neubeginn unter den Gesandten und ich weiß nicht was mit mir und auch nicht was mit euch geschehen wird Ich folge nur dem was mir als Offenbarung eingegeben wird und ich bin nur ein deutlicher Warner
- Spanish - Cortes : Di Yo no soy el primero de los enviados Y no sé lo que será de mí ni lo que será de vosotros No hago más que seguir lo que se me ha revelado Yo no soy más que un monitor que habla claro
- Português - El Hayek : Dizelhes mais Não sou um inovador entre os mensageiros nem sei o que será de mim ou de vós Não sigo mais do queaquilo que me tem sido revelado e não sou mais do que um elucidativo admoestador
- Россию - Кулиев : Скажи Я не являюсь первым из посланников и не знаю что произойдет со мной и с вами Я следую только тому что внушается мне в откровении Я - всего лишь разъясняющий и предостерегающий увещеватель
- Кулиев -ас-Саади : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
Скажи: «Я не являюсь первым из посланников и не знаю, что произойдет со мной и с вами. Я следую только тому, что внушается мне в откровении. Я - всего лишь разъясняющий и предостерегающий увещеватель».До меня к людям уже приходили посланники, и вы не должны удивляться тому, что Аллах отправил меня к вам, и не должны отвергать мое учение. Сколько было до меня пророков и посланников, которые проповедовали то же, что и я! Что же тогда вам не нравится в моих проповедях?! Я - всего лишь человек, и я не распоряжаюсь судьбой творений. И вами, и мной правит Всевышний Аллах, и только Он решает нашу судьбу. Я ничего не добавляю к религии Аллаха по собственному желанию. Я - всего лишь ясный увещеватель. Если вы обратитесь в мою религию и уверуете в мое учение, то обретете славный удел как в земной жизни, так и после смерти. Если же вы отвергните меня, то будете отвечать за это перед Аллахом. Я предостерег вас от наказания, а кто предостерег свой народ, тот не в ответе за него.
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "Ben peygamberlerin ilki değilim; benim ve sizin başınıza gelecekleri bilmem; ben ancak bana vahyolunana uymaktayım; ben sadece apaçık bir uyarıcıyım"
- Italiano - Piccardo : Di' “Non costituisco un'innovazione rispetto agli inviati né conosco quel che avverrà a me e a voi Non faccio che seguire quello che mi è stato rivelato Non sono che un ammonitore esplicito”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم پێیان بڵێ کهمن یهکهم پێغهمبهرو تازهپهیدابوو نیم ناشزانم چیم بهسهر دێت چیش بهسهر ئێوه دێت چونکه غهیب زان نیم و لهنهێنی و شاراوهکان ئاگادار نیم من تهنها شوێنی ئهو وهحی و نیگایه دهکهوم کهپێم دهگات و من تهنها بێدارکهرهوهیهکی ئاشکرام
- اردو - جالندربرى : کہہ دو کہ میں کوئی نیا پیغمبر نہیں ایا۔ اور میں نہیں جانتا کہ میرے ساتھ کیا سلوک کیا جائے گا اور تمہارے ساتھ کیا کیا جائے گا میں تو اسی کی پیروی کرتا ہوں جو مجھ پر وحی اتی ہے اور میرا کام تو علانیہ ہدایت کرنا ہے
- Bosanski - Korkut : Reci "Ja nisam prvi poslanik i ne znam šta će biti sa mnom ili s vama; ja slijedim samo ono što mi se objavljuje i samo sam dužan da otvoreno opominjem"
- Swedish - Bernström : Säg "Jag är inte den förste av [Guds] sändebud och jag vet inte vad som skall ske med mig och med er Jag följer bara det som uppenbaras för mig; jag är ingenting annat än en varnare [som varnar] klart och entydigt"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Katakanlah "Aku bukanlah rasul yang pertama di antara rasulrasul dan aku tidak mengetahui apa yang akan diperbuat terhadapku dan tidak pula terhadapmu Aku tidak lain hanyalah mengikuti apa yang diwahyukan kepadaku dan aku tidak lain hanyalah seorang pemberi peringatan yang menjelaskan"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ
(Katakanlah, "Aku bukanlah rasul yang pertama) atau untuk, pertama kalinya (di antara rasul-rasul) maksudnya aku bukanlah rasul yang pertama, karena telah, banyak rasul yang diutus sebelumku, maka mengapa kalian mendustakan aku (dan aku tidak mengetahui apa yang akan diperbuat terhadapku dan tidak pula terhadap kalian) di dunia ini; apakah aku akan diusir dari negeriku, atau apakah aku akan dibunuh sebagaimana nasib yang telah dialami oleh nabi-nabi sebelumku, atau adakalanya kalian melempariku dengan batu, atau barangkali kalian akan tertimpa azab sebagaimana apa yang dialami oleh kaum yang mendustakan sebelum kalian. (Tiada lain) tidak lain (aku hanyalah mengikuti apa yang diwahyukan kepadaku) yaitu Alquran, dan aku sama sekali belum pernah membuat-buat dari diriku sendiri (dan aku tidak lain hanyalah seorang pemberi peringatan yang menjelaskan") yang jelas peringatannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : বলুন আমি তো কোন নতুন রসূল নই। আমি জানি না আমার ও তোমাদের সাথে কি ব্যবহার করা হবে। আমি কেবল তারই অনুসরণ করি যা আমার প্রতি ওহী করা হয়। আমি স্পষ্ট সতর্ক কারী বৈ নই।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "இறை தூதர்களில் நாம் புதிதாக வந்தவனல்லன்; மேலும் என்னைப் பற்றியோ உங்களைப் பற்றியோ என்ன செய்யப்படும் என்பதை நான் அறியமாட்டேன் எனக்கு என்ன வஹீ அறிவிக்கப்படுகிறதோ அதைத் தவிர வேறெதையும் நான் பின்பற்றுவதில்லை; தெளிவாக அச்சமூட்டி எச்சரிப்பவனேயன்றி நான் வேறில்லை" என்று நபியே நீர் கூறும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงกล่าวเถิดมุฮัมมัด ฉันมิได้เป็นคนแรกในบรรดาร่อซูล และฉันไม่รู้ว่าจะเกิดอะไรขึ้นแก่ฉันและแก่พวกท่าน ฉันมิได้ปฏิบัติตามสิ่งใดนอกจากสิ่งที่ถูกวะฮียฺให้แก่ฉัน และฉันมิใช่ใครอื่นนอกจากเป็นผู้ตักเตือนอันชัดแจ้ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : СенМен биринчи Пайғамбар эмасман менга ва сизларга нима қилинишини билмайсман Фақат ўзимга ваҳий қилинаётган нарсагагина эргашурман Мен очиқойдин огоҳлантирувчиман холос деб айт
- 中国语文 - Ma Jian : 你说:我不是破天荒的天使;我不知道我要遭遇什么,也不知道你们要遭遇什么,我只遵从我所受的启示,我只是一个坦率的警告者。
- Melayu - Basmeih : Katakanlah lagi "Bukanlah aku seorang Rasul pembawa ugama yang berlainan dari ugama yang dibawa oleh Rasulrasul yang telah lalu dan aku tidak mengetahui apa yang akan dilakukan kepadaku dan kepada kamu Aku tidak melakukan sesuatu melainkan menurut apa yang diwahyukan kepadaku dan aku tidak lain hanyalah seorang Rasul pemberi amaran yang jelas nyata"
- Somali - Abduh : Waxaad dhahdaa ma ihi bidei ka gaar ah Rasuullada mana ogi waxa lagu fali aniga iyo idinka waxaan uun raaci waxa lay waxyoodo ee quraanka ah waxaana ahay u dige cad oo muuqda
- Hausa - Gumi : Ka ce "Ban kasance fãrau ba daga Manzanni kuma ban san abin da zã a yi game da ni kõ game da ku na gaibi ba bã ni bin kõme fãce abin da ake yin wahayi zuwa gare ni kuma ban zama ba fãce mai gargaɗi mai bayyanãwa"
- Swahili - Al-Barwani : Sema Mimi si kiroja miongoni mwa Mitume Wala sijui nitakavyo fanywa wala nyinyi Mimi nafuata niliyo funuliwa tu kwa Wahyi wala mimi si chochote ila ni mwonyaji mwenye kudhihirisha wazi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Thuaju atyre “Unë nuk jam i pari profet i ardhur në këtë Botë dhe unë nuk di çka do të ndodhë me mua ose me ju Unë ndjek vetëm atë që më është shpallë dhe unë jam vetëm paralajmërues i qartë”
- فارسى - آیتی : بگو: من از ميان ديگر پيامبران بدعتى تازه نيستم و نمىدانم كه بر من، يا بر شما چه خواهد رفت. من از چيزى جز آنچه به من وحى مىشود، پيروى نمىكنم و من جز بيمدهندهاى آشكار نيستم.
- tajeki - Оятӣ : Бигӯ: «Ман аз миёни дигар паёмбарон навомада (аввалин) нестам ва намедонам, ки бар ман ё бар шумо чӣ хоҳад шуд. Ман ба чизе ғайри он чӣ ба ман ваҳй мешавад, пайравӣ намекунам ва ман фақат бимдиҳандае ошкор ҳастам».
- Uyghur - محمد صالح : ئېيتقىنكى، «مەن (اﷲ ئىنسانلارنى تەۋھىدكە دەۋەت قىلىش ئۈچۈن ئەۋەتكەن) تۇنجى پەيغەمبەر ئەمەسمەن، (مەندىن ئىلگىرىكى نۇرغۇن پەيغەمبەرلەر ئېلىپ كەلگەن ۋەھيى بىلەن كەلدىم، نېمىشقا مېنى ئىنكار قىلىسىلەر؟) ماڭا ۋە سىلەرگە نېمە قىلىنىدىغانلىقىنى ئۇقمايمەن (چۈنكى اﷲ نىڭ تەقدىرىنى ئالدىن ئۇققىلى بولمايدۇ)، مەن پەقەت ماڭا ۋەھيى قىلىنغان نەرسىگىلا ئەگىشىمەن، مەن پەقەت (سىلەرنى اﷲ نىڭ ئازابىدىن) ئوچۇق ئاگاھلاندۇرغۇچىمەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : പറയുക: ദൈവദൂതന്മാരില് ആദ്യത്തെവനൊന്നുമല്ല ഞാന്. എനിക്കും നിങ്ങള്ക്കും എന്തൊക്കെ സംഭവിക്കുമെന്ന് എനിക്കറിയില്ല. എനിക്കു ബോധനമായി നല്കപ്പെടുന്ന സന്ദേശം പിന്പറ്റുക മാത്രമാണ് ഞാന്. വ്യക്തമായ മുന്നറിയിപ്പുകാരനല്ലാതാരുമല്ല ഞാന്.
- عربى - التفسير الميسر : قل ايها الرسول لمشركي قومك ما كنت اول رسل الله الى خلقه وما ادري ما يفعل الله بي ولا بكم في الدنيا ما اتبع فيما امركم به وفيما افعله الا وحي الله الذي يوحيه الي وما انا الا نذير بين الانذار
*12) Its background is this: When the Holy Prophet presented himself as Allah's Messenger, the people of Makkah raised different kinds of objections against it. They said: "what kind of a Messenger he is who has a family, who moves about in the streets, eats and drinks and lives a common man's life. There is nothing special about him, which might distinguish him above the other people and therefore we may know that Allah has specially made this man His Messenger. " Then they said: "Had he ban appointed a Messenger by God, He would have sent an angel as an attendant with him who would have announced that he was God's Messenger, and would have punished with a scourge every such person who had behaved insolently Towards him. How strange that God should appoint a person as His Messenger and then should leave him alone to roam the streets of Makkah and suffer every kind of humiliation. If nothing else Allah should at Ieast have created a magnificent palace and a blooming garden for His Messenger. He should not have been left to depend on his wife's resources so that 'when they exhausted the Messenger should be forced to go without food and should not even afford a conveyance to Ta'if." Besides, these people demanded different kinds of miracles from him and asked news of the unseen. They thought that a person's being God's Mcsscngcr meant that he should possess supernatural powers so that mountains should move at his bidding and deserts at once turn into green fields; he should have the knowledge of the past and the future events and of everything hidden from others.
An answer to the same has been given in these sentences, and each sentence contains a world of meaning.
First, it is said: 'Tell them: I am not a novel Messenger. " That is, "My being appointed as a Messenger is not a novel event of its kind in the world so that you may have some confusion about the characteristics of a Messenger. Many Messengers have come to the world before me, and I am not any different from them. Never has a Messenger come, who did not have a family, who did not eat and drink, or who did not live a common man's life. Never has an angel descended as an attendant with a Mcsscngcr, heralding his prophethood and carrying a whip before him. Never have gardens and palaces been created for a Messenger and never has a Messenger ban spared of the hardships which I am suffering. Never has a Messenger shown a miracle by his own power, or known everything by his own knowledge. Then, how is it that you are bringing forth these strange criteria only to judge my Prophethood?"
Then it is said: Tell them also : "I do not know what shall befall you tomorrow nor what shall befall me. I only follow that which is revealed to me." That is, "I am not a knower of the unseen so that everything of the past and present and future should be known to me, and I should have the knowledge of everything in the world. Not to speak of your future, I do not even know my own future. I only know that of which I am given knowledge by revelation. More than that I have never claimed to know, nor has there ever been a Messenger in the world, who made that claim. It is not a Messenger's job to tell the whereabouts of the lost articles, or tell whether a pregnant woman will deliver a boy or a girl, or whether a sick patient will live or die." In conclusion, it is said: "Say to them: I am no more than a plain warner." That is, "I do not possess Divine powers so that I may show you the wonderful miracles that you demand from me every next day. My only mission is that I should present the right way before the people, and should warn of an evil end those who do not accept it. "