- عربي - نصوص الآيات عثماني : بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۖ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : بسم الله الرحمن الرحيم يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض ۖ له الملك وله الحمد ۖ وهو على كل شيء قدير
- عربى - التفسير الميسر : ينزِّه الله عما لا يليق به كل ما في السموات وما في الأرض، له سبحانه التصرف المطلق في كل شيء، وله الثناء الحسن الجميل، وهو على كل شيء قدير.
- السعدى : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
هذه الآيات [الكريمات]، مشتملات على جملة كثيرة واسعة، من أوصاف الباري العظيمة، فذكر كمال ألوهيته تعالى، وسعة غناه، وافتقار جميع الخلائق إليه، وتسبيح من في السماوات والأرض بحمد ربها، وأن الملك كله لله، فلا يخرج مخلوق عن ملكه، والحمد كله له، حمد على ما له من صفات الكمال، وحمد على ما أوجده من الأشياء، وحمد على ما شرعه من الأحكام، وأسداه من النعم.
وقدرته شاملة، لا يخرج عنها موجود، فلا يعجزه شيء يريده.
- الوسيط لطنطاوي : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
مقدمة وتمهيد
1- سورة التغابن هي السورة الرابعة والستون في ترتيب المصحف، أما نزولها على النبي صلى الله عليه وسلم فكان- كما ذكره صاحب الإتقان بعد سورة «الجمعة» وقبل سورة «الصف» .
وعدد آياتها ثماني عشرة آية.
2- وجمهور المفسرين على أنها من السور المدنية.
قال الشوكانى: وهي مدنية في قول الأكثر، وقال الضحاك: هي مكية، وقال الكلبي:
هي مكية ومدنية.
أخرج ابن الضريس عن ابن عباس أنه قال: نزلت سورة التغابن بالمدينة.
وفي رواية أخرى عنه: أنها نزلت بمكة إلا آيات من آخرها نزلن بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعى، شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده، فأنزل الله- تعالى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ.. إلى آخر السورة «1» .
ويبدو لنا أن بعض آيات هذه السورة يغلب عليها طابع القرآن المكي، كالآيات التي تتحدث عن مظاهر قدرة الله- تعالى- وعن إنكار المشركين للبعث والرد عليهم.
لذا نرجح- والله أعلم- أن النصف الأول منها من القرآن المكي، والنصف الأخير من القرآن المدني.
3- والسورة الكريمة بعد ذلك من أهم مقاصدها: تنزيه الله- تعالى- عن الشريك أو الولد، وبيان ألوان من مظاهر قدرته ومننه على خلقه، والرد على المشركين الذين زعموا أنهم لن يبعثوا، والمقارنة بين حسن عاقبة الأخيار وسوء عاقبة الأشرار، وبيان أن كل شيء يقع في
ذا الكون هو بقضاء الله وقدره. وتحريض المؤمنين على تقوى الله- تعالى- وعلى إيثار ما عنده على كل شيء من شهوات هذه الدنيا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
سورة " التغابن " هى آخر السور المفتتحة بالتسبيح ، فقد قال - سبحانه - فى مطلعها .
( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض . . . ) أى : ينزه الله - تعالى - عن كل نقص ، ويجله عن كل مالا يليق به ، جميع الكائنات التى فى سماواته - سبحانه - وفى أرضه ، كما قال - عز وجل - : ( تُسَبِّحُ لَهُ السماوات السبع والأرض وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) وجىء هنا وفى سورة الجمعة بصيغة المضارع ( يُسَبِّحُ ) للدلالة على تجدد هذا التسبيح ، وحدوثه فى كل وقت وآن .
وجىء فى سورة الحديد ، والصف ، بصيغة الماضى ( سَبَّحَ ) . للدلالة على أن التسبيح قد استقر وثبت لله - تعالى - وحده ، من قديم الزمان .
وقوله - سبحانه - : ( لَهُ الملك وَلَهُ الحمد وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) مؤكد لما قبله ، من بيان أن جميع الكائنات تسبح لله - تعالى - لأنه مالكها وصاحب الفضل المطلق عليها .
وتقديم الجار والمجرور ( لَهُ ) لإفادة الاختصاص والقصر .
أى : له - سبحانه - وحده ملك هذا الكون ، وله وحده الحمد التام المطلق من جميع مخلوقاته ، وليس لغيره شىء منهما ، وإذا وجد شىء منهما لغيره فهو من فيضه وعطائه ، إذ هو - سبحانه - القدير الذى لا يقف فى وجه قدرته وإرادته شىء .
- البغوى : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
مدنية
قال عطاء هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله: "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم" إلى آخرهن. "يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
- ابن كثير : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
تفسير سورة التغابن وهي مدنية ، وقيل : مكية .
قال الطبراني : حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي ، حدثنا العباس بن الوليد الخلال ، حدثنا الوليد بن الوليد ، حدثنا ابن ثوبان ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن "
أورده ابن عساكر في ترجمة " الوليد بن صالح " وهو غريب جدا ، بل منكر .
هذه السورة هي آخر المسبحات ، وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبارئها ومالكها ; ولهذا قال : ( له الملك وله الحمد ) أي : هو المتصرف في جميع الكائنات ، المحمود على جميع ما يخلقه ويقدره .
وقوله : ( وهو على كل شيء قدير ) أي : مهما أراد كان بلا ممانع ولا مدافع ، وما لم يشأ لم يكن .
- القرطبى : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وهي مدنية في قول الأكثرين .
وقال الضحاك : مكية .
وقال الكلبي : هي مكية ومدنية .
وهي ثماني عشرة آية .
وعن ابن عباس أن " سورة التغابن " نزلت بمكة ; إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي , شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده , فأنزل الله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " [ التغابن : 14 ] إلى آخر السورة .
وعن عبد الله بن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود يولد إلا وفي تشابيك رأسه مكتوب خمس آيات من فاتحة " سورة التغابن " .
قال ابن عباس : صلى لله " ما في السموات " ممن خلق من الملائكة " والأرض " من شيء فيه روح أو لا روح فيه .
وقيل : هو تسبيح الدلالة .
وأنكر الزجاج هذا وقال : لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة , فلم قال : " ولكن لا تفقهون تسبيحهم " [ الإسراء : 44 ] وإنما هو تسبيح مقال .
واستدل بقوله تعالى : " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن " [ الأنبياء : 79 ] فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟ !
وقيل المراد به تسبيح الدلالة , وكل محدث يشهد على نفسه بأن الله عز وجل خالق قادر .
وقالت طائفة : هذا التسبيح حقيقة , وكل شيء على العموم يسبح تسبيحا لا يسمعه البشر ولا يفقهه , ولو كان ما قاله الأولون من أنه أثر الصنعة والدلالة لكان أمرا مفهوما , والآية تنطق بأن هذا التسبيح لا يفقه .
وأجيبوا بأن المراد بقوله : " لا تفقهون " الكفار الذين يعرضون عن الاعتبار فلا يفقهون حكمة الله سبحانه وتعالى في الأشياء .
وقالت فرقة : قوله " من شيء " عموم , ومعناه الخصوص في كل حي ونام , وليس ذلك في الجمادات .
ومن هذا قول عكرمة : الشجرة تسبح والأسطوان لا يسبح .
وقال يزيد الرقاشي للحسن وهما في طعام وقد قدم الخوان : أيسبح هذا الخوان يا أبا سعيد ؟ فقال : قد كان يسبح مرة ; يريد أن الشجرة في زمن ثمرها واعتدالها كانت تسبح , وأما الآن فقد صار خوانا مدهونا .
قلت : ويستدل لهذا القول من السنة بما ثبت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من البول ) قال : فدعا بعسيب رطب فشقه اثنين , ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال : ( لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا ) .
فقوله عليه الصلاة والسلام .
( ما لم ييبسا ) إشارة إلى أنهما ما داما رطبين يسبحان , فإذا يبسا صارا جمادا .
والله أعلم .
وفي مسند أبي داود الطيالسي : فتوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال : ( لعله أن يهون عليهما العذاب ما دام فيهما من بلولتهما شيء ) .
قال علماؤنا : ويستفاد من هذا غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور , وإذا خفف عنهم بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن .
وقد بينا هذا المعنى في كتاب التذكرة بيانا شافيا , وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يهدى إليه .
والحمد لله على ذلك .
وعلى التأويل الثاني لا يحتاج إلى ذلك ; فإن كل شيء من الجماد وغيره يسبح .
قلت : ويستدل لهذا التأويل وهذا القول من الكتاب بقوله سبحانه وتعالى : " واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب .
إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق "
[ ص : 17 - 18 ] , وقوله : " وإن منها لما يهبط من خشية الله " [ البقرة : 74 ] - على قول مجاهد - , وقوله : " وتخر الجبال هدا .أن دعوا للرحمن ولدا "
[ مريم : 90 - 91 ] .وذكر ابن المبارك في ( دقائقه ) أخبرنا مسعر عن عبد الله بن واصل عن عوف بن عبد الله قال قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الجبل يقول للجبل : يا فلان , هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل ؟ فإن قال نعم سر به .
ثم قرأ عبد الله " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا " الآية .
قال : أفتراهن يسمعن الزور ولا يسمعن الخير .
وفيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ما من صباح ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض بعضها بعضا .
يا جاراه ; هل مر بك اليوم عبد فصلى لله أو ذكر الله عليك ؟ فمن قائلة لا , ومن قائلة نعم , فإذا قالت نعم رأت لها بذلك فضلا عليها .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ) .
رواه ابن ماجه في سننه , ومالك في موطئه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
وخرج البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل .
في غير هذه الرواية عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحه .
وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ) .
قيل : إنه الحجر الأسود , والله أعلم .
والأخبار في هذا المعنى كثيرة ; وقد أتينا على جملة منها في اللمع اللؤلئية في شرح العشرينيات النبوية للفاداري رحمه الله , وخبر الجذع أيضا مشهور في هذا الباب خرجه البخاري في موضع من كتابه .
وإذا ثبت ذلك في جماد واحد جاز في جميع الجمادات , ولا استحالة في شيء من ذلك ; فكل شيء يسبح للعموم .
وكذا قال النخعي وغيره : هو عام فيما فيه روح وفيما لا روح فيه حتى صرير الباب .
واحتجوا بالأخبار التي ذكرنا .
وقيل : تسبيح الجمادات أنها تدعو الناظر إليها إلى أن يقول : سبحان الله ! لعدم الإدراك منها .
وقال الشاعر : تلقى بتسبيحة من حيث ما انصرفت وتستقر حشا الرائي بترعاد أي يقول من رآها : سبحان خالقها .
فالصحيح أن الكل يسبح للأخبار الدالة على ذلك لو كان ذلك التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود , وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا .
وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء فالقول به أولى .
والله أعلم .
- الطبرى : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يقول تعالى ذكره: يسجد له ما في السموات السبع وما في الأرض من خلقه ويعظمه.
وقوله: ( لَهُ الْمُلْكُ ) يقول تعالى ذكره: له ملك السموات والأرض وسلطانه ماض قضاؤه في ذلك نافذ فيه أمره.
وقوله: ( وَلَهُ الْحَمْدُ ) يقول: وله حمد كلّ ما فيها من خلق، لأن جميع من في ذلك من الخلق لا يعرفون الخير إلا منه، وليس لهم رازق سواه فله حمد جميعهم ( وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) يقول: وهو على كلّ شيء ذو قدرة، يقول: يخلق ما يشاء، ويميت من يشاء، ويغني من أراد، ويفقر من يشاء ويعزّ من يشاء، ويذلّ من يشاء، لا يتعذّر عليه شيء أراده، لأنه ذو القدرة التامة التي لا يعجزه معها شيء.
- ابن عاشور : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
لما كان جُلّ ما اشتملت عليه هذه السورة إبطالَ إشراك المشركين وزجرهم عن دين الإِشراك بأسره وعن تفاريعه التي أعظمها إنكارهم البعث وتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتكذيب القرآن وتلك أصول ضلالهم ابتُدئت السورة بالإِعلان بضلالهم وكفرانهم المنعم عليهم ، فإن ما في السماوات والأرض يسبح لله تعالى عن النقائص : إما بلسان المقال مثل الملائكة والمؤمنين أو بلسان الحال مثل عبادة المطيعين من المخلوقات المدركة كالملائكة والمؤمنين ، وإما بلسان الحال مثل دلالة حال الاحتياج إلى الإِيجاد والإِمداد كحاجة الحيوان إلى الرزق وحاجة الشجرة إلى المطر وما يشهد به حال جميع تلك الكائنات من أنها مربوبة لله تعالى ومسخرة لما أراده منها . وكل تلك المخلوقات لم تنقض دلالة حالها بنقائض كفر مقالها فلم يخرج عن هذا التسبيح إلا أهل الضلال من الإِنس والشياطين فإنهم حَجبوا بشهادة حالهم لما غشوها به من صرح الكفر .
فالمعنى : يسبح لله ما في السماوات والأرض وأنتم بخلاف ذلك .
وهذا يفيد ابتداء تقرير تنزيه الله تعالى وقوة سلطانه ليزداد الذين آمنوا إيماناً ويكون لهم تعليماً وامتناناً ويفيد ثانياً بطريق الكناية تعريضاً بالمشركين الذين لم ينزهوه ولا وقروه فنسبوا إليه شركاء .
وجيء بفعل التسبيح مضارعاً للدلالة على تجدّد ذلك التسبيح ودوامه وقد سبق نظيره في فاتحة سورة الجمعة .
وجيء به في فواتح سُور : الحديد ، والحشر ، والصف بصيغة الماضي للدلالة على أن التسبيح قد استقر في قديم الأزمان . فحصل من هذا التفنن في فواتح هذه السورة كلا المعنيين زيادة على ما بيناه من المناسبة الخاصة بسورة الجمعة ، وما في هاته السورة من المناسبة بين تجدد التسبيح والأمر بالعفو عن ذوي القربى والأمر بالتقوى بقدر الاستطاعة والسمع والطاعة لكي لا يكتفي المؤمنون بحصول إيمانهم ليجتهدوا في تعزيزه بالأعمال الصالحة .
وإعادة { ما } الموصولة في قوله : { وما في الأرض } لقصد التوكيد اللفظي .
وجملة { له الملك } استئناف واقع موقع التعليل والتسبب لمضمون يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض فإن ملابسة جميع الموجودات لدلائل تنزيه الله تعالى عن الشركاء وعن النقائص لا مقتضى لها إلا انفرادُه بتملكها وإيجادها وما فيها من الاحتياج إليه وتصرفه فيها تصرف المالك المتفرد في ملكه .
وفي هذه الجملة تنويه بإقبال أهل السماوات والأرض على تسبيح الله وتجديد ذلك التسبيح .
فتقديم المسند على المسند إليه لإِفادة تخصيصه بالمسند إليه ، أي قصر تعلق لام الاستحقاق بالملك عليه تعالى فلا ملك لغيره وهو قصر ادعائي مبني على عدم الاعتداد بما لغير الله من ملك لنقصه وعدم خلوّه عن الحاجة إلى غيره من هو له بخلاف ملكه تعالى فهو الملك المطلق الداخل في سلطانه كل ذي ملك .
وجملة { وله الحمد } مضمونها سبب لتسبيح الله ما في السماوات وما في الأرض ، إذ التسبيح من الحمد ، فلا جرم أن كان حمد ذوي الإِدراك مختصاً به تعالى إذ هو الموصوف بالجميل الاختياري المطلق فهو الحقيق بالحمد والتسبيح .
فهذا القصر ادعائي لعدم الاعتداد بحمد غيره لنقصان كمالاتهم وإذا أريد بالحمد ما يشمل الشكر أو يفضي إليه كما في الحديث « الحمد رأس الشكر لم يشكر الله عبد لم يحمده » وهو مقتضى المقام من تسفيه أحلام المشركين في عبادتهم غيره فالشكر أيضاً مقصور عليه تعالى لأنه المنعم الحق بنعم لا قبل لغيره بإسدائها ، وهو المفيض على المنعمين ما ينعمون به في الظاهر ، قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله } [ النحل : 53 ] كما تقدم في تفسير أول سورة الفاتحة .
وجملة { وهو على كل شيء قدير } معطوفة على اللتين قبلها وهي بمنزلة التذييل لهما والتبيين لوجه القصرين فيهما ، فإن التقدير على كل شيء هو صاحب الملك الحق وهو المختص بالحمد الحق .
وفي هذا التذييل وعد للشاكرين ووعيد وترهيب للمشركين .
والاقتصار على ذكر وَصف { قدير } هنا لأن المخلوقات التي تسبح الله دالة على صفة القدرة أولاً لأن من يشاهد المخلوقات يعلم أن خالقها قادر .
- إعراب القرآن : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
«يُسَبِّحُ» مضارع «لِلَّهِ» متعلقان به والجملة ابتدائية لا محل لها «ما» فاعل «فِي السَّماواتِ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول «وَما فِي الْأَرْضِ» معطوف على ما قبله. «وَلَهُ» خبر مقدم «الْمُلْكُ» مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية حال. «وَلَهُ الْحَمْدُ» معطوف على له الملك «وَهُوَ» مبتدأ «عَلى كُلِّ» متعلقان بقدير «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «قَدِيرٌ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : Whatever is in the heavens and whatever is on the earth is exalting Allah To Him belongs dominion and to Him belongs [all] praise and He is over all things competent
- English - Tafheem -Maududi : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(64:1) All that is in the heavens and all that is in the earth extols Allah's glory. *1 His is the sovereignty *2 and to Him is all praise due; *3 He has power over everything. *4
- Français - Hamidullah : Ce qui est dans les cieux et ce qui est sur la terre glorifient Allah A Lui la royauté et à Lui les louanges Et Il est Omnipotent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah preist alles was in den Himmeln und alles was auf der Erde ist Ihm gehört die Herrschaft und Ihm gehört alles Lob und Er hat zu allem die Macht
- Spanish - Cortes : Lo que está en los cielos y en la tierra glorifica a Alá Suyo es el dominio Suya la alabanza Es omnipotente
- Português - El Hayek : Tudo quanto existe nos céus e na terra glorifica Deus; Seu é o reino e Seus são os louvores porque é Onipotente
- Россию - Кулиев : Славит Аллаха то что на небесах и то что на земле Ему принадлежит власть и надлежит хвала Он способен на всякую вещь
- Кулиев -ас-Саади : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
Славит Аллаха то, что на небесах, и то, что на земле. Ему принадлежит власть и надлежит хвала. Он способен на всякую вещь.В первых аятах этой суры упоминается много величественных качеств Творца Вселенной. В них подчеркивается совершенство Его божественности и необъятность Его богатства. Все творения нуждаются в Нем, обитатели небес и земли славят Его, власть и царство целиком принадлежат только Ему, и ни одно создание не в состоянии выйти из-под Его власти. Ему надлежит хвала за обладание совершенными качествами, за сотворение Вселенной, за издание мудрых законов и ниспослание щедрот. Господь всемогущ, и все сущее подчинено Его воле. Нет ничего, чего Он не мог бы сотворить.
- Turkish - Diyanet Isleri : Göklerde olanlar ve yerde bulunanlar Allah'ı tesbih ederler Hükümranlık O'nundur Övülmek O'na mahsustur O herşeye Kadir'dir
- Italiano - Piccardo : Glorifica Allah ciò che è nei cieli e sulla terra Sua la Sovranità Sua la Lode Egli è onnipotente
- كوردى - برهان محمد أمين : ههرچی له ئاسمانهکان و ههرچی له زهویدا ههیه یادی خوا بهپاکی و بێگهردی دهکهن دهسهڵات ههر بۆ ئهوه و ههر بۆ ئهویش سوپاس ههر ئهویش دهسهڵاتداره بهسهر ههموو شتێکدا
- اردو - جالندربرى : جو چیز اسمانوں میں ہے اور جو چیز زمین میں ہے سب خدا کی تسبیح کرتی ہے۔ اسی کی سچی بادشاہی ہے اور اسی کی تعریف لامتناہی ہے اور وہ ہر چیز پر قادر ہے
- Bosanski - Korkut : Ono što je na nebesima i ono što je na Zemlji hvali Allaha Njemu – vlast i Njemu – pohvala; On sve može
- Swedish - Bernström : ALLT det som himlarna rymmer och det som jorden bär prisar Gud; herraväldet är Hans och allt lov och pris tillkommer Honom och Han har makt över allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Bertasbih kepada Allah apa yang ada di langit dan apa yang ada di bumi; hanya Allah lah yang mempunyai semua kerajaan dan semua pujian dan Dia Maha Kuasa atas segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(Bertasbih kepada Allah apa yang ada di langit dan apa yang ada di bumi) artinya, semuanya memahasucikan Dia. Huruf lam pada lafal lillaahi adalah zaidah. Dan dalam ungkapan ayat ini dipakai huruf maa, hal ini tiada lain karena memprioritaskan yang mayoritas (hanya Allah lah yang mempunyai semua kerajaan dan semua puji-pujian, dan Dia Maha Kuasa atas segala sesuatu).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : নভোমন্ডল ও ভূমন্ডলে যা কিছু আছে সবই আল্লাহর পবিত্রতা ঘোষণা করে। রাজত্ব তাঁরই এবং প্রশংসা তাঁরই। তিনি সর্ববিষয়ে সর্বশক্তিমান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : வானங்களில் உள்ளவையும் பூமியில் உள்ளவையும் அல்லாஹ்வைத் தஸ்பீஹு துதி செய்கின்றன அவனுக்கே ஆட்சி உரியது இன்னும் புகழனைத்தும் அவனுக்குரியதே அன்றியும் எல்லாப் பொருட்கள் மீதும் அவன் பேராற்றலுடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : สิ่งที่อยู่ในชั้นฟ้าทั้งหลาย และสิ่งที่อยู่ในแผ่นดินต่างแซ่ซ้องสดุดีแด่อัลลอฮฺ อำนาจเด็ดขาดเป็นของพระองค์ มวลการสรรเสริญเป็นของพระองค์ และพระองค์เป็นผู้ทรงอานุภาพเหนือทุกสิ่งอย่าง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Осмонлардаги нарсалар ва ердаги нарсалар Аллоҳга тасбиҳ айтурлар Мулк Унга хосдир мақтов ҳам Унга хосдир ва У барча нарсага қодирдир
- 中国语文 - Ma Jian : 凡在天地间的,都赞颂真主超绝万物。国权只归他所有,赞颂只归他享受,他对於万事是全能的。
- Melayu - Basmeih : Segala yang ada di langit dan yang ada di bumi sentiasa mengucap tasbih kepada Allah; bagiNyalah kuasa pemerintahan dan bagiNyalah segala pujian; dan Ia Maha Kuasa atas tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Waxaa Eebe nasaha weyneeya waxa Samaawaatka Cirka iyo Dhulka ku sugan awood iyo mahadbana Eebaa iska leh wax walbana isagaa kara
- Hausa - Gumi : Abin da yake a cikin sammai da wanda yake a cikin ƙasã sunã tasbĩhi ga Allah Gare Shi mulki yake kuma gare Shi gõdiya take Kuma Shi a kan kõme Mai ikon yi ne
- Swahili - Al-Barwani : Kinamtakasa Mwenyezi Mungu kila kilichomo katika mbingu na katika ardhi Ufalme ni wake na sifa njema ni zake Na Yeye ni Mwenye uweza juu ya kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndinë e falenderon çka gjendet në qiej dhe çka gjendet në Tokë Atij i takon pushteti i vërtetë dhe Atij i takon falenderimi Ai është i pushtetshëm për çdo gjë
- فارسى - آیتی : خدا را تسبيح مىگويند هر چه در آسمانها و هر چه در زمين است. فرمانروايى از آنِ اوست و حمد سزاوار اوست و او بر هر چيزى تواناست.
- tajeki - Оятӣ : Худоро тасбеҳ мегӯянд ҳар чӣ дар осмонҳову ҳар чӣ дар замин аст. Фармонравоӣ аз они Ӯст ва шукр сазовори Ӯст ва Ӯ бар ҳар чизе тавоност!
- Uyghur - محمد صالح : ئاسمانلاردىكى ۋە زېمىندىكى نەرسىلەر اﷲ قا تەسبىھ ئېيتىدۇ، پادىشاھلىق اﷲ قا مەنسۇپتۇر، جىمى ھەمدۇسانا اﷲ قا خاستۇر، اﷲ ھەر نەرسىگە قادىردۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ആകാശ ഭൂമികളിലുള്ളവയൊക്കെയും അല്ലാഹുവിനെ കീര്ത്തിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കുന്നു. അവന്നാണ് ആധിപത്യം. അവന്നാണ് സര്വസ്തുതിയും. അവന് എല്ലാറ്റിനും കഴിവുറ്റവന്.
- عربى - التفسير الميسر : ينزه الله عما لا يليق به كل ما في السموات وما في الارض له سبحانه التصرف المطلق في كل شيء وله الثناء الحسن الجميل وهو على كل شيء قدير
*1) For explanation, see E.N. I of the commentary on Surah AI-Hadid. A study of the following theme by itself shows why the discourse has ban begun with this sentence. What has been stated below about the Universe and Man is that AIIah alone is their Creator, Master, Ruler, and He has not made this universe without purpose and wisdom, that Man has not been created and left irresponsible, so that he may act as he may please, and there should be nobody to call him to account, and that the Ruler of this universe is not a care-free and ignorant king so that he may have no knowledge of what is happening in his kingdom. The best introduction to this theme could be the same as has been couched in this brief sentence. In view of the context, the introduction means: In whichever direction you may turn your gaze, from the earth to the limitless vastnesses of the heavens, you will clearly see that everything from a particle to the great galaxies not only testifies to the existence of God but also bears evidence that its God is free from every defcet. every weakness and error. Had them been the least probability of a defect or fault, weakness or deficiency, in His essence and attributes, in His acts and decrees, this perfect and wise system could not have come into being at aII, nor continue to function so consistently and immutably from eternity to eternity.
*2) That is, "The Kingdom of the universe solely belongs to Him. He has not just created it and Ieft it alone after giving it the initial push, but He alone is actually ruling over it every moment. No one else has any role or share whatever in this rule and sovereignty. If others possess temporarily and on a limited scale some powers of ownership or rule somewhere in the universe, these are not their personal powers, which they might have acquired by virtue of their own power, but these have been granted to them by Allah. They possess these powers as long as Allah wills, and they can be withdrawn as and when He so desires."
*3) In other words; He alone is worthy of all praise. Whatever other being has any praiseworthy quality, it has ban granted by Allah. And if hamd (praise) be taken in the sense of shukr (thankfulness), the meaning would be: In reality Allah alone is worthy of being thanked, for all. good things in the world have been created by Him, and He alone is the teal Benefactor of aII kinds of creation. When we thank another being for favour, we thank it for the reason that Allah conveyed His blessing thought it or him to us, otherwise neither the being itself is the creator of the blessing nor could it convey the blessing to you without Allah's permission and help.
*4) That is, "He is the possessor of absolute power: He can do whatever. He wills, there is no power to restrain or limit His Omnipotence.