- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُۥ بِٱلْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦٓ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍۢ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
- عربى - التفسير الميسر : واذكر -أيها الرسول- نبيَّ الله هودًا أخا عاد في النَّسب لا في الدين، حين أنذر قومه أن يحل بهم عقاب الله، وهم في منازلهم المعروفة بـ "الأحقاف"، وهي الرمال الكثيرة جنوب الجزيرة العربية، وقد مضت الرسل بإنذار قومها قبل هود وبعده: بأن لا تشركوا مع الله شيئًا في عبادتكم له، إني أخاف عليكم عذاب الله في يوم يَعْظُم هوله، وهو يوم القيامة.
- السعدى : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
أي: { وَاذْكُرْ } بالثناء الجميل { أَخَا عَادٍ } وهو هود عليه السلام، حيث كان من الرسل الكرام الذين فضلهم الله تعالى بالدعوة إلى دينه وإرشاد الخلق إليه.
{ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ } وهم عاد { بِالْأَحْقَافِ } أي: في منازلهم المعروفة بالأحقاف وهي: الرمال الكثيرة في أرض اليمن.
{ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ } فلم يكن بدعا منهم ولا مخالفا لهم، قائلا لهم: { أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }
فأمرهم بعبادة الله الجامعة لكل قول سديد وعمل حميد، ونهاهم عن الشرك والتنديد وخوفهم -إن لم يطيعوه- العذاب الشديد فلم تفد فيهم تلك الدعوة.
- الوسيط لطنطاوي : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
ثم انتقلت السورة الكريمة بعد ذلك إلى الحديث عن مصارع الغابرين الذين كانوا أشد قوة وأكثر جمعا من مشركى قريش ، لكى يعتبروا بهم ، ويقلعوا عن كفرهم ، حتى لا يكون مصيرهم كمصير من سبقوهم فى الكفر والطغيان ، فقال - سبحانه - : ( واذكر أَخَا عَادٍ . . . وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) .
والمقصود بقوله - تعالى - : ( أَخَا عَادٍ ) : هود - عليه السلام - فقد أرسله الله - تعالى - إلى قبيلة عاد ، ليأمرهم بعبادة الله - تعالى - ، وكانوا قوما جبارين ، فلم يستمعوا إلى نصحه ، فكانت عاقبتهم الهلاك والتدمير .
وقد وردت قصته معهم فى سور متعددة ، منها : سورة الأعراف ، وسورة هود ، وسورة الشعراء ، وسورة الحاقة . .
قال القرطبى ما ملخصه : قوله - تعالى - : ( واذكر أَخَا عَادٍ ) هو هود بن عبد الله بن رباح ، كان أخاهم فى النسب لا فى الدين ، إذ أنذر قومه بالأحقاف ، والأحقاف : ديار عاد . . وهى جمع حقف - بكسر الحاء - ، وهو ما استطال من الرمل العظيم واعوج ، ولم يلغ أن يكون جبلا . .
ويغلب على الظن أن مساكنهم كانت على مرتفعات من الأرض فى شمال حضر موت ، وعلى مقربة من المكان الذى يسمى الآن بالرَّبْع الخالى غربى عُمَان . .
والمعنى : واذكر - أيها الرسول الكريم - لقومك ليعتبروا ويتعظوا قصة هود - عليه السلام - وقت أن أنذر قومه ، وهم يعيشون بتلك الأماكن المرتفعة المسماة بالأحقاف .
وقوله : ( وَقَدْ خَلَتِ النذر مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) جملة حالية من محل نصب .
أى : جاد هود إلى قومه فأمرهم بإخلاص العبادة لله - تعالى - وحده ، وخوفهم من سوء عاقبة مخالفته ، والحال أنه قد أخبرهم بأن الرسل الذين سبقوه ، والذين يأتون من بعده ، كليهم قد بعثهم الله - تعالى - لهداية أقوامهم ، ولعبادته - سبحانه - وحده .
فالنذر : جمع نذير ، والمراد بهم الرسل الذين يخوفون أقوامهم من سوء عاقبة الإِشراك مع الله - تعالى - آلهة أخرى فى العبادة .
والمراد بقوله : ( مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) الرسل السابقون عليه ، والمتأخرون عنه .
ثم ذكر - سبحانه - جانبا من نصائح هود لقومه فقال : ( أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ الله إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .
أى : أنذرهم قائلا لهم : إنى أحذركم من عبادة أحد سوى الله - تعالى - وآمركم بإخلاص العبادة له - تعالى - وحده ، لأنى أخاف عليكم عذاب يوم هائل عظيم ، وهو يوم القيامة ، ( يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) فأنت ترى أن هودا - عليه السلام - بجانب أنه قد أمر قومه بما يسعدهم ، فإنه قد بين لهم - أيضا - أنه ما حمله على هذا الأمر إلا خوف عليهم ، وحرصه على نجاتهم من عذاب يوم القيامة .
- البغوى : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
قوله - عز وجل - : ( واذكر أخا عاد ) يعني هودا عليه السلام ( إذ أنذر قومه بالأحقاف ) قال ابن عباس : " الأحقاف " : واد بين عمان ومهرة .
وقال مقاتل : كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال له : " مهرة " وإليها تنسب الإبل المهرية ، وكانوا أهل عمد سيارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم ، وكانوا من قبيلة إرم .
قال قتادة : ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن ، وكانوا أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها : " الشحر " . و " الأحقاف " جمع حقف ، وهي المستطيل المعوج من الرمال . قال ابن زيد : هي ما استطال من الرمل كهيئة الجبل ولم يبلغ أن يكون جبلا ، قال الكسائي : هي ما استدار من الرمل .
( وقد خلت النذر ) مضت الرسل ( من بين يديه ) أي من قبل هود ( ومن خلفه ) إلى قومهم ( ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) .
- ابن كثير : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
يقول تعالى مسليا لنبيه في تكذيب من كذبه من قومه : ( واذكر أخا عاد ) وهو هود ، عليه السلام ، بعثه الله إلى عاد الأولى ، وكانوا يسكنون الأحقاف - جمع حقف وهو : الجبل من الرمل - قاله ابن زيد . وقال عكرمة : الأحقاف : الجبل والغار . وقال علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه : الأحقاف : واد بحضرموت ، يدعى برهوت ، تلقى فيه أرواح الكفار . وقال قتادة : ذكر لنا أن عادا كانوا حيا باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها : الشحر .
قال ابن ماجه : " باب إذا دعا فليبدأ بنفسه " : حدثنا الحسين بن علي الخلال ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يرحمنا الله ، وأخا عاد " .
وقوله : ( وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ) يعني : وقد أرسل الله إلى من حول بلادهم من القرى مرسلين ومنذرين ، كقوله : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها ) [ البقرة : 66 ] ، وكقوله : ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ) [ فصلت : 13 ، 14 ] أي : قال لهم هود ذلك
- القرطبى : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
قوله تعالى : واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم .
قوله تعالى : واذكر أخا عاد هو هود بن عبد الله بن رباح - عليه السلام - ، كان أخاهم في النسب لا في الدين . إذ أنذر قومه بالأحقاف أي اذكر لهؤلاء المشركين قصة عاد ليعتبروا بها . وقيل : أمره بأن يتذكر في نفسه قصة هود ليقتدي به ، ويهون عليه تكذيب قومه له . والأحقاف : ديار عاد . وهي الرمال العظام ، في قول الخليل وغيره . وكانوا قهروا أهل الأرض بفضل قوتهم . والأحقاف جمع حقف ، وهو ما استطال من الرمل العظيم واعوج ولم يبلغ أن يكون جبلا ، والجمع حقاف وأحقاف وحقوف . واحقوقف الرمل والهلال أي : اعوج . وقيل : الحقف جمع حقاف . والأحقاف جمع الجمع . ويقال : حقف أحقف . قال الأعشى : .
بات إلى أرطاة حقف أحقفا
أي : رمل مستطيل مشرف . والفعل منه احقوقف . قال العجاج :
طي الليالي زلفا فزلفا سماوة الهلال حتى احقوقفا
أي : انحنى واستدار . وقال امرؤ القيس :
كحقف النقا يمشي الوليدان فوقه بما احتسبا من لين مس وتسهال
وفيما أريد بالأحقاف هاهنا مختلف فيه . فقال ابن زيد : هي رمال مشرفة مستطيلة كهيئة الجبال ، ولم تبلغ أن تكون جبالا ، وشاهده ما ذكرناه . وقال قتادة : هي جبال مشرفة بالشحر ، والشحر قريب من عدن ، يقال : شحر عمان وشحر عمان ، وهو ساحل البحر بين عمان وعدن . وعنه أيضا : ذكر لنا أن عادا كانوا أحياء باليمن ، أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها : الشحر .
وقال مجاهد : هي أرض من حسمى تسمى بالأحقاف . وحسمى ( بكسر الحاء ) اسم أرض بالبادية فيها جبال شواهق ملس الجوانب لا يكاد القتام يفارقها . قال النابغة :
فأصبح عاقلا بجبال حسمى دقاق الترب محتزم القتام
قاله الجوهري . وقال ابن عباس والضحاك : الأحقاف جبل بالشام . وعن ابن عباس أيضا : واد بين عمان ومهرة . وقال مقاتل : كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بواد يقال له مهرة ، وإليه تنسب الإبل المهرية ، فيقال : إبل مهرية ومهاري . وكانوا أهل عمد سيارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم ، وكانوا من قبيلة إرم . وقال الكلبي : أحقاف الجبل ما نضب عنه الماء زمان الغرق ، كان ينضب الماء من الأرض ويبقى أثره .
وروى الطفيل عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال : خير واديين في الناس واد بمكة وواد نزل به آدم بأرض الهند . وشر واديين في الناس واد بالأحقاف وواد بحضرموت يدعى برهوت تلقى فيه أرواح الكفار . وخير بئر في الناس بئر زمزم . وشر بئر في الناس بئر برهوت ، وهو في ذلك الوادي الذي بحضرموت . وقد خلت النذر أي مضت الرسل . من بين يديه أي من قبل هود . ومن خلفه أي ومن بعده ، قاله الفراء . وفي قراءة ابن مسعود ( من بين يديه ومن بعده ) . ألا تعبدوا إلا الله هذا من قول المرسل ، فهو كلام معترض . ثم قال هود : إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم وقيل : ألا تعبدوا إلا الله من كلام هود ، والله أعلم .
- الطبرى : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
القول في تأويل قوله تعالى : وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم : واذكر يا محمد لقومك الرّادّين عليك ما جئتهم به من الحقّ هودا أخا عاد, فإن الله بعثك إليهم كالذي بعثه إلى عاد, فخوّفهم أن يحلّ بهم من نقمة الله على كفرهم ما حلّ بهم إذ كذّبوا رسولنا هودًا إليهم, إذ أنذر قومه عادا بالأحقاف. والأحقاف: جمع حقف وهو من الرمل ما استطال, ولم يبلغ أن يكون جبلا وإياه عنى الأعشى:
فَبــاتَ إلـى أرْطـاةِ حِـقْفٍ تَلُفُّـهُ
خَـرِيقُ شَـمالٍ يَـتْرُكُ الوَجْـهَ أقْتَمـا (1)
واختلف أهل التأويل في الموضع الذي به هذه الأحقاف, فقال بعضهم: هي جبل بالشام.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) قال: الأحقاف: جبل بالشام.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) جبل يسمى الأحقاف.
وقال آخرون: بل هي واد بين عُمان ومهرة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي عن أبيه, عن ابن عباس ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) قال: فقال: الأحقاف الذي أنذر هود قومه واد بين عمان ومهرة.
حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, قال: كانت منازل عاد وجماعتهم, حيث بعث الله إليهم هودا الأحقاف: الرمل فيما بين عُمان إلى حَضْرَمَوْتَ, فاليمن كله, وكانوا مع ذلك قد فشَوْا في الأرض كلها, قهروا أهلها بفضل قوّتهم التي آتاهم الله.
وقال آخرون: هي أرض.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, قال: الأحقاف: الأرض.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) قال: حشاف أو كلمة تشبهها, قال أبو موسى: يقولون مستحشف.
حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) حِشاف من حِسْمَى.
وقال آخرون: هي رمال مُشْرفة على البحر بالشِّحْر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) ذُكر لنا أن عادا كانوا حيا باليمن أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها الشِّحْر.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) قال: بلغَنَا أنهم كانوا على أرض يقال لها الشحر, مشرفين على البحر, وكانوا أهل رمل.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنا عمرو بن الحارث, عن سعيد بن أبي هلال, عن عمرو بن عبد الله, عن قتادة, أنه قال: كان مساكن عاد بالشِّحْر.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: أن الله تبارك وتعالى أخبر أن عادا أنذرهم أخوهم هود بالأحقاف, والأحقاف ما وصفت من الرمال المستطيلة المشرفة, كما قال العَجَّاج:
بات إلى أرْطاةِ حقْف أحْقَفا (2)
وكما حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ ) قال: الأحقاف: الرمل الذي يكون كهيئة الجبل تدعوه العرب الحقف, ولا يكون أحقافا إلا من الرمل, قال: وأخو عاد هود. وجائز أن يكون ذلك جبلا بالشأم. وجائز أن يكون واديا بين عمان وحضرموت. وجائز أن يكون الشحر وليس في العلم به أداء فرض, ولا في الجهل به تضييع واجب, وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوما منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة.
وقوله ( وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ ) يقول تعالى ذكره: وقد مضت الرسل بإنذار أممها( مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ) يعني: من قبل هود ومن خلفه, يعني: ومن بعد هود. وقد ذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله (وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ بَعْدِهِ) ، ( أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ ) يقول: لا تشركوا مع الله شيئا في عبادتكم إياه, ولكن أخلصوا له العبادة, وأفردوا له الألوهة, إنه لا إله غيره, وكانوا فيما ذُكر أهل أوثان يعبدونها من دون الله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ ) قال: لن يبعث الله رسولا إلا بأن يعبد الله.
وقوله ( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه: إني أخاف عليكم أيها القوم بعبادتكم غير الله عذاب الله في يوم عظيم وذلك يوم يعظم هوله, وهو يوم القيامة.
------------------------
الهوامش:
(1) البيت لأعشى بني قيس بن ثعلبة ( ديوانه طبعة القاهرة 295 ) وفي روايته : " يلوذ " في موضع " فبات " : من قصيدة يمدح بها إياس بن قبيصة الطائي ، أو قيس بن معد يكرب ، والضمير في فبات راجع إلى الثور الوحشي الذي شبه به ناقته ، في أبيات سابقة . والأرطي : شجر ضخم ينبت في الرمل. واحدته : أرطأة . ما اعوج وانعطف ، وجمعه : أحقاف . وهو موضع الشاهد في البيت . والخريق : الريح الشديدة الهبوب . والشمال : ريح باردة تهب من ناحية الشام . يقول : يلجأ هذا الثور إلى أرطأة في منعرج رمل ، تعصف من حوله ريح شمالية هوجاء ، فتترك وجهه أغبر قاتمًا .
(2) لم أجد البيت في ديوان العجاج المطبوع . والذي في ( اللسان : حقف ) : واحقوقف الرمل : إذا طال واعوج . واحقوقف الهلال : اعوج . وكل ما طال واعوج فقد احقوقف ، كظهر البعير ، وشخص القمر ، قال العجاج :
نــاج طــواه الأيـن ممـا وجفـا
طـــي الليــالي زلفــا فزلفــا
* سـماوة الهـلال حـتى احقوقفـا *
والمؤلف ساق هذا البيت شاهدًا على أن الأحقاف : الرمال المستطيلة المشرفة ، كما قال العجاج : " بات ... إلخ " . وأصله من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( الورقة 222 ) قال : " إذ أنذر قومه بالأحقاف " : أحقاف الرمال . قال العجاج ... البيت . أقول : ولست على يقين من صحة هذا الشاهد ، فإن أكثر ألفاظه من ألفاظ الشاهد الذي قبله ، فلعله اضطرب في أفواه الرواة وتداخل مع سابقه .
- ابن عاشور : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21(
سيقت قصة هود وقومه مساق الموعظة للمشركين الذين كذبوا بالقرآن كما أخبر الله عنهم من أول هذه السورة في قوله : { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } [ الأحقاف : 3 ] مع ما أعقبت به من الحجج المتقدمة من قوله : { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله } [ الأحقاف : 4 ] الذي يقابله قول هود { أن لا تعبدوا إلا الله } ثم قوله : { قل ما كنت بِدْعا من الرسل } [ الأحقاف : 9 ] الذي يقابله قوله : { وقد خَلَت النذُر من بين يديه ومن خلفه } ، ذلك كله بالموعظة بحال هود مع قومه . وسيقت أيضاً مساق الحجة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى عناد قومه بذكر مثال لحالهم مع رسولهم بحال عاد مع رسولهم . ولها أيضاً موقع التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم على ما تلقاه به قومه من العناد والبهتان لتكون موعظة وتسلية معا يأخذ كل منها ما يليق به .
ولا تجد كلمة أجمع للمعنيين مع كلمة { اذكر } لأنها تصلح لمعنى الذكر اللساني بأن يراد أن يذكر ذلك لقومه ، ولمعنى الذُكر بالضم بأن يتذكر تلك الحالة في نفسه وإن كانت تقدمت له وأمثالها لأن في التذكر مسلاة وإسوة كقوله تعالى : { اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد } في سورة ص ( 17 ( . وكلا المعنيين ناظر إلى قوله آنفاً قل ما كنت بدعاً من الرسل } فإنه إذا قال لهم ذلك تذكروا ما يعرفون من قصص الرسل مما قصّه عليهم القرآن من قبل وتذكر هو لا محالة أحوال رسل كثيرين ثم جاءت قصة هود مثالاً لذلك . ومشركو مكة إذا تذكروا في حالهم وحال عاد وجدوا الحالين متماثلين فيجدر بهم أن يخافوا من أن يصيبهم مثل ما أصابهم .
والاقتصار على ذكر عاد لأنهم أول الأمم العربية الذين جاءهم رسول بعد رسالة نوح العامة وقد كانت رسالة هود ورسالة صالح قبل رسالة إبراهيم عليهم السلام ، وتأتي بعد ذكر قصتهم إشارة إجمالية إلى أمم أخرى من العرب كذبوا الرسل في قوله تعالى : { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى } [ الأحقاف : 27 ] الآية .
وأخو عاد هو هود وتقدمت ترجمته في سورة الأعراف . وعبّر عنه هنا بوصفه دون اسمه العلَم لأن المراد بالذكر هنا ذكر التمثيل والموعظة لقريش بأنهم أمثال عاد في الإعراض عن دعوة رسول من أمتهم .
والأخ يراد به المشارك في نسب القبيلة ، يقولون : يا أخا بني فلان ، ويا أخا العرب ، وهو المراد هنا وقد يراد بها الملازم والمصاحب ، يقال : أخو الحرب وأخو عزمات . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة « أنت أخونا ومولانا » وهو المراد في قوله تعالى : { كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون } [ الشعراء : 160 ، 161 ] .
ولم يكن لوط من نسب قومه أهل سَدُوم .
و { إذْ أنذر } اسم للزمن الماضي ، وهي هنا نصب على البدل من أخا عاد ، أي اذكر زمن إنذاره قومه فهي بدل اشتمال . وذكر الإنذار هنا دون الدعوة أو الارسال لمناسبة تمثيل حال قوم هود بحال قوم محمد صلى الله عليه وسلم فهو ناظر إلى قوله تعالى في أول السورة { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } [ الأحقاف : 3 ] .
والأحقاف : جمع حِقْف بكسر فسكون ، وهو الرمل العظيم المستطيل وكانت هذه البلاد المسماة بالأحقاف منازل عاد وكانت مشرفة على البحر بين عمان وعدن . وفي منتهى الأحقاف أرض حضرموت ، وتقدم ذكر عاد عند قوله تعالى : { وإلى عاد أخاهم هودا } في سورة الأعراف ( 65 ( .
وجملة وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه } معترضة بين جملة { أنذر } وجملة { أن لا تعبدوا إلا الله } المفسرة بها . وقد فسرت جملة { أنذر } بجملة { لا تعبدوا إلا الله } الخ .
و ( أن ( تفسيرية لأن { أنذر } فيه معنى القول دون حروفه .
ومعنى { خلت النذر } سبقت النذر أي نذر رسل آخرين . والنذر : جمع نِذارة بكسر النون . و { من بين يديه ومن خلفه } بمعنى قريباً من زمانه وبعيداً عنه ، ف { مِن بين يديه } معناه القرب كما في قوله تعالى : { إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد } [ سبأ : 46 ] ، أي قبل العذاب قريباً منه قال تعالى : { وقروناً بين ذلك كثيراً } [ الفرقان : 38 ] ، وقال { ورسلاً لم نقصصهم عليك } [ النساء : 164 ] . وأما الذي من خلفه فنوح فقد قال هود لقومه { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } [ الأعراف : 69 ] ، وهذا مراعاة للحالة المقصود تمثيلها فهو ناظر إلى قوله تعالى : { قل ما كنت بِدْعا من الرسل } [ الأحقاف : 9 ] أي قد خلت من قبله رسل مثل ما خلت بتلك .
وجملة { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } تعليل للنهي في قوله : { أن لا تعبدوا إلا الله } ، أي إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم بسبب شرككم . وعذاب اليوم العظيم يحتمل الوعيد بعذاب يوم القيامة وبعذاب يوم الاستئصال في الدنيا ، وهو الذي عجّل لهم . ووصف اليوم بالعظم باعتبار ما يحدث فيه من الأحداث العظيمة ، فالوصف مجاز عقلي .
- إعراب القرآن : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
«وَ اذْكُرْ» الواو حرف استئناف وأمر فاعله مستتر «أَخا» مفعول به «عادٍ» مضاف إليه والجملة مستأنفة «إِذْ» بدل من أخا عاد «أَنْذَرَ» ماض «قَوْمَهُ» مفعول به والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «بِالْأَحْقافِ» متعلقان بمحذوف حال «وَ قَدْ» الواو حالية وقد حرف تحقيق «خَلَتِ النُّذُرُ» ماض وفاعله والجملة حال «مِنْ بَيْنِ» متعلقان بخلت «يَدَيْهِ» مضاف إليه «وَ مِنْ خَلْفِهِ» عطف على ما قبلهما «أَلَّا تَعْبُدُوا» أن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ولا ناهية ومضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف جر محذوف والجار والمجرور متعلقان بأنذر «أَلَّا» حرف حصر «اللَّهَ» مفعول به «إِنِّي» إن واسمها «أَخافُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة خبر إن والجملة الاسمية تعليل للعبادة «عَلَيْكُمْ» متعلقان بالفعل «عَذابَ»
مفعول به «يَوْمٍ» مضاف إليه «عَظِيمٍ» صفة.
- English - Sahih International : And mention [O Muhammad] the brother of 'Aad when he warned his people in the [region of] al-Ahqaf - and warners had already passed on before him and after him - [saying] "Do not worship except Allah Indeed I fear for you the punishment of a terrible day"
- English - Tafheem -Maududi : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(46:21) Recount to them the story of (Hud), the brother of (the tribe of) 'Ad. Hud warned his people beside the sand-dunes *25 ' and there have been other warners before him and since his time ' saying: 'Serve none but Allah. Verily I fear that the chastisement of an awesome day shall come upon you.'
- Français - Hamidullah : Et rappelle-toi le frère des 'Aad Hûd quand il avertit son peuple à Al-Ahqâf - alors qu'avant et après lui des avertisseurs sont passés - [en disant] N'adorez qu'Allah Je crains pour vous le châtiment d'un jour terrible
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und gedenke des Bruders der Ad' als er bei al-Ahqaf sein Volk warnte wo bereits Warner vor ihm und auch nach ihm dahingingen "Ihr sollt nur Allah dienen Gewiß ich fürchte für euch die Strafe eines gewaltigen Tages"
- Spanish - Cortes : Y recuerda al hermano de los aditas que advirtió a su pueblo en al- Ahqaf -y hubo otras advertencias antes y después de él- ¡No sirváis sino a Alá Temo por vosotros el castigo de un día terrible
- Português - El Hayek : Mencionalhes o irmão de Ad Hud que admoestou o seu povo nas dunas embora já tivesse havido admoestadoresantes e depois dele que lhes disseram Nada adoreis além de Deus porque temo por vós o castigo do dia aziago
- Россию - Кулиев : Помяни брата адитов Вот он предостерег свой народ среди барханов хотя перед ним и позади него уже были предостережения Не поклоняйтесь никому кроме Аллаха Воистину я боюсь что вас постигнут мучения в Великий день
- Кулиев -ас-Саади : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
Помяни брата адитов. Вот он предостерег свой народ среди барханов, хотя перед ним и позади него уже были предостережения: «Не поклоняйтесь никому, кроме Аллаха! Воистину, я боюсь, что вас постигнут мучения в Великий день».О Мухаммад! Помяни добрым словом брата адитов, то есть благородного пророка и посланника Худа, которого Всевышний удостоил чести проповедовать Его религию и разъяснять людям прямой путь. Он увещевал свой народ в местечке Ахкаф, что означает «барханы». Оно получило такое название, потому что располагалось посреди большой пустыни в Йемене. Худ не был первым из посланников и не принес на землю новое учение, а проповедовал то же, что и предыдущие посланники. Он велел своему народу поклоняться одному Аллаху, говорить правду и совершать похвальные поступки. Он запретил им поклоняться ложным богам и приравнивать их к Аллаху и пригрозил тем, кто ослушается его, страшным наказанием.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ad milletinin kardeşi Hud'u an; ondan önce ve sonra "Allah'tan başkasına kulluk etmeyin" diyen nice uyarıcılar gelip geçmişken Ahkaf bölgesindeki milletini uyarmış "Doğrusu sizin için büyük günün azabından korkuyorum" demişti
- Italiano - Piccardo : E ricorda il fratello degli Âd quando ammonì il suo popolo presso al'Ahqâf; vennero prima di lui e dopo di lui gli ammonitori Disse “Non adorate altri che Allah Temo per voi il castigo di un Giorno terribile”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی پێغهمبهر صلى الله عليه وسلم یادی براکهی قهومی عاد هود پێغهمبهر بکه کاتێک قهومهکهی بێدارکردنهوه لهدۆڵ و بیابانهکاندا مهبهست ناوچهی حچر موت ه بێگومان بێدار خهرهوهی زۆر لهپێش ئهو و دوای ئهویش تێپهریان کرد ههر ههموویان ئهوهیان بهخهڵکی ڕاگهیاندووه کهجگه لهخوا کهسی تر نهپهرستن بهڕاستی من دهترسم سزایهکی زۆر گهورهو بێ سنوورتان لهرۆژێکی سامناکدا بۆ پێش بێت
- اردو - جالندربرى : اور قوم عاد کے بھائی ہود کو یاد کرو کہ جب انہوں نے اپنی قوم کو سرزمین احقاف میں ہدایت کی اور ان سے پہلے اور پیچھے بھی ہدایت کرنے والے گزرچکے تھے کہ خدا کے سوا کسی کی عبادت نہ کرو۔ مجھے تمہارے بارے میں بڑے دن کے عذاب کا ڈر لگتا ہے
- Bosanski - Korkut : I spomeni brata Adovog kada je narod svoj u Ahkafu opominjao – a bilo je i prije njega i poslije njega poslanika "Klanjajte se samo Allahu ja zaista strahujem da ćete biti u mukama na Velikome danu" –
- Swedish - Bernström : OCH MINNS hur [stammen] Aads broder sedan [många] varnare passerat som han hade kännedom om och andra om vilka han var okunnig varnade sitt folk [som levde] i sanddynernas land "Dyrka ingen utom Gud Jag fruktar det straff [som annars kommer att drabba] er en olycksdiger Dag"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan ingatlah Hud saudara kaum 'Aad yaitu ketika dia memberi peringatan kepada kaumnya di Al Ahqaaf dan sesungguhnya telah terdahulu beberapa orang pemberi peringatan sebelumnya dan sesudahnya dengan mengatakan "Janganlah kamu menyembah selain Allah sesungguhnya aku khawatir kamu akan ditimpa azab hari yang besar"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
(Dan ingatlah saudara kaum Ad) yakni Nabi Hud a.s. (yaitu ketika) mulai lafal Idz dan seterusnya menjadi Badal Isytimal (dia memberi peringatan kepada kaumnya) maksudnya, mempertakuti mereka (di Al-Ahqaf) nama sebuah lembah tempat tinggal mereka yang terletak di negeri Yaman (dan sesungguhnya telah terdahulu beberapa orang pemberi peringatan) beberapa orang rasul (sebelumnya dan sesudahnya) sebelum Nabi Hud datang dan sesudahnya, kepada kaumnya masing-masing seraya mengatakan, ("Janganlah kalian menyembah selain Allah) jumlah Waqad Khalat merupakan jumlah Mu'taridhah, atau kalimat sisipan (sesungguhnya aku khawatir kalian) jika kalian menyembah kepada selain Allah (akan ditimpa azab hari yang besar.")
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আ’দ সম্প্রদায়ের ভাইয়ের কথা স্মরণ করুন তার পূর্বে ও পরে অনেক সতর্ককারী গত হয়েছিল সে তার সম্প্রদায়কে বালুকাময় উচ্চ উপত্যকায় এ মর্মে সতর্ক করেছিল যে তোমরা আল্লাহ ব্যতীত কারও এবাদত করো না। আমি তোমাদের জন্যে এক মহাদিবসের শাস্তির আশংকা করি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் 'ஆது' சமூகத்தாரின் சகோதரர் ஹூது திடமாகவே அவருக்கு முன்னரும் அவருக்குப் பின்னரும் எச்சரிக்கை செய்பவர்கள் இறை தூதர்கள் வந்திருக்கிறார்கள் அவர் தம் சமூகத்தாரை "அல்லாஹ்வையன்றி வேறு எதனையும் நீங்கள் வணங்காதீர்கள் நிச்சயமாக ஒரு கடுமையான நாளின் வேதனை உங்களுக்கு வரும் என்று நான் பயப்படுகிறேன்" என்று மணல் குன்றுகளிலிருந்து அச்சமூட்டி எச்சரிக்கை செய்தவை நபியே நீர் நினைவு கூர்வீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงรำลึกถึง ฮูด พี่น้องคนหนึ่งของพวกอ๊าด ขณะที่เขากล่าวเตือนหมู่ชนของเขาที่เนินเขาอัลอะฮิก๊อฟ และแน่นอน บรรดาผู้ตักเตือน ร่อซูล ก่อนหน้าเขาและภายหลังเขา ได้กล่าวตักเตือนว่า พวกท่านอย่าเคารพอิบาดะฮฺผู้ใดนอกจากอัลลอฮฺ แท้จริงฉันกลัวแทนพวกท่านถึงการลงโทษแห่งวันอันยิ่งใหญ่
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўз қавмини қум тепаликларда огоҳлантирган Однинг биродарини эсла Ва ҳолбуки ундан аввал ҳам кейин ҳам огоҳлантирувчилар ўтган У зотдан ўзгага ибодат қилманглар албатта мен улуғ кунда бошингизга тушадиган азобдан қўрқурман деб Однинг биродаридан мурод Пайғамбар Ҳуд алайҳиссаломдир У киши ўз қавми Одга Аллоҳ томонидан Пайғамбар қилиб юборилганлар Од қавми Боида арабларидан бўлиб асли Арабистон ярим оролининг жанубида Ҳазарамавт томонда баландлик–қумтепа жойларда яшаган Исмоил алайҳиссаломдан аввал ўтган арабларни Боида араблари дейилади
- 中国语文 - Ma Jian : 你纪念阿德人的弟兄吧!当时,他在沙丘警告他的宗族在他以前和以后,有许多警告者,确已逝去了他说:你们应该只崇拜真主,我的确怕你们遭受重大日的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Dan ingatlah peristiwa Nabi Hud saudara kaum Aad ketika ia memberi amaran kepada kaumnya yang tinggal di lembah "AlAhqaaf" sedang amarannya itu samalah seperti amaranamaran yang telah diberikan oleh Rasulrasul yang terdahulu daripadanya dan yang datang sesudahnya dengan berkata "Janganlah kamu menyembah melainkan Allah sesungguhnya aku bimbang kamu akan beroleh azab hari yang besar huruharanya"
- Somali - Abduh : Xusuuso Ree caad walaalkood Nabi huud markuu u digay qoomkiisii iyagoo daggan Axqaaf iyagoo Rasuullo wax u diga ka horreeyeen kana dambeeyeen isagoo ku dhihi Eebe mooyee wax kale ha caabudina waxaan idiinka yaabi caddibaad maalin wayn/
- Hausa - Gumi : Kuma ka ambaci ɗan'uwan Ãdãwa a lõkacin da ya yi gargaɗi ga mutãnensa a Tuddan Rairayi alhãli kuwa waɗansu mãsu gargaɗi sun shũɗe agaba gare shi da bãya gare shi da cẽwa "Kada ku bauta wa kõwa fãce Allah Lalle nĩ inã tsõrata muku azãbar yini mai girma"
- Swahili - Al-Barwani : Na mtaje ndugu wa kina A'di alipo waonya watu wake kwenye vilima vya mchanga Na kwa yakini waonyaji wengi walitokea kabla yake na baada yake kuwaambia Msimuabudu isipo kuwa Mwenyezi Mungu Hakika mimi nakukhofieni isikupateni adhabu ya siku iliyo kuu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kujtoje vëllain e Adit Hudin kur e paralajmëroi popullin e vet në Ahkaf e ka pasur paralajmërues edhe para tij edhe pas tij kur u tha atyre “Adhuronie vetëm Perëndinë Unë me të vërtetë druaj se do t’ju godet dënimi i Ditës së Madhe –
- فارسى - آیتی : برادر قوم عاد را به ياد بياور كه چون قوم خود را در احقاف بيم داد -و پيش از او پيامبرانى بودند و رفتند و پس از او پيامبرانى آمدند- كه جز خداى يكتا را نپرستيد كه من از عذاب روزى بزرگ بر شما بيمناكم.
- tajeki - Оятӣ : Бародари қавми Одро ба ёд биёвар, ки чун қавми худро дар Аҳқоф бим дод — ва пеш аз ӯ паёмбароне буданд ва рафтанду пас аз ӯ паёмбароне омаданд, — ки ғайри Худои якторо напарастед, ки ман аз азоби рӯзе бузург бар шумо метарсам.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) ئادنىڭ قېرىندىشى (يەنى ھۇد ئەلەيھىسسالام) نىڭ ئۆز قەۋمى بىلەن بولغان قىسسىسىنى بايان قىلغىن، ئۆز ۋاقتىدا ئۇ ئەھقاف (دېگەن يەر) دىكى قەۋمىنى (اﷲ نىڭ ئازابىدىن) ئاگاھلاندۇردى، ئۇنىڭدىن (يەنى ھۇدتىن) ئىلگىرى ۋە ئۇنىڭدىن كېيىن نۇرغۇن پەيغەمبەرلەر ئۆتتى. ئۇ (يەنى ھۇد) (قەۋمىنى ئاگاھلاندۇرۇپ) ئېيتتى: «سىلەر پەقەت اﷲ غىلا ئىبادەت قىلىڭلار، مەن ھەقىقەتەن سىلەرنىڭ (اﷲ تىن غەيرىيگە ئىبادەت قىلساڭلار) بۈيۈك كۈننىڭ ئازابىغا قېلىشىڭلاردىن قورقىمەن»
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആദിന്റെ സഹോദരന്റെ വിവരം അറിയിച്ചുകൊടുക്കുക. അഹ്ഖാഫിലെ തന്റെ ജനതക്ക് അദ്ദേഹം മുന്നറിയിപ്പ് നല്കിയ കാര്യം. മുന്നറിയിപ്പുകാര് അദ്ദേഹത്തിനു മുമ്പും പിമ്പും കഴിഞ്ഞുപോയിട്ടുണ്ട്. ആ മുന്നറിയിപ്പിതാ: അല്ലാഹുവിനല്ലാതെ മറ്റാര്ക്കും നിങ്ങള് വഴിപ്പെട്ട് ജീവിക്കരുത്. നിങ്ങളുടെ മേല് ഭീകരനാളിലെ ശിക്ഷ വന്നെത്തുമെന്ന് ഞാന് ഭയപ്പെടുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : واذكر ايها الرسول نبي الله هودا اخا عاد في النسب لا في الدين حين انذر قومه ان يحل بهم عقاب الله وهم في منازلهم المعروفه بـ "الاحقاف" وهي الرمال الكثيره جنوب الجزيره العربيه وقد مضت الرسل بانذار قومها قبل هود وبعده بان لا تشركوا مع الله شيئا في عبادتكم له اني اخاف عليكم عذاب الله في يوم يعظم هوله وهو يوم القيامه
*25) As the chiefs of the Quraish had a false pride of their superiority and exulted in their wealth and prosperity, the story of `Ad is being related to them about whom it was well known that they had been the mightiest people in Arabia.
Literally, Ahqaf (pl. of hiqf) are long dunes of sand less in height than mountains, but technically it is a name given to the southern-western part of the Arabian desert (Ar-Rub'ul-khali) which is wholly un-inhabited. Please see the map on page 672.
Ibn Ishaq says that the territory of 'Ad extended from 'Oman to Yaman, and the Qur'an tells us that they actually belonged to Al-Ahqaf from where they spread to the adjoining lands and subdued weak nations. 125 miles to the north of the present-day city of Makkah there is a place in Hadramaut, where the people have built a tomb to the Prophet Hud, and the place is well known as the Grave of Hud. A religious festival is held there on the 15th of Sha'ban and thousands of people from different parts of Arabia gather there annually. Although it is not historically established, the grave's being built there and the southern Arabs' visiting it in large numbers is at least a proof that local tradition regards this very territory as the land of `Ad. Besides, there are several nuns in Hadramaut which the natives still call by the name of Dar-'Ad (Abode of 'Ad).
From the present condition of Al-Ahqaf no one can even imagine that this land might have been the home of a mighty people boasting of magnificent civilization. Probably it was a green and fertile land thousands of years ago, and then the change of climate might have turned it into a sandy desert. Today it is a vast, wind-swept desert, and no one can dare go into its interior. In 1843 A.D. a Bavarian soldier was able to reach its southern edge. He says that if one looks down from the northern plateau of Hadramaut one can see this desert about a thousand feet in the depression. Here and there in it there are white areas where if a thing falls it goes on sinking into the sand and decays. The Arab Beduins fear this land and arc never willing to step into it at any cost. Once when the Bedouins were not ready to take him there, he went by himself. He says that the sand there is very fine powder, and when he threw a plummet into it from a distance, it sank into it within five minutes and the end of the line to which it was attached, also decayed.
For detailed information, sec:
Arabia and The Isles, Harold Ingrams, London, 1946.
The Unveiling of Arabia, R H. Kirnan, London, 1937.
The Empty Quarter. Philby. London, 1933.