- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَٱصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلْعَزْمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَٰغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَٰسِقُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ۚ كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ۚ بلاغ ۚ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
- عربى - التفسير الميسر : فاصبر -أيها الرسول- على ما أصابك مِن أذى قومك المكذبين لك، كما صبر أولو العزم من الرسل من قبلك- وهم، على المشهور: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وأنت منهم- ولا تستعجل لقومك العذاب؛ فحين يقع ويرونه كأنهم لم يمكثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار، هذا بلاغ لهم ولغيرهم. ولا يُهْلَكُ بعذاب الله إلا القوم الخارجون عن أمره وطاعته.
- السعدى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
ثم أمر تعالى رسوله أن يصبر على أذية المكذبين المعادين له وأن لا يزال داعيا لهم إلى الله وأن يقتدي بصبر أولي العزم من المرسلين سادات الخلق أولي العزائم والهمم العالية الذين عظم صبرهم، وتم يقينهم، فهم أحق الخلق بالأسوة بهم والقفو لآثارهم والاهتداء بمنارهم.
فامتثل صلى الله عليه وسلم لأمر ربه فصبر صبرا لم يصبره نبي قبله حتى رماه المعادون له عن قوس واحدة، وقاموا جميعا بصده عن الدعوة إلى الله وفعلوا ما يمكنهم من المعاداة والمحاربة، وهو صلى الله عليه وسلم لم يزل صادعا بأمر الله مقيما على جهاد أعداء الله صابرا على ما يناله من الأذى، حتى مكن الله له في الأرض وأظهر دينه على سائر الأديان وأمته على الأمم، فصلى الله عليه وسلم تسليما.
وقوله: { وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ } أي: لهؤلاء المكذبين المستعجلين للعذاب فإن هذا من جهلهم وحمقهم فلا يستخفنك بجهلهم ولا يحملك ما ترى من استعجالهم على أن تدعو الله عليهم بذلك فإن كل ما هو آت قريب، و { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا } في الدنيا { إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ } فلا يحزنك تمتعهم القليل وهم صائرون إلى العذاب الوبيل.
{ بَلَاغٌ } أي: هذه الدنيا متاعها وشهوتها ولذاتها بلغة منغصة ودفع وقت حاضر قليل.
أو هذا القرآن العظيم الذي بينا لكم فيه البيان التام بلاغ لكم، وزاد إلى الدار الآخرة، ونعم الزاد والبلغة زاد يوصل إلى دار النعيم ويعصم من العذاب الأليم، فهو أفضل زاد يتزوده الخلائق وأجل نعمة أنعم الله بها عليهم.
{ فَهَلْ يُهْلَكُ } بالعقوبات { إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } أي: الذين لا خير فيهم وقد خرجوا عن طاعة ربهم ولم يقبلوا الحق الذي جاءتهم به الرسل.
وأعذر الله لهم وأنذرهم فبعد ذلك إذ يستمرون على تكذيبهم وكفرهم نسأل
الله العصمة.
آخر تفسير سورة الأحقاف، والحمد لله رب العالمين
- الوسيط لطنطاوي : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالصبر على مكرهم فقال : ( فاصبر كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العزم مِنَ الرسل ) . أى : إذا كان الأمر كما ذكرنا لك - أيها الرسول الكريم - فاصبر على أذى قومك ، كما صبر إخوانك أولو العزم من الرسل ، أى : أصحاب الجد والثبات والصبر على الشدائد والبلاء . . وهم - على أشهر الأقوال - : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد - صلوات الله عليهم جميعا - .
وقوله : ( وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ) نهى منه - تعالى - لنبيه عن استعجال العذاب لهم . أى : ولا تستعجل لهم العذاب . فالمفعول محذوف للعلم به . . ثم بين - سبحانه ما يدعو إلى عدم الاستعجال فقال : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يلبثوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ . . ) . أى : اصبر - ايها الرسول - على أذى قومك كما صبر إخوانك أولو العزم من الرسل . ولا تستعجل العذاب لهؤلاء الكافرين فإنه آتيهم لا ريب فيه ، وكأنهم عندما يرون هذا العذاب ويحل بهم ، لم يلبثوا فى الدنيا إلا وقتا قليلا وزمنا يسيرا ، لأن شدة هذا العذاب تنسيهم كل متع الدنيا وشهواتها .
وقوله - تعالى - : ( بَلاَغٌ ) خبر لمبتدأ محذوف أى : هذا الذى أنذرتكم به ، أو هذا القرآن بلاغ كاف فى وعظكم وإنذاركم إذا تدبرتم فيه ، وتبليغ من الرسول - صلى الله عليه وسلم إليكم .
( فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم الفاسقون ) كلا ، إنه لا يهلك بعذاب الله - تعالى - إلا القوم الخارجون عن طاعته ، الواقعون فى معصيته فالاستفهام للنفى . .
وبعد فهذا تفسير لسورة " الأحقاف نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده . والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
- البغوى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) قال ابن عباس : ذوو الحزم . وقال الضحاك : ذوو الجد والصبر .
واختلفوا فيهم ، فقال ابن زيد : كل الرسل كانوا أولي عزم ، لم يبعث الله نبيا إلا كان ذا عزم وحزم ، ورأي وكمال عقل ، وإنما أدخلت " من " للتجنيس لا للتبعيض ، كما يقال : اشتريت أكسية من الخز وأردية من البز .
وقال بعضهم : الأنبياء كلهم أولو عزم إلا يونس بن متى ، لعجلة كانت منه ، ألا ترى أنه قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : " ولا تكن كصاحب الحوت " ؟ .
وقال قوم : هم نجباء الرسل المذكورون في سورة الأنعام ، وهم ثمانية عشر ، لقوله تعالى بعد ذكرهم : " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " ( الأنعام - 90 ) .
وقال الكلبي : هم الذين أمروا بالجهاد وأظهروا المكاشفة مع أعداء الدين .
وقيل : هم ستة : نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وشعيب ، وموسى ، عليهم السلام ، وهم المذكورون على النسق في سورة الأعراف والشعراء .
وقال مقاتل : هم ستة : نوح ، صبر على أذى قومه ، وإبراهيم ، صبر على النار ، وإسحاق صبر على الذبح ، ويعقوب ، صبر على فقد ولده وذهاب بصره ، ويوسف ، صبر على البئر والسجن ، وأيوب ، صبر على الضر .
وقال ابن عباس وقتادة : هم نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، أصحاب الشرائع ، فهم مع محمد - صلى الله عليه وسلم - خمسة .
قلت : ذكرهم الله على التخصيص في قوله : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم " ( الأحزاب - 7 ) ، وفي قوله تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا " ( الشورى - 13 ) .
أخبرنا أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي ، حدثنا أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، أخبرنا محمد بن الحجاج ، أخبرنا السري بن حيان ، أخبرنا عباد بن عباد ، حدثنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : قالت عائشة قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عائشة إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد ، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم إلا بالصبر على مكروهها ، والصبر على مجهودها ، ولم يرض إلا أن كلفني ما كلفهم ، وقال : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل وإني والله لا بد لي من طاعته ، والله لأصبرن كما صبروا ، وأجهدن كما جهدوا ، ولا قوة إلا بالله " .
قوله تعالى : ( ولا تستعجل لهم ) أي ولا تستعجل العذاب لهم ، فإنه نازل بهم لا محالة ، كأنه ضجر بعض الضجر فأحب أن ينزل العذاب بمن أبى منهم ، فأمر بالصبر وترك الاستعجال .
ثم أخبر عن قرب العذاب فقال :
( كأنهم يوم يرون ما يوعدون ) من العذاب في الآخرة ( لم يلبثوا ) [ في الدنيا ] ( إلا ساعة من نهار ) أي إذا عاينوا العذاب صار طول لبثهم في الدنيا والبرزخ كأنه ساعة من نهار ، لأن ما مضى وإن كان طويلا كأن لم يكن .
ثم قال : ( بلاغ ) أي هذا القرآن وما فيه من البيان بلاغ من الله إليكم ، والبلاغ بمعنى التبليغ ( فهل يهلك ) بالعذاب إذا نزل ( إلا القوم الفاسقون ) الخارجون من أمر الله .
قال الزجاج : تأويله : لا يهلك مع رحمة الله وفضله إلا القوم الفاسقون ، ولهذا قال قوم : ما في الرجاء لرحمة الله آية أقوى من هذه الآية .
- ابن كثير : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) أي : على تكذيب قومهم لهم . وقد اختلفوا في تعداد أولي العزم على أقوال ، وأشهرها أنهم : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وخاتم الأنبياء كلهم محمد - صلى الله عليه وسلم - قد نص الله على أسمائهم من بين الأنبياء في آيتين من سورتي " الأحزاب " و " الشورى " ، وقد يحتمل أن يكون المراد بأولي العزم جميع الرسل ، وتكون ) من ) في قوله : ( من الرسل ) لبيان الجنس ، والله أعلم . وقد قال ابن أبي حاتم :
حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي ، حدثنا السري بن حيان ، حدثنا عباد بن عباد ، حدثنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : قالت لي عائشة [ رضي الله عنها ] : ظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائما ثم طواه ، ثم ظل صائما ثم طواه ، ثم ظل صائما ، [ ثم ] قال : " يا عائشة ، إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد . يا عائشة ، إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ، ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم ، فقال : ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) وإني - والله - لأصبرن كما صبروا جهدي ، ولا قوة إلا بالله "
( ولا تستعجل لهم ) أي : لا تستعجل لهم حلول العقوبة بهم ، كقوله : ( وذرني والمكذبين أولي النعمة ومهلهم قليلا ) [ المزمل : 11 ] ، وكقوله ( فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) [ الطارق : 17 ] .
( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) ، كقوله ( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) [ النازعات : 46 ] ، وكقوله ( ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ) [ يونس : 45 ] ، [ وحاصل ذلك أنهم استقصروا مدة لبثهم في الدنيا وفي البرزخ حين عاينوا يوم القيامة وشدائدها وطولها ] .
وقوله : ( بلاغ ) قال ابن جرير : يحتمل معنيين ، أحدهما : أن يكون تقديره : وذلك لبث بلاغ . والآخر : أن يكون تقديره : هذا القرآن بلاغ .
وقوله : ( فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ) أي : لا يهلك على الله إلا هالك ، وهذا من عدله تعالى أنه لا يعذب إلا من يستحق العذاب .
آخر تفسير سورة الأحقاف .
- القرطبى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
قوله تعالى : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون .
قوله تعالى : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل وقال ابن عباس : ذوو الحزم والصبر ، قال مجاهد : هم خمسة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد عليهم الصلاة والسلام . وهم أصحاب الشرائع . وقال أبو العالية : إن أولي العزم : نوح ، وهود ، وإبراهيم . فأمر الله - عز وجل - نبيه عليه الصلاة والسلام أن يكون رابعهم . وقال السدي : هم ستة : إبراهيم ، وموسى ، وداود ، وسليمان ، وعيسى ، ومحمد ، صلوات الله عليهم أجمعين . وقيل : نوح ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، ولوط ، وموسى ، وهم المذكورون على النسق في سورتي ( الأعراف والشعراء ) وقال مقاتل : هم ستة : نوح صبر على أذى قومه مدة . وإبراهيم صبر على النار . وإسحاق صبر على الذبح . ويعقوب صبر على فقد الولد وذهاب البصر . ويوسف صبر على البئر والسجن . وأيوب صبر على الضر . وقال ابن جريج : إن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب ، وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم . وقال الشعبي والكلبي ومجاهد أيضا : هم الذين أمروا بالقتال فأظهروا المكاشفة وجاهدوا الكفرة . وقيل : هم نجباء الرسل المذكورون في سورة ( الأنعام ) وهم ثمانية عشر : إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، ونوح ، وداود ، وسليمان ، وأيوب ، ويوسف ، وموسى ، وهارون ، وزكرياء ، ويحيى ، وعيسى ، وإلياس ، وإسماعيل ، واليسع ، ويونس ، ولوط . واختاره الحسن بن الفضل لقوله في عقبه : أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده وقال ابن عباس أيضا : كل الرسل كانوا أولي عزم . واختاره علي بن مهدي الطبري ، قال : وإنما دخلت من للتجنيس لا للتبعيض ، كما تقول : اشتريت أردية من البز وأكسية من الخز . أي : اصبر كما صبر الرسل . وقيل : كل الأنبياء أولو عزم إلا يونس بن متى ، ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يكون مثله ، لخفة وعجلة ظهرت منه حين ولى مغاضبا لقومه ، فابتلاه الله بثلاث : سلط عليه العمالقة حتى أغاروا على أهله وماله ، وسلط الذئب على ولده فأكله ، وسلط عليه الحوت فابتلعه ، قال أبو القاسم الحكيم . وقال بعض العلماء : أولو العزم اثنا عشر نبيا أرسلوا إلى بني إسرائيل بالشام فعصوهم ، فأوحى الله إلى الأنبياء أني مرسل عذابي إلى عصاة بني إسرائيل ، فشق ذلك على المرسلين فأوحى الله إليهم اختاروا لأنفسكم ، إن شئتم أنزلت بكم العذاب وأنجيت بني إسرائيل ، وإن شئتم نجيتكم وأنزلت العذاب ببني إسرائيل ، فتشاوروا بينهم فاجتمع رأيهم على أن ينزل بهم العذاب وينجي الله بني إسرائيل ، فأنجى الله بني إسرائيل وأنزل بأولئك العذاب . وذلك أنه سلط عليهم ملوك الأرض ، فمنهم من نشر بالمناشير ، ومنهم من سلخ جلدة رأسه ووجهه ، ومنهم من صلب على الخشب حتى مات ، ومنهم من حرق بالنار . والله أعلم .
وقال الحسن : أولو العزم أربعة : إبراهيم ، وموسى ، وداود ، وعيسى ، فأما إبراهيم فقيل له : أسلم قال أسلمت لرب العالمين ثم ابتلي في ماله وولده ووطنه ونفسه ، فوجد صادقا وافيا في جميع ما ابتلي به . وأما موسى فعزمه حين قال له قومه : إنا لمدركون . قال كلا إن معي ربي سيهدين وأما داود فأخطأ خطيئته فنبه عليها ، فأقام يبكي أربعين سنة حتى نبتت من دموعه شجرة ، فقعد تحت ظلها . وأما عيسى فعزمه أنه لم يضع لبنة على لبنة وقال : ( إنها معبرة فاعبروها ولا تعمروها ) فكأن الله تعالى يقول لرسوله - صلى الله عليه وسلم - : اصبر ، أي : كن صادقا فيما ابتليت به مثل صدق إبراهيم ، واثقا بنصرة مولاك مثل ثقة موسى ، مهتما بما سلف من هفواتك مثل اهتمام داود ، زاهدا في الدنيا مثل زهد عيسى . ثم قيل هي : منسوخة بآية السيف . وقيل : محكمة ، والأظهر أنها منسوخة ; لأن السورة مكية . وذكر مقاتل : أن هذه الآية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ، فأمره الله - عز وجل - أن يصبر على ما أصابه كما صبر أولو العزم من الرسل ، تسهيلا عليه وتثبيتا له . والله أعلم .
ولا تستعجل لهم قال مقاتل : بالدعاء عليهم . وقيل : في إحلال العذاب بهم ، فإن أبعد غاياتهم يوم القيامة . ومفعول الاستعجال محذوف ، وهو العذاب . كأنهم يوم يرون ما يوعدون قال يحيى : من العذاب . النقاش : من الآخرة . لم يلبثوا أي في الدنيا حتى جاءهم العذاب ، وهو مقتضى قول يحيى . وقال النقاش : في قبورهم حتى بعثوا للحساب . إلا ساعة من نهار يعني في جنب يوم القيامة . وقيل : نساهم هول ما عاينوا من العذاب طول لبثهم في الدنيا . بلاغ أي هذا القرآن بلاغ ، قاله الحسن . فبلاغ رفع على إضمار مبتدإ ، دليله قوله تعالى : هذا بلاغ للناس ولينذروا به وقوله : إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين . والبلاغ بمعنى التبليغ . وقيل : أي : إن ذلك اللبث بلاغ ، قاله ابن عيسى ، فيوقف على هذا على بلاغ وعلى نهار وذكر أبو حاتم أن بعضهم وقف على ولا تستعجل ثم ابتدأ لهم على معنى لهم بلاغ . قال ابن الأنباري : وهذا خطأ ، لأنك قد فصلت بين البلاغ وبين اللام ، - وهي رافعة - بشيء ليس منهما . ويجوز في العربية : بلاغا وبلاغ ، النصب على معنى إلا ساعة بلاغا ، على المصدر أو على النعت للساعة . والخفض على معنى من نهار بلاغ . وبالنصب قرأ عيسى بن عمر والحسن . وروي عن بعض القراء ( بلغ ) على الأمر ، فعلى هذه القراءة يكون الوقف على من نهار ثم يبتدئ ( بلغ )
فهل يهلك إلا القوم الفاسقون أي الخارجون عن أمر الله ، قاله ابن عباس وغيره . وقرأ ابن محيصن ( فهل يهلك إلا القوم ) على إسناد الفعل إلى القوم . وقال ابن عباس : إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها ، وهي : بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم ، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها . كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون صدق الله العظيم . وعن قتادة : لا يهلك الله إلا هالكا مشركا . وقيل : هذه أقوى آية في الرجاء . والله أعلم .
- الطبرى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
القول في تأويل قوله تعالى : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم , مثبته على المضيّ لما قلَّده من عبْء الرسالة, وثقل أحمال النبوّة صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم , وآمره بالائتساء في العزم على النفوذ لذلك بأولي العزم من قبله من رسله الذين صبروا على عظيم ما لَقُوا فيه من قومهم من المكاره, ونالهم فيه منهم من الأذى والشدائد ( فَاصْبِرْ ) يا محمد على ما أصابك في الله من أذى مكذّبيك من قومك الذين أرسلناك إليهم بالإنذار ( كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) على القيام بأمر الله, والانتهاء إلى طاعته من رسله الذين لم ينههم عن النفوذ لأمره, ما نالهم فيه من شدّة. وقيل: إن أولي العزم منهم, كانوا الذين امتُحِنوا في ذات الله في الدنيا بِالمحَن, فلم تزدهم المحن إلا جدّا في أمر الله, كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: ثنى ثوابة بن مسعود, عن عطاء الخُراسانيّ, أنه قال ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) كنا نحدث أن إبراهيم كان منهم.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) قال: كلّ الرسل كانوا أولي عزم لم يتخذ الله رسولا إلا كان ذا عزم, فاصبر كما صبروا.
حدثنا ابن سنان القزّاز, قال: ثنا عبد الله بن رجاء, قال: ثنا إسرائيل, عن سالم, عن سعيد بن جُبير, في قوله ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) قال: سماه الله من شدته العزم.
وقوله ( وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ) يقول: ولا تستعجل عليهم بالعذاب, يقول: لا تعجل بمسألتك ربك ذلك لهم فإن ذلك نازل بهم لا محالة ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ) يقول: كأنهم يوم يرون عذاب الله الذي يعدهم أنه منـزله بهم, لم يلبثوا في الدنيا إلا ساعة من نهار, لأنه ينسيهم شدّة ما ينـزل بهم من عذابه, قدر ما كانوا في الدنيا لبثوا, ومبلغ ما فيها مكثوا من السنين والشهور, كما قال جل ثناؤه: قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ .
وقوله بَلاغٌ ) فيه وجهان: أحدهما أن يكون معناه: لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ذلك لبث بلاغ, بمعنى: ذلك بلاغ لهم في الدنيا إلى أجلهم, ثم حذفت ذلك لبث, وهي مرادة في الكلام اكتفاء بدلالة ما ذكر من الكلام عليها. والآخر: أن يكون معناه: هذا القرآن والتذكير بلاغ لهم وكفاية , إن فكَّروا واعتبروا فتذكروا.
وقوله ( فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) يقول تعالى ذكره: فهل يهلك الله بعذابه إذا أنـزله إلا القوم الذين خالفوا أمره, وخرجوا عن طاعته وكفروا به. ومعنى الكلام: وما يهلك الله إلا القوم الفاسقين وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, في قوله ( فَهَلْ يُهْلَكُ إِلا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) تعلموا ما يهلك على الله إلا هالك ولى الإسلام ظهرَه أو منافق صدّق بلسانه وخالف بعمله. ذُكر لنا أن نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول: " أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ أُمَّتِي هَمَّ بِحَسَنَةٍ كُتِبَتْ لَهُ وَاحِدَةٌ, وَإِنْ عَملها كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا. وَأَيُّمَا عَبْدٍ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ, فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً, ثُمَّ كَانَ يَتْبَعُهَا, وَيَمْحُوهَا اللَّهُ وَلا يَهْلِكُ إلا هَالِكٌ".
آخر تفسير سورة الأحقاف
- ابن عاشور : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35(
{ تَكْفُرُونَ * فاصبر كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ العزم مِنَ الرسل وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يلبثوا إِلاَّ }
تفريع على ما سبق في هذه السورة من تكذيب المشركين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بجعلهم القرآن مفترى واستهزائهم به وبما جاء به من البعث ابتداء من قوله : { وإذا تُتْلَى عليهم آياتنا بيّنات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين } [ الأحقاف : 7 ] ، وما اتصل به من ضَرْب المَثل لهم بعاد . فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما لقيه منهم من أذى ، وضرب له المثل بالرسل أولي العزم . ويجوز أن تكون الفاء فصيحة . والتقدير : فإذا علمت ما كان من الأمم السابقة وعلمت كيف انتقمنا منهم وانتصرنا برسلنا فاصبر كما صبروا .
وأولوا العزم : أصحاب العزم ، أي المتصفون به . والعزم : نية محققة على عمل أو قول دون تردد . قال تعالى : { فإذا عزمت فتوكّل على الله } [ آل عمران : 159 ] وقال : { ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله } [ البقرة : 235 ] . وقال سعد بن ناشب من شعراء الحماسة يعني نفسه :
إذا هَمَّ ألقَى بين عينيه عزمه ... ونكَّب عن ذكر العواقب جانباً
والعزم المحمود في الدين : العزم على ما فيه تزكية النفس وصلاح الأمة ، وقوامه الصبر على المكروه وباعث التقوى ، وقوته شدة المراقبة بأن لا يتهاون المؤمن عن محاسبته نفسه قال تعالى : { وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } [ آل عمران : 186 ] وقال : { ولقد عهدنا إلى آدم من قبلُ فنسي ولم نجد له عزماً } [ طه : 115 ] . وهذا قبل هبوط آدم إلى عالم التكليف ، وعلى هذا تكون { مِن } في قوله : { من الرسل } تبعيضية . وعن ابن عباس أنه قال : كل الرسل أولو عزم ، وعليه تكون { مِن } بيانية .
وهذه الآية اقتضت أن محمداً صلى الله عليه وسلم من أولي العزم لأن تشبيه الصبر الذي أمر به بصبر أولي العزم من الرسل يقتضي أنه مثلهم لأنه ممتثل أمر ربه ، فصبره مثيل لصبرهم ، ومَن صَبَرَ صَبْرَهم كان منهم لا محالة .
وأعقبَ أمره بالصبر بنهيه عن الاستعجال للمشركين ، أي الاستعجال لهم بالعذاب ، أي لا تطلب منا تعجيله لهم وذلك لأن الاستعجال ينافي العزم ولأن في تأخير العذاب تطويلاً لمدة صبر الرسول صلى الله عليه وسلم بكسب عزمه قوة .
ومفعول { تستعجل } محذوف دل عليه المقام ، تقديره : العذاب أو الهلاك . واللام في { لهم } لام تعدية فعل الاستعجال إلى المفعول لأجله ، أي لا تستعجل لأجلهم ، والكلام على حذف مضاف إذ التقدير : لا تستعجل لهلاكهم . وجملة { كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار } تعليل للنهي عن الاستعجال لهم بالعذاب بأن العذاب واقع بهم فلا يؤثر في وقوعه تطويل أجله ولا تعجيله ، قال مرة بن عداء الفقعسي ، ولعله أخذ قولَه من هذه الآية :
كأنك لم تُسبق من الدّهر ليلةً ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب
وهم عند حلوله منذ طول المدة يشبه حالهم حال عدم المهلة إلا ساعة قليلة .
و { من نهار } وصف الساعة ، وتخصيصها بهذا الوصف لأن ساعة النهار تبدو للناس قصيرة لما للناس في النهار من الشواغل بخلاف ساعة الليل تطول إذ لا يجد الساهر شيئاً يشغله . فالتنكير للتقليل كما في حديث الجمعة قوله صلى الله عليه وسلم " وفيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء " ، وأشار بيده يقللها ، والساعة جزء من الزمن .
{ نَّهَارٍ } .
فذلكة لما تقدم بأنه بلاغ للناس مؤمِنهم وكافِرهم ليعلم كلٌّ حَظّه من ذلك ، فقوله : { بلاغ } خبر مبتدإ محذوف تقديره : هذا بلاغ ، على طريقة العنوان والطالع نحوَ ما يُكتب في أعلى الظهير : «ظهير من أمير المؤمنين» ، أو ما يكتب في أعلى الصكوك نحو : «إيداع وصية» ، أو ما يكتب في التآليف نحو ما في «الموطأ» «وقوت الصلاة» . ومنه ما يكتب في أعالي المنشورات القضائية والتجارية كلمة : «إعلان» .
وقد يظهر اسم الإشارة كما في قوله تعالى : { هذا بلاغ للناس } [ إبراهيم : 52 ] ، وقول سيبويه : «هذا باب علم ما الكلم من العربية» ، وقال تعالى : { إن في هذا لبلاغاً لقوم عابدين } [ الأنبياء : 106 ] .
والجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً على طريقة الفذلكة والتحصيل مثل جملة { تلك عشرة كاملة } [ البقرة : 196 ] ، { تلك أمة قد خلت } [ البقرة : 134 ] .
{ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ القوم } .
فرع على جملة { كأنهم يوم يرون ما يُوعدون } إلى { من نهار } ، أي فلا يصيبُ العذاب إلا المشركين أمثالهم . والاستفهام مستعمل في النفي ، ولذلك صحّ الاستثناء منه كقوله تعالى : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه } [ البقرة : 130 ] .
ومعنى التفريع أنه قد اتضح مما سمعت أنه لا يهلك إلا القوم الفاسقون ، وذلك من قوله : { قل ما كنتُ بِدْعاً من الرسل } [ الأحقاف : 9 ] ، وقوله : { لتنذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين إلى قوله : { ولا هم يحزنون } [ الأحقاف : 12 ، 13 ] ، وقوله : { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى } [ الأحقاف : 27 ] الآية .
والإهلاك مستعمل في معنييه الحقيقي والمجازي ، فإن ما حكي فيما مضى بعضه إهلاك حقيقي مثل ما في قصة عاد ، وما في قوله : { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى } ، وبعضه مجازي وهو سوء الحال ، أي عذاب الآخرة : وذلك فيما حكي من عذاب الفاسقين .
وتعريف { القوم } تعريف الجنس ، وهو مفيد العموم ، أي كل القوم الفاسقين فيعم مشركي مكة الذين عناهم القرآن فكان لهذا التفريع معنى التذييل .
والتعبير بالمضارع في قوله : { فهل يُهلَك } على هذا الوجه لتغليب إهلاك المشركين الذي لمّا يقَعْ على إهلاك الأمم الذين قبلهم . ولك أن تجعل التعريف تعريف العهد ، أي القوم المتحدث عنهم في قوله : { كأنهم يوم يرون ما يوعدون } الآية ، فيكون إظهاراً في مقام الإضمار للإيماء إلى سبب إهلاكهم أنه الإشراك .
والمراد بالفسق هنا الفسق عن الإيمان وهو فسق الإشراك . وأفاد الاستثناء أن غيرهم لا يهلكون هذا الهلاك ، أو هم الذين آمنوا وعملوا الصالحات .
- إعراب القرآن : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
«فَاصْبِرْ» حرف استئناف وأمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة «كَما» الكاف حرف تشبيه وجر وما مصدرية «صَبَرَ» ماض «أُولُوا» فاعل «الْعَزْمِ» مضاف إليه «مِنَ الرُّسُلِ» جار ومجرور حال وما والفعل في تأويل مصدر في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بالفعل «وَلا تَسْتَعْجِلْ» الواو حرف عطف ولا ناهية ومضارع مجزوم بلا «لَهُمْ» متعلقان بالفعل «كَأَنَّهُمْ» كأن واسمها «يَوْمَ» ظرف زمان «يَرَوْنَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة في محل جر بالإضافة «ما» مفعول به «يُوعَدُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة «لَمْ يَلْبَثُوا» مضارع مجزوم بلم والواو فاعله والجملة الفعلية خبر كأن والجملة الاسمية مستأنفة «إِلَّا» حرف حصر «ساعَةً» ظرف زمان «مِنْ نَهارٍ» جار ومجرور صفة «بَلاغٌ» خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا القرآن بلاغ «فَهَلْ» الفاء حرف استئناف وهل حرف استفهام «يُهْلَكُ» مضارع مبني للمجهول «إِلَّا» حرف حصر «الْقَوْمُ» نائب فاعل «الْفاسِقُونَ» صفة.
- English - Sahih International : So be patient [O Muhammad] as were those of determination among the messengers and do not be impatient for them It will be - on the Day they see that which they are promised - as though they had not remained [in the world] except an hour of a day [This is] notification And will [any] be destroyed except the defiantly disobedient people
- English - Tafheem -Maududi : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ(46:35) So bear with patience, (O Prophet), even as the Messengers endowed with firmness of resolve *37 (before you) bore with patience, and do not be hasty in their regard. The Day when they see what they had been warned against they will feel as though they had remained in the world no more than an hour of a day. (The Truth has been conveyed.) Will any, then, suffer perdition except those who disobey?
- Français - Hamidullah : Endure Muhammad donc comme ont enduré les messagers doués de fermeté; et ne te montre pas trop pressé de les voir subir [leur châtiment] Le jour où ils verront ce qui leur est promis il leur semblera qu'ils n'étaient restés [sur terre] qu'une heure d'un jour Voilà une communication Qui sera donc anéanti sinon les gens pervers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Sei nun standhaft wie diejenigen der Gesandten die Entschlossenheit besaßen standhaft waren; und wünsche nichts gegen sie zu beschleunigen Am Tag da sie sehen was ihnen angedroht wird glauben sie nur eine Stunde eines Tages verweilt zu haben Dies ist eine Botschaft Wird denn jemand vernichtet außer dem Volk der Frevler
- Spanish - Cortes : Ten pues paciencia como la tuvieron otros enviados resueltos Y no reclames para ellos el adelantamiento El día que vean aquello con que se les amenaza les parecerá no haber permanecido más de una hora de día Éste es un comunicado Y ¿quién será destruido sino el pueblo perverso
- Português - El Hayek : Persevera pois como o fizeram os inflexíveis entre os mensageiros e que foram ameaçados pensarão não haverpermanecido no mundo terreno mais do que uma hora de um só dia Eis aqui a Mensagem Porventura serão aniquiladosoutros além dos depravados
- Россию - Кулиев : Терпи же как терпели твердые духом посланники и не торопи Меня с наказанием для них В тот день когда они увидят то что им обещано им покажется что они пробыли на земле всего лишь час дня Таково послание Разве будет погублен кто-либо кроме нечестивых людей
- Кулиев -ас-Саади : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
Терпи же, как терпели твердые духом посланники, и не торопи Меня с наказанием для них. В тот день, когда они увидят то, что им обещано, им покажется, что они пробыли на земле всего лишь час дня. Таково послание! Разве будет погублен кто-либо, кроме нечестивых людей?Всевышний повелел Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, терпеливо сносить причиняемые неверующими страдания и непрестанно призывать их к Аллаху, как это делали величайшие из людей - твердые духом посланники. В борьбе с неверием они проявили невиданное усердие, терпение, стойкость и убежденность в правоте своего дела. Они более кого бы то ни было достойны подражания, и каждый правоверный должен идти по их стопам и следовать их курсу. Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, подчинился приказу своего Господа и проявил себя так, как это не удавалось сделать ни одному из его предшественников. Многобожники сплотились в борьбе с Посланником, да благословит его Аллах и приветствует, и всеми силами пытались помешать ему распространять религию Аллаха. Но он до конца оставался верен своему долгу. Он сражался с врагами Аллаха и терпеливо сносил их обиды и оскорбления до тех пор, пока Всевышний не одарил его победой над неверующими. И вот, его религия восторжествовала над остальными вероисповеданиями, а его последователи превзошли последователей любого другого учения. Господи, благослови нашего Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, и ниспошли ему мир! О Мухаммад! Не торопи Меня с наказанием неверующих, даже если они сами просят тебя явить им наказание, которое они считают ложью. Они поступают так из-за своего невежества и слабоумия, но их необдуманные слова не должны подталкивать тебя на необдуманные поступки. Не проклинай их за их поступки, потому что то, что должно свершиться, все равно произойдет. Не печалься от того, что они предпочли для себя короткое удовольствие, ведь это им суждено оказаться в пучине невыносимых мук. Мирская жизнь, благами которой они наслаждаются на земле, беспокойна и коротка. А ниспосланный тебе Великий Коран - это возвещение, в котором Мы разъяснили все, что вам необходимо знать, и научили вас тому, как следует готовиться к путешествию в загробный мир. Он поможет вам попасть в обитель блаженства и спастись от мучительного наказания. Коран - это лучшее, что человек может взять с собой в Последнюю жизнь, и лучшее из того, чем Аллах обогатил Своих рабов на земле. Разве будет погублен кто-либо, кроме грешников? О нет! Божья кара падет только на тех, в ком не было никакого добра, кто вышел из повиновения своему Господу и отказался уверовать в принесенную посланниками Аллаха истину. Аллах смилостивился над ними и предостерег их от заблуждения, но они не вняли Его увещеванию и вплоть до самой смерти пропадали в пучине неверия. Упаси нас Аллах от этого!
- Turkish - Diyanet Isleri : Peygamberlerden azim sahibi olanların sabrettiği gibi sen de sabret; inkarcılar için acele etme; onlar kendilerine söz verileni gördükleri gün dünyada sadece gündüzün bir müddeti eğlendiklerini sanırlar Bu bir bildiridir; yoldan çıkmış olanlardan başkası mı yok edilir
- Italiano - Piccardo : Sopporta con pazienza come sopportarono i messaggeri risoluti Non cercare di affrettare alcunché per loro Il Giorno in cui vedranno quel che è stato promesso loro sarà come se fossero rimasti solo un'ora del giorno [Questo è solo un] annuncio chi altri sarà annientato se non i perversi
- كوردى - برهان محمد أمين : کهوابوو ئهی پێغهمبهر صلى الله عليه وسلم دان بهخۆدا بگرهو خۆڕاگربه ههروهکوو پێغهمبهرانی خاوهن ویستی بههێز خۆڕاگر بوون پهلهشیان لێ مهکه ئهو ڕۆژهی کهبهڵێنیان دراوهتێ ههر کاتێک پێشهات وا دهزانن تهنها ساتهوهختێکیان لهرۆژێکدا پێچووه ئهمهبهڵێن و پهیام و ڕاگهیاندنێکی تهواوه جا ئهو کاتهمهگهر تهنها تاوانباراو گوناهکاران نین کهتیادهچن
- اردو - جالندربرى : پس اے محمدﷺ جس طرح اور عالی ہمت پیغمبر صبر کرتے رہے ہیں اسی طرح تم بھی صبر کرو اور ان کے لئے عذاب جلدی نہ مانگو۔ جس دن یہ اس چیز کو دیکھیں گے جس کا ان سے وعدہ کیا جاتا ہے تو خیال کریں گے کہ گویا دنیا میں رہے ہی نہ تھے مگر گھڑی بھر دن۔ یہ قران پیغام ہے۔ سو اب وہی ہلاک ہوں گے جو نافرمان تھے
- Bosanski - Korkut : Ti izdrži kao što su izdržali odlučni poslanici i ne traži da im kazna što prije dođe A onoga Dana kada dožive ono čime im se prijeti učiniće im se da su ostali samo jedan čas dana I dosta A zar će ko drugi biti uništen do narod raskalašeni
- Swedish - Bernström : BÄR [Muhammad motgång och oförrätt] med tålamod liksom sändebuden [före dig] män fasta i sina föresatser bar [allt] med tålamod; och begär inte att förnekarna genast skall [straffas] Den Dag då de med egna ögon får se det som lovats dem [kommer det att förefalla dem] som om de inte hade tillbringat mer än en timme av en dag på jorden [Detta är] budskapet Kommer då någon att förgöras utom de som förhärdade sig i synd och trots [mot Gud]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka bersabarlah kamu seperti orangorang yang mempunyai keteguhan hati dari rasulrasul telah bersabar dan janganlah kamu meminta disegerakan azab bagi mereka Pada hari mereka melihat azab yang diancamkan kepada mereka merasa seolaholah tidak tinggal di dunia melainkan sesaat pada siang hari Inilah suatu pelajaran yang cukup maka tidak dibinasakan melainkan kaum yang fasik
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ
(Maka bersabarlah kamu) di dalam menghadapi perlakuan kaummu yang menyakitkan itu (sebagaimana orang-orang yang mempunyai keteguhan hati) yaitu orang-orang yang teguh dan sabar di dalam menghadapi cobaan dan tantangan (dari rasul-rasul) sebelummu, karena itu kamu akan termasuk orang yang mempunyai keteguhan hati. Lafal Min di sini menunjukkan makna Bayan, sehingga pengertiannya menunjukkan, bahwa semua rasul-rasul itu mempunyai keteguhan hati. Tetapi menurut pendapat yang lain itu menunjukkan makna Lit Tab'idh, karena Nabi Adam bukanlah termasuk di antara mereka yang memiliki keteguhan hati, sebagaimana yang diungkapkan oleh ayat lain yaitu firman-Nya: ".. dan tidak Kami dapati padanya kemauan yang kuat." (Q.S. Thaha, 115) demikian pula Nabi Yunus tidak termasuk di antara mereka yang Ulil 'Azmi, sebagaimana yang diungkapkan oleh firman-Nya, ".. dan janganlah kamu seperti orang yang berada dalam (perut) ikan (Yunus)." (Q.S. Al-Qalam, 48) (dan janganlah kamu meminta disegerakan azab bagi mereka) bagi kaummu yaitu disegerakan turunnya azab bagi mereka. Menurut pendapat lain, bahwa hal ini timbul sebagai reaksi dari sikap mereka terhadapnya, maka Nabi suka jika azab diturunkan kepada mereka, tetapi selanjutnya Nabi diperintahkan supaya bersabar dan jangan meminta supaya disegerakan azab bagi mereka. Karena sesungguhnya azab itu pasti akan menimpa mereka. (Pada hari mereka melihat apa yang diancamkan kepada mereka, mereka merasa seolah-olah) yang dimaksud adalah azab di akhirat mengingat lamanya masa di akhirat mereka merasa seolah-olah (tidak tinggal) di dunia menurut dugaan mereka (melainkan sesaat pada siang hari) Alquran ini adalah (suatu peringatan) peringatan dari Allah buat kalian (maka tidaklah) tiadalah (dibinasakan) sewaktu azab sudah di ambang pintu (melainkan orang-orang yang fasik) yaitu orang-orang yang kafir.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতএব আপনি সবর করুন যেমন উচ্চ সাহসী পয়গম্বরগণ সবর করেছেন এবং ওদের বিষয়ে তড়িঘড়ি করবেন না। ওদেরকে যে বিষয়ে ওয়াদা দেয়া হত তা যেদিন তারা প্রত্যক্ষ করবে সেদিন তাদের মনে হবে যেন তারা দিনের এক মুহুর্তের বেশী পৃথিবীতে অবস্থান করেনি। এটা সুস্পষ্ট অবগতি। এখন তারাই ধ্বংসপ্রাপ্ত হবে যারা পাপাচারী সম্প্রদায়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "நபியே நம் தூதர்களில் திடசித்தமுடையவர்கள் பொறமையாக இருந்தது போல் நீரும் பொறுமையுடன் இருப்பீராக இவர்களுக்காக வேதனையை வரவழைக்க அவசரப்படாதீர் இவர்களுக்கு வாக்களிக்கப்பட்டதை இவர்கள் பார்க்கும் நாளில் அவர்கள் இப்பூமியில் ஒரு நாளில் ஒரு நாழிகைக்கு மேல் இருக்கவில்லை என்று எண்ணுவார்கள் இது தெளிவாக அறிவிக்க வேணிடிதே எனவே வரம்பு மீறியவர்கள் தவிர வேறு எவரும் அழிக்கப்படுவார்களா
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้นเจ้าจงอดทนดังเช่นบรรดาผู้ตั้งจิตมั่นแห่งร่อซูลทั้งหลาย ได้อดทนมาก่อนแล้ว และอย่ารีบเร่ง ให้มีการลงโทษ แก่พวกเขา วันที่พวกเขาจะเห็นสิ่งที่ถูกสัญญาไว้แก่พวกเขานั้น ประหนึ่งว่าพวกเขามิได้พำนักอยู่ในโลกนี้เว้นแต่เพียงชั่วครู่หนึ่งยามกลางวันเท่านั้น นี้คือการประกาศตักเตือนดังนั้นความหายนะจะไม่ประสบแก่ผู้ใดนอกจากหมู่ชนผู้ฝ่าฝืนเท่านั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Бас азмуматонат соҳиби бўлган Пайғамбарлар сабр қилгандек сабр қил уларга азоб етишига шошилма Улар ваъда қилинган нарсани кўрганларида худди бу дунёда кундуздан бир лаҳзагина турганга ўхшарлар Бу етказишдир Бас фақат фосиқ қавмларгина ҳалок қилинур Аллоҳ таоло ушбу оятда кофир мушрик ва динсизлар доимо мўмин мусулмонларга зулм қилиб озор бериб тазйиқ ўтказиб келаганликларини эслатмоқда Улул азм яъни сабр матонат соҳиби бўлган Пайғамбарлар–Нуҳ Иброҳим Мусо Ийсо алайҳиссаломлардир Бу буюк Пайғамбарларнинг ҳар бирларининг бошларига иймон йўлида дину диёнат йўлида қанчаданқанча кулфатлар ёғилган Лекин улар сабр матонатда зарбулмасал бўлганлар Оятда Қуръон етказиш деб аталмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 你应当坚忍,如有决心的众使者那样坚忍,你不要要求他们所应得的刑罚早日实现。他们眼见自己所做恐吓的刑罚之日,他们将觉得仿佛在尘世只在白昼逗留过片刻。这是一个通告。惟悖逆的民众,才遭毁灭。
- Melayu - Basmeih : Jika demikian akibat orangorang kafir yang menentangmu wahai Muhammad maka bersabarlah engkau sebagaimana sabarnya Rasulrasul "UlilAzmi" yang mempunyai keazaman dan ketabahan hati dari kalangan Rasulrasul yang terdahulu daripadamu; dan janganlah engkau meminta disegerakan azab untuk mereka yang menentangmu itu Sesungguhnya keadaan mereka semasa melihat azab yang dijanjikan kepada mereka merasai seolaholah mereka tidak tinggal di dunia melainkan sekadar satu saat sahaja dari siang hari Penerangan yang demikian cukuplah menjadi pelajaran bagi orangorang yang mahu insaf Maka ingatlah tidak dibinasakan melainkan kaum yang fasik derhaka
- Somali - Abduh : Usamir siday u samreen kuwii sugnaanta iyo niyadda u saaxiibka ahaa ee rasuullada ahaa hana ku dagdagin in la caddibo waxay la midnoqon markay arkaan waxa loogu goodiyay ineeyan ku nagaanin Adduunka Saacad maalin ah waxaan ahayn Quraankuna waa gaadhsiin kuwa faasiqiinta ah umbaana la halaagaa
- Hausa - Gumi : Sabõda haka ka yi haƙuri kamar yadda mãsu ƙarfin niyya daga Manzanni suka yi haƙuri Kuma kada ka yi musu gaggãwa Kamar dai sũ a rãnar da suke ganin sakamako abin da ake yi musu wa'adi ba su zauna ba fãce sa'a guda daga yini Iyarwa dai da Manzanci Shin akwai wanda za a halakar Bãbu fãce mutãne fasiƙai
- Swahili - Al-Barwani : Basi subiri kama walivyo subiri Mitume wenye stahmala kubwa wala usiwafanyie haraka Siku watakayo yaona waliyo ahidiwa itakuwa kama kwamba hawakukaa ulimwenguni ila saa moja ya mchana Huu ndio ufikisho Kwani huangamizwa wengine isipo kuwa walio waovu tu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E ti bëhu i durueshëm o Muhammed ashtu siç kanë duruar me këmbëngulje pejgamberët e tjerë dhe mos kërko shpejtimin e dënimit për ta E atë Ditë kur të përjetojnë atë që u është premtuar atyre dënimi do t’u duket atyre se në këtë botë kanë qëndruar vetëm një çast të ditës Kjo është shpallje E kush do të shkatërrohet tjetër pos popullit ngatërrestar
- فارسى - آیتی : پس پايدارى كن، همچنان كه پيامبران اُولوالعزم پايدارى كرده بودند. و در عقوبتشان شتاب مكن. آن روز كه آن وعدهاى را كه به آنها داده شده بنگرند، پندارند كه جز به قدر ساعتى از روز در گور درنگ نكردهاند. اين تبليغ رسالت است. آيا جز نافرمانان به هلاكت مىرسند؟
- tajeki - Оятӣ : Пас пойдорӣ кун, ҳамчунон ки паёмбарони улулазм (боазм) пойдорӣ карда буданд, Ва дар уқубаташон шитоб макун. Он рӯз, ки он ваъдаеро, ки ба онҳо дода шуда, бингаранд, пиндоранд, ки ҷуз ба қадри соъате аз рӯз дар гӯр намонда буданд. Ин расонидани пайғом аст. Оё ҷуз нофармонон ба ҳалокат мерасанд?
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) سەن (مۇشرىكلارنىڭ سالغان جاپاسىغا) ئىرادىلىك پەيغەمبەرلەر سەۋر قىلغاندەك سەۋر قىلغىن، ئۇلارغا بولىدىغان ئازابقا ئالدىراپ كەتمىگىن. ئۇلار (ئاخىرەتتە) ۋەدە قىلىنغان ئازابنى كۆرگەندە، (ئۇلار دۇنيادا) گويا كۈندۈزدە بىر دەملا تۇرغاندەك ھېس قىلىدۇ، (بۇ قۇرئان سىلەرگە) تەبلىغدۇر، پەقەت پاسىق قەۋملا ھالاك قىلىنىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അതിനാല് നീ ക്ഷമിക്കുക. ഇഛാശക്തിയുള്ള ദൈവദൂതന്മാര് ക്ഷമിച്ചപോലെ. ഈ സത്യനിഷേധികളുടെ കാര്യത്തില് നീ തിരക്കു കൂട്ടാതിരിക്കുക. അവര്ക്ക് വാഗ്ദാനം നല്കപ്പെടുന്ന ശിക്ഷ നേരില് കാണുന്ന ദിവസം അവര്ക്കു തോന്നും: തങ്ങള് പകലില്നിന്നൊരു വിനാഴിക നേരമല്ലാതെ ഭൂലോകത്ത് വസിച്ചിട്ടില്ലെന്ന്. ഇത് ഒരറിയിപ്പാണ്. ഇനിയും അധര്മികളല്ലാതെ ആരെങ്കിലും നാശത്തിന്നര്ഹരാകുമോ?
- عربى - التفسير الميسر : فاصبر ايها الرسول على ما اصابك من اذى قومك المكذبين لك كما صبر اولو العزم من الرسل من قبلك وهم على المشهور نوح وابراهيم وموسى وعيسى وانت منهم ولا تستعجل لقومك العذاب فحين يقع ويرونه كانهم لم يمكثوا في الدنيا الا ساعه من نهار هذا بلاغ لهم ولغيرهم ولا يهلك بعذاب الله الا القوم الخارجون عن امره وطاعته
*37) That is, "Just as the Prophets before you went on enduring with patience and ceaseless struggle the indifference, opposition, resistance and persecutions of their people for years on end, so should you also do the same, and do not entertain the idea that either the people should believe in you immediately or. if they do not believe, Allah should visit them with His torment "