- عربي - نصوص الآيات عثماني : بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ قٓ ۚ وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْمَجِيدِ
- عربى - نصوص الآيات : بسم الله الرحمن الرحيم ق ۚ والقرآن المجيد
- عربى - التفسير الميسر : (ق) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة. أقسم الله تعالى بالقرآن الكريم ذي المجد والشرف.
- السعدى : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
يقسم تعالى بالقرآن المجيد أي: وسيع المعاني عظيمها، كثير الوجوه كثير البركات، جزيل المبرات. والمجد: سعة الأوصاف وعظمتها، وأحق كلام يوصف بهذا، هذا القرآن، الذي قد احتوى على علوم الأولين والآخرين، الذي حوى من الفصاحة أكملها، ومن الألفاظ أجزلها، ومن المعاني أعمها وأحسنها، وهذا موجب لكمال اتباعه، و [سرعة] الانقياد له، وشكر الله على المنة به.
- الوسيط لطنطاوي : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
سورة " ق " من السور القرآنية ، التى افتتحت ببعض حروف التهجى ، وأقرب الأقوال إلى الصواب فى معنى هذه الحروف ، أنها جئ بها على سبيل الإِيقاظ والتنبيه للذين تحداهم القرآن . فكأن الله - تعالى - يقول لهؤلاء المعارضين فى أن القرآن من عند الله : ها كم القرآن ترونه مؤلفا من كلام هو من جنس ما تؤلفون منه كلامكم ، ومنظوما من حروف هى من جنس الحروف الهجائية التى تنظمون منها حروفكم .
فإن كنتم فى شك فى كونه منزلا من عند الله - تعالى - فهاتوا مثله ، أو عشر سور من مثله ، أو سورة واحدة من مثله .
فعجزوا وانقلبوا خاسرين ، وثبت أن هذا القرآن من عند الله - سبحانه - .
وهذا الرأى وهو كون " ق " من الحروف الهجائية ، هو الذى تطمئن إليه ، وهناك أقوال أخرى فى معنى هذا الحرف ، تركناها لضعفها كقول بعضهم إن " ق " اسم جبل محيط بجميع الأرض . . وهى أقوال لم يقم دليل نقلى أو عقلى على صحتها .
قال ابن كثير : وقد روى عن بعض السلف ، أنهم قالوا " ق " جبل محيط بالأرض ، يقال له جبل " قل " وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بنى إسرائيل أخذها عنهم بعض الناس . .
والواو فى قوله - تعالى - : ( والقرآن المجيد ) للقسم ، والمقسم به القرآن الكريم ، وجواب القسم محذوف لدلالة ما بعده عليه ، وهو استبعادهم لعبثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتكذيبهم للبعث والحساب . .
وقوله : ( المجيد ) صفة للقرآن . أى : ذى المجد والشرف وكثرة الخير .
ولفظ المجيد مأخوذ من المجد ، بمعنى السعة والكرم ، وأصله من مجدت الإِبل وأمجدت ، إذا وقعت فى مرعى مخصب ، واسع ، الجنبات ، كثير الأعشاب .
والمعنى : أقسم بالقرآن ذى المجد والشرف ، وذى الخير الوفير الذى يجد فيه كل طالب مقصوده ، إنك - أيها الرسول الكريم - لصادق فيما تبلغه عن ربك من أن البعث حق والحساب حق ، والجزاء حق . . ولكن الجاحدين لم يؤمنوا بذلك .
- البغوى : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
مكية
( ق ) [ قال ابن عباس : هو قسم ، وقيل : ] هو اسم للسورة ، وقيل هو اسم من أسماء القرآن .
وقال القرظي : هو مفتاح اسمه " القدير " ، و " القادر " و " القاهر " و " القريب " و " القابض " .
وقال عكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء ، منه خضرة السماء والسماء مقبية عليه ، وعليه كتفاها ، ويقال هو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة .
وقيل : معناه قضي الأمر ، أو قضي ما هو كائن ، كما قالوا في حم .
( والقرآن المجيد ) الشريف الكريم على الله ، الكثير الخير .
واختلفوا في جواب القسم ، فقال أهل الكوفة : جوابه : " بل عجبوا " ، وقيل : جوابه محذوف ، مجازه : والقرآن المجيد لتبعثن . وقيل : جوابه قوله : " ما يلفظ من قول " . وقيل : " قد علمنا " وجوابات القسم سبعة : " إن " الشديدة كقوله : " والفجر - إن ربك لبالمرصاد " ( الفجر - 14 ) ، و " ما " النفي كقوله : " والضحى - ما ودعك ربك " ( الضحى - 1 - 3 ) ، و " اللام " المفتوحة كقوله : " فوربك لنسألنهم أجمعين " ( الحجر - 92 ) و " إن " الخفيفة كقوله تعالى : " إن كنا لفي ضلال مبين " ( الشعراء - 38 ) و " لا " كقوله تعالى : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " ( النحل - 38 ) ، و " قد " كقوله تعالى : " والشمس وضحاها - قد أفلح من زكاها " ( الشمس - 1 - 9 ) .
- ابن كثير : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
تفسير سورة ق وهي مكية .
وهذه السورة هي أول الحزب المفصل على الصحيح ، وقيل : من الحجرات . وأما ما يقوله العامة : إنه من ( عم ) فلا أصل له ، ولم يقله أحد من العلماء المعتبرين فيما نعلم . والدليل على أن هذه السورة هي أول المفصل ما رواه أبو داود في سننه ، باب " تحزيب القرآن " ثم قال :
حدثنا مسدد ، حدثنا قران بن تمام ، ( ح ) وحدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد سليمان بن حبان - وهذا لفظه - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ، عن عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن جده - قال عبد الله بن سعيد : حدثنيه أوس بن حذيفة - ثم اتفقا . قال : قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد ثقيف ، قال : فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة ، وأنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني مالك في قبة له - قال مسدد : وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ثقيف ، قال : كان رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا - قال أبو سعيد : قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام - فأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه قريش ، ثم يقول : لا سواء وكنا مستضعفين مستذلين - قال مسدد : بمكة - فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ، ندال عليهم ويدالون علينا . فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه ، فقلنا : لقد أبطأت عنا الليلة ! قال : " إنه طرأ علي حزبي من القرآن ، فكرهت أن أجيء حتى أتمه " . قال أوس : سألت أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كيف تحزبون القرآن ؟ فقالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده .
ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي خالد الأحمر ، به . ورواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، هو ابن يعلى الطائفي به .
إذا علم هذا ، فإذا عددت ثمانيا وأربعين سورة ، فالتي بعدهن سورة " ق " . بيانه : ثلاث : البقرة ، وآل عمران ، والنساء . وخمس : المائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال ، وبراءة . وسبع : يونس ، وهود ، ويوسف ، والرعد ، وإبراهيم ، والحجر ، والنحل . وتسع : سبحان ، والكهف ، ومريم ، وطه ، والأنبياء ، والحج ، والمؤمنون ، والنور ، والفرقان . وإحدى عشرة : الشعراء ، والنمل ، والقصص ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، و " الم " السجدة ، والأحزاب ، وسبأ ، وفاطر ، و يس . وثلاث عشرة : الصافات ، و " ص " ، والزمر ، وغافر ، و " حم " السجدة ، و " حم عسق " ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، والأحقاف ، والقتال ، والفتح ، والحجرات . ثم بعد ذلك الحزب المفصل كما قاله الصحابة رضي الله عنهم . فتعين أن أوله سورة " ق " وهو الذي قلناه ، ولله الحمد والمنة .
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا مالك ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله ; أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي : ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيد ؟ قال : بقاف ، واقتربت .
ورواه مسلم وأهل السنن الأربعة ، من حديث مالك ، به . وفي رواية لمسلم عن فليح عن ضمرة ، عن عبيد الله ، عن أبي واقد قال : سألني عمر ، فذكره .
حديث آخر : وقال أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة ، عن أم هشام بنت حارثة قالت : لقد كان تنورنا وتنور النبي - صلى الله عليه وسلم - واحدا سنتين ، أو سنة وبعض سنة ، وما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس .
رواه مسلم [ أيضا ] من حديث ابن إسحاق ، به .
وقال أبو داود : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن خبيب ، عن عبد الله بن محمد بن معن ، عن ابنة الحارث بن النعمان قالت : ما حفظت " ق " إلا من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب بها كل جمعة . قالت : وكان تنورنا وتنور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحدا .
وكذا رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ، من حديث شعبة ، به .
والقصد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار ، كالعيد والجمع ، لاشتمالها على ابتداء الخلق والبعث والنشور ، والمعاد والقيام ، والحساب ، والجنة والنار ، والثواب والعقاب ، والترغيب والترهيب .
ق ) : حرف من حروف الهجاء المذكورة في أوائل السور ، كقوله : ( ص ، ن ، الم ، حم ، طس ) ونحو ذلك ، قاله مجاهد وغيره . وقد أسلفنا الكلام عليها ، في أول " سورة البقرة " بما أغنى عن إعادته .
وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا ) ق ) : جبل محيط بجميع الأرض ، يقال له جبل قاف . وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس ، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما لا يصدق ولا يكذب . وعندي أن هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم ، يلبسون به على الناس أمر دينهم ، كما افتري في هذه الأمة - مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها - أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما بالعهد من قدم ، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى ، وقلة الحفاظ النقاد فيهم ، وشربهم الخمور ، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه ، وتبديل كتب الله وآياته ! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله : " وحدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج " فيما قد يجوزه العقل ، فأما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان ، ويغلب على الظنون كذبه ، فليس من هذا القبيل - والله أعلم .
وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ، ولله الحمد والمنة ، حتى إن الإمام أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، رحمه الله ، أورد هاهنا أثرا غريبا لا يصح سنده عن ابن عباس فقال :
حدثنا أبي قال : حدثت عن محمد بن إسماعيل المخزومي : حدثنا ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : خلق الله من وراء هذه الأرض بحرا محيطا ، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له " ق " السماء الدنيا مرفوعة عليه . ثم خلق الله من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات . ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له " ق " السماء الثانية مرفوعة عليه ، حتى عد سبع أرضين ، وسبعة أبحر ، وسبعة أجبل ، وسبع سماوات . قال : وذلك قوله : ( والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ) [ لقمان : 27 ] .
فإسناد هذا الأثر فيه انقطاع ، والذي رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( ق ) قال : هو اسم من أسماء الله عز وجل .
والذي ثبت عن مجاهد : أنه حرف من حروف الهجاء ، كقوله : ( ص ، ن ، حم ، طس ، الم ) ونحو ذلك . فهذه تبعد ما تقدم عن ابن عباس .
وقيل : المراد " قضي الأمر والله " ، وأن قوله : ( ق ) دلت على المحذوف من بقية الكلم كقول الشاعر :
قلت لها : قفي فقالت : قاف
وفي هذا التفسير نظر ; لأن الحذف في الكلام إنما يكون إذا دل دليل عليه ، ومن أين يفهم هذا من ذكر هذا الحرف ؟ .
وقوله : ( والقرآن المجيد ) أي : الكريم العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد .
واختلفوا في جواب القسم ما هو ؟ فحكى ابن جرير عن بعض النحاة أنه قوله : ( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ )
وفي هذا نظر ، بل الجواب هو مضمون الكلام بعد القسم ، وهو إثبات النبوة ، وإثبات المعاد ، وتقريره وتحقيقه وإن لم يكن القسم متلقى لفظا ، وهذا كثير في أقسام القرآن كما تقدم في قوله : ( ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) [ ص : 1 ، 2 ]
- القرطبى : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
مكية كلها ، وهي خمس وأربعون آية
مكية كلها في قول الحسن وعطاء وعكرمة وجابر . قال ابن عباس وقتادة : إلا آية ، وهي قوله تعالى : ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب . وفي صحيح مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت : لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا سنتين - أو سنة وبعض سنة - وما أخذت " ق والقرآن المجيد " إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ; يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي : ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر ؟ فقال : كان يقرأ فيهما ب " ق والقرآن المجيد " و " اقتربت الساعة وانشق القمر " . وعن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ب ق والقرآن المجيد وكانت صلاته بعد تخفيفا .
بسم الله الرحمن الرحيم
ق والقرآن المجيد
قوله تعالى : ق والقرآن المجيد قرأ العامة " قاف " بالجزم . وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم " قاف " بكسر الفاء ; لأن الكسر أخو الجزم ، فلما سكن آخره حركوه بحركة الخفض . وقرأ عيسى الثقفي بفتح الفاء ، حركه إلى أخف الحركات . وقرأ هارون ومحمد بن السميفع " قاف " بالضم ; لأنه في غالب الأمر حركة البناء نحو : منذ وقط وقبل وبعد .
واختلف في معنى " ق " ما هو ؟ فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه ، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل . ورواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس . قال الفراء : كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في " ق " ; لأنه اسم وليس بهجاء . قال : ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه ; كقول القائل :
قلت لها قفي فقالت قاف
أي : أنا واقفة . وهذا وجه حسن وقد تقدم أول البقرة . وقال وهب : أشرف ذو القرنين على جبل قاف فرأى تحته جبالا صغارا ، فقال له : ما أنت ؟ قال : أنا قاف ، قال : فما هذه الجبال حولك ؟ قال : هي عروقي وما من مدينة إلا وفيها عرق من عروقي ، فإذا أراد الله أن يزلزل مدينة أمرني فحركت عرقي ذلك فتزلزلت تلك الأرض ; فقال له : يا قاف أخبرني بشيء من عظمة الله ; قال : إن شأن ربنا لعظيم ، وإن ورائي أرضا مسيرة خمسمائة عام في خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا ، لولا هي لاحترقت من حر جهنم . فهذا يدل على أن جهنم على وجه الأرض والله أعلم بموضعها ؛ وأين هي من الأرض . قال : زدني ، قال : إن جبريل عليه السلام واقف بين يدي الله ترعد فرائصه ، يخلق الله من كل رعدة مائة ألف ملك ، فأولئك الملائكة وقوف بين يدي الله تعالى منكسو رءوسهم ، فإذا أذن الله لهم في الكلام قالوا : لا إله إلا الله ; وهو قوله تعالى : يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا يعني قول : لا إله إلا الله . وقال الزجاج : قوله " ق " أي : قضي الأمر ، كما قيل في " حم " أي : حم الأمر . وقال ابن عباس : " ق " اسم من أسماء الله تعالى أقسم به . وعنه أيضا : أنه اسم من أسماء القرآن . وهو قول قتادة . وقال القرظي : افتتاح أسماء الله تعالى قدير وقاهر وقريب وقاض وقابض . وقال الشعبي : فاتحة السورة . وقال أبو بكر الوراق : معناه قف عند أمرنا ونهينا ولا تعدهما . وقال محمد بن عاصم الأنطاكي : هو قرب الله من عباده ، بيانه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقال ابن عطاء : أقسم الله بقوة قلب حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث حمل الخطاب ولم يؤثر ذلك فيه لعلو حاله .
والقرآن المجيد أي : الرفيع القدر . وقيل : الكريم ; قاله الحسن . وقيل : الكثير ; مأخوذ من كثرة القدر والمنزلة لا من كثرة العدد ، من قولهم : كثير فلان في النفوس ; ومنه قول العرب في المثل السائر : " في كل شجر نار ، واستمجد المرخ والعفار " . أي : استكثر هذان النوعان من النار فزادا على سائر الشجر ; قاله ابن بحر . وجواب القسم قيل هو : قد علمنا ما تنقص الأرض منهم على إرادة اللام ; أي : لقد علمنا . وقيل : هو إن في ذلك لذكرى وهو اختيار الترمذي محمد بن علي قال : " ق " قسم باسم هو أعظم الأسماء التي خرجت إلى العباد وهو القدرة ، وأقسم أيضا بالقرآن المجيد ، ثم اقتص ما خرج من القدرة من خلق السماوات والأرضين وأرزاق العباد ، وخلق الآدميين ، وصفة يوم القيامة والجنة والنار ، ثم قال : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب فوقع القسم على هذه الكلمة كأنه قال : ق أي : بالقدرة والقرآن المجيد أقسمت أن فيما اقتصصت في هذه السورة لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . وقال ابن كيسان : جوابه ما يلفظ من قول . وقال أهل الكوفة : جواب هذا القسم بل عجبوا . وقال الأخفش : جوابه محذوف كأنه قال : ق والقرآن المجيد لتبعثن ; يدل عليه أإذا متنا وكنا ترابا .
- الطبرى : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
القول في تأويل قوله تعالى : ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)
اختلف أهل التأويل في قوله: (ق) , فقال بعضهم: هو اسم من أسماء الله تعالى أقسم به.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني علي بن داود, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس في قوله: (ق) و ن وأشباه هذا, فإنه قسم أقسمه الله, وهو اسم من أسماء الله.
وقال آخرون: هو اسم من أسماء القرآن.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله (ق) قال: اسم من أسماء القرآن.
وقال آخرون: (ق) اسم الجبل المحيط بالأرض, وقد تقدّم بياننا في تأويل حروف المعجم التي في أوائل سور القرآن بما فيه الكفاية عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله ( وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) يقول: والقرآن الكريم.
كما حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا يحيى بن يمان, عن أشعث بن إسحاق, عن جعفر بن أبي المغيرة, عن سعيد بن جُبير ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) قال: الكريم.
واختلف أهل العربية في موضع جواب هذا القسم, فقال بعض نحويِّي البصرة ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) قسم على قوله قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وقال بعض نحويِّي أهل الكوفة: فيها المعنى الذي أقسم به, وقال: ذكر أنها قضى والله, وقال: يقال: إن قاف جبل محيط بالأرض, فإن يكن كذلك فكأنه في موضع رفع: أي هو قاف والله; قال: وكان ينبغي لرفعه أن يظهر لأنه اسم وليس بهجاء; قال: ولعلّ القاف وحدها ذكرت من اسمه, كما قال الشاعر:
قُلْت لَها قفي لَنَا قالَتْ قاف (1)
ذُكرت القاف إرادة القاف من الوقف: أي إني واقفة.
وهذا القول الثاني عندنا أولى القولين بالصواب, لأنه لا يعرف في أجوبة الأيمان قد, وإنما تجاب الأيمان إذا أجيبت بأحد الحروف الأربعة: اللام, وإن, وما, ولا أو بترك جوابها فيكون ساقطا.
------------------------
الهوامش:
(1) في ( اللسان : وقف ) غير منسوب . وقوله * قلـت لهـا قفـي قـالت قـاف *
بسكون الكاف الفاء : إنما أراد : قد وقفت فاكتفى بذكر القاف . قال ابن جني : ولو نقل هذا الشاعر إلينا شيئا من جملة الحال، فقال مع قوله : قالت قاف ، وأمسكت زمام بعيرها ، أو عاجته عليها ، لكان أبين ، لما كانوا عليه ، وأدل على أنها أرادت قفي لنا ، أي يقول لي قفي لنا! متعجبة منه . وهو إذا شاهدها وقد وقفت علم أن قولها : قاف إجابة لقوله ، وتعجب منه في قوله قفي لنا . أ هـ . وفي معاني القرآن للفراء ( الورقة 308 ) أورد البيت ثم قال : ذكرت القاف من الوقت ، أي إني واقفة . أ هـ .
- ابن عاشور : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1(القول فيه نظير القول في أمثاله من الحروف المقطعة الواقعة في أوائل السور . فهو حرف من حروف التهجّي وقد رسموه في المصحف بصورة حرف القاف التي يُتَهجى بها في المكتب ، وأجمعوا على أن النطق بها باسم الحَرف المعروف ، أي ينْطِقون بقاففٍ بعدها ألف ، بعده فاء . وقد أجمع من يعتدّ به من القراء على النطق به ساكِنَ الآخِر سكون هجاء في الوصل والوقِف .
ووقع في رواية بعض القصاصين المكذوبة عن ابن عباس أن المراد بقوله : { ق } اسم جبل عظيم محيط بالأرض . وفي رواية عنه إنه اسم لكل واحد من جبال سبعة محيطة بالأرضين السبع واحداً وراء واحد كما أن الأرضين السبع أرض وراء أرض . أي فهو اسم جنس انحصرت أفراده في سبعة ، وأطالوا في وصف ذلك بما أملاه عليهم الخيال المشفوع بقلة التثبت فيما يروونه للإغراب ، وذلك من الأوهام المخلوطة ببعض أقوال قدماء المشرقيين وبسوء فهم البعض في علم جغرافية الأرض وتخيلهم إياها رقاعاً مسطحة ذات تقاسيم يحيط بكل قسم منها ما يفصله عن القسم الآخر من بحار وجبال ، وهذا مما ينبغي ترفع العلماء عن الاشتغال بذكره لولا أن كثيراً من المفسرين ذكروه .
- إعراب القرآن : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
«ق» حرف لا محل له من الإعراب «وَالْقُرْآنِ» الواو حرف وقسم والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف «الْمَجِيدِ» صفة وجواب القسم محذوف
- English - Sahih International : Qaf By the honored Qur'an
- English - Tafheem -Maududi : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ(50:1) Qaf. By the glorious Qur'an. *1
- Français - Hamidullah : Qâf Par le Coran glorieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Qaf Bei dem ruhmvollen Qur'an
- Spanish - Cortes : q ¡Por el glorioso Corán
- Português - El Hayek : Caf Pelo Alcorão glorioso que tu és o Mensageiro de Deus
- Россию - Кулиев : Каф Клянусь славным Кораном
- Кулиев -ас-Саади : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
Каф. Клянусь Славным Кораном!Всевышний поклялся Славным Кораном - Писанием, аяты которого имеют великий и глубокий смысл, приносят людям много добра и помогают им снискать благословение. Славу любой вещи приносят ее прекрасные и величественные качества, и Священный Коран более всего заслуживает этого эпитета. Это - Слово Всевышнего Аллаха, в котором нашли свое отражение знания прошлых и будущих поколений. Коран преисполнен красноречия и совершенства, его слог прекрасен, а смысл глубок и мудр. Все это обязывает рабов выполнять его предписания совершенным образом, без промедления повиноваться ему и благодарить Господа за такую великую милость. Однако большинство людей не ценит Его милости, и поэтому далее Он сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Kaf Şanlı Kuran'a and olsun
- Italiano - Piccardo : Qâf Per il glorioso Corano
- كوردى - برهان محمد أمين : چهند پیتێک لهسهرهتای ههندێ لهسوورهتهکانی قورئاندا هاتوون ژمارهیان 14 پیته نیوهی کۆی پیتهکانی زمانی عهرهبین بۆ سهلماندنی اعجاز و مهزنی و گرنگی قورئان کهلهتوانای هیچ کهسدانیه بهو پیتانه کتێبێکی ئاوا بێوێنه دابنێت بهرادهیهک ههتا ههموو گرۆی ئادهمیزاد و پهری کۆ ببنهوهبۆ ئهو مهبهسته بێگومان چهندهها نهێنی تریشی تیایه زاناکان لهههندێکی دواون ههندێکیشیان وتویانه ههر خوا خۆی زانایه بهنهێنی ئهو پیتانه سوێند بهم قورئانه کهخاوهنی ڕێز و شکۆمهندی یه تۆ ئهی محمد صلى الله عليه وسلم نێردراوی لهلایه خواوه
- اردو - جالندربرى : ق۔ قران مجید کی قسم کہ محمد پیغمبر خدا ہیں
- Bosanski - Korkut : Kāf Tako Mi Kur'ana slavnog
- Swedish - Bernström : Qaf VID denna ärorika Koran
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Qaaf Demi Al Quran yang sangat mulia
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
(Qaaf) hanya Allah saja yang mengetahui arti dan maksudnya. (Demi Alquran yang sangat agung) artinya, yang sangat mulia, tiadalah orang-orang kafir Mekah beriman kepada Nabi Muhammad saw.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : ক্বাফ সম্মানিত কোরআনের শপথ;
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : காஃப் கண்ணியமிக்க இக் குர்ஆன் மீது சத்தியமாக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ก็อฟ ขอสาบานด้วยอัลกุรอานอันทรงเกียรติ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Қоф Улуғ Қуръон ила қасам
- 中国语文 - Ma Jian : 戛弗。以尊严的《古兰经》盟誓,
- Melayu - Basmeih : Qaaf Demi AlQuran yang melimpahlimpah kemuliaan dan kebaikannya bahawa sesungguhnya Muhammad adalah Rasul yang diutus memberi peringatan dan amaran
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu ku dhaartay Quraanka sharafta leh in dadka la soo bixin
- Hausa - Gumi : ¡̃ Inã rantsuwa da Alƙur'ãni Mai girma
- Swahili - Al-Barwani : Qaaf Naapa kwa Qur'ani tukufu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Kâf Pasha Kur’anin e madhërueshëm
- فارسى - آیتی : قاف. قسم به اين قرآن ارجمند
- tajeki - Оятӣ : Қоф. Қасам ба ин Қуръони арҷманд!
- Uyghur - محمد صالح : قاف. شەرەپلىك قۇرئان بىلەن قەسەم قىلىمەن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഖാഫ്. ഉല്കൃഷ്ടമായ ഖുര്ആന് സാക്ഷി.
- عربى - التفسير الميسر : ق سبق الكلام على الحروف المقطعه في اول سوره البقره اقسم الله تعالى بالقران الكريم ذي المجد والشرف
*1) The word "majid" is used for expressing two meanings in Arabic: for expressing the high rank, status, honor and dignity of a person, and for saying that somebody is highly generous, charitable and beneficent. This word has been used for the Qur'an in both these meanings. The Qur'an is great and glorious in the sense that no book of the world can be brought up against it. It is a miracle both in its language and literary excellence and in its teaching and wisdom. Humans were helpless to produce the like of it at the time when it was sent down and are likewise helpless even today. Nothing of it could ever be proved wrong in any age, nor can anything of it be proved wrong in the present age. Falsehood can neither attack it from the front nor from the rear, and defeat it. And it is generous and beneficent in the sense that the more a man goes on trying to gain guidance from it, the more of guidance it goes on giving him, and the more he follows and obeys its commands and instructions the more he continues to be blessed with good, things of the world and the Hereafter. There is no limit to its benefits and advantages where a man may become independent of it, and where it may cease to be beneficial and useful for him.