- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ مَكَّنَّٰهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّٰكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَٰرًا وَأَفْـِٔدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُهُمْ وَلَآ أَفْـِٔدَتُهُم مِّن شَىْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسْتَهْزِءُونَ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون
- عربى - التفسير الميسر : ولقد يسَّرنا لعاد أسباب التمكين في الدنيا على نحوٍ لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش، وجعلنا لهم سمعًا يسمعون به، وأبصارًا يبصرون بها، وأفئدة يعقلون بها، فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم، فلم تغن عنهم شيئًا إذ كانوا يكذِّبون بحجج الله، ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه. وهذا وعيد من الله جل شأنه، وتحذير للكافرين.
- السعدى : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
هذا مع أن الله تعالى قد أدر عليهم النعم العظيمة فلم يشكروه ولا ذكروه ولهذا قال: { وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ } أي: مكناهم في الأرض يتناولون طيباتها ويتمتعون بشهواتها
وعمرناهم عمرا يتذكر فيه من تذكر، ويتعظ فيه المهتدي، أي: ولقد مكنا عادا كما مكناكم يا هؤلاء المخاطبون أي: فلا تحسبوا أن ما مكناكم فيه مختص بكم وأنه سيدفع عنكم من عذاب الله شيئا، بل غيركم أعظم منكم تمكينا فلم تغن عنهم أموالهم ولا أولادهم ولا جنودهم من الله شيئا.
{ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً } أي: لا قصور في أسماعهم ولا أبصارهم ولا أذهانهم حتى يقال إنهم تركوا الحق جهلا منهم وعدم تمكن من العلم به ولا خلل في عقولهم ولكن التوفيق بيد الله. { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ } لا قليل ولا كثير، وذلك بسبب أنهم { يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ } الدالة على توحيده وإفراده بالعبادة.
{ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي: نزل بهم العذاب الذي يكذبون بوقوعه ويستهزئون بالرسل الذين حذروهم منه.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
ولم تكتف السورة الكريمة بعرض مصارع هؤلاء المجرمين ، الذين لا يخفى أمرهم على المشركين المعاصرين للنبى - صلى الله عليه وسلم - بل أخذت فى تذكير هؤلاء المشركين ، بما يحملهم على الزيادة من العظة والعبرة لو كانوا يعقلون ، فقال - تعالى - : ( وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً ) .
و " ما " فى قوله : ( فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) موصولة . و " إن " نافية . أى : والله لقد مكنا قوم هود وغيرهم من الأقوام السابقين عليكم - يا أهل مكة فى الذى لم نمكنكم فيه ، بأن جعلناهم أشد منكم قوة ، وأكثر جمعا ، وأعطيناهم من فضله أسماعا وأبصارا وأفئدة .
فالمقصود من الاية بيان أن المشركين السابقين ، أعطاهم الله - تعالى - من الأموال والأولاد والقوة . . أكثر مما أعطى الكافرين المعاصرين للنبى - صلى الله عليه وسلم - .
ولكن هؤلاء الطغاة السابقين لما لم يشكروا الله - تعالى - على نعمه كانت عاقبتهم الهلاك ، كما يدل عليه قوله - سبحانه - بعد ذلك : ( فَمَآ أغنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ ) .
أى : أعطيناهم من النعم ما لم نعطكم يا أهل مكة ، ولكنهم لما لم يشكرونا على نعمنا ، ولم يستعملوها فى طاعتنا ، أخذناهم أخذ عزيز مقتدر ، دون أن تنفعهم شيئا أسماعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم ، حين نزل بهم عذابنا ، بل كل ما بين أيديهم من قوة ومن نعم ذهب أدراج الرياح وصار معهم هباء منثورا .
و " من " فى قوله : ( مِّن شَيْءٍ ) لتأكيد عدم الإِغناء . أى : ما أغنت عنهم شيئا حتى ولو كان هذا الشئ فى غاية القلة والحقارة .
ثم بين - سبحانه - أن ما أصابهم من دمار كان بسبب جحودهم للحق واستهزائهم به ، فقال : ( إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ الله وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) .
أى : هذا الهلاك والدمار الذى حاق بهم ، كان بسبب جحودهم لآيات الله الدالة على وحدانيته وكمال قدرته ، واستهزائهم بما جاءهم به رسلهم من الحق .
ومن الآيات القرآنية التى وردت فى هذا المعنى ، قوله - تعالى - : ( فَأَهْلَكْنَآ أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً ومضى مَثَلُ الأولين ) وقوله - سبحانه - ( أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ كانوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأرض فَمَآ أغنى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )
- البغوى : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
( ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ) يعني فيما لم نمكنكم فيه من قوة الأبدان وطول العمر وكثرة المال .
قال المبرد : " ما " في قوله " فيما " بمنزلة الذي ، و " إن " بمنزلة ما ، وتقديره : ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه . ( وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) .
- ابن كثير : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
يقول تعالى : ولقد مكنا الأمم السالفة في الدنيا من الأموال والأولاد ، وأعطيناهم منها ما لم نعطكم مثله ولا قريبا منه ، ( وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) أي : وأحاط بهم العذاب والنكال الذي كانوا يكذبون به ويستبعدون وقوعه ، أي : فاحذروا أيها المخاطبون أن تكونوا مثلهم ، فيصيبكم مثل ما أصابهم من العذاب في الدنيا والآخرة .
- القرطبى : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
قوله تعالى : ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه قيل : إن إن زائدة ، تقديره ولقد مكناكم فيما مكناكم فيه . وهذا قول القتبي . وأنشد الأخفش :
يرجي المرء ما إن لا يراه وتعرض دون أدناه الخطوب
وقال آخر [ فروة بن مسيك المرادي ] :
فما إن طبنا جبن ولكن منايانا ودولة آخرينا
وقيل : إن ما بمعنى الذي . وإن بمعنى ما ، والتقدير ولقد مكناهم في الذي ما مكناكم فيه ، قاله المبرد . وقيل : شرطية وجوابها مضمر محذوف ، والتقدير ولقد مكناهم في ما إن مكناكم فيه كان بغيكم أكثر وعنادكم أشد ، وتم الكلام .
ثم ابتدأ فقال : وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة يعني قلوبا يفقهون بها . فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء من عذاب الله . إذ كانوا يجحدون يكفرون بآيات الله وحاق بهم أحاط بهم ما كانوا به يستهزئون .
- الطبرى : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)
يقول تعالى ذكره لكفار قريش: ولقد مكنَّا أيها القوم عادا الذين أهلكناهم بكفرهم فيما لم نمكنكم فيه من الدنيا, وأعطيناهم منها الذي لم نعطكم منهم من كثرة الأموال, وبسطة الأجسام, وشدّة الأبدان.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثني أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) يقول: لم نمكنكم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ ) : أنبأكم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم.
وقوله ( وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا ) يسمعون به مواعظ ربهم, وأبصارا يبصرون بها حجج الله, وأفئدة يعقلون بها ما يسرّهم وينفعهم ( فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ ) يقول: فلم ينفعهم ما أعطاهم من السمع والبصر والفؤاد إذ لم يستعملوها فيما أعطوها له, ولم يعملوها فيما ينجيهم من عقاب الله, ولكنهم استعملوها فيما يقرّبهم من سخطه ( إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ) يقول: إذ كانوا يكذّبون بحجج الله وهم رُسله, وينكرون نبوّتهم ( وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) يقول: وعاد عليهم ما استهزءوا به, ونـزل بهم ما سخروا به, فاستعجلوا به من العذاب, وهذا وعيد من الله جلّ ثناؤه لقريش, يقول لهم: فاحذروا أن يحلّ بكم من العذاب على كفركم بالله وتكذيبكم رسله, ما حلّ بعاد, وبادروا بالتوبة قبل النقمة.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26(
هذا استخلاص لموعظة المشركين بمَثَل عاد ، ليعلموا أن الذي قدَر على إهلاك عاد قادر على إهلاك مَن هم دونهم في القوة والعدد ، وليعلموا أن القوم كانوا مثلهم مستجمعين قوى العقل والحسّ وأنهم أهملوا الانتفاع بقواهم فجحدوا بآيات الله واستهزؤوا بها وبوعيده فحاق بهم ما كانوا يستهزئون به ، وقريش يعلمون أن حالهم مثل الحال المحكيّة عن أولئك فليتهيّأوا لما سيحلّ بهم . ولإفادة هذا الاستخلاص غُيّر أسلوب الكلام إلى خطاب المشركين من أهل مكة ، فالجملة في موضع الحال من واو الجماعة في { قالوا أجئتنا } [ الأحقاف : 22 ] والخبر مستعمل في التعجيب من عدم انتفاعهم بمواهب عقولهم . وتأكيد هذا الخبر بلام القسم مع أن مفاده لا شك فيه مصروف إلى المبالغة في التعجيب .
والتمكين : إعطاء المَكِنة ( بفتح الميم وكسر الكاف ( وهي القدرة والقوة . يقال : مكُن من كذا وتمكن منه ، إذا قدر عليه . ويقال : مكَّنه في كذا ، إذا جعل له القدرة على مدخول حرف الظرفية فيفسر بما يليق بذلك الظرف قال تعالى : { مكنّاهم في الأرض ما لم نمكن لهم } في سورة الأنعام ( 6 ( .
فالمعنى : جعلنا لهم القدرة في الذي لم نمكنكم فيه ، أي من كل ما يمكّن فيه الأقوام والأمم ، وتقدم عند قوله تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكَّنَّاهم في الأرض } في أول الأنعام ( 6 ( فضمّ إليه ما هنا .
و ( ما ( من قوله فيما } موصولة . و { إن } نافية ، أي في الذي ما مَكَّناكم فيه .
ومعنى مكناكم فيه : مكناكم في مثله أو في نوعه فإن الأجناس والأنواع من الذوات حقائق معنوية لا تتغير مواهبها وإنما تختلف بوجودها في الجزئيات ، فلذلك حسن تعدية فعل { مكناكم } بحرف الظرفية إلى ضمير اسم الموصول الصادق على الأمور التي مُكنت منها عاد . ومن بديع النظم أن جاء النفي هنا بحرف { إنْ } النافية مع أنَّ النفي بها أقل استعمالا من النفي ب ( ما ( النافية قصداً هنا لدفع الكراهة من توالي مثلين في النطق وهما ( ما ( الموصولة و ( ما ( النافية وإن كان معناهما مختلفاً ، ألا ترى أن العرب عوضوا الهاء عن الألف في ( مهما ( ، فإن أصلها : ( ما ما ( مركبة من ( ما ( الظرفية و ( ما ( الزائدة لإفادة الشرط مثل ( أينما ( . قال في «الكشاف» : ولقد أغَثَّ أبو الطيب في قوله :
لعمرك مَا مَا بَان منك لِضَاربٍ ... وأقول ولم يتعقب ابن جنّي ولا غيره ممّن شرح الديوان من قبل على المتنبي وقد وقع مثله في ضرورات شعر المتقدمين كقول خطام المجاشعي :
وَصَاليات كَكَمَا يُؤثفَيْنْ ... ولا يغتفر مثله للمولدين .
فأما إذا كانت ( ما ( نافية وأراد المتكلم تأكيدها تأكيداً لفظياً ، فالإتيان بحرف ( إنْ ( بعد ( ما ( أحرى كما في قول النابغة :
رماد ككحل العين ما إنْ أبينُه ... ونؤيٌ كجذم الحوض أثلم خاشع
وفائدة قوله : { وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة } أنهم لم ينقصهم شيء من شأنه أي يخلّ بإدراكهم الحق لولا العناد ، وهذا تعريض بمشركي قريش ، أي أنكم حرمتم أنفسكم الانتفاع بسمعكم وأبصاركم وعقولكم كما حُرموه ، والحالة متحدة والسبب متّحد فيوشك أن يكون الجزاء كذلك . وإفراد السمع دون الأبصار والأفئدة للوجه الذي تقدم في قوله : { قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم } في سورة الأنعام ( 46 ( وقوله : { أم مَن يملك السمع والأبصار } في سورة يونس ( 31 ( .
ومِن } في قوله : { من شيء } زائدة للتنصيص على انتفاء الجنس فلذلك يكون { شيء } المجرور ب { من } الزائدة نائباً عن المفعول المطلق لأن المراد بشيء من الإغناء ، وحق { شيء } النصب وإنما جُرّ بدخول حرف الجر الزائد .
و { إذْ } ظرف ، أي مدة جحودهم وهو مستعمل في التعليل لاستواء مؤدى الظرف ومؤدى التعليل لأنه لما جعل الشيء من الإغناء معلقاً نفيُه بزمان جحدهم بآيات الله كما يستفاد من إضافة { إذْ } إلى الجملة بعدها ، عُلم أن لذلك الزمان تأثيراً في نفي الإغناء .
وآيات الله دلائل إرادته من معجزات رسولهم ومن البراهين الدالة على صدق ما دعاهم إليه . وقد انطبق مثالهم على حال المشركين فإنهم جحدوا بآيات الله وهي آيات القرآن لأنها جَمَعت حقيقة الآيات بالمعنيين .
وحاق بهم : أحاط بهم { وما كانوا به يستهزئون } العذاب ، عدل عن اسمه الصريح إلى الموصول للتنبيه على ضلالهم وسوء نظرهم .
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر واللام جواب القسم وقد حرف تحقيق «مَكَّنَّاهُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب القسم لا محل لها «فِيما» متعلقان بالفعل «إِنْ» زائدة «مَكَّنَّاكُمْ» ماض وفاعله ومفعوله والجملة صلة «فِيهِ» متعلقان بالفعل «وَجَعَلْنا» حرف عطف وماض وفاعله «لَهُمْ» متعلقان بالفعل «سَمْعاً» مفعول به «وَأَبْصاراً وَأَفْئِدَةً» معطوفان على سمعا «فَما» الفاء حرف استئناف وما نافية «أَغْنى » ماض «عَنْهُمْ» متعلقان بالفعل «سَمْعُهُمْ» فاعل أغنى «وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ» الكلام معطوف على سمعهم «مِنْ شَيْ ءٍ» مجرور لفظا منصوب محلا مفعول مطلق والجملة مستأنفة «إِذْ» ظرف لما مضى من الزمان يفيد معنى التعليل «كانُوا» كان واسمها «يَجْحَدُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا وجملة كانوا في محل جر بالإضافة «بِآياتِ» متعلقان بالفعل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَحاقَ» حرف عطف وماض «بِهِمْ» متعلقان بالفعل «ما» فاعل «كانُوا» كان واسمها «بِهِ» متعلقان بيستهزئون «يَسْتَهْزِؤُنَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة خبر كانوا وجملة كانوا صلة
- English - Sahih International : And We had certainly established them in such as We have not established you and We made for them hearing and vision and hearts But their hearing and vision and hearts availed them not from anything [of the punishment] when they were [continually] rejecting the signs of Allah; and they were enveloped by what they used to ridicule
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(46:26) We had established them firmly in a manner We have not established you. *30 We had given them ears and eyes and hearts. But nothing availed them ' neither their ears, nor their eyes, nor their hearts, for they denied the Signs of Allah. *31 Then what they had mocked at encompassed them.
- Français - Hamidullah : En effet Nous les avions consolidés dans des positions que Nous ne vous avons pas données Et Nous leur avions assigné une ouïe des yeux et des cœurs mais ni leur ouïe ni leurs yeux ni leurs cœurs ne leur ont profité en quoi que ce soit parce qu'ils niaient les signes d'Allah Et ce dont ils se moquaient les cerna
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und Wir hatten ihnen ja eine feste Stellung verliehen darin worin Wir euch keine feste Stellung verliehen haben Und Wir hatten ihnen Gehör Augenlicht und Herzen gegeben Aber weder ihr Gehör noch ihr Augenlicht noch ihre Herzen nützten ihnen etwas da sie Allahs Zeichen zu verleugnen pflegten und es umschloß sie das worüber sie sich lustig zu machen pflegten
- Spanish - Cortes : Les habíamos dado un poderío como no os hemos dado a vosotros Les habíamos dado oído vista intelecto Pero ni el oído ni la vista ni el intelecto les sirvieron de nada pues negaron los signos de Alá Y les cercó aquello de que se burlaban
- Português - El Hayek : Em verdade estabelecemolos naquilo que não vos estabelecemos ó coraixitas E os dotamos de audição de visão ede intelecto; porém de nada lhes valeram os seus ouvidos as suas vistas e as suas mentes porque negaram os versículos deDeus e os envolveu aquilo de que escarneciam
- Россию - Кулиев : Мы укрепили их в том в чем не укрепляли вас и даровали им слух зрение и сердца Но ни их слух ни их зрение ни их сердца нисколько не помогли им поскольку они отвергали знамения Аллаха и их окружило или поразило то над чем они насмехались
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
Мы укрепили их в том, в чем не укрепляли вас, и даровали им слух, зрение и сердца. Но ни их слух, ни их зрение, ни их сердца нисколько не помогли им, поскольку они отвергали знамения Аллаха, и их окружило (или поразило) то, над чем они насмехались.Нечестивцы не хотели благодарить и поминать Аллаха, Который одарил их множеством земных благ. Они имели невероятные возможности, наслаждались мирскими удовольствиями и жили гораздо дольше, чем вы. Задумайтесь над этим и извлеките для себя полезный урок. Если вы надеетесь, что сила и богатство защитят вас от наказания Аллаха, то вспомните про ваших предшественников. У них было больше сил и возможностей, чем у вас, но ни несметные богатства, ни многочисленные дети, ни могущественные воинства не принесли им пользы. У них не было проблем со слухом, зрением и умственным развитием, и вы не можете сказать, что они отвергли истину, потому что были глупы и слабоумны. Причина была не в их слабоумии, просто Аллах наставляет на прямой путь, кого пожелает. Ни слух, ни зрение, ни сердца не принесли им абсолютно никакой пользы, поскольку они отвергли знамения Аллаха, каждое из которых обязывало их уверовать в Единого Аллаха и поклоняться Ему одному. Они вкусили наказание, которое они отрицали и от которого их предостерегали осмеянные ими посланники.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki onlara size vermediğimiz servet ve imkanı vermiştik Onlara kulaklar gözler ve kalbler vermiştik; ama kulakları gözleri ve kalbleri onlara bir fayda sağlamadı zira Allah'ın ayetlerini bile bile inkar ediyorlardı alaya aldıkları şeyler onları kuşatıp yokediverdi
- Italiano - Piccardo : Avevamo dato loro mezzi che a voi non abbiamo dato Avevamo donato loro l'udito gli occhi e i cuori ma il loro udito i loro occhi e i loro cuori non giovarono loro perché negavano i segni di Allah Li avvolse ciò di cui si burlavano
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهخوا بهڕاستی ئێمه دهسهڵات و تواناییهکی وامان بهخشی بهقهومی عاد کهبهئێوهمان نهبهخشیووه ههروهها هۆکارهی بیستن و بینین و لێکدانهوهشمان پێدابوون مهخابن هۆکارهکانی بیستن و بینین و لێکدانهوه سوودی پێنهگهیاندن ئهمهش لهبهر ئهوهبوو چونکهبهبهڵگهو نیشانهکانی خوا بێ باوهڕ بوون و بهرپهچیان دهدایهوه ئهو سزایهی کهگاڵتهیان پێی دههات داوێن گیریان بوو لێی دهرباز نهبوون
- اردو - جالندربرى : اور ہم نے ان کو ایسے مقدور دیئے تھے جو تم لوگوں کو نہیں دیئے اور انہیں کان اور انکھیں اور دل دیئے تھے۔ تو جب کہ وہ خدا کی ایتوں سے انکار کرتے تھے تو نہ تو ان کے کان ہی ان کے کچھ کام اسکے اور نہ انکھیں اور نہ دل۔ اور جس چیز سے استہزاء کیا کرتے تھے اس نے ان کو ا گھیرا
- Bosanski - Korkut : Njima smo dali mogućnosti koje vama nismo dali; i sluh i vid i razum smo im dali ali im ni sluh njihov ni vid njihov ni razum njihov nisu ni od kakve koristi bili jer su Allahove dokaze poricali – i sa svih strana ih je okružilo ono čemu su se ismijavali
- Swedish - Bernström : Vi hade skänkt dem en bättre och säkrare plats på jorden än den som Vi har gett er och Vi hade begåvat dem med hörsel syn och förstånd Men varken deras hörsel eller deras syn eller deras förstånd var dem till någon nytta de framhärdade i att förneka Guds budskap och så inringades de av det som varit föremål för deras hån och skämt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Kami telah meneguhkan kedudukan mereka dalam halhal yang Kami belum pernah meneguhkan kedudukanmu dalam hal itu dan Kami telah memberikan kepada mereka pendengaran penglihatan dan hati; tetapi pendengaran penglihatan dan hati mereka itu tidak berguna sedikit juapun bagi mereka karena mereka selalu mengingkari ayatayat Allah dan mereka telah diliputi oleh siksa yang dahulu selalu mereka memperolokolokkannya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
(Dan sesungguhnya Kami telah meneguhkan kedudukan mereka dalam hal-hal) (yang belum pernah) lafal In di sini dapat dikatakan sebagai In Nafiyah atau In Zaidah (Kami meneguhkan kedudukan kalian) hai penduduk Mekah (dalam hal itu) dalam hal kekuatan dan banyaknya harta benda (dan Kami telah memberikan kepada mereka pendengaran) lafal Sam'an bermakna Asmaa'an bermakna jamak (dan penglihatan serta hati) atau kalbu (tetapi pendengaran, penglihatan dan hati mereka itu tidak berguna sedikit jua pun bagi mereka) maksudnya, hal-hal tersebut sama sekali tidak dapat memberikan manfaat sedikit pun buat diri mereka; lafal Min di sini adalah Zaidah (karena) lafal Idz adalah yang dima'mulkan oleh lafal Aghnaa kemudian diberlakukan sebagai makna Ta'lil (mereka selalu mengingkari ayat-ayat Allah) yaitu hujah-hujah-Nya yang nyata (dan turunlah) yaitu menimpalah (kepada mereka apa yang dahulu selalu mereka memperolok-olokkannya) yaitu azab yang dahulu mereka suka memperolok-olokkannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি তাদেরকে এমন বিষয়ে ক্ষমতা দিয়েছিলাম যে বিষয়ে তোমাদেরকে ক্ষমতা দেইনি। আমি তাদের দিয়েছিলাম কর্ণ চক্ষু ও হৃদয় কিন্তু তাদের কর্ণ চক্ষু ও হৃদয় তাদের কোন কাজে আসল না যখন তারা আল্লাহর আয়াতসমূহকে অস্বীকার করল এবং তাদেরকে সেই শাস্তি গ্রাস করে নিল যা নিয়ে তারা ঠাট্টা বিদ্রুপ করত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்களுக்கு மக்காவாசிகளுக்கு இங்கு எதில் வசதிகள் செய்து கொடுக்காதிருந்தோமோ அவ்வசதிகளையெல்லாம் நாம் அவர்களுக்குத் திடமாகச் செய்து கொடுத்திருந்தோம் மேலும் அவர்களுக்கும் செவிப் புலனையும் பார்வைகளையும் இருதயங்களையும் நாம் கொடுத்திருந்தோம்; ஆயினும் அவர்கள் அல்லாஹ்வின் வசனங்களை நிராகரித்துக் கொண்டிருந்த போது அவர்களுடைய செவிப் புலனும் பார்வைகளும் இருதயங்களும் அவர்களுக்கு யாதோர் பயனுமளிக்கவில்லை எவ்வேதனைப் பற்றி அவர்கள் பரிகாசம் செய்து கொண்டிருந்தார்களோ அதுவே அவர்களைச் சூழ்ந்து கொண்டது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และแน่นอน เราได้ตั้งหลักแหล่งที่มั่นคงแก่พวกเขา โดยที่เรามิได้ตั้งหลักแหล่งที่มั่นคงแก่พวกเจ้าในนั้น และเราได้ทำให้พวกเขามีหู มีตา และมีหัวใจ แต่ว่าหูของพวกเขา ตาของพวกเขา และหัวใจของพวกเขามิได้อำนวยประโยชน์อันใดแก่พวกเขา โดยที่พวกเขาปฏิเสธสัญญาณต่าง ๆ ของอัลลอฮฺ และสิ่งที่พวกเขาได้เคยเยาะเย้ยไว้นั้นก็ห้อมล้อมพวกเขา
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва дарҳақиқат Биз уларга сизга бермаган имконларни берган эдик Ҳамда қулоқ кўз ва қалблар ато этдик Бас на қулоқлари на кўзлари ва на қалблари уларга ҳеч бир фойда бермади Чунки улар Аллоҳнинг оятларини инкор қилган эдилар Бас уларни ўзлари масхара қилган нарса азоб ўраб олди
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已把没有赏赐你们的地位赏赐了他们,我曾赋予他们聪明睿智;但他们的聪明睿智,对于他们毫无裨益,因为他们否认真主的迹象,所以他们一向所嘲笑的刑罚降临他们了。
- Melayu - Basmeih : Dan demi sesungguhnya Kami telah meneguhkan kedudukan mereka dengan kekuasaan dan kemewahan yang tidak Kami berikan kamu menguasainya wahai kaum musyrik Makkah dan Kami telah jadikan bagi mereka pendengaran dan penglihatan serta hati; dalam pada itu pendengaran dan penglihatan serta hati mereka tidak memberikan faedah sedikitpun kepada mereka kerana mereka sentiasa mengingkari ayatayat keterangan Allah; dan dengan yang demikian mereka diliputi oleh azab yang mereka telah ejekejek itu
- Somali - Abduh : Waxaan makaninnay siinnay Ree caad wax aannaan idin makaninnin waxaana u yeellay maqal arag iyo Quluub waxbase uma tarin Maqalkoodii Araggoodii iyo Quluubtoodii Maxayeelay Waxay diidayeen Aayaadka Eebe waxaana ku dhacay oo koobay caddibaadii ay ku jees jeesayeen
- Hausa - Gumi : Kuma lalle ne haƙĩƙa Mun ba su ĩko ga abin da ba Mubã ku ĩko gare shi ba kuma Muka sanya musu wani irin jĩ da gani dazukãta Sai dai jnsu bai amfãne su ba kuma zukãtansu ba su amfãne su ba ga kõme dõmin sun kasance sunã musu game da ãyõyin Allah kuma abin da suka kasance sunã aikatãwa na izgili game da shi ya wajaba a gare su
- Swahili - Al-Barwani : Na bila ya shaka tuliwaweka vizuri sio kama tulivyo kuwekeni nyinyi; na tuliwapa masikio na macho na nyoyo Na hayakuwafaa kitu masikio yao wala macho yao wala nyoyo zao kwa lolote Kwani hao walikuwa wakizikataa Ishara za Mwenyezi Mungu na yale waliyo kuwa wakiyafanyia maskhara ndiyo yakawazunguka
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ne i kemi vendosur ata në aso gjendje të volitshme në çfarë nuk u kemi vendosur juve o Mekkas dhe u kemi dhënë atyre të dëgjuarit të pamurit dhe zemrën mendjen por as të dëgjuarit e tyre as të pamurit e tyre as mendja e tyre nuk u kanë sjellë kurrfarë dobie ngase mohuan argumentet e Perëndisë e ata i goditi ajo me të cilën talleshin
- فارسى - آیتی : به آنها چنان مكانتى داده بوديم كه به شما ندادهايم. برايشان گوش و چشم و دل قرار داديم. ولى گوش و چشم و دلشان به حالشان هيچ سود نكرد، زيرا آيات خدا را انكار مىكردند تا آنچه به مسخرهاش مىگرفتند آنها را فروگرفت.
- tajeki - Оятӣ : Ва онҳо чунон тавону қудрат дода будем, ки ба шумо надидаем. Барояшон гӯшу чашму дил қарор додем. Вале гӯшу чашму дилашон ба ҳолашон ҳеҷ фоида накард, зеро оёти Худоро инкор мекарданд, то он азобе, ки ба масхарааш мегирифтанд, онҳоро фурӯ шрифт.
- Uyghur - محمد صالح : بىز ئۇلارنى (يەنى ئاد قەۋمىنى) (پۇل - مال، كۈچ - قۇۋۋەت جەھەتتە) سىلەرنى قادىر قىلمىغان نەرسىلەرگە قادىر قىلدۇق. (ئۇلارنىڭ شۇ نېمەتلەرگە شۈكۈر قىلىپ، بۇ ئارقىلىق نېمەتلەرنى بەرگۈچى اﷲ نى تونۇشى ئۈچۈن) ئۇلارغا قۇلاق، كۆز، قەلبلەرنى بەردۇق، ئۇلار اﷲ نىڭ ئايەتلىرىنى ئىنكار قىلغانلىقلىرى ئۈچۈن، ئۇلارنىڭ قۇلاقلىرى، كۆزلىرى، دىللىرى ئۇلاردىن (اﷲ نىڭ ئازابىدىن) ھېچ نەرسىنى دەپئى قىلمىدى، ئۇلار مەسخىرە قىلغان ئازاب ئۇلارغا نازىل بولدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള്ക്കു തന്നിട്ടില്ലാത്ത ചില സൌകര്യങ്ങള് നാം അവര്ക്ക് നല്കിയിരുന്നു. അവര്ക്കു നാം കേള്വിയും കാഴ്ചയും ബുദ്ധിയുമേകി. എന്നാല് ആ കേള്വിയോ കാഴ്ചയോ ബുദ്ധിയോ അവര്ക്ക് ഒട്ടും ഉപകരിച്ചില്ല. കാരണം, അവര് അല്ലാഹുവിന്റെ വചനങ്ങളെ നിഷേധിച്ചു തള്ളുകയായിരുന്നു. അങ്ങനെ അവര് ഏതിനെയാണോ പരിഹസിച്ചുകൊണ്ടിരുന്നത് അതവരെ വലയം ചെയ്തു.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد يسرنا لعاد اسباب التمكين في الدنيا على نحو لم نمكنكم فيه معشر كفار قريش وجعلنا لهم سمعا يسمعون به وابصارا يبصرون بها وافئده يعقلون بها فاستعملوها فيما يسخط الله عليهم فلم تغن عنهم شيئا اذ كانوا يكذبون بحجج الله ونزل بهم من العذاب ما سخروا به واستعجلوه وهذا وعيد من الله جل شانه وتحذير للكافرين
*30) That is, "You are no match for them as far as wealth, power, authority and other things are concerned: your sphere of authority is restricted to the bounds of the city of Makkah, but they had dominated a large part of the earth. "
*31) An important truth has been stated in this brief sentence. It is only the Revelations of Allah which give the right knowledge and understanding of the truth and reality to man. If man has this understanding and knowledge he sees the right thing with his eyes, hears the right thing with his ears, thinks the right thing with his mind and intellect and takes the right decisions. But when he refuses to believe in the Revelations of Allah, he fails to see the truth in spite of the eyes, becomes deaf to every word of admonition in spite of the ears, and misuses the blessings of the mind and intellect that God has granted him, and goes on drawing wrong conclusions one after the other; so much so that he starts 'sing aII his capabilities for his own destruction.