- عربي - نصوص الآيات عثماني : سَيَقُولُ ٱلْمُخَلَّفُونَ إِذَا ٱنطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ ٱللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُواْ لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
- عربى - نصوص الآيات : سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم ۖ يريدون أن يبدلوا كلام الله ۚ قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ۖ فسيقولون بل تحسدوننا ۚ بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا
- عربى - التفسير الميسر : سيقول المخلَّفون، إذا انطلقت -أيها النبي- أنت وأصحابك إلى غنائم "خيبر" التي وعدكم الله بها، اتركونا نذهب معكم إلى "خيبر"، يريدون أن يغيِّروا بذلك وعد الله لكم. قل لهم: لن تخرجوا معنا إلى "خيبر"؛ لأن الله تعالى قال لنا من قبل رجوعنا إلى "المدينة": إن غنائم "خيبر" هي لمن شهد "الحديبية" معنا، فسيقولون: ليس الأمر كما تقولون، إن الله لم يأمركم بهذا، إنكم تمنعوننا من الخروج معكم حسدًا منكم؛ لئلا نصيب معكم الغنيمة، وليس الأمر كما زعموا، بل كانوا لا يفقهون عن الله ما لهم وما عليهم من أمر الدين إلا يسيرًا.
- السعدى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
لما ذكر تعالى المخلفين وذمهم، ذكر أن من عقوبتهم الدنيوية، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا انطلقوا إلى غنائم لا قتال فيها ليأخذوها، طلبوا منهم الصحبة والمشاركة، ويقولون: { ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ } بذلك { أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ } حيث حكم بعقوبتهم، واختصاص الصحابة المؤمنين بتلك الغنائم، شرعا وقدرا. { قُلْ } لهم { لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ } إنكم محرومون منها بما جنيتم على أنفسكم، وبما تركتم القتال أول مرة.
{ فَسَيَقُولُونَ } مجيبين لهذا الكلام، الذي منعوا به عن الخروج: { بَلْ تَحْسُدُونَنَا } على الغنائم، هذا منتهى علمهم في هذا الموضع، ولو فهموا رشدهم، لعلموا أن حرمانهم بسبب عصيانهم، وأن المعاصي لها عقوبات دنيوية ودينية، ولهذا قال: { بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا }
- الوسيط لطنطاوي : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
ثم عادت السورة الكريمة إلى حكاية أقوال هؤلاء المنافقين ، وإلى الرد عليها ، فقال - تعالى - : ( سَيَقُولُ المخلفون إِذَا انطلقتم إلى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ . . ) .
والمراد بالمخلفين هنا : السابقون الذين وصفوا بأنهم من الأعراب ، فاللام للعهد .
أى : سيقول المخلفون عن الخروج معك يا محمد إلى مكة بعد أن خاب ظنهم فرجعتم سالمين إليهم بعد صلح الحديبية ، سيقولون لك ولأصحابك : ( ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ) أى : اتركونا لنسير معكم ، لنشارككم فى جمع الغنائم التى تنالونها من أعدائكم .
فقوله ( ذَرُونَا ) بمعنى اتركونا ودعونا .
قال الآلوسى : والمراد بالمغانم هنا : مغانم خيبر - كما عليه عامة المفسرين - ولم نقف على خلاف فى ذلك ، وأيد بأن السين تدل على القرب ، وخيبر أقرب المغانم التى انطلقوا إليها من الحديبية - كما علمت - فإرادتها كالمتعينة ، وقد جاء فى الأخبار الصحيحة أن الله - تعالى - وعد أهل الحديبية أن يعوضهم من مغانم مكة مغانم خيبر ، إذا قفلوا موادعين لا يصيبون شيئا .
وقد كان رجوع النبى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من صلح الحديبية فى ذى الحجة من السنة السادسة ، وخروجهم إلى خيبر كان فى المحرم من السنة السابعة ، وقد أصاب المسلمون من خيبر غنائم كثيرة ، وقد جعلها - صلى الله عليه وسلم - لمن شهد معه صلح الحديبية دون غيرهم .
وقوله : ( يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ الله ) أى : يريد هؤلاء المخلفون بقولهم ( ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ) أن يغيروا حكم الله - تعالى - الذى حكم به ، وهو أن غنائم خيبر خاصة لمن شهد صلح الحديبية ، أما هؤلاء المخلفون فلا نصيب لهم فيها .
ثم لقن الله - تعالى - نبيه - صلى الله عليه وسلم - الرد الذى يخرسهم فقال : ( قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كذلكم قَالَ الله مِن قَبْلُ . . ) أى : قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المخلفين - على سبيل الإِقناط والتيئيس والزجر - لا تتبعونا ونحن متجهون إلى خيبر لفتحها . فالنفى فى قوله ( لَّن تَتَّبِعُونَا ) بمعنى النهى للمبالغة فى منعهم من الخروج مع المؤمنين إلى خيبر .
وقوله : ( كذلكم قَالَ الله مِن قَبْلُ ) أى : مثل هذا النهى الصادر منى قد قاله الله - تعالى - من قبل رجوعنا من الحديبية ، فقد أمرنى بمنعكم من الخروج معى إلى خيبر ، وبحرمانكم من غنائمها ، عقابا لكم على معصيتكم لى ، وعلى سوء ظنكم بى وبأصحابى . .
ثم حكى - سبحانه - ما سيقوله هؤلاء المنافقون بعد مجابهتهم بتلك الحقيقة فقال : ( فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) .
أى : فيسيقولون لك - أيها الرسول الكريم - بعد منعك إياهم من الخروج معكم إلى خيبير ، وبعد أن ذكرت لهم حكم الله فيهم . . سيقولون لك على سبيل السفاعة وسوء الأدب : أنتم أيها المؤمنون تريدون بسبب هذا المنع من الخروج معكم إلى خيبر ، أن تحسدوننا وتمنعوننا حقنا فى الغنيمة ، والله - تعالى - لم يأمركم بمنعنا ، وإنما أنتم الذين فعلتموه حسدا لنا .
وقوله : ( بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) إضراب عن قولهم هذا على سبيل التسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - أى ليس الحق كما زعموا ، بل الحق أنهم قوم دأبهم الحمق والجهالة ، ولا يفقهون من أمور الدين إلا فقها قليلا ، لا يسمن ولا يغنى من جوع .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما الفرق بين حرفى الإِضراب؟ قلت : الأول إضراب معناه : رد أن يكون حكم الله أن لا يتبعوهم وإثبات الحسد . والثانى : إضراب عن وصفهم بإضافة الحسد إلى المؤمنين ، إلى وصفهم بما هو أطم منه ، وهو الجهل وقلة الفقه . .
- البغوى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
( سيقول المخلفون ) يعني هؤلاء الذين تخلفوا عن الحديبية ( إذا انطلقتم ) سرتم وذهبتم [ أيها المؤمنون ] ( إلى مغانم لتأخذوها ) يعني غنائم خيبر ( ذرونا نتبعكم ) إلى خيبر لنشهد معكم قتال أهلها ، وذلك أنهم لما انصرفوا من الحديبية وعدهم الله فتح خيبر وجعل غنائمها لمن شهد الحديبية خاصة عوضا عن غنائم أهل مكة إذ انصرفوا عنهم على صلح ولم يصيبوا منهم شيئا .
قال الله تعالى : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) قرأ حمزة والكسائي : " كلم الله " بغير ألف جمع كلمة ، وقرأ الآخرون : " كلام الله " ، يريدون أن يغيروا مواعيد الله تعالى لأهل الحديبية بغنيمة خيبر خاصة .
وقال مقاتل : يعني أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن لا يسير منهم أحد .
وقال ابن زيد : هو قول الله - عز وجل - : " فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا " ( التوبة - 83 ) ، والأول أصوب ، وعليه عامة أهل التأويل .
قل لن تتبعونا ) إلى خيبر ) كذلكم قال الله من قبل ) أي من قبل مرجعنا إليكم أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب ) فسيقولون بل تحسدوننا ) أي يمنعكم الحسد من أن نصيب معكم الغنائم ) بل كانوا لا يفقهون ) لا يعلمون عن الله ما لهم وعليهم من الدين ) إلا قليلا ) منهم وهو من صدق الله والرسول .
- ابن كثير : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
يقول تعالى مخبرا عن الأعراب الذين تخلفوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الحديبية ، إذ ذهب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى خيبر يفتتحونها : أنهم يسألون أن يخرجوا معهم إلى المغنم ، وقد تخلفوا عن وقت محاربة الأعداء ومجالدتهم ومصابرتهم ، فأمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - ألا يأذن لهم في ذلك ، معاقبة لهم من جنس ذنبهم . فإن الله تعالى قد وعد أهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم لا يشركهم فيها غيرهم من الأعراب المتخلفين ، فلا يقع غير ذلك شرعا وقدرا ; ولهذا قال : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله )
قال مجاهد ، وقتادة ، وجويبر : وهو الوعد الذي وعد به أهل الحديبية . واختاره ابن جرير .
وقال ابن زيد : هو قوله : ( فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين ) [ التوبة : 83 ] .
وهذا الذي قاله ابن زيد فيه نظر ; لأن هذه الآية التي في " براءة " نزلت في غزوة تبوك ، وهي متأخرة عن غزوة الحديبية .
وقال ابن جريج : ( يريدون أن يبدلوا كلام الله ) يعني : بتثبيطهم المسلمين عن الجهاد .
( قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل ) أي : وعد الله أهل الحديبية قبل سؤالكم الخروج معهم ، ( فسيقولون بل تحسدوننا ) أي : أن نشرككم في المغانم ، ( بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ) أي : ليس الأمر كما زعموا ، ولكن لا فهم لهم .
- القرطبى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
قوله تعالى : سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا .
قوله تعالى : سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها يعني مغانم خيبر ; لأن الله - عز وجل - وعد أهل الحديبية فتح خيبر ، وأنها لهم خاصة من غاب منهم ومن حضر . ولم يغب منهم عنها غير جابر بن عبد الله فقسم له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسهم من حضر . قال ابن إسحاق : وكان المتولي للقسمة بخيبر جبار بن صخر الأنصاري من بني سلمة ، وزيد بن ثابت من بني النجار ، كانا حاسبين قاسمين . ذرونا نتبعكم أي دعونا . تقول : ذره ، أي : دعه . وهو يذره ، أي : يدعه . وأصله وذره يذره مثال وسعه يسعه . وقد أميت صدره ، لا يقال : وذره ولا واذر ، ولكن تركه وهو تارك . قال مجاهد : تخلفوا عن الخروج إلى مكة ، فلما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخذ قوما ووجه بهم قالوا ذرونا نتبعكم فنقاتل معكم .
يريدون أن يبدلوا كلام الله أي يغيروا . قال ابن زيد : هو قوله تعالى : فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا الآية . وأنكر هذا القول الطبري وغيره ، بسبب أن غزوة تبوك كانت بعد فتح خيبر وبعد فتح مكة . وقيل : المعنى يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعد لأهل الحديبية ، وذلك أن الله تعالى جعل لهم غنائم خيبر عوضا عن فتح مكة إذ رجعوا من الحديبية على صلح ، قاله مجاهد وقتادة ، واختاره الطبري وعليه عامة أهل التأويل . وقرأ حمزة والكسائي ( كلم ) بإسقاط الألف وكسر اللام ، جمع كلمة ، نحو سلمة وسلم . الباقون ( كلام ) على المصدر . واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ، واختارا بقوله : إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي . والكلام : ما استقل بنفسه من الجمل . قال الجوهري : الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير . والكلم لا يكون أقل من ثلاث كلمات لأنه جمع كلمة ، مثل نبقة ونبق . ولهذا قال سيبويه : ( هذا باب علم ما الكلم من العربية ) ولم يقل ما الكلام ; لأنه أراد نفس ثلاثة أشياء : الاسم ، والفعل ، والحرف ، فجاء بما لا يكون إلا جمعا ، وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة . وتميم تقول : هي كلمة ، بكسر الكاف ، وقد مضى في ( براءة ) القول فيها .
( كذلكم قال الله من قبل ) أي من قبل رجوعنا من الحديبية إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية خاصة . فسيقولون بل تحسدوننا أن نصيب معكم من الغنائم . وقيل : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، [ إن خرجتم لم أمنعكم إلا أنه لا سهم لكم ] . فقالوا : هذا حسد . فقال المسلمون : قد أخبرنا الله في الحديبية بما سيقولونه وهو قوله تعالى : فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا يعني لا يعلمون إلا أمر الدنيا . وقيل : لا يفقهون من أمر الدين إلا قليلا ، وهو ترك القتال .
- الطبرى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
القول في تأويل قوله تعالى : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلا قَلِيلا (15)
يقول تعالى ذكره لنييه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: سيقول يا محمد المخلفون في أهليهم عن صحبتك إذا سرت معتمرا تريد بيت الله الحرام, إذا انطلقت أنت ومن صحبك في سفرك ذلك إلى ما أفاء الله عليك وعليهم من الغنيمة ( لِتَأْخُذُوهَا ) وذلك ما كان الله وعد أهل الحديبية من غنائم خيبر ( ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ) إلى خيبر, فنشهد معكم قتال أهلها( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) يقول: يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية, وذلك أن الله جعل غنائم خيبر لهم, ووعدهم ذلك عوضا من غنائم أهل مكة إذا انصرفوا عنهم على صلح, ولم يصيبوا منهم شيئا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: رجع, يعني رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن مكة, فوعده الله مغانم كثيرة, فعجلت له خيبر, فقال المخلفون ( ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) وهي المغانم ليأخذوها, التي قال الله جلّ ثناؤه ( إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ) وعرض عليهم قتال قوم أولي بأس شديد.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن رجل من أصحابه, عن مقسم قال: لما وعدهم الله أن يفتح عليهم خيبر, وكان الله قد وعدها من شهد الحديبية لم يعط أحدا غيرهم منها شيئا, فلما علم المنافقون أنها الغنيمة قالوا( ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) يقول: ما وعدهم.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ ).... الآية, وهم الذين تخلفوا عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من الحديبية. ذُكر لنا أن المشركين لما صدّوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم من الحديبية عن المسجد الحرام والهدي, قال المقداد: يا نبيّ الله, إنا والله لا نقول كالملأ من بني إسرائيل إذ قالوا لنبيهم فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ولكن نقول: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون; فلما سمع ذلك أصحاب نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم تبايعوا على ما قال; فلما رأى ذلك نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم صالح قريشا, ورجع من عامه ذلك ".
وقال آخرون: بل عنى بقوله ( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) إرادتهم الخروج مع نبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم في غزوه, وقد قال الله تبارك وتعالى فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا .
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ )... الآية, قال الله عزّ وجلّ حين رجع من غزوه, فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا .... الآية يريدون أن يبدّلوا كلام الله: أرادوا أن يغيروا كلام الله الذي قال لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ويخرجوا معه وأبى الله ذلك عليهم ونبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
وهذا الذي قاله ابن زيد قول لا وجه له, لأن قول الله عزّ وجلّ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إنما نـزل على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مُنْصَرَفَه من تَبوك, وعُنِي به الذين تخلَّفوا عنه حين توجه إلى تبوك لغزو الروم, ولا اختلاف بين أهل العلم بمغازي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن تبوك كانت بعد فتح خيبر وبعد فتح مكة أيضا, فكيف يجوز أن يكون الأمر على ما وصفنا معنيا بقول الله ( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) وهو خبر عن المتخلفين عن المسير مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, إذ شخص معتمرا يريد البيت, فصدّه المشركون عن البيت, الذين تخلَّفوا عنه في غزوة تبوك, وغزوة تبوك لم تكن كانت يوم نـزلت هذه الآية, ولا كان أُوحِيَ إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قوله فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا .
فإذ كان ذلك كذلك, فالصواب من القول في ذلك: ما قاله مجاهد وقتادة على ما قد بيَّنا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله ( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة, وبعض قرّاء الكوفة ( كَلامَ اللهِ ) على وجه المصدر, بإثبات الألف. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة ( كَلِمَ اللهِ ) بغير ألف, بمعنى جمع كلمة, وهما عندنا قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار, متقاربتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب, وإن كنتُ إلى قراءته بالألف أَمْيل.
وقوله ( قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: قل لهؤلاء المخلفين عن المسير معك يا محمد: لن تتبعونا إلى خيبر إذا أردنا السير إليهم لقتالهم ( كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ) يقول: هكذا قال الله لنا من قبل مَرْجِعنا إليكم, إن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية معنا, ولستم ممن شهدها, فليس لكم أن تَتَّبعونا إلى خيبر, لأن غنيمتها لغيركم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ) أي إنما جعلت الغنيمة لأهل الجهاد, وإنما كانت غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية ليس لغيرهم فيها نصيب.
وقوله ( فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ) أن نصيب معكم مغنما إن نحن شهدنا معكم, فلذلك تمنعوننا من الخروج معكم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ) أن نصيب معكم غنائم.
وقوله ( بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلا قَلِيلا ) يقول تعالى ذكره لنبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وأصحابه: ما الأمر كما يقول هؤلاء المنافقون من الأعراب من أنكم إنما تمنعونهم من اتباعكم حسدا منكم لهم على أن يصيبوا معكم من العدوّ مغنما, بل كانوا لا يفقهون عن الله ما لهم وعليهم من أمر الدين إلا قليلا يسيرا, ولو عقلوا ذلك ما قالوا لرسول الله والمؤمنين به, وقد أخبروهم عن الله تعالى ذكره أنه حرمهم غنائم خيبر, إنما تمنعوننا من صحبتكم إليها لأنكم تحسدوننا.
- ابن عاشور : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15(
هذا استئناف ثان بعد قوله : { سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا } [ الفتح : 11 ] . وهو أيضاً إعلام للنبيء صلى الله عليه وسلم بما سيقوله المخلفون عن الحديبيّة يتعلّق بتخلّفهم عن الحديبية وعذرهم الكاذب ، وأنهم سيندمون على تخلفهم حين يرون اجتناء أهل الحديبيّة ثمرة غزوهم ، ويتضمن تأكيد تكذيبهم في اعتذارهم عن التخلف بأنهم حين يعلمون أن هنالك مغانم من قتال غير شديد يحرصون على الخروج ولا تشغلهم أموالهم ولا أهاليهم ، فلو كان عذرهم حقاً لما حرصوا على الخروج إذا توقعوا المغانم ولأقبلوا على الاشتغال بأموالهم وأهليهم .
ولكون هذه المقالة صدرت منهم عن قريحة ورغبة لم يؤت معها بمجرور { لك } كما أُتي به في قوله : { سيقول لك المخلفون } آنفاً لأن هذا قولُ راغب صادق غير مزوِّر لأجل الترويج على النبي صلى الله عليه وسلم كما علمت ذلك فيما تقدم .
واستُغني عن وصفهم بأنهم من الأعراب لأن تعريف { المخلفون } تعريف العهد ، أي المخلفون المذكورون .
وقوله : { إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها } متعلق ب { سيقول المخلَّفون } وليس هو مقول القول . و { إذا } ظرف للمستقبل ، ووقوع فعل المضي بعده دون المضارع مستعار لمعنى التحقيق ، و { إذا } قرينة على ذلك لأنها خاصة بالزمن المستقبل .
والمراد بالمغانم في قوله : { إذا انطلقتم إلى مغانم } : الخروج إلى غزوة خيبر فأطلق عليها اسم مغانم مجازا لعلاقة الأوْل مثل إطلاق خَمراً في قوله : { إني أرانِيَ أعصر خمراً } [ يوسف : 36 ] . وفي هذا المجاز إيماء إلى أنهم منصورون في غزوتهم .
وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجَع من الحديبيّة إلى المدينة أقام شهر ذي الحجة سنة وست وأياماً من محرم سنة سبع ثم خرج إلى غزوة خيبر ورام المخلفون عن الحديبيّة أن يخرجوا معه فمنعهم لأن الله جعلَ غزوة خيبر غنيمة لأهل بيعة الرضوان خاصة إذ وعدهم بفتح قريب .
وقوله : { لتأخذوها } ترشيح للمجاز وهو إيماء إلى أن المغانم حاصلة لهم لا محالة .
وذلك أن الله أخبر نبيئه صلى الله عليه وسلم أنه وعد أهل الحديبيّة أن يعوضهم عن عدم دخول مكة مغانم خبير .
و { مغانم } : جمع مغنم وهو اسم مشتق من غَنم إذا أصاب ما فيه نفع له كأنهم سموه مغنماً باعتبار تشبيه الشيء المغنوم بمكان فيه غنم فصيغ له وزن المَفْعَل .
وأشعر قوله : { ذَرُونا } بأن النبي صلى الله عليه وسلم سيمنعهم من الخروج معه إلى غزو خيبر لأن الله أمره أن لا يُخرج معه إلى خيبر إلا من حضر الحديبيّة ، وتقدم في قوله تعالى : { وقال فرعون ذروني أقتل موسى } في سورة غافر ( 26 ( .
وقوله : نتبعكم } حكاية لمقالتهم وهو يقتضي أنهم قالوا هذه الكلمة استنزالاً لإجابة طلبهم بأن أظهروا أنهم يخرجون إلى غزو خيبر كالأتباع ، أي أنهم راضِون بأن يكونوا في مؤخرة الجيش فيكون حظهم في مغانمه ضعيفاً .
وتبديل كلام الله : مخالفة وحيه من الأمر والنهي والوعد كرامة للمجاهدين وتأديباً للمخلفين عن الخروج إلى الحديبيّة . فالمراد بكلام الله ما أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من وعد أهل الحديبيّة بمغانم خيبر خاصة لهم ، وليس المراد بكلام الله هنا القرآن إذ لم ينزل في ذلك قرآن يومئذٍ . وقد أشرك مع أهل الحديبية من ألحق بهم من أهل هجرة الحبشة الذين أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم بوحي .
وأما ما روي عن عبد الله بن زيد بن أسلم أن المراد بكلام الله قوله تعالى : { فقل لن تخرجوا معي أبداً ولن تقاتلوا معي عدواً } [ التوبة : 83 ] فقد رده ابن عطية بأنها نزلت بعد هذه السورة وهؤلاء المخلفون لم يمنعوا منعاً مؤبداً بل منعوا من المشاركة في غزوة خيبر لئلا يشاركوا في مغانمها فلا يلاقي قوله فيها { لن تخرجوا معي أبداً } وينافي قوله في هذه السورة { قُل للمخلَّفين من الأعراب ستُدَعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم } [ الفتح : 16 ] الآية ، فإنها نزلت في غزوة تبوك وهي بعد الحديبيّة بثلاث سنين .
وجملة { يريدون أن يُبدِّلوا كلام الله } في موضع الحال . والإرادة في قوله : { يُريدون أن يُبدلوا كلام الله } على حقيقتها لأنهم سيعلمون حينئذٍ يقولون : { ذرونا نتبعكم } أن الله أوحَى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم بمنعهم من المشاركة في فتح خيبر كما دل عليه تنازلهم في قولهم : { ذرونا نتبعكم } فهم يريدون حينئذٍ أن يغيروا ما أمر الله به رسوله حين يقولون { ذرونا نتبعكم } إذ اتباع الجيش والخروج في أوله سواء في المقصود من الخروج .
وقرأ الجمهور { كلام الله } . وقرأه حمزة والكسائي وخلف { كَلِم الله } اسم جمع كَلمة . وجيء ب { لن } المفيدة تأكيد النفي لقطع أطماعهم في الإذن لهم باتباع الجيش الخارج إلى خيبر ولذلك حذف متعلق { تتبعونا } للعلم به . و { مِن قبلُ } تقديره : من قبل طلبكم الذي تطلبونه وقد أخبر الله عنهم بما سيقولونه إذ قال : { فسيقولون بل تحسدوننا } ، وقد قالوا ذلك بعد نحو شهر ونصف فلما سمع المسلمون المتأهبون للخروج إلى خيبر مقالتهم قالوا : قد أخبرنا الله في الحديبية بأنهم سيقولون هذا .
و { بل } هنا للإضراب عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم { لن تتبعونا } وهو إضراب إبطال نشأ عن فورة الغضب المخلوط بالجهالة وسوء النظر ، أي ليس بكم الحفاظ على أمر الله ، بل بكم أن لا نقاسمكم في المغانم حسداً لنا على ما نصيب من المغانم .
والحسد : كراهية أن ينال غيرُك خيراً معيَّناً أو مطلقاً سواء كان مع تمني انتقاله إليك أو بدون ذلك ، فالحسد هنا أريد به الحرص على الانفراد بالمغانم وكراهية المشاركة فيها لئلا ينقص سهام الكارهين . وتقدم الحسد عند قوله تعالى :
{ بَغياً أن ينزل الله من فضله } [ البقرة : 90 ] وعند قوله : { حسداً من عند أنفسهم } [ البقرة : 109 ] كلاهما في سورة البقرة .
وضمير الرفع مراد به أهل الحديبية ، نسبوهم إلى الحسد لأنهم ظنوا أن الجواب بمنعهم لعدم رضى أهل الحديبية بمشاركتهم في المغانم . ولا يظن بهم أن يريدوا بذلك الضميرِ شمولَ النبي صلى الله عليه وسلم لأن المخلفين كانوا مؤمنين لا يتهمون النبي صلى الله عليه وسلم بالحسد ولذلك أبطل الله كلامهم بالإضراب الإبطالي فقال : { بل كانوا لا يفقهون إلا قليلاً } ، أي ليس قولك لهم ذلك لقصد الاستبشار بالمغانم لأهل الحديبية ولكنه أمر الله وحقه لأهل الحديبية وتأديب للمخلفين ليكونوا عبرة لغيرهم فيما يأتي وهم ظنوه تمالؤًا من جيش الحديبية لأنهم لم يفهموا حكمته وسببهم . وإنّما نفى الله عنهم الفهم دون الإيمان لأنهم كانوا مؤمنين ولكنهم كانوا جاهلين بشرائع الإسلام ونظمه .
وأفاد قوله : { لا يفقهون } انتفاء الفهم عنهم لأن الفعل في سياق النفي كالنكرة في سياق النفي يعم ، فلذلك استثنى منه بقوله : { إلا قليلاً } أي إلا فهماً قليلاً وإنما قَلّلَهُ لكون فهمهم مقتصراً على الأمور الواضحة من العاديات لا ينفذ إلى المهمات ودقائق المعاني ، ومن ذلك ظنهم حرمانهم من الالتحاق بجيش غزوة خيبر منبعثاً على الحسد . وقد جروا في ظنهم هذا على المعروف من أهل الأنظار القاصرة والنفوس الضئيلة من التوسم في أعمال أهل الكمال بمنظار ما يجدون من دواعي أعمالهم وأعمال خلطائهم .
و { قليلاً } وصف للمستثنى المحذوف ، والتقدير : إلا فقهاً قليلاً .
- إعراب القرآن : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
«سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ» السين حرف استقبال ومضارع وفاعله المرفوع بالواو والجملة مستأنفة «إِذَا» ظرفية شرطية غير جازمة «انْطَلَقْتُمْ» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «إِلى مَغانِمَ» متعلقان بالفعل «لِتَأْخُذُوها» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله وها مفعوله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بانطلقتم «ذَرُونا» أمر مبني على حذف النون والواو فاعله ونا مفعوله «نَتَّبِعْكُمْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والكاف مفعول به والفاعل مستتر وجملة ذرونا مقول القول «يُرِيدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة مستأنفة «أَنْ يُبَدِّلُوا» مضارع منصوب بأن والواو فاعله «كَلامَ» مفعول به «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والمصدر المؤول من أن والفعل مفعول يريدون «قُلْ» أمر فاعله مستتر «لَنْ تَتَّبِعُونا» مضارع منصوب بلن والواو فاعله ونا مفعوله والجملة مقول القول وجملة قل مستأنفة «كَذلِكُمْ» جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف «قالَ اللَّهُ» ماض وفاعله «مِنْ قَبْلُ» متعلقان بالفعل «فَسَيَقُولُونَ» الفاء حرف استئناف والسين حرف استقبال ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة مستأنفة «بَلْ» حرف إضراب أو عطف «تَحْسُدُونَنا» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله ونا مفعوله والجملة معطوفة على سيقولون «بَلْ» حرف إضراب «كانُوا» كان واسمها «لا» نافية «يَفْقَهُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله و
الجملة خبر كانوا وجملة كانوا مستأنفة «إِلَّا» حرف حصر «قَلِيلًا» صفة مفعول مطلق محذوف.
- English - Sahih International : Those who remained behind will say when you set out toward the war booty to take it "Let us follow you" They wish to change the words of Allah Say "Never will you follow us Thus did Allah say before" So they will say "Rather you envy us" But [in fact] they were not understanding except a little
- English - Tafheem -Maududi : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا(48:15) When you press forth for the spoils, those who were left behind will say: 'Let us accompany you.' *27 They want to change the command of Allah. *28 Say to them (in clear words): 'You shall not accompany us. Thus has Allah already said.' *29 Then they will say: 'Nay; but you are jealous of us.' The truth is that they understand little.
- Français - Hamidullah : Ceux qui restèrent en arrière diront quand vous vous dirigez vers le butin pour vous en emparer; Laissez-nous vous suivre Ils voudraient changer la parole d'Allah Dis Jamais vous ne nous suivrez ainsi Allah a déjà annoncé Mais ils diront Vous êtes plutôt envieux à notre égard Mais ils ne comprenaient en réalité que peu
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Die Zurückgelassenen werden wenn ihr loszieht um Beute zu machen sagen "Laßt uns euch folgen" indem sie Allahs Wort abändern wollen Sag "Ihr werdet uns nicht folgen So hat Allah schon zuvor gesprochen" Dann werden sie sagen "Nein Vielmehr beneidet ihr uns" Aber nein Sie verstehen ja nur wenig
- Spanish - Cortes : Cuando os pongáis en marcha para apoderaros de botín los dejados atrás dirán ¡Dejad que os sigamos Quisieran cambiar la Palabra de Alá Di ¡No nos seguiréis ¡Así lo ha dicho Alá antes Ellos dirán ¡No ¡Es que tenéis celos de nosotros ¡No Comprenden pero poco
- Português - El Hayek : Quando marchardes para vos apoderardes dos despojos os que ficarem para trás vos dirão Permiti que vos sigamos Pretendem trocar as palavras de Deus Dizelhes Jamais nos seguireis porque Deus já havia declarado isso antes Entãovos dirão Não É porque nos invejais Qual É que não compreendem senão poucos
- Россию - Кулиев : Когда вы отправитесь за трофеями чтобы взять их оставшиеся позади скажут Дайте нам последовать за вами Они хотят изменить Слово Аллаха Скажи Вы не последуете за нами Так сказал Аллах прежде Тогда они скажут Нет вы завидуете нам Но они мало что смыслят
- Кулиев -ас-Саади : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
Когда вы отправитесь за трофеями, чтобы взять их, оставшиеся позади скажут: «Дайте нам последовать за вами». Они хотят изменить Слово Аллаха. Скажи: «Вы не последуете за нами. Так сказал Аллах прежде». Тогда они скажут: «Нет, вы завидуете нам». Но они мало что смыслят.После упоминания о маловерах, которые отказались от священной борьбы, Аллах сообщил о наказании, которое ожидает их в земной жизни. Когда они увидят, как посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, вместе со своими сподвижниками собирается в поход за трофеями, которые достанутся им без борьбы и особых усилий, то будут просить его взять их с собой и разрешить участвовать в разделе добычи. Они попытаются изменить постановление Аллаха, решившего в наказание лишить трофеев и добычи, которым суждено достаться только правоверным сподвижникам. О Мухаммад! Скажи им: «Вам не будет позволено присоединиться к нам. Вы совершили грех во вред самим себе и отказались от участия в предыдущих сражениях, и посему сегодня вы будете лишены вознаграждения». Они непременно возразят тебе тем, что вы якобы не хотите делиться с ними трофеями из-за скаредности. Но если бы они осознали суть происходящего, то поняли бы, что причиной их лишения стало их неповиновение Аллаху и что грехи никогда не остаются безнаказанными ни в этом мире, ни в Последней жизни.
- Turkish - Diyanet Isleri : Savaştan geri kalmış olanlar siz ganimetleri almaya giderken "Bırakın biz de sizinle gelelim" diyeceklerdir Onlar Allah'ın sözünü değiştirmek isterler De ki "Bize uymayacaksınız; Allah sizin için önceden böyle buyurmuştur" Size "Hayır bizi çekemiyorsunuz" diyecekler Aksine kendileri ancak pek az söz anlayan kimselerdir
- Italiano - Piccardo : Coloro che sono rimasti indietro quando vi metterete in marcia per impadronirvi di un bottino diranno “Lasciate che vi seguiamo” Vorrebbero cambiare la Parola di Allah Di' “Giammai ci seguirete Allah ha detto così in precedenza” Diranno “Siete gelosi di noi” Sono loro invece a capire ben poco
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی خۆیان خسته دواوهو بهشداریان نهکرد لهرێکهوتنهکهدا کاتێک بینیان ئێوه بهرهو غهزای خهیبهر دهڕۆن بۆ کۆکردنهوهی دهستکهوتهکان وتیان لێمان گهرێن شوێنتان کهوین ئهمانهدهیانهوێت ویست و فهرمانی خوا بگۆڕن پێیان بڵێ ئێوه ههرگیز شوێنمان ناکهون چونکهخوایش ههواری فهرمووهو پێشتر ههروا بڕیاردراوه کهچی ئهوان دهڵێن نهخێر خوا ڕێگهی لهئێمه نهگرتووه بهلکو ئێوه حهسوودیمان پێ دهبهن بۆیه نایهڵن بهشدار بین خوا دهفهرمووێت نهخێر حهسوودیتان پێ نابهن بهڵکو ئهوانهکهمێک نهبێت لهفهرمانی خوا تێناگهن تهنها چاویان بڕیوهته سامان و دهسکهوتهدنیاییهکان
- اردو - جالندربرى : جب تم لوگ غنیمتیں لینے چلو گے تو جو لوگ پیچھے رہ گئے تھے وہ کہیں گے ہمیں بھی اجازت دیجیئے کہ اپ کے ساتھ چلیں۔ یہ چاہتے ہیں کہ خدا کے قول کو بدل دیں۔ کہہ دو کہ تم ہرگز ہمارے ساتھ نہیں چل سکتے۔ اسی طرح خدا نے پہلے سے فرما دیا ہے۔ پھر کہیں گے نہیں تم تو ہم سے حسد کرتے ہو۔ بات یہ ہے کہ یہ لوگ سمجھتے ہی نہیں مگر بہت کم
- Bosanski - Korkut : Oni koji su izostali sigurno će reći kada pođete da plijen uzmete "Pustite i nas da vas pratimo" – da bi izmijenili Allahove riječi Reci "Vi nas nećete pratiti to je još prije Allah rekao" a oni će reći "Nije tako nego vi nama zavidite" A nije ni to već oni malo šta razumiju
- Swedish - Bernström : När ni beger er ut på krigståg där byte kan väntas säger de som [förut] höll sig borta "Låt oss gå med er" de vill alltså ändra på Guds ord Säg "Ni skall inte gå med oss Gud har redan sagt så" Då kommer de att svara "Ni missunnar oss [del i bytet]" Nej de förstår inte mycket
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Orangorang Badwi yang tertinggal itu akan berkata apabila kamu berangkat untuk mengambil barang rampasan "Biarkanlah kami niscaya kami mengikuti kamu"; mereka hendak merubah janji Allah Katakanlah "Kamu sekalikali tidak boleh mengikuti kami; demikian Allah telah menetapkan sebelumnya"; mereka akan mengatakan "Sebenarnya kamu dengki kepada kami" Bahkan mereka tidak mengerti melainkan sedikit sekali
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا
(Orang-orang yang tertinggal itu akan berkata) yakni mereka yang telah disebutkan tadi (apabila kalian berangkat menuju tempat barang rampasan) yang dimaksud adalah ganimah perang Khaibar (untuk mengambilnya, "Biarkanlah kami) maksudnya janganlah kalian halangi kami (mengikuti kalian") supaya kami dapat mengambil sebagian dari ganimah tersebut (mereka bermaksud) dengan sikap mereka yang demikian itu (hendak merubah keputusan Allah) menurut suatu qiraat dibaca Kalimullah artinya, janji atau ancaman-Nya. Maksudnya, mereka mengubah ancaman Allah dengan ganimah Khaibar yang khusus hanya untuk mereka yang ikut dalam baiat Ridwan di Hudaibiyah. (Katakanlah, "Kalian sekali-kali tidak boleh mengikuti kami; demikian Allah telah menetapkan sebelumnya") sebelum kami kembali (mereka akan mengatakan, "Sebenarnya kalian dengki kepada kami") bila kami ikut memperoleh ganimah bersama kalian, karena bagian kalian akan berkurang jadinya. (Bahkan mereka tidak mengerti) masalah agama (melainkan sedikit sekali) dari kalangan mereka yang mengerti tentangnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা যখন যুদ্ধলব্ধ ধনসম্পদ সংগ্রহের জন্য যাবে তখন যারা পশ্চাতে থেকে গিয়েছিল তারা বলবেঃ আমাদেরকেও তোমাদের সঙ্গে যেতে দাও। তারা আল্লাহর কালাম পরিবর্তন করতে চায়। বলুনঃ তোমরা কখনও আমাদের সঙ্গে যেতে পারবে না। আল্লাহ পূর্ব থেকেই এরূপ বলে দিয়েছেন। তারা বলবেঃ বরং তোমরা আমাদের প্রতি বিদ্বেষ পোষণ করছ। পরন্তু তারা সামান্যই বোঝে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : போர்க்களப் பொருட்களை எடுத்துக் கொள்வதற்காக நீங்கள் சென்றீர்களாயின் போருக்கு உம்முடன் சேர்ந்து வராமல் பின் தங்கி விட்டவர்கள் "நாங்களும் உங்களைப் பின்பற்றிவர அனுமதி கொடுங்கள்" என்று கூறுவார்கள்; அவர்கள் அல்லாஹ்வின் கட்டளையை மாற்றிவிட நாடுகிறார்கள்; "நீங்கள் எங்களைப் பின்பற்றி வரவே வேண்டாம்; இவ்வாறே அல்லாஹ் முன்னர் கூறியிருக்கின்றான்" என்று நபியே அவர்களிடம் நீர் சொல்லி விடுவீராக ஆனால் அவர்கள்; "அல்ல நீங்கள் எங்கள் மீது பொறாமை கொண்டுள்ளீர்கள்" எனக் கூறுவார்கள்; அப்படியல்ல அவர்கள் மிக சொற்பமாகவே அன்றி பெரும்பாலானதை அறிந்துணராமலே இருக்கிறார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : บรรดาผู้ที่เหลืออยู่ในเมืองจะกล่าวว่า เมื่อพวกท่านออกเดินทางไปยังกองทรัพย์เชลยที่ค็อยบัร เพื่อไปยึดเอามา ก็จงปล่อยให้พวกเราออกติดตามพวกท่านไปด้วย พวกเขาประสงค์ที่จะเปลี่ยนคำกล่าวของอัลลอฮฺ จงกล่าวเถิดมุฮัมมัด พวกท่านจะติดตามพวกเราไปไม่ได้เป็นอันขาด เพราะอัลลอฮฺได้ตรัสไว้ก่อนแล้ว พวกเขาก็จะกล่าวอีกว่า หามิได้พวกท่านอิจฉาพวกเรา เปล่าเลยพวกเขาไม่เข้าใจอะไรเลยนอกจากเพียงเล็กน้อย
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ўлжалар томон уларни олиш учун юрганингизда ортда қолганлар Қўйиб беринг биз ҳам сизга эргашамиз дерлар Аллоҳнинг каломини ўзгартирмоқчи бўлурлар Айт Ҳечҳеч бизга эргашмассиз ушбуни Аллоҳ аввал айтган Улар Балки ҳасад қилаётгандирсизлар дерлар Йўқ улар озгина нарсадан бошқа нарсани англамаслар Аллоҳ ўлжали ғазотга ҳақиқий мўминларнинг боришини хоҳлаган эди улар эса Аллоҳнинг хоҳшига қарши мўминларга эргашиб боришмоқчи Аллоҳ таоло Ўз Пайғамбарига хитоб қилиб ортда қолганларни қайтаришга буюрмоқда Ортда қолганларнинг эса нафслари бузуқ ўзларининг ёмонлиги туфайли ўлжа томон мўминларга эргашишдан ман қилинишларини ҳасаддан деб тушунадилар
- 中国语文 - Ma Jian : 留在后方的人们,当你们为获取战利品而出发的时候,他们将说:让我们跟你们去吧!他们欲变更真主的判辞。你说:你们绝对不得跟我们去,以前,真主已这样说过了。他们将说:不然,你们嫉妒我们。不然,他们不甚了解。
- Melayu - Basmeih : Orangorang munafik yang tidak turut berjuang bersamasama kamu akan berkata semasa kamu pergi mengepong musuh serta mendapat harta rampasan perang Biarkanlah kami turut serta dengan kamu" Mereka dengan itu hendak mengubah janji Allah yang menentukan hanya orangorang yang turut hadir di Hudaibiyah sahaja yang berhak mendapat harta rampasan perang itu Katakanlah wahai Muhammad "Kamu tidak dibenarkan sama sekali turut serta dengan kami; demikianlah Allah menegaskan larangan itu semenjak dahulu lagi" Mereka akan berkata pula "Bukan Tuhan yang melarang bahkan kamu dengki kepada kami" apa yang mereka katakan itu tidaklah benar bahkan mereka tidak faham kecuali sedikit sahaja; mereka hanya faham tentang kehidupan dan kesenangan dunia sematamata
- Somali - Abduh : Waxay idinku odhan kuwii dib maray markaad qaniimo aadaan si aad u soo qaadataan nadaaya aan idin raacnee iyagoo dooni inay baddalaan hadalka Eebe waxaad dhahdaa naraaci maysaan Eebaana sidaa yidhi mar hore waxayse dhihi waad na xasdaysaan waase kuwo aan wax kasaynin in yar mooyeen
- Hausa - Gumi : Waɗanda aka bari zã su ce idan kun tafi zuwa ga waɗansu ganĩmõmi dõmin ku karɓo su "Ku bar mu mu bĩ ku" Sunã son su musanya maganar Allah ne Ka ce "Bã zã ku bĩ mu ba Kamar wannan ne Allah Ya ce a gabãnin haka" Sa'an nan zã su ce "Ã'a kunã dai hãssadar mu ne" Ã'a sun kasance bã su fahimtar abũbuwa sai kaɗan
- Swahili - Al-Barwani : Walio baki nyuma watasema Mtapo kwenda kuchukua ngawira tuacheni tukufuateni Wanataka kuyabadili maneno ya Mwenyezi Mungu Sema Hamtatufuata kabisa Mwenyezi Mungu alikwisha sema kama hivi zamani Hapo watasema Bali nyinyi mnatuhusudu Siyo bali walikuwa hawafahamu ila kidogo
- Shqiptar - Efendi Nahi : Do t’u thonë juve ata që ngelën pas jush në luftë kur të shkoni me marrë plaçkat e luftës “Lejona edhe neve që t’ju pasojmë juve” Ata do të donin ta ndërrojnë fjalën e Perëndisë premtimin Thuaju “Ju kurrsesi nuk do të na pasoni këtë e ka thënë Perëndia qysh më parë” E ata do të thonë “Nuk është ashtu por ju na keni zili neve” Jo nuk është as kjo por ata pak kuptojnë
- فارسى - آیتی : چون براى گرفتن غنايم به راه بيفتيد، آنان كه از جنگ تخلف ورزيدهاند خواهند گفت: بگذاريد تا ما هم از پى شما بياييم. مىخواهند سخن خدا را ديگرگون كنند. بگو: شما هرگز از پى ما نخواهيد آمد. خدا از پيش چنين گفته است. سپس خواهند گفت: بلكه بر ما حسد مىبريد؟ نه، اينان جز اندكى نمىفهمند.
- tajeki - Оятӣ : Чун барои гирифтани ғаниматҳо ба роҳ бияфтед, онон, ки аз ҷанг тахаллуф (қафокашӣ) намудаанд, хоҳанд гуфт: «Бигзоред, то мо ҳам аз паи шумо биёем! Мехоҳанд сухани Худоро дигаргун кунанд. Бигӯ: '«Шумо ҳаргиз аз паи мо нахоҳед омад. Худо аз пеш чунин гуфтааст». Сипас хоҳанд гуфт: «Балки бар мо ҳасад мебаред?» На, инҳо ҷуз андаке намефаҳманд.
- Uyghur - محمد صالح : (ھۇدەيبىيىگە چىقماي) قېلىپ قالغانلار غەنىمەت ئېلىش ئۈچۈن چىققان ۋاقىتلىرىدا: «بىزمۇ سىلەر بىلەن چىقايلى» دەيدۇ، ئۇلار اﷲ نىڭ (خەيبەر غەنىمىتىنى ھۇدەيبىيىگە چىققانلارغا خاس قىلغانلىقتىن) ئىبارەت سۆزىنى ئۆزگەرتمەكچى بولىدۇ. (ئۇلارغا) ئېيتقىنكى، «بىز بىلەن چىقىشىڭلارغا ھەرگىز بولمايدۇ، اﷲ ئىلگىرى مۇشۇنداق دېگەن». ئۇلار: «ئۇنداق ئەمەس (يەنى اﷲ ئۇنداق دېمىگەن)، سىلەر بىزگە ھەسەت قىلىۋاتىسىلەر» دەيدۇ. ئۇنداق ئەمەس، ئۇلار (اﷲ نىڭ كالامىنى) پەقەت يۈزەگىنە چۈشىنىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് സമരാര്ജിത സ്വത്ത് ശേഖരിക്കാന് പുറപ്പെടുമ്പോള് യുദ്ധം ചെയ്യാതെ മാറിനിന്നവര് പറയും: "ഞങ്ങളെ വിട്ടേക്കൂ. ഞങ്ങളും നിങ്ങളുടെ കൂടെ വരട്ടെ." ദൈവവചനങ്ങളെ മാറ്റിമറിക്കാനാണ് അവരാഗ്രഹിക്കുന്നത്. പറയുക: "നിങ്ങള്ക്കൊരിക്കലും ഞങ്ങളോടൊത്ത് വരാനാവില്ല. അല്ലാഹു നേരത്തെ തന്നെ അത് പറഞ്ഞറിയിച്ചിട്ടുണ്ട്." അപ്പോഴവര് പറയും: "അല്ല; നിങ്ങള് ഞങ്ങളോട് അസൂയ കാട്ടുകയാണ്." എന്നാല്; അവരൊന്നും മനസ്സിലാക്കുന്നില്ലെന്നതാണ് വസ്തുത; നന്നെക്കുറച്ചല്ലാതെ.
- عربى - التفسير الميسر : سيقول المخلفون اذا انطلقت ايها النبي انت واصحابك الى غنائم "خيبر" التي وعدكم الله بها اتركونا نذهب معكم الى "خيبر" يريدون ان يغيروا بذلك وعد الله لكم قل لهم لن تخرجوا معنا الى "خيبر" لان الله تعالى قال لنا من قبل رجوعنا الى "المدينه" ان غنائم "خيبر" هي لمن شهد "الحديبيه" معنا فسيقولون ليس الامر كما تقولون ان الله لم يامركم بهذا انكم تمنعوننا من الخروج معكم حسدا منكم لئلا نصيب معكم الغنيمه وليس الامر كما زعموا بل كانوا لا يفقهون عن الله ما لهم وما عليهم من امر الدين الا يسيرا
*27) That is, `The time is approaching when these very people who were shirking accompanying you on the dangerous journey, would see you going on an expedition in which there would be the possibility of attaining easy victory and much booty. Then they would come running and request you to take them also along." Such a time came just three months after the truce of Hudaibiyah, when the Holy Prophet invaded Khaiber and took it easily. At that time everyone could see that after the truce with the Quraish not only Khaiber but the Jewish settlements of Taima, Fadak, Wadi-al-Qura' and others also of northern Arabia would not be able to withstand the might of the Muslims and would easily fall to the Islamic State. Therefore, Allah in these verses forewarned the Holy Prophet that the opportunists of the suburbs of Madinah would come up to take part in and receive their share when they would see easy victories being attained, and that he should tell them plainly: "You will never be allowed to take part in these, because only those who had gone forth to offer their lives in the conflict at Hudaibiyah regardless of every danger would be entitled o them. "
*28) "Allah's decree" implies the decree that only those people would be allowed to accompany the Holy Prophet in the expedition to Khaiber, who had taken part in the expedition to Hudaibiyah and sworn the pledge there for AIIah has reserved the spoils of Khaiber cxclusively for them; as has been stated clearly in verse 18 blow.
*29) The words "Allah has already said this before" caused the people the misunderstanding that this refers to some other command bearing upon the same subject that might have been sent down before this verse, and since no such command is found in this Surah before this verse, they started looking for it at other places in the Qur'an till they found verse 84 of Surah At-Taubah, in which this very subject has been dealt with for another occasion. But that verse, in fact, does not apply to this, for it was sent down in connection with the Battle of Tabuk, and its period of revelation is three years after the period of revelation of Surah AI-Fat-h. The fact of the matter is that this verse refers to vv. 18-19 of this Surah itself, and Allah's already having said this does not mean its having been said before this verse but its having boon said to the laggards before this conversation. This conversation with the laggards about which advance instructions are being given to the Holy Prophet was to take place at the time of the expedition to Khaiber, and this whole Surah, including vv. 18-19, had been sent down three months earlier on return from Hudaibiyah on the way. A careful study of the context shows that Allah here is giving this instruction to His Messenger: "When after your return at Madinah the laggards come to you with their excuses, you should give them this reply, and when they express their desire to accompany you in the expedition to Khaiber, you should tell them this. "