- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرْحَامَكُمْ
- عربى - نصوص الآيات : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم
- عربى - التفسير الميسر : فلعلكم إن أعرضتم عن كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن تعصوا الله في الأرض، فتكفروا به وتسفكوا الدماء وتُقَطِّعوا أرحامكم.
- السعدى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
ثم ذكر تعالى حال المتولي عن طاعة ربه، وأنه لا يتولى إلى خير، بل إلى شر، فقال: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } أي: فهما أمران، إما التزام لطاعة الله، وامتثال لأوامره، فثم الخير والرشد والفلاح، وإما إعراض عن ذلك، وتولٍ عن طاعة الله، فما ثم إلا الفساد في الأرض بالعمل بالمعاصي وقطيعة الأرحام.
- الوسيط لطنطاوي : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
ثم بين - سبحانه - ما هو متوقع منهم ، ووجه الخطاب إليهم على سبيل الالتفات ليكون أزجر لهم ، فقال : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرض وتقطعوا أَرْحَامَكُمْ ) .
قال الفخر الرازى ما ملخصه : وهذه الآية فيها إشارة إلى فساد قول قالوه ، وهو أنهم كانوا يقولون : كيف نقاتل العرب وهم من ذوى أرحامنا وقبائلنا .
والاستفهام للتقرير المؤكد ، وعسى للتوقع ، وفى قوله ( إِن تَوَلَّيْتُمْ ) وجهان : أحدهما : أنه من الولاية ، يعنى : فهل يتوقع منكم - أيها المنافقون - إن أخذتم الولاية وسار الناس بأمركم ، إلا فساد فى الأرض وقطع الأرحام؟
وثانيهما : أنه من التولى بمعنى الإِعراض وهذا أنسب - أى : إن كنتم تتركون القتال ، وتقولون فيه الإِفاسد وقطع الأرحام ، لكون الكفار أقاربنا ، فإن فى هذه الحالة لا يتوقع منكم إلا الإِفساد وقطع الأرحام كما كان حالكم فى الجاهلية .
وعلى كلا القولين فالمقصود من الآية توبيخهم على جبنهم وكراهتهم لما يأمرهم به النبى - صلى الله عليه وسلم - من الجهاد فى سبيل الله - تعالى - ، وتقريعهم على أعذارهم الباظلة ، ببيان أنهم لو أعرضوا عن القتال وخالفوا تعاليم الإِسلام فلن يكون منهم إلا الإِفساد وقطع الأرحام ، وكذلك سيكون حالهم لو تولوا أمور الناس ، وكانوا حكاما لهم .
وقوله : ( أَن تُفْسِدُواْ ) خبر عسى ، وقوله : ( إِن تَوَلَّيْتُمْ . . ) جملة معترضة ، وجواب ( إِن ) محذوف لدلالة قوله : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ ) عليه .
أى : ما يتوقع منكم إلا الإِفساد وقطع الأرحام ، إن أعرضتم عن تعاليم الإِسلام ، أو إن توليتم أمور الناس ، فأحذروا أن يكون منكم هذا التولى الذى سيفضى بكم إلى سوء المصير ، الذى بينه - سبحانه - فى قوله : ( أولئك الذين لَعَنَهُمُ الله )
- البغوى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
( فهل عسيتم ) فلعلكم ( إن توليتم ) أعرضتم عن القرآن وفارقتم أحكامه ( أن تفسدوا في الأرض ) تعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية فتفسدوا في الأرض بالمعصية والبغي وسفك الدماء ، وترجعوا إلى الفرقة بعد ما جمعكم الله بالإسلام . ( وتقطعوا أرحامكم ) قرأ يعقوب : " وتقطعوا " بفتح التاء خفيف ، والآخرون بالتشديد " وتقطعوا " من التقطيع ، على التكثير ، لأجل الأرحام ، قال قتادة : كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله ألم يسفكوا الدم الحرام ، وقطعوا الأرحام ، وعصوا الرحمن ؟ وقال بعضهم : هو من الولاية . وقال المسيب بن شريك والفراء : يقول فهل عسيتم إن وليتم أمر الناس أن تفسدوا في الأرض بالظلم ، نزلت في بني أمية وبني هاشم ، يدل عليه قراءة علي بن أبي طالب " توليتم " بضم التاء والواو وكسر اللام ، يقول : إن وليتكم ولاة جائرة خرجتم معهم في الفتنة وعاونتموهم .
- ابن كثير : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
وقوله : ( فهل عسيتم إن توليتم ) أي : عن الجهاد ونكلتم عنه ، ( أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ) أي : تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء ، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام
- القرطبى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
قوله تعالى : قوله تعالى : فهل عسيتم إن توليتم اختلف في معنى إن توليتم فقيل : هو من الولاية . قال أبو العالية : المعنى فهل عسيتم إن توليتم الحكم فجعلتم حكاما أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشا . وقال الكلبي : أي : فهل عسيتم إن توليتم أمر الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم . وقال ابن جريج : المعنى فهل عسيتم إن توليتم عن الطاعة أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام . وقال كعب : المعنى فهل عسيتم إن توليتم الأمر أن يقتل بعضكم بعضا . وقيل : من الإعراض عن الشيء . قال قتادة : أي : فهل عسيتم إن توليتم عن كتاب الله أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء الحرام ، وتقطعوا أرحامكم . وقيل : فهل عسيتم أي : فلعلكم إن أعرضتم عن القرآن وفارقتم أحكامه أن تفسدوا في الأرض فتعودوا إلى جاهليتكم . وقرئ بفتح السين وكسرها . وقد مضى في ( البقرة ) القول فيه مستوفى . وقال بكر المزني : إنها نزلت في الحرورية والخوارج ، وفيه بعد . والأظهر أنه إنما عني بها المنافقون . وقال ابن حيان : قريش . ونحوه قال المسيب بن شريك والفراء ، قالا : نزلت في بني أمية وبني هاشم ، ودليل هذا التأويل ما روى عبد الله بن مغفل قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : [ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض - ثم قال - هم هذا الحي من قريش أخذ الله عليهم إن ولوا الناس ألا يفسدوا في الأرض ولا يقطعوا أرحامهم ] . وقرأ علي بن أبي طالب ( إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ) بضم التاء والواو وكسر اللام . وهي قراءة ابن أبي إسحاق ، ورواها رويس عن يعقوب . يقول : إن وليتكم ولاة جائرة خرجتم معهم في الفتنة وحاربتموهم . وتقطعوا أرحامكم بالبغي والظلم والقتل . وقرأ يعقوب وسلام وعيسى وأبو حاتم ( وتقطعوا ) بفتح التاء وتخفيف القاف ، من القطع ، اعتبارا بقوله تعالى : ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل . وروى هذه القراءة هارون عن أبى عمرو .
وقرأ الحسن ( وتقطعوا ) مفتوحة الحروف مشددة ، اعتبارا بقوله تعالى : وتقطعوا أمرهم بينهم . الباقون وتقطعوا بضم التاء مشددة الطاء ، من التقطيع على التكثير ، وهو اختيار أبي عبيد . وتقدم ذكر عسيتم في ( البقرة ) . وقال الزجاج في قراءة نافع : لو جاز هذا لجاز ( عسي ) بالكسر . قال الجوهري : ويقال عسيت أن أفعل ذلك ، وعسيت بالكسر . وقرئ ( فهل عسيتم ) بالكسر .
قلت : ويدل قوله هذا على أنهما لغتان . وقد مضى القول فيه في ( البقرة ) مستوفى .
في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك - ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - اقرءوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها . وظاهر الآية أنها خطاب لجميع الكفار .
وقال قتادة وغيره : معنى الآية فلعلكم ، أو يخاف عليكم ، إن أعرضتم عن الإيمان أن تعودوا إلى الفساد في الأرض لسفك الدماء . قال قتادة : كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله تعالى ألم يسفكوا الدماء الحرام ويقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن . فالرحم على هذا رحم دين الإسلام والإيمان ، التي قد سماها الله إخوة بقوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة وعلى قول الفراء أن الآية نزلت في بني هاشم وبني أمية ، والمراد من أضمر منهم نفاقا ، فأشار بقطع الرحم إلى ما كان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - من القرابة بتكذيبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - . وذلك يوجب القتال .
وبالجملة فالرحم على وجهين : عامة وخاصة ، فالعامة رحم الدين ، ويوجب مواصلتها بملازمة الإيمان والمحبة لأهله ونصرتهم ، والنصيحة وترك مضارتهم والعدل بينهم ، والنصفة في معاملتهم والقيام بحقوقهم الواجبة ، كتمريض المرضى وحقوق الموتى من غسلهم والصلاة عليهم ودفنهم ، وغير ذلك من الحقوق المترتبة لهم . وأما الرحم الخاصة وهي رحم القرابة من طرفي الرجل أبيه وأمه ، فتجب لهم الحقوق الخاصة وزيادة ، كالنفقة وتفقد أحوالهم ، وترك . التغافل عن تعاهدهم في أوقات ضروراتهم ، وتتأكد في حقهم حقوق الرحم العامة ، حتى إذا تزاحمت الحقوق بدئ بالأقرب فالأقرب . وقال بعض أهل العلم : إن الرحم التي تجب صلتها هي كل رحم محرم وعليه فلا تجب في بني الأعمام وبني الأخوال .
وقيل : بل هذا في كل رحم ممن ينطلق عليه ذلك من ذوي الأرحام في المواريث ، محرما كان أو غير محرم . فيخرج من هذا أن رحم الأم التي لا يتوارث بها لا تجب صلتهم ولا يحرم قطعهم . وهذا ليس بصحيح ، والصواب أن كل ما يشمله ويعمه الرحم تجب صلته على كل حال ، قربة ودينية ، على ما ذكرناه أولا والله أعلم .
قد روى أبو داود الطيالسي في مسنده قال : حدثنا شعبة قال أخبرني محمد بن عبد الجبار قال سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن للرحم لسانا يوم القيامة تحت العرش يقول يا رب قطعت يا رب ظلمت يا رب أسيء إلي فيجيبها ربها ألا ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك . وفي صحيح مسلم عن جبير بن مطعم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا يدخل الجنة قاطع . قال ابن أبي عمر قال سفيان : يعني قاطع رحم . ورواه البخاري .
قوله - عليه السلام - : إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم . . . خلق بمعنى اخترع وأصله التقدير ، كما تقدم . والخلق هنا بمعنى المخلوق . ومنه قوله تعالى : هذا خلق الله أي : مخلوقه . ومعنى فرغ منهم كمل خلقهم . لا أنه اشتغل بهم ثم فرغ من شغله بهم ، إذ ليس فعله بمباشرة ولا مناولة ، ولا خلقه بآلة ولا محاولة ، تعالى عن ذلك . وقوله : قامت الرحم فقالت يحمل على أحد وجهين : أحدهما : أن يكون الله تعالى أقام من يتكلم عن الرحم من الملائكة فيقول ذلك ، وكأنه وكل بهذه العبادة من يناضل عنها ويكتب ثواب من وصلها ووزر من قطعها ، كما وكل الله بسائر الأعمال كراما كاتبين ، وبمشاهدة أوقات الصلوات ملائكة متعاقبين . وثانيهما : أن ذلك على جهة التقدير والتمثيل المفهم للإعياء وشدة الاعتناء . فكأنه قال : لو كانت الرحم ممن يعقل ويتكلم لقالت هذا الكلام ، كما قال تعالى : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ثم قال وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون . وقوله : فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة مقصود هذا الكلام الإخبار بتأكد أمر صلة الرحم ، وأن الله سبحانه قد نزلها بمنزلة من استجار به فأجاره ، وأدخله في ذمته وخفارته . وإذا كان كذلك فجار الله غير مخذول وعهده غير منقوض ، ولذلك قال مخاطبا للرحم : ( أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ) . وهذا كما قال - عليه السلام - : ومن صلى الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه بذمته بشيء يدركه ثم يكبه في النار على وجهه .
- الطبرى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
القول في تأويل قوله تعالى : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)
يقول تعالى ذكره لهؤلاء الذين وصف أنهم إذا نـزلت سورة محكمة, وذُكر فيها القتال نظروا إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نظر المغشيّ عليه ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ ) أيها القوم, يقول: فلعلكم إن توليتم عن تنـزيل الله جلّ ثناؤه, وفارقتم أحكام كتابه, وأدبرتم عن محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعما جاءكم به ( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ ) يقول: أن تعصوا الله في الأرض, فتكفروا به, وتسفكوا فيها الدماء ( وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وتعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتت والتفرّق بعد ما قد جمعكم الله بالإسلام, وألَّف به بين قلوبكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ )... الآية. يقول: فهل عسيتم كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله, ألم يسفكوا الدم الحرام, وقطَّعوا الأرحام, وعَصَوا الرحمن.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) قال: فعلوا.
حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي, قال: ثنا ابن أبي مريم, قال: أخبرنا محمد بن جعفر وسليمان بن بلال, قالا ثنا معاوية بن أبي المزرّد المديني, عن سعيد بن يسار, عن أبي هريرة, عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: " خَلَقَ اللّهُ الخَلْقَ, فَلَمَّا فَرغ مِنْهُمْ تَعَلَّقَتِ الرَّحِمُ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ فَقالَ مَهْ: فَقالَتْ: هَذَا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ, قالَ: أَفمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ, وَأصِلَ مَنْ وَصَلَكِ؟ قالَتْ: نَعَمْ, قالَ: فَذلكِ لَكِ".
قال سليمان في حديثه: قال أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) وقد تأوّله بعضهم: فهل عسيتم إن توليتم أمور الناس أن تفسدوا في الأرض بمعنى الولاية, وأجمعت القرّاء غير نافع على فتح السين من عَسَيتم , وكان نافع يكسرها عَسِيتم.
والصواب عندنا قراءة ذلك بفتح السين لإجماع الحجة من القرّاء عليها, وأنه لم يسمع في الكلام: عَسِيَ أخوك يقوم, بكسر السين وفتح الياء; ولو كان صوابا كسرها إذا اتصل بها مكنّى, جاءت بالكسر مع غير المكنّى, وفي إجماعهم على فتحها مع الاسم الظاهر, الدليل الواضح على أنها كذلك مع المكنّى, وإن التي تَلِي عسيتم مكسورة, وهي حرف حزاء, و " أن " التي مع تفسدوا في موضع نصب بعسيتم.
- ابن عاشور : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22(
مقتضى تناسق النظم أن هذا مفرع على قوله : { فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } [ محمد : 21 ] لأنه يفهم منه أنه إذا عزم الأمر تولوا عن القتال وانكشف نفاقهم فتكون إتماماً لما في الآية السابقة من الإنباء بما سيكون من المنافقين يوم أُحُد . وقد قال عبد الله بن أبي : عَلاَم نقتل أنفسنا ها هنا؟ وربما قال في كلامه : وكيف نقاتل قريشاً وهم من قومنا ، وكان لا يرى على أهل يثرب أن يقاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ويرى الاقتصار على أنهم آووه . والخطاب موجّه إلى الذين في قلوبهم مرض على الالتفات .
والاستفهام مستعمل في التكذيب لما سيعتذرون به لانخزالهم ولذلك جيء فيه ب { هل } الدالة على التحقيق لأنّها في الاستفهام بمنزلة ( قد ( في الخبر ، فالمعنى : أفيتحقق إن توليتم أنكم تفسدون في الأرض وتقطعون أرحامكم وأنتم تزعمون أنكم توليتم إبقاء على أنفسكم وعلى ذوي قرابة أنسابكم على نحو قوله تعالى : { قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا } [ البقرة : 246 ] وهذا توبيخ كقوله تعالى : { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم } [ البقرة : 85 ] . والمعنى : أنكم تقعون فيما زعمتم التّفادي منه وذلك بتأييد الكفر وإحداث العداوة بينكم وبين قومكم من الأنصار . فالتولّي هنا هو الرجوع عن الوجهة التي خرجوا لها كما في قوله تعالى : { فلما كتب عليهم القتال تولّوا إلا قليلاً منهم } [ البقرة : 246 ] وقوله : { أفرأيت الذي تولّى } [ النجم : 33 ] وقوله : { فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى } [ طه : 60 ] . وبمثله فسر ابن جريج وقتادة على تفاوتتٍ بين التفاسير . ومن المفسرين من حمل التولّي على أنه مطاوع وَلاّه إذا أعطاه ولاية ، أي ولاية الحكم والإمارة على الناس وبه فسر أبو العالية والكلبي وكعب الأحبار . وهذا بعيد من اللفظ ومن النظم وفيه تفكيك لاتصال نظم الكلام وانتقال بدون مناسبة ، وتجاوز بعضهم ذلك فأخذ يدعي أنها نزلت في الحرورية ومنهم من جعلها فيما يحدث بين بني أمية وبني هاشم على عادة أهل الشيع والأهواء من تحميل كتاب الله ما لا يتحمله ومن قصر عموماته على بعض ما يراد منها .
وقرأ نافع وحده { عَسِيتُم } بكسر السين . وقرأه بقية العشرة بفتح السين وهما لغتان في فعل عسى إذا اتصل به ضمير . قال أبو علي الفارسي : وجه الكسر أن فعله : عَسِي مثل رَضِي ، ولم ينطقوا به إلاّ إذا أسند هذا الفعل إلى ضمير ، وإسناده إلى الضمير لغة أهل الحجاز ، أما بنو تميم فلا يسندونه إلى الضمير البتة ، يقولون : عسى أن تفعلوا .
- إعراب القرآن : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
«فَهَلْ» الفاء حرف استئناف وهل حرف استفهام «عَسَيْتُمْ» عسى واسمها «إِنْ» حرف شرط جازم «تَوَلَّيْتُمْ» ماض والتاء فاعله والجملة ابتدائية لا محل لها وجملة عسيتم مستأنفة «أَنْ تُفْسِدُوا» مضارع منصوب بأن والواو فاعله «فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل «وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ» معطوف على أن تفسدوا والمصدر المؤول من أن والفعل خبر عسى
- English - Sahih International : So would you perhaps if you turned away cause corruption on earth and sever your [ties of] relationship
- English - Tafheem -Maududi : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ(47:22) Now, if you were to turn away, *33 what else can be expected but that you will work corruption in the land and fly at each other's throats? *34
- Français - Hamidullah : Si vous vous détournez ne risquez-vous pas de semer la corruption sur terre et de rompre vos liens de parenté
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Werdet ihr vielleicht wenn ihr euch abkehrt auf der Erde Unheil stiften und eure Verwandtschaftsbande zerreißen
- Spanish - Cortes : Si volvéis la espalda os exponéis a corromper en la tierra y a cortar vuestros lazos de sangre
- Português - El Hayek : É possível que causeis corrupção na terra e que rompais os vínculos consangüíneos quando assumirdes o comando
- Россию - Кулиев : Может быть если вы станете руководить или отвернетесь от веры; или откажетесь повиноваться то распространите нечестие на земле и разорвете родственные связи
- Кулиев -ас-Саади : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
Может быть, если вы станете руководить (или отвернетесь от веры; или откажетесь повиноваться), то распространите нечестие на земле и разорвете родственные связи.Всевышний сообщил, что всякий, кто уклоняется от выполнения Его предписаний, склоняется к злу. У людей всегда есть выбор: либо они подчиняются приказам Аллаха, следуют прямым путем и добиваются успеха; либо они ослушаются Аллаха, совершают грехи, творят беззаконие на земле и разрывают родственные связи.
- Turkish - Diyanet Isleri : Geri dönerseniz yeryüzünde bozgunculuk yapmanız ve akrabalık bağlarını kesmeniz beklenmez mi sizden
- Italiano - Piccardo : Se volgeste le spalle potreste spargere corruzione sulla terra e rompere i legami del sangue
- كوردى - برهان محمد أمين : ئایا ئێوه بهتهمان ئهگهر لهغهزا پشت ههڵبکهن یاخود دهسهڵاتتان کهوتهدهست تۆوی ئاژاوهو فهساد و تاوان لهزهودا بچێنن و ههرچی پهیوهندی خزمایهتیش ههیه بیپچڕێنن و لهناوی بهرن
- اردو - جالندربرى : اے منافقو تم سے عجب نہیں کہ اگر تم حاکم ہو جاو تو ملک میں خرابی کرنے لگو اور اپنے رشتوں کو توڑ ڈالو
- Bosanski - Korkut : Zar i vi ne biste kada biste se vlasti dočepali nered na Zemlji činili i rodbinske veze kidali
- Swedish - Bernström : Skall man kanske vänta av er om ni vänder ryggen [åt Profeten och hans budskap] att ni [går tillbaka till ert gamla liv och] stör ordningen på jorden och sprider sedefördärv och river itu alla familjeband
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka apakah kiranya jika kamu berkuasa kamu akan membuat kerusakan di muka bumi dan memutuskan hubungan kekeluargaan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
(Maka apakah sekiranya) dapat dibaca `Asaitum atau `Asiitum, di dalam ungkapan ini terkandung ungkapan Iltifat dari Ghaibah kepada Mukhathab; maksudnya barangkali kalian (jika kalian berpaling) memalingkan diri dari iman (kalian akan membuat kerusakan di muka bumi dan memutuskan hubungan kekeluargaan) maksudnya, kalian akan kembali kepada akhlak jahiliyah, yaitu gemar mengadakan kerusakan dan peperangan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ক্ষমতা লাভ করলে সম্ভবতঃ তোমরা পৃথিবীতে অনর্থ সৃষ্টি করবে এবং আত্নীয়তা বন্ধন ছিন্ন করবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : போருக்கு வராது நீங்கள் பின் வாங்குவீர்களாயின் நீங்கள் பூமியில் குழப்பம் உண்டாக்கி உங்கள் சுற்றத்தாரை அவர்களுடன் கலந்து உறவாடுவதிலிருந்தும் துண்டித்து விடுவும் முனைவீர்களோ
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้น หวังกันว่า หากพวกเจ้าผินหลังให้กับการอีมานแล้วพวกเจ้าก็จะก่อความเสียหายในแผ่นดินและตัดความสัมพันธ์ทางเครือญาติของพวกเจ้ากระนั้นหรือ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эҳтимол иймондан юз ўгирсангиз ер юзида фасод қилиб қардошлик ришталарини узарсиз Бу оятда иймондан юз ўгириб жоҳилиятга қайтишдан келадиган бу дунёдаги зарарлар эслатилмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 假若你们执政,你们会不会在地方上作恶,并断绝亲戚的关系呢?
- Melayu - Basmeih : Kalau kamu tidak mematuhi perintah maka tidakkah kamu harus dibimbang dan dikhuatirkan jika kamu dapat memegang kuasa kamu akan melakukan kerosakan di muka bumi dan memutuskan hubungan silaturrahim dengan kaum kerabat
- Somali - Abduh : Amaad mudantihiin haddaad xaqa Jahaadka ka jeedsataan inaad fasaadisaan dhulka Qaraabadiinnana goysaan
- Hausa - Gumi : To shin kunã fãtan idan kun jũya daga umurnin zã ku yi ɓarna a cikin ƙasã kuma ku yan yanke zumuntarku
- Swahili - Al-Barwani : Basi yanayo tarajiwa kwenu mkitawala ndio mfisidi katika nchi na mwatupe jamaa zenu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E vallë ndoshta edhe ju hipokritët sikur të vinit në pushtet do të bënit ngatërresa zullum në Tokë dhe do t’i shkatërronit lidhjet farefisnore
- فارسى - آیتی : آيا اگر به حكومت رسيديد، مىخواهيد در زمين فساد كنيد و پيوند خويشاونديتان را ببريد؟
- tajeki - Оятӣ : Оё агар ба ҳукумат расидед, мехоҳед дар замин фасод кунед ва пайванди хешовандиятонро бибуред?
- Uyghur - محمد صالح : سىلەر (ئىسلام) دىن يۈز ئۆرۈسەڭلار زېمىندا بۇزغۇنچىلىق قىلارسىلەرمۇ ۋە سىلە - رەھىمنى ئۈزۈپ قويارسىلەرمۇ؟
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് പിന്തിരിഞ്ഞുപോവുകയാണെങ്കില് പിന്നെ നിങ്ങള് ഭൂമിയില് കുഴപ്പമുണ്ടാക്കുകയല്ലാതെന്താണ് ചെയ്യുന്നത്? നിങ്ങളുടെ കുടുംബ ബന്ധങ്ങളെ മുറിച്ചുകളയുകയും?
- عربى - التفسير الميسر : فلعلكم ان اعرضتم عن كتاب الله وسنه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان تعصوا الله في الارض فتكفروا به وتسفكوا الدماء وتقطعوا ارحامكم
*33) Another translation of the words in the original can be; "If you became rulers over the people, "
*34) Its one meaning is; 'If at this time you shirk supporting and defending Islam and refrain from fighting with your life and wealth for the cause of me great reformist revolution which the Holy Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) and his Companions are struggling to bring about, there will be no other consequence of this than that you would return to the same system of ignorance in which you have been cutting each other's throat since centuries, burying your children alive and filling God's earth with injustice and wickedness." Its other meaning is: 'You are a people of depraved character. You are not at aII sincere in your claim of having affirmed the Faith, because you are not prepared to make any sacrifice in its cause. Now, is AIIah gives you power in the land and entrusts the affairs of the world to you when morally you are unsound and unreliable, what else can be expected of you than that you would commit tyranny and mischief and resort to killing of your own near and dear ones.
This verse clearly points out that Islam forbids severing of relations with the kindred. On the other hand, in positive terms also, at several places in the Qur'an, treating the relatives kindly and well has been enjoined and counted among the major virtues. (For instance, see AI-Baqarah: 83, 177: An-Nisa': 8, 36; An-Nahl: 90. Bani Isra'il: 26; An-Nur: 22). The word rahm in Arabic is used far kinship and relationship by blood metaphorically. AII the relations of a person, whether near or distant, are his kinsmen (dhwil-arham). The nearer the relationship the greater the right one has upon the other and graver the sin of severing the ties of blood. To treat the kindred well implies that one should do one's utmost in doing whatever good one possibly can to one's relative, should avoid doing any iII or harm to him. Reasoning from this very verse Hadrat 'Umar had forbidden as unlawful selling of the slave girl who had given birth to a child from her master, and the Companions had concurred with him in this. Hakim in his Musradrik has related on the authority of Hadrat Buraidah that one day when he was sitting among the audience of Hadrat 'Umar, suddenly a clamour arose in the street. On inquiring it was known that a slave girl was being sold and her daughter was crying, Hadrat 'Umar immediately got the Ansar and the Muhajirin together and put before them the question: 'Do you find in the Religion that Muhammad (upon whom be Allah's peace) has brought any room for severing of relations between the blood relationships?" Everybody replied in the negative. Thereupon, Hadrat 'Umar said: Then, how is it that in your houses a mother is being separated from her daughter? Could there be a greater and more serious instance of the cutting of these relationships? Then he recited this verse. The people said: You may adopt whatever measure you deem fit to stop this practice. At this Hadrat 'Umar issued this decree for enforcement in all the Islamic territories: "No slave-girl who has given birth to a child from her master is to be sold because this is breaking of kinship ties which is not lawful."