- عربي - نصوص الآيات عثماني : لِّكَيْلَا تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمْ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍۢ فَخُورٍ
- عربى - نصوص الآيات : لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ۗ والله لا يحب كل مختال فخور
- عربى - التفسير الميسر : لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما آتاكم فرحَ بطر وأشر. والله لا يحب كل متكبر بما أوتي من الدنيا فخور به على غيره. هؤلاء المتكبرون هم الذين يبخلون بمالهم، ولا ينفقونه في سبيل الله، ويأمرون الناس بالبخل بتحسينه لهم. ومن يتولَّ عن طاعة الله لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئًا، فإن الله هو الغني عن خلقه، الحميد الذي له كل وصف حسن كامل، وفعل جميل يستحق أن يحمد عليه.
- السعدى : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
فلا يأسوا ويحزنوا على ما فاتهم، مما طمحت له أنفسهم وتشوفوا إليه، لعلمهم أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ، لا بد من نفوذه ووقوعه، فلا سبيل إلى دفعه، ولا يفرحوا بما آتاهم الله فرح بطر وأشر، لعلمهم أنهم ما أدركوه بحولهم وقوتهم، وإنما أدركوه بفضل الله ومنه، فيشتغلوا بشكر من أولى النعم ودفع النقم، ولهذا قال: { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } أي: متكبر فظ غليظ، معجب بنفسه، فخور بنعم الله، ينسبها إلى نفسه، وتطغيه وتلهيه، كما قال تبارك وتعالى: { ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بل هي فتنة }
- الوسيط لطنطاوي : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
ثم بين - سبحانه - الحكم التى من أجلها فعل ذلك فقال : ( لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ ) .
فاللام فى قوله : ( لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ . . . ) متعلقة بحذوف . وقوله : ( تَأْسَوْاْ ) من الأسى ، وهو الحزن والضيق الشديد . يقال : أسى فلان على كذا - كفرح - فهو يأسى أسى ، إذا حزن واغتم لما حدث ، ومنه قوله - تعالى - حكاية عن شعيب - عليه السلام - :
( فتولى عَنْهُمْ وَقَالَ ياقوم لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى على قَوْمٍ كَافِرِينَ ) أى : فعلنا ما فعلنا من إثبات ما يصيبكم فى كتاب من قبل خلقكم ، وأخبرناكم بذلك ، لكى لا تحزنوا على ما أصابكم من مصائب حزنا يؤدة بكم إلى الجزع ، وإلى عدم الرضا بقضاء الله وقدره ولكى لا تفرحوا بما أعطاكم الله - تعالى - من نعم عظمى وكثيرة . . . . فرحا يؤدى بكم إلى الطغيان وإلى عدم استعمال نعم الله - تعالى - فيما خلقت له . . . فإن من علم ذلك علما مصحوبا بالتدبر والاتعاظ . . . هانت عليه المصائب ، واطمأنت نفسه لما قضاه الله - تعالى - وكان عند الشدائد صبورا ، وعند المسرات شكورا .
ورحم الله صاحب الكشاف فقد قال عند تفسيره لهذه الآية : يعنى : أنكم إذا علمتم أن كل شىء مقدر مكتوب عند الله ، قل أساكم على الفائت ، وفرحكم على الآتى ، لأن من علم أن ما عنده مفقود لا محالة ، لم يتفاقم جزعه عند فقده ، لأنه وطن نفسه على ذلك ، وكذلك من علم أن بعض الخير واصل إليه ، وأن وصوله لا يفوته بحال ، لم يعظم فرحه عند نيله .
فإن قلت : فلا أحد يملك نفسه عند مضرة تنزل به ، ولا عند منفعة ينالها ، أن لا يحزن ولا يفرح؟
قلت : المراد الحزن المخرج إلى ما يذهل صاحبه عن الصبر والتسليم لأمر الله - تعالى - ورجاء ثواب الصابرين ، والفرح المطغى الملهى عن الشكر .
فأما الحزن الذى لا يكاد الإنسان يخلو منه مع الاستسلام ، والسرور بنعمة الله ، والاعتداد بها مع الشكر ، فلا بأس بهما .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .
أى : والله - تعالى - لا يحب أحداً من شأنه الاختيال بما آتاه - سبحانه - من نعم دون أن يشكره - تعالى - عليها ، ومن شأنه - أيضاً - التفاخر والتباهى على الناس بما عنده من أموال وأولاد . . . وإنما يحب الله - تعالى - من كان من عباده متواضعا حليما شاكرا لخالقه - عز وجل - .
فأنت ترى أن هاتين الآيتين قد سكبتا فى قلب المؤمن ، كل معانى الثقة والرضا بقضاء الله فى كل الأحوال .
وليس معنى ذلك عدم مباشرة الأسباب التى شرعها الله - تعالى - لأن ما سجله الله فى كتابه علينا قبل أن يخلقنا ، لا علم لنا به ، وإنما علمه مرده إليه وحده - تعالى - .
وهو - سبحانه - لا يحاسبنا على ما نجهله ، وإنما يحاسبنا على ما أمرنا به ، أو نهانا عنه ، عن طريق رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وكما سجل - سبحانه - أحوالنا قبل أن يخلقنا ، فقد شرع الأسباب وأمرنا بمباشرتها ، وبين لنا فى كثير من آياته ، أن جزاءنا من خير أو شر على حسب أعملنا .
وعندما قال بعض الصحابة للنبى - صلى الله عليه وسلم - : " أفلا نتكل على ما قدره الله علينا؟
أجابهم بقوله : "
اعملوا فكل ميسر لما خلق له " " . - البغوى : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
( لكي لا تأسوا ) تحزنوا ( على ما فاتكم ) من الدنيا ( ولا تفرحوا بما آتاكم ) قرأ أبو عمرو بقصر الألف ، لقوله " فاتكم " فجعل الفعل له وقرأ الآخرون ( آتاكم ) بمد الألف ، أي : أعطاكم . قال عكرمة : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا ( والله لا يحب كل مختال فخور ) متكبر بما أوتي من الدنيا " فخور " يفخر به على الناس .
قال جعفر بن محمد الصادق : يا ابن آدم ما لك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت ، وما لك تفرح بموجود لا يتركه في يدك الموت .
- ابن كثير : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
وقوله : ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي : أعلمناكم بتقدم علمنا وسبق كتابتنا للأشياء قبل كونها ، وتقديرنا الكائنات قبل وجودها ، لتعلموا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم ، وما أخطأكم لم يكن ليصيبكم ، فلا تأسوا على ما فاتكم ، فإنه لو قدر شيء لكان ( ولا تفرحوا بما آتاكم ) أي : جاءكم ، ويقرأ : " آتاكم " أي : أعطاكم . وكلاهما متلازمان ، أي : لا تفخروا على الناس بما أنعم الله به عليكم ، فإن ذلك ليس بسعيكم ولا كدكم ، وإنما هو عن قدر الله ورزقه لكم ، فلا تتخذوا نعم الله أشرا وبطرا ، تفخرون بها على الناس ; ولهذا قال : ( والله لا يحب كل مختال فخور ) أي : مختال في نفسه متكبر فخور ، أي : على غيره .
وقال عكرمة : ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن ، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا .
- القرطبى : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
ثم أدبهم فقال هذا : لكيلا تأسوا على ما فاتكم أي : حتى لا تحزنوا على ما فاتكم من الرزق ، وذلك أنهم إذا علموا أن الرزق قد فرغ منه لم يأسوا على ما فاتهم منه . وعن ابن مسعود أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ثم قرأ لكيلا تأسوا على ما فاتكم أي : كي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا ، فإنه لم يقدر لكم ولو قدر لكم لم يفتكم ولا تفرحوا بما آتاكم أي : من الدنيا ؛ قاله ابن عباس . وقال سعيد بن جبير : من العافية والخصب . وروى عكرمة عن ابن عباس : ليس من أحد إلا وهو يحزن ويفرح ، ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبرا ، وغنيمته شكرا . والحزن والفرح المنهي عنهما هما اللذان يتعدى فيهما إلى ما لا يجوز . وقراءة العامة " آتاكم " بمد الألف أي : أعطاكم من الدنيا . واختاره أبو حاتم . وقرأ أبو العالية ونصر بن عاصم وأبو عمرو " أتاكم " بقصر الألف واختاره أبو عبيد . أي : جاءكم ، وهو معادل ل " فاتكم " ولهذا لم يقل أفاتكم . قال جعفر بن محمد الصادق : يا ابن آدم ما لك تأسى على مفقود لا يرده عليك الفوت ، أو تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت . وقيل لبرزجمهر : أيها الحكيم ! مالك لا تحزن على ما فات ، ولا تفرح بما هو آت ؟ قال : لأن الفائت لا يتلافى بالعبرة ، والآتي لا يستدام بالحبرة . وقال الفضيل بن عياض في هذا المعنى : الدنيا مبيد ومفيد ، فما أباد فلا رجعة له ، وما أفاد آذن بالرحيل . وقيل : المختال الذي ينظر إلى نفسه بعين الافتخار ، والفخور الذي ينظر إلى الناس بعين الاحتقار ، وكلاهما شرك خفي . والفخور بمنزلة المصراة تشد أخلافها ليجتمع فيها اللبن ، فيتوهم المشتري أن ذلك معتاد وليس كذلك ، فكذلك الذي يرى من نفسه حالا وزينة وهو مع ذلك مدع فهو الفخور .
والله لا يحب كل مختال فخور
- الطبرى : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم، إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه، من قبل أن نخلق نفوسكم (لِكَيْلا تَأْسَوا ) يقول: لكيلا تحزنوا، (عَلَى مَا فَاتَكُمْ ) من الدنيا، فلم تدركوه منها، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) منها.
ومعنى قوله: (بِمَا آتَاكُمْ ) إذا مدّت الألف منها: بالذي أعطاكم منها ربكم وملَّككم وخوَّلكم؛ وإذا قُصرت الألف، فمعناها: بالذي جاءكم منها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم ) من الدنيا، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) منها.
حُدثت عن الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا إسحاق بن منصور، عن قيس، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم ) قال: الصبر عند المصيبة، والشكر عند النعمة.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم ) قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا، ومن أصابه خير فجعله شكرا.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ(لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم ) قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما أتاكم منها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (بِمَا آتَاكُمْ )، فقرأ ذلك عامة قرّاء الحجاز والكوفة (بِمَا آتَاكُمْ ) بمدّ الألف، وقرأه بعض قرّاء البصرة ( بِما أتاكُمْ ) بقصر الألف؛ وكأن من قرأ ذلك بقصر الألف اختار قراءته كذلك، إذ كان الذي قبله على ما فاتكم، ولم يكن على ما أفاتكم، فيردّ الفعل إلى الله، فألحق قوله: ( بِمَا أتاكُمْ ) به، ولم يردّه إلى أنه خبر عن الله.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان صحيح معناهما، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وإن كنت أختار مدّ الألف، لكثرة قارئي ذلك كذلك، وليس للذي اعتلّ به منه معتلو قارئيه بقصر الألف كبير معنى، لأن ما جعل من ذلك خبرا عن الله، وما صرف منه إلى الخبر عن غيره، فغير خارج جميعه عند سامعيه من أهل العلم أنه من فعل الله تعالى، فالفائت من الدنيا من فاته منها شيء، والمدرك منها ما أدرك عن تقدّم الله عزّ وجلّ وقضائه، وقد بين ذلك جلّ ثناؤه لمن عقل عنه بقوله: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ، فأخبر أن الفائت منها بإفاتته إياهم فاتهم، والمدرك منها بإعطائه إياهم أدركوا، وأن ذلك محفوظ لهم في كتاب من قبل أن يخلقهم.
وقوله: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) يقول: والله لا يحبّ كلّ متكبر بما أوتي من الدنيا، فخور به على الناس.
- ابن عاشور : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)
والتعليل بلام العلة و ( كي ) متعلق بمقدر دل عليه هذا الإِخبار الحكيم ، أي أعلمناكم بذلك لكي لا تأسوا على ما فاتكم الخ ، أي لفائدة استكمال مدركاتكم وعقولكم فلا تجزعوا للمصائب لأن من أيقَنَ أن ما عنده من نعمة دنيوية مفقود يوماً لا محالة لم يتفاقم جزعه عند فقده لأنه قد وطّن نفسه على ذلك ، وقد أخذ هذا المعنى كُثّير في قوله
: ... فقلت لها يا عزّ كل مصيبة
إذا وُطِّنت يوماً لها النفس ذَلّتِ ... وقوله : { ولا تفرحوا بما آتاكم } تتميم لقوله : { لكيلا تأسوا على ما فاتكم } فإن المقصود من الكلام أن لا يأْسَوْا عند حلول المصائب لأن المقصود هو قوله : { ما أصاب من مصيبة . . . إلا في كتاب } ثم يعلم أن المسرات كذلك بطريق الاكتفاء فإن من المسرات ما يحصل للمرء عن غير ترقب وهو أوقع في المسرة كَمُل أدبه بطريق المقابلة .
والفرح المنفي هو الشديد منه البالغ حدّ البطر ، كما قال تعالى في قصة قارون { إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين } [ القصص : 76 ] . وقد فسره التذييل من قوله : { والله لا يحب كل محتال فخور } .
والمعنى : أخبرتكم بذلك لتكونوا حكماء بُصراء فتعلموا أن لجميع ذلك أسباباً وعللاً ، وأن للعالم نظاماً مرتبطاً بعضه ببعض ، وأن الآثار حاصلة عقب مؤثراتها لا محالة ، وإن إفضاءها إليها بعضه خارججِ عن طوق البشر ومتجاوز حد معالجته ومحاولتِه ، وفعل الفوات مشعر بأن الفائتَ قد سعى المفوتُ عليه في تحصيله ثم غُلب على نواله بخروجه عن مِكنته ، فإذا رسخ ذلك في علم أحد لم يحزن على ما فاته مما لا يستطيع دفعه ولم يغفل عن ترقب زوال ما يسره إذا كان مما يسره ، ومن لم يتخلق بخلُق الإسلام يتخبط في الجوع إذا أصابه مصاب ويُستطار خُيلاء وتطاولاً إذا ناله أمر محبوب فيخرج عن الحكمة في الحالين .
والمقصود من هذا التنبيهُ على أن المفرحات صائرة إلى زوال وأن زوالها مصيبة .
واعلم أن هذا مقام المؤمن من الأدب بعد حلول المصيبة وعند نوال الرغيبة .
وصلة الموصول في { بما آتاكم } مشعرة بأنه نعمة نافعة ، وفيه تنبيه على أن مقام المؤمن من الأدب بعد حلول المصيبة وعند انهيال الرغيبة ، هو أن لا يحزن على ما فات ولا يبطر بما ناله من خيرات ، وليس معنى ذلك أن يترك السعي لنوال الخير واتقاء الشر قائلاً : إن الله كتب الأمور كلها في الأزل ، لأن هذا إقدام على إفساد ما فَطر عليه الناس وأقام عليه نظام العالم . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للذين قالوا أفلا نَتَّكِل « اعمَلوا فكل ميسَّر لما خُلق له »
وقوله : { والله لا يحب كل مختال فخور } تحذير من الفرح الواقع في سياق تعليل الأخبار بأن كل ما ينال المرءَ ثابت في كتاب ، وفيه بيان للمراد من الفرح أنه الفرح المفرط البالغ بصاحبه إلى الاختيال والفخر .
والمعنى : والله لا يحب أحداً مختالاً وفخوراً ولا تتوهمْ أن موقع ( كل ) بعد النفي يفيد النفي عن المجموع لا عن كل فرد لأن ذلك ليس مما يقصُده أهل اللسان ، ووقع للشيخ عبد القاهر ومتابعيه توعم فيه ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { والله لا يحب كل كفار أثيم } في سورة البقرة ( 276 ) ونبهت عليه في تعليقي على دلائل الإِعجاز .
وقرأ الجمهور آتاكم } بمدّ بعد الهمزة مُحول عن همزة ثانية هي فاء الكلمة ، أي ما جعله آتياً لكم ، أي حاصلاً عندكم ، فالهمزة الأولى للتعدية إلى مفعول ثان ، والتقدير : بما آتاكموه . والإِتيان هنا أصله مجاز وغلب استعماله حتى ساوَى الحقيقة ، وعلى هذه القراءة فعائد الموصول محذوف لأنه ضمير متصل منصوب بفعل ، والتقدير : بما آتاكموه ، وفيه إدماج المنة مع الموعظة تذكيراً بأن الخيرات من فضل الله . وقرأه أبو عمرو وَحدَه بهمزة واحدة على أنه من ( أتى ) ، إذا حَصل ، فعائد الموصول هو الضمير المستتر المرفوع ب ( آتى ) ، وفي هذه القراءة مقابلة { آتاكم } ب ( فاتكم ) وهو محسن الطباق ففي كلتا القراءتين محسّن .
- إعراب القرآن : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
«لِكَيْلا» اللام حرف جر وكي حرف مصدري ونصب ولا نافية «تَأْسَوْا» مضارع منصوب والواو فاعله والمصدر المؤول من كي والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف «عَلى ما» متعلقان بالفعل «فاتَكُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة ، «وَلا تَفْرَحُوا» معطوف على ما قبله «بِما» متعلقان بالفعل «آتاكُمْ» ماض ومفعوله والجملة صلة «وَاللَّهُ» الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ «لا» نافية «يُحِبُّ» مضارع «كُلَّ» مفعوله والفاعل مستتر «مُخْتالٍ» مضاف إليه «فَخُورٍ» صفة والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : In order that you not despair over what has eluded you and not exult [in pride] over what He has given you And Allah does not like everyone self-deluded and boastful -
- English - Tafheem -Maududi : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(57:23) (We do so) that you may not grieve over *42 the loss you suffer, nor exult over what He gave you. Allah does not love the vainglorious, the boastful,
- Français - Hamidullah : afin que vous ne vous tourmentiez pas au sujet de ce qui vous a échappé ni n'exultiez pour ce qu'Il vous a donné Et Allah n'aime point tout présomptueux plein de gloriole
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : damit ihr nicht betrübt seid über das was euch entgangen ist und euch nicht zu sehr freut über das was Er euch gegeben hat Und Allah liebt niemanden der eingebildet und prahlerisch ist
- Spanish - Cortes : Para que no desesperéis si no conseguís algo y para que no os regocijéis si lo conseguís Alá no ama a nadie que sea presumido jactancioso
- Português - El Hayek : Para que vos não desespereis pelos prazeres que vos foram omitidos nem nos exulteis por aquilo com que vosagraciou porque Deus não aprecia arrogante e jactancioso algum
- Россию - Кулиев : Мы поведали об этом для того чтобы вы не печалились о том что вы упустили и не радовались тому что Он вам даровал Аллах не любит всяких надменных бахвалов
- Кулиев -ас-Саади : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
Мы поведали об этом для того, чтобы вы не печалились о том, что вы упустили, и не радовались тому, что Он вам даровал. Аллах не любит всяких надменных бахвалов,Всевышний открыл Своим рабам тайну предопределения, чтобы они уверовали в судьбу и смотрели на добро и зло сквозь призму божественного установления. Если верующий человек лишается чего-то желанного, то он не отчаивается и не печалиться, потому что твердо знает, именно это было записано в Хранимой скрижали. Это непременно должно было произойти, и ничто не могло предотвратить такой ход событий. Если же Аллах дарует ему нечто хорошее, то он не ликует и не отвечает на добродетель Господа неблагодарностью и высокомерием. Он знает, что не заслужил приобретенного добра своим трудом и умением, а получил его в дар от Милостивого Аллаха, и поэтому он благодарит своего Покровителя за то, что Тот одарил его добром и уберег от бед и несчастий. Аллах не любит грубых и надменных невежд, которые восхищаются собой и гордятся дарованными Им благами. Они приписывают эти блага себе и связывают их со своими заслугами, тем самым преступая границы дозволенного и отвращаясь от своего Господа. Всевышний сказал: «Если Мы дадим ему вкусить милость от Нас после того, как его коснется несчастье, то он непременно скажет: “Вот это - для меня, и я не думаю, что настанет Час. Если же я буду возвращен к моему Господу, то у Него для меня обязательно будет уготовано наилучшее”. Мы непременно поведаем неверующим о том, что они совершили, и дадим им вкусить жестокие мучения» (41:50).
- Turkish - Diyanet Isleri : Bu kaybettiğinize üzülmemeniz ve Allah'ın size verdiği nimetlerle şımarmamanız içindir Allah kendini beğenip öğünen hiç kimseyi sevmez;
- Italiano - Piccardo : E ciò affinché non abbiate a disperarvi per quello che vi sfugge e non esultiate per ciò che vi è stato concesso Allah non ama i superbi vanagloriosi
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهمهش بۆ ئهوهی کهخهفهت نهخۆن بۆ ئهوهی لهکیستان چووهو بهوهش دڵخۆش و غهڕڕا نهبن کهپێمان بهخشیوون واتهکهشخهنهکهن چونکهخوا کهسانی خۆ بهگهورهزان و فهخرفرۆشی خۆش ناوێت ئهوانهی بهبهخشینی بههرهکان غهڕڕا دهبن و خۆ بادهدهن و فیز دهکهن
- اردو - جالندربرى : تاکہ جو مطلب تم سے فوت ہوگیا ہو اس کا غم نہ کھایا کرو اور جو تم کو اس نے دیا ہو اس پر اترایا نہ کرو۔ اور خدا کسی اترانے اور شیخی بگھارنے والے کو دوست نہیں رکھتا
- Bosanski - Korkut : da ne biste tugovali za onim što vam je promaklo a i da se ne biste previše radovali onome što vam On dade Allah ne voli nikakve razmetljivce hvalisavce
- Swedish - Bernström : [Så är det] för att ni inte skall sörja över det som ni har gått miste om och inte heller jubla i övermod över det som Han har skänkt er Gud älskar inte inbilska skrävlare
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kami jelaskan yang demikian itu supaya kamu jangan berduka cita terhadap apa yang luput dari kamu dan supaya kamu jangan terlalu gembira terhadap apa yang diberikanNya kepadamu Dan Allah tidak menyukai setiap orang yang sombong lagi membanggakan diri
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ
(Supaya janganlah) lafal kay di sini menashabkan fi'il yang jatuh sesudahnya, maknanya sama dengan lafal an. Allah swt. menjelaskan yang demikian itu supaya janganlah (kalian berduka cita) bersedih hati (terhadap apa yang luput dari kalian, dan supaya kalian jangan terlalu gembira) artinya gembira yang dibarengi dengan rasa takabur, berbeda halnya dengan gembira yang dibarengi dengan rasa syukur atas nikmat (terhadap apa yang diberikan-Nya kepada kalian) jika lafal aataakum dibaca panjang berarti maknanya sama dengan lafal a`thaakum, artinya apa yang diberikan-Nya kepada kalian. Jika dibaca pendek, yaitu ataakum artinya, apa yang didatangkan-Nya kepada kalian. (Dan Allah tidak menyukai setiap orang yang sombong) dengan apa yang telah diberikan oleh Allah kepadanya (lagi membanggakan diri) membangga-banggakannya terhadap orang lain.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এটা এজন্যে বলা হয় যাতে তোমরা যা হারাও তজ্জন্যে দুঃখিত না হও এবং তিনি তোমাদেরকে যা দিয়েছেন তজ্জন্যে উল্লসিত না হও। আল্লাহ কোন উদ্ধত অহংকারীকে পছন্দ করেন না
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்களை விட்டுத் தவறிப்போன ஒன்றின் மீது நீங்கள் துக்கப்படாமல் இருக்கவும் அவன் உங்களுக்கு அளித்தவற்றின் மீது நீங்கள் அதிகம் மகிழாதிருக்கவும் இதனை உங்களுக்கு அல்லாஹ் அறிவிக்கிறான்; கர்வமுடையவர்கள் தற்பெருமை உடையவர்கள் எவரையும் அல்லாஹ் நேசிப்பதில்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : เพื่อพวกเจ้าจะได้ไม่ต้องเสียใจต่อสิ่งที่ได้สูญเสียไปจากพวกเจ้า และไม่ดีใจต่อสิ่งที่พระองค์ทรงประทานแก่พวกเจ้า และอัลลอฮมิทรงชอบทุกผู้หยิ่งจองหอง และผู้คุยโวโอ้อวด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Токи кетган нарсага қайғуриб келган нарсадан хурсанд бўлмаслигингиз учун Аллоҳ барча димоғдор ва мақтанчоқларни суймайдир
- 中国语文 - Ma Jian : 以免你们为自己所丧失的而悲伤,为他所赏赐你们的而狂喜。真主是不喜爱一切傲慢者、矜夸者的。
- Melayu - Basmeih : Kamu diberitahu tentang itu supaya kamu tidak bersedih hati akan apa yang telah luput daripada kamu dan tidak pula bergembira secara sombong dan bangga dengan apa yang diberikan kepada kamu Dan ingatlah Allah tidak suka kepada tiaptiap orang yang sombong takbur lagi membanggakan diri
- Somali - Abduh : Si aydaan ugu murugoonin wixii idinka taga aydaan uguna farxin wuxuu idin siiyo Eebe ma jecla Ruux kasta oo isla wayn oo faanbadan
- Hausa - Gumi : Dõmin kada ku yi baƙin ciki a kan abin da ya kuɓuce muku kuma kada ku yi mumar alfahari da abin da Ya bã ku Kuma Allah bã Ya son dukkan mai tãƙama mai alfahari
- Swahili - Al-Barwani : Ili msihuzunike kwa kilicho kupoteeni wala msijitape kwa alicho kupeni Na Mwenyezi Mungu hampendi kila anaye jivuna akajifakhirisha
- Shqiptar - Efendi Nahi : Për të mos u dëshpëruar për atë që ju ka kaluar por edhe për të mos u gëzuar së tepërmi për atë që Ai ju ka dhënë juve Perëndia nuk i don lavdëruesit dhe vetmburrësit
- فارسى - آیتی : تا بر آنچه از دستتان مىرود اندوهگين نباشيد و بدانچه به دستتان مىآيد شادمانى نكنيد. و خدا هيچ متكبر خودستايندهاى را دوست ندارد:
- tajeki - Оятӣ : То бар он чӣ аз дастатон меравад, андӯҳгин набошед ва ба он чӣ ба дастатон меояд, шодмонӣ накунед. Ва Худо ҳеҷ мутакаббири худситояндаро дӯст надорад.
- Uyghur - محمد صالح : (اﷲ تائالانىڭ ئۇلارنى لەۋھۇلمەھپۇزغا يېزىشى) قولۇڭلاردىن كەتكەن نەرسىگە قايغۇرۇپ كەتمەسلىكىڭلار ۋە اﷲ بەرگەن نەرسىلەرگە خۇش بولۇپ كەتمەسلىكىڭلار ئۈچۈندۇر، اﷲ مۇتەكەببىرلەر ۋە ئۆزلىرىنى چوڭ تۇتقۇچىلارنى دوست تۇتمايدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള്ക്കുണ്ടാകുന്ന നഷ്ടത്തിന്റെ പേരില് ദുഃഖിക്കാതിരിക്കാനും നിങ്ങള്ക്ക് അവന് തരുന്നതിന്റെ പേരില് സ്വയം മറന്നാഹ്ളാദിക്കാതിരിക്കാനുമാണത്. പെരുമ നടിക്കുന്നവരെയും പൊങ്ങച്ചക്കാരെയും അല്ലാഹു ഇഷ്ടപ്പെടുന്നില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا ولا تفرحوا بما اتاكم فرح بطر واشر والله لا يحب كل متكبر بما اوتي من الدنيا فخور به على غيره هولاء المتكبرون هم الذين يبخلون بمالهم ولا ينفقونه في سبيل الله ويامرون الناس بالبخل بتحسينه لهم ومن يتول عن طاعه الله لا يضر الا نفسه ولن يضر الله شيئا فان الله هو الغني عن خلقه الحميد الذي له كل وصف حسن كامل وفعل جميل يستحق ان يحمد عليه
*42) In order to understand why this has been said in that context, one should keep in mind the conditions through which the Muslims were passing at the time this Surah was revealed. 'An ever present danger of attack by the enemy, battles in quick succession, a state of constant siege, hardships caused by economic boycott by the disbelievers, persecution of the converts to Islam everywhere in Arabia, these were the conditions that the Muslims were confronted with at that time. The disbelievers looked upon these as a proof of the Muslims having been forsaken and rejected, and the hypocrites took these as a confirmation of their own suspicions and doubts. As for the sincere Muslims, they were facing these bravely and resolutely, yet the excess of hardship and suffering would sometimes become trying even for them. So, the Muslims are being consoled, as if to say: "No affliction, God forbid, has befallen you without the knowledge of your Lord. Whatever you are experiencing is according to the pre-ordained scheme of Allah, which is already recorded in the Writ of destiny. And you are being made to pass through these trials and tribulations for the sake of your own training for the great service that Allah wills to take from you. If you are made to attain to success without passing through these hardships, weaknesses will remain in your character due to which you will neither be able to digest power and authority nor withstand the tempests and furies of falsehood."