- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰٓ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيُخْزِىَ ٱلْفَٰسِقِينَ
- عربى - نصوص الآيات : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين
- عربى - التفسير الميسر : ما قطعتم -أيها المؤمنون- من نخلة أو تركتموها قائمة على ساقها، من غير أن تتعرضوا لها، فبإذن الله وأمره؛ وليُذلَّ بذلك الخارجين عن طاعته المخالفين أمره ونهيه، حيث سلَّطكم على قطع نخيلهم وتحريقها.
- السعدى : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
ولما لام بنو النضير رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين في قطع النخيل والأشجار، وزعموا أن ذلك من الفساد، وتوصلوا بذلك إلى الطعن بالمسلمين، أخبر تعالى أن قطع النخيل إن قطعوه أو إبقاءهم إياه إن أبقوه، إنه بإذنه تعالى، وأمره { وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ } حيث سلطكم على قطع نخلهم، وتحريقها، ليكون ذلك نكالا لهم، وخزيا في الدنيا، وذلا يعرف به عجزهم التام، الذي ما قدروا على استنقاذ نخلهم، الذي هو مادة قوتهم. واللينة: اسم يشمل سائر النخيل على أصح الاحتمالات وأولاها، فهذه حال بني النضير، وكيف عاقبهم الله في الدنيا.
- الوسيط لطنطاوي : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
ثم ساق - سبحانه - ما يغرس الطمأنينة فى قلوب المؤمنين ، الذين اشتركوا فى تخريب ديار بنى النضير ، وفى قطع نخيلهم ، فقال - تعالى - : ( مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله وَلِيُخْزِيَ الفاسقين ) .
و " ما " شرطية فى موضع نصب ، بقوله : ( قَطَعْتُمْ ) وقوله : ( مِّن لِّينَةٍ ) بيان لها . .
وقوله : ( فَبِإِذْنِ الله ) جزاء الشرط . واللام فى قوله - تعالى - : ( وَلِيُخْزِيَ الفاسقين ) متعلقة بمحذوف .
واللينةواحدة اللين ، وهو النخل كله ، أو كرام النخل فقط .
قال الآلوسى ما ملخصه : اللينة هى النخلة مطلقا . . . وهى فعلة من اللَّونِ ، وياؤها مقلوبة عن واو لكسر ما قبلها - فأصل لِينَة : لِوْنَة . .
وقيل : اللينة : النخلة مطلقا . . . وقيل : هى النخلة القصيرة ، وقيل : الكريمة من النخل . . ويمكن أن يقال : أراد باللينة النخلة الكريمة .
وقد ذكروا فى سبب نزول الآية روايات منها : أن المسلمين عندما أخذوا فى تقطيع نخيل اليهود ، قال اليهود للنبى - صلى الله عليه وسلم - : ( يا محمد إنك تنهى عن الفساد ، فما بالك تأمر بقطع النخيل؟ فأنزل الله هذه الآية .
وقيل : إن المسلمين بعد أن قطعوا بعض النخيل ، ظنوا أنهم قد أخطأوا فى ذلك ، فقالوا : لنسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية .
وقيل : إن المسلمين نهى بعضهم بعضا عن قطع النخيل ، وقالوا إنما هى مغانم للمسلمين ، فنزلت هذه الآية؛ لتصديق من نهى عن القطع ، وتحليل من قطع من الإثم .
والمعنى : لا تختلفوا - ايها المؤمنون - فى شأن ما فعلتموه بنخيل بنى النضير ، فإن ذلك قطع شيئا من هذه النخيل لا إثم عليه ، والذى لم يقطع لا إثم عليه - أيضا - لأن كلا الأمرين بإذن الله - تعالى - ورضاه ، وفى كليهما مصلحة لكم .
لأن من قطع يكون قد فعل ما يغيظ العدو ويذله ، ويحمله على الاستسلام والخضوع لأمركم . . .
ومن ترك يكون قد فعل ما يعود بالخير عليكم ، لأن تلك النخيل الباقية ، منفعتها ستئول إليكم .
وقد شرع - سبحانه - لكم كلا الأمرين فى هذا المقام ( وَلِيُخْزِيَ الفاسقين )
عن أمره ، وهم يهود بنى النضير ، ومن ناصرهم ، وأيدهم ، وسار على طريقتهم فى الخيانة والغدر .فالآية الكريمة المقصود بها : إدخال المسرة والبهجة فى قلوب المؤمنين ، حتى لا يتأثروا بما حدث منهم بالنسبة لنخيل بنى النضير ، وحتى يتركوا الخلاف فى شأن هذه المسألة ، بعد أن صدر حكم الله - تعالى - فيها ، وهو أن القطع والترك بإذنه ورضاه ، لأن كلا الأمرين يغرس الحسرة فى قلوب الأعداء .
وعبر - سبحانه - باللينة عن النخلة ، لأن لفظ " لينة " أخف لفظا ، وأدخل فى كونها نخلة من كرام النخل .
وقال - سبحانه - : ( أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً على أُصُولِهَا ) لتصوير هيئتها وحسنها وأن فروعها قد بقيت قائمة على أصولها ، التى هى جذورها وجذوعها .
قال الآلوسى : وقوله : ( وَلِيُخْزِيَ الفاسقين ) متعلق بمقدر على أنه علة له ، وذلك المقدر عطف على مقدر آخر . أى : ليعز المؤمنين ، وليخزى الفاسقين أى : ليذلهم . . .
والمراد بالفاسقين : أولئك الذين كفروا من أهل الكتاب . ووضع الظاهر موضع المضمر ، إشعارا بعلة الحكم - أى أن فسقهم هو السبب فى إخزائهم .
هذا ، ومن الأحكام التى أخذها العلماء من هذه الآية : أن تخريب ديار العدو ، وقطع الأشجار التى يملكها ، وهدم حصونه ومعسكراته . . جائز ما دام فى ذلك مصلحة تعود على المسلمين ، وما دامت هناك حرب بينهم وبين أعدائهم .
- البغوى : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
( ما قطعتم من لينة ) الآية . وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل ببني النضير وتحصنوا بحصونهم أمر بقطع نخيلهم وإحراقها فجزع أعداء الله عند ذلك وقالوا : يا محمد زعمت أنك تريد الصلاح ! أفمن الصلاح عقر الشجر وقطع النخيل فهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض ؟ ! فوجد المسلمون في أنفسهم [ من قولهم وخشوا ] أن يكون ذلك فسادا واختلفوا في ذلك فقال بعضهم : لا تقطعوا فإنه مما أفاء الله علينا . وقال بعضهم : بل نغيظهم بقطعها . فأنزل الله هذه الآية بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه من الإثم .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا آدم حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر قال : حرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نخل بني النضير وقطع البويرة فنزلت ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله )
( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ) أخبر الله في هذه الآية أن ما قطعوه وما تركوه فبإذن الله ( وليخزي الفاسقين )
واختلفوا في " اللينة " فقال قوم : النخل كلها لينة ما خلا العجوة [ وهو قول عكرمة وقتادة . ورواه زاذان عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقطع نخلهم إلا العجوة ] وأهل المدينة يسمون ما خلا العجوة من التمرة : الألوان واحدها لون ولينة . وقال الزهري : هي ألوان النخل كلها إلا العجوة والبرنية .
وقال مجاهد وعطية : هي النخل كلها من غير استثناء . وقال العوفي عن ابن عباس - رضي الله عنهم - : هي لون من النخل . وقال سفيان : هي كرام النخل .
وقال مقاتل هي ضرب من النخل يقال لثمرها اللون ، وهو شديد الصفرة يرى نواه من خارج ، يغيب فيها الضرس وكان من أجود تمرهم وأعجبها إليهم ، وكانت النخلة الواحدة منها ثمنها ثمن وصيف ، وأحب إليهم من وصيف فلما رأوهم يقطعونها شق ذلك عليهم وقالوا للمؤمنين : إنكم تكرهون الفساد في الأرض ، وأنتم تفسدون دعوا هذا النخل [ قائما هو لمن غلب عليها ] فأخبر الله تعالى أن ذلك بإذنه .
- ابن كثير : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
وقوله تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) اللين : نوع من التمر ، وهو جيد .
قال : أبو عبيدة : وهو ما خالف العجوة والبرني من التمر .
وقال كثيرون من المفسرين : اللينة : ألوان التمر سوى العجوة .
قال : ابن جرير : هو جميع النخل . ونقله عن مجاهد : وهو البويرة أيضا ; وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حاصرهم أمر بقطع نخيلهم إهانة لهم ، وإرهابا وإرعابا لقلوبهم . فروى محمد ابن إسحاق ، عن يزيد بن رومان ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان أنهم قالوا : [ فبعث بنو النضير ] يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنك تنهى عن الفساد ، فما بالك تأمر بقطع الأشجار ؟ فأنزل الله هذه الآية الكريمة ، أي : ما قطعتم وما تركتم من الأشجار ، فالجميع بإذن الله ومشيئته وقدرته ورضاه ، وفيه نكاية بالعدو وخزي لهم ، وإرغام لأنوفهم .
وقال مجاهد : نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل ، وقالوا : إنما هي مغانم المسلمين . فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه ، وتحليل من قطعه من الإثم ، وإنما قطعه وتركه بإذنه . وقد روي نحو هذا مرفوعا ، فقال النسائي : أخبرنا الحسن بن محمد ، عن عفان حدثنا حفص بن غياث ، حدثنا حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) قال : يستنزلونهم من حصونهم وأمروا بقطع النخل ، فحاك في صدورهم ، فقال المسلمون : قطعنا بعضا وتركنا بعضا ، فلنسألن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل لنا فيما قطعنا من أجر ؟ وهل علينا فيما تركنا من وزر ؟ فأنزل الله : ( ما قطعتم من لينة )
وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا حفص ، عن ابن جريج ، عن سليمان بن موسى ، عن جابر - وعن أبي الزبير ، عن جابر - قال : رخص لهم في قطع النخل ، ثم شدد عليهم فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله ، علينا إثم فيما قطعنا ؟ أو علينا وزر فيما تركنا ؟ فأنزل الله ، عز وجل : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ) .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطع نخل بني النضير وحرق .
وأخرجه صاحبا الصحيح من رواية موسى بن عقبة ، بنحوه ولفظ البخاري من طريق عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير ، وأقر قريظة ، ومن عليهم حتى حاربت قريظة فقتل من رجالهم ، وقسم نساءهم ، وأولادهم ، وأموالهم بين المسلمين ، إلا بعضهم لحقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فأمنهم وأسلموا ، وأجلى يهود المدينة كلهم بني قينقاع ، وهم رهط عبد الله بن سلام ، ويهود بني حارثة ، وكل يهودي بالمدينة .
ولهما أيضا عن قتيبة ، عن الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل بني النضير وقطع - وهي البويرة - فأنزل الله ، عز وجل فيه : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) .
وللبخاري رحمه الله ، من رواية جويرية بن أسماء ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرق نخل بني النضير . ولها يقول حسان بن ثابت ، رضي الله عنه :
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول :
أدام الله ذلك من صنيع وحرق في نواحيها السعير
ستعلم أينا منها بنزه وتعلم أي أرضينا نضير
كذا رواه البخاري ولم يذكره ابن إسحاق .
وقال محمد بن إسحاق : وقال كعب بن مالك يذكر إجلاء بني النضير وقتل ابن الأشرف :
لقد خزيت بغدرتها الحبور كذاك الدهر ذو صرف يدور
وذلك أنهم كفروا برب عظيم أمره أمر كبير
وقد أوتوا معا فهما وعلما وجاءهم من الله النذير
نذير صادق أدى كتابا وآيات مبينة تنير
فقال ما أتيت بأمر صدق وأنت بمنكر منا جدير
فقال : بلى لقد أديت حقا يصدقني به الفهم الخبير
فمن يتبعه يهد لكل رشد ومن يكفر به يجز الكفور
فلما أشربوا غدرا وكفرا وجد بهم عن الحق النفور
أرى الله النبي برأي صدق وكان الله يحكم لا يجور
فأيده وسلطه عليهم وكان نصيره نعم النصير
فغودر منهمو كعب صريعا فذلت بعد مصرعه النضير
على الكفين ثم وقد علته بأيدينا مشهرة ذكور
بأمر محمد إذ دس ليلا إلى كعب أخا كعب يسير
فماكره فأنزله بمكر ومحمود أخو ثقة جسور
فتلك بنو النضير بدار سوء أبارهم بما اجترموا المبير
غداة أتاهم في الزحف رهوا رسول الله وهو بهم بصير
وغسان الحماة موازروه على الأعداء وهو لهم وزير
فقال : السلم ويحكم فصدوا وحالف أمرهم كذب وزور
فذاقوا غب أمرهم دبالا لكل ثلاثة منهم بعير
وأجلوا عامدين لقينقاع وغودر منهم نخل ودور
قال : وكان مما قيل من الأشعار في بني النضير قول ابن لقيم العبسي - ويقال : قالها قيس بن بحر بن طريف ، قال ابن هشام الأشجعي :
أهلي فداء لامرئ غير هالك أحل اليهود بالحسي المزنم
يقيلون في جمر الغضاة وبدلوا أهيضب عودا بالودي المكمم
فإن يك ظني صادقا بمحمد يروا خيله بين الصلا ويرمرم
يؤم بها عمرو بن بهثة إنهم عدو وما حي صديق كمجرم
عليهن أبطال مساعير في الوغى يهزون أطراف الوشيج المقوم
وكل رقيق الشفرتين مهند تورثن من أزمان عاد وجرهم
فمن مبلغ عني قريشا رسالة فهل بعدهم في المجد من متكرم
بأن أخاكم فاعلمن محمدا تليد الندى بين الحجون وزمزم
فدينوا له بالحق تجسم أموركم وتسموا من الدنيا إلى كل معظم
نبي تلافته من الله رحمة ولا تسألوه أمر غيب مرجم
فقد كان في بدر لعمري عبرة لكم يا قريش والقليب الملمم
غداة أتى في الخزرجية عامدا إليكم مطيعا للعظيم المكرم
معانا بروح القدس ينكى عدوه رسولا من الرحمن حقا بمعلم
رسولا من الرحمن يتلو كتابه فلما أنار الحق لم يتلعثم
أرى أمره يزداد في كل موطن علوا لأمر حمه الله محكم
وقد أورد ابن إسحاق ، رحمه الله ، ها هنا أشعارا كثيرة ، فيها آداب ومواعظ وحكم ، وتفاصيل للقصة ، تركنا باقيها اختصارا واكتفاء بما ذكرناه ، ولله الحمد والمنة .
قال ابن إسحاق : كانت وقعة بني النضير بعد وقعة أحد ، وبعد بئر معونة . وحكى البخاري ، عن الزهري ، عن عروة أنه قال : كانت وقعة بني النضير بعد بدر بستة أشهر .
- القرطبى : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
قوله تعالى : ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : ما قطعتم من لينة ما في محل نصب ب : " قطعتم " ; كأنه قال : أي شيء قطعتم . وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل على حصون بني النضير - وهي البويرة - حين نقضوا العهد بمعونة قريش عليه يوم أحد ، أمر بقطع نخيلهم وإحراقها . واختلفوا في عدد ذلك ; فقال قتادة والضحاك : إنهم قطعوا من نخيلهم وأحرقوا ست نخلات . وقال محمد بن إسحاق : إنهم قطعوا نخلة وأحرقوا نخلة . وكان ذلك عن إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بأمره ; إما لإضعافهم بها ، وإما لسعة المكان بقطعها . فشق ذلك عليهم فقالوا وهم يهود أهل الكتاب : يا محمد ، ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح ، أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر ؟ وهل وجدت فيما أنزل الله عليك إباحة الفساد في الأرض ؟ فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم . ووجد المؤمنون في أنفسهم حتى اختلفوا ; فقال بعضهم : لا تقطعوا مما أفاء الله علينا . وقال بعضهم : اقطعوا لنغيظهم بذلك . فنزلت الآية بتصديق من نهى عن القطع وتحليل من قطع من الإثم ، وأخبر أن قطعه وتركه بإذن الله . وقال شاعرهم سماك اليهودي في ذلك :
ألسنا ورثنا الكتاب الحكيم على عهد موسى ولم نصدف وأنتم رعاء لشاء عجاف
بسهل تهامة والأخيف ترون الرعاية مجدا لكم
لدى كل دهر لكم مجحف فيا أيها الشاهدون انتهوا
عن الظلم والمنطق المؤنف لعل الليالي وصرف الدهور
يدلن من العادل المنصف بقتل النضير وإجلائها
وعقر النخيل ولم تقطف
فأجابه حسان بن ثابت :
تفاقد معشر نصروا قريشا وليس لهم ببلدتهم نصير
هموا أوتوا الكتاب فضيعوه وهم عمي عن التوراة بور
كفرتم بالقران وقد أبيتم بتصديق الذي قال النذير
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
فأجابه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :
أدام الله ذلك من صنيع وحرق في نواحيها السعير
ستعلم أينا منها بنزه وتعلم أي أرضينا تصير
فلو كان النخيل بها ركابا لقالوا لا مقام لكم فسيروا
الثانية : كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم في ربيع الأول أول السنة الرابعة من الهجرة ، وتحصنوا منه في الحصون ، وأمر بقطع النخل وإحراقها ، وحينئذ نزل تحريم الخمر . ودس عبد الله بن أبي ابن سلول ومن معه من المنافقين إلى بني النضير : إنا معكم ، وإن قوتلتم قاتلنا معكم ، وإن أخرجتم خرجنا معكم ; فاغتروا بذلك . فلما جاءت الحقيقة خذلوهم وأسلموهم وألقوا بأيديهم ، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكف عن دمائهم ويجليهم ; على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح ، فاحتملوا كذلك إلى خيبر ، ومنهم من سار إلى الشام . وكان ممن سار منهم إلى خيبر أكابرهم ; كحيي بن أخطب ، وسلام بن أبي الحقيق ، وكنانة بن الربيع . فدانت لهم خيبر .
الثالثة : ثبت في صحيح مسلم وغيره عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق . ولها يقول حسان :
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويرة مستطير
وفي ذلك نزلت : ما قطعتم من لينة الآية .
واختلف الناس في تخريب دار العدو وتحريقها وقطع ثمارها على قولين : الأول : أن ذلك جائز ; قاله في المدونة . الثاني : إن علم المسلمون أن ذلك لهم لم يفعلوا ، وإن يئسوا فعلوا ; قاله مالك في الواضحة . وعليه يناظر أصحاب الشافعي . ابن العربي : والصحيح الأول . وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخل بني النضير له ; ولكنه قطع وحرق ليكون ذلك نكاية لهم ووهنا فيهم حتى يخرجوا عنها . وإتلاف بعض المال لصلاح باقيه مصلحة جائزة شرعا ، مقصودة عقلا .
الرابعة : قال الماوردي : إن في هذه الآية دليلا على أن كل مجتهد مصيب . وقاله الكيا الطبري قال : وإن كان الاجتهاد يبعد في مثله مع وجود النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم ، ولا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ذلك وسكت ; فتلقوا الحكم من تقريره فقط . قال ابن العربي : وهذا باطل ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معهم ، ولا اجتهاد مع حضور رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يدل على اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيما لم ينزل عليه ; أخذا بعموم الأذية للكفار ، ودخولا في الإذن للكل لما يقضي عليهم بالاجتياح والبوار ; وذلك قوله تعالى : وليخزي الفاسقين .
الخامسة : اختلف في اللينة ما هي ; على أقوال عشرة : الأول : النخل كله إلا العجوة ; قاله الزهري ومالك وسعيد بن جبير وعكرمة والخليل . وعن ابن عباس ومجاهد والحسن : أنها النخل كله ، ولم يستثنوا عجوة ولا غيرها . وعن ابن عباس أيضا : أنها لون من النخل . وعن الثوري : أنها كرام النخل . وعن أبي عبيدة : أنها جميع ألوان التمر سوى العجوة والبرني . وقال جعفر بن محمد : إنها العجوة خاصة . وذكر أن العتيق والعجوة كانتا مع نوح عليه السلام في السفينة . والعتيق : الفحل . وكانت العجوة أصل الإناث كلها فلذلك شق على اليهود قطعها ; حكاه الماوردي . وقيل : هي ضرب من النخل يقال لتمره : اللون ، تمره أجود التمر ، وهو شديد الصفرة ، يرى نواه من خارجه ويغيب فيه الضرس ; النخلة منها أحب إليهم من وصيف . وقيل : هي النخلة القريبة من الأرض .
وأنشد الأخفش :
قد شجاني الحمام حين تغنى بفراق الأحباب من فوق لينه
وقيل : إن اللينة الفسيلة ; لأنها ألين من النخلة . ومنه قول الشاعر :
غرسوا لينها بمجرى معين ثم حفوا النخيل بالآجام
وقيل : إن اللينة الأشجار كلها للينها بالحياة ; قال ذو الرمة :
طراق الخوافي واقع فوق لينة ندى ليله في ريشه يترقرق
والقول العاشر : أنها الدقل ; قاله الأصمعي . قال : وأهل المدينة يقولون : لا تنتفخ الموائد حتى توجد الألوان ; يعنون الدقل . قال ابن العربي : والصحيح ما قاله الزهري ومالك لوجهين : أحدهما : أنهما أعرف ببلدهما وأشجارهما . الثاني : أن الاشتقاق يعضده ، وأهل اللغة يصححونه ; فإن اللينة وزنها لونة ، واعتلت على أصولهم فآلت إلى لينة فهي لون ، فإذا دخلت الهاء كسر أولها ; كبرك الصدر ( بفتح الباء ) وبركه ( بكسرها ) لأجل الهاء . وقيل لينة أصلها لونة فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها . وجمع اللينة لين . وقيل : ليان ; قال امرؤ القيس يصف عنق فرسه :
وسالفة كسحوق الليا ن أضرم فيها الغوي السعر
وقال الأخفش : إنما سميت لينة اشتقاقا من اللون لا من اللين . المهدوي : واختلف في اشتقاقها ; فقيل : هي من اللون وأصلها لونة . وقيل : أصلها لينة من لان يلين . وقرأ عبد الله " ما قطعتم من لينة ولا تركتم قوماء على أصولها " أي قائمة على سوقها . وقرأ الأعمش " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قوما على أصولها " المعنى لم تقطعوها . وقرئ " قوماء على أصلها " . وفيه وجهان : أحدهما : أنه جمع أصل ; كرهن ورهن . والثاني : اكتفي فيه بالضمة عن [ الواو ] . وقرئ : " قائما على أصوله " ذهابا إلى لفظ " ما " .
فبإذن الله أي بأمره وليخزي الفاسقين أي ليذل اليهود الكفار به وبنبيه وكتبه .
- الطبرى : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)
يقول تعالى ذكره: ما قطعتم من ألوان النخل، أو تركتموها قائمة على أصولها.
اختلف أهل التأويل في معنى اللينة، فقال بعضهم: هي جميع أنواع النخل سوى العجوة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن داود بن أَبي هند، عن عكرِمة: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: النخلة.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا ) قال: اللينة: ما دون العجوة من النخل.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: اللينة ما خالف العجوة من التمر.
وحدثنا به مرة أخرى فقال: من النخل.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن سعيد، عن قتادة، في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: النخل كله ما خلا العجوة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ )، واللينة: ما خلا العجوة من النخل.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ): ألوان النخل كلها إلا العجوة.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان، عن داود بن أَبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: النخلة دون العجوة.
وقال آخرون: النخل كله لينة، العجوة منه وغير العجوة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عن مجاهد (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: النخلة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: نخلة. قال: نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل، وقالوا: إنما هي مغانم المسلمين، ونـزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه، وتحليل من قطعه من الإثم، وإنما قطعه وتركه بإذنه.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يحيى بن أَبي بكير، قال: ثنا شريك، عن أَبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: النخلة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: اللينة: النخلة؛ عجوة كانت أو غيرها، قال الله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: الذي قطعوا من نخل النضير حين غدرت النضير.
وقال آخرون: هي لون من النخل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أَبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أَبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: اللينة: لون من النخل.
وقال، آخرون: هي كرام النخل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُمَيْد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان في (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) قال: من كرام نخلهم.
والصواب من القول في ذلك قول من قال: اللينة: النخلة، وهن من ألوان النخل ما لم تكن عجوة، وإياها عنى ذو الرُّمَّة بقوله:
طِـرَاقُ الخَـوَافِي وَاقِـعٌ فَـوْقَ لِيَنـةٍ
نَــدَى لَيْلـهِ فِـي رِيشِـهِ يَـترَقْرَقُ (1)
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: اللينة من اللون، والليان في الجماعة واحدها اللينة. قال: وإنما سميت لينة لأنه فعلة من فَعْل، هو اللون، وهو ضرب من النخل، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى الياء. وكان بعضهم ينكر هذا القول ويقول: لو كان كما قال لجمعوه: اللوان لا الليان. وكان بعض نحويي الكوفة يقول: جمع اللينة لين، وإنما أُنـزلت هذه الآية فيما ذُكر من أجل أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لما قطع نخل بني النضير وحرّقها، قالت بنو النضير لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: إنك كنت تنهى عن الفساد وتعيبه، فما بالك تقطع نخلنا وتُحرقها؟ فأنـزل الله هذه الآية، فأخبرهم أن ما قطع من ذلك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أو ترك، فعن أمر الله فعل.
وقال آخرون: بل نـزل ذلك لاختلاف كان من المسلمين في قطعها وتركها.
* ذكر من قال: نـزل ذلك لقول اليهود للمسلمين ما قالوا:
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا يزيد بن رومان، قال: لما نـزل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بهم، يعني ببني النضير تحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بقطع النخل، والتحريق فيها، فنادوْه: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟ فأنـزل الله عزّ وجلّ: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ) .
* ذكر من قال: نـزل ذلك لاختلاف كان بين المسلمين في أمرها:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا ) ... الآية، أي ليعظهم، فقطع المسلمون يومئذ النخل، وأمسك آخرون كراهية أن يكون إفسادًا، فقالت اليهود: آلله أذن لكم في الفساد؟ فأنـزل الله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) .
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ) قال: نهى بعض المهاجرين بعضًا عن قطع النخل، وقالوا: إنما هي مغانم المسلمين، ونـزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه، وتحليل من قطعه من الإثم، وإنما قطعه وتركه بإذنه.
حدثنا سليمان بن عمر بن خالد البرقي، قال ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر قال: قطع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم نخل بني النضير، وفي ذلك نـزلت (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ ) ... الآية، وفي ذلك يقول حسان بن ثابت:
وَهَــانَ عَــلَى سَـرَاةَ بَنِـي لُـؤَيّ
حَـــرِيقٌ بـــالبُوَيْرَةِ مُسْــتَطِيرُ (2)
وقوله: (فَبِإِذْنِ اللَّهِ ) يقول: فبأمر الله قطعتم ما قطعتم، وتركتم ما تركتم، وليغيظ بذلك أعداءه، ولم يكن فسادًا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حُميد قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان (فَبِإِذْنِ اللَّهِ ) : أي فبأمر الله قطعت، ولم يكن فسادًا، ولكن نقمة من الله، وليخزي الفاسقين.
وقوله: (وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ ) وليذلّ الخارجين عن طاعة الله عزّ وجلّ، المخالفين أمره ونهيه، وهم يهود بني النضير.
-------------------
الهوامش:
(1) البيت لذي الرمة (اللسان: ريع) والرواية فيه "ريعه" في موضع "لينة" واللينة: النخلة، وكل شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللين. وقد سبق استشهاد المؤلف بالبيت عند قوله تعالى: "أتبنون بكل ريع آية"، وشرحناه هناك شرحًا مفصلا، فارجع إليه في (19 : 93)
(2) البيت لحسان بن ثابت (معجم ما استعجم للبكري: رسم البويرة 285) قال البويرة، بضم أوله، وبالراء المهملة، على لفظ التصغير، وهي من تيماء. قال أبو عبيدة في كتاب الأموال: أحرق رسول الله صلى الله عليه وسلم نخل بني النضير، وقطع زهو البويرة، فنزل فيهم: "ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين". قال حسان: "هان على سراة ... البيت". قال ذلك حسان، لأن قريشًا هم الذين حملوا كعب بن أسد القرظي، صاحب عقد بني قريظة، على نقض العقد بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى خرج معهم إلى الخندق، وعند ذلك اشتد البلاء والخوف على المسلمين. ا هـ
- ابن عاشور : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)
استئناف ابتدائي أفضى به إلى المقصد من السورة عن أحكام أموال بني النضير وإشارة الآية إلى ما حدث في حصار بني النضير وذلك أنهم قبل أن يستسلموا اعتصموا بحصونهم فحاصرهم المسلمون وكانت حوائطهم خارج قريتهم وكانت الحوائط تسمى البُويرة ( بضم الباء الموحدة وفتح الواو وهي تصغير بؤر بهمزة مضمومة بعد الباء فخففت واواً ) عمد بعض المسلمين إلى قطع بعض نخيل النضير قيل بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم وقيل بدون أمره ولكنه لم يغيره عليهم . فقيل كان ذلك ليوسعوا مكاناً لمُعسكرهم ، وقيل لتخويف بني النضير ونكايتهم ، وأمسك بعض الجيش عن قطع النخيل وقالوا : لا تقطعوا مما أفاء الله علينا . وقد ذكر أن النخلات التي قطعت ست نخلات أو نخلتان . فقالت اليهود : يا محمد ألست تزعم أنك نبي تريد الصلاح أفمن الصلاح قطع النخل وحرق الشجر ، وهل وجدت فيما أنزل عليك إباحة الفساد في الأرض فأنزل الله هذه الآية .
والمعنى : أن ما قطعوا من النخل أريد به مصلحة إلجاء العدوّ إلى الاستسلام وإلقاء الرعب في قلوبهم وإذلالِهم بأن يروا أكرم أموالهم عرضة للإِتلاف بأيدي المسلمين ، وأن ما أبقي لم يقطع في بقائه مصلحة لأنه آيل إلى المسلمين فيما أفاء الله عليهم فكان في كلا القطع والإِبقاء مصلحة فتعارض المصلحتان فكان حكم الله تخيير المسلمين . والتصرف في وجوه المصالح يكون تابعاً لاختلاف الأحوال ، فجعل الله القطع والإِبقاء كليهما بإذنه ، أي مرضياً عنده ، فأطلق الإِذن على الرضى على سبيل الكناية ، أو أطلق إذن الله على إذن رسوله صلى الله عليه وسلم إن ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن بذلك ابتداء ، ثم أمر بالكف عنه .
وكلام الأيمة غير واضح في إذن النبي صلى الله عليه وسلم فيه ابتداء وأظهر أقوالهم قول مجاهد : إن القطع والامتناع منه كان اختلافاً بين المسلمين ، وأن الآية نزلت بتصديق من نهي عن قطعه ، وتحليل من قطعه من الإِثم . وفي ذلك قال حسان بن ثابت يتورك على المشركين بمكة إذ غلب المسلمون بني النضير أحلافهم ويتورك على بني النضير إذ لم ينصرهم أحلافهم المشركون من قريش :
تفاقد معشر نصرُوا قريشاً
وليس لهم ببلدتهم نصير ... وهان على سَراة بني لُؤيّ
حريقٌ بالبُوَيْرة مستطيرُ ... يريد سراة أهل مكة وكلهم من بني لؤيّ بن غالب بن فهر ، وفهر هو قريش أي لم ينقذوا أحلافهم لهوانهم عليهم .
وأجابه أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يومئذٍ مشرك :
أدام الله ذلك من صنيع ... وحَرَّق في نواحيها السعير
ستعلم أيُّنا منها بنزْه ... وتعلم أيَّ أرضينا تضير
يريد أن التحريق وقع بنواحي مدينتكم فلا يضير إلا أرضكم ولا يضير أرضنا ، فقوله : أدام الله ذلك من صنيع ، تهكم .
ومن هذه الآية أخذ المحققون من الفقهاء أن تحريق دار العدوّ وتخريبها وقطع ثمارها جائز إذا دعت إليه المصلحة المتعينة وهو قول مالك . وإتلافُ بعض المال لإِنقاذ باقيه مصلحة وقوله : { من لينة } بيان لما في قوله : { ما قطعتم } .
واللِّينة : النخلة ذات الثمر الطيّب تُطلق اسم اللينة على كل نخلة غيرِ العجوةِ والبرنيِّ في قول جمهور أهل المدينة وأيمة اللغة . وتمر اللِّينة يسمى اللَّوْن .
وإيثار { لينة } على نخلة لأنه أخف ولذلك لم يرد لفظ نخلة مفرداً في القرآن ، وإنما ورد النخل اسم جمع .
قال أهل اللغة : ياء لينة أصلها واوٌ انقلبت ياء لوقوعها إثر كسرة ولم يذكروا سبب كسر أوله ويقال : لِونة وهو ظاهر .
وفي كتب السيرة يذكر أن بعض نخل بني النضير أحرقه المسلمون وقد تضمن ذلك شعر حسان ولم يذكر القرآن الحرق فلعل خبر الحرق مما أُرجف به فتناقله بعض الرواة ، وجرى عليه شعر حسّان وشعر أبي سفيان بن الحارث ، أو أن النخلات التي قطعت أحرقها الجيش للطبخ أو للدفء .
وجيء بالحال في قوله : { قائمة على أصولها } لتصوير هيئتها وحسنها . وفيه إيماء إلى أن ترك القطع أولى . وضمير { أصولها } عائد إلى { ما } الموصولة في قوله تعالى : { ما قطعتم } لأن مدلول { ما } هنا جمع وليس عائداً إلى { لينة } لأن اللّينة ليس لها عدة أصول بل لكل ليّنة أصل واحد .
وتعلق { على أصولها } ب { قائمة } . والمقصود : زيادة تصوير حسنها . والأصول : القواعد . والمراد هنا : سوق النخل قال تعالى : { أصلها ثابت وفرعها في السماء } [ إبراهيم : 24 ] . ووصفها بأنها { قائمة على أصولها } هو بتقدير : قائمة فروعها على أصولها لظهور أن أصل النخلة بعضها .
والفاء من قوله : { فبإذن الله } مزيدة في خبر المبتدأ لأنه اسم موصول ، واسم الموصول يعامل معاملة الشرط كثيراً إذا ضُمن معنى التسبب ، وقد قرىء بالفاء وبدونها قوله تعالى : { وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم } في سورة [ الشورى : 30 ] .
وعطف وليخزي الفاسقين } من عطف العلة على السبب وهو { فبإذن الله } لأن السبب في معنى العلة ، ونظيره قوله تعالى : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين } الآية في [ آل عمران : 166 ] .
والمعنى : فقطعُ ما قطعتم من النخل وترك ما تركتم لأن الله أذن للمسلمين به لصلاح لهم فيه ، وليخزي الفاسقين } ، أي ليهين بني النضير فيروا كرائم أموالهم بعضها مخضود وبعضها بأيدي أعدائهم . فذلك عزة للمؤمنين وخزي للكافرين والمراد ب { الفاسقين } هنا : يهود النضير .
وعُدل عن الإتيان بضميرهم كما أتي بضمائرهم من قبل ومن بعد إلى التعبير عنهم بوصف { الفاسقين } لأن الوصف المشتق يؤذن بسبب ما اشتق منه في ثبوت الحكم ، أي ليجزيهم لأجل الفسق .
والفسق : الكفر .
- إعراب القرآن : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
«ما» اسم شرط جازم مفعول به مقدم «قَطَعْتُمْ» ماض وفاعله والجملة ابتدائية لا محل لها «مِنْ لِينَةٍ» متعلقان بمحذوف حال «أَوْ» حرف عطف «تَرَكْتُمُوها» ماض وفاعله ومفعوله الأول «قائِمَةً» مفعول به ثان والجملة معطوفة على ما قبلها «عَلى أُصُولِها» متعلقان بقائمة «فَبِإِذْنِ اللَّهِ» الفاء رابطة وبإذن متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي فقطعها بإذن اللّه والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط ولفظ الجلالة مضاف إليه.
«وَلِيُخْزِيَ» الواو عاطفة على مقدر مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والفاعل مستتر «الْفاسِقِينَ» مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف مقدر.
- English - Sahih International : Whatever you have cut down of [their] palm trees or left standing on their trunks - it was by permission of Allah and so He would disgrace the defiantly disobedient
- English - Tafheem -Maududi : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ(59:5) The palm-trees that you cut down or those that you left standing on their roots, it was by Allah's leave that you did so. *9 (Allah granted you this leave) in order that He might humiliate the evil-doers. *10
- Français - Hamidullah : Tout palmier que vous avez coupé ou que vous avez laissé debout sur ses racines c'est avec la permission d'Allah et afin qu'Il couvre ainsi d'ignominie les pervers
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Was an Palmen ihr umgehauen habt oder auf ihren Wurzeln habt stehenlassen so geschah es mit Allahs Erlaubnis und damit Er die Frevler in Schande stürze
- Spanish - Cortes : Cuando talabais una palmera o la dejabais en pie lo hacíais con permiso de Alá y para confundir a los perversos
- Português - El Hayek : Ó muçulmanos ficai sabendo que se cortardes as tamareiras tenras ou se as deixardes de pé fáloeis com obeneplácito de Deus e para que Ele avilte os depravados
- Россию - Кулиев : Срубили ли вы финиковые пальмы или оставили их стоять на их стволах - на то было соизволение Аллаха дабы опозорить нечестивцев
- Кулиев -ас-Саади : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
Срубили ли вы финиковые пальмы или оставили их стоять на их стволах - на то было соизволение Аллаха, дабы опозорить нечестивцев.Иудеи из племени Надыр порицали посланника Аллаха и мусульман за то, что те срубали пальмы и другие деревья. Они считали, что мусульмане бесчинствуют на их земле, и вменяли им это в преступление. Тогда Всевышний Аллах сказал, что мусульмане лишь выполняли повеление Господа для того, чтобы опозорить грешников. Господь побудил их срубать и сжигать пальмы, чтобы тем самым покарать, посрамить и унизить неверующих, дабы те узрели свое полное бессилие. Иудеи не смогли защитить свои деревья и спасти их, несмотря на то, что именно финиковые плантации некогда служили опорой их власти. Согласно наиболее достоверному толкованию, арабское слово лина (зд. ‘пальмы’) относится ко всем разновидностям пальмовых деревьев. Такой была участь племени Надыр, и таким было их наказание в мирской жизни. Затем Всевышний Аллах сообщил о тех, кому досталось имущество и владения иудеев, и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : İnkarcı kitap ehlinin yurtlarında hurma ağaçlarını kesmeniz veya onları kesmeyip gövdeleri üzerinde ayakta bırakmanız Allah'ın izniyledir Allah yoldan çıkanları böylece rezilliğe uğratır
- Italiano - Piccardo : Tutte le palme che abbatteste e quelle che lasciaste ritte sulle loro radici fu con il permesso di Allah affinché Egli copra gli empi di ignominia
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر درهختێکی تهڕتان بڕی بێت یان وازتان لێ هێنابێت و لهسهر بنجی خۆی ما بێت له خهیبهردا بهفهرمانی خوا بووه و ویستی ئهوی لهسهره تا تاوانباران و له سنوور دهرچووهکان سهرشۆڕ و خهجاڵهت بکات
- اردو - جالندربرى : مومنو کھجور کے جو درخت تم نے کاٹ ڈالے یا ان کو اپنی جڑوں پر کھڑا رہنے دیا سو خدا کے حکم سے تھا اور مقصود یہ تھا کہ وہ نافرمانوں کو رسوا کرے
- Bosanski - Korkut : To što ste neke palme posjekli ili ih da uspravno stoje ostavili – Allahovom voljom ste učinili i zato da On nevjernike ponizi
- Swedish - Bernström : När ni [troende] högg ned deras palmer eller lät dem stå [skedde allt] enligt Guds vilja och för att förnedra dem som hade förhärdat sig i olydnad och trots
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Apa saja yang kamu tebang dari pohon kurma milik orangorang kafir atau yang kamu biarkan tumbuh berdiri di atas pokoknya maka semua itu adalah dengan izin Allah; dan karena Dia hendak memberikan kehinaan kepada orangorang fasik
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
(Apa saja yang kalian tebang) hai orang-orang muslim (dari pohon kurma) milik orang kafir (atau yang kalian biarkan tumbuh berdiri di atas pokoknya, maka semua itu adalah dengan izin Allah) yakni Allah swt. menyerahkannya kepada kalian (dan karena Dia hendak memberikan kehinaan) dengan mengizinkan kalian menebangnya (kepada orang-orang fasik) yakni orang-orang Yahudi, karena mereka telah menentang, bahwa menebang pohon yang berbuah itu adalah pengrusakan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা যে কিছু কিছু খর্জুর বৃক্ষ কেটে দিয়েছ এবং কতক না কেটে ছেড়ে দিয়েছ তা তো আল্লাহরই আদেশ এবং যাতে তিনি অবাধ্যদেরকে লাঞ্ছিত করেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நீங்கள் அவர்களுடைய பேரீத்த மரங்களை வெட்டியதோ அல்லது அவற்றின் வேர்களின் மீது அவை நிற்கும்படியாக விட்டு விட்டதோ அல்லாஹ்வின் அனுமதியாலும் அந்த ஃபாஸிக்குகளைப் பாவிகளை அவன் இழிவு படுத்துவதற்காவுமே தான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : การที่พวกเจ้าโค่นต้นอินทผาลัมหรือปล่อยให้มันยืนไว้บนรากของมันนั้น เนื่องด้วยอนุมัติของอัลลอฮฺ และเพื่อพระองค์จะทำให้บรรดาผู้ฝ่าฝืนได้รับอัปยศ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизнинг хурмони кесишингиз ёки аслида тик қолдирганингиз фақат Аллоҳнинг изни билан ва бузғунчиларни хорлаши учун бўлди Хурмо дарахтининг энг яхши нави лийнатин деб аталади Оят тафсиридла таъкидланганидек баъзи хурмо дарахтларини кесиб баъзиларининг қолдирилиши бузғунчилик учун эмас балки Аллоҳнинг изни билан бўлди Ислом шариатида уруш пайтида ҳам ўсимлик ва ҳайвонот дунёсига зарар келтириш қатъиян ман қилинади Бу боқий ҳукмдир Лекин Бани Назийр ҳодисасида Аллоҳ таоло Ўзи уларни баъзи хурмо дарахтларини кесиб ўт қўйишга изн берган
- 中国语文 - Ma Jian : 无论你们砍伐海枣树,或任其依然存在,都是真主所允许的,他准许伐树,原为凌辱放荡者。
- Melayu - Basmeih : Manamana jua pohon kurma kepunyaan musuh yang kamu tebang atau kamu biarkan tegak berdiri seperti keadaannya yang asal maka yang demikian adalah dengan izin Allah kerana Ia hendak memberi kemenangan kepada orangorang mukmin dan kerana Ia hendak menimpakan kehinaan kepada orangorang yang fasik
- Somali - Abduh : Wixii aad gooysaan oo geed ah qq Cadawga ama aad daysaan iyadoo ku taagan Salkeeda waa idinka Eebe iyo inuu dulleeyo Faasiqiinta
- Hausa - Gumi : Abin da kuka sãre na dabĩniya kõ kuka bar ta tsaye a kan asallanta to da iznin Allah ne kuma dõmin Ya wulãkanta fasiƙai
- Swahili - Al-Barwani : Mtende wowote mlio ukata au mlio uacha unasimama vile vile juu ya mashina yake basi ni kwa idhini ya Mwenyezi Mungu na kwa kuwahizi wapotovu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ato palme hurmesh që i keni prerë ju ose i keni lënë të qëndrojnë vertikalisht – i keni bërë me miratimin e Perëndisë dhe që Ai Perëndia t’i poshtërojë ngatërrestarët
- فارسى - آیتی : هر درخت خرمايى را كه بريديد، يا آن را بر ريشهاش باقى گذارديد، به فرمان خدا بود تا نافرمانان خوار گردند.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар дарахти хурмоерр, ки буридед, ё онро бар решааш боқӣ гузоридед,, ба фармони Худо бувад, то нофармонон хор гарданд.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇسۇلمانلار!) سىلەر مەيلى (بەنى نەزىرنىڭ) خورمىلىرىنى كېسىڭلار، مەيلى ئۇنى بۇرۇنقى پېتى ئۆرە قالدۇرۇڭلار، ھەممىسىگە اﷲ رۇخسەت قىلىدۇ، (اﷲ نىڭ رۇخسەت قىلىشى) اﷲ نىڭ ئىتائىتىدىن چىققۇچىلارنى (يەنى يەھۇدىيلارنى) رەسۋا قىلىش ئۈچۈندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങള് ചില ഈത്തപ്പനകളെ മുറിച്ചിട്ടതും ചിലതിനെ അവയുടെ മുരടുകളില് നിലനിര്ത്തിയതും അല്ലാഹുവിന്റെ അനുമതിയോടെ തന്നെയാണ്. അധര്മചാരികളെ അപമാനിതരാക്കാനാണത്.
- عربى - التفسير الميسر : ما قطعتم ايها المومنون من نخله او تركتموها قائمه على ساقها من غير ان تتعرضوا لها فباذن الله وامره وليذل بذلك الخارجين عن طاعته المخالفين امره ونهيه حيث سلطكم على قطع نخيلهم وتحريقها
*9) The reference is to the fact that the Muslims cut down or burnt many of the palm-trees that stood in the oases around the settlement of the Bani an Nadir in order to facilitate the siege, However, they left those trees standing which did not obstruct the military operations. At this the hypocrites of Madinah and the Bani Quraizah, and the Bani an-Nadir themselves, raised a clamour, saying that, on the one hand, Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) prohibited spreading disorder in the world, but, on the other, fruit trees were being cut down by his command, which amounted to spreading disorder in the world. At this AI-Hashr AIIah ,sent down the Command: 'Whatever trees you cut down, or whatever you left standing, your neither act was unlawful, but it had Allah's permission." The legal injunction that is derived from this verse is that the destruction caused for the sake of military operations does not come under "spreading disorder in the world. " But spreading disorder in the world is that an army under the fit of war hysteria .should intrude into the enemy territory and start destroying the crops, cattle. gardens, houses and everything in its way without any reason. In this matter. the general instruction is the same which Hadrat Abu Bakr Siddiq gave while despatching the Muslim army to Syria: "Do not cut down friut trees; do not destroy crops; do not ravage the settlements." This was precisely in accordance with the Qur'anic teaching, which condemns those who spread chaos; 'When they get power they direct aII their efforts towards spreading corruption in the land, destroying harvests and killing people." (AI-Baqarah: 205). But the specific command in respect of the war exigencies is that if destruction is necessary for military operations against the enemy, it is lawful. Thus, Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud has given this explanation in the commentary of this verse: 'The Muslims had cut down only those trees of the Bani an-Nadir that stood on the battlefield. " (Tafsir Nisaburi). Some of the Muslim jurists have overlooked this aspect of the matter and expressed the opinion that the permissibility of cutting the trees of the Bani an-Nadir was confined only to that particular event. It does not make it generally permissible that whenever war necessitates trees of the enemy be cut down and burnt. Imam Auza'i, Laith and Abu Thaur hold this same opinion. But the majority of the jurists hold the view that for the sake of important military operations it is permissible. However, this is not permissible for the purpose of mere destruction and pillage.
One may ask: This verse of the Qur'an could satisfy the Muslims, but how could those who did not accept the Qur'an as Divine Word be satisfied at this reply to their objection that both acts were permissible as they had Allah's permission for it? The answer is: This verse of the Qur'an was sent down to satisfy only the Muslims; it was not sent down to satisfy the disbelievers. Since due to the objection of the Jews and the hypocrites, or due to their own thinking, they had been involved in the misgiving whether they were guilty of spreading disorder in the earth, AIIah gave them the satisfaction that both the acts, cutting down some trees to facilitate the siege and leaving some other trees standing which did not obstruct the siege, were in accordance with Divine Law.
The traditionists in their traditions have disputed the point whether the order to cut and burn the trees had been given by the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace himself, or whether the Muslims had done it of their own accord, and then later asked the Holy Prophet about its legal aspect. Hadrat Abdullah bin 'Umar has reported that the Holy Prophet himself had ordered it. (Bukhari, Muslim , Musnad Ahmad, Ibn Jarir). The same also has been reported by Yazid bin. Ruman (Ibn Jarir). On the contrary, Mujahid and Qatadah say that the Muslims had on their own cut down the trees; then a dispute arose among them whether what they had done was permissible or not. Some said it was permissible and some said it was not. At last Allah sent down this verse and approved the act of both. (Ibn Jarir). The same thing is supported by a tradition of Hadrat 'Abdullah bin 'Abbas: 'The Muslims were confused because Some of them had cut the trees and others had not; therefore, they wanted to ask the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) as to who would be rewarded for the act and who would be punished.' (Nasa i). Those of the jurists who have preferred the first tradition give the argument that this was the Holy Prophet's personal judgement, which was later ratified by revelation from AIlah, and this a proof of the fact that in matters where no Divine Command existed, the Holy Prophet used to follow his personal judgement. On the other hand, those jurists who have preferred the second tradition, argue that the two groups of the Muslims had adopted two different views on the basis of their own personal judgements and AIIah ratified both. Therefore, if the learned men arrive at different conclusions by judicious exercise of their personal judgement, then although their opinions might differ, they would all be correct in the Divine Shari ah.
*10) That is, "Allah willed that they should be disgraced if you cut down the trees and also if you left them standing." In the first case, they were disgraced when they saw that the trees of the gardens which they had planted with their own hands and which they had owned since ages, were being cut down before their very eyes and they were watching it helplessly. Even an ordinary peasant and gardener cannot tolerate another's misappropriation or intrusion into his field or garden. He would protect his field or garden at the risk of his life if somebody tried to destroy it in his presence. For if he cannot prevent destruction-n of his property, it would be a sign of his extreme humiliation and weakness. But here a whole tribe, which had been living at this place fearlessly and boldly for centuries, was watching helplessly that its neighbours had invaded its gardens and were destroying the trees while it could do nothing. After this even if they stayed on in Madinah they would have lived in disgrace and humility. In the second case, they were disgraced when on leaving Madinah they saw that the lush green gardens which had been in their possession till the previous day were now passing into the possession of the Muslims. Had they the power they would have laid waste the entire gardens by their own hands SO that not a single whole.tree passed into the hands of the Muslims. But in their helplessness they left the city, despaired and grief-stricken, leaving everything intact behind.