- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍۢ وَلَا رِكَابٍۢ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ۚ والله على كل شيء قدير
- عربى - التفسير الميسر : وما أفاءه الله على رسوله من أموال يهود بني النضير، فلم تركبوا لتحصيله خيلا ولا إبلا ولكن الله يسلِّط رسله على مَن يشاء مِن أعدائه، فيستسلمون لهم بلا قتال، والفيء ما أُخذ من أموال الكفار بحق من غير قتال. والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء.
- السعدى : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ثم ذكر من انتقلت إليه أموالهم وأمتعتهم، فقال: { وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ } أي: من أهل هذه القرية، وهم بنو النضير.
{ فـ } إنكم يا معشر المسلمين { ما أَوْجَفْتُمْ } أي: ما أجلبتم وأسرعتم وحشدتم، { عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ } أي: لم تتعبوا بتحصيلها، لا بأنفسكم ولا بمواشيكم، بل قذف الله في قلوبهم الرعب، فأتتكم صفوا عفوا، ولهذا. قال: { وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } من تمام قدرته أنه لا يمتنع منه ممتنع، ولا يتعزز من دونه قوي. وتعريف الفيء في اصطلاح الفقهاء: هو ما أخذ من مال الكفار بحق، من غير قتال، كهذا المال الذي فروا وتركوه خوفا من المسلمين، وسمي فيئا، لأنه رجع من الكفار الذين هم غير مستحقين له، إلى المسلمين الذين لهم الحق الأوفر فيه.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ثم بين - سبحانه - حكم الفىء الذى أفاءه على المسلمين فى غزوة بنى النضير وفيما يشبهها من غزوات ، وأمر المؤمنين بأن يطيعوا رسوله - صلى الله عليه وسلم - فى أمره ونهيه ، وأثنى - سبحانه - على المهاجرين والأنصار لقوة إيمانهم ، ولنقاء قلوبهم وسخاء نفوسهم . . . فقال - تعالى - : ( وَمَآ أَفَآءَ . . . . ) .
قوله : ( وَمَآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ . . ) معطوف على قوله - تعالى - : ( مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ . . . ) لبيان نعمة أخرى من النعم التى أنعم بها - سبحانه - على المؤمنين ، فى غزوة بنى النضير .
و ( أَفَآءَ ) من الفىء بمعنى الرجوع ، يقال : فاء عليه ، إذا رجع ، ومنه قوله - تعالى - فى شأن الإيلاء : ( فَإِنْ فَآءُو فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) والمراد به هنا معناه الشرعى : وهو ما حصل عليه المؤمنون من أموال أعدائهم بدون قتال ، كأن يكون هذا المال عن طريق الصلح ، كما فعل بنو النضير ، فقد صالحوا المؤمنين على الخروج من المدينة ، على أن يكون لكل ثلاثة منهم حمل بعير - سوى السلاح - وأن يتركوا بقية أموالهم للمسلمين .
والضمير فى قوله ( مِنْهُمْ ) يعود إلى بنى النضير ، الذى عبر - سبحانه - عنهم بقوله : ( هُوَ الذي أَخْرَجَ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب . . ) وقوله : ( فَمَآ أَوْجَفْتُمْ . . ) من الإيجاف بمعنى الإسراع فى السير يقال : وجَفَ الفرس يجِف وجَفا ووجيفا ، إذا أسرع فى سيره . والجملة خبر " ما " الموصولة فى قوله : ( وَمَآ أَفَآءَ . . ) و ( مَآ ) فى قوله ( فَمَآ أَوْجَفْتُمْ ) نافية .
والركاب : اسم جمع للإبل التى تركب ، وفى الكلام حذف أغنى عنه قوله - سبحانه - : ( فَمَآ أَوْجَفْتُمْ . . ) .
والمعنى : أعلموا - أيها المؤمنون - أن ما أعطاء الله - تعالى - لرسوله - صلى الله عليه وسلم - من أموال بنى النضير التى صالحوه عليها ، فلا حق لكم فيها لأنكم لم تنالوها بقتالكم لهم على الخيل أو الإبل ، وإنما تفضل بها - سبحانه - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بلا قتلا يذكر ، فقد كانت ديار بنى النضير على بعد ميلين من المدينة ، فذهب إليها المسلمون راجلين ، وحاصروها حتى تم استسلام بنى النضير لهم . .
قال الآلوسى : روى أن بنى النضير لما أجلوا عن أوطانهم ، وتركوا ربعاعهم وأموالهم . طلب المسلمون تخميسها كغنائم بدر ، فأنزل الله - تعالى - : ( وَمَآ أَفَآءَ الله على رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ . . . ) فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة .
فقد أخرج البخارى ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذى ، والنسائى ، وغيرهم عن عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - قال : كانت أموال بنى النضير ، مما أفاء الله - تعالى - : على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب ، وكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، فكان ينفق عل أهله منها نفقة سنة ، ثم يجعل ما بقى فى السلاح والكراع عدة فى سبيل الله - تعالى - .
وقال الضحاك : كانت أموال بنى النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، فآثر بها المهاجرين . وقسمها عليهم ، ولم يعط الأنصار منها شيئا ، إلا ثلاثة منهم أعطاهم لفقرهم . .
وقوله - سبحانه - : ( ولكن الله يُسَلِّطُ رُسُلَهُ على مَن يَشَآءُ . . . ) استدراك على النفى فى قوله - تعالى - : ( فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ . . ) .
أى : ليس لكم الحق - أيها المؤمنون - فى أموال بنى النضير ، لأنكم لم تظفروا بها عن طريق قتال منكم لهم ، ولكن الله - تعالى - سلط رسوله - صلى الله عليه وسلم - عليهم وعلى ما فى أيديهم ، كما كان يسلط رسله على من يشاء من أعدائهم ، والله - تعالى - قدير على كل شىء . . .
وما دام الأمر كذلك ، فاتركوا رسولكم - صلى الله عليه وسلم - يتصرف فى أموال بنى النضير بالطريقة التى يريدها ويختارها بإلهام من الله - عز وجل - .
- البغوى : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
( وما أفاء الله على رسوله ) أي رده على رسوله . يقال : أفاء يفيء أي رجع وأفاء الله ( منهم ) أي من يهود بني النضير ( فما أوجفتم ) أوضعتم ( عليه من خيل ولا ركاب ) يقال : وجف الفرس والبعير يجف وجيفا وهو سرعة السير ، وأوجفه صاحبه إذا حمله على السير . وأراد بالركاب الإبل التي تحمل القوم . وذلك أن بني النضير لما تركوا رباعهم وضياعهم طلب المسلمون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقسمها بينهم كما فعل بغنائم خيبر فبين الله تعالى في هذه الآية أنها فيء لم يوجف المسلمون عليها خيلا ولا ركابا ولم يقطعوا إليها شقة ولا نالوا مشقة ولم يلقوا حربا ( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) فجعل أموال بني النضير لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة يضعها حيث يشاء فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة وهم أبو دجانة سماك بن خرشة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النضري أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - دعاه إذ جاءه حاجبه يرفأ فقال : هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون ؟ قال : نعم . فأدخلهم فلبث يرفأ قليلا ثم جاء فقال : هل لك في عباس وعلي يستأذنان ؟ قال : نعم . فلما دخلا قال عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا - وهما يختصمان في الذي أفاء الله على رسوله من بني النضير - فقال الرهط : يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر . قال : اتئدوا أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه ، قالوا : قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس فقال : أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك ؟ قالا : نعم . قال : فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله كان خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال : " وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب " إلى قوله : " قدير " وكانت هذه خالصة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حياته ثم توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر : أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبضها أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - فعمل بها بما عمل به فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم حينئذ جميع وأقبل على علي وعباس : تذكران أن أبا بكر فعل فيه كما تقولان والله يعلم إنه فيها صادق بار راشد تابع للحق ، ثم توفى الله أبا بكر فقلت : أنا ولي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر فقبضتها سنتين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر والله يعلم إني فيه صادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني كلاكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فقلت لكما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا نورث ما تركنا صدقة . فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت : إن شئتما دفعته إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها بما عمل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وبما عملت به فيها منذ وليتها وإلا فلا تكلماني فيها فقلتما : ادفعها إلينا بذلك ، فدفعتها إليكما أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك ؟ فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فإني أكفيكما .
- ابن كثير : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يقول تعالى مبينا لمال الفيء وما صفته ؟ وما حكمه ؟ فالفيء : كل مال أخذ من الكفار بغير قتال ولا إيجاف خيل ، ولا ركاب ، كأموال بني النضير هذه ، فإنها مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ، ولا ركاب ، أي : لم يقاتلوا الأعداء فيها بالمبارزة والمصاولة ، بل نزل أولئك من الرعب الذي ألقى الله في قلوبهم من هيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاءه الله على رسوله ; ولهذا تصرف فيه كما شاء ، فرده على المسلمين في وجوه البر والمصالح التي ذكرها الله ، عز وجل ، في هذه الآيات ، فقال : ( وما أفاء الله على رسوله منهم ) أي : من بني النضير ( فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) يعني : الإبل ، ( ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) أي : هو قدير لا يغالب ولا يمانع ، بل هو القاهر لكل شيء .
- القرطبى : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
قوله تعالى : وما أفاء الله يعني ما رده الله تعالى على رسوله من أموال بني النضير . فما أوجفتم عليه : أوضعتم عليه . والإيجاف : الإيضاع في السير وهو الإسراع ; يقال : وجف الفرس إذا أسرع ، وأوجفته أنا أي حركته وأتعبته ; ومنه قول تميم بن مقبل :
مذاويد بالبيض الحديث صقالها عن الركب أحيانا إذا الركب أوجفوا
والركاب الإبل ، واحدها راحلة . يقول : لم تقطعوا إليها شقة ولا لقيتم بها حربا ولا مشقة ; وإنما كانت من المدينة على ميلين ; قاله الفراء . فمشوا إليها مشيا ولم يركبوا خيلا ولا إبلا ; إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه ركب جملا وقيل : حمارا مخطوما بليف ، فافتتحها صلحا وأجلاهم وأخذ أموالهم . فسأل المسلمون النبي صلى الله عليه وسلم أن يقسم لهم فنزلت : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه الآية . فجعل أموال بني النضير للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة يضعها حيث شاء ; فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين . قال الواقدي : ورواه ابن وهب عن مالك ; ولم يعط الأنصار منها شيئا إلا ثلاثة نفر محتاجين ; منهم أبو دجانة سماك بن خرشة ، وسهل بن حنيف ، والحارث بن الصمة . وقيل : إنما أعطى رجلين ، سهلا وأبا دجانة . ويقال : أعطى سعد بن معاذ سيف ابن أبي الحقيق ، وكان سيفا له ذكر عندهم . ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان : سفيان بن عمير ، وسعد بن وهب ; أسلما على أموالهما فأحرزاها .
وفي صحيح مسلم عن عمر قال : كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف عليه المسلمون بخيل ولا ركاب ، وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، فكان ينفق على أهله نفقة سنة ، وما بقي يجعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله تعالى . وقال العباس لعمر - رضي الله عنهما - : اقض بيني وبين هذا الكاذب الآثم الغادر الخائن - يعني عليا رضي الله عنه - فيما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير . فقال عمر : أتعلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا نورث ، ما تركناه صدقة " قالا : نعم . قال عمر : إن الله عز وجل كان خص رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة ولم يخصص بها أحدا غيره . قال : ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ما أدري هل قرأ الآية التي قبلها أم لا ، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بينكم أموال بني النضير ، فوالله ما استأثرها عليكم ولا أخذها دونكم حتى بقي هذا المال ; فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منه نفقة سنة ، ثم يجعل ما بقي أسوة المال . . . الحديث بطوله ، خرجه مسلم . وقيل : لما ترك بنو النضير ديارهم وأموالهم طلب المسلمون أن يكون لهم فيها حظ كالغنائم ; فبين الله تعالى أنها فيء ، وكان جرى ثم بعض القتال ; لأنهم حوصروا أياما وقاتلوا وقتلوا ، ثم صالحوا على الجلاء . ولم يكن قتال على التحقيق ; بل جرى مبادئ القتال وجرى الحصار ، وخص الله تلك الأموال برسوله صلى الله عليه وسلم . وقال مجاهد : أعلمهم الله تعالى وذكرهم أنه إنما نصر رسوله صلى الله عليه وسلم ونصرهم بغير كراع ولا عدة .
ولكن الله يسلط رسله على من يشاء أي من أعدائه . وفي هذا بيان أن تلك الأموال كانت خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون أصحابه .
- الطبرى : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)
يقول تعالى ذكره: والذي ردّه الله على رسوله منهم، يعني من أموال بني النضير. يقال منه: فاء الشيء على فلان: إذا رجع إليه، و أفأته أنا عليه: إذا رددته عليه. وقد قيل: إنه عنى بذلك أموال قُرَيظة ( فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) يقول: فما أوضعتم فيه من خيل ولا في إبل وهي الركاب. وإنما وصف جلّ ثناؤه الذي أفاءه على رسوله منهم بأنه لم يوجف عليه بخيل من أجل أن المسلمين لم يلقوا في ذلك حربًا، ولا كلفوا فيه مئونة، وإنما كان القوم معهم، وفي بلدهم، فلم يكن فيه إيجاف خيل ولا ركاب.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) ... الآية، يقول: ما قطعتم إليها واديًا، ولا سرتم إليها سيرًا، وإنما كان حوائط لبني النضير طعمة أطعمها الله رسوله، ذُكر لنا أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كان يقول: " أيُّمَا قَرْيَةٍ أَعْطَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، فَهِيَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَأيُّمَا قَرْيَةٍ فَتَحَهَا المُسْلِمُونَ عَنْوَةً فَإنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِرَسُولِهِ وَمَا بَقِيَ غَنِيمَةٌ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا ".
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الزهري، في قوله: ( فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) قال: صالح النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أهل فدك وقرى قد سماها لا أحفظها، وهو محاصر قومًا آخرين، فأرسلوا إليه بالصلح، قال: ( فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) يقول: بغير قتال. قال الزهريّ: فكانت بنو النضير للنبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم خالصة لم يفتحوها عنوة، بل على صلح، فقسمها النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بين المهاجرين لم يعط الأنصار منها شيئًا، إلا رجلين كانت بهما حاجة.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ )، يعني: بني النضير ( فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) قال: يذكر ربهم أنه نصرهم، وكفاهم بغير كراع، ولا عدة في قريظة وخيبر، ما أفاء الله على رسوله من قريظة، جعلها لمهاجرة قريش.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أَبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أَبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) قال: أمر الله عزّ وجلّ نبيه بالسير إلى قريظة والنضير، وليس للمسلمين يومئذ كثير خيل ولا ركاب، فجعل ما أصاب رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحكم فيه ما أراد، ولم يكن يومئذ خيل ولا ركاب يوجف بها. قال: والإيجاف: أن يوضعوا السير، وهي لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فكان من ذلك خيبر وَفَدَك وَقُرًى عَرَبَيةً، وأمر الله رسوله أن يعد لينبع، فأتاها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فاحتواها كلها، فقال ناس: هلا قسَّمها، فأنـزل الله عزّ وجلّ عذره، فقال: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ثم قال: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ... الآية.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ( فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ ) يعني: يوم قريظة.
وقوله: ( وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ) أعلمك أنه كما سلَّط محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على بني النضير، يخبر بذلك جلّ ثناؤه أن ما أفاء الله عليه من أموال لم يُوجف المسلمون بالخيل والركاب، من الأعداء مما صالحوه عليه له خاصة يعمل فيه بما يرى. يقول: فمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم إنما صار إليه أموال بني النضير بالصلح لا عنوة، فتقع فيها القسمة.( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) يقول: والله على كلّ شيء أراده ذو قدرة لا يُعجزه شيء، وبقُدرته على ما يشاء سلَّط نبيه محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على ما سلط عليه من أموال بني النضير، فحازه عليهم.
- ابن عاشور : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)
يجوز أن يكون عطفاً على جملة { ما قطعتم من لينة } [ الحشر : 5 ] الآية فتكون امتناناً وتكملة لمصارف أموال بني النضير .
ويجوز أن تكون عطفاً على مجموع ما تقدم عطفَ القصة على القصة والغرض على الغرض للانتقال إلى التعريف بمصير أموال بني النضير لئلا يختلف رجال المسلمين في قسمته . ولبيان أن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم في قسمة أموال بني النضير هو عدلٌ إن كانت الآية نزلت بعد القسمة وَمَا صْدَقُ { ما أفاء الله } هو ما تركوه من الأرض والنخل والنقض والحطب .
والفَيء معروف في اصطلاح الغزاة ، ففعل أفاء أعطَى الفيء ، فالفيء في الحروب والغارات ما يظفر به الجيْشُ من متاع عدوّهم وهو أعم من الغنيمة ولم يتحقق أيمة اللغة في أصل اشتقاقه فيكون الفيء بقتال ويكون بدون قتال ، وأما الغنيمة فهي ما أخذ بقتال .
وضمير { منهم } عائد إلى { الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } [ الحشر : 2 ] الواقع في أول السورة وهم بنو النضير . وقيل : أريد به الكفار ، وأنه نزَّلَ في فيء فدك فهذا بعيد ومخالف للآثار .
وقوله : { فما أوجفتم عليه } خبر عن ( ما ) الموصولة قرن بالفاء لأن الموصول كالشرط لتضمنه معنى التسبب كما تقدم آنفاً في قوله : { فبإذن الله } [ الحشر : 5 ] .
وهو بصريحه امتنان على المسلمين بأن الله ساق لهم أموال بني النضير دون قتال ، مثل قوله تعالى : { وكفى الله المؤمنين القتال } [ الأحزاب : 25 ] ، ويفيد مع ذلك كناية بأن يقصد بالإِخبار عنه بأنهم لم يُوجفوا عليه لازمُ الخبر وهو أنه ليس لهم سبب حقَ فيه . والمعنى : فما هو من حقّكم ، أو لا تسألوا قسمته لأنكم لم تنالوه بقتالكم ولكن الله أعطاه رسوله صلى الله عليه وسلم نعمة منه بلا مشقة ولا نصَب .
والإِيجاف : نوع من سَير الخيل . وهو سَير سريع بإِيقاع وأريد به الركض للإِغارة لأنه يكون سريعاً .
والركابُ : اسم جمع للإِبل التي تُرْكبُ . والمعنى : ما أغرتم عليه بخيل ولا إبل .
وحرف ( على ) في قوله تعالى : { فما أوجفتم عليه } للتعليل ، وليس لتعدية { أوجفتم } لأن معنى الإِيجاف لا يتعدى إلى الفيء بحرف الجر ، أو متعلقٌ بمحذوف هو مصدر { أوجفتم } ، أي إيجافاً لأجله .
و { مِن } في قوله : { من خيل } زائدة داخلة على النكرة في سياق النفي ومدخول { مِن } في معنى المفعول به ل { أوجفتم } أي ما سقتم خيلاً ولا ركاباً .
وقوله : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء } استدراك على النفي الذي في قوله تعالى : { فما أوجفتم عليه } لرفع توهم أنه لا حقّ فيه لأحد . والمراد : أن الله سلط عليه رسوله صلى الله عليه وسلم فالرسول أحق به . وهذا التركيب يفيد قصراً معنوياً كأنه قيل : فما سلطكم الله عليهم ولكن سلط عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم
وفي قوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء } إيجاز حذف لأن التقدير : ولكن الله سلط عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم والله يسلط رُسله على من يشاء وكان هذا بمنزلة التذييل لعمومه وهو دال على المقدر .
وعموم { من يشاء } لشمول أنه يسلط رسله على مقاتلين ويسلطهم على غير المقاتلين .
والمعنى : وما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم إنما هو بتسليط الله رسوله صلى الله عليه وسلم عليهم ، وإلقاء الرعب في قلوبهم والله يسلط رسله على من يشاء . فأغنى التذييل عن المحذوف ، أي فلا حقّ لكم فيه فيكون من مال الله يتصرّف فيه رسوله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمور من بعده .
فتكون الآية تبييناً لما وقع في قسمة فيء بني النضير . ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسمه على جميع الغُزاة ولكن قسمه على المهاجرين سواء كانوا مِمَّن غزوا معهُ أم لم يغزوا إذ لم يكن للمهاجرين أموالٌ . فأراد أن يكفيهم ويكفي الأنصار ما مَنحوه المهاجرين من النخيل . ولم يعط منه الأنصار إلا ثلاثة لشدة حاجتهم وهم أبو دَجانة ( سِماك بن خزينة ) ، وسَهلُ بن حنيف ، والحارث بن الصِّمَّة . وأعطى سعد بنَ معاذ سيفَ أبي الحُقيق ، وكل ذلك تصرّف باجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله جعل تلك الأموال له .
فإن كانت الآية نزلت بعد أن قسمت أموال النضير كانت بياناً بأن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم حقٌّ ، أمره الله به ، أو جعله إليه ، وإن كانت نزلت قبل القسمة ، إذ روي أن سبب نزولها أن الجيش سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تخميس أموال بني النضير مثل غنائم بدر فنزلت هذه الآية ، كانت الآية تشريعاً لاستحقاق هذه الأموال .
قال أبو بكر ابن العربي : «لا خلاف بين العلماء أن الآية الأولى خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي هذه الآية الأولى من الآيتين المذكورتين في هذه السورة خاصة بأموال بني النضير ، وعلى أنها خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعها حيث يشاء . وبذلك قال عمر بن الخطاب بمحضر عثمان ، وعبد الرحمان بن عوف ، والزبير ، وسعد ، وهو قول مالك فيما روَى عنه ابن القاسم وابن وهب . قال : كانت أموال بني النضير صافية لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتفقوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخمسها . واختُلف في القياس عليها كل مال لم يوجف عليه . قال ابن عطية : قال بعض العلماء وكذلك كل ما فتح الله على الأيمة مما لم يوجف عليه فهو لهم خاصة ا ه . وسيأتي تفسير ذلك في الآية بعدها .
- إعراب القرآن : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
«وَما» الواو استئنافية وما اسم موصول مبتدأ «أَفاءَ اللَّهُ» ماض ولفظ الجلالة فاعله والجملة صلة ما «عَلى رَسُولِهِ» متعلقان بالفعل «مِنْهُمْ» حال «فَما» الفاء واقعة في جواب الموصول «ما» نافية «أَوْجَفْتُمْ» ماض وفاعله والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها ، «عَلَيْهِ» متعلقان بالفعل «مِنْ خَيْلٍ» مجرور لفظا بمن الزائدة منصوب محلا مفعول به «وَلا رِكابٍ» معطوف على خيل ، «وَلكِنَّ اللَّهَ» الواو حالية لكن واسمها «يُسَلِّطُ رُسُلَهُ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية خبر لكن والجملة الاسمية حال ، «عَلى مَنْ» متعلقان بالفعل «يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة «وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «عَلى كُلِّ» متعلقان بقدير «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «قَدِيرٌ» خبر والجملة استئنافية لا محل لها.
- English - Sahih International : And what Allah restored [of property] to His Messenger from them - you did not spur for it [in an expedition] any horses or camels but Allah gives His messengers power over whom He wills and Allah is over all things competent
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(59:6) Whatever Allah has taken away from them and bestowed (as spoils) on His Messenger *11 for which you spurred neither horses nor camels; but Allah grants authority to His Messengers over whomsoever He pleases. Allah has power over everything. *12
- Français - Hamidullah : Le butin provenant de leurs biens et qu'Allah a accordé sans combat à Son Messager vous n'y aviez engagé ni chevaux ni chameaux; mais Allah donne à Ses messagers la domination sur qui Il veut et Allah est Omnipotent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und für das was Allah Seinem Gesandten von ihnen als kampflose Beute zugeteilt hat habt ihr weder Pferde noch Reitkamele in Trab gebracht sondern Allah gibt Seinen Gesandten Gewalt über wen Er will Und Allah hat zu allem die Macht
- Spanish - Cortes : No habéis contribuido ni con caballos ni con camellos a lo que de ellos ha concedido Alá a Su Enviado Alá empero permite a Sus enviados que dominen a quien Él quiere Alá es omnipotente
- Português - El Hayek : Tudo quanto Deus concedeu ao Seu Mensageiro tirado dos bens deles dos Bani Annadhir não tivestes de fazergalopar cavalo ou camelo algum para conseguir para transportar Deus concede aos Seus mensageiros o predomínio sobrequem Lhe apraz porque Deus é Onipotente
- Россию - Кулиев : К добыче которую Аллах вернул Своему Посланнику вы не скакали рысью ни на конях ни на верблюдах но Аллах дарует Своим посланникам власть над кем пожелает Аллах способен на всякую вещь
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
К добыче, которую Аллах вернул Своему Посланнику, вы не скакали рысью ни на конях, ни на верблюдах, но Аллах дарует Своим посланникам власть, над кем пожелает. Аллах способен на всякую вещь.О мусульмане! Аллах даровал Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, владения и богатство племени Надыр, которое прежде обитало в этих поселениях. Вы не готовились к этому сражению заранее, не прилагали особых усилий и не загоняли своих верховых животных. Стоило Аллаху вселить страх в сердца ваших врагов, как они сдались на вашу милость. Поистине, Аллах дарует Своим посланникам власть, над кем пожелает. Его власть и могущество безграничны, и посему никто не в силах воспротивиться Его воле, и никто не обретет мощи без Его соизволения. Военные трофеи, которые достаются мусульманам без боя либо от сбежавшего напуганного противника, на языке мусульманского богословия называются фей ‘нечто возвращенное’. Они получили такое название, потому что неверующие, которые не достойны вкушать блага Аллаха, возвращают их мусульманам, которым по праву принадлежат земные блага.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Onların mallarından Allah'ın Peygamberine verdiği şeyler için siz ne at ve ne de deve sürdünüz; fakat Allah peygamberlerine dilediği kimselere karşı üstünlük verir Allah herşeye Kadir'dir
- Italiano - Piccardo : Il bottino che Allah concesse [spetta] al Suo Inviato; non faceste correre [per conquistarlo] né cavalli né cammelli Allah fa trionfare i Suoi Inviati su chi vuole e Allah è onnipotente
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو دهستکهوتانه خوا له جوولهکهی سهندووه و بهخشیوویهتی بهپێغهمبهرهکهی ئێوه هیچ خۆتان ماندوو نهکردبوو بۆ بهدهست هێنانی نه بهسواری ئهسپ بۆی چووبوون نه به سواری وشتر بهڵکو ئهوه خوایه که پێغهمبهرهکهی زاڵ دهکات بهسهر ههر دهسته و تاقمێکدا که بیهوێت خوایش دهستهڵاتی بهسهر ههموو شتێکدا ههیه
- اردو - جالندربرى : اور جو مال خدا نے اپنے پیغمبر کو ان لوگوں سے بغیر لڑائی بھڑائی کے دلوایا ہے اس میں تمہارا کچھ حق نہیں کیونکہ اس کے لئے نہ تم نے گھوڑے دوڑائے نہ اونٹ لیکن خدا اپنے پیغمبروں کو جن پر چاہتا ہے مسلط کردیتا ہے۔ اور خدا ہر چیز پر قادر ہے
- Bosanski - Korkut : A vi niste kasom tjerali ni konje ni kamile radi onoga što je Allah od njih kao plijen darovao Poslaniku Svome nego Allah prepušta vlast poslanicima Svojim nad onima nad kojima On hoće; Allah sve može
- Swedish - Bernström : [Glöm inte att] ni varken har behövt sporra häst eller kamel för att vinna det byte [som ni tog från fienden och] som Gud har överlämnat till Sitt Sändebud Gud lägger makten över dem Han vill i Sina sändebuds händer; Gud är allsmäktig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan apa saja harta rampasan faii yang diberikan Allah kepada RasulNya dari harta benda mereka maka untuk mendapatkan itu kamu tidak mengerahkan seekor kudapun dan tidak pula seekor untapun tetapi Allah yang memberikan kekuasaan kepada RasulNya terhadap apa saja yang dikehendakiNya Dan Allah Maha Kuasa atas segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(Dan apa saja harta difaikan) harta yang diberikan (oleh Allah kepada Rasul-Nya dari harta benda mereka, maka kalian tidak mengerahkan) tidak melarikan hai kaum muslimin (untuk mendapatkannya) huruf min di sini adalah huruf zaidah (seekor kuda pun dan tidak pula seekor unta pun) yang dimaksud dengan lafal rikabin adalah unta kendaraan. Makna yang dimaksud ialah bahwa untuk mendapatkan harta fai itu kalian tidak susah payah lagi (tetapi Allah yang memberikan kekuasaan kepada Rasul-Nya terhadap siapa yang dikehendaki-Nya. Dan Allah Maha Kuasa atas segala sesuatu) maka tidak ada hak lagi bagi kalian dalam harta fai itu; itu khusus hanya untuk Nabi saw. dan untuk orang-orang yang akan disebutkan pada ayat selanjutnya, yaitu terdiri dari empat golongan, sesuai dengan apa yang telah ditentukan oleh Allah dalam pembagiannya. Maka bagi setiap golongan di antara mereka mendapatkan seperlimanya, dan bagi Nabi saw. sendiri adalah sisanya, artinya sama juga dengan seperlima. Nabi saw. boleh memberlakukan bagiannya itu sesuai dengan apa yang disukainya, untuk itu maka beliau memberikan sebagian daripadanya kepada orang-orang Muhajirin dan tiga orang dari kalangan sahabat Ansar karena mengingat kefakiran mereka.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ বনুবনুযায়রের কাছ থেকে তাঁর রসূলকে যে ধনসম্পদ দিয়েছেন তজ্জন্যে তোমরা ঘোড়ায় কিংবা উটে চড়ে যুদ্ধ করনি কিন্তু আল্লাহ যার উপর ইচ্ছা তাঁর রসূলগণকে প্রাধান্য দান করেন। আল্লাহ সবকিছুর উপর সর্বশক্তিমান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மேலும் அல்லாஹ் தன் தூதருக்கு அவர்களிலிருந்தும் எதை மீட்டுக் கொடுத்தானோ அதற்காக நீங்கள் குதிரைகளையோ ஒட்டகங்களையோ ஓட்டிப் போர் செய்து விடவில்லை எனினும் நிச்சியமாக அல்லாஹ் தான் நாடுவோர் மீது தம் தூதர்களுக்கு ஆதிக்கத்தைத் தருகிறான்; மேலும் அல்லாஹ் எல்லாப் பொருட்களின் மீதும் பேராற்றலுடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และสิ่งใดที่อัลลอฮฺทรงให้ร่อซูลของพระองค์ยึดมาได้จากพวกเขาพวกยะฮูด พวกเจ้ามิได้เหน็ดเหนื่อยด้วยการขี่ม้าหรือขี่อูฐออกไป แต่อัลลอฮฺทรงให้บรรดาร่อซูลของพระองค์มีอำนาจเหนือผู้ที่พระองค์ทรงประสงค์ และอัลลอฮฺเป็นผู้ทรงอานุภาพเหนือทุกสิ่งทุกอย่าง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳ Ўз Расулига улардан қайтариб берган нарсага сизлар от ёки туя чоптириб бормадингиз Лекин Аллоҳ Ўз Пайғамбарини хоҳлаган кимсанинг устидан ғолиб қиладир Аллоҳ ҳар бир нарсага қодирдир Бу оятда Аллоҳ таоло қўлга тушган молмулк учун мусулмонлар туя миниб от чоптириб қийналмаганларини бу нарсаларни Пайғамбарига Аллоҳнинг Ўзи Ўз қудрати билан берганини эслатмоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 凡真主收归使者的逆产,你们都没有汗马之劳;但真主使众使者,制服他所意欲者;真主对于万事,是全能的。
- Melayu - Basmeih : Dan apajua yang Allah kurniakan kepada RasulNya dari peninggalan harta benda mereka yang telah diusir itu maka kamu tidak berhak mendapatnya kerana kamu tidak memecut seekor kuda pun dan tidak menunggang seekor unta pun untuk berperang mengalahkan mereka; tetapi Allah memberikan kekuasaan kepada RasulrasulNya mengalahkan sesiapa yang dikehendakiNya dengan tidak payah berperang; dan Allah Maha Kuasa atas tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Wixii Xoola ah ee Ilaahay Nabiga uga soo celiyo Gaalada isagoon Fardo iyo awr lagu dagaallamin waxaa amarkiisa leh Nabiga Eebana Cidduu doono yuu ku diraa Rasuulkiisa wax walbana Eebe waa karaa
- Hausa - Gumi : Kuma abin da Allah Ya sanya ya zama ganĩma ga ManzonSa daga gare su to ba ku yi hari a kansa da dawãki ko rãƙuma ba amma Allah ne Ya rinjãyar da ManzanninSa a kan wanda Yake so kuma Allah Mai ĩkon yi ne a kan kõme
- Swahili - Al-Barwani : Na mali aliyo leta Mwenyezi Mungu kwa Mtume wake kutoka kwao hamkuyakimbilia mbio kwa farasi wala ngamia Lakini Mwenyezi Mungu huwapa mamlaka Mitume wake juu ya wowote awatakao Na Mwenyezi Mungu ni Muweza juu ya kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : E atë që Perëndia ia ka dhuruar kthyer prej ngatërrestarëve Profetit të Vet e që ju nuk e keni marrë si plaçkë me sulmim as të kuajve as të deeve por që Perëndia i jep pushtet profetëve të Vet mbi ata që Ai dëshiron Perëndia është i pushtetshëm për çdo gjë
- فارسى - آیتی : و آنچه خدا از داراييشان به پيامبر خود غنيمت داد، آن نبود كه شما با اسب يا شترى بر آن تاخته بوديد؛ بلكه خدا پيامبرانش را بر هر كه بخواهد مسلط مىسازد، و خدا بر هر چيزى قادر است.
- tajeki - Оятӣ : Ва он чӣ Худо аз дороияшон ба паёмбари худ ғанимат дод, шумо бо асп ё шутуре бар он натохта будед, балки Худо паёмбаронашро бар ҳар кӣ бихоҳад, ғолиб, месозад ва Худо бар ҳар чизе қодир, аст!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ پەيغەمبىرىگە ئۇلاردىن (يەنى بەنى نەزىرنىڭ ماللىرىدىن) قايتۇرغان غەنىمەتلەرنى سىلەر ئات - تۆگىلەرنى چاپتۇرۇپ (يەنى ئەجىر قىلىپ، جاپا - مۇشەققەت تارتىپ) قولغا كەلتۈرگەن ئەمەس، لېكىن اﷲ پەيغەمبەرلىرىنى خالىغان ئادەمگە مۇسەللەت قىلىدۇ، اﷲ ھەر نەرسىگە قادىردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവരില്നിന്ന് അല്ലാഹു തന്റെ ദൂതന് അധീനപ്പെടുത്തിക്കൊടുത്ത ധനമുണ്ടല്ലോ; അതിനായി നിങ്ങള്ക്ക് കുതിരകളെയും ഒട്ടകങ്ങളെയും ഓടിക്കേണ്ടി വന്നില്ല. എന്നാല്, അല്ലാഹു അവനാഗ്രഹിക്കുന്നവരുടെ മേല് തന്റെ ദൂതന്മാര്ക്ക് ആധിപത്യമേകുന്നു. അല്ലാഹു എല്ലാറ്റിനും കഴിവുറ്റവനല്ലോ.
- عربى - التفسير الميسر : وما افاءه الله على رسوله من اموال يهود بني النضير فلم تركبوا لتحصيله خيلا ولا ابلا ولكن الله يسلط رسله على من يشاء من اعدائه فيستسلمون لهم بلا قتال والفيء ما اخذ من اموال الكفار بحق من غير قتال والله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء
*11) From here to the end of verse 10, Allah explains how the lands and properties that were restored bto the Islamic State after the exile of the Ban; an- Nadir, are to be managed and administered. As it was the first occasion that a land was conquered and included in the Islamic territory, and many more lands were destined to be conquered in the future, the law governing the conquered lands was enunciated at the outset. Here, a note-worthy point is that AIIah at this place has used the words: Ma af'-Allahu ala Rasuli-hi min-hum "whatever AIIah restored to His Messenger from them." These words clearly imply that the rebels of AIIah Almighty arc not entitled to own the earth and things existing on it. If they have become their owners and are appropriating them, their ownership and appropriation of these things is, in fact, in the nature of usurpation of a master's property by a dishonest servant. The real right of these properties is that these should be spent and used in the service and obedience of their real Master, AIIah, Lord of the worlds, according to His will, and their this use is possible only through the agency of the righteous believers. Therefore, the true position of the properties which pass from the ownership of the disbelievers into the hands of the Muslims as the result of a lawful war, is that their real Owner has withdrawn them from His disobedient and disloyal servants, and restored them to His obedient and loyal servants. That is why, in the terminology of the Islamic Law such properties have been described as Fai (restored properties).
*12) That is, "The restoration of these properties to the Muslims is not the result of the effort of the actual fighting army so that the army on that basis may have the right that the properties may be distributed among the soldiers, but its real nature is that Allah by His bounty has given dominance to His Messengers and the system that they represent over them. In other words, the passing of these properties into the Muslims' hands is not the direct result of the effort and struggle of the fighting army, but the result of the total strength that AIIah has bestowed on His Messenger and his community and the system established by him Therefore, these properties are quite different in nature from the spoils of war and so cannot be distributed among the soldiers as such.
Thus, the Shari ah has made a distinction between ghanimah (spoils of war) and fai (restored properties). The injunction :n respect of the ghanimah has been given in surah AI-Anfal: 41, and it is this "It should be divided in five parts, four parts of which be distributed among the fighting army and the fifth deposited in the Public Treasury (Bait al-Mal), and expended on the items mentioned in the verse." As for the fai, the injunction is that it should not be distributed among the army, but it should be reserved for the items of expenditure being stated in the following verse. The distinction between the two has been made plain by the words: "You have not rushed your horses and camels on them," which imply the military operations. Thus, the properties which are taken as a direct result of such operations are the ghnimah and those which arc not the result of these operations are the fai. The distinction between ghanimah and tai that has been brterty mentioned in this verse, has been explained in greater detail by the juristis of Islam. Ghanimah are only those transferable properties which are taken from the enemy durIng military action; other things than these, e.g. lands, houses and other transferable and nontransferable properties of the enemy, are excluded from the definition of ghanimah and are fai. The source of this explanation is the letter that Hadrat 'Umar (may Allah be pleased with him) had written to Hadrat Sa'd bin Abi Waqqas after the conquest of 'Iraq. In that letter he wrote: "Distribute the properties and goods which the soldiers of the army collected and brought to your camp among the Muslims who participated in the war, and leave the lands and the canals with those who work on them so that the proceeds thereof are used for the salaries of the Muslims." (Abu Yusuf. Kitab al-Kharaj, p. 24; Abu 'Ubaid, Kitab al-Amwal, p. 59; Yahya bin Adam, Kitab al-Kharaj, pp. 27-28, 48). On this very basis, Hadrat Hasan Basri says: "Whatever is taken from the enemy camp, is the right of those who won victory over it? and the lands are for the Mttslirns." Yahya bin Adam, p. 27). And Imam Abu Yusuf says: 'Whatever the Muslims take from the enemy troops, and whatever goods and arms and cattle they collect and bring to their camp, is ghanimah; from this one-fifth will be deducted and the rest distributed among the soldiers." (Kitab al-Kharaj, p. 18). The same is the opinion of Yahya bin Adam, which he has expressed in his Kitab al-Kharaj (p. 27). Even more than this, what makes the distinction between ghanimah and fai clearer is that after the Battle of Nahawand when the ghanimah had been distributed and the conquered lands had been included in the Islamic State. a tnan named Sa'ib bin Aqra' found two bags of jewels outside the fort. He was confused whether it was the ghanimah which should be distributed in the army, or the fai which should be deposited in the Bait al-Mil Consequently, he came to Madinah and put the matter before Hadrat 'Umar, who decided that it should be sold and the price deposited in the Bait-al-Mil. From this it becomes clear that ghanimah are only those transferable properties which are taken by the soldiers during the war. After the war is over, the transferable properties also, like the nontransferable properties, become fai. Imam Abu 'Ubaid relates this event and says: "The properties that arc seized from the enemy by the use of force, when the war is still in progress, are ghanimah and what is taken after the war is over, when the territory has become Dar al-Islam (abode of Islam), is fai, which should be reserved for the common people of the dar al-Islam; the law of the one-fifth (khums) will not be applicable to it. " (Kitab al-Amwal p. 2S4).
After defining ghanimah thus, the rest of the properties, wealth and lands, which pass from the disbelievers' ownership to the Muslims may be divided into two main kinds first those which are taken as a result of actual fighting f anwatan in Fiqh terminology); second, those which are taken by the Muslims as a result of the peace terms whether peace is concluded because of the pressure of the military power of the Muslims, or their dread and awe, and in this are also included aII those properties which pass into the Muslims' ownership in every other way than as a result of actual fighting The differences that have arisen among the jurists of Islam have been only concerning the first kind of the properties in order to determine their correct legal position, for they do not come under 'those upon which you have not rushed your horses and camels." As regards the second kind of the properties, aII agree that they arc fai, for the Qur'an has explicitly laid down the injunction about them. Below we shall discuss in dctail the legal position of the first kind of the properties.