- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُۥ ۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ۗ ومن يؤمن بالله يهد قلبه ۚ والله بكل شيء عليم
- عربى - التفسير الميسر : ما أصاب أحدًا شيءٌ من مكروه يَحُلُّ به إلا بإذن الله وقضائه وقدره. ومَن يؤمن بالله يهد قلبه للتسليم بأمره والرضا بقضائه، ويهده لأحسن الأقوال والأفعال والأحوال؛ لأن أصل الهداية للقلب، والجوارح تبع. والله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
- السعدى : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
يقول تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ } هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم، فجميع ما أصاب العباد، فبقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم الله [تعالى]، وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته، والشأن كل الشأن، هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام، أم لا يقوم بها؟ فإن قام بها، فله الثواب الجزيل، والأجر الجميل، في الدنيا والآخرة، فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه، بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر، فيحصل له بذلك ثواب عاجل، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب كما قال تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } وعلم من هذا أن من لم يؤمن بالله عند ورود المصائب، بأن لم يلحظ قضاء الله وقدره، بل وقف مع مجرد الأسباب، أنه يخذل، ويكله الله إلى نفسه، وإذا وكل العبد إلى نفسه، فالنفس ليس عندها إلا الجزع والهلع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد، قبل عقوبة الآخرة، على ما فرط في واجب الصبر. هذا ما يتعلق بقوله: { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } في مقام المصائب الخاص، وأما ما يتعلق بها من حيث العموم اللفظي، فإن الله أخبر أن كل من آمن أي: الإيمان المأمور به، من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصدق إيمانه بما يقتضيه الإيمان من القيام بلوازمه وواجباته، أن هذا السبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أحواله وأقواله، وأفعاله وفي علمه وعمله.
وهذا أفضل جزاء يعطيه الله لأهل الإيمان، كما قال تعالى في الأخبار: أن المؤمنين يثبتهم الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وأصل الثبات: ثبات القلب وصبره، ويقينه عند ورود كل فتنة، فقال: { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } فأهل الإيمان أهدى الناس قلوبًا، وأثبتهم عند المزعجات والمقلقات، وذلك لما معهم من الإيمان.
- الوسيط لطنطاوي : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
ثم بين - سبحانه - أن كل شىء بقضائه وقدره فقال : ( مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ) .
والمراد بالمصيبة : الرزية والنكبة ، وكل ما يسوء الإنسان فى نفسه أو ماله أو ولده . . . والمفعول محذوف ، و " من " للتأكيد ، و ( مُّصِيبَةٍ ) فاعل .
أى : ما أصاب أحدا مصيبة فى نفسه أو ماله أو ولده . . إلا بإذن الله - تعالى - وأمره وإرادته ، لأن كل شىء بقضائه - سبحانه - وقدره .
قال القرطبى : قيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله - تعالى - عن المصائب .
فأنزل الله - تعالى - هذه الآية للرد على المشركين ، ولبيان أن كل شىء بإرادته - سبحانه - .
ثم بين - سبحانه - أن الإيمان الحق يعين على استقبال المصائب بصبر جميل فقال : ( وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) أى : ومن يؤمن بالله - تعالى - إيمانا حقا يهد قلبه إلى الصبر الجميل ، وإلى الاستسلام لقضائه - سبحانه - لأن إيمانه الصادق يجعله يعتقد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، والله - تعالى - عليم بكل شىء ، لا تخفى عليه خافية فى الأرض ولا فى السماء .
قال الإمام ابن كثير : قوله - تعالى - : ( وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ ) أى : ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره : فصبر واحتسب واستسلم لقضائه - تعالى - هدى الله قلبه ، وعوضه عما فاته من الدنيا .
وفى الحديث المتفق عليه : عجبا للمؤمن ، لا يقضى الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن .
- البغوى : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ) [ بإرادته وقضائه ] ( ومن يؤمن بالله ) فيصدق أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله ( يهد قلبه ) يوفقه لليقين حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه فيسلم [ لقضائه ] ( والله بكل شيء عليم ) .
- ابن كثير : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
يقول تعالى مخبرا بما أخبر به في سورة الحديد : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) [ الحديد : 22 ] وهكذا قال ها هنا : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ) قال ابن عباس : بأمر الله ، يعني : عن قدره ومشيئته .
( ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ) أي : ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره ، فصبر واحتسب ، واستسلم لقضاء الله ، هدى الله قلبه ، وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ، ويقينا صادقا ، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه ، أو خيرا منه .
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يعني : يهد قلبه لليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه .
وقال الأعمش ، عن أبي ظبيان قال : كنا عند علقمة فقرئ عنده هذه الآية : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) فسئل عن ذلك فقال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم
وقال سعيد بن جبير ، ومقاتل بن حيان : ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) يعني : يسترجع ، يقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) [ البقرة : 156 ]
وفي الحديث المتفق عليه : " عجبا للمؤمن ، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا له ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن "
وقال أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا الحارث بن يزيد ، عن علي بن رباح ; أنه سمع جنادة بن أبي أمية يقول : سمعت عبادة بن الصامت يقول : إن رجلا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : " إيمان بالله ، وتصديق به ، وجهاد في سبيله " . قال : أريد أهون من هذا يا رسول الله . قال : " لا تتهم الله في شيء ، قضى لك به " . لم يخرجوه
- القرطبى : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
أي بإرادته وقضائه .
وقال الفراء : يريد إلا بأمر الله .
وقيل : إلا بعلم الله .
وقيل : سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقا لصانهم الله عن المصائب في الدنيا ; فبين الله تعالى أن ما أصاب من مصيبة في نفس أو مال أو قول أو فعل , يقتضي هما أو يوجب عقابا عاجلا أو آجلا فبعلم الله وقضائه .وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
أي يصدق ويعلم أنه لا يصيبه مصيبة إلا بإذن الله .يَهْدِ قَلْبَهُ
للصبر والرضا .
وقيل : يثبته على الإيمان .
وقال أبو عثمان الجيزي : من صح إيمانه يهد الله قلبه لاتباع السنة .
وقيل : " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " عند المصيبة فيقول : " إنا لله وإنا إليه راجعون " [ البقرة : 156 ] ; قاله ابن جبير .
وقال ابن عباس : هو أن يجعل الله في قلبه اليقين ليعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه , وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه .
وقال الكلبي : هو إذا ابتلي صبر , وإذا أنعم عليه شكر , وإذا ظلم غفر .
وقيل : يهد قلبه إلى نيل الثواب في الجنة .
وقراءة العامة " يهد " بفتح الياء وكسر الدال ; لذكر اسم الله أولا .
وقرأ السلمي وقتادة " يهد قلبه " بضم الياء وفتح الدال على الفعل المجهول ورفع الباء ; لأنه اسم فعل لم يسم فاعله .
وقرأ طلحة بن مصرف والأعرج " نهد " بنون على التعظيم " قلبه " بالنصب .
وقرأ عكرمة " يهدأ قلبه " بهمزة ساكنة ورفع الباء , أي يسكن ويطمئن .
وقرأ مثله مالك بن دينار , إلا أنه لين الهمزة .وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
لا يخفى عليه تسليم من انقاد وسلم لأمره , ولا كراهة من كرهه .
- الطبرى : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
يقول تعالى ذكره: لم يصب أحدًا من الخلق مصيبة إلا بإذن الله، يقول: إلا بقضاء الله وتقدير ذلك عليه (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) يقول: ومن يصدّق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه: يقول: يوفِّق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
حدثني نصر بن عبد الرحمن الوشاء الأوديّ، قال: ثنا أحمد بن بشير، عن الأعمش، عن أَبي ظبيان قال: كنا عند علقمة، فقرئ عنده هذه الآية: (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) فسُئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ذلك ويرضى.
حدثني عيسى بن عثمان الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أَبي ظبيان ، قال: كنت عند علقمة وهو يعرض المصاحف، فمرّ بهذه الآية: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) قال: هو الرجل... ثم ذكر نحوه.
حدثنا ابن بشر، قال: ثنا أَبو عامر، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أَبي ظبيان، عن علقمة، في قوله: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) قال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضَى.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني ابن مهدي، عن الثوري، عن الأعمش، عن أَبي ظبيان، عن علقمة مثله ؛ غير أنه قال في حديثه: فيعلم أنها من قضاء الله، فيرضى بها ويسلم.
وقوله: (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) يقول: والله بكل شيء ذو علم بما كان ويكون وما هو كائن من قبل أن يكون.
- ابن عاشور : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
استئناف انتقل إليه بعد أن تُوُعِّد المشركون بما يحصل لهم من التغابن يوم يجمع الله الناس يوم الحساب . ويشبه أن يكون استئنافاً بيانياً لأن تهديد المشركين بيوم الحساب يثير في نفوس المؤمنين التساؤل عن الانتصاف من المشركين في الدنيا على ما يلقاه المسلمون من إضرارهم بمكة فإنهم لم يكفوا عن أذى المسلمين وإصابتهم في أبدَانهم وأموالهم والفتنة بينهم وبين أزواجهم وأبنائهم .
فالمراد : المصائبُ التي أصابت المسلمين من معاملة المشركين فأنبأهم الله بما يسليهم عن ذلك بأن الله عالم بما ينالهم . وقال القرطبي «قيل سبب نزولها أن الكفار قالوا : لو كان ما عليه المسلمون حقاً لصانهم الله عن المصائب» .
واختصت المصيبة في استعمال اللغة بما يَلحق الإِنسان من شر وضر وإن كان أصل فعلها يقال كما يصيب الإِنسان مطلقاً ولكن غلب إطلاق فعل أصاب على لحاق السوء ، وقد قيل في قوله تعالى : { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } [ النساء : 79 ] ، أن إسناد الإِصابة إلى الحسنة من قبيل المشاكلة .
وتأنيث المصيبة لتأويلها بالحادثة وتقدم عند قوله تعالى : { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها } في سورة [ آل عمران : 165 ] .
والإِذن : أصله إجازة الفعل لمن يفعله وأطلق على إباحة الدخول إلى البيت وإزالة الحجاب لأنه مشتق من أذِن له إذا سمع كلامه . وهو هنا مستعار لتكوين أسباب الحوادث . وهي الأسباب التي تفضي في نظام العادة إلى وقوععِ واقعات ، وهي من آثار صنع الله في نظام هذا العالم من ربط المسببات بأسبابها مع علمه بما تفضي إليه تلك الأسباب فلما كان هو الذي أوجد الأسباب وأسبابَ أسبابها ، وكان قد جعل ذلك كله أصولاً وفروعاً بعلمه وحكمته ، أطلق على ذلك التقدير والتكوين لفظُ الإِذن ، والمشابهة ظاهرة ، وهذا في معنى قوله : { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } [ الحديد : 22 ] .
ومقتضى هذه الاستعارة تقريب حقيقة التقلبات الدنيوية إلى عقول المسلمين باختصار العبارة لضيق المقام عن الإِطناب في بيان العلل والأسباب ، ولأن أكثر ذلك لا تبلغ إليه عقول عموم الأمة بسهولة . والقصد من هذا تعليم المسلمين الصبر على ما يغلبهم من مصائب الحوادث لكيلا تُفَلّ عزائمهم ولا يهنوا ولا يلهيهم الحزن عن مهمات أمورهم وتدبير شؤونهم كما قال في سورة [ الحديد : 23 ] { لكيلا تأسَوا على ما فاتكم }
ولذلك أعقبه هنا بقوله : ومن يؤمن بالله يهد قلبه } ، أي يهد قلبه عندما تصيبه مصيبة ، فحذف هذا المتعلق لظهوره من السياق قال : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يَمْسَسْكُم قَرح فقد مسّ القوم قرْح مثلُه وتلك الأيام نداولها بين الناس }
[ آل عمران : 139 - 140 ] .
والمعنى : أن المؤمن مرتاض بالأخلاق الإِسلامية متبع لوصايا الله تعالى فهو مجاف لفاسد الأخلاق من الجزع والهلع يتلقى ما يصيبه من مصيبة بالصبر والتفكر في أن الحياة لا تخلو من عوارض مؤلمة أو مكدرة . قال تعالى : { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } [ البقرة : 155 - 157 ] ، أي أصحاب الهدى الكامل لأنه هدىً متلقىًّ من التعاليم الإلهية الحق المعصومة من الخطل كقوله هنا : { يهد قلبه } .
وهذا الخبر في قوله : { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } إيماء إلى الأمر بالثبات والصبر عند حلول المصائب لأنه يلزم من هدْي الله قلب المؤمن عند المصيبة ترغيب المؤمنين في الثبات والتصبر عند حلول المصائب فلذلك ذيل بجملة { والله بكل شيء عليم } فهو تذييل للجملة التي قبلها وارد على مراعاة جميع ما تضمنته من أن المصائب بإذن الله ، ومن أن الله يهدي قلوب المؤمنين للثبات عند حلول المصائب ومن الأمر بالثبات والصبر عند المصائب ، أي يعلم جميع ذلك .
وفيه كناية عن مجازاة الصابرين بالثواب لأن فائدة علم الله التي تهم الناس هو التخلق ورجاء الثواب ورفع الدرجات .
- إعراب القرآن : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
«ما» نافية «أَصابَ» ماض والجملة استئنافية لا محل لها «مِنْ» حرف جر زائد «مُصِيبَةٍ» مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل أصاب «إِلَّا» حرف حصر «بِإِذْنِ اللَّهِ» متعلقان بأصاب ولفظ الجلالة مضاف إليه. «وَ» الواو حرف استئناف «مِنْ» اسم شرط مبتدأ «يُؤْمِنْ» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل «يَهْدِ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة والفاعل مستتر «قَلْبَهُ» مفعول به والجملة جواب الشرط لا محل لها وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من. وجملة من .. استئنافية لا محل لها.
«وَاللَّهُ» لفظ الجلالة مبتدأ «بِكُلِّ» متعلقان بعليم «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «عَلِيمٌ» خبر والجملة استئنافية لا محل لها
- English - Sahih International : No disaster strikes except by permission of Allah And whoever believes in Allah - He will guide his heart And Allah is Knowing of all things
- English - Tafheem -Maududi : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(64:11) No misfortune *23 ever befalls unless it be by Allah's leave. *24 And whosoever has faith in Allah, Allah directs his heart along the Right Path. *25 Allah has knowledge of everything. *26
- Français - Hamidullah : Nul malheur n'atteint [l'homme] que par la permission d'Allah Et quiconque croit en Allah [Allah] guide son cœur Allah est Omniscient
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Kein Unglück trifft jemanden außer mit Allahs Erlaubnis Und wer an Allah glaubt dessen Herz leitet Er recht Und Allah weiß über alles Bescheid
- Spanish - Cortes : No sucede ninguna desgracia si Alá no lo permite Él dirige el corazón de quien cree en Alá Alá es omnisciente
- Português - El Hayek : Jamais acontecerá calamidade alguma senão com a ordem de Deus Mas a quem crer em Deus Ele lhe iluminará ocoração porque Deus é Onisciente
- Россию - Кулиев : Любое несчастье постигает только по воле Аллаха Сердце того кто уверовал в Аллаха Он наставляет на прямой путь Аллах знает о всякой вещи
- Кулиев -ас-Саади : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
Любое несчастье постигает только по воле Аллаха. Сердце того, кто уверовал в Аллаха, Он наставляет на прямой путь. Аллах знает о всякой вещи.Все беды поражают человека по воле Аллаха, и это относится ко всем несчастьям, которые могут приключиться с человеком, его имуществом, его детьми, его возлюбленными и т.п. Эти несчастья подчинены Божьему предопределению и судьбе. Аллах знал о них еще до того, как они выпали на долю людей, велел перу написать о них в Хранимой скрижали и дозволил сему произойти, ибо этого требовала Его божественная мудрость. Однако весь вопрос в том, выполняет ли человек свой долг в этой сложной ситуации или нет? Если он выполняет его, то будет удостоен щедрой награды и прекрасного воздаяния как в этом мире, так и в Последней жизни. Для этого он должен уверовать в то, что это несчастье постигло его по воле Аллаха, и не проявлять недовольства, а покориться распоряжению Господа, и тогда Он наставит его сердце на прямой путь. Человек обретет спокойствие, и никакие бедствия не смогут ввергнуть его в смятение, в отличие от тех, кто лишен веры и поддержки Аллаха. Более того, Аллах поможет ему быть стойким перед трудностями и проявлять должное терпение, благодаря чему человек получит скорую награду на земле, а Аллах припасет для него великое вознаграждение в День воскресения. Об этом сказал Всевышний: «Воистину, терпеливым их награда воздастся полностью без счета» (39:10). Из всего этого становится ясно, что того, кто при невзгодах не верует в Аллаха должным образом и не объясняет происходящее Божьим предопределением и судьбой, а пытается объяснить все только видимыми причинами, Аллах лишит Своей поддержки и вверит его судьбу в его собственные руки. Если же это произойдет, то человек окажется во власти своей души, наполненной страхом и испугом, и испытываемый им ужас станет для него наказанием в этом мире, предвозвещающим наказание в Последней жизни за то, что он не проявил должного терпения. Именно так следует истолковывать слова Всевышнего «Сердце того, кто уверовал в Аллаха, Он наставляет на прямой путь» в контексте этого аята, в котором речь идет о поведении верующего, когда его постигает беда. Что же касается его смысла в более широком аспекте, то он состоит в том, что всякий, кто уверовал в Аллаха, ангелов, Священные Писания, посланников, Судный день и предопределение с его добром и злом, а затем подтвердил искренность своей веры в делах, тот заслужил верное руководство Аллаха во всем: в речах и поступках, познаниях и делах. Это и есть величайшая награда, которой Аллах одаряет верующих. Поэтому Он сообщил, что поддерживает правоверных как в мирской, так и в Последней жизни: «Аллах поддерживает верующих твердым словом в мирской жизни и Последней жизни» (14:27). Его поддержка - это душевная стойкость, терпение и непреклонная убежденность, которые не покидают человека даже тогда, когда его постигает искушение. Вот почему сердца верующих больше привержены прямому пути и более стойки при потрясениях, нежели сердца неверующих и сомневающихся.
- Turkish - Diyanet Isleri : Başa gelen hiçbir musibet Allah'ın izni olmaksızın olamaz; Allah'a kim inanırsa onun gönlünü doğruya yöneltir Allah herşeyi bilendir
- Italiano - Piccardo : Nessuna sventura colpisce [l'uomo] senza il permesso di Allah Allah guida il cuore di chi crede in Lui Allah è l'Onnisciente
- كوردى - برهان محمد أمين : بهفهرمانی خوا نهبێت هیچ خۆشی و ناخۆشیهك پێش نههاتووه جا ئهوهی باوهڕی تهواو بهێنێت خوا دڵی ڕێنموویی دهکات بۆ لای خۆی ههر بارودۆخێکی بهسهردا بێت له خۆشی و ناخۆشی بهتاقیکردنهوهی دهزانێت خوای گهورهش ههمیشه بهههموو شتێک زانایه
- اردو - جالندربرى : کوئی مصیبت نازل نہیں ہوتی مگر خدا کے حکم سے۔ اور جو شخص خدا پر ایمان لاتا ہے وہ اس کے دل کو ہدایت دیتا ہے۔ اور خدا ہر چیز سے باخبر ہے
- Bosanski - Korkut : Nikakva nevolja se bez Allahove volje ne dogodi a On će srce onoga koji u Allaha vjeruje uputiti – Allah sve dobro zna
- Swedish - Bernström : INGEN olycka drabbar [er] utan Guds tillåtelse Gud ger hjärtat hos den som tror på Honom dess vägledning Gud har kunskap om allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tidak ada suatu musibah pun yang menimpa seseorang kecuali dengan ijin Allah; dan barangsiapa yang beriman kepada Allah niscaya Dia akan memberi petunjuk kepada hatinya Dan Allah Maha Mengetahui segala sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(Tidak ada sesuatu musibah pun yang menimpa seseorang kecuali dengan izin Allah) atau dengan kepastian-Nya. (Dan barang siapa yang beriman kepada Allah) melalui ucapannya, bahwa musibah itu datang atas kepastian dari-Nya (niscaya Dia akan memberi petunjuk kepada kalbunya) untuk bersabar di dalam menghadapinya. (Dan Allah Maha Mengetahui segala sesuatu).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহর নির্দেশ ব্যতিরেকে কোন বিপদ আসে না এবং যে আল্লাহর প্রতি বিশ্বাস করে তিনি তার অন্তরকে সৎপথ প্রদর্শন করেন। আল্লাহ সর্ববিষয়ে সম্যক পরিজ্ঞাত।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிகழும் நிகழ்ச்சியெல்லாம் அல்லாஹ்வின் அனுமதி கொண்டேயல்லாமல் வேறு இல்லை மேலும் எவர் அல்லாஹ்வின் மீது ஈமான் கொள்கிறாரோ அவருடைய இருதயத்தை அவன் நேர்வழியில் செலுத்துகிறான் அல்லாஹ் ஒவ்வொரு பொருளையும் நன்கறிந்தவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ไม่มีทุกข์ภัยอันใดเกิดขึ้น เว้นแต่ด้วยอนุมัติของอัลลอฮฺ และผู้ใดศรัทธาต่ออัลลอฮฺพระองค์จะทรงเปิดหัวใจของเขา สู่แนวทางที่ถูกต้อง และอัลลอฮฺเป็นผู้ทรงรอบรู้ทุกสิ่งอย่าง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Сизга Аллоҳнинг изнисиз ҳеч бир мусибат етмас Ким Аллоҳга иймон келтирса У зот унинг қалбини ҳидоятга солур Аллоҳ ҳар бир нарсани билувчидир Бандага Аллоҳнинг қозои қадарисиз илмисиз ҳеч бир мусибат етмайди деган эътиқод доимо инсон хотирасида туриши керак Пайғамбаримиз ҳадисларидан бирида Ва билгинки сенга етган мусибат адашиб бошқага ўтиши мумкин эмас агар бошқага бўлса сенга етмасди деганлар
- 中国语文 - Ma Jian : 凡灾难的发生,无一不是依真主的判决的。谁信真主,他将引导谁的心,真主是全知万物的。
- Melayu - Basmeih : Tidak ada kesusahan atau bala bencana yang menimpa seseorang melainkan dengan izin Allah; dan sesiapa yang beriman kepada Allah Allah akan memimpin hatinya untuk menerima apa yang telah berlaku itu dengan tenang dan sabar; dan ingatlah Allah Maha Mengetahui akan tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Wixii Musiiba ah dhib ah oo dhaca waa idinka Eebe ruuxiise Eebe rumeeya waxaa hanuuni oo xasili qalbigiisa Eebana wax walba waa ogyahay
- Hausa - Gumi : Wata masĩfa bã zã ta sãmu ba fãce da iznin Allah Kuma wanda ya yi ĩmãni da Allah Allah zai shiryar da zuciyarsa Kuma Allah ga dukan kõme Masani ne
- Swahili - Al-Barwani : Haufiki msiba wowote ila kwa idhini ya Mwenyezi Mungu Na mwenye kumuamini Mwenyezi Mungu huuongoa moyo wake Na Mwenyezi Mungu ni Mjuzi wa kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Nuk ngjan kurrfarë fatkeqësie pa lejen e Perëndisë e ai që i beson Perëndisë ia udhëzon në rrugë të drejtë zemrën e tij Perëndia di mirë çdo gjë
- فارسى - آیتی : هيچ مصيبتى جز به فرمان خدا به كسى نمىرسد. و هر كه به خدا ايمان بياورد، خدا قلبش را هدايت مىكند. و خدا به هر چيزى داناست.
- tajeki - Оятӣ : Ҳеҷ мусибате бе фармони Худо ба касе намерасад, Ва ҳар кӣ ба Худо имон биёварад, Худо қалбашро ҳидоят мекунад,. Ва Худо ба ҳар чизе доност!
- Uyghur - محمد صالح : كىشىگە يەتكەن ھەر قانداق مۇسىبەت پەقەت اﷲ نىڭ ئىزنى (يەنى قازاسى) بىلەنلا (يېتىدۇ)، كىمكى اﷲ قا (يەنى ھەر قانداق مۇسىبەت اﷲ نىڭ قازاسى بىلەن يېتىدۇ دېگەن سۆزگە) ئىشىنىدىكەن، اﷲ ئۇنىڭ قەلبىنى (سەۋرگە) يېتەكلەيدۇ، اﷲ ھەر نەرسىنى بىلگۈچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അല്ലാഹുവിന്റെ അനുമതിയില്ലാതെ ആര്ക്കും ഒരാപത്തും സംഭവിക്കുന്നില്ല. അല്ലാഹുവില് വിശ്വസിക്കുന്നവനാരോ, അവന്റെ മനസ്സിനെ അവന് നേര്വഴിയിലാക്കുന്നു. അല്ലാഹു എല്ലാം അറിയുന്നവനാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ما اصاب احدا شيء من مكروه يحل به الا باذن الله وقضائه وقدره ومن يومن بالله يهد قلبه للتسليم بامره والرضا بقضائه ويهده لاحسن الاقوال والافعال والاحوال لان اصل الهدايه للقلب والجوارح تبع والله بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء من ذلك
*23) The discourse now turns to the believers. While reading this passage one should keep in mind the fact that at the time when these verses were revealed. Muslims were passing through great hardships After years of persecution at Makkah they had left their home and emigrated to Madinah, where the sincere Muslims who had given them refuge had been doubly burdened. On the one hand, they had to support and sustain hundreds of the emigrants who were coming to them from different parts of Arabia; on the other they had become the target of the persecution and enmity of the enemies of Islam of entire Arabia.
>*24) This same theme has also occurred in AI-Hadid: 22-23 above and we have explained it in E.N.'s 39 to 42 of the commentary of the Surah 'The same circumstances under which this thing was said there and the same object for which it was said underlie the verses here as well. This means that afflictions and hardships do not descend of themselves, nor has anyone in the world the power to cause an affliction to descend on anyone he may like by his own authority. AII calamities wholly depend on Allah's leave: He may allow an affliction to descend upon someone or may disallow it, And Allah's leave in any cast is based on one or other wisdom, directed to some ultimate good, which man neither knows, nor can understand.
*25) That is, "It is only belief in Allah which keeps man on the right path even in the face of an onslaught of afflictions and does not Iet him waver under the most trying circumstances. The one whose heart is devoid of belief either looks upon afflictions as a result of mere chance, or thinks they are brought or prevented by worldly powers, or considers them to be the work of such imaginary powers which human superstition regards as potent in bringing good and causing evil, or believes that God is the real Doer of everything butt dces not believe so truely and sincerely, In alI these different cases mart degenerates. He endures the affliction. but then yields and bows to every false god, accepts, every humiliation, is ready to do any mean thing and commit any wrong act he dces not hesitate to abuse God, even commit suicide. On the contrary, the heart of the person who knows and believes sincerely that everything is in the hand of AIIah, that He alone in the Master and Ruler of the urniverse that only by His permission can an affliction befall and only by His command can it be averted, is blessed by AIIah with the grace of patience and submission and of acquiescing in Divine will, and is granted the power to face every circumstance with determination and courage. Even under the most straitened circumstances the candle of the hope of Allah's bounty lights up his way and no affliction, howover severe and trying, can 50 dishearten him as to cause him to swerve from the right path, or how to falsehood, or invoke others than AIIah for the redress of his grievances. Thus, every affliction opens up for him a new door to well-being and happiness and no affliction remains an affliction for him in actual fact but becomes in final result and analysis a blessing in disguise, for whether he falls a victim to it. or passes through if safely, in each case he emerges successful from the trial set him by his Lord. This same thing has been stated by the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) in a Hadith which has been reported unanimously by aII the reporters, saying: `Strange is the affair of the believer! Whatever AIIah decrees for him is good for him: when an affliction befalls him, he endures it patiently, and this proves good for him; when he is blessed with prosperity, he thanks his Lord, and this too proves good for him. Such a good fortune only falls to the lot of a believer."
*26) In this context this has two meanings: first, that Allah knows who really believes and what is the measure of his belief. So, on the basis of His knowledge He grants guidance only to that heart, which has belief in it, and grants it guidance precisely in accordance with the measure of belief. Another meaning also can be: that Allah is not unaware of the condition of His believing servants. He has not left them alone after having invited them to faith and subjected them at the same time to severe trials and temptations of the world. He knows exactly what hardships a believer is passing through in the world, and under what circumstances he is fulfilling the demands of his faith. Therefore, "O believers, you should rest assured that whatever affliction descends upon you by Allah's leave, in Allah's knowledge it must be directed to some ultimate good, which must be for your own well-being, for Allah is well-wisher of His believing servants: He does not will to subject them to afflictions and hardships without good reason."