- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَوْ نَشَآءُ لَأَرَيْنَٰكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَٰهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَٰلَكُمْ
- عربى - نصوص الآيات : ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ۚ ولتعرفنهم في لحن القول ۚ والله يعلم أعمالكم
- عربى - التفسير الميسر : ولو نشاء -أيها النبي- لأريناك أشخاصهم، فلعرفتهم بعلامات ظاهرة فيهم، ولتعرفنَّهم فيما يبدو من كلامهم الدال على مقاصدهم. والله تعالى لا تخفى عليه أعمال مَن أطاعه ولا أعمال من عصاه، وسيجازي كلا بما يستحق.
- السعدى : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
{ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } أي: بعلاماتهم التي هي كالوسم في وجوههم. { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } أي: لا بد أن يظهر ما في قلوبهم، ويتبين بفلتات ألسنتهم، فإن الألسن مغارف القلوب، يظهر منها ما في القلوب من الخير والشر { وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } فيجازيكم عليها.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
ثم بين - سبحانه - بعض مظاهر قدرته فقال : ( وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القول ) .
والمراد بالإِرادة هنا : التعريف والعلم الذى يقوم مقام الرؤية بالبصر ، كما فى قولهم : سأريك يا فلان ماأصنع بك . أى : سأعلمك بذلك .
والفاء فى قوله : ( فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ) لترتيب المعرفة على الإِرادة ، والمراد بسيماهم : علاماتهم . يقال : سوم فلان فرسه تسويما ، إذا جعل له علامة يتميز بها .
وكررت اللام فى قوله : ( فَلَعَرَفْتَهُم ) للتأكيد .
ولحن القول : أسلوب من أساليبه المائلة عن الطريق المعروفة ، كأن يقول للقائل قولا يترك فيه التصريح إلى التعريض والإِبهام ، يقال : لَحْنتُ لفلان ألْحَن لَحْنا ، إذا قلت له قولا يفهمه عنك ويخفى على غيره .
قال الجمل : واللحن يقال على معنيين ، أحدهما : الكناية بالكلام حتى لا يفهمه غير مخاطبك - ومنه قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه فى غزوة الأحزاب : " وإن وجدتموهم - أى : بنى قريظة - على الغدر فالحنوا لى الحنا أعرفه " .
والثانى : صرف الكلام من الإِعراب إلى الخطأ - أى : من النطق السليم إلى النطق الخطأ - .
ويقال من الأول : لحنَتْ - بفتح الحاء - ألحن فأنا لاحن ، ويقال من الثانى : لَحِن - بكسر الحاء إذا لم ينطق نطقا سليما - فهو لحن .
والمعنى : ولو نشاء إعلامك وتعريفك - أيها الرسول الكريم - بهؤلاء المنافقين وبذواتهم وأشخاصهم لفعلنا ، لأن قدرتنا لا يعجزها شئ ( فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ) أى : بعلاماتهم الخاصة بهم ، والتى يتميزون بها عن غيرهم .
( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ ) - أيضا - ( فِي لَحْنِ القول ) أى : ولتعرفنهم بسبب أقوالهم المائلة عن الأساليب المعروفة فى الكلام ، حيث يتخاطبون فيما بينهم بمخاطبات لا يقصدون ظهرها ، وإنما يقصدون أشياء أخرى فيها الإِساءة إليك وإلى أتباعك .
قال الإِمام ابن كثير : قوله - تعالى - : ( وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ) يقول - تعالى - : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ، فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل سبحانه - ذلك فى جميع المنافقين ، سترا منه على خلقه .
( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ القول ) أى : فيما يبدون من كلامهم الدالة على مقاصدهم . كما عثمان - رضى الله عنه - : ما أسر أحد قال سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه ، وفلتات لسانه . وفى الحديث : " ما اسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها " .
وعن أبى مسعود عقبة بن عمرو قال : " خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن منكم منافقين ، فمن سميت فليقم . ثم قال : قم فلان ، قم يا فلان - حتى سمى ستة وثلاثين رجلا - ثم قال : إن فيكم - أو منكم فاتقوا الله " " .
وقوله - سبحانه - : ( والله يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) ببان لعلمه الشامل - سبحانه - وتهديد لم يجترح السيئات ، أى : والله - تالى - يعمل أعمالكم علما تاما كاملا ، وسيجازيكم عليها بما يستحقون من ثواب أو عقاب .
- البغوى : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
( ولو نشاء لأريناكهم ) أي لأعلمناكهم وعرفناكهم ( فلعرفتهم بسيماهم ) بعلامتهم ، قال الزجاج : المعنى : لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامة تعرفهم بها .
قال أنس : ما خفي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين ، كان يعرفهم بسيماهم .
( ولتعرفنهم في لحن القول ) في معناه ومقصده .
" واللحن " : وجهان صواب وخطأ ، فالفعل من الصواب : لحن يلحن لحنا فهو لحن إذا فطن للشيء ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض " .
والفعل من الخطأ لحن يلحن لحنا فهو لاحن . والأصل فيه : إزالة الكلام عن جهته .
والمعنى : إنك تعرفهم فيما يعرضون به من تهجين أمرك وأمر المسلمين والاستهزاء بهم ، فكان بعد هذا لا يتكلم منافق عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا عرفه بقوله ، ويستدل بفحوى كلامه على فساد دخيلته .
( والله يعلم أعمالكم ) .
- ابن كثير : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
وقوله : ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لأريناك أشخاصهم ، فعرفتهم عيانا ، ولكن لم يفعل تعالى ذلك في جميع المنافقين سترا منه على خلقه ، وحملا للأمور على ظاهر السلامة ، ورد السرائر إلى عالمها ، ( ولتعرفنهم في لحن القول ) أي : فيما يبدو من كلامهم الدال على مقاصدهم ، يفهم المتكلم من أي الحزبين هو بمعاني كلامه وفحواه ، وهو المراد من لحن القول ، كما قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه ، وفلتات لسانه . وفي الحديث : " ما أسر أحد سريرة إلا كساه الله جلبابها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر " . وقد ذكرنا ما يستدل به على نفاق الرجل ، وتكلمنا على نفاق العمل والاعتقاد في أول " شرح البخاري " ، بما أغنى عن إعادته هاهنا . وقد ورد في الحديث تعيين جماعة من المنافقين . قال الإمام أحمد :
حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان ، عن سلمة ، عن عياض بن عياض ، عن أبيه ، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو - رضي الله عنه - قال : خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن منكم منافقين ، فمن سميت فليقم " . ثم قال : " قم يا فلان ، قم يا فلان ، قم يا فلان " . حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال : " إن فيكم - أو : منكم - فاتقوا الله " . قال : فمر عمر برجل ممن سمى مقنع قد كان يعرفه ، فقال : ما لك ؟ فحدثه بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : بعدا لك سائر اليوم .
- القرطبى : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
ولو نشاء لأريناكهم أي لعرفناكهم . قال ابن عباس : وقد عرفه إياهم في سورة ( التوبة ) تقول العرب : سأريك ما أصنع ، أي : سأعلمك ، ومنه قوله تعالى : بما أراك الله أي : بما أعلمك . فلعرفتهم بسيماهم أي بعلاماتهم . قال أنس ما خفي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد هذه الآية أحد من المنافقين ، كان يعرفهم بسيماهم . وقد كنا في غزاة وفيها سبعة من المنافقين يشك فيهم الناس ، فأصبحوا ذات ليلة وعلى جبهة كل واحد منهم مكتوب ( هذا منافق ) فذلك سيماهم . وقال ابن زيد : قدر الله إظهارهم وأمر أن يخرجوا من المسجد فأبوا إلا أن يتمسكوا بلا إله إلا الله ، فحقنت دماؤهم ونكحوا وأنكحوا بها . ولتعرفنهم في لحن القول أي في فحواه ومعناه . ومنه قول الشاعر :
وخير الكلام ما كان لحنا
أي : ما عرف بالمعنى ولم يصرح به . مأخوذ من اللحن في الإعراب ، وهو الذهاب عن الصواب ، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض أي : أذهب بها في الجواب لقوته على تصريف الكلام . أبو زيد : لحنت له ( بالفتح ) ألحن لحنا إذا قلت له قولا يفهمه عنك ويخفى على غيره . ولحنه هو عني ( بالكسر ) يلحنه لحنا أي : فهمه . وألحنته أنا إياه ، ولاحنت الناس فاطنتهم ، قال الفزاري :
وحديث ألذه هو مما ينعت الناعتون يوزن وزنا
منطق رائع وتلحن أحيا نا وخير الحديث ما كان لحنا
يريد أنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره ، وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته من فطنتها وذكائها . وقد قال تعالى : ولتعرفنهم في لحن القول وقال القتال الكلابي :
ولقد وحيت لكم لكيما تفهموا ولحنت لحنا ليس بالمرتاب
وقال مرار الأسدي :
ولحنت لحنا فيه غش ورابني صدودك ترضين الوشاة الأعاديا
قال الكلبي : فلم يتكلم بعد نزولها عند النبي - صلى الله عليه وسلم - منافق إلا عرفه . وقيل : كان المنافقون يخاطبون النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام تواضعوه فيما بينهم ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع ذلك ويأخذ بالظاهر المعتاد ، فنبهه الله تعالى عليه ، فكان بعد هذا يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم . قال أنس : فلم يخف منافق بعد هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عرفه الله ذلك بوحي أو علامة عرفها بتعريف الله إياه . والله يعلم أعمالكم أي لا يخفى عليه شيء منها .
- الطبرى : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)
( وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ ) يقول تعالى : ولو نشاء يا محمد لعرّفناك هؤلاء المنافقين حتى تعرفهم من قول القائل: سأريك ما أصنع، بمعنى سأعلمك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
وقوله: (فلعرفتهم بسيماهم) يقول: فلتعرفهم بعلامات النفاق الظاهرة منهم في فحوى كلامهم وظاهر أفعالهم ثم إن الله تعالى ذكره عرفه إياهم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ )... إلى آخر الآية, قال: هم أهل النفاق, وقد عرّفه إياهم في براءة, فقال: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ ، وقال: فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا .
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ )... الآية, هم أهل النفاق ( فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) فعرّفه الله إياهم في سوره براءة, فقال: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وقال ( قل لهم لن تَنْفِرُوا (1) معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا ) .
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ ) قال: هؤلاء المنافقون, قال: والذي أسروا من النفاق هو الكفر.
قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ) قال: هؤلاء المنافقون, قال: وقد أراه الله إياهم, وأمر بهم أن يخرجوا من المسجد, قال: فأبوا إلا أن تمسكوا بلا إله إلا الله; فلما أبوا إلا أن تمسكوا بلا إله إلا إلله حُقِنت دماؤهم, ونكحوا ونوكحوا بها.
وقوله ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) يقول: ولتعرفنّ هؤلاء المنافقين في معنى قولهم نحوه.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) قال قولهم: ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) لا يخفى عليه العامل منكم بطاعته, والمخالف ذلك, وهو مجازي جميعكم عليها.
الهوامش:
(1) التلاوة " لن تخرجوا"
- ابن عاشور : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30(
{ أضغانهم * وَلَوْ نَشَآءُ لأريناكهم فَلَعَرَفْتَهُم بسيماهم وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ القول والله يَعْلَمُ } .
كان مرض قلوبهم خفياً لأنهم يبالغون في كتمانه وتمويهه بالتظاهر بالإيمان ، فذكر الله لنبيئه صلى الله عليه وسلم أنه لو شاء لأطلعه عليهم واحداً واحداً فيعرف ذواتهم بعلاماتهم .
والسّيمَى بالقصر : العَلامة الملازمة ، أصله : وِسْمَى بوزن فِعلى من الوسم وهو جعل سمة للشيء ، وهو بكسر أوله . فهو من المثال الواوي الفاء حولت الواو من موضع فاء الكلمة فوضعت في مكان عين الكلمة وحولت عين الكلمة إلى موضع الفاء فصارت سِوْمَى فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، وتقدم عند قوله تعالى : { تعرفهم بسيماهم } في سورة البقرة ( 273 ( .
والمعنى : لأريناكَ أشخاصهم فعرفتهم ، أو لذكرنَا لك أوصافهم فعرفتهم بها ثم يحتمل أن الله شاء ذلك وأراهم للرسول فعن أنس ما خفي على النبي بعد هذه الآية شيء من المنافقين كان يعرفهم بسيماهم ذكره البغوي والثعلبي بدون سند . ومما يروى عن حذيفة ما يقتضي أن النبي عرفه بالمنافقين أو ببعضهم ، ولكن إذا صح هذا فَإن الله لم يأمر بإجرائهم على غير حالة الإسلام ، ويحتمل أن الله قال هذا إكراماً لرسوله ولم يطلعه عليهم .
واللام في لأريناكهم } لام جواب { لو } التي تزاد فيه غالباً . واللام في { فلعرفتهم } تأكيد لِلام { لأريناكهم } لزيادة تحقيق تفرع المعرفة على الإراءة .
{ بسيماهم وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ } .
هذا في معنى الاحتراس مما يقتضيه مفهوم { لو نشاء لأريناكهم } من عدم وقوع المشيئة لإراءته إياهم بنعوتهم . والمعنى : فإن لم نرك إياهم بسيماهم فلتقعن معرفتك بهم من لحن كلامهم بإلهام يجعله الله في علم رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يخفى عليه شيء من لحن كلامهم فيحصل له العلم بكل واحد منهم إذا لحن في قوله ، وهم لا يخلو واحد منهم من اللحن في قوله ، فمعرفة الرسول بكل واحد منهم حاصلة وإنما ترك الله تعريفه إياهم بسيماهم ووكله إلى معرفتهم بلحن قولهم إبقاء على سنة الله تعالى في نظام الخلق بقدر الإمكان لأنها سنة ناشئة عن الحكمة فلما أريد تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم بإطلاعه على دخائل المنافقين سلك الله في ذلك مسلك الرمز .
واللام في { ولتعرفنهم } لام القسم المحذوف .
ولحن القول : الكلام المحال به إلى غير ظاهره ليفطن له من يُراد أن يفهمه دون أن يفهمه غيره بأن يكون في الكلام تعريض أو تورية أو ألفاظ مصطلح عليها بين شخصين أو فرقة كالألفاظ العلمية قال القتَّال الكِلائي :
ولقد وَحيت لكم لكيما تفهموا ... ولَحنتُ لحناً ليس بالمرتاب
كان المنافقون يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم بكلام تواضعوه فيما بينهم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذهم بظاهر كلامهم فنبهه الله إليه فكان بعد هذا يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم .
{ القول والله يَعْلَمُ } .
تذييل ، فهو لعمومه خطاب لجميع الأمة المقصود منه التعليم وهو مع ذلك كناية عن لازمه وهو الوعيد لأهل الأعمال السيّئة على أعمالهم ، والوعد لأهل الأعمال الصالحة على أعمالهم ، وتنبيه لأهل النفاق بأن الله يوشك أن يفضح نفاقهم كما قال آنفاً { أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم } [ محمد : 29 ] .
واجتلاب المضارع في قوله : { يعلم } للدلالة على أن علمه بذلك مستمر .
- إعراب القرآن : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
«وَلَوْ» الواو حرف استئناف ولو حرف شرط غير جازم «نَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها «لَأَرَيْناكَهُمْ» اللام واقعة في جواب الشرط وماض وفاعله والكاف مفعوله الأول والهاء مفعوله الثاني والجملة جواب الشرط لا محل لها «فَلَعَرَفْتَهُمْ» الفاء حرف عطف واللام واقعة في جواب لو وماض وفاعله ومفعوله «بِسِيماهُمْ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها «وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ» الواو حرف عطف واللام واقعة في جواب قسم محذوف ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فاعله مستتر والهاء مفعوله والجملة جواب القسم لا محل لها «فِي لَحْنِ» متعلقان بالفعل «الْقَوْلِ» مضاف إليه «وَاللَّهُ» الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ «يَعْلَمُ» مضارع فاعله مستتر «أَعْمالَكُمْ» مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة
- English - Sahih International : And if We willed We could show them to you and you would know them by their mark; but you will surely know them by the tone of [their] speech And Allah knows your deeds
- English - Tafheem -Maududi : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ(47:30) If We were to so will, We could have shown them to you so that you would recognise them by their faces, and you would certainly know them by the manner of their speech. Allah knows all your deeds.
- Français - Hamidullah : Or si Nous voulions Nous te les montrerions Tu les reconnaîtrais certes à leurs traits; et tu les reconnaîtrais très certainement au ton de leur parler Et Allah connaît bien vos actions
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und wenn Wir wollten würden Wir sie dir fürwahr zeigen und so würdest du sie sicher an ihrem Merkmal erkennen Und du wirst sie ganz gewiß an ihrer schiefen Sprache erkennen Und Allah weiß über eure Werke Bescheid
- Spanish - Cortes : Si quisieramos haríamos que les vieras es reconocerías por sus rasgos y ciertamente les reconocerás por el tono de sus palabras Alá sabe lo que hacéis
- Português - El Hayek : E se quiséssemos têlosíamos mostrado mas tu os conhecerás por suas fisionomias Sem dúvida que os reconhecerás pelo modo de falar E Deus conhece as vossas ações
- Россию - Кулиев : Если бы Мы пожелали то показали бы их тебе и тогда ты узнавал бы их по их приметам Но ты непременно узнаешь их по оговоркам Аллах знает о ваших деяниях
- Кулиев -ас-Саади : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
Если бы Мы пожелали, то показали бы их тебе, и тогда ты узнавал бы их по их приметам. Но ты непременно узнаешь их по оговоркам. Аллах знает о ваших деяниях.Лицемеры никогда не могут скрыть своего неверия, и оно дает о себе знать в их речах и неожиданных обмолвках, а также отражается на их лицах. Язык является черпаком человеческой души и извлекает из нее таящееся в ней добро и зло. Но Аллах не нуждается в обмолвках лицемеров, ибо Он ведает об их деяниях и воздаст каждому из них за все содеянное.
- Turkish - Diyanet Isleri : Eğer dileseydik Biz onları sana gösterirdik; sen de onları yüzlerinden tanırdın And olsun ki sen onları konuşmalarından da tanırsın; Allah işlediklerinizi bilir
- Italiano - Piccardo : Se volessimo te li mostreremmo ma già tu li riconosci dai loro tratti e li riconosceresti dal tono nel parlare Allah conosce le vostre opere
- كوردى - برهان محمد أمين : خۆ ئهگهر بمانویستایه ئهوانهمان پیشان دهدات ئهوکاتهبهرواڵهت دهتناسینهوه سوێند بهخوا لهشێواز و ناوهرۆکی قسهو گوفتاریاندا دهیانناسیتهوه خوا خۆیشی ئاگا و زانایه بهکاردهوهکانتان
- اردو - جالندربرى : اور اگر ہم چاہتے تو وہ لوگ تم کو دکھا بھی دیتے اور تم ان کو ان کے چہروں ہی سے پہچان لیتے۔ اور تم انہیں ان کے انداز گفتگو ہی سے پہچان لو گے اور خدا تمہارے اعمال سے واقف ہے
- Bosanski - Korkut : A da hoćemo Mi bismo ti ih uistinu pokazali i ti bi ih sigurno po biljezima njihovim poznao Ali ti ćeš ih poznati po načinu govora njihova – A Allah zna postupke vaše
- Swedish - Bernström : Om Vi hade velat kunde Vi ha visat dig dem så att du med [ledning av] deras kännetecken visste vilka de var; men på deras tal kommer du med säkerhet att känna igen dem Gud känner era handlingar
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan kalau Kami kehendaki niscaya Kami tunjukkan mereka kepadamu sehingga kamu benarbenar dapat mengenal mereka dengan tandatandanya Dan kamu benarbenar akan mengenal mereka dari kiasankiasan perkataan mereka dan Allah mengetahui perbuatanperbuatan kamu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
(Dan kalau Kami menghendaki, niscaya Kami tunjukkan mereka kepadamu) atau Kami kenalkan mereka kepadamu, kemudian huruf Lam Taukid diulangi pada firman berikutnya (sehingga kamu benar-benar dapat mengenal mereka dengan tanda-tanda) berikut ciri-ciri khas mereka. (Dan sungguh kamu benar-benar akan mengenal mereka) huruf Wawu menunjukkan makna bagi Qasam atau sumpah yang tidak disebutkan, sedangkan lafal sesudahnya merupakan Jawabnya (dari kiasan-kiasan perkataan mereka) atau makna perkataan mereka, bilamana mereka berkata di hadapanmu mereka pasti menyindir dengan kata-kata yang mengandung hinaan terhadap perkara kaum muslimin (dan Allah mengetahui perbuatan-perbuatan kalian.)
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি ইচ্ছা করলে আপনাকে তাদের সাথে পরিচিত করে দিতাম। তখন আপনি তাদের চেহারা দেখে তাদেরকে চিনতে পারতেন এবং আপনি অবশ্যই কথার ভঙ্গিতে তাদেরকে চিনতে পারবেন। আল্লাহ তোমাদের কর্মসমূহের খবর রাখেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அன்றியும் நாம் நாடினால் திடமாக நாம் அவர்களை உமக்குக் காண்பித்திருப்போம்; அவர்களுடைய முகக்குறிகளைக் கொண்டு நீர் அவர்களை நன்கு அறிந்து கொள்வீர்; நிச்சயமாக அவர்களுடைய சூழ்ச்சியான பேச்சைக் கொண்டும் அவர்களை நீர் அறிந்து கொள்வீர்; மேலும் அல்லாஹ் உங்களை செய்கைகளை நன்கறிகிறான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และหากเราประสงค์แน่นอนเราจะเปิดเผยพวกเขาแก่เจ้า แล้วเจ้าก็จะรู้จักพวกเขาอย่างแน่นอนที่เครื่องหมายของพวกเขา และแน่นอนเจ้าจะรู้จักพวกเขาได้ในน้ำเสียงแห่งการพูด และอัลลอฮฺทรงรู้ดีถึงการงานของพวกเจ้า
- Uzbek - Мухаммад Содик : Агар хоҳласак Биз уларни сенга кўрсатамиз таъкидки сен уларни сиймоларидан танийсан албатта сен уларни гап оҳангларидан танийсан Аллоҳ амалларингизни билиб турур Мунофиқлар ўз кирдикорларини қанчалик яширсалар ҳам ўзларини Ислом учун фидокор қилиб кўрсатсалар ҳам Қалбларида касали бўлгани учун нифоқлари ошкор бўлади
- 中国语文 - Ma Jian : 假若我意欲,我必定使你知道他们,你必定借他们的仪表而认识他们,你必定从他们口气而认识他们。真主知道你们的善功。
- Melayu - Basmeih : Dan sekiranya Kami kehendaki tentulah Kami akan memperkenalkan mereka kepadamu wahai Muhammad lalu engkau tetap mengenalinya dengan tandatanda yang menjadi sifat mereka; dan demi sesungguhnya engkau akan mengenali mereka dari gaya dan tutur katanya Dan ingatlah kamu masingmasing Allah mengetahui segala yang kamu lakukan
- Somali - Abduh : Haddaan doonno waan ku tusin karnaa kuwaas waxaadna ku aqoonsan Calaamad waxaad kaloo ku oqoonsan hadalka leexsan Eebana waa ohyahay camalkooda
- Hausa - Gumi : Kuma dã Munã so dã lalle Mun nũna maka su To lalle kanã sanin su game da alãmarsu Kuma lalle kanã sanin su ga shaguɓen magana alhali kuwa Allah Yanã sanin ayyukanku
- Swahili - Al-Barwani : Na tungeli penda tungeli kuonyesha hao na ungeli watambua kwa alama zao; lakini bila ya shaka utawajua kwa namna ya msemo wao Na Mwenyezi Mungu anavijua vitendo vyenu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E sikur të donim Ne do t’i tregonim ty ata e ti me siguri do t’i njihje ata sipas shenjave të tyre të fytyrës Por ti do t’i njohësh ata sipas mënyrës së shprehjes së tyre e Perëndia i di veprat tuaja
- فارسى - آیتی : اگر بخواهيم، آنها را به تو مىنمايانيم و تو آنها را به سيمايشان يا از شيوه سخنشان خواهى شناخت، و خدا از اعمالتان آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Агар бихоҳем, онҳоро ба ту менамоёнем ва ту онҳоро ба симояшон 'ё аз шеваи суханашон хоҳӣ шинохт ва Худо аз амалҳоятон огоҳ аст.
- Uyghur - محمد صالح : ئەگەر بىز خالىساق، ئۇلارنى چوقۇم ساڭا بىلدۈرەتتۇق، چوقۇم ئۇلارنىڭ سىماسىدىن تونۇيتتۇڭ، سەن ئەلۋەتتە سۆزىنىڭ ئۇسلۇبىدىن ئۇلارنى تونۇيسەن، اﷲ سىلەرنىڭ ئەمەللىرىڭلارنى بىلىپ تۇرىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നാം ഇഛിച്ചിരുന്നെങ്കില് നിനക്കു നാമവരെ കാണിച്ചുതരുമായിരുന്നു. അപ്പോള് അവരുടെ അടയാളം വഴി നിനക്കവരെ വേര്തിരിച്ചറിയാം. അവരുടെ സംസാരശൈലിയില് നിന്ന് നിനക്കവരെ വ്യക്തമായി മനസ്സിലാകും; തീര്ച്ച. അല്ലാഹു നിങ്ങളുടെ കര്മങ്ങളൊക്കെയും അറിയുന്നു.
- عربى - التفسير الميسر : ولو نشاء ايها النبي لاريناك اشخاصهم فلعرفتهم بعلامات ظاهره فيهم ولتعرفنهم فيما يبدو من كلامهم الدال على مقاصدهم والله تعالى لا تخفى عليه اعمال من اطاعه ولا اعمال من عصاه وسيجازي كلا بما يستحق