- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَٰتَلَ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعْدُ وَقَٰتَلُواْ ۚ وَكُلًّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض ۚ لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ۚ أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ۚ وكلا وعد الله الحسنى ۚ والله بما تعملون خبير
- عربى - التفسير الميسر : وأيُّ شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله؟ ولله ميراث السموات والأرض يرث كلَّ ما فيهما، ولا يبقى أحد مالكًا لشيء فيهما. لا يستوي في الأجر والمثوبة منكم مَن أنفق من قبل فتح "مكة" وقاتل الكفار، أولئك أعظم درجة عند الله من الذين أنفقوا في سبيل الله من بعد الفتح وقاتلوا الكفار، وكلا من الفريقين وعد الله الجنة، والله بأعمالكم خبير لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازيكم عليها.
- السعدى : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
أي: وما الذي يمنعكم من النفقة في سبيل الله، وهي طرق الخير كلها، ويوجب لكم أن تبخلوا، { و } الحال أنه ليس لكم شيء، بل { لله مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } فجميع الأموال ستنتقل من أيديكم أو تنقلون عنها، ثم يعود الملك إلى مالكه تبارك وتعالى، فاغتنموا الإنفاق ما دامت الأموال في أيديكم، وانتهزوا الفرصة، ثم ذكر تعالى تفاضل الأعمال بحسب الأحوال والحكمة الإلهية، فقال: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا } المراد بالفتح هنا هو فتح الحديبية، حين جرى من الصلح بين الرسول وبين قريش مما هو أعظم الفتوحات التي حصل بها نشر الإسلام، واختلاط المسلمين بالكافرين، والدعوة إلى الدين من غير معارض، فدخل الناس من ذلك الوقت في دين الله أفواجا، واعتز الإسلام عزا عظيما، وكان المسلمون قبل هذا الفتح لا يقدرون على الدعوة إلى الدين في غير البقعة التي أسلم أهلها، كالمدينة وتوابعها، وكان من أسلم من أهل مكة وغيرها من ديار المشركين يؤذى ويخاف، فلذلك كان من أسلم قبل الفتح وأنفق وقاتل، أعظم درجة وأجرا وثوابا ممن لم يسلم ويقاتل وينفق إلا بعد ذلك، كما هو مقتضى الحكمة، ولذلك كان السابقون وفضلاء الصحابة، غالبهم أسلم قبل الفتح، ولما كان التفضيل بين الأمور قد يتوهم منه نقص وقدح في المفضول، احترز تعالى من هذا بقوله: { وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } أي: الذين أسلموا وقاتلوا وأنفقوا من قبل الفتح وبعده، كلهم وعده الله الجنة، وهذا يدل على فضل الصحابة [كلهم]، رضي الله عنهم، حيث شهد الله لهم بالإيمان، ووعدهم الجنة، { وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } فيجازي كلا منكم على ما يعلمه من عمله.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وكما حضهم - سبحانه - على الثبات على الإيمان . . . حضهم أيضاً مرة أخرى على الإنفاق فى سبيله بأبلغ أسلوب ، فقال : ( وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السماوات والأرض ) .
والاستفهام فى قوله تعالى : ( وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ . . ) للتعجيب من حال من يمسك عن الإنفاق فى سبيل الله ، مع أن كل المقتضيات تدعوه إلى هذا الإنفاق . والكلام فى قوله - تعالى - : ( وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السماوات والأرض ) على حذف مضاف ، والجملة حال من فاعل ( تُنفِقُواْ ) ، أو من مفعوله المعلوم مما تقدم .
وإضافة ميراث إلى السموات والأرض ، من إضافة المصدر إلى المفعول أى : وأى سبب يحملكم على البخل وعدم الإنفاق فى سبيل إعلاء كلمة الله ، والحال أن لله - تعالى - ميراث أهل السموات وأهل الأرض .
إنه لا عذر لكم فى الشح والإمساك بعد أن بينت لكم ما بينت من وجوب الإنفاق فى سبيل الله .
قال الآلوسى : قوله : ( وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السماوات والأرض ) أى : يرث كل شىء فيهما ، ولا يبقى لأحد مال ، على أن ميراثهما مجاز أو كناية عن ميراث ما فيهما ، لأن أخذ الظرف يلزمه أخذ المظروف . وجوز أن يراد : يرثهما وما فيهما ، واختير الأول ، لأنه يكفى لتوبيخهم ، إذ لا علاقة لأخذ السموات والأرض هنا . . . والجملة مؤكدة للتوبيخ ، فإن ترك الإنفاق بغير سبب قبيح منكر ، ومع تحقيق ما يوجب الإنفاق أشد فى القبح ، وأدخل فى الإنكار .
ثم قال - تعالى - : ( لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفتح وَقَاتَلَ أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَاتَلُواْ ) .
والمراد بمن أنفق من قبل الفتح وقاتل : السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، الذين أنفقوا الكثير من أموالهم ، قيل فتح مكة . . . وقيل : المراد بالفتح : صلح الحديبية .
وإنما كان الذين أنفقوا وقاتلوا قبل هذا الوقت ، أعظم درجة ممن فعل ذلك بعد هذا الوقت ، لأن الأيام التى سبقت الفتح تعرض المسلمون خلالها لكثير من المصائب والخوف والجوع ونقص الثمرات . . فكان الإنفاق والجهاد فيها أشق على النفس ، والثواب على قدر المشقة .
أى : لا يستوى منكم - أيها المؤمنون - فى الفضيلة والدرجة من أنفق الكثير من ماله ، من قبل أن تفتح مكة ، وجاهد فى سبيل الله - تعالى - جهادا كبيرا ، أولئك الذين فعلوا ذلك ، أعظم درجة ومنزلة من الذين انفقوا وقاتلوا بعد أن فتحت مكة .
فالجملة الكريمة بيان لتفاوت الدرجات ، على حسب تفاوت الأحوال والأعمال ، وعطف - سبحانه - القتال فى قوله ( وَقَاتَلُواْ ) على الإنفاق فى قوله : ( أَنفَقُواْ ) للإشعار بشدة ارتباطهما ، وأنه لا غنى لأحدهما عن الآخر .
قال القرطبى : أكثر المفسرين على أن المراد بالفتح : فتح مكة . وقال الشعبى والزهرى : فتح الحديبية . . . وفى الكلام حذف . أى : لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، ومن أنفق من بعد الفتح وقائل ، فحذف لدلالة الكلام عليه .
وإنما كانت النفقة قبل الفتح أعظم ، لأن حاجة الناس كانت أكثر لضعف الإسلام ، وفعل ذلك كان على المنفقين حينئذ أشق ، والأجر على قدر النصب .
وقوله - تعالى - : ( مَّنْ أَنفَقَ . . ) عام يشمل جميع من بذل ماله قبل الفتح فى سبيل الله .
وقيل : المراد به أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - لأنه أول من أسلم ، وأول من أنفق .
وقوله - عز وجل - : ( وَكُلاًّ وَعَدَ الله الحسنى ) مدح للفريقين ، ودفع للتوهم من أن يظن ظان أن الفريق الثانى وهو الذى أنفق من بعد الفتح وقاتل ، محروم من الأجر .
أى : وكلا الفريقين وعده الله - تعالى - المثوبة الحسنى وهى الجنة ، إلا أن الذين انفقوا من قبل الفتح وقاتلوا ، أعظم درجة من الذين أنفقوا وقاتلوا بعد ذلك .
فهذه الآية أصل فى تفاضل أهل الفضل فيما بينهم ، وأن الفضل ثابت لهم جميعا إلا أنهم تفاوتوا على حسب أعمالهم وجهادهم وسبقهم .
ثم حتم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) أى : أنه - تعالى - لا تخفى عليه خافية من أعمالكم الظاهرة أو الباطنة فأخلصوا أقوالكم وأفعالكم لله - تعالى - لتنالوا أجره وثوابه .
وقد ساق الإمام ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية جملة من الأحاديث التى تدل على فضل الصحابة - رضوان الله عليهم - ومنها ما جاء فى الحديث الصحيح " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : " لا تسبوا أصحابى ، فوالذى نفسى بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " " .
- البغوى : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
( وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض ) يقول : أي شيء لكم في ترك الإنفاق فيما يقرب من الله وأنتم ميتون تاركون أموالكم ثم بين فضل من سبق بالإنفاق في سبيل الله وبالجهاد فقال : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح ) يعني فتح مكة في قول أكثر المفسرين ، وقال الشعبي : هو صلح الحديبية ( وقاتل ) يقول : لا يستوي في الفضل من أنفق ماله وقاتل العدو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل فتح مكة مع من أنفق وقاتل بعده ( أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ) وروى محمد بن فضيل عن الكلبي أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - فإنه أول من أسلم وأول من أنفق ماله في سبيل الله .
وقال عبد الله بن مسعود : أول من أظهر إسلامه بسيفه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر .
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب ، أخبرنا محمد بن يونس ، حدثنا العلاء بن عمرو الشيباني ، حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، حدثنا سفيان بن سعيد عن آدم بن علي عن ابن عمر قال : كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال ، فنزل عليه جبريل فقال : مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال ؟ فقال : " أنفق ماله علي قبل الفتح " قال : فإن الله - عز وجل - يقول : اقرأ عليه السلام وقل له : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يا أبا بكر إن الله - عز وجل - يقرأ عليك السلام ويقول لك : أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال أبو بكر : أأسخط على ربي ؟ إني عن ربي راض إني عن ربي راض .
( وكلا وعد الله الحسنى ) أي كلا الفريقين وعدهم الله الجنة . قال عطاء : درجات الجنة تتفاضل ، فالذين أنفقوا قبل الفتح في أفضلها . وقرأ ابن عامر : "
وكل " بالرفع ( والله بما تعملون خبير ) . - ابن كثير : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
فقال : ( وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض ) أي : أنفقوا ولا تخشوا فقرا وإقلالا فإن الذي أنفقتم في سبيله هو مالك السماوات والأرض ، وبيده مقاليدهما ، وعنده خزائنهما ، وهو مالك العرش بما حوى ، وهو القائل : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) [ سبإ : 39 ] ، وقال ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [ النحل : 96 ] فمن توكل على الله أنفق ، ولم يخش من ذي العرش إقلالا وعلم أن الله سيخلفه عليه .
وقوله : ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ) أي : لا يستوي هذا ومن لم يفعل كفعله ، وذلك أن قبل فتح مكة كان الحال شديدا ، فلم يكن يؤمن حينئذ إلا الصديقون ، وأما بعد الفتح فإنه ظهر الإسلام ظهورا عظيما ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ; ولهذا قال : ( أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى )
والجمهور على أن المراد بالفتح ها هنا فتح مكة . وعن الشعبي وغيره أن المراد بالفتح ها هنا : صلح الحديبية ، وقد يستدل لهذا القول بما قال الإمام أحمد :
حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا زهير ، حدثنا حميد الطويل ، عن أنس قال : كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف كلام ، فقال خالد لعبد الرحمن : تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها ؟ فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده ، لو أنفقتم مثل أحد - أو مثل الجبال - ذهبا ، ما بلغتم أعمالهم "
ومعلوم أن إسلام خالد بن الوليد المواجه بهذا الخطاب كان بين صلح الحديبية وفتح مكة ، وكانت هذه المشاجرة بينهما في بني جذيمة الذين بعث إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد بعد الفتح ، فجعلوا يقولون : " صبأنا ، صبأنا " ، فلم يحسنوا أن يقولوا : " أسلمنا " ، فأمر خالد بقتلهم وقتل من أسر منهم ، فخالفه عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عمر ، وغيرهما . فاختصم خالد ، وعبد الرحمن بسبب ذلك
والذي في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده ، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
وروى ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من حديث ابن وهب : أخبرنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري أنه قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الحديبية ، حتى إذا كنا بعسفان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم " ، فقلنا : من هم يا رسول الله أقريش ؟ قال : لا ، ولكن أهل اليمن ، هم أرق أفئدة ، وألين قلوبا " . فقلنا : أهم خير منا يا رسول الله ؟ قال : " لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأنفقه ، ما أدرك مد أحدكم ولا نصيفه ، ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس ، ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير )
] وهذا الحديث غريب بهذا السياق ، والذي في الصحيحين من رواية جماعة ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد - ذكر الخوارج - : " تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " الحديث . ولكن روى ابن جرير هذا الحديث من وجه آخر ، فقال :
حدثني بن البرقي ، حدثنا بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، أخبرني زيد بن أسلم ، عن أبي سعيد التمار ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم " . قلنا : من هم يا رسول الله ؟ قريش ؟ قال : " لا ، ولكن أهل اليمن ، لأنهم أرق أفئدة ، وألين قلوبا " . وأشار بيده إلى اليمن ، فقال : " هم أهل اليمن ، ألا إن الإيمان يمان ، والحكمة يمانية " . فقلنا : يا رسول الله ، هم خير منا ؟ قال : " والذي نفسي بيده ، لو كان لأحدهم جبل من ذهب ينفقه ما أدى مد أحدكم ولا نصيفه " . ثم جمع أصابعه ومد خنصره ، وقال : " ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس ، ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير ) ] "
فهذا السياق ليس فيه ذكر الحديبية فإن كان ذلك محفوظا كما تقدم ، فيحتمل أنه أنزل قبل الفتح إخبارا عما بعده ، كما في قوله تعالى في سورة " المزمل " - وهي مكية ، من أوائل ما نزل - : ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) الآية [ المزمل : 20 ] فهي بشارة بما يستقبل ، وهكذا هذه والله أعلم .
وقوله : ( وكلا وعد الله الحسنى ) يعني المنفقين قبل الفتح وبعده ، كلهم لهم ثواب على ما عملوا ، وإن كان بينهم تفاوت في تفاضل الجزاء كما قال : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) [ النساء : 95 ] . وهكذا الحديث الذي في الصحيح : " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير " وإنما نبه بهذا لئلا يهدر جانب الآخر بمدح الأول دون الآخر ، فيتوهم متوهم ذمه ; فلهذا عطف بمدح الآخر والثناء عليه ، مع تفضيل الأول عليه ; ولهذا قال : ( والله بما تعملون خبير ) أي : فلخبرته فاوت بين ثواب من أنفق من قبل الفتح وقاتل ، ومن فعل ذلك بعد ذلك ، وما ذلك إلا لعلمه بقصد الأول وإخلاصه التام ، وإنفاقه في حال الجهد والقلة والضيق . وفي الحديث : " سبق درهم مائة ألف " ولا شك عند أهل الإيمان أن الصديق أبا بكر رضي الله عنه ، له الحظ الأوفر من هذه الآية ، فإنه سيد من عمل بها من سائر أمم الأنبياء ، فإنه أنفق ماله كله ابتغاء وجه الله ، عز وجل ، ولم يكن لأحد عنده نعمة يجزيه بها .
وقد قال أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي عند تفسير هذه الآية أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد بن محمد ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن أيوب ، أخبرنا محمد بن يونس ، حدثنا العلاء بن عمرو الشيباني ، حدثنا أبو إسحاق الفزاري ، حدثنا سفيان بن سعيد ، عن آدم بن علي ، عن ابن عمر قال : كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو بكر الصديق ، وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال ، فنزل جبريل فقال : مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال ؟ فقال : " أنفق ماله علي قبل الفتح " قال : فإن الله يقول : اقرأ عليه السلام ، وقل له : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال رسول الله : " يا أبا بكر ، إن الله يقرأ عليك السلام ، ويقول لك : أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط ؟ " فقال : أبو بكر ، رضي الله عنه : أسخط على ربي عز وجل ؟ ! إني عن ربي راض
هذا الحديث ضعيف الإسناد من هذا الوجه .
- القرطبى : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
قوله تعالى : وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير
فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله أي : أي شيء يمنعكم من الإنفاق في سبيل الله ، وفيما يقربكم من ربكم وأنتم تموتون وتخلفون أموالكم وهي صائرة إلى الله تعالى : فمعنى الكلام : التوبيخ على عدم الإنفاق .
ولله ميراث السماوات والأرض أي : أنهما راجعتان إليه بانقراض من فيهما كرجوع الميراث إلى المستحق له .
الثانية : قوله تعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أكثر المفسرين على أن المراد بالفتح فتح مكة . وقال الشعبي والزهري : فتح الحديبية . قال قتادة : كان قتالان أحدهما أفضل من الآخر ، ونفقتان إحداهما أفضل من الأخرى ، كان القتال والنفقة قبل فتح مكة أفضل من القتال والنفقة بعد ذلك . وفي الكلام حذف ، أي : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل ، فحذف لدلالة الكلام عليه . وإنما كانت النفقة قبل الفتح أعظم ، لأن حاجة الناس كانت أكثر لضعف الإسلام ، وفعل ذلك كان على المنفقين حينئذ أشق والأجر على قدر النصب . والله أعلم .
الثالثة : روى أشهب عن مالك قال : ينبغي أن يقدم أهل الفضل والعزم ، وقد قال الله تعالى : لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل وقال الكلبي : نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، ففيها دليل واضح على تفضيل أبي بكر رضي الله عنه وتقديمه ؛ لأنه أول من أسلم . وعن ابن مسعود : أول من أظهر الإسلام بسيفه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ، ولأنه أول من أنفق على نبي الله صلى الله عليه وسلم . وعن ابن عمر قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خللها في صدره بخلال فنزل جبريل فقال : يا نبي الله ! ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خللها في صدره بخلال ؟ فقال : قد أنفق علي ماله قبل الفتح قال : فإن الله يقول لك : اقرأ على أبي بكر السلام وقل له : أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر ، إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول : أراض أنت في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال أبو بكر : أأسخط على ربي ؟ إني عن ربي لراض ! إني عن ربي لراض ! إني عن ربي لراض ! قال : فإن الله يقول لك : قد رضيت عنك كما أنت عني راض ، فبكى أبو بكر فقال جبريل عليه السلام : والذي بعثك يا محمد بالحق ، لقد تخللت حملة العرش بالعبي منذ تخلل صاحبك هذا بالعباءة ، ولهذا قدمته الصحابة على أنفسهم ، وأقروا له بالتقدم والسبق . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : سبق النبي صلى الله عليه وسلم ، وصلى أبو بكر وثلث عمر ، فلا أوتى برجل فضلني على أبي بكر إلا جلدته حد المفتري ثمانين جلدة ، وطرح الشهادة . فنال المتقدمون من المشقة أكثر مما نال من بعدهم ، وكانت بصائرهم أيضا أنفذ .
الرابعة : التقدم والتأخر قد يكون في أحكام الدنيا ، فأما في أحكام الدين فقد قالت عائشة رضي الله عنها : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم . وأعظم المنازل مرتبة الصلاة . وقد قال صلى الله عليه وسلم في مرضه : مروا أبا بكر فليصل بالناس الحديث . وقال : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وقال : وليؤمكما أكبركما من حديث مالك بن الحويرث وقد تقدم . وفهم منه البخاري وغيره من العلماء أنه أراد كبر المنزلة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : الولاء للكبر ولم يعن كبر السن . وقد قال مالك وغيره : إن للسن حقا . وراعاه الشافعي وأبو حنيفة وهو أحق بالمراعاة ، لأنه إذا اجتمع العلم والسن في خيرين قدم العلم ، وأما أحكام الدنيا فهي مرتبة على أحكام الدين ، فمن قدم في الدين قدم في الدنيا . وفي الآثار : ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه . ومن الحديث الثابت في الأفراد : ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه . وأنشدوا :
يا عائبا للشيوخ من أشر داخله في الصبا ومن بذخ اذكر إذا شئت أن تعيرهم
جدك واذكر أباك يا ابن أخ واعلم بأن الشباب منسلخ
عنك وما وزره بمنسلخ من لا يعز الشيوخ لا بلغت
يوما به سنه إلى الشيخ
الخامسة : قوله تعالى : وكلا وعد الله الحسنى أي : المتقدمون المتناهون السابقون ، والمتأخرون اللاحقون ، وعدهم الله جميعا الجنة مع تفاوت الدرجات . وقرأ ابن عامر " وكل " بالرفع ، وكذلك هو بالرفع في مصاحف أهل الشام . الباقون " وكلا " بالنصب على ما في مصاحفهم ، فمن نصب فعلى إيقاع الفعل عليه أي : وعد الله كلا الحسنى . ومن رفع فلأن المفعول إذا تقدم ضعف عمل الفعل ، والهاء محذوفة من " وعده " .
- الطبرى : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
يقول تعالى ذكره: وما لكم أيها الناس أن لا تنفقوا مما رزقكم الله في سبيل الله، وإلى الله صائرٌ أموالكم إن لم تنفقوها في حياتكم في سبيل الله، لأن له ميراث السموات والأرض، وإنما حثهم جل ثناؤه بذلك على حظهم، فقال لهم: أنفقوا أموالكم في سبيل الله، ليكون ذلكم لكم ذخرًا عند الله من قبل أن تموتوا، فلا تقدروا على ذلك، وتصير الأموال ميراثًا لمن له السموات والأرض.
وقوله: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ) .
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: لا يستوي منكم أيها الناس من آمن قبل فتح مكه وهاجر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ) قال: آمن فأنفق، يقول: من هاجر ليس كمن لم يهاجر.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) يقول: من آمن.
قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: يقول غير ذلك.
وقال آخرون: عني بالفتح فتح مكة، وبالنفقة: النفقة في جهاد المشركين.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) قال: كان قتالان، أحدهما أفضل من الآخر، وكانت نفقتان إحداهما أفضل من الأخرى، كانت النفقة والقتال من قبل الفتح " فتح مكة " أفضل من النفقة والقتال بعد ذلك.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) قال: فتح مكة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الله بن عياش، قال، قال زيد بن أسلم في هذه الآية (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) قال: فتح مكة.
وقال آخرون: عني بالفتح في هذا الموضع: صلح الحديبية.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني إسحاق بن شاهين، قال: ثنا خالد بن عبد الله، عن داود، عن عامر، قال: فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية، يقول تعالى ذكره (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ... ) الآية.
حدثني حُميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا داود، عن عامر، في هذه الآية، قوله: (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ) قال: فتح الحديبية، قال: " فصل ما بين العمرتين فتح الحديبية ".
حدثني ابن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا داود، عن عامر ،قال: " فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية ". وأُنـزلت (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) .... إلى (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) فقالوا: يا رسول الله فتحٌ هو؟ قال: " نَعَمْ عَظِيمٌ".
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن عامر، قال : " فصل ما بين الهجرتين فتح الحديبية، ثم تلا هنا الآية (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ ) .... الآية."
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، قال، قال لنا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عام الحديبية: " يُوشكُ أنْ يأتي قَوْمٌ تَّحْقِرُونَ أعمالَكُمْ مَعَ أعمالِهمْ، قلنا: من هم يا رسول الله، أقريش هم؟ قال: لا وَلَكنْ أهْلُ اليمَن أرَقُّ أفْئِدَةً وألْيَنُ قُلُوبا، فقلنا: هم خير منا يا رسول الله، فقال: لَوْ كانَ لأحَدَهِمْ جَبَلٌ مِنْ ذَهَب فأنْفَقَهُ ما أدْرَكَ مُدّ أحَدِكُمْ وَلا نَصيفَهُ، ألا إنَّ هَذَا فَصْلُ ما بَيْنَنَا وَبَينَ النَّاس، (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ) ... الآية، إلى قوله: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ".
حدثني ابن البرْقيّ، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد بن أسلم، عن أبي سعيد التمار، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " يُوشِكُ أنْ يأتي قوم تَحَقِرُون أعمالَكُمْ مع أعمالِهِمْ، فقلنا: من هم يا رسول الله، أقريش؟ قال: لا هُمْ أرَقُّ أفْئِدَةً وألْيَنُ قُلُوبا "، وأشار بيده إلى اليمن، فقال: هُم أهْلُ اليَمَنِ، ألا إنَّ الإيمان يَمَانٍ، والحكْمَة يَمانيَهٌ، فقلنا: يا رسول الله هم خير منا؟ قال: وَالَذَّي نَفسي بيَده لَوْ كان لأحَدِهمْ جَبَلُ ذَهَب يُنْفقهُ ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدكُمْ وَلا نَصيَفهُ، ثم جمع أصابعه، ومدّ خنصره وقال: ألا إنَّ هَذَا فَصْلُ ما بَيْنَنَا وَبَينَ النَّاس، (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي أن يقال: معنى ذلك لا يستوي منكم أيها الناس من أنفق في سبيل الله من قبل فتح الحُديبية، للذي ذكرنا من الخبر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، الذي رويناه عن أبي سعيد الخُدريّ عنه، وقاتل المشركين، بمن أنفق بعد ذلك وقاتل، وترك ذكر من أنفق بعد ذلك وقاتل، استغناء بدلالة الكلام الذي ذُكر عليه من ذكره.(أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين أنفقوا في سبيل الله من قبل فتح الحديبية، وقاتلوا المشركين، أعظم درجة في الجنة عند الله من الذين أنفقوا من بعد ذلك وقاتلوا.
وقوله: (وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) يقول تعالى ذكره: وكلّ هؤلاء الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا، والذين أنفقوا من بعد وقاتلوا، وعد الله الجنة بإنفاقهم في سبيله، وقتالهم أعداءه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللُّهُ الْحُسْنَى ) قال: الجنة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) قال: الجنة.
وقوله: (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) يقول تعالى ذكره: والله بما تعملون من النفقة في سبيل الله، وقتال أعدائه، وغير ذلك من أعمالكم التي تعملون خبير، لا يخفى عليه منها شيء، وهو مجازيكم على جميع ذلك يوم القيامة.
- ابن عاشور : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10)
{ وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ الله وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السماوات والارض } .
الإِنفاق في سبيل الله بمعناه المشهور وهو الإِنفاق في عتاد الجهاد لم يكن إلا بعد الهجرة فإن سبيل الله غلب في القرآن إطلاقه على الجهاد ويؤيده قوله عقبه : { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح } ، لأن الأصل أن يكون ذلك متصلاً نزوله مع هذا ولو حمل الإِنفاق على معنى الصدقات لكان مقتضياً أنها مدنية لأن الإِنفاق بهذا المعنى لا يطلق إلا على الصدقة على المؤمنين فلا يُلام المشركون على تركه .
وعليه فالخطاب موجّه للمؤمنين ، فقد أعيد الخطاب بلون غير الذي ابتدىء به .
ومن لطائفه أنه موجه إلى المنافقين الذين ظَاهِرُهم أنهم مسلمون وهم في الباطن مشركون فهم الذين شحّوا بالإِنفاق .
ووجه إلحاق هذه الآية وهي مدنيّة بالمكيّ من السورة مناسبة استيعاب أحوال الممسكين عن الإِنفاق من الكفار والمؤمنين تعريضاً بالتحذير من خصال أهل الكفر إذ قد سبقها قوله : { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } [ الحديد : 7 ] .
و { ما } استفهامية مستعملة في اللوم والتوبيخ على عدم إنفاقهم في سبيل الله .
و ( أَنْ ) مصدرية ، والمصدر المنسبك منها والفعل المنصوب بها في محل جر باللام ، أو ب ( في ) محذوف ، والتقدير : ما حصل لكم في عدم إنفاقكم ، أي ذلك الحاصل أمر منكر .
وعن الأخفش أنَّ ( أَنْ ) زائدة فيكون بمنزلة قوله : { وما لكم لا تؤمنون بالله } [ الحديد : 8 ] . وليس نصبها الفعل الذي بعدها بمانع من اعتبارها زائدة لأن الحرف الزائد قد يعمل مثلَ حرف الجر الزائد ، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى : { قالوا وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله } في سورة البقرة ( 246 ) .
والواو في { ولله ميراث السموات والأرض } واو الحال وهو حال من ضمير { تنفقوا } باعتبار أن عموم السماوات والأرض يشمل ما فيهما فيشمل المخاطبين فذلك العموم هو الرابط . والتقدير : لله ميراث ما في السماوات والأرض ، ويشمل ميراثُه إياكم .
والمعنى : إنكار عدم إنفاق أموالهم فيما دعاهم الله إلى الإِنفاق فيه وهم سيهلكون ويتركون أموالهم لمن قدَّر الله مصيرها إليه فلو أنفقوا بعض أموالهم فيما أمرهم الله لنالوا رضى الله وانتفعوا بمال هو صائر إلى من يرثهم .
وإضافة ميراث إلى السماوات والأرض من إضافة المصدر إلى المفعول وهو على حذف مضاف ، تقديره : أهلها ، وليس المراد ميراث ذات السماوات والأرض لأن ذلك إنما يحصل بعد انقراض الناس فلا يؤثر في المقصود من حثهم على الإنفاق .
{ لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الفتح وقاتل أولئك أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وقاتلوا وَكُلاًّ وَعَدَ الله الحسنى والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير } .
استئناف بياني ناشىء عمّا يجول في خواطر كثير من السامعين من أنهم تأخروا عن الإنفاق غير ناوين تركه ولكنهم سيتداركونه .
وأدمج فيه تفضيل جهاد بعض المجاهدين على بعض لمناسبة كون الإِنفاق في سبيل الله يشمل إنفاق المجاهد على نفسه في العُدة والزاد وإنفاقَه على غَيْرِهِ ممن لم يستكمل عُدته ولا زاده ، ولأن من المسلمين من يستطيع الجهاد ولا يستطيع الإِنفاق ، فأريد أن لا يغفل ذكره في عداد هذه الفضيلة إذ الإِنفاق فيها وسيلة لها .
وظاهر لفظ الفتح أنه فتح مكة فإن هذا الجنس المعرّف صار علماً بالغلبة على فتح مكة ، وهذا قول جمهور المفسرين .
وإنما كان المنفقون قبل الفتح والمجاهدون قبله أعظم درجة في إنفاقهم وجهادهم لأن الزمان الذي قبل فتح مكة كان زمان ضعف المسلمين لأن أهل الكفر كانوا أكثرَ العرب فلما فُتحت مكة دَخلت سائر قريش والعرب في الإسلام فكان الإنفاق والجهاد فيما قبل الفتح أشَقَّ على نفوس المسلمين لقلة ذات أيديهم وقلة جمعهم قبالة جمع العدوّ ، ألا ترى أنه كان عليهم أن يثبتوا أمام العدوّ إذا كان عدد العدوّ عشرة أضعاف عدد المسلمين في القتال قال تعالى : { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } [ الأنفال : 65 ] .
وقيل المراد بالفتح : صلح الحديبية ، وهذا قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه والزهري ، والشعبي ، وعامر بن سعد بن أبي وقاص ، واختاره الطبري . ويؤيده ما رواه الطبري عن أبي سعيد الخدري «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية عام الحديبية» وهو الملائم لكون هذه السورة بعضها مكي وبعضها مدنيّ فيقتضي أن مدنيّها قريب عهد من مدة إقامتهم بمكة ، وإطلاق الفتح على صلح الحديبية وَاردٌ في قوله تعالى : { إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً } [ الفتح : 1 ] .
و { مَن أنفق } عامٌّ يشمل كلّ من أنفق . وقيل : أريد به أبو بكر الصديق فإنه أنفق ماله كله من أول ظهور الإسلام .
ونفي التسوية مراد به نفيها في الفضيلة والثواب فإن نفي التسوية في وصف يقتضي ثبوت أصل ذلك الوصف لجميع من نفيت عنهم التسوية ، فنفي التسوية كناية عن تفضيل أحد جانبين وتنقيص الجانب الآخر نقصاً متفاوتاً .
ويعرف الجانب الفاضل والجانب المفضول بالقرينة أو التصريح في الكلام ، وليس تقديم أحد الجانبين في الذكر بعد نفي التسوية بمقتض أنه هو المفضل فقد قال الله تعالى : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم } [ النساء : 95 ] وقدم هذه الآية الجانب المفضَّل ، وكذا الذي في قول السموأل :
فليس سواءً عالم وَجَهول ... وقد أكد هذا الاقتضاء بقوله : { أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا } ، أي أنفقوا من بعد الفتح وقاتلوا من بعد الفتح ، فإن اسم التفضيل يدل على المشاركة فيما اشتق منه اسم التفضيل وزيادة من أخبر عنه باسم التفضيل في الوصف المشتق منه ، أي فكلا الفريقين له درجة عظيمة .
وحُذف قسم من أنفق من قبل الفتح إيجازاً لدلالة فعل التسوية عليه لا محالة .
والتقدير : لا يستوي من أنفق من قبل الفتح ومن أنفق بعده .
والدرجة : مستعارة للفضل لأن الدرجة تستلزم الارتقاء ، فوصف الارتقاء ملاحظ فيها ، ثم يشبَّه الفضل والشرف بالارتقاء فعبر عنه بالدرجة ، فالدرجة من أسماء الأجناس التي لوحظت فيها صفات أوصاف مثل اسم الأسد بصفة الشجاعة في قول الخارجي :
أسد علي وفي الحروب نعامة ... وقوله : { وكلاًّ وعد الله الحسنى } احتراس من أن يتوهم متوهم أن اسم التفضيل مسلوب المفاضلة للمبالغة مثل ما في قول : { قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه } [ يوسف : 33 ] ، أي حبيب إليّ دون ما يدعونني إليه من المعصية .
وعبر ب { الحسنى } لبيان أن الدرجة هي درجة الحسنى ليكون للاحتراس معنى زائد على التأكيد وهو ما فيه من البيان .
والحسنى : لقب قرآني إسلامي يدل على خيرات الآخرة ، قال تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } [ يونس : 26 ] .
وقوله : { منكم } حال من { من أنفق } أصله نعت قُدّم للاهتمام تعجيلاً بهذا الوصف .
وجيء باسم الإِشارة في قوله : { أولئك أعظم درجة } دون الضمير لما تؤذن به الإِشارة من التنويه والتعظيم ، وللتنبيه على أن المشار إليهم جديرون بما يذكر بعد اسم الإِشارة ، لأجل ما ذُكر قبله من الإِخبار ومثله قوله : { أولئك على هدًى من ربهم } [ البقرة : 4 ] بعد قوله : { هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب } [ البقرة : 3 ] الخ .
وقرأ الجمهور { وكلاً وعد الله الحسنى } بنصب { كلاًّ } على أنه مفعول أول مقدم على فعله على طريقة الاشتغال بالضمير المحذوف اختصاراً . وقرأه ابن عامر بالرفع على الابتداء وهما وجهان في الاشتغال متساويان .
وهذه الآية أصل في تفاضل أهل الفضل فيما فُضلوا فيه ، وأن الفضل ثابت للذين أسلموا بعد الفتح من أهل مكة وغيرهم . وبئس ما يقوله بعض المؤرخين من عبارات تؤذن بتنقيص من أسلموا بعد الفتح من قريش مثل كلمة «الطلقاء» وإنما ذلك من أجل حزازات في النفوس قبلية أو حزبية ، والله يقول : { ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون } [ الحجرات : 11 ] .
وجملة { والله بما تعملون خبير } تذييل ، والواو اعتراضية ، والمعنى : أن الله يعلم أسباب الإِنفاق وأوقاته وأعذاره ، ويعلم أحوال الجهاد ونوايا المجاهدين فيعطي كل عامل على نية عمله .
- إعراب القرآن : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
«وَما» الواو حرف استئناف وما استفهامية في محل رفع مبتدأ «لَكُمْ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «أَلَّا تُنْفِقُوا» حرف مصدري ونصب ولا نافية ومضارع منصوب بأن والواو فاعله والمصدر المؤول في محل نصب بنزع الخافض والجار والمجرور متعلقان بما لأنها تضمنت معنى الفعل «فِي سَبِيلِ» متعلقان بالفعل «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «وَلِلَّهِ» خبر مقدم «مِيراثُ» مبتدأ مؤخر مضاف «السَّماواتِ» مضاف إليه «وَالْأَرْضِ» معطوف على ما قبله والجملة حالية. «لا» نافية «يَسْتَوِي» مضارع «مِنْكُمْ» متعلقان بالفعل «مَنْ» فاعل يستوي والجملة استئنافية لا محل لها «أَنْفَقَ» ماض فاعله مستتر والجملة صلة «مِنْ قَبْلِ» متعلقان بالفعل «الْفَتْحِ» مضاف إليه «وَقاتَلَ» معطوف على ما قبله «أُولئِكَ أَعْظَمُ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «دَرَجَةً» تمييز «مِنَ الَّذِينَ» متعلقان بدرجة «أَنْفَقُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين «مِنْ بَعْدُ» متعلقان بالفعل «وَقاتَلُوا» معطوف على أنفقوا. «وَكُلًّا» الواو حرف استئناف وكلا مفعول به أول مقدم «وَعَدَ» ماض «اللَّهِ» لفظ الجلالة فاعله «الْحُسْنى » مفعول به ثان والجملة استئنافية لا محل لها. «وَاللَّهُ» الواو استئنافية ولفظ الجلالة مبتدأ «بِما» متعلقان بخبير «تَعْمَلُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة ما «خَبِيرٌ» خبر المبتدأ والجملة استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : And why do you not spend in the cause of Allah while to Allah belongs the heritage of the heavens and the earth Not equal among you are those who spent before the conquest [of Makkah] and fought [and those who did so after it] Those are greater in degree than they who spent afterwards and fought But to all Allah has promised the best [reward] And Allah with what you do is Acquainted
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(57:10) How is it that you do not expend in the Way of Allah when to Allah belongs the inheritance of the heavens and the earth? *13 Those who spent their wealth and took part in fighting before the Victory cannot be equated (with those who spent their wealth and took part in fighting afterwards). They are higher in rank than those who spent and fought afterwards. *14 But to each Allah has promised a good reward. Allah is well aware of all that you do. *15
- Français - Hamidullah : Et qu'avez-vous à ne pas dépenser dans le chemin d'Allah alors que c'est à Allah que revient l'héritage des cieux et de la terre On ne peut comparer cependant celui d'entre vous qui a donné ses biens et combattu avant la conquête ces derniers sont plus hauts en hiérarchie que ceux qui ont dépensé et ont combattu après Or à chacun Allah a promis la plus belle récompense et Allah est Grand Connaisseur de ce que vous faites
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und was ist mit euch daß ihr nicht auf Allahs Weg ausgeben sollt wo doch das Erbe der Himmel und der Erde Allah gehört Nicht gleich sind diejenigen von euch die vor dem Sieg ausgegeben und gekämpft haben Diese haben eine höhere Rangstufe als diejenigen die erst nachher ausgegeben und gekämpft haben Allen aber hat Allah das Beste versprochen Und Allah ist dessen was ihr tut Kundig
- Spanish - Cortes : Y ¿por qué no habéis de gastar por la causa de Alá siendo así que la herencia de los cielos y de la tierra pertenece a Alá No seréis todos iguales unos que han gastado y combatido antes del Éxito tendrán una categoría más elevada que otros que han gastado y combatido después de ella A todos sin embargo ha prometido Alá lo mejor Alá está bien informado de lo que hacéis
- Português - El Hayek : E que escusas tereis para não contribuirdes na causa de Deus uma vez que a Deus pertence a herança dos céus e daterra Nesse caso jamais podereis equipararvos aos que tiverem contribuído e combatido antes da conquista estes sãomais dignos do que aqueles que contribuíram e combateram posteriormente ainda que Deus tenha prometido a todos obem Sabei que Deus está inteirado de tudo quanto fazeis
- Россию - Кулиев : Что с вами Почему вы не расходуете на пути Аллаха тогда как Аллаху принадлежит наследство небес и земли Не сравнятся люди с теми из вас кто расходовал и сражался до победы над Меккой Эти выше степенью чем те которые расходовали и сражались после этого Но каждому из них Аллах обещал наилучшее и Аллах ведает о том что вы совершаете
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
Что с вами? Почему вы не расходуете на пути Аллаха, тогда как Аллаху принадлежит наследство небес и земли. Не сравнятся люди с теми из вас, кто расходовал и сражался до победы над Меккой. Эти выше степенью, чем те, которые расходовали и сражались после этого. Но каждому из них Аллах обещал наилучшее, и Аллах ведает о том, что вы совершаете.Что мешает вам расходовать имущество на пути Аллаха и тратить его на благие цели? Что заставляет вас скупиться, тем более что вы знаете о том, что все богатство в конце концов достанется одному Аллаху? Вы лишитесь всего, что имеете, и все как один покинете этот мир, а богатство перейдет в руки своего истинного хозяина - Всеблагого и Всевышнего Аллаха. Посему не скупитесь и творите добрые дела, используйте свой шанс, пока богатство Аллаха еще находится в ваших руках. Затем Всевышний упомянул о том, что одни праведные дела превосходят другие в зависимости от обстоятельств, а божественная мудрость определяет степень их превосходства. Мусульмане, которые делали пожертвования и сражались на пути Аллаха до победы над язычниками, лучше тех мусульман, которые делали пожертвования и сражались после этой победы. Победа, о которой идет речь в аяте, - это Худейбийский мир, который посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, заключил с мекканскими язычниками. Этот мирный договор был величайшей победой в истории ислама. Он позволил мусульманам открыто общаться с неверующими и беспрепятственно распространять религию. После этого события люди стали толпами принимать религию Аллаха, и ислам обрел величие и могущество. До этой победы мусульмане имели возможность проповедовать ислам только в Медине и окрестных поселениях, а правоверные в Мекке и других городах жили в страхе и подвергались гонениям. Поэтому те сподвижники Пророка, которые обратились в ислам и сражались на пути Аллаха до Худейбийского мира, получат более прекрасное вознаграждение и займут более славное место в Раю, нежели те, которые уверовали и не жалели на пути Аллаха своих жизней и своего богатства после подписания мирного договора. И действительно, большинство самых славных сподвижников Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, уверовало до Худейбийского мира. А поскольку обычно превосходство одних подразумевает унижение других, Всевышний Аллах обещал ввести в Райские сады каждого, кто уверовал и сражался на Его пути. Это - ярчайшее свидетельство превосходства сподвижников Посланника. Да будет доволен всеми ими Аллах! Он засвидетельствовал их искреннюю веру и обещал им Рай. Он ведает о людских деяниях и воздаст каждому человеку только за то, что он совершил. Затем Аллах вдохновил Своих рабов на пожертвование средств на священную борьбу, потому что борьба с врагами религии во многом зависит от пожертвований мусульман и средств, потраченных на ее подготовку. Всевышний сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Göklerin ve yerin mirasçısı Allah olduğu halde Allah yolunda siz niçin sarf etmiyorsunuz İçinizden Mekke'nin fethinden önce sarfeden ve savaşan kimseler daha sonra sarfedip savaşan kimselerle bir değildirler öncekiler daha üstün derecededirler Allah hepsine cenneti vadetmiştir Allah işlediklerinizden haberdardır
- Italiano - Piccardo : Perché non siete generosi per la causa di Allah quando ad Allah [appartiene] l'eredità dei cieli e della terra Non sono eguali coloro di voi che sono stati generosi e hanno combattuto prima della Vittoria essi godranno di un livello più alto e quelli che saranno generosi e combatteranno dopo Comunque a ciascuno di loro Allah ha promesso il meglio Allah è ben informato di quello che fate
- كوردى - برهان محمد أمين : جا ئیتر ئهوهچیتانهو بۆچی ماڵ و سامانتان نابهخشین لهرێگهی خوادا خۆ ههرچی لهئاسمانهکان و زهویدا ههیه بۆ خوا دهمێنێتهوه بێگومان چوونیهک نین ئهوانهتان کهپێش ڕزگاری مهککه یاخود پێش سهرکهوتن ماڵ و سامانی بهخشیووهو جهنگاوه چونکهئهوانهپلهو پایهیان زۆر بهرزترهلهوانهی کهدوای ڕزگاری مهککهو بهدهست هێنانی سهرکهوتن ماڵ و سامانیان بهخشیووه و جهنگاون بهههردوولاشیان خوا بهڵێنی بهههشتی بهخشیووه بێگومان ئهو خوایه ئاگایه بهکاروکردهوهتان
- اردو - جالندربرى : اور تم کو کیا ہوا ہے کہ خدا کے رستے میں خرچ نہیں کرتے حالانکہ اسمانوں اور زمین کی وراثت خدا ہی کی ہے۔ جس شخص نے تم میں سے فتح مکہ سے پہلے خرچ کیا اور لڑائی کی وہ اور جس نے یہ کام پیچھے کئے وہ برابر نہیں۔ ان کا درجہ ان لوگوں سے کہیں بڑھ کر ہے جنہوں نے بعد میں خرچ اموال اور کفار سے جہاد وقتال کیا۔ اور خدا نے سب سے ثواب نیک کا وعدہ تو کیا ہے۔ اور جو کام تم کرتے ہو خدا ان سے واقف ہے
- Bosanski - Korkut : I šta vam je pa odbijate da trošite na Allahovu putu kada će Allah nebesa i Zemlju naslijediti Nisu jednaki među vama oni koji su davali priloge prije pobjede i lično se borili – oni su na višem stupnju od onih koji su poslije davali priloge i lično se borili a Allah svima obećava nagradu najljepšu; – Allah dobro zna ono što radite
- Swedish - Bernström : Hur är det fatt med er som inte vill ge [av det ni äger] för Guds sak Allt det som himlarna och jorden lämnar i arv skall ändå tillfalla Gud De bland er som gav [av vad de ägde] och kämpade [för Guds sak] före segern kan inte jämställas [med er andra] och står ett steg högre än de som gav och kämpade [först] efteråt även om Gud har lovat dem alla det högsta goda Gud är underrättad om vad ni gör
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan mengapa kamu tidak menafkahkan sebagian hartamu pada jalan Allah padahal Allahlah yang mempusakai mempunyai langit dan bumi Tidak sama di antara kamu orang yang menafkahkan hartanya dan berperang sebelum penaklukan Mekah Mereka lebih tingi derajatnya daripada orangorang yang menafkahkan hartanya dan berperang sesudah itu Allah menjanjikan kepada masingmasing mereka balasan yang lebih baik Dan Allah mengetahui apa yang kamu kerjakan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
(Dan mengapa kalian) sesudah beriman (tidak) lafal Allaa pada asalnya terdiri dari An dan Laa kemudian keduanya diidgamkan menjadi satu sehingga jadilah Allaa (menafkahkan sebagian harta kalian di jalan Allah, padahal Allah-lah yang mempusakai mempunyai langit dan bumi) berikut semua yang ada pada keduanya; maka sampailah kepada-Nya harta kalian tanpa membawa sedikit pun pahala infak kalian, berbeda halnya seandainya kalian menafkahkannya di jalan Allah, maka kalian akan mendapatkan pahala di sisi-Nya. (Tidak sama di antara kalian orang yang menafkahkan hartanya sebelum penaklukan) kota Mekah (dan ikut berperang sebelumnya -. Mereka lebih tinggi derajatnya daripada orang-orang yang menafkahkan hartanya dan berperang sesudah itu. Kepada masing-masing) dari dua golongan itu. Menurut suatu qiraat ia dibaca Kullun karena dianggap sebagai Mubtada (Allah telah menjanjikan balasan yang lebih baik) yaitu surga (Dan Allah mengetahui apa yang kalian kerjakan) maka kelak Dia akan membalasnya untuk kalian.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমাদেরকে আল্লাহর পথে ব্যয় করতে কিসে বাধা দেয় যখন আল্লাহই নভোমন্ডল ও ভূমন্ডলের উত্তরাধিকারী তোমাদের মধ্যে যে মক্কা বিজয়ের পূর্বে ব্যয় করেছে ও জেহাদ করেছে সে সমান নয়। এরূপ লোকদের মর্যদা বড় তাদের অপেক্ষা যার পরে ব্যয় করেছে ও জেহাদ করেছে। তবে আল্লাহ উভয়কে কল্যাণের ওয়াদা দিয়েছেন। তোমরা যা কর আল্লাহ সে সম্পর্কে সম্যক জ্ঞাত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அன்றியும் அல்லாஹ்வின் பாதையில் நீங்கள் செலவு செய்யாதிருக்க உங்களுக்கு என்ன நேர்ந்தது வானங்கள் பூமியிலுள்ளவற்றின் அனந்தர பாத்தியதை அல்லாஹ்வுடையதே மக்கா வெற்றிக்கு முன்னர் செலவு செய்து போரிட்டவர்களுக்கு உங்களில் நின்றும் எவரும் சமமாக மாட்டார் மக்காவின் வெற்றிக்குப் பின் செலவு செய்து போரிட்டவர்களைவிட அவர்கள் பதவியால் மிகவும் மகத்தானவர்கள் எனினும் அல்லாஹ் எல்லோருக்குமே அழகானதையே வாக்களித்திருக்கின்றான் அன்றியும் அல்லாஹ் நீங்கள் செய்பவற்றை நன்கு தெரிந்தவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และไฉนเล่าพวกเจ้าจึงไม่บริจาคในทางของอัลลอฮฺ ทั้ง ๆ ที่มรดกแห่งชั้นฟ้าทั้งหลายและแผ่นดินนี้เป็นของอัลลอฮฺ ในหมู่พวกเจ้านั้นมีผู้บริจาคและได้ต่อสู้ ในทางของอัลลอฮฺ ก่อนการพิชิตนครมักกะฮฺ ชนเหล่านั้นย่อมมีฐานะสูงส่งกว่าบรรดาผู้บริจาคและต่อสู้ในทางของอัลลอฮฺ หลังการพิชิตนครมักกะฮฺ และอัลลอฮฺทรงสัญญาความดีงาม สวนสวรรค์ แก่ทั้งสองฝ่าย และอัลลอฮฺนั้นทรงรอบรู้อย่างละเอียดในสิ่งที่พวกเจ้ากระทำ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизларга нима бўлдики Аллоҳнинг йўлида эҳсон қилмайсизлар Ҳолбуки осмонлару ернинг мероси Аллоҳникидир Сизлардан ҳеч ким фатҳдан илгари эҳсон қилганларга ва урушда қатнашганларга баробар бўла олмайдир Уларнинг даражалари фатҳдан сўнг эҳсон қилганлардан ва урушда қатнашганлардан кўра улуғдир Аллоҳ барчага яхшиликни ваъда қилгандир Ва Аллоҳ нима қилаётганларингиздан хабардордир Оятдаги Фатҳ сўзи Маккаи мукаррамани Пайғмбар алайҳиссалом бошлиқ мусулмонлар Мадинаи мунавварадан келиб мушриклардан озод қилиш маъносида айтилган
- 中国语文 - Ma Jian : 你们怎么不为真主而施舍呢?天地的遗产,只是真主的。你们中在胜利之前施舍而且参战者,与在胜利之后施舍而且参战者,不是平等的,前者比后者品级更高。真主以最优的报酬应许每派人,真主是彻知你们的行为的。
- Melayu - Basmeih : Dan mengapa kamu tidak membelanjakan harta benda kamu pada jalan Allah Padahal Allah jualah yang mewarisi langit dan bumi serta segala isinya Tidaklah sama di antara kamu orangorang yang membelanjakan hartanya serta turut berperang sebelum kemenangan Nabi menguasai Makkah Mereka itu lebih besar darjatnya daripada orangorang yang membelanjakan hartanya serta turut berperang sesudah itu Dan tiaptiap satu puak dari keduanya Allah janjikan balasan yang sebaikbaiknya Dan ingatlah Allah Maha Mendalam PengetahuanNya akan apa yang kamu kerjakan
- Somali - Abduh : Maxaad leedihiin ood wax ugu bixinwaydeen Jidka Eebe isagoo Samaawaadka iyo Dhulka dhaxalkooda iska leeyahay masinna Ruux wax bixiyay Maka furashadeedii ka hor oo Jahaaday kuwaasaa ka Ajri wayn kuwii bixiyay oo dagaalamay ka dib dhammaantoodna Eebe wuxuu u yaboohay wanaag Eebana waa ogyahay waxaad camal falaysaan
- Hausa - Gumi : Kuma me ya sãme ku bã zã ku ciyar ba dõmin ɗaukaka kalmar Allah alhãli kuwa gãdon sammai da ƙasã na Allah ne Wanda ya ciyar a gabãnin cin nasara kuma ya yi yãƙi daga cikinku bã ya zama daidai da wanda bai yi haka ba waɗancan ne mafĩfĩta girman daraja bisa ga waɗanda suka ciyar daga bãya kuma suka yi yãƙi Kuma dukansu Allah Ya yi musu wa'adi da sakamako mai kyau kuma Allah Masani ne ga abin da kuke aikatãwa
- Swahili - Al-Barwani : Na mna nini hata hamtoi katika Njia ya Mwenyezi Mungu na hali urithi wa mbingu na ardhi ni wa Mwenyezi Mungu Hawawi sawa miongoni mwenu wenye kutoa kabla ya Ushindi na wakapigana vita Hao wana daraja kubwa zaidi kuliko wale ambao walio toa baadae na wakapigana Na wote hao Mwenyezi Mungu amewaahidia wema Na Mwenyezi Mungu anazo khabari za mnayo yatenda
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe ç’keni që nuk shpenzoni në rrugën e Perëndisë pasi që qiejt dhe Toka i mbetën trashëgim Perëndisë Nuk janë të barabartë ata që kanë shpenzuar dhe luftuan para fitores – dhe ata që kanë luftuar dhe shpenzuar pastaj Këtu dallimi është në një shkallë të lartë; mirëpo Perëndia të gjithëve u premton dhuntinë – Perëndia di mirë atë që punoni ju
- فارسى - آیتی : و چرا در راه خدا انفاق نمىكنيد و حال آنكه از آنِ خداست ميراث آسمانها و زمين؟ از ميان شما آنان كه پيش از فتح انفاق كرده و به جنگ رفته با آنان كه بعد از فتح انفاق كردهاند و به جنگ رفتهاند برابر نيستند. درَجت آنان فراتر است. و خدا به همه وعده نيك مىدهد. و به هر كارى كه مىكنيد آگاه است.
- tajeki - Оятӣ : Ва чаро дар роҳи Худо инфоқ намекунед ва ҳол он ки, аз они Худост мероси осмонҳову замин? Аз миёни шумо инҳо, ки пеш аз фатҳ инфоқ карда ва ба ҷанг рафта бо онон, ки баъд аз фатҳ инфоқ кардаанд ва ба ҷанг рафтаанд, баробар нестанд, Дараҷати онон болотар аст. Ва Худо ба ҳама ваъдаи нек медиҳад. Ва ба ҳар коре, ки мекунед, огоҳ аст.
- Uyghur - محمد صالح : نېمىشقا سىلەر اﷲ نىڭ يولىدا (پۇل - مال) سەرپ قىلمايسىلەر، ئاسمانلارنىڭ ۋە زېمىننىڭ مىراسى اﷲ قا خاستۇر، سىلەردىن مەككە پەتھى قىلىنىشتىن ئىلگىرى پۇل - مال سەرپ قىلغانلار ۋە (رەسۇلۇللاھ بىلەن بىرلىكتە تۇرۇپ دۈشمەنلەر بىلەن) ئۇرۇشقانلار (مەككە پەتھى قىلنغاندىن كېيىن پۇل - مال) نەپىقە قىلغانلار ۋە ئۇرۇشقانلار (بىر - بىرى بىلەن) باراۋەر ئەمەس، ئەنە شۇلارنىڭ دەرىجىسى (مەككە پەتھى قىلىنغاندىن) كېيىن نەپىقە قىلىنغان ۋە ئۇرۇشقانلارنىڭ (دەرىجىسىدىن) چوڭدۇر، (ئۇلارنىڭ) ھەر بىرىگە اﷲ جەننەتنى ۋەدە قىلدى. اﷲ سىلەرنىڭ قىلىۋاتقان ئىشىڭلاردىن خەۋەرداردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് ചെലവഴിക്കാതിരിക്കാന് നിങ്ങള്ക്കെന്തുണ്ട് ന്യായം? - ആകാശ ഭൂമികളുടെ സമസ്താവകാശവും അവനു മാത്രമായിരുന്നിട്ടും. നിങ്ങളില് മക്കാ വിജയത്തിനു മുമ്പെ ചെലവഴിക്കുകയും സമരം നടത്തുകയും ചെയ്തവരാരോ, അവര്ക്ക് അതിനു ശേഷം ചെലവഴിക്കുകയും സമരം നടത്തുകയും ചെയ്തവരെക്കാളേറെ മഹത്തായ പദവിയുണ്ട്. എല്ലാവര്ക്കും ഏറ്റവും ഉത്തമമായ പ്രതിഫലം അല്ലാഹു വാഗ്ദാനം ചെയ്തിരിക്കുന്നു. നിങ്ങള് ചെയ്തുകൊണ്ടിരിക്കുന്നതൊക്കെയും നന്നായറിയുന്നവനാണ് അല്ലാഹു.
- عربى - التفسير الميسر : واي شيء يمنعكم من الانفاق في سبيل الله ولله ميراث السموات والارض يرث كل ما فيهما ولا يبقى احد مالكا لشيء فيهما لا يستوي في الاجر والمثوبه منكم من انفق من قبل فتح "مكه" وقاتل الكفار اولئك اعظم درجه عند الله من الذين انفقوا في سبيل الله من بعد الفتح وقاتلوا الكفار وكلا من الفريقين وعد الله الجنه والله باعمالكم خبير لا يخفى عليه شيء منها وسيجازيكم عليها
*13) This has two meanings: (1) "Your wealth is not going to stay with you for ever. One day you will leave it behind; then Allah alone will inherit it. Thus the best thing would be that you should spend it yourself in the cause of Allah so that. your reward for it is guaranteed with Allah. If you do not spend it yourself, it will in any case return to Allah, but then you will not be entitled to any reward from Him. " (2) "You should have no fear of indigence and poverty when you spend it in the cause of Allah, because Allah for Whose sake you would spend your wealth, is the Owner of aII the treasures of the heavens and the earth. He possessed not only what He has bestowed on you today but has much more to bestow on you tomorrow. " This same thing bas been expressed at another place, thus
"O Prophet, say to there: `My Lord gives abundantly to whomever of His servants He wills and sparingly to whomever He wills. Whatever you spend, He replenishes it by other provisions: He is the best of Providers'." (Saba: 39)
*14) That is, "Although both are entitled to the reward, yet the former are necessarily higher in rank than the latter, for they faced greater risks for the sake of Allah in difficult circumstances, which the latter not. They spent their wealth at a time when there appeared no remote chance of victory that would compensate for their expenditure, and they fought the disbelieves at a critical tune when there was an ever present apprehension that the enemy might overpower and crush the followers of Islam completely." Mujahid, Qatadah and Zaid bin Aslam, from among the commentators, say that the word 'victory" in this verso has been used for the Conquest of Makkah, and `Amir Sha'bi says that it refers to the Truce of Hudaibiyah. The former view has been adopted by most of the commentators, and in support of the latter this tradition from Hadrat Abu Sa'id Khudri is presented: "During the time when the Truce of Hudaibiyah was concluded, the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) said to us: `In the near future there will appear the people, whose deeds will make you look upon your own deeds as mean and trifling, but even if one of them possessed a mountain of gold and he expended all of it in the cause of Allah, he would not attain to your spending two pounds, or even one pound of it." (Ibn Jarir, Ibn Abi Hatim, Ibn Marduyah, Abu Nu'aim Isfahani). Further. more, it is also supported by the ,Hadith which Imam Ahmad has related on the authority of Hadrat Anas. He says: "Once a dispute arose between Hadrat Khalid bin Walid and Hadrat `Abdur Rahman bin `Auf, in the course of which Hadrat Khalid said w Hadrat `Abdur Rahman: "You people assume your superiority over us on account of your past services. ` When this thing came to the Holy Prophet's notice, he said: `By God in whose hand is my lift, even if you people spent gold equal (in weight) to Mount Uhud, or equal to other mountains, you would not attain to the deeds of these people." From this it is argued that in this verse "victory" refers to the Truce of Hudaibiyah, for Hadrat Khalid bin Walid had embraced Islam after this Truce and had participated in the Conquest of Makkah. However, whether "victory" in this particular case is taken to imply the Truce of Hudaibiyah or the Conquest of Makkah, in any case the verse dces not mean that the distinction of the ranks is confined to this one victory alone, but as a general principle it shows that those who fight and spend in the cause of Islam at the time when disbelief and disbelievers appear to be dominant and Islam seems to have no remote chance of victory, are far superior in rank to those who make sacrifices after the conflict between Islam and paganism has been decided in favour of Islam."
*15) That is, "Allah dces not bestow His favours blindly. Ho sees who has performed what deeds, under what kind of circumstances, and with what motive and then determines the rank and the reward of the deed of each person with full justice and awareness,"