- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَٰفِقُونَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ٱرْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَٱلْتَمِسُواْ نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍۢ لَّهُۥ بَابٌۢ بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحْمَةُ وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلْعَذَابُ
- عربى - نصوص الآيات : يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب
- عربى - التفسير الميسر : يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا، وهم على الصراط: انتظرونا نستضئْ من نوركم، فتقول لهم الملائكة: ارجعوا وراءكم فاطلبوا نورًا (سخرية منهم)، فَفُصِل بينهم بسور له باب، باطنه مما يلي المؤمنين فيه الرحمة، وظاهره مما يلي المنافقين من جهته العذاب.
- السعدى : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
فإذا رأى المنافقون نور المؤمنين يمشون به وهم قد طفئ نورهم وبقوا في الظلمات حائرين، قالوا للمؤمنين: { انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ } أي: أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به، لننجو من العذاب، فـ { قِيلَ } لهم: { ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا } أي: إن كان ذلك ممكنا، والحال أن ذلك غير ممكن، بل هو من المحالات، { فَضُرِبَ } بين المؤمنين والمنافقين { بِسُورٍ } أي: حائط منيع، وحصن حصين، { لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ } وهو الذي يلي المؤمنين { وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ } وهو الذي يلي المنافقين، فينادي المنافقون المؤمنين،
- الوسيط لطنطاوي : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
وقوله - عز وجل - : ( يَوْمَ يَقُولُ المنافقون والمنافقات ) بدل من قوله - تعالى - ( يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات ) .
أى : واذكر - أيها العاقل - أيضا - يوم يقول المنافقون والمنافقات ، الذين أظهروا الإسلام ، وأبطنوا الكفر ، يقولون للذين آمنوا ، على سبيل التذلل والتحسر .
( انظرونا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ ) أى انتظرونا وتريثوا فى سيركم لكى نلحق بكم ، فنستنير بنوركم الذى حرمنا منه ، وننتفع بالاقتباس من نوركم الذى أكرمكم الله - تعالى - به .
قال الآلوسى : ( انظرونا ) أى : انتظرونا ( نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ ) نصب منه ، وذلك بأن يلحقوا بهم ، فيستنيروا به . . واصل الاقتباس طلب القبس ، أى الجذوة من النار .
وقولهم للمؤمنين ذلك ، لأنهم فى ظلمة لا يدرون كيف يمشون فيها . وروى أن ذلك يكون على الصراط .
وقوله - سبحانه - ( قِيلَ ارجعوا وَرَآءَكُمْ فالتمسوا نُوراً ) حكاية لما يرد به عليهم المؤمنون ، أو الملائكة .
أى : قال المؤمنون فى ردهم على هؤلاء المنافقين : ارجعوا وراءكم حيث الموقف الذى كنا واقفين فيه فالتمسوا منه النور ، أو ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا نوراً ، عن طريق تحصيل سببه وهو الإيمان ، أو ارجعوا خائبين فلا نور لكم عندنا .
وهذا القول من المؤمنين لهم ، على سبيل التهكم بهم ، إذا لا نور وراء المنافقين .
وقوله : ( وَرَآءَكُمْ ) تأكيد لمعنى ( ارجعوا ) إذ الرجوع يستلزم الوراء .
ثم بين - سبحانه - ما حدث للمنافقين بعد ذلك فقال : ( فالتمسوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرحمة وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ العذاب ) .
أى : فضرب بين المؤمنين وبين المنافقين يحاجز عظيم ، هذا الحاجز العظيم ، والسور الكبير ( لَّهُ بَابٌ ) باطن هذا الباب مما يلى المؤمنين ( فِيهِ الرحمة ) أى : فيه الجنة ، وظاهر هذا الباب مما يلى المنافقين ( مِن قِبَلِهِ العذاب ) .
أى : بأنى من جهته العذاب . قالوا : وهذا السور ، هو الحجاب المذكور فى سورة الأعراف فى قوله - تعالى - : ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأعراف رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) والمقصود بهذه الآية الكريمة ، بيان أن المؤمنين فى مكان آمن تحيط به الجنة ، أما المنافقون ففى مكان مظلم يؤدى بهم إلى النار وبئس القرار .
- البغوى : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا ) قرأ الأعمش وحمزة : " أنظرونا " بفتح الهمزة وكسر الظاء يعني أمهلونا . وقيل انتظرونا . وقرأ الآخرون بحذف الألف في الوصل وضمها في الابتداء وضم الظاء ، تقول العرب : انظرني وأنظرني ، يعني انتظرني . ( نقتبس من نوركم ) نستضيء من نوركم ، وذلك أن الله تعالى يعطي المؤمنين نورا على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط ، ويعطي المنافقين أيضا نورا خديعة لهم ، وهو قوله - عز وجل - " وهو خادعهم " ( النساء - 141 ) فبينا هم يمشون إذ بعث الله عليهم ريحا وظلمة فأطفأت نور المنافقين ، فذلك قوله : " يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا " ( التحريم - 8 ) مخافة أن يسلبوا نورهم كما سلب نور المنافقين . وقال الكلبي : بل يستضيء المنافقون بنور المؤمنين ، ولا يعطون النور ، فإذا سبقهم المؤمنون وبقوا في الظلمة قالوا للمؤمنين ، انظرونا نقتبس من نوركم
( قيل ارجعوا وراءكم ) قال ابن عباس : يقول لهم المؤمنون وقال قتادة : تقول لهم الملائكة : ارجعوا وراءكم من حيث جئتم
( فالتمسوا نورا ) فاطلبوا هناك لأنفسكم نورا فإنه لا سبيل لكم إلى الاقتباس من نورنا ، فيرجعون في طلب النور فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم ليلقوهم فيميز بينهم وبين المؤمنين ، وهو قوله : ( فضرب بينهم بسور ) أي سور ، و " الباء " صلة يعني بين المؤمنين والمنافقين وهو حائط بين الجنة والنار ( له ) أي لذلك السور ( باب باطنه فيه الرحمة ) أي في باطن ذلك السور الرحمة وهي الجنة ( وظاهره ) أي خارج ذلك السور ( من قبله ) أي من قبل ذلك الظاهر ( العذاب ) وهو النار .
- ابن كثير : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
وقوله : ( يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ) وهذا إخبار منه تعالى عما يقع يوم القيامة في العرصات من الأهوال المزعجة ، والزلازل العظيمة ، والأمور الفظيعة وإنه لا ينجو يومئذ إلا من آمن بالله ورسوله ، وعمل بما أمر الله به ، وترك ما عنه زجر .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبدة بن سليمان ، حدثنا ابن المبارك ، حدثنا صفوان بن عمرو ، حدثني سليم بن عامر قال : خرجنا على جنازة في باب دمشق ، ومعنا أبو أمامة الباهلي ، فلما صلى على الجنازة ، وأخذوا في دفنها ، قال أبو أمامة : أيها الناس ، إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات ، وتوشكون أن تظعنوا منه إلى منزل آخر ، وهو هذا - يشير إلى القبر - بيت الوحدة ، وبيت الظلمة ، وبيت الدود ، وبيت الضيق ، إلا ما وسع الله ، تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة ، فإنكم في بعض تلك المواطن [ حتى ] يغشى الناس أمر من الله ، فتبيض وجوه وتسود وجوه ، ثم تنتقلون منه إلى منزل آخر فتغشى الناس ظلمة شديدة ، ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا ، وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه ، قال ( أو كظلمات في بحر لجي ) إلى قوله : ( فما له من نور ) [ النور : 40 ] ، فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير ، ويقول المنافقون للذين آمنوا : ( انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا ) وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال : ( يخادعون الله وهو خادعهم ) [ النساء : 142 ] . فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور ، فلا يجدون شيئا فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب ، ( باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) الآية . يقول سليم بن عامر : فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور ، ويميز الله بين المؤمن والمنافق .
ثم قال : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن عثمان ، حدثنا ابن حيوة ، حدثنا أرطأة بن المنذر ، حدثنا يوسف بن الحجاج ، عن أبي أمامة قال : تبعث ظلمة يوم القيامة ، فما من مؤمن ، ولا كافر يرى كفه ، حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقدر أعمالهم ، فيتبعهم المنافقون فيقولون : ( انظرونا نقتبس من نوركم ) .
وقال العوفي ، والضحاك ، وغيرهما ، عن ابن عباس : بينما الناس في ظلمة إذ بعث الله نورا فلما رأي المؤمنون النور توجهوا نحوه ، وكان النور دليلا من الله إلى الجنة ، فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا اتبعوهم ، فأظلم الله على المنافقين ، فقالوا حينئذ : ( انظرونا نقتبس من نوركم ) فإنا كنا معكم في الدنيا . قال المؤمنون : ( ارجعوا ) من حيث جئتم من الظلمة ، فالتمسوا هنالك النور .
وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا الحسن بن علويه القطان ، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة ، حدثنا ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأسمائهم سترا منه على عباده ، وأما عند الصراط فإن الله يعطي كل مؤمن نورا ، وكل منافق نورا ، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات ، فقال المنافقون : ( انظرونا نقتبس من نوركم ) وقال المؤمنون : ( ربنا أتمم لنا نورنا ) [ التحريم : 8 ] . فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا " وقوله : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) قال الحسن ، وقتادة : هو حائط بين الجنة النار .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو الذي قال الله تعالى : ( وبينهما حجاب ) [ الأعراف : 46 ] . وهكذا روي عن مجاهد ، رحمه الله ، وغير واحد ، وهو الصحيح .
( باطنه فيه الرحمة ) أي : الجنة وما فيها ( وظاهره من قبله العذاب ) أي : النار . قاله قتادة ، وابن زيد ، وغيرهما .
قال ابن جرير : وقد قيل : إن ذلك السور سور بيت المقدس عند وادي جهنم . ثم قال : حدثنا ابن البرقي ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، عن سعيد بن عطية بن قيس ، عن أبي العوام - مؤذن بيت المقدس - قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : إن السور الذي ذكر الله في القرآن : ( فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ) هو السور الشرقي باطنه المسجد وما يليه ، وظاهره وادي جهنم .
ثم روي عن عبادة بن الصامت ، وكعب الأحبار ، وعلي بن الحسين زين العابدين ، نحو ذلك . وهذا محمول منهم على أنهم أرادوا بهذا تقريب المعنى ومثالا لذلك ، لا أن هذا هو الذي أريد من القرآن هذا الجدار المعين ، ونفس المسجد وما وراءه من الوادي المعروف بوادي جهنم ; فإن الجنة في السماوات في أعلى عليين ، والنار في الدركات أسفل سافلين . وقول كعب الأحبار : إن الباب المذكور في القرآن هو باب الرحمة الذي هو أحد أبواب المسجد ، فهذا من إسرائيلياته وترهاته . وإنما المراد بذلك : سور يضرب يوم القيامة ليحجز بين المؤمنين والمنافقين ، فإذا انتهى إليه المؤمنون دخلوه من بابه ، فإذا استكملوا دخولهم أغلق الباب وبقي المنافقون من ورائه في الحيرة والظلمة والعذاب ، كما كانوا في الدار الدنيا في كفر وجهل وشك وحيرة
- القرطبى : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
قوله تعالى : يوم يقول المنافقون العامل في " يوم " ذلك هو الفوز العظيم . وقيل : هو بدل من اليوم الأول . انظرونا نقتبس قراءة العامة بوصل الألف مضمومة الظاء من نظر ، والنظر الانتظار أي : انتظرونا . وقرأ الأعمش وحمزة ويحيى بن وثاب " أنظرونا " بقطع الألف وكسر الظاء من الإنظار . أي : أمهلونا وأخرونا ، أنظرته أخرته ، واستنظرته أي : استمهلته . وقال الفراء : تقول العرب : أنظرني : انتظرني ، وأنشد لعمرو بن كلثوم :
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا
أي : انتظرنا .
نقتبس من نوركم أي : نستضيء من نوركم . قال ابن عباس وأبو أمامة : يغشى الناس يوم القيامة ظلمة - قال الماوردي : أظنها بعد فصل القضاء - ثم يعطون نورا يمشون فيه . قال المفسرون : يعطي الله المؤمنين نورا يوم القيامة على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط ، ويعطي المنافقين أيضا نورا خديعة لهم ، دليله قوله تعالى : وهو خادعهم . وقيل : إنما يعطون النور ، لأن جميعهم أهل دعوة دون الكافر ، ثم يسلب المنافق نوره لنفاقه ؛ قاله ابن عباس . وقال أبو أمامة : يعطى المؤمن النور ويترك الكافر والمنافق بلا نور . وقال الكلبي : بل يستضيء المنافقون بنور المؤمنين ولا يعطون النور ، فبينما هم يمشون إذ بعث الله فيهم ريحا وظلمة فأطفأ بذلك نور المنافقين ، فذلك قوله تعالى : ربنا أتمم لنا نورنا يقوله المؤمنون ، خشية أن يسلبوه كما سلبه المنافقون ، فإذا بقي المنافقون في الظلمة لا يبصرون مواضع أقدامهم قالوا للمؤمنين : انظرونا نقتبس من نوركم .
قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا أي : قالت لهم الملائكة " ارجعوا " . وقيل : بل هو قول المؤمنين لهم ارجعوا وراءكم إلى الموضع الذي أخذنا منه النور فاطلبوا هنالك لأنفسكم نورا فإنكم لا تقتبسون من نورنا . فلما رجعوا وانعزلوا في طلب النور فضرب بينهم بسور وقيل : أي : هلا طلبتم النور من الدنيا بأن تؤمنوا . بسور أي : سور ، والباء صلة ؛ قاله الكسائي . والسور حاجز بين الجنة والنار . وروي أن ذلك السور ببيت المقدس عند موضع يعرف بوادي جهنم . باطنه فيه الرحمة يعني ما يلي منه المؤمنين وظاهره من قبله العذاب يعني ما يلي المنافقين . قال كعب الأحبار : هو الباب الذي ببيت المقدس المعروف بباب الرحمة . وقال عبد الله بن عمرو : إنه سور بيت المقدس الشرقي باطنه فيه المسجد وظاهره من قبله العذاب يعني جهنم . ونحوه عن ابن عباس . وقال زياد بن أبي سوادة : قام عبادة بن الصامت على سور بيت المقدس الشرقي فبكى ، وقال : من هاهنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم . وقال قتادة : هو حائط بين الجنة والنار باطنه فيه الرحمة يعني الجنة وظاهره من قبله العذاب يعني جهنم . وقال مجاهد : إنه حجاب كما في ( الأعراف ) وقد مضى القول فيه .
وقد قيل : إن الرحمة التي في باطنه نور المؤمنين ، والعذاب الذي في ظاهره ظلمة المنافقين .
- الطبرى : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
يقول تعالى ذكره: هو الفوز العظيم في يوم يقول المنافقون والمنافقات، واليوم من صلة الفوز للذين آمنوا بالله ورسله: انظرونا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( انْظُرُونَا )، فقرأت ذلك عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة: ( انْظُرُونَا )، موصولة بمعنى انتظرونا، وقرأته عامة قرّاء الكوفة: ( أنْظِرُونا ) مقطوعة الألف من أنظرت بمعنى: أخرونا، وذكر الفرّاء أن العرب تقول: أنظرني وهم يريدون. انتظرني قليلا؛ وأنشد في ذلك بيت عمرو بن كلثوم:
أبــا هِنْــدٍ فَــلا تَعْجَـلْ عَلَيْنـا
وأنْظِرْنـــا نُخَـــبّرْكَ اليَقِينَـــا (1)
قال: فمعنى هذا: انتظرنا قليلا نخبرك، لأنه ليس ها هنا تأخير، إنما هو استماع كقولك للرجل: اسمع مني حتى أخبرك.
والصواب من القراءة في ذلك عندي الوصل، لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب إذا أريد به انتظرنا، وليس للتأخير في هذا الموضع معنى، فيقال: أنظرونا، بفتح الألف وهمزها.
وقوله: ( نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ ) يقول: نستصبح من نوركم، والقبس: الشعلة.
وقوله: ( قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ) يقول جلّ ثناؤه: فيجابون بأن يقال لهم: ارجعوا من حيث جئتم، واطلبوا لأنفسكم هنالك نورًا، فإنه لا سبيل لكم إلى الاقتباس من نورنا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ ) ... إلى قوله: وَبِئْسَ الْمَصِيرُ قال ابن عباس: بينما الناس في ظلمة، إذ بعث الله نورا، فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه، وكان النور دليلا من الله إلى الجنة؛ فلما رأى المنافقون المؤمنين قد انطلقوا، تبعوهم، فأظلم الله على المنافقين، فقالوا حينئذ: انظرونا نقتبس من نوركم، فإنا كنا معكم في الدنيا؛ قال المؤمنون: ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة، فالتمسوا هنالك النور.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) ... الآية، كان ابن عباس يقول: بينما الناس في ظلمة، ثم ذكر نحوه.
وقوله: ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) يقول تعالى ذكره: فضرب الله بين المؤمنين والمنافقين بسُور، وهو حاجز بين أهل الجنة وأهل النار.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( بِسُورٍ لَهُ بَابٌ ) قال: كالحجاب في الأعراف.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ ) السور: حائط بين الجنة والنار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ ) قال: هذا السور الذي قال الله وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ .
وقد قيل: إن ذلك السور ببيت المقدس عند وادي جهنم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا الحسن بن بلال، قال: ثنا حماد، قال: أخبرنا أبو سنان، قال: كنت مع عليّ بن عبد الله بن عباس، عند وادي جهنم، فحدث عن أبيه قال ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) فقال: هذا موضع السور عند وادي جهنم.
حدثني إبراهيم بن عطية بن رُدَيح بن عطية، قال: ثني عمي محمد بن رُدَيح بن عطية، عن سعيد بن عبد العزيز، عن أبي العوّام، عن عُبادة بن الصامت، أنه كان يقول: ( بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) , قال: هذا باب الرحمة.
حدثنا ابن البرقي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عطية بن قيس، عن أبي العوّام مؤذّنِ بيت المقدس، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: إن السور الذي ذكره الله في القرآن: ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) هو السور الشرقيّ، باطنه المسجد، وظاهره وادي جهنم.
حدثني محمد بن عوف، قال: ثنا أبو المُغيرة، قال: ثنا صفوان، قال: ثنا شريح أن كعبا كان يقول في الباب الذي في بيت المقدس: إنه الباب الذي قال الله ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) .
وقوله: ( لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) يقول تعالى ذكره: لذلك السور باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبل ذلك الظاهر العذاب: يعني النار.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) : أي النار.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ) قال: الجنة وما فيها.
------------------------
الهوامش:
(1) هذا البيت من معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي (انظره في شرحي الزوزني والتبريزي)، يخاطب عمرو بن هند مالك الحيرة. وهو من شواهد الفراء في معاني القرآن. قال عند قوله تعالى "للذين آمنوا انظرونا" : وقرأها يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة: "أنظرونا" من أنظرت. وسائر القراء على (انظرونا) بتخفيف الألف. ومعنى (انظرونا): انتظرونا. ومعنى "أنظرونا": أخرونا، كما قال: "أنظرني إلى يوم يبعثون" . وقد تقول العرب "أنظرني"، وهم يريدون انتظروني، تقوية لقراءة يحيى. قال الشاعر: "أبا هند ... البيت"، فمعنى هذه: انتظرنا قليلا نخبرك، لأنه ليس هاهنا تأخير، إنما هو استماع، كقولك للرجل: اسمع مني حتى أخبرك. ا هـ. وفي (اللسان: نظر) والنظر: الانتظار. يقال: نظرت فلانا وانتظرته: بمعنى واحد فإذا قلت: انتظرت، فلم يجاوزك فعلك، فمعناه: وقفت وتمهلت. ومنه قوله تعالى "انظرونا نقتبس من نوركم" قرئ انظرونا وأنظرونا بقطع الألف. فمن قرأ "انظرونا" بضم الألف، فمعناه: انتظرونا. ومن قرأ "أنظرونا" فمعناه: أخرونا. وقال الزجاج" قيل معنى "أنظرونا" انتظرونا أيضا. ومنه قول عمرو بن كلثوم: "أبا هند ... البيت". ا هـ .
- ابن عاشور : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)
يوم يقول } بدل من { يوم ترى المؤمنين } [ الحديد : 12 ] بدلاً مطابقاً إذا اليوم هو عين اليوم المعرف في قوله : { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم } [ الحديد : 12 ] .
والقول في فتحة { يوم } تقدم في نظره قريباً .
وعطف { المنافقات } على { المنافقون } كعطف { المؤمنات على المؤمنين } في الآية ( 12 ) قبل هذه .
والذين آمنوا تغليب للذكور لأن المخاطبين هم أصحاب النور وهو للمؤمنين والمؤمنات .
و { انظرونا } بهمزة وصل مضموماً ، من نظره ، إذا انتظره مثل نظر ، إذا أبصر ، إلا أن نظر بمعنى الانتظار يتعدّى إلى المفعول ، ونظر بمعنى أبصر يتعدى بحرف ( إلى ) قال تعالى : { وانظر إلى العظام كيف ننشرها } [ البقرة : 259 ] .
والانتظار : التريث بفعل مَّا ، أي تريثوا في سيركم حتى نلحق بكم فنستضيءَ بالنور الذي بين أيديكم وبجانبكم وذلك يقتضي أن الله يأذن للمؤمنين الأولين بالسيْر إلى الجنة فَوجا ، ويجعلُ المنافقين الذين كانوا بينهم في المدينة سائرين وراءهم كما ورد في حديث الشفاعة « وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها » والمعنى : أنهم يسيرون في ظلمات فيسأل المنافقون المؤمنين أن ينتظروهم .
وقرأ الجمهور { انظرونا } بهمزة وصل وضم الظاء ، وقرأه حمزة وحده بهمزة قطع وكسر الظاء ، من أنظرهُ ، إذا أمهله ، أي أمهلونا حتى نلحق بكم ولا تعجلوا السير فينأى نوركم عنا وهم يحسبون أن بُعدهم عنهم من جراء السرعة .
والاقتباس حقيقته : أخذ القَبَس بفتحتين وهو الجذوة من الحَمْر . قال أبو علي الفارسي : ومَجيء فَعلت وافتعلت بمعنىً واحد كثير كقولهم : شويتُ واشتويت ، وحقَرت واحتقرت . قلت : وكذلك حفرت واحتفرت ، فيجوز أن يكون إطلاق تقتبس هنا حقيقة بأن يكونوا ظنّوا أن النور الذي كان مع المؤمنين نور شُعلة وحسبوا أنهم يستطيعون أن يأخذوا قبساً منه يُلقى ذلك في ظنهم لتكون خيبتهم أشدَّ حسرة عليهم .
ويجوز أن يستعار الاقتباس لانتفاع أحد بضوء آخر لأنه يشبه الاقتباس في الانتفاع بالضوء بدون علاج فمعنى { نقتبس من نوركم } نُصِب منه ونلتحق به فنستبرْ به .
ويظهر من إسناد { قيل } بصيغة المجهول أن قائله غير المؤمنين المخاطبين وإنما هو من كلام الملائكة السائقين للمنافقين .
وتكون مقالة الملائكة للمنافقين تهكما إذ لا نور وراءهم وإنما أرادوا إطماعهم ثم تخييبهم بضرب السور بينهم وبين المؤمنين ، لأن الخيبة بعد الطمع أشد حسرة . وهذا استهزاء كان جزاء على استهزائهم بالمؤمنين واستسخارهم بهم ، فهو من معنى قوله تعالى : { الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم } [ التوبة : 79 ] .
و { وراءكم } : تأكيد لمعنى { ارجعوا } إذ الرجوع يستلزم الوراء ، وهذا كما يقال : رجع القهقرى . ويجوز أن يكون ظرفاً لفعل { التمسوا نوراً } ، أي في المكان الذي خَلفكم .
وتقديمه على عامله للاهتمام فيكون فيه معنى الإِغراء بالتماس النور هناك وهو أشد في الإِطماع ، لأنه يوهم أن النور يُتناول من ذلك المكان الذي صدر منه المؤمنون ، وبذلك الإِيهام لا يكون الكلام كذباً لأنه من المعاريض لاسيما مع احتمال أن يكون { وراءكم } تأكيداً لمعنى { ارجعوا } .
وضمير { بينهم } عائد إلى المؤمنين والمنافقين .
وضرب السور : وضعه ، يقال : ضرب خيمة ، قال عبدة بن الطيِّب :
إن التي ضربتْ بيتاً مُهاجَرة ... بكوفةِ الجُند غالتْ ودَّها غُولُ
وضمن { ضُرب } في الآية معنى الحجْز فعدي بالباء ، أي ضرب بينهم سورٌ للحجز به بين المنافقين والمؤمنين ، خلقه الله ساعتئذٍ قطعاً لأطماعهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ، فَحَق بذلك التمثيل الذي مثّل الله به حالهم في الدنيا بقوله : { مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون } في سورة البقرة ( 17 ) . وأن الحيرة وعدم رؤية المصير عذاب أليم .
ولعل ضرب السور بينهم وجعْلَ العذاببِ بظاهره والنعيم بباطنه قصد منه التمثيل لهم بأن الفاصل بين النعيم والعذاب هو الأعمال في الدنيا وأن الأعمال التي يعملها الناس في الدنيا منها ما يفضي بعامله إلى النعيم ومنها ما يفضي بصاحبه إلى العذاب فأحد طرفي السور مثال لأحد العملين وطرفه الآخر مثال لضده . و الباب واحد وهو الموت ، وهو الذي يسلك بالناس إلى أحد الجانبين .
ولعل جعل الباب في سور واحد فيه مع ذلك ليمر منه أفواج المؤمنين الخالصين من وجود منافقين بينهم بمرأى من المنافقين المحبوسين وراء ذلك السور تنكيلاً بهم وحسرة حين يشاهدون أفواج المؤمنين يفتح لهم الباب الذي في السور ليجتازوا منه إلى النعيم الذي بباطن السور .
وركَّب القصَّاصُون على هذه الآية تأويلات موضوعة في فضائل بلاد القُدس بفلسطين عَزوها إلى كعببٍ الأحْبارِ فسموا بعض أبواب مدينة القدس باب الرحمة ، وسموا مكاناً منها وادي جهنم ، وهو خارج سور بلاد القدس ، ثم ركبوا تأويل الآية عليها وهي أوهام على أوهام .
واعلم أن هذا السور المذكور في هذه الآية غير الحجاب الذي ذكر في سورة الأعراف .
وضمائر له باب } و { باطنه } و { ظاهره } عائدة إلى السور ، والجملتان صفتان ل { سور } . وإنما عطفت الجملة الثالثة بالواو لأن المقصود من الصفة مجموع الجملتين المتعاطفتين كقوله تعالى : { ثيبات وأبكاراً } [ التحريم : 5 ] .
والباطن : هو داخل الشيء ، والظاهر : خارجه .
فالباطن : هو داخل السور الحاجز بين المسلمين والمنافقين وهو مكان المسلمين .
والبطون والظهور هنا نسبيان ، أي باعتبار مكان المسلمين ومكان المنافقين ، فالظاهر هو الجهة التي نحو المنافقين ، أي ضُرب بينهم بسور يشاهِد المنافقون العذاب من ظاهره الذي يواجههم ، وأن الرحمة وراء ما يليهم .
و ( قبل ) بكسر ففتح ، الجهةُ المقابلة ، وقوله : { من قلبه } خبر مقدم ، و { العذاب } مبتدأ والجملة خبر عن { ظاهره } .
و { مِنْ } بمعنى ( في ) كالتي في قوله تعالى : { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة } [ الجمعة : 9 ] فتكون نظير قوله : { باطنه فيه الرحمة } .
والعذاب : هو حرق جهنم فإن جهنم دار عذاب ، قال تعالى :
{ إن عذابها كان غَراماً } [ الفرقان : 65 ] .
وجملة { ينادونهم } حال من { يقول المنافقون والمنافقات } .
- إعراب القرآن : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
«يَوْمَ» بدل من يوم ترى «يَقُولُ الْمُنافِقُونَ» مضارع وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «وَالْمُنافِقاتُ» معطوف على ما قبله «لِلَّذِينَ» متعلقان بالفعل «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة لا محل لها «انْظُرُونا» أمر وفاعله ومفعوله والجملة مقول القول «نَقْتَبِسْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والفاعل مستتر «مِنْ نُورِكُمْ» متعلقان بالفعل «قِيلَ» ماض مبني للمجهول «ارْجِعُوا» أمر وفاعله والجملة مقول القول «وَراءَكُمْ» ظرف مكان «فَالْتَمِسُوا» أمر وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «نُوراً» مفعول به «فَضُرِبَ» ماض مبني للمجهول والجملة معطوفة على ما قبلها «بَيْنَهُمْ» ظرف مكان «بِسُورٍ» الباء زائدة وسور نائب فاعل «لَهُ» خبر مقدم «بابٌ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية صفة سور «باطِنُهُ» مبتدأ «فِيهِ» خبر مقدم «الرَّحْمَةُ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر باطنه وجملة باطنه فيه الرحمة صفة باب ، «وَظاهِرُهُ» مبتدأ «مِنْ قِبَلِهِ» خبر مقدم «الْعَذابُ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية خبر ظاهره وجملة وظاهره .. معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : On the [same] Day the hypocrite men and hypocrite women will say to those who believed "Wait for us that we may acquire some of your light" It will be said "Go back behind you and seek light" And a wall will be placed between them with a door its interior containing mercy but on the outside of it is torment
- English - Tafheem -Maududi : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ(57:13) On that Day the hypocrites, both men and women, shall say to the believers: 'Look at us that we may extract some light from your light.' *18 They will be told: 'Go back and seek light for yourselves elsewhere.' Then a wall shall be erected between them with a door in it. On the inside of it there will be mercy, and on the outside of it there will be chastisement. *19
- Français - Hamidullah : Le jour où les hypocrites hommes et femmes diront à ceux qui croient Attendez que nous empruntions [un peu] de votre lumière Il sera dit Revenez en arrière et cherchez de la lumière C'est alors qu'on éleva entre eux une muraille ayant une porte dont l'intérieur contient la miséricorde et dont la face apparente a devant elle le châtiment [l'Enfer]
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Am Tag da die Heuchler und die Heuchlerinnen zu denjenigen die glauben sagen "Wartet auf uns daß wir unser Licht von eurem Licht nehmen" Es wird zu ihnen gesagt werden "Geht doch nach hinten zurück und sucht dort nach Licht" Da wird zwischen ihnen eine Schutzmauer gesetzt mit einem Tor zu dessen Innenseite die Barmherzigkeit und zu dessen Außenseite davor die Strafe ist
- Spanish - Cortes : El día que los hipócritas y las hipócritas digan a los que creyeron ¡Esperad a que tomemos de vuestra luz Se dirá ¡Retroceded ¡Buscad una luz Entre ellos se levantará una muralla con una puerta Dentro estará la Misericordia y fuera enfrente el Castigo
- Português - El Hayek : Será também o dia em que os hipócritas e as hipócritas dirão aos fiéis Esperainos para que nos iluminemos com avossa luz Serlhesá retrucado Voltai atrás e buscai a luz Entre eles se elevará uma muralha provida de uma porta pordetrás da qual estará a misericórdia e em frente à qual estará o suplício infernal
- Россию - Кулиев : В тот день лицемеры и лицемерки скажут верующим Погодите мы позаимствуем у вас немного света Им будет сказано Возвращайтесь назад и ищите свет Между ними будет возведен забор с вратами с внутренней стороны которого будет милость а снаружи - мучения
- Кулиев -ас-Саади : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
В тот день лицемеры и лицемерки скажут верующим: «Погодите, мы позаимствуем у вас немного света». Им будет сказано: «Возвращайтесь назад и ищите свет». Между ними будет возведен забор с вратами, с внутренней стороны которого будет милость, а снаружи - мучения.Верующие будут двигаться к своему спасению при свете своей веры, и в это время погаснет свет, освещавший путь лицемерам, и они застынут в оцепенении. Тогда они обратятся к верующим и скажут: «Погодите, мы позаимствует у вас немного света, чтобы спастись от мучительного наказания». Но им ответят: «Ступайте туда, откуда пришли. Поищите свет в другом месте, если это вообще возможно». Но в Судный день это будет невозможно. Между верующими и лицемерами будет возведена стена с вратами, внутри которой милосердие, а снаружи ее - наказание. По одну сторону этой стены окажутся верующие, а по другую - лицемеры.
- Turkish - Diyanet Isleri : İkiyüzlü erkek ve kadınlar müminlere "Bizi de gözetin; ışığınızdan faydalanalım" dedikleri gün onlara "Ardınıza dönün de ışık arayın" denir; inananlarla ikiyüzlüler arasına kapısının içinde rahmet ve dışında azap olan bir sur çekilir
- Italiano - Piccardo : Il Giorno in cui gli ipocriti e le ipocrite diranno ai credenti “Aspettateci ché possiamo attingere della vostra luce” Sarà risposto loro “Tornate indietro a cercare la luce” Fra di loro sarà poi eretta una muraglia dotata di una porta al suo interno la misericordia all'esterno di fronte il castigo
- كوردى - برهان محمد أمين : ئا لهو ڕۆژهدا کهئیمانداران بهرهو بهههشت بهڕێ دهکرێن پیاوان و ژنانی دووڕوو دههێنرێنه سهر ڕێیان بهغهمبارییهوه بۆ ئیمانداران دهڕوانن ئیماندارانیش هیچ لایان لێ ناکهنهوه بۆیه بهغهمو پهژارهیهکی زۆرهوه پێیان دهڵێن ده تهماشایهکمان بکهن با لهنووری ڕووخسارتان بههرهوهر ببین بهڵام پێیان دهوترێت بگهرێنهوه دواوه خۆتان بهشوێن نوورو ڕوناکیدا بگهڕێن دهستبهجێ دیوارێک دروست دهکرێت لهنێوان ئیمانداران و دووڕووهکاندا دهروازهیهکیشی تێدایه دیوی ناوهوه کهرووی لهئیماندارانه ڕووی لهرهحمهت و بهههشتهو دیوی دهرهوه کهرووی لهدووڕووهکانه ڕووی لهسزاو دۆزهخه
- اردو - جالندربرى : اس دن منافق مرد اور منافق عورتیں مومنوں سے کہیں گے کہ ہماری طرف سے شفقت کیجیئے کہ ہم بھی تمہارے نور سے روشنی حاصل کریں۔ تو ان سے کہا جائے گا کہ پیچھے کو لوٹ جاو اور وہاں نور تلاش کرو۔ پھر ان کے بیچ میں ایک دیوار کھڑی کر دی جائے گی۔ جس میں ایک دروازہ ہوگا جو اس کی جانب اندرونی ہے اس میں تو رحمت ہے اور جو جانب بیرونی ہے اس طرف عذاب واذیت
- Bosanski - Korkut : na Dan kada će licemjeri i licemjerke vjernicima govoriti "Pričekajte nas da se svjetlom vašim poslužimo" "Vratite se natrag pa drugo svjetlo potražite" – reći će se I između njih će se pregrada postaviti koja će vrata imati; unutar nje biće milost a izvan nje patnja
- Swedish - Bernström : Då skall hycklarna männen såväl som kvinnorna säga till de troende "Vänta på oss Låt oss få litet av ert ljus" men de skall få svaret "Gå tillbaka och be om ljus" Då reser sig en mur mellan dem och i den syns en port; innanför muren finns nåd och barmhärtighet men utanför den helt nära straff och lidande
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Pada hari ketika orangorang munafik lakilaki dan perempuan berkata kepada orangorang yang beriman "Tunggulah kami supaya kami dapat mengambil sebahagian dari cahayamu" Dikatakan kepada mereka "Kembalilah kamu ke belakang dan carilah sendiri cahaya untukmu" Lalu diadakan di antara mereka dinding yang mempunyai pintu Di sebelah dalamnya ada rahmat dan di sebelah luarnya dari situ ada siksa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ
(Pada hari ketika orang-orang munafik laki-laki dan perempuan berkata kepada orang-orang yang beriman, "Perhatikanlah kami) lihatlah kami. Menurut suatu qiraat dibaca Anzhiruunaa, tunggulah kami (supaya kami dapat mengambil) maksudnya supaya kami kebagian cahaya dan sinar (sebagian dari cahaya kalian." Dikatakan) kepada mereka dengan nada yang memperolok-olokkan mereka, ("Kembalilah kalian ke belakang dan carilah sendiri cahaya untuk kalian") mereka mundur. (Lalu diadakan di antara mereka) dan antara orang-orang yang beriman (dinding) menurut suatu pendapat dinding itu dinamakan Al A'raaf (yang mempunyai pintu. Di sebelah dalamnya ada rahmat) ada bagian yang menghadap orang-orang yang beriman (dan di sebelah luarnya) ada bagian yang menghadap orang-orang munafik (dari situ ada azab).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : যেদিন কপট বিশ্বাসী পুরুষ ও কপট বিশ্বাসিনী নারীরা মুমিনদেরকে বলবেঃ তোমরা আমাদের জন্যে অপেক্ষা কর আমরাও কিছু আলো নিব তোমাদের জ্যোতি থেকে। বলা হবেঃ তোমরা পিছনে ফিরে যাও ও আলোর খোঁজ কর। অতঃপর উভয় দলের মাঝখানে খাড়া করা হবে একটি প্রাচীর যার একটি দরজা হবে। তার অভ্যন্তরে থাকবে রহমত এবং বাইরে থাকবে আযাব।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : முனாஃபிக்கான ஆண்களும் முனாஃபிக்கான பெண்களும் ஈமான் கொண்டவர்களை நோக்கி "எங்களை கவனியுங்கள் உங்கள் ஒளியிலிருந்து நாங்களும் பற்ற வைத்துக் கொள்கிறோம்" என்று கூறும் தினத்தை நினைவூட்டுவீராக; அவர்களுக்குக் கூறப்படும் "உங்களுக்குப் பின்னால் திரும்பிச் சென்று பின்னர் ஒளியைத் தேடிக் கொள்ளுங்கள்" பிறகு அவர்களுக்கிடையே ஒரு சுவர் எழுப்பப்படும் அதற்கு ஒரு வாயில் இருக்கும் அதன் உட்புறம் இறை ரஹ்மத் இருக்கும் ஆனால் அதன் வெளிப்புறத்தில் எல்லாத் திசையிலும் வேதனையிருக்கும்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : วันที่พวกมุนาฟิกีนชาย และพวกมุนาฟิกีนหญิงจะกล่าวแก่บรรดาผู้ศรัทธาว่าจงมองมายังเราเถิด เพื่อเราจะได้รับแสงสว่างของพวกท่านด้วย จะมีเสียงกล่าวว่า จงหันหลังกลับไปทางข้างหลังของพวกเจ้าเพื่อแสวงหาเอาเอง ขณะนั้น ก็จะมีกำแพงที่มีประตูบานหนึ่งมาขวางกั้นระหว่างพวกเขา ด้านในของมันนั้นมีความเมตตา และด้านนอกของมัน ของพวกมุนาฟิกีน มีการลงโทษ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Мунофиқ ва мунофиқалар иймонлиларга Тўхтаб туринглар биз ҳам нурингиздан бир оз олайлик деган ва уларга Ортингизга қайтинг ҳамда нур қидиринг дейилган кунда Бас уларнинг орасига эшиги бор қўрғон уриладир Унинг ичида раҳмат ташқарисида олдида азобдир Қиёмат куни зулмат бўлиб албатта бу ўша кунда рўй берадиган ҳодисаларнинг бир босқичи холос Ҳеч ким ҳеч нарсани кўрмай қолганда мўминларга нур ато қилиниб улар шодон ва шаҳдам юриб боришади Шунда мунофиқлар Бизни ташлаб кетманглар кутиб туринглар бизга ҳам нурингиздан озгина беринглар деб ялинишар экан Уларга Ортингизга қайтиб ўзингиз нур ахтаринг дейиларкан Улар қандай қилиб нур топишарди Бу дунёда жоҳилият зулматларидан Ислом нурига чиқишни хоҳламаган эдилар Энди охират зулматларида хору зор бўлишлари турган гап
- 中国语文 - Ma Jian : 在那日,伪信的男女,将对信道的男女说:请你们等候我们,让我们借你们的一点光辉!有人将要对他们说:你们转回去寻求光辉吧!于是,彼此之间,筑起了一堵隔壁来,隔壁上有一道门,门内有恩惠,门外有刑罚。
- Melayu - Basmeih : Ingatlah semasa orangorang munafik lelaki dan perempuan yang sedang merabaraba dalam gelapgelita pada hari kiamat berkata kepada orangorang yang beriman "Tunggulah kami biarlah kami mengambil sedikit dari cahaya kamu" Lalu dikatakan kepada mereka secara mengejekejek "Baliklah kamu ke belakang kemudian carilah cahaya di sana" serta diadakanlah di antara mereka yang beriman dan yang munafik itu sebuah tembok yang mempunyai pintu di sebelah dalamnya mengandungi rahmat Syurga dan nikmat dan di sebelah luarnya dari situ terdapat neraka dan azab seksa
- Somali - Abduh : waa Maalinta Munaafiqiintu Rag iyo Haweenba ay ku dhihi kuwa xaqa rumeeyay na suga aan ka Dhuxul qaadanno Nuurkiinnee waxaana lagu dhihi ku noqda gadaashiinna waydiistana Nuur markaasaa layeelaa dhexdooda Darbi xaggiisa gudahana Naxariis tahay xaggiisa dibaddana Caddibaad tahay
- Hausa - Gumi : Rãnar da munafikai maza da munãfikai mãtã ke cẽwa waɗanda suka yi ĩmãni "Ku dũbẽ mu mu yi makãmashi daga haskenku" A ce musu "Ku kõma a bãyanku dõmin ku nẽmo wani haske" Sai a danne a tsakãninsu da wani gãru yanã da wani ƙyaure a cikinsa nan rahama take kuma a bãyansa daga wajensa azaba take
- Swahili - Al-Barwani : Siku wanaafiki wanaume na wanaafiki wanawake watapo waambia walio amini Tungojeni ili tupate mwangaza katika nuru yenu Waambiwe Rejeeni nyuma yenu mkaitafute nuru Utiwe baina yao ukuta wenye mlango ndani yake mna rehema na nje upande wake wa mbele kuna adhabu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Në Ditën kur hipokritët dhe hipokritet do t’u flasin besimtarëve “Pritna neve që të shpërblehemi me dritën tuaj” – u përgjigjet atyre “Kthehuni prapa e kërkoni tjetër dritë” Dhe ndërmjet tyre do të vendose barriera pengesa që ka derë; brenda saj ka mëshirë kurse jashtë saj ka vuajtje
- فارسى - آیتی : روزى كه مردان منافق و زنان منافق به كسانى كه ايمان آوردهاند مىگويند: درنگى كنيد تا از نورتان فروغى گيريم. گويند: به دنيا بازگرديد و از آنجا نور بطلبيد. ميانشان ديوارى برآورند كه بر آن ديوار درى باشد؛ درون آن رحمت باشد و بيرون آن عذاب.
- tajeki - Оятӣ : Рӯзе, ки мардони мунофиқу занони мунофиқ ба касоне, ки имон овардаанд, мегӯянд: «Ба мо нигоҳ кунед, то аз нуратон фурӯғе гирем!» Гӯянд: «Ба дунё бозгардед ва аз он ҷо нур биталабед!» Миёнашон деворе бароваранд, ки бар он девор даре бошад, даруни он раҳмат бошаду беруни он азоб.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇ كۈندە مۇناپىق ئەرلەر، مۇناپىق ئاياللار مۆمىنلەرگە: «بىزنى كۈتۈپ تۇرۇڭلار، سىلەرنىڭ نۇرۇڭلاردىن ئازراق ئالايلى» دەيدۇ. ئۇلارغا (مەسخىرە يۈزىسىدىن): «ئارقاڭلارغا قايتىپ نۇر تىلەڭلار» دېيىلىدۇ، شۇنىڭ بىلەن ئۇلارنىڭ ئارىسىغا بىر سېپىل سوقۇلىدۇ، سېپىلنىڭ دەرۋازىسى بولىدۇ، دەرۋازىنىڭ ئىچى تەرىپىدە رەھمەت، تېشىدا ئازاب بولىدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : കപടവിശ്വാസികളും വിശ്വാസിനികളും സത്യവിശ്വാസികളോട് ഇവ്വിധം പറയുന്ന ദിനമാണത്: നിങ്ങള് ഞങ്ങള്ക്കായി കാത്തു നില്ക്കണേ, നിങ്ങളുടെ വെളിച്ചത്തില് നിന്ന് ഇത്തിരി ഞങ്ങളും അനുഭവിക്കട്ടെ. അപ്പോള് അവരോട് പറയും: "നിങ്ങള് നിങ്ങളുടെ പിറകിലേക്കു തന്നെ തിരിച്ചുപോവുക. എന്നിട്ട് വെളിച്ചം തേടുക.” അപ്പോള് അവര്ക്കിടയില് ഒരു ഭിത്തി ഉയര്ത്തപ്പെടും. അതിനൊരു കവാടമുണ്ടായിരിക്കും. അതിന്റെ അകഭാഗത്ത് കാരുണ്യവും പുറഭാഗത്ത് ശിക്ഷയുമായിരിക്കും.
- عربى - التفسير الميسر : يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا وهم على الصراط انتظرونا نستضئ من نوركم فتقول لهم الملائكه ارجعوا وراءكم فاطلبوا نورا سخريه منهم ففصل بينهم بسور له باب باطنه مما يلي المومنين فيه الرحمه وظاهره مما يلي المنافقين من جهته العذاب
*18) It means that when the believers will be going towards Paradise, the light will be before them, and the hypocrites will be stumbling about in the darkness behind. At that time they will call out to the believers, who lived with than together in the same Muslim society in the world, saying: "Look back towards us awhile so that we also may get some light."
*19) This means that the people of Paradise will enter it awhile this gate and the gate will then be closed. On one side of the gate there will be the blessings of Paradise and on the other the torment of Hell. For the hypocrites it will not be possible to cross the barrier that will stand between them and Paradise.