- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِۦ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ۚ بل هو ما استعجلتم به ۖ ريح فيها عذاب أليم
- عربى - التفسير الميسر : فلما رأوا العذاب الذي استعجلوه عارضًا في السماء متجهًا إلى أوديتهم قالوا: هذا سحاب ممطر لنا، فقال لهم هود عليه السلام: ليس هو بعارض غيث ورحمة كما ظننتم، بل هو عارض العذاب الذي استعجلتموه، فهو ريح فيها عذاب مؤلم موجع.
- السعدى : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
{ فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي: العذاب { عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } أي: معترضا كالسحاب قد أقبل على أوديتهم التي تسيل فتسقي نوابتهم ويشربون من آبارها وغدرانها.
{ قَالُوا } مستبشرين: { هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا } أي: هذا السحاب سيمطرنا.
قال تعالى: { بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ } أي: هذا الذي جنيتم به على أنفسكم حيث قلتم: { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } { رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
- الوسيط لطنطاوي : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
ثم يجمل السياق بعد ذلك ما كان بين هود وقومه من جدال طويل ، ليصل إلى العذاب الذى استعجلوه فيقول : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ) والفاء فى قوله ( فَلَمَّا رَأَوْهُ . . . ) فصيحة .
والضمير فى قوله ( رَأَوْهُ ) يعود إلى ( مَّا ) فى قوله - تعالى - قبل ذلك : ( فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ) والمراد به العذاب .
قال الشوكانى : الضمير فى " رأوه " يرجع إلى " ما " فى قوله ( بِمَا تَعِدُنَآ ) . وقال المبرد والزجاج : الضمير فى " رأوه " يعود إلى غير مذكور ، وبينه قوله ( عَارِضاً ) ، فالضمير يعود إلى السحاب . أى : فلما رأوا السحاب عارضا ، فعارضا نصب على التكرير ، أى : التفسير . وسمى الحساب عارضا لأنه يبدو فى عرض السماء . قال الجوهرى : العارض : السحاب يعترض فى الأفق .
والمعنى : وأتى العذاب الذى استعجله قوم هود إليهم ، فلما رأوه بأعينهم ، متمثلا فى سحاب يظهر فى أفق السماء ، ومتجها نحو أوديتهم ومساكنهم .
( قَالُواْ ) وهم يجهلون أنه العذاب الذى استعجلوه ( هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ) أى : هذا سحاب ننتظر من ورائه المطر الذى ينفعنا . .
قيل : إنها حبس عنهم المطر لفترة طويلة ، فلما رأوا السحاب فى أفق السماء ، استبشروا وفرحوا وقالوا : ( هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ) .
وهنا جاءهم الرد على لسان هود بأمر ربه ، فقال لهم : ( بَلْ هُوَ مَا استعجلتم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
أى : قال لهم هود - عليه السلام - ليس الأمر كما توقعتم من أن هذا العارض سحاب تنزل منه الأمطار عليكم ، بل الحق أن هذا العارض هو العذاب الذى استعجلتم نزوله ، وهو يتمثل فى ريح عظيمة تحمل العذاب المهلك الأليم لكم .
فقوله : ( رِيحٌ ) يصح أن يكون بدلا من " ما " أو من " هو " فى قوله ( بَلْ هُوَ مَا استعجلتم ) كما يصح أن يكون خبر المبتدأ محذوف ، وجملة ( فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) صفة لقوله : ( رِيحٌ ) .
- البغوى : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
( فلما رأوه ) يعني ما يوعدون به من العذاب ( عارضا ) سحابا يعرض أي يبدو في ناحية من السماء ثم يطبق السماء ( مستقبل أوديتهم ) فخرجت عليهم سحابة سوداء من واد لهم يقال له : " المغيث " وكانوا قد حبس عنهم المطر ، فلما رأوها استبشروا ( قالوا هذا عارض ممطرنا ) يقول الله تعالى : ( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ) فجعلت الريح تحمل الفسطاط وتحمل الظعينة حتى ترى كأنها جرادة .
- ابن كثير : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
قال الله تعالى : ( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم ) أي : لما رأوا العذاب مستقبلهم ، اعتقدوا أنه عارض ممطر ، ففرحوا واستبشروا به ، وقد كانوا ممحلين محتاجين إلى المطر ، قال الله تعالى : ( بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ) أي : هو العذاب الذي قلتم : ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين )
- القرطبى : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
فلما رأوه عارضا قال المبرد : الضمير في رأوه يعود إلى غير مذكور ، وبينه قوله : عارضا فالضمير يعود إلى السحاب ، أي : فلما رأوا السحاب عارضا . فعارضا نصب على التكرير ، سمي بذلك لأنه يبدو في عرض السماء . وقيل : نصب على الحال . وقيل : يرجع الضمير إلى قوله : فأتنا بما تعدنا فلما رأوه حسبوه سحابا يمطرهم ، وكان المطر قد أبطأ عنهم ، فلما رأوه مستقبل أوديتهم استبشروا . وكان قد جاءهم من واد جرت العادة أن ما جاء منه يكون غيثا ، قاله ابن عباس وغيره . قال الجوهري : والعارض السحاب يعترض في الأفق ، ومنه قوله تعالى : هذا عارض ممطرنا أي : ممطر لنا ; لأنه معرفة لا يجوز أن يكون صفة لعارض وهو نكرة . والعرب إنما تفعل مثل هذا في الأسماء المشتقة من الأفعال دون غيرها . قال جرير :
يا رب غابطنا لو كان يطلبكم لاقى مباعدة منكم وحرمانا
ولا يجوز أن يقال : هذا رجل غلامنا . وقال أعرابي بعد الفطر : رب صائمة لن تصومه ، وقائمة لن تقومه ، فجعله نعتا للنكرة وأضافه إلى المعرفة .
قلت : قوله : ( لا يجوز أن يكون صفة لعارض ) خلاف قول النحويين ، والإضافة في تقدير الانفصال ، فهي إضافة لفظية لا حقيقية ; لأنها لم تفد الأول تعريفا ، بل الاسم نكرة على حاله ، فلذلك جرى نعتا على النكرة . هذا قول النحويين في الآية والبيت . ونعت النكرة نكرة . و ( رب ) لا تدخل إلا على النكرة .
بل هو أي قال هود لهم . والدليل عليه قراءة من قرأ ( قال هود بل هو ) وقرئ ( قل بل ما استعجلتم به هي ريح ) أي : قال الله : قل بل هو ما استعجلتم به ، ويعني قولهم : فأتنا بما تعدنا ريح فيها عذاب أليم والريح التي عذبوا بها نشأت من ذلك السحاب الذي رأوه ، وخرج هود من بين أظهرهم ، فجعلت تحمل الفساطيط وتحمل الظعينة فترفعها كأنها جرادة ، ثم تضرب بها الصخور . قال ابن عباس : أول ما رأوا العارض قاموا فمدوا أيديهم ، فأول ما عرفوا أنه عذاب رأوا ما كان خارجا من ديارهم من الرجال والمواشي تطير بهم الريح ما بين السماء والأرض مثل الريش ، فدخلوا بيوتهم وأغلقوا أبوابهم ، فقلعت الريح الأبواب وصرعتهم ، وأمر الله الريح فأمالت عليهم الرمال ، فكانوا تحت الرمال سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، ولهم أنين ، ثم أمر الله الريح فكشف عنهم الرمال واحتملتهم فرمتهم في البحر ، فهي التي قال الله تعالى فيها : تدمر كل شيء بأمر ربها أي : كل شيء مرت عليه من رجال عاد وأموالها . قال ابن عباس : أي : كل شيء بعثت إليه .
- الطبرى : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)
يقول تعالى ذكره: فلما جاءهم عذاب الله الذي استعجلوه, فرأوه سحابا عارضا في ناحية من نواحي السماء ( مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ) والعرب تسمي السحاب الذي يُرَى في بعض أقطار السماء عشيا, ثم يصبح من الغد قد استوى, وحبا بعضه إلى بعض عارضا, وذلك لعرضه في بعض أرجاء السماء حين نشأ, كما قال الأعشى:
يـا مـن يَـرَى عارضا قَدْ بِتُّ أرْمُقُهُ
كأنَّمَـا الْـبَرْقُ فـي حافاتِـهِ الشُّـعَلُ (3)
( قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) ظنا منهم برؤيتهم إياه أن غيثا قد أتاهم يَحيون به, فقالوا: هذا الذي كان هودٌ يعدنا, وهو الغيث.
كما حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ )... الآية, وذُكر لنا أنهم حبس عنهم المطر زمانا, فلما رأوا العذاب مقبلا( قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) . وذُكر لنا أنهم قالوا: كذب هود كذب هود; فلما خرج نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم الله فشامه, قال: ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا سلمة, عن ابن إسحاق, قال: ساق الله السحابة السوداء التي اختار قَيْلُ ابن عنـز بما فيها من النقمة إلى عاد, حتى تخرج عليهم من واد لهم يقال له المغيث, فلما رأوها استبشروا( قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) : يقول الله عزّ وجلّ: ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
وقوله ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم هود لقومه لما قالوا له عند رؤيتهم عارض العذاب, قد عرض لهم في السماء هذا عارض ممطرنا نحيا به, ما هو بعارض غيث, ولكنه عارض عذاب لكم, بل هو ما استعجلتم به: أي هو العذاب الذي استعجلتم به, فقلتم: فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ( رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) والريح مكرّرة على ما في قوله ( هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ) كأنه قيل: بل هو ريح فيها عذاب أليم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن أبي إسحاق, عن عمرو بن ميمون, قال: كان هود جلدا في قومه, وإنه كان قاعدا في قومه, فجاء سحاب مكفهرّ,( قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) فَقَالَ : ( بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) قال: فجاءت ريح فجعلت تلقي الفسطاط, وتجيء بالرجل الغائب فتلقيه.
حدثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن جدّه, قال: قال سليمان, ثنا أبو إسحاق, عن عمرو بن ميمون, قال: لقد كانت الريح تحمل الظعينة فترفعها حتى تُرى كأنها جرادة.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ )... إلى آخر الآية, قال: هي الريح إذا أثارت سحابا,( قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ) , فقال نبيهم: بل ريح فيها عذاب أليم.
- ابن عاشور : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24(الفاء لتفريع بقية القصة على ما ذكر منها ، أي فلما أراد الله إصابتهم بالعذاب ورأوهُ عارض قالوا : { هذا عارض } إلى آخره ، ففي الكلام تقدير يدل عليه السياق ، ويسمى التفريع فيه فصيحة ، وقد طوي ذكر ما حدث بين تكذيبهم هوداً وبين نزول العذاب بهم ، وذكر في كتب تاريخ العرب أنهم أصابهم قحط شديد سنين ، وأن هوداً فارقهم فخرج إلى مكة ومات بها ، وقد قيل إنه دفن في الحِجر حول الكعبة ، وتقدم في سورة الحجر .
وقولهم : { هذا عارض ممطرنا } يشير إلى أنهم كانوا في حاجة إلى المطر . وورد في سورة هود ( 52 ( قول هود لهم : { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يُرسِل السماء عليكم مدراراً } وقصتهم مبسوطة في تفسيرنا لسورة هود .
وضمير رأوه } عائد إلى { ما تعَدِنا } [ الأحقاف : 22 ] ، وهو العذاب . وأطلق على المرئي ضمير العذاب لأن المَرئِي سبب العذاب وهو ما حملته الريح . و { عارضاً } حال منه ، والعارض : السحاب الذي يعترض جو السماء أي رأوه كالعارض . وليس المراد عارض المطر لأنه ليس كذلك وكيف قد أبطل قولهم : { هذا عارض ممطرنا } بقوله : { بل هو ما استعجلتم به ريح } . و { مستقبل أوديتهم } نعت ل { عارضاً } .
والاستقبال : التوجه قبالة الشيء ، أي سائراً نحو أوديتهم .
وأودية : جمع وادٍ جمعاً نادراً مثل نادٍ وأندية . ويطلق الواد على محلة القوم ونزلهم إطلاقاً أغلبياً لأنّ غالب منازلهم في السهول ومقارّ المياه . وفي حديث سعد بن معاذ بمكة بعد الهجرة وما جرى بينه وبين أبي جهل من تحاور ورفع صوته على أبي جهل فقال له أمية : لا ترفع صوتك على أبي الحكم سَيِّد أهل الوادي . وجمع الأودية باعتبار كثرة منازلهم وانتشارها .
والعارض في قولهم : { هذا عارض ممطرنا } : السحاب العظيم الذي يعرض في الأفق كالجبل ، و { ممطرنا } نعت ل { عارض } .
وقوله : { بل هو ما استعجلتم به } مقول لقول محذوف ، يجوز أن يكون من قول هود إن كان هود بين ظَهرانيهم ولم يكن خرج قبل ذلك إلى مكة أو هو من قول بعض رجالهم رأى مخائل الشرّ في ذلك السحاب . قيل : القائل هو بكر بن معاوية من قوم عاد . قال لما رآه : «إني لأَرى سحاباً مرمداً لا تدع من عاد أحداً» لعله تبين له الحق من إنذار هود حين رأى عارضاً غير مألوف ولم ينفعه ذلك بعد أن حلّ العذاب بهم ، أو كان قد آمن من قبل فنجّاه الله من العذاب بخارق عادة . وإنّما حذف فعل القول لتمثيل قائل القول كالحاضر وقت نزول هذه الآية ، وقد سمع كلامهم وعلم غرورهم فنطق بهذا الكلام ترويعاً لهم . وهذا من استحضار الحالة العجيبة كقول مالك بن الريب :
دعاني الهوى من أهل وُدِّي وجِيرتي ... بذي الشَّيِّطَيْن فالتفتُّ ورائيا
فتخيل داعياً يدعوه فالتفت ، وهذا من التخيّل في الكلام البليغ .
وجعل العذاب مظروفاً في الريح مبالغة في التسبب لأن الظرفيّة أشدّ ملابسة بين الظرف والمظروف من ملابسة السبب والمسبب .
- إعراب القرآن : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
«فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف وما ظرفية شرطية غير جازمة «رَأَوْهُ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «عارِضاً» حال منصوبة «مُسْتَقْبِلَ» صفة عارضا «أَوْدِيَتِهِمْ» مضاف إليه «قالُوا» ماض وفاعله والجملة جواب الشرط لا محل لها «هذا عارِضٌ» مبتدأ وخبره والجملة الاسمية مقول القول «مُمْطِرُنا» صفة عارض «بَلْ» حرف إضراب «هُوَ مَا» مبتدأ وخبره والجملة الاسمية مقول قول محذوف «اسْتَعْجَلْتُمْ» ماض وفاعله «بِهِ» متعلقان بالفعل والجملة صلة «رِيحٌ» بدل من ما «فِيها» جار ومجرور خبر مقدم «عَذابٌ» مبتدأ مؤخر «أَلِيمٌ» صفة والجملة الاسمية صفة ريح.
- English - Sahih International : And when they saw it as a cloud approaching their valleys they said "This is a cloud bringing us rain" Rather it is that for which you were impatient a wind within it a painful punishment
- English - Tafheem -Maududi : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ(46:24) When they saw the scourge advancing towards their valleys, they said: 'This is a cloud that will bring much rain to us.' 'By no means; *28 it is what you had sought to hasten ' a wind-storm bearing a grievous chastisement
- Français - Hamidullah : Puis voyant un nuage se dirigeant vers leurs vallées ils dirent; Voici un nuage qui nous apporte de la pluie Au contraire c'est cela même que vous cherchiez à hâter C'est un vent qui contient un châtiment douloureux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Als sie es als sich ausbreitende Wolke sahen die auf ihre Täler zukam sagten sie "Das ist eine sich ausbreitende Wolke die uns Regen bringt" - "Nein Vielmehr ist es das was ihr zu beschleunigen gewünscht habt ein Wind in dem es schmerzhafte Strafe gibt
- Spanish - Cortes : Cuando lo vieron como una nube que se dirigía a sus valles dijeron Es una nube que nos trae la lluvia ¡No Es más bien aquello cuya venida reclamabais un viento que encierra un castigo doloroso
- Português - El Hayek : Mas quando viram aquilo o castigo como nuvens avançando sobre os seus vales disseram Esta é uma nuvem dechuva Retrucoulhes Qual É a calamidade que desejastes fosse apressada; um vento que encerra um doloroso castigo
- Россию - Кулиев : Когда же они увидели его наказание в виде тучи надвигающейся на их долины они сказали Это - туча которая прольет на нас дождь О нет Вот то что вы торопили - ветер несущий с собой мучительные страдания
- Кулиев -ас-Саади : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
Когда же они увидели его (наказание) в виде тучи, надвигающейся на их долины, они сказали: «Это - туча, которая прольет на нас дождь». О нет! Вот то, что вы торопили, - ветер, несущий с собой мучительные страдания.Всевышний наказал их за неверие и беззаконие и наслал на них ураган, который уничтожил и погубил их. Когда они увидели, что к их долинам приближается туча, то решили, что скоро пойдет сильный дождь, который оросит их поля и наполнит водой колодцы и ручьи, из которых они пили воду. Они радовались и ликовали, но пророк Худ сказал: «О нет! Это - лютая кара, которую вы торопили. Это - ураган, который влечет мучительное наказание и губит все на своем пути». Всевышний сказал: «Он заставил его бушевать над ними в течение семи ночей и восьми дней без перерыва, и ты мог бы увидеть людей, которые были повержены, словно рухнувшие сгнившие пальмовые стволы» (69:7).
- Turkish - Diyanet Isleri : O azabın yayılarak vadilerine doğru yöneldiğini gördüklerinde "Bu yaygın bulut bize yağmur yağdıracaktır" dediler Hud "Hayır o acele beklediğiniz şeydir; can yakıcı azap veren bir rüzgardır; Rabbinin buyruğu ile her şeyi yok eder" dedi Bunun üzerine evlerinin harabelerinden başka bir şey görünmez oldu Biz suçlu milleti işte böyle cezalandırırız
- Italiano - Piccardo : Quando videro una densa nuvola dirigersi verso le loro valli dissero “Ecco una nuvola sta per piovere” No è proprio quello che cercavate di affrettare è un vento che porta seco un doloroso castigo
- كوردى - برهان محمد أمين : جا کاتێک پهڵه ههورێکیان بینی ڕووی کردۆته دۆڵ و ناوچهکهیان دڵیان خۆشبوو وتیان ئهمهبارانی پێیه بۆمان نهخێر وانیه بهڵکو ئهوهئهو کارهساتهیه پهلهتانهپێش بێت ڕهشهبایهکی توند کهسزایهکی بهئازارو بهئێشی پێیه
- اردو - جالندربرى : پھر جب انہوں نے اس عذاب کو دیکھا کہ بادل کی صورت میں ان کے میدانوں کی طرف ارہا ہے تو کہنے لگے یہ تو بادل ہے جو ہم پر برس کر رہے گا۔ نہیں بلکہ یہ وہ چیز ہے جس کے لئے تم جلدی کرتے تھے یعنی اندھی جس میں درد دینے والا عذاب بھرا ہوا ہے
- Bosanski - Korkut : I kad ugledaše na obzorju oblak koji se prema dolinama njihovim kretao povikaše "Ovaj nam oblak kišu donosi" – "Ne to je ono što ste požurivali vjetar koji vam bolnu patnju nosi
- Swedish - Bernström : Och när de såg [straffet som] en molnbank [vid horisonten] som rörde sig i riktning mot deras dalar ropade de [glatt] "Se ett moln Det skall ge oss regn" [Hud sade] "Nej detta är straffet som ni så otåligt bad om en stormvind som för med sig svårt lidande
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka tatkala mereka melihat azab itu berupa awan yang menuju ke lembahlembah mereka berkatalah mereka "Inilah awan yang akan menurunkan hujan kepada kami" Bukan bahkan itulah azab yang kamu minta supaya datang dengan segera yaitu angin yang mengandung azab yang pedih
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
(Maka tatkala mereka melihat azab itu) (berupa awan) atau mendung yang muncul di cakrawala langit (menuju ke lembah-lembah mereka, berkatalah mereka, "Inilah awan yang akan menurunkan hujan kepada kami) maksudnya, awan yang membawa hujan buat kami, Allah swt. berfirman, ('Bahkan itulah azab yang kalian minta supaya datang dengan segera) maksudnya, azab itu yang kalian minta agar disegerakan datangnya (yaitu berupa angin) lafal Riihun menjadi Badal dari lafal Maa (yang mengandung azab yang pedih) yang menyakitkan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতঃপর তারা যখন শাস্তিকে মেঘরূপে তাদের উপত্যকা অভিমুখী দেখল তখন বলল এ তো মেঘ আমাদেরকে বৃষ্টি দেবে। বরং এটা সেই বস্তু যা তোমরা তাড়াতাড়ি চেয়েছিলে। এটা বায়ু এতে রয়েছে মর্মন্তুদ শাস্তি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆனால் அவர்களோ அவர்களுக்கு அனுப்பப்பட்ட வேதனை அவர்கள் இருந்த பள்ளத்தாக்குகளை நோக்கி மேகமாக வருவதைக் கண்டதும் "இது நமக்கு மழையைப் பொழியும் மேகமாகும்" எனக் கூறினார்கள்; "அப்படியல்ல இது நீங்கள் எதற்காக அவசரப்பட்டீர்களோ அதுதான்; இது கொடுங்காற்று இதில் நோவினை செய்யும் வேதனை இருக்கிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ครั้นเมื่อพวกเขาเห็นเมฆทึบเคลื่อนมายังที่ราบลุ่มในหมู่บ้านของพวกเขา พวกเขากล่าวว่า นี่คือเมฆที่จะให้น้ำฝนแก่เรา เปล่าเลยมันคือสิ่งที่พวกเจ้าเร่งขอให้เกิด มันคือลมพายุ ในนั้นมีการลงโทษอันเจ็บปวด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уазобнинг водийлари томон кўндаланг бўлиб юрганини кўришганда бу кўндаланг бўлувчи бизга ёмғир ёғдирур дедилар Йўқ Бу ўзингиз орзиқиб сўраган нарса аламли азоби бор бўрондир
- 中国语文 - Ma Jian : 他们看见天边有一朵云,向着他们的山谷移动,他们说:这朵云会降雨给我们。不然,这是你们要求早日实现的,这是狂风,其中有痛苦的刑罚。
- Melayu - Basmeih : Maka apabila mereka melihat azab itu sebagai awan yang menghala ke lembahlembah mereka mereka berkata "Ini ialah awan yang akan membawa hujan kepada kita" Mendengarkan katakata yang demikian Nabi Hud berkata "Tidak Bahkan itulah azab yang kamu minta disegerakan kedatangannya iaitu angin yang membawa azab seksa yang tidak terperi sakitnya;
- Somali - Abduh : Markay Gaaladii Reer caad arkeen caddibaaddii Sida daruur oo Toggooda soo qaabishay waxay dheheen waa Daruur nawaraabinaysa Ma aha ee waa waxaad dadajisanayseen inuu timaaddo oo caddibaad ah waana dabayl caddibaad darani ku jirto
- Hausa - Gumi : To a lõkacin da suka ga azãbar kumar hadari mai fuskantar rãfukansu suka ce "Wannan hadari ne mai yi mana ruwa Ã'a shĩ na abin da kuke nẽman gaggawar saukarsa; Iska ce a cikinta akwai wata azaba mai raɗaɗi
- Swahili - Al-Barwani : Basi walipo liona wingu likielekea kwenye mabonde yao walisema Wingu hili la kutunyeshea mvua Kumbe sivyo haya ni hayo mliyo yahimiza upepo ambao ndani yake imo adhabu chungu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E kur e panë atë rénë – dënimin që u duk dhe që vinte në drejtim të luginave të tyre thanë “Kjo ré na sjell shiun neve” – E Hudi tha “Jo kjo është ajo që ju e keni shpejtuar frymë në të cilën ka dënim të dhembshëm
- فارسى - آیتی : چون ابرى ديدند كه از جانب رودخانههاشان مىآيد، گفتند: اين ابرى بارانزاست. نه، اين همان چيزى است كه آن را به شتاب مىطلبيديد. باد است و در آن باد عذابى دردآور،
- tajeki - Оятӣ : Чун абре диданд, ки аз ҷониби рӯдхонаҳошон меояд, гуфтанд: «Ин абре боронзост». На ин ҳамон чизест, ки онро ба шитоб металабидед. Бод аст ва дар он бод азобе дардовар,
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار ئۆزلىرىنىڭ ۋادىسىغا سۈرۈلۈۋاتقان بۇلۇتنى كۆرۈپ: «مانا بۇ بىزگە يامغۇر ياغدۇرغۇچى بۇلۇتتۇر» دېيىشتى. (ھۇد ئېيتتى) «ئۇنداق ئەمەس، ئۇ سىلەر بالدۇرراق ئىشقا ئېشىشىنى تەلەپ قىلغان نەرسىدۇر، ئۇ بىر بوران بولۇپ، ئۇنىڭ ئىچىدە قاتتىق ئازاب بار
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അങ്ങനെ ആ ശിക്ഷ ഒരിരുണ്ട മേഘമായി തങ്ങളുടെ താഴ്വരയുടെ നേരെ വരുന്നത് കണ്ടപ്പോള് അവര് പറഞ്ഞു: "നമുക്കു മഴ തരാന് വരുന്ന മേഘം!" എന്നാല് നിങ്ങള് ധൃതി കൂട്ടിക്കൊണ്ടിരുന്ന കാര്യമാണിത്. നോവേറിയ ശിക്ഷയുടെ കൊടുങ്കാറ്റ്!
- عربى - التفسير الميسر : فلما راوا العذاب الذي استعجلوه عارضا في السماء متجها الى اوديتهم قالوا هذا سحاب ممطر لنا فقال لهم هود عليه السلام ليس هو بعارض غيث ورحمه كما ظننتم بل هو عارض العذاب الذي استعجلتموه فهو ريح فيها عذاب مولم موجع
*28) Here, there is no indication as to who gave them this answer. However, the style shows explicitly that this was the answer they were given by the existing conditions. They thought it was a cloud which was coming to give rain to their valleys, but in reality it was a windstorm that was coming on to completely exterminate them.