- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِۦ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِۦ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم ۚ والله غفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين آمنوا، امتثلوا أوامر الله واجتنبوا نواهيه وآمنوا برسوله، يؤتكم ضعفين من رحمته، ويجعل لكم نورًا تهتدون به، ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور لعباده، رحيم بهم.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وهذا الخطاب، يحتمل أنه [خطاب] لأهل الكتاب الذين آمنوا بموسى وعيسى عليهما السلام، يأمرهم أن يعملوا بمقتضى إيمانهم، بأن يتقوا الله فيتركوا معاصيه، ويؤمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأنهم إن فعلوا ذلك أعطاهم الله { كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ } أي: نصيبين من الأجر نصيب على إيمانهم بالأنبياء الأقدمين، ونصيب على إيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم.
ويحتمل أن يكون الأمر عاما يدخل فيه أهل الكتاب وغيرهم، وهذا الظاهر، وأن الله أمرهم بالإيمان والتقوى الذي يدخل فيه جميع الدين، ظاهره وباطنه، أصوله وفروعه، وأنهم إن امتثلوا هذا الأمر العظيم، أعطاهم الله { كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ } لا يعلم وصفهما وقدرهما إلا الله تعالى أجر على الإيمان، وأجر على التقوى، أو أجر على امتثال الأوامر، وأجر على اجتناب النواهي، أو أن التثنية المراد بها تكرار الإيتاء مرة بعد أخرى.
{ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ } أي: يعطيكم علما وهدى ونورا تمشون به في ظلمات الجهل، ويغفر لكم السيئات.
{ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } فلا يستكثر هذا الثواب على فضل ذي الفضل العظيم، الذي عم فضله أهل السماوات والأرض، فلا يخلو مخلوق من فضله طرفة عين ولا أقل من ذلك.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم ختم - سحبانه - السورة الكريمة بهذا النداء للؤمنين فقال - تعالى - : ( ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا . . . ) .
أى : يامن آمنتم بالله - تعالى - حق الإيمان ، اتقوا الله فى كل ما تأتون وما تذرون ، وداوموا على الإيمان برسوله - صلى الله عليه وسلم - واثبتوا على ذلك .
( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ) أى : يعطكم بسبب ذلك نصيبين وضعفين من رحمته - سبحانه - وفضله .
وأصل الكفر - كما يقول القرطبى - كساء يكتفل به الراكب فيحفظه من السقوط . . . أى يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصى ، كما يحفظ الكفل الراكب من السقوط .
( وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) أى : ويجعل لم بفضله نورا تمشون به يوم القيامة . كما قال - تعالى - : ( يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات يسعى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ) ( وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) أى : ما فرط منكم من ذنوب ، بأن يزيلها عنكم .
( والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) أى : واسع المغفرة والرحمة لمن انقاه وأطاعه .
فأنت ترى أن الله - تعالى - قد وعد المؤمنين على تقواهم وعلى إيمانهم برسوله ، أن يؤتيهم نصيبين من رحمته . . . وأن يجعل لهم نورا يمشون به ، فيهديهم إلى ما يسعدهم فى كل شئونهم ، وأن يغفر لهم ما سبق من ذنوبهم . . . فضلا منه وكرما .
قالوا : وأعطى الله - تعالى - للمؤمنين نصيبين من الأجر ، لأن أولهما بسبب إيمانهم بالرسول - صلى الله عليه وسلم - .
وثانيهما : بسبب إيمانهم بالرسل السابقين ، كما أعطى مؤمنى أهل الكتاب نصيبين من الأجر : أحدهما للإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - والثانى للإيمان - بعيسى - عليه السلام - الذى نسخت شريعته بالشريعة المحمدية .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
فقال الله - عز وجل - : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ) . الخطاب لأهل الكتابين من اليهود والنصارى ، يقول : يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله في محمد - صلى الله عليه وسلم - ( وآمنوا برسوله ) محمد - صلى الله عليه وسلم - ( يؤتكم كفلين ) نصيبين ( من رحمته ) يعني يؤتكم أجرين لإيمانكم بعيسى عليه الصلاة والسلام ، والإنجيل وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن .
وقال قوم : انقطع الكلام عند قوله " ورحمة " ثم ابتدأ : ورهبانية ابتدعوها وذلك أنهم تركوا الحق فأكلوا الخنزير وشربوا الخمر وتركوا الوضوء والغسل من الجنابة والختان ، فما رعوها يعني : الطاعة والملة " حق رعايتها " كناية عن غير مذكور " فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم " وهم أهل الرأفة والرحمة " وكثير منهم فاسقون " وهم الذين ابتدعوا الرهبانية ، وإليه ذهب مجاهد .
معنى قوله : " إلا ابتغاء رضوان الله " [ على هذا التأويل : ما أمرناهم وما كتبنا عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ، وما أمرناهم بالترهب ] .
قوله - عز وجل - : ( يا أيها الذين آمنوا ) بموسى وعيسى ( اتقوا الله ) وآمنوا برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - " يؤتكم كفلين من رحمته " .
وروينا عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها ورجل من أهل الكتاب آمن بكتابه وآمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ، وعبد أحسن عبادة الله ونصح سيده "
( ويجعل لكم نورا تمشون به ) قال ابن عباس ومقاتل : يعني على الصراط ، كما قال : " نورهم يسعى بين أيديهم " ( التحريم - 8 ) ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النور هو القرآن . وقال مجاهد : هو الهدى والبيان ، أي يجعل لكم سبيلا واضحا في الدين تهتدون به ( ويغفر لكم والله غفور رحيم ) وقيل : لما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله - عز وجل - : " أولئك يؤتون أجرهم مرتين " ( القصص - 54 ) قالوا للمسلمين : أما من آمن منا بكتابكم فله أجره مرتين لإيمانه بكتابكم وبكتابنا وأما من لم يؤمن منا فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا ؟ فأنزل الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته " فجعل لهم الأجرين إذا آمنوا برسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - وزادهم النور والمغفرة
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قد تقدم في رواية النسائي ، عن ابن عباس : أنه حمل هذه الآية على مؤمني أهل الكتاب ، وأنهم يؤتون أجرهم مرتين كما في الآية التي في القصص وكما في حديث الشعبي ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران ، وعبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران ، ورجل أدب أمته فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران " . أخرجاه في الصحيحين
ووافق ابن عباس على هذا التفسير الضحاك ، وعتبة بن أبي حكيم ، وغيرهما ، وهو اختيار ابن جرير .
وقال سعيد بن جبير : لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين أنزل الله هذه الآية في حق هذه الأمة : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) أي : ضعفين ، وزادهم : ( ويجعل لكم نورا تمشون به ) يعني : هدى يتبصر به من العمى والجهالة ، ويغفر لكم . فضلهم بالنور والمغفرة . ورواه ابن جرير عنه .
وهذه الآية كقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم ) [ الأنفال : 29 ] .
وقال سعيد بن عبد العزيز : سأل عمر بن الخطاب حبرا من أحبار يهود : كم أفضل ما ضعفت لكم حسنة ؟ قال : كفل ثلاثمائة وخمسون حسنة . قال : فحمد الله عمر على أنه أعطانا كفلين . [ ثم ] ذكر سعيد قول الله ، عز وجل : ( يؤتكم كفلين من رحمته ) قال سعيد : والكفلان في الجمعة مثل ذلك . رواه ابن جرير
ومما يؤيد هذا القول ما رواه الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا أيوب عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال : من يعمل لي من صلاة الصبح إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ ألا فعملت اليهود . ثم قال : من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ ألا فعملت النصارى . ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى غروب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ ألا فأنتم الذي عملتم . فغضبت النصارى ، واليهود ، وقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء . قال : هل ظلمتكم من أجركم شيئا ؟ قالوا : لا . قال : فإنما هو فضلي أوتيه من أشاء "
قال أحمد : وحدثناه مؤمل ، عن سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، نحو حديث نافع ، عنه
انفرد بإخراجه البخاري ، فرواه عن سليمان بن حرب ، عن حماد ، [ عن أيوب ، ] عن نافع به . ، وعن قتيبة ، عن الليث ، عن نافع ، بمثله
وقال البخاري : حدثني محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مثل المسلمين ، واليهود ، والنصارى كمثل رجل استأجر قوما يعملون له عملا يوما إلى الليل على أجر معلوم ، فعملوا إلى نصف النهار فقالوا : لا حاجة لنا في أجرك الذي شرطت لنا ، وما عملنا باطل . فقال لهم : لا تفعلوا ، أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا فأبوا وتركوا ، واستأجر آخرين بعدهم فقال : أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر ، فعملوا حتى إذا كان حين صلوا العصر قالوا : ما عملنا باطل ، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه . فقال أكملوا بقية عملكم ; فإن ما بقي من النهار شيء يسير . فأبوا ، فاستأجر قوما أن يعملوا له بقية يومهم ، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس ، فاستكملوا أجر الفريقين كليهما ، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور " انفرد به البخاري
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أي : آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله وآمنوا برسوله بمحمد صلى الله عليه وسلم يؤتكم كفلين من رحمته أي : مثلين من الأجر على إيمانكم بعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا مثل قوله تعالى : أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا وقد تقدم القول فيه . والكفل : الحظ والنصيب ، وقد مضى في ( النساء ) وهو في الأصل كساء يكتفل به الراكب فيحفظه من السقوط ؛ قاله ابن جريج . ونحوه قال الأزهري ، قال : اشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه إذا ارتدفه لئلا يسقط ، فتأويله يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي كما يحفظ الكفل الراكب . وقال أبو موسى الأشعري : كفلين ضعفين بلسان الحبشة . وعن ابن زيد : كفلين أجر الدنيا والآخرة . وقيل : لما نزلت أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا افتخر مؤمنو أهل الكتاب على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية . وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على أن الحسنة إنما لها من الأجر مثل واحد ، فقال : الحسنة اسم عام ينطلق على كل نوع من الإيمان ، وينطلق على عمومه ، فإذا انطلقت الحسنة على نوع واحد فليس له عليها من الثواب إلا مثل واحد . وإن انطلقت على حسنة تشتمل على نوعين كان الثواب عليها مثلين ، بدليل هذه الآية فإنه قال : كفلين من رحمته والكفل النصيب كالمثل ، فجعل لمن اتقى الله وآمن برسوله نصيبين ؛ نصيبا لتقوى الله ونصيبا لإيمانه برسوله . فدل على أن الحسنة التي جعل لها عشر هي التي جمعت عشرة أنواع من الحسنات ، وهو الإيمان الذي جمع الله تعالى في صفته عشرة أنواع ، لقوله تعالى : إن المسلمين والمسلمات الآية بكمالها . فكانت هذه الأنواع العشرة التي هي ثوابها أمثالها فيكون لكل نوع منها مثل . وهذا تأويل فاسد لخروجه عن عموم الظاهر في قوله تعالى : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها بما لا يحتمله تخصيص العموم ، لأن ما جمع عشر حسنات فليس يجزى عن كل حسنة إلا بمثلها . وبطل أن يكونجزاء الحسنة عشر أمثالها والأخبار دالة عليه . وقد تقدم ذكرها . ولو كان كما ذكر لما كان بين الحسنة والسيئة فرق . ويجعل لكم نورا أي : بيانا وهدى ، عن مجاهد . وقال ابن عباس : هو القرآن . وقيل : ضياء تمشون به في الآخرة على الصراط ، وفي القيامة إلى الجنة . وقيل تمشون به في الناس تدعونهم إلى الإسلام فتكونون رؤساء في دين الإسلام لا تزول عنكم رياسة كنتم فيها . وذلك أنهم خافوا أن تزول رياستهم لو آمنوا بمحمد عليه السلام . وإنما كان يفوتهم أخذ رشوة يسيرة من الضعفة بتحريف أحكام الله ، لا الرياسة الحقيقية في الدين .
ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله من أهل الكتابين التوراة والإنجيل، خافوا الله بأداء طاعته، واجتناب معاصيه، وآمنوا برسوله محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
كما حدثني محمد بن سعد. قال: ثني أبي، ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ) يعني: الذين آمنوا من أهل الكتاب.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ) يعني: الذين آمنوا من أهل الكتاب.
وقوله: ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ )، يُعطكم ضعفين من الأجر، لإيمانكم بعيسى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، والأنبياء قبل محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ثم إيمانكم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم حين بعث نبيا. وأصل الكفل: الحظّ، وأصله: ما يكتفل به الراكبُ، فيحبسه ويحفظه عن السقوط؛ يقول: يُحَصِّنكم هذا الكِفْل من العذاب، كما يُحَصِّن الكِفْل الراكب من السقوط.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو عمار المَرْوَزِيّ، قال: ثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: أجرين، لإيمانهم بعيسى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وتصديقهم بالتوراة والإنجيل، وإيمانهم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وتصديقهم به.
قال: ثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: أجرين: إيمانهم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وإيمانهم بعيسى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، والتوراة والإنجيل.
وبه عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ وهارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عباس ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: أجرين.
حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) يقول: ضعفين.
قال: ثنا مهران، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن حبير، قال: بعث النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جعفرا في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه، فقدم عليه، فدعاه فاستجاب له وآمن به؛ فلما كان عند انصرافه، قال ناس ممن قد آمن به من أهل مملكته، وهم أربعون رجلا ائذن لنا، فنأتي هذا النبيّ، فنسلم به، ونساعد هؤلاء في البحر، فإنا أعلم بالبحر منهم، فقدموا مع جعفر على النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وقد تهيأ النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لوقعة أُحُد؛ فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة وشدّة الحال، استأذنوا النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، قالوا: يا نبيّ الله إن لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة، فإن أذنت لنا انصرفنا، فجئنا بأموالنا، وواسينا المسلمين بها، فأذن لهم، فانصرفوا، فأتوا بأموالهم، فواسو ا بها المسلمين، فأنـزل الله فيهم الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ .... إلى قوله: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ، فكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين؛ فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن بقوله: يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ؛ فخروا على المسلمين فقالوا: يا معشر المسلمين، أما من آمن منا بكتابكم وكتابنا، فله أجره مرتين،ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم، فما فضلكم علينا، فأنـزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ )، فجعل لهم أجرهم، وزادهم النور والمغفرة، ثم قال ( لِكَيْلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ) وهكذا قرأها سعيد بن جبير ( لِكَيْلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ ).
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: ضعفين.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: والكفلان أجران بإيمانهم الأوّل، وبالكتاب الذي جاء به محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ) يعني: الذين آمنوا من أهل الكتاب، ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) يقول: أجرين بإيمانكم بالكتاب الأوّل، والذي جاء به محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: أجرين: أجر الدنيا، وأجر الآخرة.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا حكام، عن سفيان، قال: ثنا عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن أبي موسى ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ) قال: الكفلان: ضعفان من الأجر بلسان الحَبَشة.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الشعبيّ، قال: إن الناس يوم القيامة على أربع منازل: رجل كان مؤمنا بعيسى، فآمن بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فله أجران. ورجل كان كافرا بعيسى، فأمن بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فله أجر. ورجل كان كافرا بعيسى، فكفر بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فباء بغضب على غضب. ورجل كان كافرا بعيسى من مشركي العرب، فمات بكفره قبل محمد فباء بغضب.
حدثني العباس بن الوليد، قال: أخبرني أبي، قال: سألت سعيد بن عبد العزيز، عن الكفل كم هو؟ قال: ثلاث مئة وخمسون حسنة، والكفلان: سبع مئة حسنة. قال سعيد: سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حبرا من أحبار اليهود: كم أفضل ما ضعفت لكم الحسنة؟ قال: كفل ثلاث مئة وخمسون حسنة; قال: فحمد الله عمر على أنه أعطانا كفلين، ثم ذكر سعيد قول الله عزّ وجلّ في سورة الحديد ( يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ )، فقلت له: الكفلان في الجمعة مثل هذا؟ قال: نعم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك صحّ الخبر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا معمر بن راشد، عن فراس، عن الشعبيّ، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال، قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " ثَلاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أجْرَهُمْ مَرَّتَيْن: رَجُل آمَنَ بالكِتابِ الأوَّل والكتابِ الآخِرِ، وَرَجُلٌ كانَت لَهُ أمَةٌ فأدَّبَها وأحْسَنَ تَأدِيبَهَا، ثُمَّ أعْتَقَها فَتَزَوَّجَها، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أحْسَنَ عبادَةَ رَبِّهِ، وَنَصَحَ لسيِّده ".
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن أبي زائدة، قال: ثني صالح بن صالح الهمداني، عن عامر، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى، عن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، بنحوه.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثني عبد الصمد، قال ثنا شعبة، عن صالح بن صالح، سمع الشعبيّ يحدّث، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، بنحوه.
حدثني محمد بن عبد الحكم، قال: أخبرنا إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن أيوب، قال، قال يحيى بن سعيد: أخبرنا نافع، أن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: " إنَّمَا آجالُكُم فِي آجال مَن خَلا مِنَ الأمَم، كَما بَينَ صَلاةِ العَصْرِ إلى مَغْرِبِ الشَّمْس، وإنما مَثَلُكُم وَمَثَلُ اليَهُودِ والنَّصَارى كَمَثَل رَجُل اسْتأجَرَ عُمَّالا فَقَالَ: مَن يَعْمَل مِن بُكْرَةٍ إلى نِصفِ النَّهَارِ على قِيرَاطٍ قيراط، ألا فَعَمِلَتِ اليَهُودُ ثُمَّ قَالَ: مَن يَعْمَلُ مِنْ نِصفِ النَّهَارِ إلى صَلاةِ العَصْر على قِيراطٍ قيراط، ألا فَعَمِلَتِ النَّصَارِى، ثُمَّ قَالَ: مَن يعْمَل مِن صَلاةِ العَصْر إلى مَغَارِبِ الشَّمْس على قِيراطَيْن قيراطين، ألا فَعَمِلْتُم ".
حدثني عليّ بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " مَثَلُ هَذهِ الأمَّةِ، أو قال أُمَّتِي، وَمَثَلُ اليَهُودِ والنَّصَارَى، كَمثَلِ رَجُلٍ قالَ: مَنْ يَعْمَلُ لي مِن غَدوَةٍ إلى نِصْفِ النَّهارِ على قيرَاط؟ قالَتِ اليَهودُ: نَحْنُ، فعملوا؛ قال: فَمَن يَعْملُ مِن نِصفِ النهار إلى صَلاة العَصْر على قِيرَاطِ؟ قالَتِ النَّصَارَى: نَحْنُ، فَعَمِلُوا، وأنْتُم المُسْلِمُونَ تَعْمَلُونَ مِن صَلاةِ العَصْر إلى اللَّيْلِ على قِيرَاطَيْن، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ والنَّصَارَى وقالُوا: نَحْنُ أكْثَرُ عَمَلا وأقَلُّ أجْرًا، قالَ هَل ظَلَمْتُكُمْ مِن أُجُورِكُمْ شَيْئا؟ قالُوا: لا قال: فَذَاكَ فَضْلِي أُوتِيِه مَن أشاءُ".
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث وابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أُمامة الباهليّ، أنه قال: شهدت خطبة رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يوم حجة الوداع، فقال قولا كثيرا حسنا جميلا وكان فيها: " مَن أسْلَمَ مِن أهْل الكتَابَيْنِ فَلَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَهُ مِثْلُ الَّذي لَنَا، وَعَلَيْهِ مِثْلُ الَّذي عَلَيْنَا، وَمَن أسْلَمَ مِنَ المُشْركينَ فَلَهُ أجْرُهُ، وَلَهُ الذيِ لَنا، وَعَلَيْهِ مِثَلُ الَّذي عَلَيْنا ".
وقوله: ( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ): اختلف أهل التأويل في الذي عنى به النور في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى به القرآن.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو عمار المروزي، قال: ثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس ( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) قال: الفرقان واتباعهم النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس ( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) قال: الفرقان، واتباعهم النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثنا أبو كُرَيب، وأبو هشام، قالا ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس ( وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ) قال: القرآن.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء، عن سعيد، مثله.
وقال آخرون: عُنِي بالنور في هذا الموضع: الهدى.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( تَمْشُونَ بِهِ ) قال: هدى.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره وعد هؤلاء القوم أن يجعل لهم نورا يمشون به، والقرآن، مع اتباع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نور لمن آمن بهما وصدّقهما، وهدى؛ لأن من آمن بذلك، فقد اهتدى.
وقوله: ( وَيَغْفِرْ لَكُمْ ) يقول: ويصفح لكم عن ذنوبكم، فيسترها عليكم، ( وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول تعالى ذكره: والله ذو مغفرة ورحمة.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (28)
الغالب في القرآن أن الذين آمنوا لقب للمؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم ولكن لما وقع { يا أيها الذين آمنوا } هنا عقب قوله : { فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم } [ الحديد : 27 ] ، أي من الذين اتبعوا عيسى عليه السلام ، احتمل قوله : { يا أيها الذين آمنوا } أن يكون مستعملاً استعماله اللَّقبي أعني : كونه كالعلَم بالغلبة على مؤمني ملّة الإسلام . واحتمل أن يكون قد استُعمل استعمالَه اللُّغوي الأعَمَّ ، أعني : من حصل منه إيمان ، وهو هنا من آمن بعيسى . والأظهر أن هذين الاحتمالين مقصودَاننِ ليأخذ خُلص النصارى من هذا الكلام حظهم وهو دعوتهم إلى الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ليستكملوا ما سبق من اتباعهم عيسى فيكون الخطاب موجهاً إلى الموجودين ممن آمنوا بعيسى ، أي يا أيها الذين آمنوا إيماناً خالصاً بشريعة عيسى اتقوا الله واخشَوْا عقابه واتركوا العصبية والحسد وسوء النظر وآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم
وأما احتمال أن يراد بالذين آمنوا الإِطلاق اللقبي فيأخذَ منه المؤمنون من أهل الملة الإِسلامية بشارةً بأنهم لا يقلّ أجرهم عن أجر مؤمني أهل الكتاب لأنهم لما آمنوا بالرسل السابقين أعطاهم الله أجر مؤمني أهل مِللهم ، ويكون قوله : { وآمنوا } مستعملاً في الدوام على الإِيمان كقوله : { يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله } في سورة [ النساء : 136 ] ، ويكون إقحام الأمر بالتقوى في هذا الاحتماللِ قصداً لأن يحصل في الكلام أمر بشيء يتجدد ثم يُردفَ عليه أمر يفهم منه أن المراد به طلب الدوام وهذا من بديع نظم القرآن .
ومعنى إيتاء المؤمنين من أهل ملة الإسلام كفلين من الأجر : أن لهم مثل أجرَي من آمن من أهل الكتاب . ويشرح هذا حديث أبي موسى الأشعري عن النبي في صحيح البخاري } الذي فيه « مثل المسلمين واليهود والنصار كمثَل رجل استأجر أَجراء يعملون له ، فعملت اليهود إلى نصف النهار ، وعملت النصارى من الظهر إلى العصر على قيراط ، ثم عمل المسلمون من العصر إلى الغروب على قيراطين ، قال فيه : واستكمَلُوا أجر الفريقين كليهما » أي استكملوا مثل أجر الفريقين ، أي أخذوا ضعف كل فريق .
وتقوى الله تتعلق بالأعمال وبالاعتقاد ، وبعلم الشريعة ( وقد استدل أصحابنا على وجوب الاجتهاد للمتأهل إليه بقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن : 16 ] .
وقوله : { اتقوا الله } أمر لهم بما هو وسيلة ومقدمة للمقصود وهو الأمر بقوله : { وآمنوا برسوله } .
ورتب على هذا الأمر ما هو جواب شرط محذوف وهو جملة { يؤتكم كفلين } الخ المجزوم في جواب الأمر ، أي يؤتكم جزاءً في الآخرة وجزاء في الدنيا فجزاء الآخرة قوله : { يؤتكم كفلين من رحمته } وقوله : { ويغفر لكم } ، وجزاء الدنيا قوله : { ويجعل لكم نوراً تمشون به } .
والكِفل : بكسر الكاف وسكون الفاء : النصيب .
وأصله : الأجر المضاعف ، وهو معرب من الحبشية كما قاله أبو موسى الأشعري ، أي يؤتكم أجرين عظيمين ، وكل أجر منهما هو ضِعف الآخر مماثل له فلذلك ثُني كفلين كما يقال : زوج ، لأحد المتقاربين ، وهذا مثل قوله تعالى : { ربنا آتهم ضعفين من العذاب } [ الأحزاب : 68 ] وقوله : { يضاعف لها العذاب ضعفين } [ الأحزاب : 30 ] . وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاثة يوتَوْن أجورهم مرتيْن : رجل من أهل الكتاب آمن بنبيئه وآمن بي ، واتبعني ، وصدقني فله أجران » الحديث .
ويتعلق { من رحمته } ب { يؤتكم } ، و ( من ) ابتدائية مجازياً ، أي ذلك من رحمة الله بكم ، وهذا في جانب النصارى معناه لإِيمانهم بمحمد وإيمانهم بعيسى ، أي من فضل الله وإكرامه وإلا فإن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واجب عليهم كإيمانهم بعيسى وهو متمم للإِيمان بعيسى وإنما ضوعف أجرهم لما في النفوس من التعلق بما تدين به فيعسر عليها تركه ، وأما في جانب المسلمين فهو إكرام لهم لئلا يفوقهم بعض من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من النصارى .
ويجوز أن يكون { من رحمته } صفةً ل { كفلين } وتكون ( من ) بيانية ، والكلام على حذف مضاف ، تقديره : من أثر رحمته ، وهو ثواب الجنة ونعيمها .
وقوله : { ويجعل لكم نوراً تمشون به } تمثيل لحالة القوم الطالبين التحصيل على رضى الله تعالى والفوز بالنعيم الخائفين من الوقوع في ضد ذلك بحالة قوم يمشون في طريق بليل يخشون الخطأ فيه فيعطون نوراً يتبصرون بالثنايا فيأمنون الضلال فيه . والمعنى : ويجعل لكم حالة كحالة نور تمشون به ، والباء للاستعانة مثل : كتبت بالقلم .
والمعنى : ويُيسّر لكم دلالة تهتدون بها إلى الحق .
وجميع أجزاء هذا التمثيل صالحة لتكون استعارات مفردة ، وهذا أبلغ أحوال التمثيل ، وقد عرف في القرآن تشبيه الهدى بالنور ، والضلال بالظلمة ، والبرهان بالطريق ، وإعماللِ النظر بالمشي ، وشاع ذلك بعد القرآن في كلام أدباء العربية .
والمغفرة : جزاء على امتثالهم ما أمروا به ، أي يغفر لكم ما فرط منكم من الكفر والضلال .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
«يا أَيُّهَا» منادى مبني على الضم في محل نصب والها للتنبيه «الَّذِينَ» بدل «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة ، «اتَّقُوا اللَّهَ» أمر وفاعله ولفظ الجلالة مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها «وَآمِنُوا» معطوف على اتقوا «بِرَسُولِهِ» متعلقان بآمنوا «يُؤْتِكُمْ» مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب فاعله مستتر والكاف مفعول به أول «كِفْلَيْنِ» مفعول به ثان «مِنْ رَحْمَتِهِ» صفة كفلين «وَيَجْعَلْ» معطوف على يؤتكم «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «نُوراً» مفعول به «تَمْشُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صفة نورا «بِهِ» متعلقان بالفعل. «وَيَغْفِرْ» معطوف على يجعل «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» مبتدأ وخبران والجملة استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : O you who have believed fear Allah and believe in His Messenger; He will [then] give you a double portion of His mercy and make for you a light by which you will walk and forgive you; and Allah is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(57:28) Believers, have fear of Allah and believe in His Messenger, *55 and He will grant you a two-fold portion of His Mercy, and will appoint for you a light whereby you shall walk; *56 and He will forgive you. *57 Allah is Most Forgiving, Most Compassionate.
- Français - Hamidullah : O Vous qui avez cru Craignez Allah et croyez en Son messager pour qu'Il vous accorde deux parts de Sa miséricorde et qu'Il vous assigne une lumière à l'aide de laquelle vous marcherez et qu'Il vous pardonne car Allah est Pardonneur et Très Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt fürchtet Allah und glaubt an Seinen Gesandten dann gibt Er euch einen zweifachen Anteil an Seiner Barmherzigkeit und macht euch ein Licht in dem ihr gehen könnt und vergibt euch Allah ist Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes ¡Temed a Alá y creed en Su Enviado Os dará así participación doble en Su misericordia os pondrá una Luz que ilumine vuestra marcha y os perdonará Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Ó fiéis temei a Deus e crede em Seu Mensageiro Ele vos concederá dupla porção da Sua misericórdia darvosá umaluz com que vos encaminhará e vos perdoará; e Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Бойтесь Аллаха и веруйте в Его Посланника и тогда Он одарит вас вдвойне из Своей милости и дарует вам свет при котором вы будете идти и простит вас Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
О те, которые уверовали! Бойтесь Аллаха и веруйте в Его посланника, и тогда Он одарит вас вдвойне из Своей милости, и дарует вам свет, при котором вы будете идти, и простит вас. Аллах - Прощающий, Милосердный.Существует мнение, что в этом аяте Всевышний обратился к людям Писания, которые искренне веруют в пророков Мусу и Ису, и повелел им страшиться Аллаха, до конца оставаться верными своей вере, не ослушаться повелений Господа и уверовать в Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует. Тем из них, кто покорится воле Господа, Всевышний обещал двойное вознаграждение: награду за верность Своему пророку и награду за верность Мухаммаду, да благословит его Аллах и приветствует. Существует и другое мнение, согласно которому Всевышний обратился не только к уверовавшим людям Писания, но и к остальным верующим. Возможно, так оно и есть, потому что в аяте речь идет о вере и богобоязненности, которые являются важнейшей частью религии и неотделимы от остальных ее предписаний. А тем верующим, которые выполнят это важное повеление, Аллах обещал двойное вознаграждение, о величине которого не знает никто, кроме Всевышнего Аллаха. Правоверные получат награду за веру, награду - за богобоязненность, награду - за выполнение повелений Аллаха, награду - за соблюдение Его запретов. Возможно, что под двойным вознаграждением подразумевается, что одна награда будет следовать за другой. Наряду с этим Аллах дарует правоверным знание, верное руководство и свет, которые помогут им выбраться из мрака невежества. И вот тогда Аллах простит совершенные ими грехи, ведь Он - Прощающий, Милосердный. Неудивительно, что Аллах обещал Своим рабам прощение и милость, ведь Он обладает великой щедростью. Его милость объемлет небеса и землю, а творения ни на мгновение не остаются без Его заботы и внимания.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Allah'tan sakının Peygamberine inanın ki Allah size rahmetini iki kat versin; size ışığında yürüyeceğiniz bir ışık var etsin; sizi bağışlasın; Allah bağışlayandır acıyandır
- Italiano - Piccardo : O credenti temete Allah e credete nel Suo Messaggero affinché Allah vi dia due parti della Sua misericordia vi conceda una luce nella quale camminerete e vi perdoni Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهو کهسانهی کهباوهڕتان هێناوه لهخوا بترسن و پارێزگاربن و باوهڕی پتهو بهێنن بهپێغهمبهرهکهی تا دوو بهرابهر پاداشت و ڕهحمهتتان بهسهردا ببارێنێت ههروهها نوور و ڕوناکیهتان پێ ببهخشێت لهبهر ڕۆشناییهکهی دا چالاکی بنوێنن و ڕێبازی ژیان بگرنهبهر تا لێتان خۆش ببێت چونکهئهو خوایه لێخۆشبوو میهرهبانه
- اردو - جالندربرى : مومنو خدا سے ڈرو اور اس کے پیغمبر پر ایمان لاو وہ تمہیں اپنی رحمت سے دگنا اجر عطا فرمائے گا اور تمہارے لئے روشنی کردے گا جس میں چلو گے اور تم کو بخش دے گا۔ اور خدا بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : O vi koji vjerujete Allaha se bojte i u Poslanika Njegova vjerujte On će vam dvostruku milost Svoju darovati i daće vam svjetlo pomoću kog ćete ići i oprostiće vam – jer Allah prašta i samilostan je –
- Swedish - Bernström : TROENDE Frukta Gud och tro på Hans Sändebud Då skall Han av nåd ge er en dubbel belöning och låta ett ljus lysa er på er vandring och Han skall ge er Sin förlåtelse Gud är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman kepada para rasul bertakwalah kepada Allah dan berimanlah kepada RasulNya niscaya Allah memberikan rahmatNya kepadamu dua bagian dan menjadikan untukmu cahaya yang dengan cahaya itu kamu dapat berjalan dan Dia mengampuni kamu Dan Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Hai orang-orang yang beriman) kepada Nabi Isa (bertakwalah kepada Allah dan berimanlah kepada Rasul-Nya) kepada Nabi Muhammad saw. dan Nabi Isa (niscaya Allah memberikan kepada kalian dua bagian) dua kali bagian (dari rahmat-Nya) karena kalian telah beriman kepada dua nabi (dan menjadikan untuk kalian cahaya yang dengan cahaya itu kalian dapat berjalan) di atas shirath/jembatan (dan Dia mengampuni kalian. Dan Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুমিনগণ তোমরা আল্লাহকে ভয় কর এবং তাঁর রসূলের প্রতি বিশ্বাস স্থাপন কর। তিনি নিজে অনুগ্রহের দ্বিগুণ অংশ তোমাদেরকে দিবেন তোমাদেরকে দিবেন জ্যোতি যার সাহায্যে তোমরা চলবে এবং তোমাদেরকে ক্ষমা করবেন। আল্লাহ ক্ষমাশীল দয়াময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஈமான் கொண்டவர்களே நீங்கள் அல்லாஹ்வுக்கு அஞ்சி அவனுடைய இறுதித் தூதர் மீதும் ஈமான் கொள்ளுங்கள்; அவன்தன் கிருபையிலிருந்து இரு மடங்கை உங்களுக்கு வழங்கி ஓர் ஒளியையும் உங்களுக்கு அருள்வான் அதைக் கொண்டு நீங்கள் நேர்வழி நடப்பீர்கள் இன்னும் உங்களுக்காக உங்கள் குற்றங்களையும் அவன் மன்னிப்பான் அல்லாஹ் மிகவும் மன்னிப்பவன் மிக்க கிருபை உடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้บรรดผู้ศรัทธาเอ๋ย จงยำเกรงต่ออัลลอฮ และจงศรัทธาต่อร่อซูลของพระองค์เถิด พระองค์จะทรงประทานความเมตตาของพระองค์ให้แก่พวกเจ้าสองเท่าและจะทรงให้มีแสงสว่างแก่พวกเจ้าเพื่อพวกเจ้าจะได้ดำเนินชีวิตด้วยมัน และจะทรงอภัยโทษให้แก่พวกเจ้าและอัลลอฮนั้นเป็นผู้ทรงอภัย ผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Аллоҳга тақво қилинглар ва Унинг Пайғамбарига иймон келтиринглар У зот Ўз раҳматидан сизларга икки ҳисса берадир ва сизларнинг юришингизга нур берадир ҳамда сизларни мағфират қиладир Аллоҳ кечирувчи раҳмли зотдир
- 中国语文 - Ma Jian : 信仰尔撒的人们啊!你们应当敬畏真主,应当信仰他的使者,他就把他的恩惠加倍赏赐你们,他就为你们创造一道光明;你们将借那道光明而行走,他就赦宥你们。真主是至赦的,是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman Bertaqwalah kamu kepada Allah dan tetaplah beriman kepada RasulNya Muhammad supaya Allah memberi kepada kamu dua bahagian dari rahmatNya dan menjadikan bagi kamu cahaya untuk kamu berjalan dengannya pada hari kiamat kelak serta diampunkannya dosa kamu; dan ingatlah Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Kuwa xaqa rumeeyow Eebaa ka dhawrsada rumeeyana Rasuulkiisa haydin siiyo laab laab naxariiseede hana idiin yeelo Nuur aad ku socotaane hana idiin dambidhaafee Eebana waa dambidhaafe naxariista ah
- Hausa - Gumi : Yã kũ waɗanda suka yi ĩmãni Ku bi Allah da taƙawa ku yi ĩmãni da ManzonSa Ya bã ku rabo biyu daga rahamarSa kuma Ya sanya muku wani haske wanda kuke yin tafiya da shi kuma Ya gãfarta muku Kuma Allah Mai gãfara ne Mai rahama
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Mcheni Mwenyezi Mungu na muaminini Mtume wake atakupeni sehemu mbili katika rehema yake na atakujaalieni muwe na nuru ya kwenda nayo Na atakusameheni Na Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O ju besimtarë ruajuni Perëndisë dhe besoni Profetin e Tij Ai do t’ju dhurojë mëshirë të dyfishtë dhe do t’u japë dritë me ndihmën e së cilës do të ecni dhe do t’ju falë gabimet; Perëndia është falës dhe mëshirues –
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، از خدا بترسيد و به پيامبرش ايمان بياوريد تا شما را از رحمت خويش دو بار مزد بدهد. و شما را نورى عطا كند كه در روشنايى آن راه بجوييد و بيامرزدتان كه خدا آمرزنده مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, аз Худо битарсед ва ба паёмбараш имон биёваред, то шуморо аз раҳмати худ ду бор музд бидиҳад. Ва шуморо нуре ато кунад, ки дар рӯшноии он роҳ биҷӯед ва шуморо бибахшояд, ки Худо бахшояндаи меҳрубон аст,
- Uyghur - محمد صالح : ئى (ئىساغا) ئىمان ئېيتقان كىشىلەر! اﷲ تىن قورقۇڭلار، اﷲ قا ۋە ئۇنىڭ پەيغەمبىرى (مۇھەممەد ئەلەيھىسسالامغا) ئىمان ئېيتىڭلار، اﷲ سىلەرگە رەھمىتىدىن ئىككى ھەسسە بېرىدۇ، سىلەرگە سىلەر (ئاخىرەتتە پىلسىراتتا) ماڭىدىغان نۇرنى پەيدا قىلىدۇ، سىلەرگە مەغپىرەت قىلىدۇ، اﷲ بەكمۇ مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : സത്യവിശ്വാസം സ്വീകരിച്ചവരേ, നിങ്ങള് അല്ലാഹുവോട് ഭക്തിയുള്ളവരാവുക. അവന്റെ ദൂതനില് വിശ്വസിക്കുക. എങ്കില് തന്റെ അനുഗ്രഹത്തില് നിന്ന് നിങ്ങള്ക്കവന് രണ്ട് ഓഹരി നല്കും. നിങ്ങള്ക്ക് നടക്കാനാവശ്യമായ വെളിച്ചം സമ്മാനിക്കും. നിങ്ങള്ക്ക് മാപ്പേകും. അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനുമല്ലോ.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين امنوا امتثلوا اوامر الله واجتنبوا نواهيه وامنوا برسوله يوتكم ضعفين من رحمته ويجعل لكم نورا تهتدون به ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور لعباده رحيم بهم
*55) The commentators differ in the explanation of this verse, One group says that the address here is directed to the people who believed in the Prophet Jesus. It is being said to them, "Believe in the Holy Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) now; for this you will be given a double reward, one reward for believing in the Prophet Jesus (peace be upon him) and the other reward for believing in the Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings). The second group says that the followers of the Holy Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) are being addressed. They are being admonished to the effect: "Do not rest content with your verbal affirmation of the Faith only, but you should believe sincerely and truly For this you will be given . a double reward: one reward for giving up disbelief and turning to Islam, and the second reward for believing sincerely in Islam and remaining steadfast to it. "The first commentary is supported by vv. 52-S4 of Surah AI-Qasas, and furthermore by the tradition reported by Hadrat Abu Musa al-Ash'ari, according to which the Holy Prophet (upon whom be peace) said: "There are throe men who will get a double reward, one of them is a person from among the followers of the earlier Books who believed in this earlier Prophet and then believed in the Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace)." (BukhAri Muslim). The second commentary is supported by verse 37 of Surah Saba, which says that the righteous believers will have a double reward. From the point of view of argument both the commentaries are equally weighty. However, considering the theme that follows, one feels that the second commentary is more in keeping with the context here; and in fact the whole theme of this Surah, from beginning to end, supports this very commentary. From the beginning of this Surah- the addressees are the people who had entered Islam after affirming the Prophethood of the Holy Prophet and it is they whom the Surah invites to believe sincerely and truly and not merely verbally with the tongue
*56) That is, "He will bless you with such a light of knowledge and vision in the world by which you will be able clearly distinguish at every step the straight way of Islam from the crooked paths of ignorance in different matters of life, and in the Hereafter He will grant you the Light that has been mentioned in verse 12 above.'
*57) That is, "He will forgive you your errors that you may happen to commit due to human weaknesses in spite of your sincere efforts to fulfil the demands of the Faith, and will also forgive those sins of yours that you had committed in the pre-Islamic days of ignorance."