- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِۦ نَفْسُهُۥ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ
- عربى - نصوص الآيات : ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ۖ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد
- عربى - التفسير الميسر : ولقد خلقنا الإنسان، ونعلم ما تُحَدِّث به نفسه، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (وهو عِرْق في العنق متصل بالقلب).
- السعدى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
يخبر تعالى، أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان، ذكورهم وإناثهم، وأنه يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهوالعرق المكتنف لثغرة النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه، المطلع على ضميره وباطنه، القريب منه في جميع أحواله، فيستحي منه أن يراه، حيث نهاه، أو يفقده، حيث أمره، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال، فيجلهم ويوقرهم، ويحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه، مما لا يرضي رب العالمين.
- الوسيط لطنطاوي : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
ثم صورت السورة الكريمة بعد ذلك علم الله - تعالى - الشامل لكل شئ تصويرا يأخذ بالألباب ، وبينت سكرات الموت وغمراته ، وأحوال الإِنسان عند البعث . . بيانا رهيبا مؤثرا . قال - تعالى - : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ . . . اليوم حَدِيدٌ ) .
والمراد بالإِنسان فى قوله - تعالى - : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) جنسه . وقوله : ( تُوَسْوِسُ ) من الوسوسة وهو الصوت الخفى ، والمراد به حديث الإِنسان مع نفسه . قال الشاعر :
وأكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يزرى بالأمل
( مَا ) موصولة ، والضمير عائد عليها والباء صلة ، أى : ونعلم الأمر الذى تحدثه نفسه به . ويصح أن تكون مصدرية ، والضمير للإِنسان ، والباء للتعدية ، أى ونعلم وسوسة نفسه إياه .
والمتدبر فى هذه الآية يرى أن افتتاحها يشير إلى مضمونها ، لأن التعبير بخلقنا ، يشعر بالعلم التام بأحوال المخلوق ، إذ خالق الشئ وصانعه أدرى بتركيب جزئياته . أى : والله لقد خلقنا بقدرنا هذا الإِنسان . ونعلم علما تاما شاملا ما تحدثه به نفسه من أفكار وخواطر . .
وقوله : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد ) تقرير وتوكيد لما قبله .
وحبل الوريد : عرق فى باطن العنق يسرى فيه الدم ، والإِضافة بيانية . أى : حبل هو الوريد . أى : ونحن بسبب علمنا التام بأحواله كلها ، أقرب إليه من أقرب شئ لديه ، وهو عرق الوريد الذى فى باطن عنقه ، أو اقرب إليه من دمائه التى تسرى فى عروقه .
فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن علم الله - تعالى - بأحوال الإِنسان ، أقرب إلى هذا الإِنسان ، من أعضائه ومن دمائه التى تسرى فى تلك الأعضاء .
والمقصود من القرب : القرب عن طريق العلم ، لا القرب فى المكان لاستحالة ذلك عليه - تعالى - .
قال القرطبى : قوله : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان ) يعنى الناس . ( وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) أى : ما يختلج فى سره وقلبه وضميره ، وفى هذا زجر عن المعاصى التى استخفى بها . . . ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد ) هو حبل العاتق ، وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه ، وهما وريدان عن يمين وشمال . . والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين . . وهذا تمثيل لشدة القرب . أى : ونحن أقرب إليه من حبل وريده الذى هو من نفسه . . وهذا القرب ، هو قرب العلم والقدرة ، وأبعاض الإِنسان يحجب البعضُ البعضَ ، ولا يحجب علم الله - تعالى - شئ .
وقال القشيرى : فى هذه الآية هيبة وفزع وخوف لقوم ، وروح وأنس وسكون قلب لقوم .
وعلى هذا التفسير الذى سرنا عليه . وسار عليه من قبلنا جمهور المفسرين يكون الضمير ( نَحْنُ ) يعود إلى الله - تعالى - ، وجئ بهذا الضمير بلفظ ( نَحْنُ ) على سبيل التعظيم .
ويرى الإِمام ابن كثير أن الضمير هنا يعود إلى الملائكة ، فقد قال - رحمه الله - وقوله : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد ) يعنى ملائكته - تعالى - أقرب إلى الإِنسان من حبل وريده إليه . ومن تأوله على العلم فإنما فر لئلا يلزم حلول أو اتحاد ، وهما منفيان بالإِجماع - تعالى الله وتقدس - ولكن اللفظ لا يقتضيه فإنه لم يقل : وأنا أقرب إليه من حبل الوريد وإنما قال : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد ) كما قال فى المحتضر ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ ) يعنى ملائكته .
وكذلك الملائكة أقرب إلى الإِنسان من حبل وريده إليه ، بإقدار الله لهم على ذلك .
وهذا الذى ذهب إليه ابن كثير وإن كان مقبولا - لأنه قرب الملائكة من العبد بإقدار الله لهم على ذلك - إلا أن ما ذهب إليه الجمهور من أن الضمير ( نَحْنُ ) لله - تعالى - أدل على قرب الله - سبحانه - لأحوال عباده ، وأظهر فى معنى الآية ، وأزجر للإِنسان عن ارتكاب المعاصى .
- البغوى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) يحدث به قلبه ولا يخفى علينا سرائره وضمائره ( ونحن أقرب إليه ) أعلم به ( من حبل الوريد ) لأن أبعاضه وأجزاءه يحجب بعضها بعضا ، ولا يحجب علم الله شيء ، و " حبل الوريد " : عرق العنق ، وهو عرق بين الحلقوم والعلباوين ، يتفرق في البدن ، والحبل هو الوريد ، فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين .
- ابن كثير : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
يخبر تعالى عن قدرته على الإنسان بأنه خالقه ، وعمله محيط بجميع أموره حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر . وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل " .
وقوله : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) يعني : ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه . ومن تأوله على العلم فإنما فر لئلا يلزم حلول أو اتحاد ، وهما منفيان بالإجماع ، تعالى الله وتقدس ، ولكن اللفظ لا يقتضيه فإنه لم يقل : وأنا أقرب إليه من حبل الوريد ، وإنما قال : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) كما قال في المحتضر : ( ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) [ الواقعة : 85 ] ، يعني ملائكته . وكما قال [ تعالى ] : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ] ، فالملائكة نزلت بالذكر - وهو القرآن - بإذن الله عز وجل . وكذلك الملائكة أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه بإقدار الله لهم على ذلك ، فللملك لمة في الإنسان كما أن للشيطان لمة وكذلك : " الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ; ولهذا قال هاهنا :
- القرطبى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
قوله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان يعني الناس ، وقيل : آدم .
ونعلم ما توسوس به نفسه أي : ما يختلج في سره وقلبه وضميره ، وفي هذا زجر عن المعاصي التي يستخفي بها . ومن قال : إن المراد بالإنسان آدم ; فالذي وسوست به نفسه هو الأكل من الشجرة ، ثم هو عام لولده . والوسوسة حديث النفس بمنزلة الكلام الخفي . قال الأعشى : تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل وقد مضى في " الأعراف " .
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد هو حبل العاتق وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه ، وهما وريدان عن يمين وشمال . روي معناه عن ابن عباس وغيره وهو المعروف في اللغة . والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين . وقال الحسن : الوريد الوتين وهو عرق معلق بالقلب . وهذا تمثيل للقرب ; أي : نحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه ، وليس على وجه قرب المسافة . وقيل : أي : ونحن أملك به من حبل وريده مع استيلائه عليه . وقيل : أي : ونحن أعلم بما توسوس به نفسه من حبل وريده الذي هو من نفسه ; لأنه عرق يخالط القلب ، فعلم الرب أقرب إليه من علم القلب ، روي معناه عن مقاتل قال : الوريد عرق يخالط القلب ، وهذا القرب قرب العلم والقدرة ، وأبعاض الإنسان يحجب البعض البعض ولا يحجب علم الله شيء .
- الطبرى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
القول في تأويل قوله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)
وقوله ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ) يقول تعالى ذكره: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدِّث به نفسه, فلا يخفى علينا سرائره وضمائر قلبه ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) يقول: ونحن أقرب للإنسان من حبل العاتق; والوريد: عرق بين الحلقوم والعلباوين, والحبل: هو الوريد, فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسميه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) يقول: عرق العنق.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( حَبْلِ الْوَرِيدِ ) قال: الذي يكون في الحلق.
وقد اختلف أهل العربية في معنى قوله ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) فقال بعضهم: معناه: نحن أملك به, وأقرب إليه في المقدرة عليه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) بالعلم بما تُوَسْوس به نفسه.
- ابن عاشور : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16(
هذا تفصيل لبعض الخلق الأول بذكر خلق الإنسان وهو أهم في هذا المقام للتنبيه على أنه المراد من الخلق الأول وليبنَى عليه { ونعلم ما توسوس به نفس } الذي هو تتميم لإحاطة صفة العلم في قوله : { قد علمنا ما تنقص الأرض منهم } [ ق : 4 ] ولينتقل منه الإنذار بإحصاء أعمال الناس عليها وهو ما استُرسل في وصفه من قوله : { إذ يتلقى المتلقيان } [ ق : 17 ] الخ .
ووصف البعث وصف الجزاء من قوله : { ونفخ في الصور إلى قوله : { ولدينا مزيد } [ ق : 20 35 ] .
وتأكيد هذا الخبر باللام و ( قد ( مراعًى فيه المتعاطفات وهي { نعلم ما توسوس به نفسه } لأنهم وإن كانوا يعلمون أن الله خلق الناس فإنهم لا يعلمون أن الله عالم بأحوالهم .
و { الإنسان } يعم جميع الناس ولكن المقصود منهم أولاً المشركون لأنهم المسوق إليهم هذا الخبر ، وهو تعريض بالإنذار كما يدل عليه قوله بعده { ذلك ما كنت منه تحيد } [ ق : 19 ] وقوله : { لقد كنت في غفلة من هذا } [ ق : 22 ] وقوله : { ذلك يوم الوعيد } [ ق : 20 ] .
والبَاء في قوله { به } زائدة لتأكيد اللصوق ، والضمير عائد الصلة كأنه قيل : ما تتكلمه نفسه على طريقة { وامسحوا برؤوسكم } [ المائدة : 6 ] .
وفائدة الإخبار بأن الله يعلم ما توسوس به نفس كل إنسان التنبيه عل سعة علم الله تعالى بأحوالهم كلها فإذا كان يعلم حديث النفس فلا عجب أن يعلم ما تنقص الأرض منهم .
والإخبار عن فعل الخلق بصيغة المضيّ ظاهر ، وأما الإخبار عن علم ما توسوس به النفس بصيغة المضارع فللدلالة على أن تعلق علمه تعالى بالوسوسة متجدد غير منقض ولا محدود لإثبات عموم علم الله تعالى ، والكناية عن التحذير من إضمار ما لا يرضي الله .
وجملة { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } في موضع الحال من ضمير { ونعلم } .
والمقصود منها تأكيد عاملها وتحقيق استمرار العلم بباطن الإنسان ، ومعنى { توسوس } تتكلم كلاماً خفياً همساً . ومصدره الوسواس والوسوسة أطلقت هنا مجازاً على ما يجول في النفس من الخواطر والتقديرات والعزائم لأن الوسوسة أقرب شيء تشبه به تلك الخواطر وأحسن ما يستعار لها لأنها تجمع مختلف أحوال ما يجول في العقل من التقادير وما عداها من نحو ألفاظ التوهم والتفكر إنما يدل على بعض أحوال الخواطر دون بعض .
والحبل : هنا واحد حِبال الجسم . وهي العروق الغليظة المعروفة في الطبّ بالشرايين ، واحدها : شَرْيان بفتح الشين المهملة وتكسر وبسكون الراء وتعرف بالعروق الضوارب ومنبتها من التجْويف الأيسر من تجويفي القلب . وللشرايين عمل كثير في حياة الجسم لأنها التي توصل الدم من القلب إلى أهم الأعضاء الرئيسية مثل الرئة والدماغ والنخاع والكليتين والمعدة والأمعاء . وللشرايين أسماء باعتبار مصابِّها من الأعضاء الرئيسية .
والوريد : واحد من الشرايين وهو ثاني شريانين يخرجان من التجويف الأيسر من القلب .
واسمه في علم الطلب أورطِي ويتشعب إلى ثلاث شعب ثالثتهما تنقسم إلى قسمين قسم أكبر وقسم أصغر . وهذا الأصغير يخرج منه شريانان يسميان السباتِي ويصعدان يميناً ويساراً مع الودَجين ، وكل هذه الأقسام تسمى الوريد . وفي الجسد وَريدان وهما عرقان يكتنفان صفحتي العنق في مقدمهما متصلان بالوَتين يَرِدان من الرأس إليه .
وقد تختلف أسماء أجزائه باختلاف مواقعها من الجسد فهو في العنق يسمى الوريد ، وفي القلب يسمى الوتين ، وفي الظهر يسمى الأبهر ، وفي الذراع والفخذ يسمونه الأكحل والنَّسَا ، وفي الخنصر يدعى الأسلم .
وإضافة { حبل } إلى { الوريد } بيانية ، أي الحبل الذي هو الوريد ، فإن إضافة الأعم إلى الأخص إذا وَقعت في الكلام كانت إضافة بيانية كقولهم : شجر الأراك .
والقرب هنا كناية عن إحاطة العلم بالحال لأن القرب يستلزم الإطلاع ، وليس هو قربا بالمكان بقرينة المشاهدة فآل الكلام إلى التشبيه البليغ تشبيه معقول بمحسوس ، وهذا من بناء التشبيه على الكناية بمنزلة بناء المجاز على المجاز .
ومن لطائف هذا التمثيل أن حبل الوريد مع قربه لا يشعر الإنسان بقربه لخفائه ، وكذلك قرب الله من الإنسان بِعلمه قرب لا يشعر به الإنسان فلذلك اختير تمثيل هذا القرب بقرب حبل الوريد . وبذلك فاق هذا التشبيه لحالة القرب كلَّ تشبيه من نوعه ورد في كلام البلغاء . مثل قولهم : هو منه مقعد القابلة ومعقد الإزار ، وقول زهير :
فهن ووادي الرس كاليد للفم ... وقول حنظلة بن سيار وهو حنظلة بن ثعلبة بن سيار العجلي مخضرم :
كُل امرىء مصبَّح في إهِلهِ ... والموتُ أدنى من شراك نعلهِ
- إعراب القرآن : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
«وَلَقَدْ» الواو حرف قسم وجر واللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق «خَلَقْنَا» ماض وفاعله «الْإِنْسانَ» مفعوله والجملة جواب قسم لا محل لها «وَنَعْلَمُ» الواو حالية ومضارع فاعله مستتر والجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن والجملة الاسمية حالية «ما» مفعول به «تُوَسْوِسُ» مضارع «بِهِ» متعلقان بالفعل «نَفْسُهُ» فاعل والجملة صلة ما «وَنَحْنُ أَقْرَبُ» الواو حالية ومبتدأ وخبره والجملة حال «إِلَيْهِ» متعلقان بأقرب «مِنْ حَبْلِ» متعلقان بأقرب أيضا «الْوَرِيدِ» مضاف إليه
- English - Sahih International : And We have already created man and know what his soul whispers to him and We are closer to him than [his] jugular vein
- English - Tafheem -Maududi : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(50:16) Surely We *19 have created man, and We know the promptings of his heart, and We are nearer to him than even his jugular vein. *20
- Français - Hamidullah : Nous avons effectivement créé l'homme et Nous savons ce que son âme lui suggère et Nous sommes plus près de lui que sa veine jugulaire
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir haben ja den Menschen erschaffen und wissen was alles ihm seine Seele einflüstert und Wir sind ihm doch näher als seine Halsschlagader
- Spanish - Cortes : Sí hemos creado al hombre Sabemos lo que su mente le sugiere Estamos más cerca de él que su misma vena yugular
- Português - El Hayek : Criamos o homem e sabemos o que a sua alma lhe confidencia porque estamos mais perto dele do que a sua artériajugular
- Россию - Кулиев : Мы сотворили человека и знаем что нашептывает ему душа Мы ближе к нему чем яремная вена
- Кулиев -ас-Саади : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
Мы сотворили человека и знаем, что нашептывает ему душа. Мы ближе к нему, чем яремная вена.Всевышний сообщил о том, что Он один сотворил род человеческий - мужчин и женщин. Ему известно обо всем, что происходит с ними, о том, что приходит им в голову и что они хранят в тайне от других. Да и как может быть иначе, если Аллах к человеку ближе, чем его собственная яремная вена. Поэтому человек должен всегда помнить о том, что его Создатель видит его, где бы он ни был, и знает о его самых тайных помыслах и самых сокровенных желаниях. И тогда раб Божий будет стыдиться своего Господа и избегать того, что Он запретил.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki insanı Biz yarattık; nefsinin kendisine fısıldadıklarını biliriz; Biz ona şah damarından daha yakınız
- Italiano - Piccardo : In verità siamo stati Noi ad aver creato l'uomo e conosciamo ciò che gli sussurra l'animo suo Noi siamo a lui più vicini della sua vena giugulare
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهخوا بێگومان ئێمه ئادهمیزادمان دروست کردووهو دهزانین چی بهدڵ و دهروونیدا دێت ئێمه لهشاڕهگی دڵی لێی نزیکترین
- اردو - جالندربرى : اور ہم ہی نے انسان کو پیدا کیا ہے اور جو خیالات اس کے دل میں گزرتے ہیں ہم ان کو جانتے ہیں۔ اور ہم اس کی رگ جان سے بھی اس سے زیادہ قریب ہیں
- Bosanski - Korkut : Mi stvaramo čovjeka i znamo šta mu sve duša njegova haje jer Mi smo njemu bliži od vratne žile kucavice
- Swedish - Bernström : VI HAR skapat människan och Vi vet vad hennes själ viskar till henne; ja Vi är närmare henne än hennes egen halspulsåder
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan sesungguhnya Kami telah menciptakan manusia dan mengetahui apa yang dibisikkan oleh hatinya dan Kami lebih dekat kepadanya daripada urat lehernya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
(Dan sesungguhnya Kami telah menciptakan manusia sedangkan Kami mengetahui) lafal Na'lamu ini berkedudukan menjadi Hal atau kata keterangan keadaan dan sebelumnya diperkirakan adanya lafal Nahnu (apa) huruf Maa di sini adalah Mashdariyah (yang dibisikkan) dibicarakan (oleh dia) yakni oleh manusia, huruf Ba di sini adalah Zaidah, atau untuk Ta'diyah (dalam hatinya, dan Kami lebih dekat kepadanya) maksudnya ilmu Kami (daripada urat lehernya) Idhafah di sini mengandung makna Bayan atau untuk menjelaskan, dan pengertian yang dimaksud dari lafal Al-Wariid adalah dua urat vital yang terdapat pada bagian belakang leher.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি মানুষ সৃষ্টি করেছি এবং তার মন নিভৃতে যে কুচিন্তা করে সে সম্বন্ধেও আমি অবগত আছি। আমি তার গ্রীবাস্থিত ধমনী থেকেও অধিক নিকটবর্তী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் நிச்சயமாக நாம் மனிதனைப் படைத்தோம் அவன் மனம் அவனிடம் என்ன பேசுகிறது என்பதையும் நாம் அறிவோம்; அன்றியும் அவன் பிடரியிலுள்ள உயிர் நரம்பை விட நாம் அவனுக்கு சமீபமாகவே இருக்கின்றோம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และโดยแน่นอน เราได้บังเกิดมนุษย์มา และเรารู้ดียิ่งที่จิตใจของเขากระซิบกระซาบแก่เขา และเรานั้นใกล้ชิดเขายิ่งกว่าเส้นเลือดชีวิตของเขาเสียอีก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта инсонни Биз яратганмиз ва унинг нафси нимани васваса қилишини ҳам биламиз Ва Биз унга жон томиридан ҳам яқинмиз
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已创造人,我知道他心中的妄想;我比他的命脉还近于他。
- Melayu - Basmeih : Dan demi sesungguhnya Kami telah mencipta manusia dan Kami sedia mengetahui apa yang dibisikkan oleh hatinya sedang pengetahuan Kami lebih dekat kepadanya daripada urat lehernya
- Somali - Abduh : Dhab ahaan yaan u abuurray Insaanka dadka waana ognahay waxay naftiisu ku waswaasin Annagaana ugsa dhaw xididka dhuunta
- Hausa - Gumi : Kuma lalle ne haƙĩƙa Mun halitta mutum kuma Mun san abin da ransa ke yin waswãsi da shi kuma Mũ ne mafi kusanta zuwa gare shi daga lakar jannayẽnsa
- Swahili - Al-Barwani : Na hakika tumemuumba mtu nasi tunayajua yanayo mpitikia katika nafsi yake Na Sisi tuko karibu naye kuliko mshipa wa shingoni mwake
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na e kemi krijuar njeriun dhe Na dimë çka i pëshpërit shpirti atij se Ne me dijeninë Tonë jemi më afër se damari i tij i qafës
- فارسى - آیتی : ما آدمى را آفريدهايم و از وسوسههاى نفس او آگاه هستيم، زيرا از رگ گردنش به او نزديكتريم.
- tajeki - Оятӣ : Мо одамиро офаридаем ва аз васвасаҳои нафси ӯ огоҳ ҳастем, зеро аз раги гарданаш ба ӯ наздиктарем.
- Uyghur - محمد صالح : بىز ھەقىقەتەن ئىنساننى ياراتتۇق، بىز ئۇنىڭ كۆڭلىگە كەلگەننى بىلىمىز، بىز ئۇنىڭ جان تومۇرىدىنمۇ يېقىنمىز
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിശ്ചയമായും നാമാണ് മനുഷ്യനെ സൃഷ്ടിച്ചത്. അവന്റെ മനസ്സ് മന്ത്രിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നതൊക്കെയും നാം നന്നായറിയുന്നു. അവന്റെ കണ്ഠനാഡിയെക്കാള് അവനോട് അടുത്തവനാണ് നാം.
- عربى - التفسير الميسر : ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما تحدث به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وهو عرق في العنق متصل بالقلب
*19) After presenting the arguments for the Hereafter, it is being stated: `Whether you believe in the Hereafter, or deny it, it has to come in any case, and it is such a factual reality, which will certainly come about in spite of your denial. If you heed the warning given by the Prophets in advance and prepare for it, you will be doing good to yourselves; if you do not believe in it, you will be inviting your own doom. Your denial will not prevent the Hereafter from taking place and God' s Law of justice will not became suspended. "
*20) That is, "Our power and Our knowledge has so encompassed man from within and without that Our power and knowledge is closer to him than his own neck-vein. We do not have to travel from a distance to hear what he says, but We directly know every thought that arises in his heart. Likewise, when We shall want to seize him, We will not have to seize him after covering a distance, for wherever he is, he is in Our grasp; and whenever We will, We will seize him."