- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ ٱللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّۦنَ مَنْ أَنصَارِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ۖ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ۖ فَـَٔامَنَت طَّآئِفَةٌ مِّنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَٰهِرِينَ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله ۖ قال الحواريون نحن أنصار الله ۖ فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ۖ فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، كونوا أنصارًا لدين الله، كما كان أصفياء عيسى أنصارًا لدين الله حين قال لهم عيسى: مَن يتولى منكم نصري وإعانتي فيما يُقرِّب إلى الله؟ قالوا: نحن أنصار دين الله، فاهتدت طائفة من بني إسرائيل، وضلَّت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا بالله ورسوله، ونصرناهم على مَن عاداهم مِن فرق النصارى، فأصبحوا ظاهرين عليهم؛ وذلك ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ } [أي:] بالأقوال والأفعال، وذلك بالقيام بدين الله، والحرص على إقامته على الغير، وجهاد من عانده ونابذه، بالأبدان والأموال، ومن نصر الباطل بما يزعمه من العلم ورد الحق، بدحض حجته، وإقامة الحجة عليه، والتحذير منه.
ومن نصر دين الله، تعلم كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك، [والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر].
ثم هيج الله المؤمنين بالاقتداء بمن قبلهم من الصالحين بقوله: { كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ } أي: قال لهم عارضا ومنهضا من يعاونني ويقوم معي في نصرتي لدين الله، ويدخل مدخلي، ويخرج مخرجي؟
فابتدر الحواريون، فقالوا: { نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ } فمضى عيسى عليه السلام على أمر الله ونصر دينه، هو ومن معه من الحواريين، { فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } بسبب دعوة عيسى والحواريين، { وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ } منهم، فلم ينقادوا لدعوتهم، فجاهد المؤمنون الكافرين، { فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } أي: قويناهم ونصرناهم عليهم.
{ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } عليهم وقاهرين [لهم]، فأنتم يا أمة محمد، كونوا أنصار الله ودعاة دينه، ينصركم الله كما نصر من قبلكم، ويظهركم على عدوكم.
تمت ولله الحمد
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بنداء ثالث وجهه إلى المؤمنين ، دعاهم فيه إلى التشبه بالصالحين الصادقين من عباده فقال : ( ياأيها الذين آمَنُواْ . . . ) .
الحواريون : جمع حوارى . وهم أنصار عيسى - عليه السلام - الذين آمنوا به وصدقوه ، وأخلصوا له ولازموه ، وكانوا عونا له فى الدعوة إلى الحق ، وكانوا اثنى عشر رجلا .
يقال : فلان حوارى فلان ، أى : هو من خاصة أصحابه ، ومنه قول البنى - صلى الله عليه وسلم - فى الزبير بن العوام : " لكل نبى حوارى ، وحواريى الزبير " .
وأصل الحور : شدة البياض والصفاء ، ومنه قولهم فى خالص لباب الدقيق : الحوارى ، وفى النساء البيض الحسان : الحواريات والحوريات .
وسمى الله - تعالى - أصفياء عيسى وأنصاره بذلك لشدة إخلاصهم له ، وطهارة قلوبهم من الغش والنفاق ، فصاروا فى نقائهم وصفائهم كالشىء الأبيض الخالص .
والأنصار : جمع نصير ، وهو من ينصر غيره نصرا شديدا مؤزرا .
والمراد بنصر الله - تعالى - : نصر دينه وشريعته ونبيه الذى أرسله بالهدى ، وديم الحق .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو : كونوا أنصاراً لله .
والمعنى : يا من آمنتم بالله - تعالى - حق الإيمان داوموا وواظبوا على أن تكونوا أنصاراً لدين الله فى كل حال ، كما كان الحواريون كذلك ، عندما دعاهم عيسى - عليه السلام - إلى نصرته والوقوف إلى جانبه .
فالكلام محمول على المعنى ، والمقصود منه حض المؤمنين على طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى الاستجابة التامة لما يدعوهم إليه ، كما فعل الحواريون مع عيسى ، حيث ثبتوا على دينهم ، وصدقوا مع نبيهم ، دون أن تنال منهم الفتن أو المصائب .
قال صاحب الكشاف : فإن قلت : ما وجه صحة التشبيه - وظاهره تشبيه كونهم أنصاراً بقول عيسى ( مَنْ أنصاري إِلَى الله ) .
قلت التشبيه محمول على المعنى ، وعليه يصح ، والمراد كونوا أنصار الله ، كما كان الحواريون أنصار عيسى كذلك حين قال لهم : من أنصارى إلى الله .
فإن قتل : فما معنى قوله : ( مَنْ أنصاري إِلَى الله ) ؟ قلت : يجب أن يكون معناه مطابقا لجواب الحواريين : ( نَحْنُ أَنصَارُ الله ) والذى يطابقه أن يكون المعنى : من جندى متوجها إلى نصرة دين الله .
والاستفهام فى قوله - تعالى - : ( مَنْ أنصاري إِلَى الله ) للحض على نصرته والوقوف إلى جانبه .
وأضافهم - عليه السلام - إليه ، باعتبارهم أنصار دعوته ودينه .
وقوله : ( إِلَى الله ) متعلق بأنصارى ، ومعنى " إلى " الانتهاء المجازى .
أى : قال عيسى للحواريين على سبيل الامتحان لقوة إيمانهم : من الجند المخلصون الذين أعتمد عليهم بعد الله - تعالى - فى نصرة دينه ، وفى التوجه إليه بالعبادة والطاعة وتبليغ رسالته . . . ؟
فأجابوه بقولهم : نحن أنصار دين الله - تعالى - ونحن الذين على استعداد أن نبذل نفوسنا وأموالنا فى سبيل تبليغ دعوته - عز وجل - ومن أجل إعلاء كلمته .
وقوله - تعالى - : ( فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بني إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ ) مفرع على ما قبله ، لبيان موقف قومه منه .
أى : قال الحواريون لعيسى عندما دعاهم إلى اتباع الحق : نحن أنصار دين الله ، ونحن الذين سنثبت على العهد . . . أما بقية بنى إسرائيل فقد افترقوا إلى فرقتين : فرقة آمنت بعيسى وبما جاء به من عند الله - تعالى - ، وفرقة أخرى كفرت به وبرسالته .
وقوله : ( فَأَيَّدْنَا الذين آمَنُواْ على عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ ) .
بيان للنتائج التى تحققت لكل طائفة من الطائفتين : المؤمنين والكافرين .
وقوله : ( ظَاهِرِينَ ) من الظهور بمعنى الغلبة ، يقال : ظهر فلان على فلان ، إذا تغلب عليه وقهره .
أى : كان من قوم عيسى من آمن به ، ومنهم من كفر به ، فأيدنا وقوينا ونصرنا الذين آمنوا به ، على الذين كفروا به ، فصار المؤمنون ظاهرين ومنتصرين على أعدائهم بفضله - تعالى - ومشيئته .
والمقصود من هذا الخبر حض المؤمنون فى كل زمان ومكان ، على الإيمان والعمل الصالح ، لأن سنة الله - تعالى - قد اقتضت أن يجعل العاقبة لهم ، كما جعلها لأتباع عيسى المؤمنين ، على أعدائهم الكافرين .
قال بعض العلماء : وتأويل هذا النص يمكن أن ينصرف إلى أحد معنيين : إما أن الذين آمنوا برسالة عيسى - عليه السلام - ، هم المسيحيون إطلاقا ، من استقام ، ومن دخلت فى عقيدته الانحرافات ، وقد أيدهم الله - تعالى - على اليهود الذين لم يؤمنوا به أصلا ، كما حدث فى التاريخ .
وإما أن الذين آمنوا : هم الذين أصروا على التوحيد فى وجه المؤهلين لعيسى ، والمثلثين وسائر النحل التى انحرفت عن التوحيد .
ومعنى : أنهم أصبحوا ظاهرين ، أى : بالحجة والبرهان ، أو أن التوحيد الذى هم عليه ، هو الذى أظهره الله بهذا الدين الأخير - أى : دين الإسلام - وجعل له الجولة الأخيرة فى الأرض . كما وقع فى التاريخ .
هذا المعنى الأخير هو الأرجح والأقرب فى هذا السياق .
وبعد : فهذا تفسير لسورة " الصف " نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصاً لوجهه ، ونافعاً لعباده .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
ثم حضهم على نصر الدين وجهاد المخالفين فقال : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ) . قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو : " أنصارا " بالتنوين " لله " بلام الإضافة وقرأ الآخرون : " أنصار الله " مضافا لقوله : " نحن أنصار الله " .
( كما قال عيسى ابن مريم للحواريين ) . أي انصروا دين الله مثل نصرة الحواريين لما قال لهم عيسى عليه السلام : ( من أنصاري إلى الله ) . أي : من ينصرني مع الله ( قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ) . قال ابن عباس : يعني في زمن عيسى عليه السلام وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق : فرقة قالوا : كان الله فارتفع ، وفرقة قالوا : كان ابن الله فرفعه الله إليه وفرقة قالوا : كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه وهم المؤمنون واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا فظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين حتى بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى : ( فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) . عالين غالبين . وروى مغيرة عن إبراهيم قال : فأصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد - صلى الله عليه وسلم - أن عيسى كلمة الله وروحه .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يكونوا أنصار الله في جميع أحوالهم ، بأقوالهم ، وأفعالهم ، وأنفسهم ، وأموالهم ، وأن يستجيبوا لله ولرسوله ، كما استجاب الحواريون لعيسى حين قال : ( من أنصاري إلى الله ) ؟ أي : معيني في الدعوة إلى الله عز وجل ؟ ( قال الحواريون ) - وهم أتباع عيسى عليه السلام - : ( نحن أنصار الله ) أي : نحن أنصارك على ما أرسلت به وموازروك على ذلك ; ولهذا بعثهم دعاة إلى الناس في بلاد الشام في الإسرائيليين واليونانيين . وهكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في أيام الحج : " من رجل يؤويني حتى أبلغ رسالة ربي ، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي " حتى قيض الله عز وجل له الأوس ، والخزرج من أهل المدينة فبايعوه ، ووازروه ، وشارطوه أن يمنعوه من الأسود ، والأحمر إن هو هاجر إليهم ، فلما هاجر إليهم بمن معه من أصحابه وفوا له بما عاهدوا الله عليه ; ولهذا سماهم الله ورسوله : الأنصار وصار ذلك علما عليهم ، رضي الله عنهم ، وأرضاهم . وقوله : ( فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ) أي : لما بلغ عيسى ابن مريم عليه السلام رسالة ربه إلى قومه ، ووازره من وازره من الحواريين اهتدت طائفة من بني إسرائيل بما جاءهم به ، وضلت طائفة فخرجت عما جاءهم به ، وجحدوا نبوته ، ورموه وأمه بالعظائم ، وهم اليهود - عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة - وغلت فيه طائفة ممن اتبعه ، حتى رفعوه فوق ما أعطاه الله من النبوة ، وافترقوا فرقا وشيعا ، فمن قائل منهم : إنه ابن الله . وقائل : إنه ثالث ثلاثة : الأب ، والابن ، وروح القدس . ومن قائل : إنه الله . وكل هذه الأقوال مفصلة في سورة النساء .
وقوله : ( فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم ) أي : نصرناهم على من عاداهم من فرق النصارى ) فأصبحوا ظاهرين ) أي : عليهم ، وذلك ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله .
حدثني أبو السائب ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن المنهال - يعني ابن عمرو - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما أراد الله عز وجل أن يرفع عيسى إلى السماء ، خرج إلى أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلا من عين في البيت ، ورأسه يقطر ماء ، فقال : إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي . قال : ثم قال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ، ويكون معي في درجتي ؟ قال : فقام شاب من أحدثهم سنا فقال : أنا . قال : فقال له : اجلس . ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب فقال : أنا . فقال له : اجلس . ثم عاد عليهم فقام الشاب ، فقال : أنا . فقال : نعم ، أنت ذاك . قال : فألقي عليه شبه عيسى ، ورفع عيسى عليه السلام من روزنة في البيت إلى السماء ، قال : وجاء الطلب من اليهود فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه ، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به ، فتفرقوا فيه ثلاث فرق . فقالت فرقة : كان الله فينا ما شاء ، ثم صعد إلى السماء . وهؤلاء اليعقوبية . وقالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء ، ثم رفعه إليه وهؤلاء النسطورية وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه إليه ، وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة ، فقتلوها ، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - ( فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ) يعني : الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى والطائفة التي آمنت في زمن عيسى ) فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ) بإظهار محمد - صلى الله عليه وسلم - دينهم على دين الكفار ( فأصبحوا ظاهرين )
هذا لفظه في كتابه عند تفسير هذه الآية الكريمة . وهكذا رواه النسائي عند تفسير هذه الآية من سننه ، عن أبي كريب ، عن محمد بن العلاء ، عن أبي معاوية بمثله سواء .
فأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يزالون ظاهرين على الحق ، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، وحتى يقاتل آخرهم الدجال مع المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، كما وردت بذلك الأحاديث الصحاح ، والله أعلم .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين
أكد أمر الجهاد ; أي كونوا حواريي نبيكم ليظهركم الله على من خالفكم كما أظهر حواريي عيسى على من خالفهم . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع " أنصارا لله " بالتنوين . قالوا : لأن معناه اثبتوا وكونوا أعوانا لله بالسيف على أعدائه . وقرأ الباقون منأهل البصرة والكوفة والشام " أنصار الله " بلا تنوين ; وحذفوا لام الإضافة من اسم الله تعالى . واختاره أبو عبيدة لقوله : " نحن أنصار الله " ولم ينون ; ومعناه كونوا أنصارا لدين الله . ثم قيل : في الكلام إضمار ; أي قل لهم يا محمد : كونوا أنصار الله . وقيل : هو ابتداء خطاب من الله ; أي كونوا أنصارا كما فعل أصحاب عيسى فكانوا بحمد الله أنصارا وكانوا حواريين . والحواريون خواص الرسل . قال معمر : كان ذلك بحمد الله ; أي نصروه وهم سبعون رجلا ، وهم الذين بايعوه ليلة العقبة . وقيل : هم من قريش . وسماهم قتادة : أبا بكر وعمر وعليا وطلحة والزبير وسعد بن مالك وأبا عبيدة - واسمه عامر - وعثمان بن مظعون وحمزة بن عبد المطلب ; ولم يذكر سعيدا فيهم ، وذكر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
كما قال عيسى ابن مريم للحواريين وهم أصفياؤه اثنا عشر رجلا ، وقد مضت أسماؤهم في " آل عمران " وهم أول من آمن به من بني إسرائيل ، قاله ابن عباس . وقال مقاتل : قال الله لعيسى : إذا دخلت القرية فأت النهر الذي عليه القصارون فاسألهم النصرة ، فأتاهم عيسى وقال : من أنصاري إلى الله ؟ قالوا : نحن ننصرك . فصدقوه ونصروه .
ومعنى من أنصاري إلى الله أي من أنصاري مع الله ، كما تقول : الذود إلى الذود إبل ، أي مع الذود . وقيل : أي من أنصاري فيما يقرب إلى الله . وقد مضى هذا في " آل عمران "
فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة والطائفتان في زمن عيسى افترقوا بعد رفعه إلى السماء ، على ما تقدم في " آل عمران " بيانه .
فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم الذين كفروا بعيسى . فأصبحوا ظاهرين أي غالبين .
قال ابن عباس : أيد الله الذين آمنوا في زمن عيسى بإظهار محمد على دين الكفار . وقال مجاهد : أيدوا في زمانهم على من كفر بعيسى . وقيل أيدنا الآن المسلمين على الفرقتين الضالتين ، من قال : كان الله فارتفع ، ومن قال : كان ابن الله فرفعه الله إليه ; لأن عيسى ابن مريم لم يقاتل أحدا ولم يكن في دين أصحابه بعده قتال . وقال زيد بن علي وقتادة : " فأصبحوا ظاهرين " غالبين بالحجة والبرهان ; لأنهم قالوا فيما روي : ألستم تعلمون أن عيسى كان ينام والله لا ينام ، وأن عيسى كان يأكل والله تعالى لا يأكل ! . وقيل : نزلت هذه الآية في رسل عيسى عليه الصلاة والسلام . قال ابن إسحاق : وكان الذي بعثهم عيسى من الحواريين والأتباع بطرس وبولس إلى رومية ، واندراييس ، ومشى إلى الأرض التي يأكل أهلها الناس . وتوماس إلى أرض بابل من أرض المشرق . وفيلبس إلى قرطاجنة وهي أفريقية . ويحنس إلى دقسوس قرية أهل الكهف . ويعقوبس إلى أورشليم وهي بيت المقدس ، وابن تلما إلى العرابية وهي أرض الحجاز . وسيمن إلى أرض البربر . ويهودا وبردس إلى الإسكندرية وما حولها . فأيدهم الله بالحجة . فأصبحوا ظاهرين أي عالين ; من قولك : ظهرت على الحائط أي علوت عليه . والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
وقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ) اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة ( كُونُواْ أَنْصَارَ اللهِ ) بتنوين الأنصار. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة بإضافة الأنصار إلى الله.
والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، ومعنى الكلام: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله، كونوا أنصار الله، كما قال عيسى ابن مريم للحواريين: ( مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ) يعني من أنصاري منكم إلى نصرة الله لي.
وكان قتادة يقول في ذلك ما حدثني به بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) قال: " قد كانت لله أنصار من هذه الأمة تجاهد على كتابه وحقه ". وذُكر لنا أنه بايعه ليلة العقبة اثنان وسبعون رجلا من الأنصار، ذُكر لنا أن بعضهم قال: هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ إنكم تبايعون على محاربة العرب كلها أو يُسلموا. ذُكر لنا أن رجلا قال: يا نبيّ الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، قال: أشترط لربي أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما منعتم منه أنفسكم وأبناءكم " قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا يا نبيّ الله؟ قال: " لكم النصر في الدنيا، والجنة في الآخرة "، ففعلوا، ففعل الله ".
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة ( كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ) قال: قد كان ذلك بحمد الله، جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة، فنصروه وآوَوْه حتى أظهر الله دينه؛ قالوا: ولم يسمّ حيّ من السماء اسمًا لم يكن لهم قبل ذلك غيرهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: إن الحواريين كلهم من قريش: أَبو بكر، وعمر، وعلي، وحمزة، وجعفر، وأبو عُبيدة، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أَبي وقاص، وعثمان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوّام.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ( مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ) قال: من يتبعني إلى الله ؟.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جُبيْر، قال: سئل ابن عباس عن الحواريين، قال: سُمُّوا لبياض ثيابهم كانوا صيادي السمك.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله، الحواريون: هم الغسالون بالنبطية؛ يقال للغسال: حواري، وقد تقدم بياننا في معنى الحواري بشواهده واختلاف المختلفين فيه قبل فيما مضى، فأغنى عن إعادته.
وقوله: ( قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) يقول: قالوا: نحن أنصار الله على ما بعث به أنبياءه من الحقّ. وقوله: ( فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ) يقول جلّ ثناؤه: فآمنت طائفة من بني إسرائيل بعيسى، وكفرت طائفة منهم به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: " لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلي أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلا من عين في البيت ورأسه يقطر ماء؛ قال: فقال: إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة مرّة بعد أن آمن بي؛ قال: ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، ويكون معي في درجتي؟ قال: فقام شاب من أحدثهم سنًا، قال: فقال أنا، فقال له: اجلس؛ ثم أعاد عليهم ، فقام الشاب، فقال أنا؛ قال: نعم أنت ذاك؛ فألقى عليه شبه عيسى، ورُفع عيسى من رَوْزَنَة في البيت إلى السماء؛ قال: وجاء الطلب من اليهود، وأخذوا شبهه. فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرّة بعد أن آمن به، فتفرّقوا ثلاث فرق، فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء، ثم صعد إلى السماء، وهؤلاء اليعقوبية. وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء الله، ثم رفعه إليه، وهؤلاء النسطورية. وقالت فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله، ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت الطائفتان الكافرتان على المسلمة، فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسًا حتى بعث الله محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فآمنت طائفة من بني إسرائيل، وكفرت طائفة، يعني الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى، والطائفة التي آمنت في زمن عيسى، فأيدنا الذين آمنوا على عدّوهم، فأصبحوا ظاهرين في إظهار محمد على دينهم دين الكفار، فأصبحوا ظاهرين، وقوله: ( فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ ) يقول: فقوينا الذين آمنوا من الطائفتين من بني إسرائيل على عدوهم، الذي كفروا منهم بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بتصديقه إياهم، أن عيسى عبد الله ورسوله، وتكذيبه من قال هو إله، ومن قال: هو ابن الله تعالى ذكره، فأصبحوا ظاهرين، فأصبحت الطائفة المؤمنون ظاهرين على عدّوهم الكافرين منهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عبد الله الهلالي، قال: ثنا أَبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد ( فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ ) قال: قوّينا.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن سماك، عن إبراهيم ( فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ ) قال: لما بعث الله محمدًا، ونـزل تصديق من آمن بعيسى، أصبحت حجة من آمن به ظاهرة.
قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن سماك، عن إبراهيم، في قوله: ( فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ) قال: أيدوا بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فصدّقهم، وأخبر بحجتهم.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: ( فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ) قال: أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم كلمة الله وروحه.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال : ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ) من آمن مع عيسى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)
هذا خطاب آخر للمؤمنين تكملة لما تضمنه الخطاب بقوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة } إلى قوله : { وتجاهدون في سبيل الله } [ الصف : 10 ، 11 ] الآية الذي هو المقصود من ذلك الخطاب ، فجاء هذا الخطاب الثاني تذكيراً بأسوة عظيمة من أحوال المخلصين من المؤمنين السابقين وهم أصحاب عيسى عليه السلام مع قلة عددهم وضعفهم .
فأمر الله المؤمنين بنصر الدين وهو نصر غير النصر الذي بالجهاد لأن ذلك تقدم التحريض عليه في قوله : { وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم } [ الصف : 11 ] الآية ووَعَدهم عليه بأن ينصرهم الله ، فهذا النصر المأمور به هنا نصر دِين الله الذي آمنوا به بأن يبثّوه ويَثْبُتوا على الأخذ به دون اكتراث بما يلاقونه من أذى من المشركين وأهللِ الكتاب ، قال تعالى : { لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } [ آل عمران : 186 ] وهذا هو الذي شبه بنصر الحواريين دين الله الذي جاء به عيسى عليه السّلام ، فإن عيسى لم يجاهد من عاندوه ، ولا كان الحواريون ممن جاهدوا ولكنه صبر وصبروا حتى أظهر الله دين النصرانية وانتشر في الأرض ثم دبّ إليه التغيير حتى جاء الإسلام فنسخه من أصله .
والأنصار : جمع نصير ، وهو الناصر الشديد النصر .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر { كونوا أنصاراً لله } بتنوين { أنصاراً } وقرن اسم الجلالة باللام الجارة فيكون { أنصاراً } مراداً به دلالة اسم الفاعل المفيد للإِحداث ، أي محدثين النصر ، واللام للأجْل ، أي لأجل الله ، أي ناصرين له كما قال تعالى : { فلا ناصر لهم } [ محمد : 13 ] .
وقرأه الباقون بإضافة { أنصار } إلى اسم الجلالة بدون لام على اعتبار أنصار كاللقب على نحو قوله : { من أنصاري } .
والتشبيه بدعوة عيسى ابن مريم للحواريين وجواب الحواريين تشبيهُ تمثيل ، أي كونوا عند ما يدعوكم محمد صلى الله عليه وسلم إلى نصر الله كحالة قول عيسى ابن مريم للحواريين واستجابتهم له .
والتشبيه لقصد التنظير والتأسّي فقد صدق الحواريون وعدهم وثبتوا على الدّين ولم تزعزعهم الفتن والتعذيب .
و ( ما ) مصدرية ، أي كقول عيسى وقول الحواريين . وفيه حذف مضاف تقديره : لكوننِ قوللِ عيسى وقول الحواريين . فالتشبيه بمجموع الأمرين قول عيسى وجواب الحواريين لأن جواب الحواريين بمنزلة الكلام المفرع على دعوة عيسى وإنما تحذف الفاء في مثله من المقاولات والمحاورات للاختصار ، كما تقدم في قوله تعالى : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } في سورة [ البقرة : 30 ] .
وقول عيسى من أنصاري إلى الله } استفهام لاختبار انتدَابهم إلى نصر دين الله معه نظير قول طرفة :
إن القوم قالوا مَن فتىً خلت إنني ... عُنيت فلم أكسَل ولم أتبلد
وإضافة { أنصار } إلى ياء المتكلم وهو عيسى باعتبارهم أنصارَ دعوته .
و { إلى الله } متعلق ب { أنصاري } . ومعنى { إلى } الانتهاء المجازي ، أي متوجهين إلى الله ، شبه دعاؤهم إلى الدين وتعليمهم الناس ما يرضاه الله لهم بسعي ساعين إلى الله لينصروه كما يسعى المستنجَد بهم إلى مكان مستنجِدهم لينصروه على من غلبه .
ففي حرف { إلى } استعارة تبعية ، ولذلك كان الجواب المحكي عن الحواريين مطابقاً للاستفهام إذ قالوا : نحن أنصار الله ، أي نحن ننصر الله على من حادّه وشاقَّه ، أي ننصر دينه .
و { الحواريون : جمع حواري بفتح الحاء وتخفيف الواو وهي كلمة معربَة عن الحبشية ( حَواريا ) وهو الصاحب الصفي ، وليست عربية الأصل ولا مشتقة من مادة عربية ، وقد عدها الضحاك في جملة الألفاظ المعرّبة لكنه قال : إنها نبطية . ومعنى الحواري : الغسّال ، كذا في الإِتقان } .
و { الحواريون } : اسم أطلقه القرآن على أصحاب عيسى الاثني عشر ، ولا شك أنه كان معروفاً عند نصارى العرب أخذوه من نصارى الحبشة . ولا يعرف هذا الاسم في الأناجيل .
وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام حواريَّهُ على التشبيه بأحد الحواريين فقال : «لكل نبيء حواري وحواري الزبير» . وقد تقدم ذكر الحواريين في قوله تعالى : { قال الحواريون نحن أنصار الله } في سورة [ آل عمران : 52 ] .
واعلم أن مقالة عيسى عليه السّلام المحكية في هذه الآية غير مقالته المحكية في آية آل عمران فإن تلك موجهة إلى جماعة بني إسرائيل الذين أحسّ منهم الكفر لمَّا دعاهم إلى الإِيمان به . أمّا مقالته المحكية هنا فهي موجهة للذين آمنوا به طالباً منهم نصرته لقوله تعالى : كما قال عيسى ابن مريم للحواريين } الآية ، فلذلك تعين اختلاف مقتضى الكلامين المتماثلين .
وعلى حسب اختلاف المقامين يجرى اختلاف اعتبار الخصوصيات في الكلامين وإن كانا متشابهين فقد جعلنا هنالك إضافة { أنصارُ الله } [ آل عمران : 52 ] إضافة لفظية وبذلك لم يكن قولهم : { نحن أنصار الله } مفيداً للقصر لانعدام تعريف المسند . فأما هنَا فالأظهر أن كلمة { أنصار الله } اعتبرت لقباً للحواريين عَرَّفوا أنفسهم به وخلعوه على أنفسهم فلذلك أرادوا الاستدلال به على أنهم أحق الناس بتحقيق معناه ، ولذلك تكون إضافة { أنصار } إلى اسم الجلالة هنا إضافة معنوية مفيدة تعريفاً فصارت جملة { نحن أنصار الله } هنا مشتملة على صيغة قصر على خلاف نظيرتها التي في سورة آل عمران .
ففي حكاية جواب الحواريين هنا خصوصية صيغة القصر بتعريف المسند إليه والمسند . وخصوصيةُ التعريف بالإِضافة . فكان إيجازاً في حكاية جوابهم بأنهم أجابوا بالانتداب إلى نصر الرسول وبجعل أنفسهم محقوقين بهذا النصر لأنهم محضوا أنفسهم لنصر الدين وعُرِفوا بذلك وبحصر نصر الدين فيهم حصراً يفيد المبالغة في تمحضهم له حتى كأنه لا ناصر للدين غيرهم مع قلتهم وإفادته التعريض بكفر بقيّة قومهم من بني إسرائيل .
وفرع على قول الحواريين { نحن أنصار } الإخبار بأن بني إسرائيل افترقوا طائفتين طائفة آمنت بعيسى وما جاء به ، وطائفة كفرت بذلك وهذا التفريع يقتضي كلاماً مقدراً وهو فَنصروا الله بالدعوة والمصابرة عليها فاستجاب بعض بني إسرائيل وكفر بعض وإنما استجاب لهم من بني إسرائيل عدد قليل فقد جاء في إنجيل ( لُوقَا ) أن أتباع عيسى كانوا أكثر من سبعين .
والمقصود من قوله : { فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة } التوطئة لقوله : { فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين } والتأييد النصر والتقوية ، أيد الله أهل النصرانية بكثير ممن اتبع النصرانية بدعوة الحواريين وأتباعهم مثل بولس .
وإنما قال : { فأيدنا الذين آمنوا } ولم يقل : فأيدناهم لأن التأييد كان لمجموع المؤمنين بعيسى لا لكل فرد منهم إذ قد قتل من أتباعه خلق كثير ومُثِّل بهم وأُلْقوا إلى السباع في المشاهد العامة تفترسهم ، وكان ممن قُتل من الحواريين الحواري الأكبر الذي سماه عيسى بطرس ، أي الصخرة في ثباته في الله .
ويزعمون أن جثته في الكنيسة العظمى في رومة المعروفة بكنيسة القدِّيس بطرس والحكمُ على المجموع في مثل هذا شائع كما تقول : نصر الله المسلمين يوم بدر مع أن منهم من قتل . والمقصود نصر الدين .
والمقصود من هذا الخبر وعد المسلمين الذين أُمروا أن يكونوا أنصاراً لله بأن الله مؤيدهم على عدوّهم .
والعدوّ يطلق على الواحد والجمع ، قال تعالى : { وهم لكم عدو } [ الكهف : 50 ] وتقدم عند قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } في سورة [ الممتحنة : 1 ] .
والظاهرُ : هو الغالب ، يقال : ظهر عليه ، أي غلبه ، وظهَر به أي غلب بسببه ، أي بإعانته وأصل فعله مشتق من الاسم الجامد . وهو الظَهْر الذي هو العمود الوسط من جسد الإِنسان والدَّواب لأن بالظهر قوة الحيوان . وهذا مثل فعل ( عَضَد ) مشتقاً من العضُد . و ( أيد ) مشتقاً من اليد ومن تصاريفه ظاهرَ عليه واستظهر وظَهير له قال تعالى : { والملائكة بعد ذلك ظهير } [ التحريم : 4 ] . فمعنى { ظاهرين } أنهم منصورون لأن عاقبة النصر كانت لهم فتمكنوا من الحكم في اليهود الكافرين بعيسى ومزقوهم كل ممزق .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق إعرابها. «كُونُوا» فعل أمر ناقص والواو اسمه «أَنْصارَ اللَّهِ» خبره مضاف إلى لفظ الجلالة والجملة ابتدائية لا محل لها «كَما» صفة مفعول مطلق محذوف «قالَ عِيسَى» ماض وفاعله «ابْنُ» بدل من عيسى «مَرْيَمَ» مضاف إليه «لِلْحَوارِيِّينَ» متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ «أَنْصارِي» خبر «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بمحذوف حال والجملة مقول القول «قالَ الْحَوارِيُّونَ» ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها «نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ» مبتدأ وخبره ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مقول القول ، «فَآمَنَتْ طائِفَةٌ» الفاء حرف عطف وماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «مِنْ بَنِي» متعلقان بمحذوف صفة طائفة «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه وجملة «وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ» معطوفة على ما قبلها. «فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ» الفاء حرف استئناف وماض وفاعله واسم الموصول مفعوله والجملة استئنافية لا محل له «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة. «عَلى عَدُوِّهِمْ» متعلقان بالفعل «فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ» الفاء حرف عطف وأصبح واسمها وخبرها والجملة معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : O you who have believed be supporters of Allah as when Jesus the son of Mary said to the disciples "Who are my supporters for Allah" The disciples said "We are supporters of Allah" And a faction of the Children of Israel believed and a faction disbelieved So We supported those who believed against their enemy and they became dominant
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ(61:14) O you who have believed! Be helpers of Allah even as Jesus, son of Mary, had said to the disciples,' *19 "Who will be my helpers (in calling) towards Allah?" and the disciples had answered,"We are helpers of Allah. " *20 Then, some of the children of Israel believed and others disbelieved. So We aided the believers against their enemies, and they alone became triumphant. *21
- Français - Hamidullah : O vous qui avez cru Soyez les alliés d'Allah à l'instar de ce que Jésus fils de Marie a dit aux apôtres Qui sont mes alliés pour la cause d'Allah - Les apôtres dirent Nous sommes les alliés d'Allah Un groupe des Enfants d'Israël crut tandis qu'un groupe nia Nous aidâmes donc ceux qui crurent contre leur ennemi et ils triomphèrent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt seid Allahs Helfer so wie 'Isa der Sohn Maryams zu den Jüngern sagte "Wer sind meine Helfer auf dem Weg zu Allah hin" Die Jünger sagten "Wir sind Allahs Helfer" So glaubte ein Teil von den Kindern Isra'ils während ein anderer Teil ungläubig war Da stärkten Wir diejenigen die glaubten gegen ihre Feinde und so bekamen sie die Oberhand
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes Sed los auxiliares de Alá como cuando Jesús hijo de María dijo a los apóstoles ¿Quiénes son mis auxiliares en la vía que lleva a Alá Los apóstoles dijeron Nosotros somos los auxiliares de Alá De los hijos de Israel unos creyeron y otros no Fortalecimos contra sus enemigos a los que creyeron y salieron vencedores
- Português - El Hayek : Ó fiéis sede os auxiliadores de Deus como disse Jesus filho de Maria aos discípulos Quem são os meus auxiliadores na causa de Deus Responderam Nós somos os auxiliadores de Deus Acreditou então uma parte dos israelitas e outradesacreditou; então socorremos os fiéis contra seus inimigos e eles saíram vitoriosos
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Будьте помощниками Аллаха Иса Иисус сын Марьям Марии сказал апостолам Кто будет моим помощником на пути к Аллаху Апостолы ответили Мы - помощники Аллаха Часть сынов Исраила Израиля уверовала а другая часть не уверовала Мы поддержали тех которые уверовали в борьбе с их врагами и они вышли победителями
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
О те, которые уверовали! Будьте помощниками Аллаха. Иса (Иисус), сын Марьям (Марии), сказал апостолам: «Кто будет моим помощником на пути к Аллаху?» Апостолы ответили: «Мы - помощники Аллаха». Часть сынов Исраила (Израиля) уверовала, а другая часть не уверовала. Мы поддержали тех, которые уверовали, в борьбе с их врагами, и они вышли победителями.О верующие! Помогайте религии своего Господа словом и делом. Для этого вы сами должны руководствоваться предписаниями этой религии, призывать к ней других и бороться своими руками и своим имуществом с каждым, кто противится правой религии, отвергает истину и помогает распространению лжи и нечестия. Воистину, таким людям необходимо доказывать несостоятельность их воззрений, разъяснять им подлинную суть вещей и предостерегать их от заблуждения. А для того, чтобы помочь религии Аллаха, мусульмане обязаны изучать Коран и Сунну Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует, побуждать к этому окружающих и призывать людей творить благодеяния и избегать грехов. Затем Господь призвал верующих брать пример с их праведных предков. Стоило пророку Исе спросить у своих апостолов, кто из них готов последовать за ним и помогать ему в утверждении на земле религии Аллаха, как они ответили, что готовы помогать религии Аллаха. Они были верны данному слову и вместе со своим пророком помогали религии своего Господа. Однако лишь часть сынов Исраила уверовала и ответила на призыв пророка и его учеников. Часть народа израильского не уверовала и отвергла проповеди апостолов. И тогда верующие вступили с ними в священную борьбу, а Аллах помог уверовавшим одержать верх над их противниками. О последователи Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует! Будьте же и вы помощниками Аллаха и проповедниками Его религии, и Он непременно дарует вам победу над врагами, как Он даровал ее вашим предшественникам.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Allah'ın dininin yardımcıları olun Nitekim Meryem oğlu İsa Havarilere "Allah'a giden yolda yardımcılarım kimlerdir" deyince Havariler "Allah'ın dininin yardımcıları biziz" demişlerdi İsrailoğullarının bir takımı böylece inanmış bir takımı da inkar etmişti; ama Biz inananları düşmanlarına karşı destekledik de üstün geldiler
- Italiano - Piccardo : O credenti siate gli ausiliari di Allah così come Gesù figlio di Maria chiedeva agli apostoli “Chi sono i miei ausiliari [nella causa di] Allah” Risposero gli apostoli “Noi siamo gli ausiliari di Allah” Una parte dei Figli di Israele credette mentre un'altra parte non credette Aiutammo coloro che credettero contro il loro nemico ed essi prevalsero
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهو کهسانهی که ئیمان و باوهڕتان هێنهوه ببنه پشتیوانی بهرنامه و دینی خوا ببینه لایهنگری پهروهردگار ههروهکو عیسای کوڕی مهریهم به حهواریهکانی هاوهڵی وت کێ پشتیوان و یارو یاوهرمه بۆ ڕێبازی خوا حهواری و هاوهڵهکانی وتیان ئێمه ئامادهین ببینه پشتیوان و لایهنگیری خوا ئهوسا ئیتر خهڵکی بوون به دوو دهستهوه دهستهیهک له نهوهی ئیسرائیل باوهڕی هێناو شوین بهرنامهی خوا کهوت دهستهیهکیش ڕێبازی کوفری گرتهبهر جا ئێمهش پشتیوانیمان له ئیمانداران کردو بهو هۆیهوه سهرکهوتنمان بهسهر دوژمنهکانیاندا پێبهخسین و زاڵ بوون
- اردو - جالندربرى : مومنو خدا کے مددگار بن جاو جیسے عیسی ابن مریم نے حواریوں سے کہا کہ بھلا کون ہیں جو خدا کی طرف بلانے میں میرے مددگار ہوں۔ حواریوں نے کہا کہ ہم خدا کے مددگار ہیں۔ تو بنی اسرائیل میں سے ایک گروہ تو ایمان لے ایا اور ایک گروہ کافر رہا۔ اخر الامر ہم نے ایمان لانے والوں کو ان کے دشمنوں کے مقابلے میں مدد دی اور وہ غالب ہوگئے
- Bosanski - Korkut : O vjernici pomozite Allahovu vjeru kao što su učenici rekli "Mi ćemo pomoći Allahovu vjeru" – kad ih je Isa sin Merjemin upitao "Hoćete li me pomoći Allaha radi" I neki od sinova Israilovih su povjerovali a drugi nisu pa smo Mi one koji su povjerovali – protiv neprijatelja njihova pomogli i oni su pobijedili
- Swedish - Bernström : TROENDE Bli Guds medhjälpare Liksom Jesus Marias son sade till de vitklädda "Vem vill bli min medhjälpare [i arbetet] för Guds sak" och de svarade "Vi vill vara Guds medhjälpare" Bland Israels barn kom några att tro [på Jesus och hans budskap] medan andra förnekade [honom] Men Vi stödde dem som trodde på honom mot deras fiender och de [troende] avgick med segern
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman jadilah kamu penolong agama Allah sebagaimana Isa ibnu Maryam telah berkata kepada pengikutpengikutnya yang setia "Siapakah yang akan menjadi penolongpenolongku untuk menegakkan agama Allah" Pengikutpengikut yang setia itu berkata "Kamilah penolongpenolong agama Allah" lalu segolongan dari Bani Israil beriman dan segolongan lain kafir; maka Kami berikan kekuatan kepada orangorang yang beriman terhadap musuhmusuh mereka lalu mereka menjadi orangorang yang menang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ۖ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ ۖ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ
(Hai orang-orang yang beriman jadilah kalian penolong-penolong Allah) yakni agama-Nya; menurut suatu qiraat dibaca anshaarallah, artinya dengan dimudhafkan (sebagaimana telah dikatakan) dan seterusnya; makna yang dimaksud ialah sebagaimana yang telah dikatakan oleh kaum Hawariyyun. Pengertian ini disimpulkan dari ayat selanjutnya, yaitu (oleh Isa putra Maryam kepada pengikut-pengikutnya yang setia, "Siapakah yang akan menjadi penolong-penolongku untuk menegakkan agama Allah?") di antara orang-orang yang bersamaku. (Pengikut-pengikut yang setia itu berkata, "Kami-lah penolong-penolong agama Allah") penolong-penolong atau Hawariyyun adalah teman-teman pilihan Nabi Isa, mereka adalah orang-orang yang paling pertama dan paling dahulu beriman kepada Nabi Isa, dan jumlah mereka ada dua belas orang laki-laki. Lafal Hawariyyun ini diambil dari asal kata al-hur yang artinya putih cemerlang. Akan tetapi menurut suatu pendapat yang lain dikatakan, adalah terdiri dari orang-orang yang pendek dan pakaian mereka dicelup dengan warna putih (lalu segolongan dari Bani Israel beriman) kepada Nabi Isa, dan mereka mengatakan, bahwa Nabi Isa itu adalah hamba Allah yang kemudian diangkat naik ke langit (dan segolongan yang lain kafir) karena mereka telah mengatakan, bahwasanya Nabi Isa itu adalah anak Allah, yang kemudian diangkat ke langit ke sisi-Nya. Akhirnya kedua golongan tersebut berperang (maka Kami berikan kekuatan) Kami jadikan kuat (orang-orang yang beriman) di antara dua golongan tersebut (terhadap musuh-musuh mereka) yakni golongan yang kafir (lalu mereka menjadi orang-orang yang menang) memperoleh kemenangan atas golongan yang kafir
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুমিনগণ তোমরা আল্লাহর সাহায্যকারী হয়ে যাও যেমন ঈসা ইবনেমরিয়ম তার শিষ্যবর্গকে বলেছিল আল্লাহর পথে কে আমার সাহায্যকারী হবে শিষ্যবর্গ বলেছিলঃ আমরা আল্লাহর পথে সাহায্যকারী। অতঃপর বনীইসরাঈলের একদল বিশ্বাস স্থাপন করল এবং একদল কাফের হয়ে গেল। যারা বিশ্বাস স্থাপন করেছিল আমি তাদেরকে তাদের শত্রুদের মোকাবেলায় শক্তি যোগালাম ফলে তারা বিজয়ী হল।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஈமான் கொண்டவர்களே மர்யமின் குமாரர் ஈஸா தம் சீடர்களை நோக்கி "அல்லாஹ்வுக்காக எனக்கு உதவி செய்வோர் யார்" எனக் கேட்க சீடர்கள் "நாங்கள் அல்லாஹ்வின் உதவியாளர்களாக இருக்கின்றோம்" என்று கூறியதுபோல் நீங்கள் அல்லாஹ்வின் உதவியாளர்களாக ஆகிவிடுங்கள் எனினும் இஸ்ராயீல் மக்களில் ஒரு கூட்டம் ஈமான் கொண்டது பிறிதொரு கூட்டமோ நிராகரித்தது ஆகவே ஈமான் கொண்டவர்களுக்கு அவர்களுடைய பகைவர்களுக்கு எதிராக உதவி அளித்தோம் அதனால் அவர்கள் வெற்றியாளராய் ஆகிவிட்டார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้บรรดาผู้ศรัทธาเอ๋ย จงเป็นผู้ช่วยเหลือในทางของอัลลอฮฺ ดังเช่น อีซา อิบนฺมัรยัมได้กล่าวแก่บรรดาสาวกว่า ผู้ใดจะเป็นผู้ช่วยเหลือฉันไปยังอัลลอฮฺบ้าง บรรดาสาวกได้กล่าวว่า พวกเราเป็นผู้ช่วยเหลือในทางของอัลลอฮฺ ดังนั้นกลุ่มหนึ่งจากวงศ์วารของอิสรออีลได้ศรัทธา และอีกกลุ่มหนึ่งได้ปฏิเสธศรัทธา แต่เราได้ช่วยเสริมสร้างกำลังแก่บรรดาผู้ศรัทธาให้เหนือกว่าศัตรูของพวกเขา แล้วพวกเขาก็กลายเป็นผู้มีชัยชนะ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Аллоҳнинг ёрдамчилари бўлинг Худди Ийсо ибн Марям ҳаворийларга Ким Аллоҳ учун менинг ёрдамчим деганида ҳаворийлар Биз Аллоҳнинг ёрдамчиларимиз деганларидек Бас Бани Исроилдан бир тоифа иймон келтирди ва бир тоифа кофир бўлди Бас Биз иймон келтирганларни душманлари устидан қўллабқувватладик Ва улар ғолиб бўлдилар Ҳаворийлар Ийсо алайҳиссаломнинг шогирдлари у кишига яқин одамлардир Аллоҳ таоло бу ояти каримада мусулмонларни Ислом динига хизмат қилишга чақирмоқда ва бу хизматни Аллоҳга ёрдамчи бўлиш деб атамоқда
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊!你们应当做协助真主的人,犹如麦尔彦之子尔撒对他的门徒所说的:谁是与我共同协助真主的?那些门徒说:我们是协助真主的。以色列的後裔中,有一派人已经信道,有一派人并不信道。我扶助信道的人们对抗他们的敌人,故他们变成优胜的。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman Jadikanlah diri kamu pembelapembela ugama Allah sebagaimana keadaan penyokongpenyokong Nabi Isa ibni Maryam ketika ia berkata kepada penyokongpenyokongnya itu "Siapakah penolongpenolongku dalam perjalananku kepada Allah dengan menegakkan ugamaNya" Mereka menjawab "Kamilah pembelapembela ugama Allah" Setelah Nabi Isa tidak berada di antara mereka maka sepuak dari kaum Bani Israil beriman dan sepuak lagi tetap kafir Lalu Kami berikan pertolongan kepada orangorang yang beriman untuk mengalahkan musuhnya maka menjadilah mereka orangorang yang menang
- Somali - Abduh : dadka xaqa rumeeyow noqda gargaarayaasha Eebe sidii kuwii Nabi Ciise ibnu Maryama Saaxiibadiis ahaa Xawaariyintii ee uu ku yidhi yaa Eebe iila gargaara markaas ay dheheen annagaa ah gargaarayaashii Eebe ka dib ay xaqa rumaysay koox Banii Israa'iil ka mid ah kooxna ay ka gaalawday; Eebena ayiday xoojiyey kuwii xaqa rumeeyey kana adkaadeen Cadawgoodii oo iyagu ka muuqdeen ka taliyeen dhulkii
- Hausa - Gumi : Yã kũ waɗanda suka yi ĩmani Ku kasance mataimakan Allah kamar abin da Ĩsã ɗanMaryama ya ce ga Hawãriyãwa "Waɗanne ne mataimakãna zuwa ga aikin Allah" Sai wata ƙungiya daga Banĩ Isrã'ĩla ta yi ĩmãni kuma wata ƙungiya ta kãfirta Sai muka ƙarfafa waɗanda suka yi ĩmãni a kan maƙiyansu sabõda haka suka wãyi gari marinjãya
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Kuweni wasaidizi wa Mwenyezi Mungu kama alivyo sema Isa bin Mariamu kuwaambia wanafunzi wake Nani wasaidizi wangu kwa Mwenyezi Mungu Wakasema wanafunzi Sisi ni wasaidizi wa Mwenyezi Mungu Basi taifa moja la Wana wa Israili liliamini na taifa jingine lilikufuru Basi tukawaunga mkono walio amini dhidi ya maadui zao wakawa wenye kushinda
- Shqiptar - Efendi Nahi : O besimtarë bëhuni ndihmësit e besimit të Perëndisë ashtu siç u ka thënë Isai i biri i Merjemës nxënësve apostujve të tij “Kush janë ndihmësit e mi te Perëndia Apostujt u përgjegjën “Ne jemi ndihmësit e Perëndisë” – Dhe kanë besuar një grup nga bijtë e Israelit e një grup tjetër kanë mohuar; andaj Ne i kemi forcuar ndihmuar besimtarët kundër armikut të tyre dhe ata u bënë fitues
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، ياوران خدا باشيد، همچنان كه عيسى بن مريم به حواريان گفت: چه كسانى ياوران من در راه خدايند؟ حواريان گفتند: ما ياوران خدا هستيم. پس گروهى از بنىاسرائيل ايمان آوردند و گروهى كافر شدند. ما كسانى را كه ايمان آورده بودند بر ضد دشمنانشان مدد كرديم تا پيروز شدند.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, ёварони Худо бошед, ҳамчунон ки Исо бинни Марям ба ҳавориён (ёварон) гуфт: «Чӣ касоне ёварони ман дар роҳи Худоянд?» Ҳавориён гуфтанд: «Мо ёварони Худо ҳастем». Пас гурӯҳе аз банӣ-Исроил имон оварданд ва гурӯҳе кофир шуданд. Мо касонеро, ки имон оварда буданд, бар зидди душманонашон мадад кардем, то ғолиб шуданд.
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر! ھەۋارىيۇنلار (يەنى ئىسا ئەلەيھىسسالامغا دەسلەپتە ئىمان ئېيتقان مۆمىن قەۋم) دەك اﷲ نىڭ ياردەمچىلىرى بۇلۇڭلار، مەريەمنىڭ ئوغلى ئىسا ھەۋارىيۇنلارغا: «(اﷲ نىڭ دەۋىتىنى تەبلىغ قىلىشتا) اﷲ قا كىملەر ياردەمچىلىرىم بولىدۇ؟» دېدى، ھەۋارىيۇنلار: «بىز اﷲ نىڭ ياردەمچىلىرىمىز» دېدى، ئىسرائىل ئەۋلادىدىن بىر تائىپە ئىمان ئېيتتى، يەنە بىر تائىپە كاپىر بولدى، مۆمىنلەرگە ئۇلارنىڭ ئۆز دۈشمەنلىرىگە قارشى تۇرۇشىدا يار - يۆلەكتە بولدۇق، شۇنىڭ بىلەن مۆمىنلەر غالىب بولدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങള് അല്ലാഹുവിന്റെ സഹായികളാവുക? മര്യമിന്റെ മകന് ഈസാ ഹവാരികളോട് ചോദിച്ചപോലെ: "ദൈവമാര്ഗത്തില് എന്നെ സഹായിക്കാനാരുണ്ട്?” ഹവാരിക 1ള് പറഞ്ഞു: "ഞങ്ങളുണ്ട് അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് സഹായികളായി.” അങ്ങനെ ഇസ്രായേല് മക്കളില് ഒരുവിഭാഗം വിശ്വസിക്കുകയും മറ്റൊരു വിഭാഗം അവിശ്വസിക്കുകയും ചെയ്തു. പിന്നെ, വിശ്വസിച്ചവര്ക്കു നാം അവരുടെ ശത്രുക്കളെ തുരത്താനുള്ള കരുത്ത് നല്കി. അങ്ങനെ അവര് വിജയികളാവുകയും ചെയ്തു.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه كونوا انصارا لدين الله كما كان اصفياء عيسى انصارا لدين الله حين قال لهم عيسى من يتولى منكم نصري واعانتي فيما يقرب الى الله قالوا نحن انصار دين الله فاهتدت طائفه من بني اسرائيل وضلت طائفه فايدنا الذين امنوا بالله ورسوله ونصرناهم على من عاداهم من فرق النصارى فاصبحوا ظاهرين عليهم وذلك ببعثه محمد صلى الله عليه وسلم
*19) For the companions of the Prophet Jesus (peace be on him) the word `Disciples" generally has been used in the Bible, but later the term "apostle" became prevalent for them among the Christians, and in the sense that they were God's apostles, but in the sense that the Prophet Jesus used to send them to different parts of Palestine as his preachers. Among the Jews this word was already in use for those who were sent to collect subscriptions for the Temple. However, the Qur'anic term "hawari" is better than both the Christian terms. The essence of this word is hur, which means whiteness. The washerman is called hawari because he whitens clothes by washing them. A pure and un-adulterated thing is also called hawari . The flour from which bran has been sifted is known as huwwara. In this very meaning this word is used for a sincere friend and an unselfish supporter. Ibn Sayyidah says: "Anyone who exaggerates in helping another is his hawari." (Lisan al-'Arab).
*20) This is the last place in the Holy Qur'an where those who exert themselves in calling the people to Allah's Religion and to cause it to become dominant over disbelief, have been called helpers of Allah. Before this, this very theme has been expressed in Al-'Imran: 52, Al-Hajj: 40, Muhammad: 7, Al-Hadid25 and Al-Hashr: 8 above, and we have explained these verses in E.N. 50 of Al Imran, E.N. 84 of Al-Hajj, E.N. 12 of Muhammad, E.N. 47 of Al-Hadid.
Moreover, in E. N . 9 of Surah Muhammad also light has been thrown on an aspect of this question. In spite of this some people seem to have the confusion that when AIIah Almighty is All-Powerful, Self-Sufficient, and Independent of the help of all His creatures, how then can a man be a helper of Allah? To remove this confusion we shall further explain this point here.
In fact, these people have not been called helpers of AIIah for the reason that Allah, Lord of the worlds, (God forbid) stood in need of any help from some of His creatures, but because in the sphere of life in which Allah Himself has granted man freedom of belief and disbelief, obedience and disobedience, He does not will to make the people His believers and obedient servants by means of His power and might. Instead, He adopts the method of admonition and instruction to show them the right way through His Prophets and Books. The one who accepts this admonition and instruction willingly is a Mu'min, the one who submits practically to His Commands, is a Muslim and devout God-worshipper, the one who adopts an attitude of God-consciousness is a Muttaqi, the one who vies with others for good works is a Muhsin, and over and above this, the one who starts working for the reformation of the people by means of the same method of admonition and instruction and for establishing the system of Allah's obedience instead of disbelief and wickedncss, is declared by Allah as His own helper, as has been mentioned in clear words at several places in the verses cited above. If the object were to designate such people as helpers of Allah's Religion and not of AIIah, the words would have been ansar-u din Allah and not ansar-Allah, yansuruna din-Allah and not yansurun-Allah, intansuruna din-Allah and not in-iansurun-Allah. When in order to convey and express a theme; Allah has adopted one and the same style at several places, successively, it proves conclusively that the actual object is to designate these people as helpers of Allah. But this "helpfulness", God forbid, is not in the sense that these people fulfil some need of AIIah for which He requires their help, but it is in the sense that these people participate in the cause which Allah wills to accomplish through His Prophets and His Books instead of His great power and might.
*21) Those who disbelieved in Jesus Christ are the Jews, and those who believed in him are the Christians as well as the Muslims, and Allah granted both these domination over the disbelievers of Christ. This is meant to requires the Muslims that just as the believers of Christ have dominated over his disbelievers in the past, so will the believers of the Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace) prevail over his disbelivers.