- عربي - نصوص الآيات عثماني : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَٰتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥ وَرُسُلَهُۥ بِٱلْغَيْبِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ
- عربى - نصوص الآيات : لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ۖ وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ۚ إن الله قوي عزيز
- عربى - التفسير الميسر : لقد أرسلنا رسلنا بالحجج الواضحات، وأنزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع، وأنزلنا الميزان؛ ليتعامل الناس بينهم بالعدل، وأنزلنا لهم الحديد، فيه قوة شديدة، ومنافع للناس متعددة، وليعلم الله علمًا ظاهرًا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب. إن الله قوي لا يُقْهَر، عزيز لا يغالَب.
- السعدى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
يقول تعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } وهي الأدلة والشواهد والعلامات الدالة على صدق ما جاءوا به وحقيته.
{ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ } وهو اسم جنس يشمل سائر الكتب التي أنزلها الله لهداية الخلق وإرشادهم، إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، { وَالْمِيزَانَ } وهو العدل في الأقوال والأفعال، والدين الذي جاءت به الرسل، كله عدل وقسط في الأوامر والنواهي وفي معاملات الخلق، وفي الجنايات والقصاص والحدود [والمواريث وغير ذلك]، وذلك { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } قياما بدين الله، وتحصيلا لمصالحهم التي لا يمكن حصرها وعدها، وهذا دليل على أن الرسل متفقون في قاعدة الشرع، وهو القيام بالقسط، وإن اختلفت أنواع العدل، بحسب الأزمنة والأحوال، { وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } من آلات الحرب، كالسلاح والدروع وغير ذلك.
{ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ } وهو ما يشاهد من نفعه في أنواع الصناعات والحرف، والأواني وآلات الحرث، حتى إنه قل أن يوجد شيء إلا وهو يحتاج إلى الحديد.
{ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ } أي: ليقيم تعالى سوق الامتحان بما أنزله من الكتاب والحديد، فيتبين من ينصره وينصر رسله في حال الغيب، التي ينفع فيها الإيمان قبل الشهادة، التي لا فائدة بوجود الإيمان فيها، لأنه حينئذ يكون ضروريا.
{ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } أي: لا يعجزه شيء، ولا يفوته هارب، ومن قوته وعزته أن أنزل الحديد الذي منه الآلات القوية، ومن قوته وعزته أنه قادر على الانتصار من أعدائه، ولكنه يبتلي أولياءه بأعدائه، ليعلم من ينصره بالغيب، وقرن تعالى في هذا الموضع بين الكتاب والحديد، لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه، ويعلي كلمته بالكتاب الذي فيه الحجة والبرهان والسيف الناصر بإذن الله، وكلاهما قيامه بالعدل والقسط، الذي يستدل به على حكمة الباري وكماله، وكمال شريعته التي شرعها على ألسنة رسله.
- الوسيط لطنطاوي : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
ثم بين - سبحانه - أن حكمته قد اقتضت أن يرسل رسله إلى الناس ، ليهدوهم إلى طريق الحق ، وأن الناس منهم من اتبع الرسل ، ومنهم من أعرض عنهم ، ومنهم من ابتدع أموراً من عند نفسه لم يرعها حق رعايتها . . . . فقال - تعالى - : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا . . . ) .
المراد بالبينات فى قوله - تعالى - : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات ) الحجج والدلائل التى تشهد لهم بأنهم رسل من عند الله - تعالى - وتدخل فيها المعجزات دخولا أوليا .
والمراد بالكتاب : جنس الكتب . وتشمل التوراة والإنجيل وغيرهما .
والميزان : الآلة المعروفة بين الناس لاستعمالها فى المكاييل وغيرها . . . والمراد بها العدل بين الناس فى أحكامهم ومعاملاتهم .
وشاع إطلاق الميزان على العدل ، باستعارة لفظ الميزان على العدل ، على وجه تشبيه المعقول بالمحسوس ، والمراد بإنزاله ، تبليغه ونشره بين الناس .
أى : بالله لقد أرسلنا رسلنا ، وأيدناهم بالحجج والبراهين الدالة على صدقهم ، وأنزلنا معهم كبتنا السماوية ، بأن بلغناهم إياها عن طريق وحينا ، وأنزلنا معهم العدل بأن أرشدناهم إلى طرقه ، وإلى إعطاء كل ذى حق حقه .
قال ابن كثير : يقول الله - تعالى - : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبينات ) أى : بالمعجزات ، والحجج الباهرات ، والدلائل القاطعات ( وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكتاب ) وهو النقل الصدق ( والميزان ) وهو العدل أو وهوالحق الذى تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة .
وأكد - سبحانه - هذا الإرسال ، للرد على أولئك الجاحدين الذين أنكروا نبوة النبى - صلى الله عليه وسلم - ولبيان أنه واحد من هؤلاء الرسل الكرام ، وأن رسالته إنما هى امتداد لرسالتهم . . . وقوله - تعالى - : ( لِيَقُومَ الناس بالقسط ) علة لما قبله . أى : أرسلنا الرسل . وأنزلنا الكتاب وشرعنا العدل ، ليقوم الناس بنشر ما يؤدى إلى صلاح بالهم ، واستقامة أحوالهم ، عن طريق التزامهم بالحق والقسط فى كل أمورهم .
قال الآلوسى : " والقيام بالقسط " أى : بالعدل ، يشمل التسوية فى أمور التعامل باستعمال الميزان ، وفى أمور المعاد باحتذاء الكتاب ، وهو - أى : القسط - لفظ جامع مشتمل على جميع ما ينبغى الاتصاف به ، معاشا ومعادا .
وقوله - تعالى - : ( وَأَنزَلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) معطوف على ما قبله .
والمراد بإنزال الحديد : خلقه وإيجاده . وتهيئته للناس ، والإنعام به عليهم ، كما فى قوله - سبحانه - ( وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ الأنعام ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ ) والمراد بالبأس الشديد : القوة الشديدة التى تؤدى إلى القتل وإلحاق الضرر بمن توجه إليه ، أى : لقد أرسلنا رسلنا بالأدلة الدالة على صدقهم ، وأنزلنا معهم ما يرشد الناس إلى صلاحهم .
وأوجدنا الحديد ، وأنعمنا به عليكم ، ليكون قوة شديدة لكم فى الدفاع عن أنفسكم ، وفى تأديب أعدائكم ، وليكون كذلك مصدر منفعة لكم فى مصالحكم وفى شئون حياتكم .
فمن الحديد تكون السيوف وآلات الحرب . . ومنه - ومعه غيره - تتكون القصور الفارهة ، والمبانى العالية الواسعة ، والمصانع النافعة . . . وآلات الزراعة والتجارة .
فالآية الكريمة تلفت أنظار الناس إلى سنة من سنن الله - تعالى - قد أرسل الرسل وزودهم بالهدايات السماوية التى تهدى الناس إلى ما يسعدهم .
. . وزودهم - أيضا - بالقوة المادية التى تحمى الحق الذى جاءوا به ونرد كيد الكائدين له فى نحورهم ، وترهب كل من يحاول الاعتداء عليه ، كما قال - تعالى - : ( وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخيل تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ ) ورحم الله الإمام ابن كثير فقد قال عند تفسيره لهذه الآية : ما ملخصه : أى : وجعلنا الحديد رادعا لمن أبى الحق ، وعانده بعد قيام الحجة عليه ، ولهذا أقام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمكة ثلاث عشرة سنة ، تنزل عليه السور المكية ، لبيان أن دين الله حق .
فلما قامت الحجة على من خالفه ، شرع الله القتال بعد الهجرة ، حماية للحق ، وأمرهم بضرب رقاب من عاند الحق وكذبه .
وقد روى الإمام أحمد عن ابن عمر قال : " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بعث بالسيف بين يدى الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له . وجعل رزقى تحت ظل رمحى ، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمرى ، ومن تشبه بقوم فهو منهم " .
ولهذا قال - تعالى - : ( وَأَنزَلْنَا الحديد فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) يعنى السلاح كالسيف والحراب .
( وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) أى : فى معايشهم كالفأس والقدوم . . . وغير ذلك .
هذا ، ومن المفسرين الذين فصلوا القول فى منافع الحديد ، وفى بيان لماذا خصه الله - تعالى - بالذكر : الإمام الفخر الرازى فقد قال - رحمه الله - ما ملخصه : ثم إن الحديد لما كانت الحاجة إليه شديدة ، جعله الله سهل الوجدان ، كثير الوجود . والذهب لما كانت حاجة الناس إليه قليلة ، جعله الله - تعالى - عزيز الوجود .
وبهذا تتجلى رحمة الله على عباده ، فإن كل شىء كانت حاجتهم إليه أكثر جعل الحصول عليه أيسر .
فالهواء - وهو أعظم ما يحتاج الإنسان إليه - جعل الله تعالى - الحصول عليه سهلا ميسورا . . . فعلمنا من ذلك أن كل شىء كانت الحاجة إليه أكثر ، كان وجدانه أسهل .
ولما كانت الحاجة إلى رحمة الله - تعالى - أشد من الحاجة إلى كل شىء ، فنرجوه من فضله أن يجعلها أسهل الأشياء وجدانا ، كما قال الشاعر :
سبحان من خص العزيز بعزة ... والناس مستغنون عن أجناسه
وأذل أنفاس الهواء وكل ذى ... نفس ، فمحتاج إلى أنفاسه
وقوله : - سبحانه - : ( وَلِيَعْلَمَ الله مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بالغيب . . ) معطوف على محذوف يدل عليه السياق .
والمراد بقوله : ( وَلِيَعْلَمَ ) أى : وليظهر علمه - تعالى - للناس ، حتى يشاهدوا آثاره .
أى : وأنزل - سبحانه - الحديد لكى يستعملوه فى الوجوه التى شرعها الله وليظهر - سبحانه - أثر علمه حتى يشاهد الناس ، من الذى سيتبع الحق منهم ، فينصر دين الله - تعالى - وينصر رسله ، ويستعمل نعمه فيما خلقت له حالة كونه لا يرى الله - تعالى - بعينيه ، وإنما يتبع أمره ، ويؤمن بوحدانيته ووجوده وعلمه وقدرته .
. . عن طريق ما أوحاه - سبحانه - إلى رسول - صلى الله عليه وسلم - .
فقوله : ( بالغيب ) حال من فاعل ( يَنصُرُهُ ) .
ثم ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( إِنَّ الله قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) أى : أن الله - تعالى - هو المتصف بالقوة التى ليس بعدها قوة وبالعزة التى لا تقاربها عزة .
وختمت الآية بهذا الختام ، لأنه هو المناسب لإرسال الرسل ، ولإنزال الكتب والحديد الذى فيه بأس شديد ومنافع للناس .
فكان هذا الختام تعليل لما قبله . أى : لأن الله - تعالى - قوى فى أخذه عزيز فى انتقامه فعل ما فعل من إرسال الرسل ، ومن إنزال الحديد .
- البغوى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
قوله - عز وجل - ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) بالآيات والحجج ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ) يعني : العدل . وقال مقاتل بن سليمان : هو ما يوزن به أي : ووضعنا الميزان كما قال : " والسماء رفعها ووضع الميزان " ( الرحمن - 7 ( ليقوم الناس بالقسط ) ليتعاملوا بينهم بالعدل .
( وأنزلنا الحديد ) روي عن ابن عمر يرفعه : إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض : الحديد والنار والماء والملح وقال أهل المعاني معنى قوله : " أنزلنا الحديد " [ أنشأنا وأحدثنا أي : أخرج لهم الحديد ] من المعادن وعلمهم صنعته بوحيه .
وقال قطرب هذا من النزل كما يقال : أنزل الأمير على فلان نزلا حسنا فمعنى الآية : أنه جعل ذلك نزلا لهم . ومثله قوله : وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج ( الزمر - 6 ) . ( فيه بأس شديد ) قوة شديدة يعني : السلاح للحرب . قال مجاهد : فيه جنة وسلاح يعني آلة الدفع وآلة الضرب ( ومنافع للناس ) مما ينتفعون به في مصالحهم كالسكين والفأس والإبرة ونحوها إذ هو آلة لكل صنعة ( وليعلم الله ) أي : أرسلنا رسلنا وأنزلنا معهم هذه الأشياء ليتعامل الناس بالحق والعدل وليعلم الله وليرى الله ( من ينصره ) أي : دينه ( ورسله بالغيب ) أي : قام بنصرة الدين ولم ير الله ولا الآخرة ، وإنما يحمد ويثاب من أطاع الله بالغيب ( إن الله قوي عزيز ) قوي في أمره ، عزيز في ملكه .
- ابن كثير : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
يقول تعالى : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ) أي : بالمعجزات ، والحجج الباهرات ، والدلائل القاطعات ، ( وأنزلنا معهم الكتاب ) وهو : النقل المصدق ) والميزان ) وهو : العدل . قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما . وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة ، كما قال : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) [ هود : 17 ] ، وقال : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) [ الروم : 30 ] ، وقال : ( والسماء رفعها ووضع الميزان ) [ الرحمن : 7 ] ; ولهذا قال في هذه الآية : ( ليقوم الناس بالقسط ) أي : بالحق والعدل وهو : اتباع الرسل فيما أخبروا به ، وطاعتهم فيما أمروا به ، فإن الذي جاءوا به هو الحق الذي ليس وراءه حق ، كما قال : ( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) [ الأنعام : 115 ] أي : صدقا في الإخبار ، وعدلا في الأوامر والنواهي . ولهذا يقول المؤمنون إذا تبوءوا غرف الجنات ، والمنازل العاليات ، والسرر المصفوفات : ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ) [ الأعراف : 43 ] .
وقوله : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) أي : وجعلنا الحديد رادعا لمن أبى الحق وعانده بعد قيام الحجة عليه ; ولهذا أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة توحى إليه السور المكية ، وكلها جدال مع المشركين ، وبيان وإيضاح للتوحيد ، وتبيان ودلائل ، فلما قامت الحجة على من خالف ، شرع الله الهجرة ، وأمرهم بالقتال بالسيوف ، وضرب الرقاب والهام لمن خالف القرآن وكذب به وعانده .
وقد روى الإمام أحمد ، وأبو داود ، من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن حسان بن عطية ، عن أبي المنيب الجرشي الشامي ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له ، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ، ومن تشبه بقوم فهو منهم "
ولهذا قال تعالى : ( فيه بأس شديد ) يعني : السلاح كالسيوف ، والحراب ، والسنان ، والنصال ، والدروع ، ونحوها . ( ومنافع للناس ) أي : في معايشهم كالسكة ، والفأس ، والقدوم ، والمنشار ، والإزميل ، والمجرفة ، والآلات التي يستعان بها في الحراثة ، والحياكة ، والطبخ ، والخبز ، وما لا قوام للناس بدونه ، وغير ذلك .
قال علباء بن أحمد ، عن عكرمة ، أن ابن عباس قال : ثلاثة أشياء نزلت مع آدم : السندان ، والكلبتان ، والميقعة ، يعني المطرقة . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .
وقوله : ( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ) أي : من نيته في حمل السلاح نصرة الله ورسله ، ( إن الله قوي عزيز ) أي : هو قوي عزيز ، ينصر من نصره من غير احتياج منه إلى الناس ، وإنما شرع الجهاد ليبلو بعضكم ببعض .
- القرطبى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
قوله تعالى : لقد أرسلنا رسلنا بالبينات أي : بالمعجزات البينة ، والشرائع الظاهرة . وقيل : الإخلاص لله تعالى في العبادة ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، بذلك دعت الرسل : نوح فمن دونه إلى محمد صلى الله عليه وسلم .
وأنزلنا معهم الكتاب أي : الكتب ، أي : أوحينا إليهم خبر ما كان قبلهم والميزان قال ابن زيد : هو ما يوزن به ويتعامل ليقوم الناس بالقسط أي : بالعدل في معاملاتهم . وقوله : بالقسط يدل على أنه أراد الميزان المعروف وقال قوم : أراد به العدل . قال القشيري : وإذا حملناه على الميزان المعروف ، فالمعنى أنزلنا الكتاب ووضعنا الميزان فهو من باب :
علفتها تبنا وماء باردا
ويدل على هذا قوله تعالى : والسماء رفعها ووضع الميزان ثم قال وأقيموا الوزن بالقسط وقد مضى القول فيه . وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد روى عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض : الحديد ، والنار ، والماء ، والملح . وروى عكرمة عن ابن عباس قال : ثلاثة أشياء نزلت مع آدم عليه السلام : الحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثلج ، وعصا موسى وكانت من آس الجنة ، طولها عشرة أذرع مع طول موسى ، والحديد أنزل معه ثلاثة أشياء : السندان ، والكلبتان ، والميقعة وهي المطرقة ، ذكره الماوردي . وقال الثعلبي : قال ابن عباس نزل آدم من الجنة ومعه من الحديد خمسة أشياء من آلة الحدادين : السندان ، والكلبتان ، والميقعة ، والمطرقة ، والإبرة . وحكاه القشيري قال : والميقعة ما يحدد به ، يقال : وقعت الحديدة أقعها أي : حددتها . وفي الصحاح : والميقعة الموضع الذي يألفه البازي فيقع عليه ، وخشبة القصار التي يدق عليها ، والمطرقة والمسن الطويل . وروي أن الحديد أنزل في يوم الثلاثاء .
فيه بأس شديد أي : لإهراق الدماء . ولذلك نهى عن الفصد والحجامة في يوم الثلاثاء ; لأنه يوم جرى فيه الدم . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : في يوم الثلاثاء ساعة لا يرقأ فيها الدم . وقيل : أنزلنا الحديد أي : أنشأناه وخلقناه ، كقوله تعالى : وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج وهذا قول الحسن . فيكون من الأرض غير منزل من السماء . وقال أهل المعاني : أي : أخرج الحديد من المعادن وعلمهم صنعته بوحيه . فيه بأس شديد يعني السلاح والكراع والجنة . وقيل : أي : فيه من خشية القتل خوف شديد .
ومنافع للناس قال مجاهد : يعني جنة . وقيل : يعني انتفاع الناس بالماعون من الحديد ، مثل السكين والفأس والإبرة ونحوه .
وليعلم الله من ينصره أي : أنزل الحديد ليعلم من ينصره . وقيل : هو عطف على قوله تعالى : ليقوم الناس بالقسط أي : أرسلنا رسلنا وأنزلنا معهم الكتاب ، وهذه الأشياء ، ليتعامل الناس بالحق ، وليعلم الله من ينصره وليرى الله من ينصر دينه وينصر رسله بالغيب قال ابن عباس : ينصرونهم لا يكذبونهم ، ويؤمنون بهم بالغيب أي : وهم لا يرونهم . إن الله قوي عزيز قوي في أخذه عزيز أي : منيع غالب . وقد تقدم . وقيل : بالغيب بالإخلاص .
- الطبرى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
يقول تعالى ذكره: لقد أرسلنا رسلنا بالمفصَّلات من البيان والدلائل، وأنـزلنا معهم الكتاب بالأحكام والشرائع، والميزان بالعدل.
كما حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ) قال: الميزان: العدل.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَأَنـزلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ) بالحق (1) ؛ قال: الميزان: ما يعمل الناس، ويتعاطون عليه في الدنيا من معايشهم التي يأخذون ويعطون، يأخذون بميزان، ويعطون بميزان، يعرف ما يأخذ وما يعطي. قال: والكتاب فيه دين الناس الذي يعملون ويتركون، فالكتاب للآخرة، والميزان للدنيا.
وقوله: (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) يقول تعالى ذكره: ليعمل الناس بينهم بالعدل.
وقوله: (وَأَنـزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) يقول تعالى ذكره: وأنـزلنا لهم الحديد فيه بأس شديد، يقول: فيه قوّة شديدة، ومنافع للناس، وذلك ما ينتفعون به منه عند لقائهم العدوّ، وغير ذلك من منافعه.
وقد حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن علباء بن أحمر، عن عكرِمة عن ابن عباس، قال: ثلاثة أشياء نـزلت مع آدم صلوات الله عليه: السندان والكلبتان، والميقعة، والمطرقة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (وَأَنـزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ) قال: البأس الشديد: السيوف والسلاح الذي يقاتل الناس بها، (وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) بعد، يحفرون بها الأرض والجبال وغير ذلك.
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد: قوله: (وَأَنـزلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) وجنُة وسلاح، وأنـزله ليعلم الله من ينصره.
وقوله: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ) يقول تعالى ذكره: أرسلنا رسلنا إلى خلقنا وأنـزلنا معهم هذه الأشياء ليعدلوا بينهم، وليعلم حزب الله من ينصر دين الله ورسله بالغيب منه عنهم.
وقوله: (إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) يقول تعالى ذكره: إن الله قويّ على الانتصار ممن بارزه بالمعاداة، وخالف أمره ونهيه، عزيز في انتقامه منهم، لا يقدر أحد على الانتصار منه مما أحلّ به من العقوبة.
------------------------
الهوامش:
(1) لعله والميزان، والميزان بالحق
- ابن عاشور : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)
استئناف ابتدائي ناشىء عما تقدم من التحريض على الإِنفاق في سبيل الله وعن ذكر الفتح وعن تذييل ذلك بقوله : { ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد } [ الحديد : 24 ] ، وهو إعذار للمتولين من المنافقين ليتداركوا صلاحهم باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والتدبر في هدي القرآن وإنذار لهم إن يرعووا وينصاعوا إلى الحجة الساطعة بأنه يكون تقويم عوجهم بالسيوف القاطعة وهو ما صرح لهم به في قوله في سورة [ الأحزاب : 60 ، 61 ] { لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً } وقوله في سورة [ التحريم : 9 ] { يأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } لئلا يحسبوا أن قوله : { ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد } [ الحديد : 24 ] مجرد متاركة فيطمئنوا لذلك .
وتأكيد الخبر بلام القسم وحرف التحقيق راجع إلى ما تضمنه الخبر من ذكر ما في إرسال رسل الله وكتبه من إقامة القسط للناس ، ومن التعريض بحمل المعرضين على السيف إن استمروا على غلوائهم .
وجمع ( الرسل ) هنا لإِفادة أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ليس بدعاً من الرسل ، وأن مكابرة المنافقين عماية عن سنة الله في خلقه فتأكيد ذلك مبني على تنزيل السامعين منزلة من ينكر أن الله أرسل رسلاً قبل محمد صلى الله عليه وسلم لأن حالهم في التعجب من دعواه الرسالة كحال من ينكر أن الله أرسل رسلاً من قبل . وقد تكرر مثل هذا في مواضع من القرآن كقوله تعالى : { قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات } [ آل عمران : 183 ] .
والبينات : الحجج الدالّة على أن ما يدعون إليه هو مراد الله ، والمعجزات داخلة في البينات .
وتعريف { الكتاب } تعريف الجنس ، أي وأنزلنا معهم كتباً ، أي مثل القرآن .
وإنزال الكتاب : تبليغ بواسطة المَلك من السماء ، وإنزال الميزان : تبليغ الأمر بالعدل بين الناس .
والميزان : مستعار للعدل بين الناس في إعطاء حقوقهم لأن مما يقتضيه الميزان وجود طرفين يراد معرفة تكافئهما ، قال تعالى : { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } [ النساء : 58 ] . وهذا الميزان تبيّنه كُتب الرسل ، فذكره بخصوصه للاهتمام بأمره لأنه وسيلة انتظام أمور البشر كقوله تعالى : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله } [ النساء : 105 ] وليس المراد أن الله ألهمهم وضع آلات الوزن لأن هذا ليس من المهم ، وهو مما يشمله معنى العدل فلا حاجة إلى التنبيه عليه بخصوصه .
ويتعلق قوله : { ليقوم الناس بالقسط } بقوله : { وأنزلنا معهم } .
والقيام : مجاز في صلاح الأحوال واستقامتها لأنه سبب لتيسير العمل وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى : { ويقيمون الصلاة } في أوائل [ البقرة : 3 ] .
والقسط : العدل في جميع الأمور ، فهو أعم من الميزان المذكور لاختصاصه بالعدل بين متنازعين ، وأما القسط فهو إجراء أمور الناس على ما يقتضيه الحق فهو عدل عام بحيث يقدر صاحب الحق منازعاً لمن قد احتوى على حقه .
ولفظ القسط مأخوذ في العربية من لفظ قسطاس اسم العدل بلغة الرُّوم ، فهو من المعرّب وروي ذلك عن مجاهد .
والباء للملابسة ، أي يكون أمر الناس ملابساً للعدل ومماشياً للحق ، وإنزال الحديد : مستعار لخلق معدنه كقوله : { وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج } [ الزمر : 6 ] ، أي خلق لأجلكم وذلك بإلهام البشر استعماله في السلاح من سيوف ودروع ورماح ونبال وخُوذ وَدَرَق ومَجَانّ . ويجوز أن يراد بالحديد خصوص السلاح المتخذ منه من سيوف وأسنة ونبال ، فيكون إنزاله مستعاراً لمجرد إلهام صنعه ، فعلى الوجه الأول يكون ضمير { فيه بأس شديد } عائداً إلى الحديد باعتبار إعداده للبأس فكأن البأس مظروف فيه .
والبأس : الضر . والمراد بأس القتل والجرح بآلات الحديد من سيوف ورماح ونبال ، وبأسُ جُرأة الناس على إيصال الضر بالغير بواسطة الواقيات المتخذة من الحديد .
والمنافع : منافع الغالب بالحديد من غنائم وأسرى وفتح بلاد .
ويتعلق قوله : { للناس } بكلَ من { بأس } و { منافع } على طريقة التنازع ، أي فيه بأس لِنَاس ومنافع لآخرين فإن مصائب قوم عند قوم فوائد .
والمقصود من هذا لفت بصائر السامعين إلى الاعتبار بحكمة الله تعالى من خَلق الحديد وإلهاممِ صنعه ، والتنبيه على أن ما فيه من نفع وبأس إنما أريد به أن يوضع بأسه حيث يستحق ويوضع نفعه حيث يليق به لا لتجعل منافعه لمن لا يستحقها مثل قطّاع الطريق والثوار على أهل العدل ، ولتجهيز الجيوش لحماية الأوطان من أهل العدوان ، وللادخار في البيوت لدفع الضاريات والعاديات على الحُرم والأموال .
وكان الحكيم ( انتيثنوس ) اليوناني تلميذ سقراط إذا رأى امرأة حالية متزينة في أثينا يذهب إلى بيت زوجها ويسأله أن يريه فرسه وسلاحه فإذا رآهما كاملين أذن لامرأته أن تتزين لأن زوجها قادر على حمايتها من داعرٍ يغتصبها ، وإلا أمرها بترك الزينة وترك الحلي .
وهذا من باب سد الذريعة ، لا ليجعل بأسه لإِخضاد شوكة العدل وإرغام الآمرين بالمعروف على السكوت ، فإن ذلك تحريف لما أراد الله من وضع الأشياء النافعة والقارة ، قال تعالى : { والله لا يحب الفساد } [ البقرة : 205 ] ، وقال على لسان أحد رسله { إن أُريد إلاّ الإصلاح ما استطعت } [ هود : 88 ] .
وقد أومَا إلى هذا المعنى بالإِجمال قوله : { وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب } ، أي ليظهر للناس أثر علم الله بمن ينصره ، فأطلق فعل { ليعلم } على معنى ظُهور أثر العلم كقول إياس بن قبيصة الطائي
: ... وأقبلتُ والخطيُّ يخطر بيننا
لأَعْلَمَ مَن جَبانُها من شُجاعها ... أي ليظهر للناس الجبان والشجاع ، أي فيعلموا أني شجاعهم .
ونصرُ الناس الله هو نصرهم دينه ، وأما الله فغني عن النصر ، وعطف { ورسله } ، أي من ينصر القائمين بدينه ، ويدخل فيه نصر شرائع الرسول صلى الله عليه وسلم بعده ونصر ولاة أمور المسلمين القائمين بالحق .
وأعظم رجل نصر دين الله بعد وفاة رسوله صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق في قتاله أهل الردة رضي الله عنه .
وقوله : { بالغيب } يتعلق ب { ينصره } ، أي ينصره نصراً يدفعه إليه داعي نفسه دون خشية داع يدعوه إليه ، أو رقيب يرقب صنيعه والمعنى : أنه يجاهد في سبيل الله والدفاع عن الدين بمحض الإِخلاص .
وقد تقدم ذكر الحديد ومعدنه وصناعته في تفسير قوله تعالى : { آتوني زبر الحديد } في سورة [ الكهف : 96 ] .
وجملة إن الله قوي عزيز } تعليل لجملة { أرسلنا رسلنا بالبينات } إلى آخرها ، أي لأن الله قوي عزيز في شؤونه القدسية ، فكذلك يجب أن تكون رسله أقوياء أعزة ، وأن تكون كتبه معظمة موقرة ، وإنما يحصل ذلك في هذا العالم المنوطة أحداثه بالأسباب المجعولة بأن ينصره الرسل وأقوام مخلصون لله ويُعينوا على نشر دينه وشرائعه .
والقوي العزيز : من أسمائه تعالى . فالقوي : المتصف بالقوة ، قال تعالى : { ذو القوة المتين } [ الذاريات : 58 ] وتقدم القوي في قوله : { إن الله قوي شديد العقاب } [ الأنفال : 52 ] .
والعزيز : المتصف بالعزة ، وتقدمت في قوله : { إن العزة لله جميعاً } في سورة يونس وقوله : { فاعلموا أن الله عزيز حكيم } [ البقرة : 209 ] .
- إعراب القرآن : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
«لَقَدْ» اللام واقعة في جواب قسم محذوف وقد حرف تحقيق «أَرْسَلْنا» ماض وفاعله «رُسُلَنا» مفعول به والجملة جواب القسم المقدر لا محل لها ، «بِالْبَيِّناتِ» متعلقان بالفعل «وَأَنْزَلْنا» ماض وفاعله
و الجملة معطوفة على ما قبلها. «مَعَهُمُ» ظرف مكان «الْكِتابَ» مفعول به «وَالْمِيزانَ» معطوف على الكتاب «لِيَقُومَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل «النَّاسُ» فاعل «بِالْقِسْطِ» متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من أن والفعل جار ومجرور متعلقان بأرسلنا «وَأَنْزَلْنا» ماض وفاعله «الْحَدِيدَ» مفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها «فِيهِ بَأْسٌ» خبر مقدم ومبتدأ مؤخر «شَدِيدٌ» صفة ، والجملة حال «وَمَنافِعُ» معطوف على ما قبله «لِلنَّاسِ» متعلقان بمنافع. «وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل ولفظ الجلالة فاعله «مَنْ» اسم موصول مفعول به «يَنْصُرُهُ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة من والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور معطوفان على ليقوم «وَرُسُلَهُ» معطوف على الضمير المنصوب «بِالْغَيْبِ» متعلقان بالفعل قبلهما «إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ» إن واسمها وخبراها والجملة استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : We have already sent Our messengers with clear evidences and sent down with them the Scripture and the balance that the people may maintain [their affairs] in justice And We sent down iron wherein is great military might and benefits for the people and so that Allah may make evident those who support Him and His messengers unseen Indeed Allah is Powerful and Exalted in Might
- English - Tafheem -Maududi : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ(57:25) Indeed We sent Our Messengers with Clear Signs, and sent down with them the Book and the Balance that people may uphold justice. *45 And We sent down iron, wherein there is awesome power and many benefits for people, *46 so that Allah may know who, without even having seen Him, helps Him and His Messengers. Surely Allah is Most Strong, Most Mighty. *47
- Français - Hamidullah : Nous avons effectivement envoyé Nos Messagers avec des preuves évidentes et fait descendre avec eux le Livre et la balance afin que les gens établissent la justice Et Nous avons fait descendre le fer dans lequel il y a une force redoutable aussi bien que des utilités pour les gens et pour qu'Allah reconnaisse qui dans l'Invisible défendra Sa cause et celle de Ses Messagers Certes Allah est Fort et Puissant
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir haben ja Unsere Gesandten mit den klaren Beweisen gesandt und mit ihnen die Schrift und die Waage herabkommen lassen damit die Menschen für die Gerechtigkeit eintreten Und Wir haben das Eisen herabkommen lassen In ihm ist starke Gewalt und Nutzen für die Menschen - damit Allah kennt wer Ihm und Seinen Gesandten im Verborgenen hilft Gewiß Allah ist Stark und Allmächtig
- Spanish - Cortes : Ya hemos mandado a nuestros enviados con las pruebas claras Y hemos hecho descender con ellos la Escritura y la Balanza para que los hombres observen la equidad Hemos hecho descender el hierro que encierra una gran fuerza y ventajas para los hombres A fin de que Alá sepa quiénes les auxilian en secreto a Él y a Sus enviados Alá es fuerte poderoso
- Português - El Hayek : Enviamos os Nossos mensageiros com as evidências e enviamos com eles o Livro e a balança para que os humanosobservem a justiça; e criamos o ferro que encerra grande poder para a guerra além de outros benefícios para os humanos para que Deus Se certifique de quem O secunda intimamente a Ele e aos Seus mensageiros; Sabei que Deus é Poderoso Fortíssimo
- Россию - Кулиев : Мы уже отправили Наших посланников с ясными знамениями и ниспослали с ними Писание и Весы чтобы люди придерживались справедливости Мы также ниспослали железо в котором заключается могучая сила и польза для людей для того чтобы Аллах узнал тех кто помогает Ему и Его посланникам хотя и не видит Его воочию Воистину Аллах - Всесильный Могущественный
- Кулиев -ас-Саади : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
Мы уже отправили Наших посланников с ясными знамениями и ниспослали с ними Писание и Весы, чтобы люди придерживались справедливости. Мы также ниспослали железо, в котором заключается могучая сила и польза для людей, для того, чтобы Аллах узнал тех, кто помогает Ему и Его посланникам, хотя и не видит Его воочию. Воистину, Аллах - Всесильный, Могущественный.Аллах отправил Своих посланников с доводами и доказательствами, которые подтверждали правдивость всего, что они проповедовали. Он также ниспослал с ними Писание и Весы. Под Писанием в этом аяте подразумеваются все предыдущие Священные Писания, которые Аллах ниспослал для того, чтобы научить людей всему, что может принести им пользу в религии и мирской жизни. Весы - это повеление быть беспристрастными и справедливыми во всех словах и делах. Религии всех посланников зиждились на справедливости. Они учили верующих исправно соблюдать предписания и запреты Аллаха и быть справедливыми при вынесении судебного приговора, наказании преступников, отмщении, разделе наследства и вообще во взаимоотношениях с другими людьми. Именно справедливость и беспристрастность во все времена помогали рабам Аллаха соблюдать заветы религии и обретать неисчислимые блага. Этот аят свидетельствует о том, что законодательства всех посланников имели единую основу и опирались на принципы справедливости, которые выражались в различных законах в зависимости от эпохи и прочих обстоятельств. Аллах также ниспослал железо. Этот металл порождает зло, потому что из него изготавливаются оружие, кольчуги, броня и т.п. Но вместе с тем железо приносит людям большую пользу. Оно применяется во многих производствах и ремеслах, из него изготавливаются орудия земледелия и посуда. Железо получило настолько широкое применение, что трудно найти вещи, которые тем или иным образом не связаны с ним. Господь ниспослал Писание и железо, дабы увидеть, кто из людей будет помогать Его религии и Его посланникам и уверует в сокровенное. Воистину, вера может принести пользу, когда человек верит в сокровенное. Когда же он убедится в обещании Господа воочию, вера не принесет ему пользы, потому что он будет вынужден признать то, что видит. Среди прекрасных имен Аллаха - Всесильный, Могущественный. Для Него нет ничего невозможного, и никто не сможет избежать Его возмездия. Благодаря Своему всемогуществу Он ниспослал железо, из которого создаются могучие орудия. Благодаря Своему могуществу Он всегда одерживает верх над Своими врагами. Однако Он позволяет Своим врагам творить зло, дабы испытать верующих и увидеть, кто из них готов помогать Ему, веруя в сокровенное. Всевышний упомянул о железе наряду с Писанием, потому что именно посредством этих двух вещей Господь утверждает на земле свою религию и прославляет имя свое. Писание является неопровержимым доказательством истинности религии, а оружие по воле Всевышнего помогает верующим сломить сопротивление неверующих. Аллах ниспослал Писание и железо во имя справедливости, и это свидетельствует о Его мудрости и совершенстве, а также безупречности Его законов, провозглашенных устами пророков.
- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun ki peygamberlerimizi belgelerle gönderdik; insanların doğru adaletli hareket etmeleri için peygamberlere kitap ve ölçü indirdik; pek sert olan ve insanlara birçok faydası bulunan demiri de indirdik Bu Allah'ın dinine ve peygamberlerine görmeksizin yardım edenleri meydana çıkarması içindir Doğrusu Allah kuvvetlidir güçlüdür
- Italiano - Piccardo : Invero inviammo i Nostri messaggeri con prove inequivocabili e facemmo scendere con loro la Scrittura e la Bilancia affinché gli uomini osservassero l'equità Facemmo scendere il ferro strumento terribile e utile per gli uomini affinché Allah riconosca chi sostiene Lui e i Suoi messaggeri in ciò che è invisibile Allah è forte eccelso
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهخوا بێگومان ئێمه پێغهمبهرهکانمان ڕهوانهکردووههاوڕێ لهگهڵ بهڵگه و نیشانهو موعجیزهی ڕوون و ئاشکراداو کتێبه ئاسمانهکانیشمان هێنایه خوارهوهکهلهگهڵ ئهو پێغهمبهرانهدا بێت تهرازوو پێوهری شهرعی و دادپهروهرانهمان بۆ ڕوون کردونهتهوهتا خهڵکی بهعهدالهت و دادپهروهریی ڕهفتار بکهن ههروهها ئاسنیشمان دروست کردووهکهماددهیهکی سهخت و ڕهقهو سوود بهخشیشه بۆ خهڵکی تا ئهوهی خوا دهیزانێ ل جیهانی واقعیشدا دهربکهوێت کهکێ پشتگیرو لایهنگری خواو پێغهمبهرهکانیهتی لهکاتێکدا کهئهو زاتهپهنهانه چونکهبهڕاستی خوا بههێزو باڵادهسته
- اردو - جالندربرى : ہم نے اپنے پیغمبروں کو کھلی نشانیاں دے کر بھیجا۔ اور ان پر کتابیں نازل کیں اور ترازو یعنی قواعد عدل تاکہ لوگ انصاف پر قائم رہیں۔ اور لوہا پیدا کیا اس میں اسلحہٴ جنگ کے لحاظ سے خطرہ بھی شدید ہے۔ اور لوگوں کے لئے فائدے بھی ہیں اور اس لئے کہ جو لوگ بن دیکھے خدا اور اس کے پیغمبروں کی مدد کرتے ہیں خدا ان کو معلوم کرے۔ بےشک خدا قوی اور غالب ہے
- Bosanski - Korkut : Mi smo izaslanike Naše s jasnim dokazima slali i po njima knjige i terazije objavljivali da bi ljudi pravedno postupali – a gvožđe smo stvorili u kome je velika snaga i koje ljudima koristi – i da bi Allah ukazao na one koji pomažu vjeru Njegovu i poslanike Njegove kad Ga ne vide Allah je uistinu moćan i silan
- Swedish - Bernström : Vi sände Våra profeter med klara bevis [om sanningen] och med dem sände Vi Skriften och en Våg för att [hjälpa] människorna att handla rättvist Och järnet som har fruktansvärd styrka och som är människan till nytta har Vi satt i era [händer] Låt därför dem ge sig till känna som vill stödja och försvara Guds och Hans Sändebuds sak fastän [Gud] inte kan ses eller förnimmas All styrka och all makt ligger hos Gud
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Kami telah mengutus rasulrasul Kami dengan membawa buktibukti yang nyata dan telah Kami turunkan bersama mereka Al Kitab dan neraca keadilan supaya manusia dapat melaksanakan keadilan Dan Kami ciptakan besi yang padanya terdapat kekuatan yang hebat dan berbagai manfaat bagi manusia supaya mereka mempergunakan besi itu dan supaya Allah mengetahui siapa yang menolong agamaNya dan rasulrasulNya padahal Allah tidak dilihatnya Sesungguhnya Allah Maha Kuat lagi Maha Perkasa
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ
(Sesungguhnya Kami telah mengutus rasul-rasul Kami) yaitu malaikat-malaikat-Nya kepada nabi-nabi (dengan membawa bukti-bukti yang nyata) hujah-hujah yang jelas dan akurat (dan telah Kami turunkan bersama mereka Alkitab) lafal Alkitab ini sekalipun bentuknya mufrad tetapi makna yang dimaksud adalah jamak, yakni al-kutub (dan neraca) yakni keadilan (supaya manusia dapat melaksanakan keadilan. Dan Kami ciptakan besi) maksudnya Kami keluarkan besi dari tempat-tempat penambangannya (yang padanya terdapat kekuatan yang hebat) yakni dapat dipakai sebagai alat untuk berperang (dan berbagai manfaat bagi manusia, dan supaya Allah mengetahui) supaya Allah menampilkan; lafal waliya'lamallaahu diathafkan pada lafal liyaquman-naaasu (siapa yang menolong-Nya) maksudnya siapakah yang menolong agama-Nya dengan memakai alat-alat perang yang terbuat dari besi dan lain-lainnya itu (dan rasul-rasul-Nya padahal Allah tidak dilihatnya) lafal bil-ghaibi menjadi hal atau kata keterangan keadaan dari dhamir ha yang terdapat pada lafal yanshuruhu. Yakni sekalipun Allah tidak terlihat oleh mereka di dunia ini. Ibnu Abbas r.a. memberikan penakwilannya, mereka menolong agama-Nya padahal mereka tidak melihat-Nya. (Sesungguhnya Allah Maha Kuat lagi Maha Perkasa) artinya Dia tidak memerlukan pertolongan siapa pun, akan tetapi perbuatan itu manfaatnya akan dirasakan sendiri oleh orang yang mengerjakannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি আমার রসূলগণকে সুস্পষ্ট নিদর্শনসহ প্রেরণ করেছি এবং তাঁদের সাথে অবতীর্ণ করেছি কিতাব ও ন্যায়নীতি যাতে মানুষ ইনসাফ প্রতিষ্ঠা করে। আর আমি নাযিল করেছি লৌহ যাতে আছে প্রচন্ড রণশক্তি এবং মানুষের বহুবিধ উপকার। এটা এজন্যে যে আল্লাহ জেনে নিবেন কে না দেখে তাঁকে ও তাঁর রসূলগণকে সাহায্য করে। আল্লাহ শক্তিধর পরাক্রমশালী।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நம் தூதர்களைத் தெளிவான அத்தாட்சிகளுடன் அனுப்பினோம் அன்றியும் மனிதர்கள் நீதியுடன் நிலைப்பதற்காக அவர்களுடன் வேதத்தையும் நீதத்தின் துலாக்கோலையும் இறக்கினோம் இன்னும் இரும்பையும் படைத்தோம் அதில் கடும் அபாயமுமிருக்கிறது எனினும் அதில் மனிதர்களுக்குப் பல பயன்களும் இருக்கின்றன இவற்றின் மூலமாகத் தனக்கும் தன்னுடைய தூதருக்கும் மறைமுகமாகவும் உதவி செய்பவர் எவர் என்பதையும் சோதித் அறிந்து கொள்வதற்காக அல்லாஹ் இவ்வாறு அருள்கிறான்; நிச்சயமாக அல்லாஹ் பலம் மிக்கவன் யாவரையும் மிகைத்தவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โดยแน่นอนเราได้ส่งบรรดาร่อซูลของเราพร้อมด้วยหลักฐานทั้งหลายอันชัดแจ้งและเราได้ประทานคัมภีร์และความยุติธรรมลงมาพร้อมกับพวกเขาเพื่อมนุษย์จะได้ดำรงอยู่บนความเที่ยงธรรม แลเราได้ให้มีเหล็กขึ้นมา เพราะในนั้นมีความแข็งแกร่งมาก และมีประโยชน์มากหลายสำหรับมนุษย์ และเพื่ออัลลอฮฺจะได้ทรงรู้ถึงผู้ที่ช่วยเหลือพระองค์ และบรรดาร่อซูลของพระองค์ มีความเชื่อมั่น โดยทางลับ ต่อพระองค์ แท้จริงอัลลอฮฺนั้นเป็นผู้ทรงพลัง ผู้ทรงอำนาจ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Дарҳақиқат Биз Пайғамбарларимизни равшаннарсалар ила юбордик ва улар ила китоб ҳамда одамлар адолатда туришлари учун мезон туширдик Ва темирни туширдик унда катта кучқувват ва одамлар учун манфаатлар бор Аллоҳ ким Ўзига ва Пайғамбарларига ғойибона ёрдам бераётганини билиши учун Албатта Аллоҳ кучли ва азиздир Ояти каримада Аллоҳ субҳанаҳу ва таоло Ўз Пайғамбарларига юбордим деяётган равшан очиқойдин нарсалар мўъжизалар шариат аҳкомлари оятлар бўлиши мумкин Ушбу оят тушган вақтидаёқ мусулмонларни темирга эътибор беришга ундан самарали фойдаланишга даъват қилган эди Темирнинг одамлар учун манфаатини санаб тугатиб бўлмайди Оятнинг охиридаги жумлада бирикки нозик маъно бор Жумладан темирдан ясалган асбобларни ишлатиб Аллоҳга ва Унинг Пайғамбарларига ёрдам берувчиларни билиши учун деган ишора Маълумки Аллоҳ илмининг чегараси йўқ ҳамма нарсани рўй беришидан аввал билиб туради Лекин бу оятдаги билишини юзага чиқариши халойиққа билдириши деб тушунмоқ керак Шунингдек ғойибона сўзи ҳам Аллоҳни ва Унинг Пайғамбарларини кўрмасдан туриб уларни динига ёрдам беринглар деб шарҳланади
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已派遣我的众使者,去传达我的许多明证,并降示天经和公平,以便众人谨守公道。我曾创造钢铁,其中有严厉的刑罚,对于众人,有许多裨益;以便真主知道在秘密中相助他和他的众使者的人。真主确是至刚的,确是万能的。
- Melayu - Basmeih : Demi sesungguhnya Kami telah mengutus Rasulrasul Kami dengan membawa buktibukti dan mukjizat yang jelas nyata dan Kami telah menurunkan bersamasama mereka Kitab Suci dan keterangan yang menjadi neraca keadilan supaya manusia dapat menjalankan keadilan dan kami telah menciptakan besi dengan keadaannya mengandungi kekuatan yang handal serta berbagai faedah lagi bagi manusia Dijadikan besi dengan keadaan yang demikian supaya manusia menggunakan faedahfaedah itu dalam kehidupan mereka seharihari dan supaya ternyata pengetahuan Allah tentang orang yang menggunakan kekuatan handalnya itu untuk menegak dan mempertahankan ugama Allah serta menolong RasulrasulNya padahal balasan baiknya tidak kelihatan kepadanya; sesungguhnya Allah Maha Kuat lagi Maha Kuasa
- Somali - Abduh : Dhab ahaan baan ula dirray Rasuulladannadii xujooyin waxaana u soo dajinnay Kutub iyo Caddaalad si dadku ugu tooso Caddaalad waxaana soo dajinnay birta iyadoo Shiddo ku dheehantahay iyo nacfi dadka iyo in Eebe muujiyo Cidda u gargaari isaga Diinta iyo Rasuulladiisa iyagoon arkaynin Eebana waa Xoog badane Adkaade ah
- Hausa - Gumi : Haƙĩƙa lalle Mun aiko ManzanninMu da hujjõji bayyanannu kuma Muka saukar da Littãfi da sikẽli tãre da su dõmin mutãne su tsayu da ãdalci kuma Mun saukar da baƙin ƙarfe a cikinsa akwai cutarwa mai tsanani da amfãni ga mutãne kuma dõmin Allah Ya san mai taimakonSa da ManzanninSa a fake Lalle ne Allah Mai ƙarfi ne Mabuwãyi
- Swahili - Al-Barwani : Kwa hakika tuliwatuma Mitume wetu kwa dalili waziwazi na tukateremsha Kitabu pamoja nao na Mizani ili watu wasimamie uadilifu na tumeteremsha chuma chenye nguvu nyingi na manufaa kwa watu na ili Mwenyezi Mungu amjue anaye mnusuru Yeye na Mitume wake kwa ghaibu Hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye nguvu Mwenye kushinda
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë Ne i kemi dërguar profetët Tonë me argumente të qarta dhe me ta u kemi dhënë librin dhe terezitë drejtësinë që njerëzit të veprojnë drejt; kurse hekurin e kemi krijuar se në atë ka tmerr të madh po edhe dobi për njerëzit dhe që Perëndia të dëftojë ata që ndihmojnë besimin e Tij dhe të dërguarit e Tij – pa i parë Me të vërtetë Perëndia është i fuqishëm dhe i madhërueshëm
- فارسى - آیتی : ما پيامبرانمان را با دليلهاى روشن فرستاديم و با آنها كتاب و ترازو را نيز نازل كرديم تا مردم به عدالت عمل كنند. و آهن را كه در آن نيرويى سخت و منافعى براى مردم است فروفرستاديم، تا خدا بداند چه كسى به ناديده، او و پيامبرانش را يارى مىكند. زيرا خدا توانا و پيروزمند است.
- tajeki - Оятӣ : Мо паёмбаронамонро бо далелҳои равшан фиристодем ва бо онҳо китобу тарозуро низ возил кардем, то мардум, ба адолат амал кунанд. Ва оҳанро, ки дар он нерӯе сахт ва фоидаҳое барои мардум аст, фурӯд овардем то Худо бидонад чӣ касе ба нодида Ӯ ва паёмбаронашро ёрӣ мекунад. Зеро Худо тавонову ғолиб аст!
- Uyghur - محمد صالح : بىز ھەقىقەتەن پەيغەمبەرلىرىمىزنى روشەن مۆجىزىلەر بىلەن ئەۋەتتۇق ۋە ئۇلار بىلەن بىللە، ئىنسانلار ئادالەتنى بەرپا قىلسۇن دەپ، كىتابنى، قانۇننى چۈشۈردۇق. تۆمۈرنى ياراتتۇق، (تۆمۈردىن ئۇرۇش قوراللىرى ياسىلىدىغانلىقى ئۈچۈن) تۆمۈر كۈچ - قۇۋۋەتنى ئۆز ئىچىگە ئالغان، تۆمۈردە ئىنسانلار ئۈچۈن نۇرغۇن مەنپەئەتلەر بار، اﷲ اﷲ نى كۆرمەي تۇرۇپ (قوراللارنى ئىشلىتىپ) اﷲ قا ۋە پەيغەمبەرلىرىگە ياردەم بەرگەنلەرنى بىلىش (مەلۇم قىلىش) ئۈچۈن (تۆمۈرنى ياراتتى)، اﷲ ھەقىقەتەن كۈچلۈكتۇر، غالىبتۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിശ്ചയമായും നാം നമ്മുടെ ദൂതന്മാരെ തെളിഞ്ഞ തെളിവുകളുമായി നിയോഗിച്ചിരിക്കുന്നു. അവരോടൊപ്പം വേദവും തുലാസ്സും അവതരിപ്പിച്ചിരിക്കുന്നു. മനുഷ്യര് നീതി നിലനിര്ത്താന്. നാം ഇരുമ്പും ഇറക്കിക്കൊടുത്തിരിക്കുന്നു. അതില് ഏറെ ആയോധനശക്തിയും ജനങ്ങള്ക്കുപകാരവുമുണ്ട്. അല്ലാഹുവെ നേരില് കാണാതെ തന്നെ അവനെയും അവന്റെ ദൂതന്മാരെയും സഹായിക്കുന്നവരാരെന്ന് അവന്ന് കണ്ടറിയാനാണിത്. അല്ലാഹു കരുത്തുറ്റവനും അജയ്യനും തന്നെ; തീര്ച്ച.
- عربى - التفسير الميسر : لقد ارسلنا رسلنا بالحجج الواضحات وانزلنا معهم الكتاب بالاحكام والشرائع وانزلنا الميزان ليتعامل الناس بينهم بالعدل وانزلنا لهم الحديد فيه قوه شديده ومنافع للناس متعدده وليعلم الله علما ظاهرا للخلق من ينصر دينه ورسله بالغيب ان الله قوي لا يقهر عزيز لا يغالب
*45) In this brief sentence the whole essence of the mission of the Prophets bas been compressed, which one should clearly understand. It says that all the Messengers who came to the world from AIIah, brought three things:
(1) Bauuomatat: manifest signs which clearly showed that they were really Allah's Messengers, and were not impostors; convincing arguments which made it evident that what they tore presenting as Truth was really the Truth, and what they condemned as falsehood was really falsehood clear instructions which told without any ambiguity what was the. right way for the people in respect of beliefs, morals, acts of worship and dealings, which they should adopt, and what were the wrong ways which they should shun and avoid.
(2) Kitab: the Book which contained all the teachings required for the guidance of man so that people may turn w it for enlightenment.
(3) Mizan: the Criterion of truth and falsehood which may precisely indicate, like a balance, the golden mean between t40 extremes in matters of thought, morals and dealings.
The object for which the Prophets were sent with these three things was that man's conduct in the world and the system of human life, individually as well as collectively, should be established with justice. On the in hand, every man should precisely know the rights of God, the rights of his self and the rights of all . these people with whom ne may have w deal in any way, and should fulfil them faithfully; and, on the other, the system of collective life should be built on such principles as should eliminate every kind of injustice from society, should safeguard every aspect of civilization and locial life against extremism, should establish correct balance and equity in all spheres of collective life, so that all elements of society should receive their rights equitably and fulfil their obligations and duties responsibly. In other words, the object of sending the prophets was to establish individual as well as collective justice They wanted to establish justice in the personal lift of each individual so as w bring about poise and equilibrium in his mind, his character, his conduct and his dealings. They also wanted to establish the whole system of human society on justice so that both the individual and the society should assist and cooperate with each other in their spiritual, moral and material well-being instead of being a hindrance and obstacle.
*46) Sending down iron means creating iron in the earth just as in Az-Zumar:6 it has been said: "He Scat down for you eight heads of cattle, male and female." As whatever exists in the earth, has come hero by Allah's command, and has not appeared by itself, its being created has been expressed in the Qur'an as its being sent down. The mention of "sending down iron which has greath strength and other benefits for men" immediately after stating the object of the mission of the Prophets by itself indicates that by iron here is meant political and military power. Thus the verse means: "Allah did not raise His Prophets in the world just to present a scheme for the establishment of justice, but it was also a part of their mission w endeavour to enforce it practically, w collect necessary power to establish justice in all spheres of life, w punish those who might disrupt it and to break the power of those who might resist it. "
*47) That is, "Allah does not need this help because He is weak and cannot use His power to accomplish this work, but He has adopted this method for the trial of men: man can advance on the way of his progress and well-being only by passing through this trial. Allah indeed has the power w subdue all the disbelievers by one command whenever He wills and give to His Messengers complete dominance over them, but in that case the believers in the Messcngers would have - nothing to do for which they should become entitled to rewards. That is why Allah instead of accomplishing this mission through His dominant power adopted the method of sending His Messengers to human beings with the Signs and the Book and the Criterion, and enjoined them to present the way of justice before the people and exhort them to refrain and desist from wickedness sad injustice At the same time He gave us full option to accept the message of the Messengers or to reject it. He summoned those who accepted the invitation to come forward and help Him and His Messengers to establish justice, and to exert their utmost against those the were bent upon retaining the unjust system. Thus, Allah wants to see who among us reject: the invitation to justice, who exert with their lives in order to retain injustice as against justice, who shirk: supporting d struggling for the cause of the message of justice after they have accepted it, and who stake their lives and their possessions for the sake of unseen God to help the truth become dominant in the world. Only for those who emerge successful in this test will avenues to fixture progress be opened up. "