- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ ۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَآ أُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَحِيمِ
- عربى - نصوص الآيات : والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ۖ والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ۖ والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم
- عربى - التفسير الميسر : والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرِّقوا بين أحد منهم، أولئك هم الصديقون الذين كمُل تصديقهم بما جاءت به الرسل، اعتقادًا وقولا وعملا، والشهداء عند ربهم لهم ثوابهم الجزيل عند الله، ونورهم العظيم يوم القيامة، والذين كفروا وكذَّبوا بأدلتنا وحججنا أولئك أصحاب الجحيم، فلا أجر لهم، ولا نور.
- السعدى : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ } والإيمان عند أهل السنة: هو ما دل عليه الكتاب والسنة، هو قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، فيشمل ذلك جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة، فالذين جمعوا بين هذه الأمور هم الصديقون أي: الذين مرتبتهم فوق مرتبة عموم المؤمنين، ودون مرتبة الأنبياء.
[وقوله:] { وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ } كما ورد في الحديث الصحيح: { إن في الجنة مائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، أعدها الله للمجاهدين في سبيله } وهذا يقتضي شدة علوهم ورفعتهم، وقربهم الله تعالى.
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } فهذه الآيات جمعت أصناف الخلق، المتصدقين، والصديقين، والشهداء، وأصحاب الجحيم، فالمتصدقون الذين كان جل عملهم الإحسان إلى الخلق، وبذل النفع إليهم بغاية ما يمكنهم، خصوصا بالنفع بالمال في سبيل الله.
والصديقون هم الذين كملوا مراتب الإيمان والعمل الصالح، والعلم النافع، واليقين الصادق، والشهداء هم الذين قاتلوا في سبيل الله [لإعلاء كلمة الله، وبذلوا أنفسهم وأموالهم] فقتلوا، وأصحاب الجحيم هم الكفار الذين كذبوا بآيات الله.
وبقي قسم ذكرهم الله في سورة فاطر، وهم المقتصدون الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، إلا أنهم حصل منهم تقصير ببعض حقوق الله وحقوق عباده، فهؤلاء مآلهم الجنة، وإن حصل لهم عقوبة ببعض ما فعلوا.
- الوسيط لطنطاوي : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وقوله : ( والذين آمَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ ) مبتدأ .
وقوله : ( أولئك هُمُ الصديقون ) خبره ، والذين آمنوا بالله ورسله إيمانا حقا - لهم منزلة الصديقين : منزلة المبالغين فى الصدق واليقين .
فالصديق - بتشديد الدال - هو المبالغ فى الصدق بما جاءه به الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفى تنفيذ ما كلف به تنفيذا تاما .
( والشهدآء عِندَ رَبِّهِمْ ) وهم الذين استشهدوا فى سبيل الله - تعالى - : ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ ) العظيم عند الله - تعالى - ( وَنُورُهُمْ ) الذى يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يوم القيامة لهم كذلك .
فعلى هذا التفسير يكون قوله : ( والشهدآء عِندَ رَبِّهِمْ ) مبتدأ ، وجملة ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) ، خبره ، ويكون الوقف على ( الصديقون ) وقفا تاما . . . والضمائر فى ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) للشهداء .
ويصح أن يكون قوله ( والشهدآء ) معطوف على ( الصديقون ) عطف المفرد على المفرد ، فهو عطف على الخبر ، أى : وهم الشهداء عند ربهم . . . ويكون الموقف على الشهداء تاما ، وأخبر - سبحانه - عن الذين آمنوا بالله ورسله ، أنهم صديقون وشهداء .
والمعنى على هذا الوجه : والذين آمنوا بالله ورسله ، أولئك هم الذين فى حكمه - تعالى - بمنزلة الصديقين والشهداء المشهورين بعلو الرتبة ، ورفعة الدرجة .
وقوله - تعالى - : ( عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) أى : للذين آمنوا بالله ورسله عند ربهم ، مثل أجر الصديقين والشهداء ولهم مثل نورهم يوم القيامة ، وناهيك به من أجر عظيم ، ونور عميم .
وحذف ما يفيد التشبيه فى الجملتين ، للتنبيه على قوة المماثلة وبلوغها حد الاتحاد .
وإلى هذا المعنى أشار صاحب الكشاف بقوله : يريد أن المؤمنين بالله ورسله ، هم عند الله - تعالى - بمنزلة الصديقين والشهداء ، وهم الذين سبقوا إلى التصديق ، واستشهدوا فى سبيل الله .
وقوله : ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) أى : لهم مثل أجر الصديقين والشهداء ومثل نورهم .
فإن قلت : كيف يسوى بينهم فى الأجر ولا بد من التفاوت؟ قلت : المعنى أن الله - تعالى - يعطى الذين آمنوا بالله ورسله أجرهم . ويضاعفه لهم بفضله . حتى يساوى أجرهم مع أضعافه ، أجر أولئك ، أى : أجر الصديقين والشهداء .
ويجوز أن يكون قوله : ( والشهدآء ) مبتدأ ، وقوله ، ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ ) خبره . .
وقوله - تعالى - : ( والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أولئك أَصْحَابُ الجحيم ) بيان لسوء عاقبة الكافرين ، بعد بيان حسن عاقبة المؤمنين الصادقين .
أى : والذين كفروا بالله ورسله ، وكذبوا بآياتنا الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا أولئك أصحاب الجحيم ، الملازمون له ملازمة الشى لصاحبه .
وبذلك نرى أن هذه الآيات الكريمة قد حضت المؤمنين على المواظبة على ذكر الله - تعالى - وطاعته ونهتهم عن التشبه بالذين قست قلوبهم ، وبشرت المصدقين والمصدقات ، والذين آمنوا بالله - تعالى - وبرسله إيمانا حقا . . . بالأجر العظيم ، وبالعطاء الجزيل .
- البغوى : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) والصديق : الكثير الصدق ، قال مجاهد : كل من آمن بالله ورسوله فهو صديق وتلا هذه الآية .
قال الضحاك : هم ثمانية نفر من هذه الأمة ، سبقوا أهل الأرض في زمانهم إلى الإسلام : أبو بكر وعلي وزيد وعثمان وطلحة والزبير وسعد وحمزة وتاسعهم عمر بن الخطاب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ألحقه الله بهم لما عرف من صدق نيته . ( والشهداء عند ربهم ) اختلفوا في نظم هذه الآية ، منهم من قال : هي متصلة بما قبلها ، و " الواو " واو النسق ، وأراد بالشهداء المؤمنين المخلصين . قال الضحاك : هم الذين سميناهم . قال مجاهد : كل مؤمن صديق شهيد ، وتلا هذه الآية .
وقال قوم : تم الكلام عند قوله : " هم الصديقون " ثم ابتدأ فقال : والشهداء عند ربهم ، و " الواو " واو الاستئناف ، وهو قول ابن عباس ومسروق وجماعة . ثم اختلفوا فيهم فقال قوم : هم الأنبياء الذين يشهدون على الأمم يوم القيامة ، يروى ذلك عن ابن عباس هو قول مقاتل بن حيان . وقال مقاتل بن سليمان : هم الذين استشهدوا في سبيل الله .
( لهم أجرهم ) بما عملوا من العمل الصالح ( ونورهم ) على الصراط ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) .
- ابن كثير : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وقوله : ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) هذا تمام لجملة وصف المؤمنين بالله ورسله بأنهم صديقون .
قال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ) هذه مفصولة ( والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ) .
وقال أبو الضحى : ( أولئك هم الصديقون ) ثم استأنف الكلام فقال : ( والشهداء عند ربهم ) وهكذا قال مسروق ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم .
وقال الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله في قوله : ( أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) قال : هم ثلاثة أصناف : يعني المصدقين ، والصديقين ، والشهداء ، كما قال [ الله ] تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) [ النساء : 69 ] ففرق بين الصديقين والشهداء ، فدل على أنهما صنفان . ولا شك أن الصديق أعلى مقاما من الشهيد ، كما رواه الإمام مالك بن أنس ، رحمه الله ، في كتابه الموطإ ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم ، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب ، لتفاضل ما بينهم " . قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : " بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " .
اتفق البخاري ، ومسلم على إخراجه من حديث مالك به
وقال آخرون : بل المراد من قوله : ( أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) فأخبر عن المؤمنين بالله ورسله بأنهم صديقون وشهداء . حكاه ابن جرير ، عن مجاهد ، ثم قال ابن جرير :
حدثني صالح بن حرب أبو معمر ، حدثنا إسماعيل بن يحيى ، حدثنا ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن البراء بن عازب قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " مؤمنو أمتي شهداء " . قال : ثم تلا - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ) هذا حديث غريب
وقال أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون في قوله : ( والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ) قال : يجيئون يوم القيامة معا كالإصبعين .
وقوله : ( والشهداء عند ربهم ) أي : في جنات النعيم ، كما جاء في الصحيحين : " إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال : ماذا تريدون ؟ فقالوا : نحب أن تردنا إلى الدار الدنيا فنقاتل فيك فنقتل كما قتلنا أول مرة . فقال إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون "
وقوله : ( لهم أجرهم ونورهم ) أي : لهم عند ربهم أجر جزيل ونور عظيم يسعى بين أيديهم ، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدار الدنيا من الأعمال ، كما قال الإمام أحمد :
حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن عطاء بن دينار ، عن أبي يزيد الخولاني قال : سمعت فضالة بن عبيد يقول : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الشهداء أربعة : رجل مؤمن جيد الإيمان ، لقي العدو فصدق الله فقتل ، فذلك الذي ينظر الناس إليه هكذا - ورفع رأسه حتى سقطت قلنسوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قلنسوة عمر ، والثاني مؤمن لقي العدو فكأنما يضرب ظهره بشوك الطلح ، جاءه سهم غرب فقتله ، فذاك في الدرجة الثانية ، والثالث رجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى قتل ، فذاك في الدرجة الثالثة ، والرابع رجل مؤمن أسرف على نفسه إسرافا كثيرا ، لقي العدو فصدق الله حتى قتل ، فذاك في الدرجة الرابعة " .
وهكذا رواه علي بن المديني ، عن أبي داود الطيالسي ، عن ابن المبارك عن ابن لهيعة ، وقال : هذا إسناد مصري صالح . ورواه الترمذي من حديث ابن لهيعة وقال : حسن غريب
وقوله : ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) لما ذكر السعداء ومآلهم ، عطف بذكر الأشقياء وبين حالهم .
- القرطبى : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
قوله تعالى : والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم اختلف في الشهداء هل هو مقطوع مما قبل أو متصل به . فقال مجاهد وزيد بن أسلم : إن الشهداء والصديقين هم المؤمنون وأنه متصل ، وروي معناه عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يوقف على هذا على قوله : الصديقون وهذا قول ابن مسعود في تأويل الآية . قال القشيري قال الله تعالى : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فالصديقون هم الذين يتلون الأنبياء ، والشهداء هم الذين يتلون الصديقين ، والصالحون يتلون الشهداء ، فيجوز أن تكون هذه الآية في جملة من صدق بالرسل ، أعني والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء . ويكون المعني بالشهداء من شهد لله بالوحدانية ، فيكون صديق فوق صديق في الدرجات ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن أهل الجنات العلا ليراهم من دونهم كما يرى أحدكم الكوكب الذي في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما وروي عن ابن عباس ومسروق أن الشهداء غير الصديقين . فالشهداء على هذا منفصل مما قبله والوقف على قوله : الصديقون حسن . والمعنى والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم أي : لهم أجر أنفسهم ونور أنفسهم . وفيهم قولان ؛ أحدهما : أنهم الرسل يشهدون على أممهم بالتصديق والتكذيب ؛ قاله الكلبي ، ودليله قوله تعالى : وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . الثاني : أنهم أمم الرسل يشهدون يوم القيامة ، وفيما يشهدون به قولان ؛ أحدهما : أنهم يشهدون على أنفسهم بما عملوا من طاعة ومعصية . وهذا معنى قول مجاهد ، الثاني : يشهدون لأنبيائهم بتبليغهم الرسالة إلى أممهم ؛ قاله الكلبي . وقال مقاتل قولا ثالثا : إنهم القتلى في سبيل الله تعالى . ونحوه عن ابن عباس أيضا ، قال : أراد شهداء المؤمنين . والواو واو الابتداء . والصديقون على هذا القول مقطوع من الشهداء .
وقد اختلف في تعيينهم ، فقال الضحاك : هم ثمانية نفر ، أبو بكر وعلي وزيد وعثمان وطلحة والزبير وسعد وحمزة . وتابعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، ألحقه الله بهم لما صدق نبيه صلى الله عليه وسلم . وقال مقاتل بن حيان : الصديقون هم الذين آمنوا بالرسل ولم يكذبوهم طرفة عين ، مثل مؤمن آل فرعون ، وصاحب آل ياسين ، وأبي بكر الصديق ، وأصحاب الأخدود .
قوله تعالى : والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أي : بالرسل والمعجزات أولئك أصحاب الجحيم فلا أجر لهم ولا نور .
- الطبرى : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
يقول تعالى ذكره: والذين أقرّوا بوحدانية الله وإرساله رسله، فصدقوا الرسل وآمنوا بما جاءوهم به من عند ربهم، أولئك هم الصدّيقون.
وقوله: ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) اختلف أهل التأويل في ذلك، فقال بعضهم: والشهداء عند ربهم منفصل من الذي قبله، والخبر عن الذين آمنوا بالله ورسله، متناه عند قوله: ( الصِّدِّيقُونَ ) ، والصدّيقون مرفوعون بقوله: هم، ثم ابتدئ الخبر عن الشهداء فقيل: والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم، والشهداء في قولهم مرفوعون بقوله: ( لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) .
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) قال: هذه مفصولة ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) .
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق ( أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) قال: هي للشهداء خاصة.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: هي خاصة للشهداء.
قال: ثنا مهران، عن سفيان عن أبي الضحى ( أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ )، ثم استأنف الكلام فقال: والشهداء عند ربهم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: في قوله: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ) هذه مفصولة، سماهم الله صدّيقين بأنهم آمنوا بالله وصدّقوا رسله، ثم قال ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) هذه مفصولة.
وقال آخرون: بل قوله " والشهداء " من صفة الذين آمنوا بالله ورسله؛ قالوا: إنما تناهى الخبر عن الذين آمنوا عند قوله: ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ )، ثم ابتدئ الخبر عما لهم، فقيل: لهم أجرهم ونورهم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرنا أبو قيس أنه سمع هذيلا يحدّث، قال: ذكروا الشهداء، فقال عبد الله: الرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، والرجل يقاتل للدنيا، والرجل يقاتل للسمعة، والرجل يقاتل للمغنم; قال شعبة شيئا هذا معناه: والرجل يقاتل يريد وجه الله، والرجل يموت على فراشه وهو شهيد، وقرأ عبد الله هذه الآية: ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) .
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، وليث عن مجاهد ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) قال: كلّ مؤمن شهيد، ثم قرأها.
حدثني صالح بن حرب أبو معمر، قال: ثنا إسماعيل بن يحيى، قال: ثنا ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن البراء بن عازب، قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: " مُؤْمِنُو أمَّّتِي شُهَداءُ". قال: ثم تلا النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم هذه الآية ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) .
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال: بالإيمان على أنفسهم بالله.
وقال آخرون: الشهداء عند ربهم في هذا الموضع: النبيون الذين يشهدون على أممهم من قول الله عزّ وجلّ: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا .
والذي هو أولى الأقوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال: الكلام والخبر عن الذين آمنوا، متناه عند قوله: ( أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ )، وإن قوله: ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) خبر مبتدأ عن الشهداء.
وإنما قلنا: إن ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لأن ذلك هو الأغلب من معانيه في الظاهر، وأنّ الإيمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم شهيد لا بمعنى غيره، إلا أن يُراد به شهيد على ما آمن به وصدّقه، فيكون ذلك وجها، وإن كان فيه بعض البعد، لأن ذلك ليس بالمعروف من معانيه، إذا أطلق بغير وصل، فتأويل قوله: ( وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) إذن: والشهداء الذين قُتلوا في سبيل الله، أو هلكوا في سبيله عند ربهم، لهم ثواب الله إياهم في الآخرة ونورهم.
وقوله: ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) يقول تعالى ذكره: والذين كفروا بالله وكذّبوا بأدلته وحججه، أولئك أصحاب الجحيم.
- ابن عاشور : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19)
{ والذين ءَامَنُواْ بالله وَرُسُلِهِ أولئك هُمُ الصديقون }
لما ذكر فضل المتصدقين وكان من المؤمنين من لا مال له ليتصدق منه أعقب ذكر المتصدقين ببيان فضل المؤمنين مطلقاً ، وهو شامل لمن يستطيع أن يتصدق ومن لا يستطيع على نحو التذكير المتقدم آنفاً في قوله : { وكلاًّ وعد الله الحسنى } [ النساء : 95 ] .
وفي الحديث : «إن قوماً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدُثور بالأجور يصلّون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم ولا أموال لنا ، فقال : أوليس قد جعل الله لكم ما تصدَّقون به ، إن لكم في كل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة» .
و { الذين آمنوا } يعم كل من ثبت له مضمون هذه الصلة وما عطف عليها .
وفي جمع { ورسله } تعريض بأهل الكتاب الذين قالوا : نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، فاليهود آمنوا بالله وبموسى ، وكفروا بعيسى وبمحمد عليهما الصلاة والسلام ، والنصارى آمنوا بالله وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون آمنوا برسل الله كلهم ، ولذلك وصفوا بأنهم الصدّيقون .
والصدّيق بتشديد الدال مبالغة في المُصَدِّق مثل المسِّيك للشحيح ، أي كثير الإِمساك لماله ، والأكثر أن يشتق هذا الوزن من الثلاثي مثل : الضلّيل ، وقد يشتق من المزيد ، وذلك أن الصيغ القليلة الاستعمال يتوسعون فيها كما توسع في السّميع بمعنى المُسْمِع في بيت عمرو بن معد يكرب ، والحكيم بمعنى المحكم في أسماء الله تعالى ، وإنما وصفوا بأنهم صدّيقون لأنهم صدّقوا جميع الرسل الحقِّ ولم تمنعهم عن ذلك عصبية ولا عناد ، وقد تقدم في سورة يوسف وصفه بالصدّيق ووصفت مريم بالصدّيقة في سورة العقود .
وضمير الفصل للقصر وهو قصر إضافي ، أي هم الصدّيقون لا الذين كذّبوا بعضَ الرسل وهذا إبطال لأن يكون أهل الكتاب صدّيقين لأن تصديقهم رسولهم لا جدوى له إذ لم يصدّقوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
واسم الإِشارة للتنويه بشأنهم وللتنبيه على أن المشار إليهم استحقوا ما يرد بعد اسم الإِشارة من أجل الصفات التي قبل اسم الإِشارة .
{ الصديقون والشهدآء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ } .
يجوز أن يكون عطفاً على { الصديقون } عطفَ المفرد على المفرد فهو عطف على الخبر ، أي وهم الشهداء . وحكي هذا التأويل عن ابن مسعود ومجاهد وزيد بن أسلم وجماعة . فقيل : معنى كونهم شهداء : أنهم شهداء على الأمم يوم الجزاء ، قال تعالى : { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس } [ البقرة : 143 ] ، فالشهادة تكون بمعنى الخبر بما يُثبت حقاً يجازى عليه بخير أو شر .
وقيل معناه : أن مؤمني هذه الأمة كشهداء الأمم ، أي كقتلاهم في سبيل الله وروي عن البراء بن عازب يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فتكون جملة { عند ربهم لهم أجرهم ونورهم } استئنافاً بيانياً نشأ عن وصفهم بتينك الصفتين فإن السامع يترقب ما هو نَوَالهم من هذين الفضلين .
ويجوز أن يكون قوله : { والشهداء } مبتدأ وجملة { عند ربهم لهم أجرهم ونورهم } خبر عن المبتدأ ، ويكون العطف من عطف الجمل فيوقَف على قوله : { الصديقون } . وحكي هذا التأويل عن ابن عباس ومسروق والضحاك فيكون انتقالاً من وصف مزية الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى وصف مزية فريق منهم استأثروا بفضيلة الشهادة في سبيل الله ، وهذا من تتمة قوله : { وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله } إلى قوله : { والله بما تعملون خبير } [ الحديد : 10 ] فإنه لما نوّه بوعد المؤمنين المصدقين المعفيين من قوله : { وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم } [ الحديد : 8 ] الخ فأوفاهم حقهم بقوله : { والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون } أقبل على وعد الشهداء في سبيل الله الذين تضمن ذكرهم قوله : { وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله } [ الحديد : 10 ] الآيات ، فالشهداء إذن هم المقتولون في الجهاد في سبيل الله .
والمعنيَاننِ من الشهداء ممكن الجمع بينهما فتحمل الآية على إرادتهما على طريقة استعمال المشترك في معنييه . وقد قررنا في مواضع كثيرة أنه جرى استعمال القرآن عليه .
وضميرا { أجرهم } و { نورهم } يعودان إلى الصدّيقين والشهداء أو إلى الشهداء فقط على اختلاف الوجهين المتقدمين آنفاً في العطف .
و { عند ربهم } متعلق بالاستقرار الذي في المجرور المخبر به عن المبتدأ ، والتقدير : لهم أجرهم مستقر عند ربهم ، والعندية مجازية مستعملة في العناية والحظوة .
والظاهر في عود الضمير إلى أن يكون عائداً إلى مذكور في اللفظ بمعناه المذكور فظاهر معنى { أجرهم ونورهم } أنه أجر أولئك المذكورين ، ومعنى إضافة أجر ونور إلى ضميرهم أنه أجر يعرَّف بهم ونور يعرف بهم .
وإذ قد كان مقتضى الإضافة أن تفيد تعريف المضاف بنسبته إلى المضاف إليه وكان الأجر والنور غير معلومين للسامع كان في الكلام إبهام يكنى به عن أجر ونور عظيمين ، فهو كناية عن التنويه بذلك الأجر وذلك النور ، أي أجر ونور لا يوصفان إلا أجرهم ونورهم ، أي أجراً ونوراً لائقَيْن بمقام ، مع ضميمة ما أفادته العندية التي في قوله : { عند ربهم } من معنى الزلفى والعناية بهم المفيد عظيم الأجر والنور .
ويجوز أن يكون ضميرا { أجرهم ونورهم } عائدين إلى لفظي { الصديقون } و { الشهداء } أو إلى لفظ { الشهداء } خاصة على ما تقدم لكن بمعنى آخر غير المعنى الذي حمل عليه آنفاً بل بمعنى الصدّيقين والشهداء ممن كانوا قبلهم من الأمم ، قاله في «الكشاف» .
ومعنى الصديقين والشهداء حينئذٍ مغاير للمعنى السابق بالعموم والخصوص على طريقة الاستخدام في الضمير . وطريقة التشبيه البليغ في حمل الخبر على المبتدأ في قوله : { لهم أجرهم ونورهم } بتقدير : لهم مثل أجرهم ونورهم ، ولا تأويل في إضافة الأجر والنور إلى الضميرين بهذا المحمل فإن تعريف المضاف بَيّن لأنه قد تقرر في علم الناس ما وُعد به الصدّيقون والشهداء من الأمم الماضية قال تعالى في شأنهم :
{ وكانوا عليه شهداء } [ المائدة : 44 ] وقال : { فأولئك مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً } [ النساء : 69 ] .
وفائدة التشبيه على هذا الوجه تصوير قوة المشبه وإن كان أقوى من المشبه به لأن للأحوال السالفة من الشهرة والتحقق ما يقرِّب صورة المشبه عند المخاطب ، ومنه ما في لفظ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من التشبيه بقوله : « كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم » .
ه4س57ش19ن13/ن19-->وَنُورُهُمْ والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بھاياتنآ أولئك أصحاب } .
تتميم اقتضاه ذكر أهل مراتب الإيمان والتنويه بهم ، فأتبع ذلك بوصف أضدادهم لأن ذلك يزيد التنويه بهم بأن إيمانهم أنجاهم من الجحيم .
والمراد بالذين كفروا بالله وكذّبوا بالقرآن ما يشمل المشركين واليهودَ والنصارى على تفاوت بينهم في دركات الجحيم ، فالمشركون استحقوا الجحيم من جميع جهات كفرهم ، واليهود استحقوه من يوم كذبوا عيسى عليه السلام ، والنصارى استحقّه بعضُهم حين أثبتوا لله ابناً وبعضهم من حين تكذيبهم برسالة محمد صلى الله عليه وسلم
وفي استحضارهم بتعريف اسم الإشارة من التنبيه على أنهم جديرون بذلك لأجل الكفر والتكذيب نظيرُ ما تقدم في قوله : { أولئك هم الصديقون } . ولم يؤت في خبرهم بضمير الفصل إذ لا يظن أن غيرهم أصحاب الجحيم .
والتعبير عنهم بأصحاب مضاف إلى الجحيم دلالة على شدة ملازمتهم للجحيم .
- إعراب القرآن : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
«وَالَّذِينَ» حرف استئناف ومبتدأ «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل «وَرُسُلِهِ» معطوف على لفظ الجلالة «أُولئِكَ» مبتدأ «هُمُ» ضمير فصل لا محل له «الصِّدِّيقُونَ» خبر أولئك والجملة الاسمية خبر الذين وجملة الذين .. استئنافية لا محل لها «وَالشُّهَداءُ» معطوف على الصديقون «عِنْدَ» ظرف مكان مضاف «رَبِّهِمْ» مضاف إليه ، «لَهُمْ» خبر مقدم «أَجْرُهُمْ» مبتدأ مؤخر «وَنُورُهُمْ» معطوف على ما قبله والجملة الاسمية خبر ثان لأولئك «وَالَّذِينَ» حرف استئناف ومبتدأ «كَفَرُوا» ماض وفاعله والجملة صلة الذين «وَكَذَّبُوا» معطوف على كفروا «بِآياتِنا» متعلقان بكفروا «أُولئِكَ أَصْحابُ» مبتدأ وخبره «الْجَحِيمِ» مضاف إليه والجملة الاسمية خبر الذين وجملة الذين استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : And those who have believed in Allah and His messengers - those are [in the ranks of] the supporters of truth and the martyrs with their Lord For them is their reward and their light But those who have disbelieved and denied Our verses - those are the companions of Hellfire
- English - Tafheem -Maududi : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ(57:19) In Allah's sight only those who truly believe in Allah and His Messengers *32 are utterly truthful *33 and true bearers of witness(for the sake of Allah). *34 For them is their reward and their light. *35 As for those who gave the lie to Our Signs, they are the people of Hell.
- Français - Hamidullah : Ceux qui ont cru en Allah et en Ses messagers ceux-là sont les grands véridiques et les témoins auprès d'Allah Ils auront leur récompense et leur lumière tandis que ceux qui ont mécru et traité de mensonges Nos signes ceux-là seront les gens de la Fournaise
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und diejenigen die an Allah und Seine Gesandten glauben das sind die stets Wahrhaftigen und die Zeugen vor ihrem Herrn Sie erhalten ihren Lohn und ihr Licht Diejenigen aber die ungläubig sind und Unsere Zeichen für Lüge erklären das sind die Insassen des Höllenbrandes
- Spanish - Cortes : Los que crean en Alá y en Sus enviados serán los veraces y los testigos ante su Señor Recibirán su recompensa y su luz Pero quienes no crean y desmientan Nuestros signos morarán en el fuego de la gehena
- Português - El Hayek : E aqueles que crêem em Deus e em Seus mensageiros são os leias e os mártires terão do Seu Senhor a sua recompensae a sua luz Em troca os incrédulos que desmentem os Nossos versículos serão os réprobos
- Россию - Кулиев : Уверовавшие в Аллаха и Его посланников - это правдивейшие люди А павшие мученики находятся возле своего Господа и им уготованы их награда и их свет А те которые не уверовали и сочли ложью Наши знамения являются обитателями Ада
- Кулиев -ас-Саади : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
Уверовавшие в Аллаха и Его посланников - это правдивейшие люди. А павшие мученики находятся возле своего Господа, и им уготованы их награда и их свет. А те, которые не уверовали и сочли ложью Наши знамения, являются обитателями Ада.Все праведные последователи Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, убеждены в том, что вера слагается из праведных мыслей, убеждений, слов и поступков, которые охватывают весь шариат исламской религии. Этими прекрасными качествами обладают правдивые праведники, которые стоят выше простых правоверных, но ниже пророков, а также павшие мученики. В достоверном хадисе сообщается, что посланник Аллаха, да благословит его Аллах и приветствует, сказал: «В Раю - сто ступеней, и расстояние между каждой ступенью равно расстоянию между небом и землей. Все это Аллах уготовил для тех, кто сражался на Его пути». Это свидетельствует о том, что павшие мученики и борцы за святое дело религии будут находиться в верховьях Рая, вблизи от Всевышнего Аллаха. А неверующие, которые отвергли Его знамения, станут обитателями Геенны. В этих аятах Всевышний упомянул о нескольких типах людей: подающих милостыню верующих, правдивых праведниках, павших мучениках и обитателях Геенны. Подающие милостыню - это верующие, которые делают много добра окружающим, стремятся оказать людям посильную помощь и для этого расходуют свое имущество на пути Аллаха. Правдивые праведники - это верующие, которые достигли самой высокой степени совершенства благодаря крепкой вере, праведным деяниям, полезным знаниям и искренней убежденности. Павшие мученики - это верующие, которые, не щадя своих жизней и своего имущества, сражались во имя Аллаха и пали в бою. Наконец, обитатели Геенны - это неверующие, которые отрицали Его знамения. Остался еще один тип людей, о котором Всевышний упомянул в суре «Фатыр». Это - верующие, которые выполняли обязательные предписания и избегали совершения грехов, но время от времени проявляли нерадивость по отношению к своим обязанностям перед Аллахом и творениями. Они также будут в числе счастливых обитателей Рая, хотя часть из них понесет наказание за некоторые их совершенных ими грехов.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'a ve peygamberlerine inananlara dosdoğru olanlara ve Allah yolunda şehit düşenlere işte onlara Rableri katında nur ve ecir vardır İnkar edip ayetlerimizi yalanlayanlar işte onlar da cehennemlik olanlardır
- Italiano - Piccardo : Coloro che credono in Allah e nei Suoi Messaggeri essi sono i veridici i testimoni presso Allah avranno la loro ricompensa e la loro luce Coloro che invece non credono e tacciano di menzogna i Nostri segni questi sono i compagni della Fornace
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهوانهی کهباوهڕیان هێناوه بهخواو پێغهمبهرهکانی ئا ئهوانهڕاست و ڕاستگۆکانن شههیدهکانیش لای پهروهردگاریان پاداشت و نوور و ڕوناکی تایبهتی خۆیان ههیه ئهوانهش کهباوهڕیان نههێناوهو ئایهت و فهرمانهکانی ئێمهیان بهدرۆزانی ئا ئهوانهنیشتهجێی دۆزهخن
- اردو - جالندربرى : اور جو لوگ خدا اور اس کے پیغمبروں پر ایمان لائے یہی اپنے پروردگار کے نزدیک صدیق اور شہید ہیں۔ ان کے لئے ان کے اعمال کا صلہ ہوگا۔ اور ان کے ایمان کی روشنی۔ اور جن لوگوں نے کفر کیا اور ہماری ایتوں کو جھٹلایا وہی اہل دوزخ ہیں
- Bosanski - Korkut : Oni koji u Allaha i poslanike Njegove budu vjerovali imaće u Gospodara svoga stepen pravednika i mučenika i dobiće nagradu kao i oni i svjetlo kao i oni; a oni koji ne budu vjerovali i dokaze Naše budu poricali biće stanovnici u vatri
- Swedish - Bernström : Och de som tror på Gud och Hans Sändebud och som vittnar om sanningen inför Gud de skall få sin lön och [skall lysas av] ett klart ljus Men de som förnekar sanningen och påstår att Våra budskap är lögn har Elden till arvedel
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan orangorang yang beriman kepada Allah dan RasulNya mereka itu orangorang Shiddiqien dan orangorang yang menjadi saksi di sisi Tuhan mereka Bagi mereka pahala dan cahaya mereka Dan orangorang yang kafir dan mendustakan ayatayat Kami mereka itulah penghunipenghuni neraka
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ۖ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
(Dan orang-orang yang beriman kepada Allah dan Rasul-Nya, mereka itu adalah orang-orang shiddiqin) orang-orang yang sangat beriman kepada Allah dan Rasul-Nya (dan orang-orang yang menjadi saksi di sisi Rabb mereka) atas kedustaan umat-umat yang terdahulu terhadap nabi-nabi mereka. (Bagi mereka pahala dan cahaya mereka. Dan orang-orang yang kafir dan mendustakan ayat-ayat Kami) yang menunjukkan kepada keesaan Kami (mereka itulah penghuni-penghuni Jahim) yakni neraka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আর যারা আল্লাহ ও তাঁর রসূলের প্রতি বিশ্বাস স্থাপন করে তারাই তাদের পালনকর্তার কাছে সিদ্দীক ও শহীদ বলে বিবেচিত। তাদের জন্যে রয়েছে পুরস্কার ও জ্যোতি এবং যারা কাফের ও আমার নিদর্শন অস্বীকারকারী তারাই জাহান্নামের অধিবাসী হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் எவர்கள் அல்லாஹ்வின் மீதும் அவனுடைய தூதர்கள் மீதும் நம்பிக்கை கொள்கிறார்களோ அவர்கள் தாம் தங்கள் இறைவன் முன் உண்மையாளர்களாகவும் உயிர் தியாகிகளாகவும் இருப்பார்கள் அவர்களுக்கு அவர்களுடைய நற்கூலியும் நேர்வழி காட்டும் போரொளியும் உண்டு எவர்கள் நிராகரித்துக் கொண்டும் நம் வசனங்களைப் பொய்யாக்கிக் கொண்டும் இருக்கிறார்களோ அவர்கள் நரக வாசிகள்தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และบรรดาผู้ศรัทธาต่ออัลลอฮ และบรรดาร่อซูลของพระองค์ ชนเหล่านั้นพวกเขาเป็นผู้สัตย์จริง และเป็นผู้เสียสละชีวิต ณ ที่พระเจ้าของพวกเขา สำหรับพวกเขาจะได้รับรางวัลของพวกเขา และแสงสว่างของพวกเขา ส่วนบรรดาผู้ปฏิเสธศรัทธาและปฏิเสธสัญญาณต่าง ๆ ของเรา ชนเหล่านั้นเป็นชาวนรก
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳга ва Унинг Пайғамбарларига иймон келтирганлар ана ўшалар сиддиқлардир Ва Роббилари ҳузуридаги шоҳидлардир Уларнинг ажрлари ва нурлари бор Куфр келтирганлар ва оятларимизни ёлғонга чиқарганлар ана ўшалар дўзах эгаларидир Ушбу оятда Аллоҳга ва Унинг Пайғамбарларига иймон келтирганлар сиддиқлар деб аталмоқда Сиддиқ аслида сўзига эътиқодига ва амалига содиқ кишиларнинг сифатидир Улар фазл ва мартабада Пайғамбарлардан кейин турадилар Уларнин ҳаммаларига улуғ ажр ва қиёмат зулматида йўлларини ёритиб борадиган нур бордир Кофирларга эса дўзах рўпара қилинади
- 中国语文 - Ma Jian : 信仰真主和使者的人们,在主那里,是虔诚者,是见证者,他们将有他们的报酬和光明。不信正道并且否认我的迹象的人们,是火狱的居民。
- Melayu - Basmeih : Dan orangorang yang beriman kepada Allah dan RasulrasulNya merekalah pada sisi hukum Tuhan mereka orangorang yang mempunyai kedudukan yang tinggi darjatnya seperti orangorang "Siddiqiin" dan orangorang yang mati Syahid; mereka akan beroleh pahala dan cahaya orangorang Siddiqiin dan orangorang yang mati syahid itu; dan sebaliknya orang yang kufur ingkar serta mendustakan ayatayat keterangan Kami merekalah ahli neraka
- Somali - Abduh : Kuwa rumeeyay Eebe iyo Rasuulkiisa kuwaasu waa Runbadanayaal Shuhadaduna Eebe agtiisa ajri iyo Nuur bay ku mudan kuwase Gaaloobay beeniyayna Aayaadkanaga kuwaasi waa ehelka Naarta Jaxiimo
- Hausa - Gumi : Kuma waɗanda suka yi ĩmãni da Allah da MazanninSa waɗannan sũ ne kamãlar gaskatãwa kuma su ne mãsu shahãda awurin Ubangjinsu sunã da sakamakonsu da haskensu waɗanda suka kafirta kuma suka ƙaryata game da ãyõyinMu waɗannan su ne'yan Jahĩm
- Swahili - Al-Barwani : Na walio muamini Mwenyezi Mungu na Mitume wake hao ndio Masidiqi na Mashahidi mbele ya Mola wao Mlezi Wao watapata malipo yao na nuru yao Na walio kufuru na wakakadhibisha Ishara zetu hao ndio watu wa Motoni
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ata që besojnë Perëndinë dhe profetët e Tij ata janë njerëz të drejtë dhe dëshmitarë te Zoti i tyre dhe do të shpërblehen dhe do të kenë dritë Kurse ata që nuk janë besimtarë dhe i mohojnë argumentet Tona do të jenë banorë të zjarrit
- فارسى - آیتی : كسانى كه به خدا و پيامبرانش ايمان آوردهاند، راستگويان و راستكارانند. و شهيدان در نزد پروردگارشان هستند. صاحب پاداش و نور خويشند. و آنها كه كافرند و آيات ما را تكذيب مىكنند، در جهنمند.
- tajeki - Оятӣ : Касоне, ки ба Худову паёмбараш имон овардаанд, ростгӯёну росткоронанд. Ва шаҳидон дар назди Парвардигорашон ҳастанд. Соҳиби музду нури худанд. Ва онҳо, ки кофиранд ва оёти Моро дурӯғ мебароранд, дар ҷаҳаннаманд.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ قا ۋ ئۇنىڭ پەيغەمبەرلىرىگە ئىمان ئېيتقانلار - ئەنە شۇلار پەرۋەردىگارىنىڭ دەرگاھىدا سىددىقلاردۇر، شېھىتلەردۇر، ئۇلار (ئاخىرەتتە) ساۋابقا ۋە نۇرغا ئىگە بولىدۇ، بىرنىڭ ئايەتلىرىمىزنى ئىنكار قىلغانلار ۋە يالغانغا چىقارغانلار - ئەنە شۇلار ئەھلى دوزاختۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിലും അവന്റെ ദൂതന്മാരിലും വിശ്വസിച്ചവരാരോ, അവരാണ് തങ്ങളുടെ നാഥന്റെ സന്നിധിയില് സത്യസന്ധരും സത്യസാക്ഷികളും. അവര്ക്ക് അവരുടെ പ്രതിഫലമുണ്ട്; വെളിച്ചവും. എന്നാല് സത്യനിഷേധികളാവുകയും നമ്മുടെ വചനങ്ങളെ തള്ളിപ്പറയുകയും ചെയ്തവരോ; അവര് തന്നെയാണ് നരകാവകാശികള്.
- عربى - التفسير الميسر : والذين امنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين احد منهم اولئك هم الصديقون الذين كمل تصديقهم بما جاءت به الرسل اعتقادا وقولا وعملا والشهداء عند ربهم لهم ثوابهم الجزيل عند الله ونورهم العظيم يوم القيامه والذين كفروا وكذبوا بادلتنا وحججنا اولئك اصحاب الجحيم فلا اجر لهم ولا نور
*32) Here, the believers imply those people of true faith whose attitude and conduct was absolutely different from that of the people of weak faith and the false claimants to Islam, and who were at that time vying with one another in making monetary sacrifices and were struggling with their lives in the cause of the true Faith.
*33) Siddiq (most truthful) is the superlative from sidq; however, one should clearly understand that sidq Is not merely a statement conforming to the truth, but a statement which is not only true in itself but its Bayer also upholds it as a truth sincerely. For instance, if a person says that Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) is Allah's Messenger, this is by itself precisely according to 'the truth for the Holy Prophet is truly Allah's Messenger, but the person would be true in his statement only if he also believed and upheld him as Allah's Messenger. Therefore, a thing would be sidq if what was said was in conformity with the truth as well as with the Bayer's own conscience. Likewise, sidq also contains the sense of faithfulness, sincerity and practical righteousness. Sadiq-ul-wa d would be the person who kept his promise practically, who never broke it. Sadiq (true friend) would be he who did full justice to friendship in the time of need, and who never proved faithless to any, body in any way. In war, sadiq fil-qital (true soldier) would be the one who fought with all his heart and body and established his valour practically. Thus, sidq in essence implies that one's deed should fully conform to one's word. The one who acts contrary to his word cannot be Sadiq. On that very basis, the one who preaches one thing and acts contrary to it, is regarded as a false preacher. With this meaning of sidq and sadiq in view one can fully appreciate the meaning of the superlative sadiq. It would inevitably imply a righteous person who is free from every impurity, who has never swerved from the truth and piety, who could never be expected to say anything against his conscience. who believed in whatever he believed with full sincerity and remained faithful to it under all circumstances, and who has practically proved that he is a true believer in the full sense of the word. (For further explanation, see E.N. 99 of An-Nisa).
*34) The early commentators have differed about the explanation of this verse. Ibn 'Abbas, Masruq, Dahhak, Muqatil bin Hayyan and others say that the previous sentence ended with humsssiddiqun; and wash-shuhada'-u `inda Rabbihim la-hum ajru-hum wa nuru-hum is a separate and independent sentence According to this explanation, the translation of the sentence would be: "Those who have believed in Allah and His Messenger, are indeed the most truthful (as siddiqun); as for the true witnesses (ash-shuhada ), they will have their reward and their light from their Lord. " Contrary to this, Mujahid and several other commentators regard this whole expression as one sentence. According to them the translation would be that which we have given in the text above. The two commentaries differ because the first group has taken the word Shahid in the meaning of the martyr in the way of Allah. and seeing that every believer is not a shahid in this sense, has taken wash-shuhada'-u `inda Rabbi-him as a separate sentence. But the other group takes shahid in the meaning of the witness of the Truth, and not in the sense of the martyr, and in this sense every believer is a shahid. We are of the opinion that this second commentary is preferable and this is
"Thus have We made you a community of the 'Golden Mean' so that you may be witnesses in regard to mankind and the Messenger may be a witness in regard to you." (AI-Baqarah; 143).
"AIIah had called you "Muslims" before this ant has called you (by the same name) in this (Qur'an) also so that the Messenger may be a witness in regard to you and you may be witnesses in regard to the rest of mankind." (Al-Hajj: 78)
In a Hadith, Hadrat Bara' bin 'Azib has related that he heard the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) say: 'The believers of my Ummah are shahid (the witnesses); then he recited this very verse of Surah AI-Hadid. " (Ibn Jarir). Ibn Marduyah has related on the authority of Hadrat Abu ad-Darda' the tradition that the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) said: "The one who emigrates from a land in order to save his life and his faith from temptation, is recorded as a Siddiq (most truthful), and when he dies, AIIah takes his soul as a shahid (true witness). Then aftar this, the Holy Prophet recited this very verse. " (For 'the explanation of this meaning of shahadat, see E:N. 144 of AI-Baqarah, E.N 99 of An-Nisa', E.N. 82 of Al-Ahzab).
*35) That is, "Each one of them will receive the reward and the light of the measure and degree he deserves. They will all get their own respective rewards and lights, and their shares have already been reserved for them,"