- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَٰجِكُمْ وَأَوْلَٰدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ۚ وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله، إنَّ مِن أزواجكم وأولادكم أعداء لكم يصدونكم عن سبيل الله، ويثبطونكم عن طاعته، فكونوا منهم على حذر، ولا تطيعوهم، وإن تتجاوزوا عن سيئاتهم وتعرضوا عنها، وتستروها عليهم، فإن الله غفور رحيم، يغفر لكم ذنوبكم؛ لأنه سبحانه عظيم الغفران واسع الرحمة.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
هذا تحذير من الله للمؤمنين، من الاغترار بالأزواج والأولاد، فإن بعضهم عدو لكم، والعدو هو الذي يريد لك الشر، ووظيفتك الحذر ممن هذه وصفه والنفس مجبولة على محبة الأزواج والأولاد، فنصح تعالى عباده أن توجب لهم هذه المحبة الانقياد لمطالب الأزواج والأولاد، ولو كان فيها ما فيها من المحذور الشرعي ورغبهم في امتثال أوامره، وتقديم مرضاته بما عنده من الأجر العظيم المشتمل على المطالب العالية والمحاب الغالية، وأن يؤثروا الآخرة على الدنيا الفانية المنقضية، ولما كان النهي عن طاعة الأزواج والأولاد، فيما هو ضرر على العبد، والتحذير من ذلك، قد يوهم الغلظة عليهم وعقابهم، أمر تعالى بالحذر منهم، والصفح عنهم والعفو، فإن في ذلك، من المصالح ما لا يمكن حصره، فقال: { وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } لأن الجزاء من جنس العمل.
فمن عفا عفا الله عنه، ومن صفح صفح الله عنه، ومن غفر غفر الله له، ومن عامل الله فيما يحب، وعامل عباده كما يحبون وينفعهم، نال محبة الله ومحبة عباده، واستوثق له أمره.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وفى نهاية السورة الكريمة ، وجه - سبحانه - نداء إلى المؤمنين ، حذرهم فيه من فتنة الأزواج والأولاد والأموال ، وحضهم على مراقبته وتقواه ، وحذرهم من البخل والشح ، ووعدهم بالأجر العظيم متى أطاعوه . . . . فقال - تعالى - : ( ياأيها الذين آمنوا إِنَّ مِنْ . . . ) .
ذكر المفسرون فى سبب نزول هذه الآيات روايات منها ما روى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - أن رجلا يسأله عن هذه الآيات فقال : هؤلاء رجال أسلموا من مكة ، فأرادوا أن يأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبى أولادهم وأزواجهم أن يتركوهم - ليهاجروا .
فلما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أى بالمدينة - رأوا الناس قد تفقهوا فى الدين ، فهموا أن يعاقبوهم - أى : يعاقبوا أولادهم وأزواجهم - فأنزل الله - تعالى - هذه الآيات .
وفى رواية أخرى عن ابن عباس أن هذه الآيات نزلت بالمدينة فى عوف بن مالك الأشجعى ، شكى إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - جفاء أهله وولده فنزلت .
وصدرت الآيات الكريمة بالنداء بصفة الإيمان ، لحضهم على الاستجابة لما اشتملت عليه هذه الآيات من توجيهات سامية وإرشادات عالية . . . فإن من شأن الإيمان الحق ، أن يحمل صاحبه على طاعة الله - عز وجل - .
و " من " فى قوله ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ . . ) للتبعيض .
والمراد بالعداوة ما يشمل العداوة الدينية والدنيوية ، بأن يكون هؤلاء الأولاد والأزواج يضمرون لآبائهم وأزواجهم العداوة والبغضاء وسوء النية ، يسبب الاختلاف فى الطباع أو فى العقيدة والأخلاق .
والعفو : ترك المعاقبة على الذنب بعد العزم على هذه المعاقبة .
والصفح : الإعراض عن الذنب وإخفاؤه ، وعدم إشاعته .
أى : يا من آمنتم بالله حق الإيمان ، إن بعض أزواجم وأولادكم ، يعادونكم ويخالفونكم فى أمر دينكم . وفى أمور دنياكم ، ( فاحذروهم ) أى : فاحذروا أن تطيعوهم فى أمر يتعارض مع تعاليم دينكم ، فإنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
( وَإِن تَعْفُواْ ) - أيها المؤمنون - عنهم ، بأن تتركوا عقابهم بعد التصميم عليه ( وَتَصْفَحُواْ ) عنهم ، بأن تتركوا عقابهم بدون عزم عليه . . . ( وَتَغْفِرُواْ ) ما فرط منهم من أخطاء ، بأن تخفوها عليهم .
وقوله : ( فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) قائم مقام جواب الشرط . أى : وإن تفعلوا ذلك من العفو والصفح والمغفرة ، يكافئكم الله - تعالى - على ذلك مكافأة حسنة ، فإن الله - تعالى - واسع المغفرة والرحمة لمن يعفون ويصفحون ويغفرون .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله - عز وجل - : ( ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) قال ابن عباس : هؤلاء رجال من أهل مكة أسلموا وأرادوا أن يهاجروا إلى المدينة ، فمنعهم أزواجهم وأولادهم ، وقالوا : صبرنا على إسلامكم فلا نصبر على فراقكم فأطاعوهم وتركوا الهجرة [ فقال تعالى : ( فاحذروهم ) أن تطيعوهم وتدعوا الهجرة ] .
( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) هذا فيمن أقام على الأهل والولد ولم يهاجر ، فإذا هاجر رأى الذين سبقوه بالهجرة قد فقهوا في الدين هم أن يعاقب زوجه وولده الذين ثبطوا عن الهجرة ، وإن لحقوا به في دار الهجرة لم ينفق عليهم ولم يصبهم بخير ، فأمرهم الله تعالى بالعفو عنهم والصفح .
وقال عطاء بن يسار : نزلت في عوف بن مالك الأشجعي : كان ذا أهل وولد ، وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه ، وقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق لهم ويقيم فأنزل الله : " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم " بحملهم إياكم على ترك الطاعة ، فاحذروهم أن تقبلوا منهم .
( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا ) فلا تعاقبوهم على خلافهم إياكم فالله غفور رحيم .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى مخبرا عن الأزواج والأولاد : إن منهم من هو عدو الزوج والوالد ، بمعنى : أنه يلتهى به عن العمل الصالح ، كقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) [ . : 9 ] ; ولهذا قال ها هنا : ( فاحذروهم ) قال ابن زيد : يعني على دينكم .
وقال مجاهد : ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم ) قال : يحمل الرجل على قطيعة الرحم أو معصية ربه ، فلا يستطيع الرجل مع حبه إلا أن يطيعه . وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن خلف العسقلاني ، حدثنا الفريابي ، حدثنا إسرائيل ، حدثنا سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس - وسأله رجل عن هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) - قال : فهؤلاء رجال أسلموا من مكة فأرادوا أن يأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم ، فلما أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأوا الناس قد فقهوا في الدين ، فهموا أن يعاقبوهم ، فأنزل الله هذه الآية : ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )
وكذا رواه الترمذي ، عن محمد بن يحيى ، عن الفريابي - وهو محمد بن يوسف - به ، وقال : حسن صحيح . ورواه ابن جرير ، والطبراني من حديث إسرائيل به وروي من طريق العوفي ، عن ابن عباس ، نحوه ، وهكذا قال عكرمة مولاه سواء .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا
قال ابن عباس : نزلت هذه الآية بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي ; شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده ; فنزلت .
ذكره النحاس .
وحكاه الطبري عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة " التغابن " كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم " نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد , وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورققوه فقالوا : إلى من تدعنا ؟ فيرق فيقيم ; فنزلت : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم " الآية كلها بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي .
وبقية الآيات إلى آخر السورة بالمدينة .
وروى الترمذي عن ابن عباس - وسأله رجل عن هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " - قال : هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم , فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم , فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم ; فأنزل الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " الآية .
هذا حديث حسن صحيح .
قال القاضي أبو بكر بن العربي : هذا يبين وجه العداوة ; فإن العدو لم يكن عدوا لذاته وإنما كان عدوا بفعله .
فإذا فعل الزوج والولد فعل العدو كان عدوا , ولا فعل أقبح من الحيلولة بين العبد وبين الطاعة .
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان قعد لابن آدم في طريق الإيمان فقال له أتؤمن وتذر دينك ودين آبائك فخالفه فآمن ثم قعد له على طريق الهجرة فقال له أتهاجر وتترك مالك وأهلك فخالفه فهاجر ثم قعد له على طريق الجهاد فقال له أتجاهد فتقتل نفسك فتنكح نساؤك ويقسم مالك فخالفه فجاهد فقتل , فحق على الله أن يدخله الجنة ) .
وقعود الشيطان يكون بوجهين : أحدهما : يكون بالوسوسة .
والثاني : بأن يحمل على ما يريد من ذلك الزوج والولد والصاحب ; قال الله تعالى : " وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم " [ فصلت : 25 ] .
وفي حكمة عيسى عليه السلام : من اتخذ أهلا ومالا وولدا كان للدنيا عبدا .
وفي صحيح الحديث بيان أدنى من ذلك في حال العبد ; قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد القطيفة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش ) .
ولا دناءة أعظم من عبادة الدينار والدرهم , ولا همة أخس من همة ترتفع بثوب جديد .
كما أن الرجل يكون له ولده وزوجه عدوا كذلك المرأة يكون لها زوجها وولدها عدوا بهذا المعنى بعينه .
وعموم قوله : " من أزواجكم " يدخل فيه الذكر والأنثى لدخولهما في كل آية .
والله أعلم .لَكُمْ
معناه على أنفسكم .
والحذر على النفس يكون بوجهين : إما لضرر في البدن , وإما لضرر في الدين .
وضرر البدن يتعلق بالدنيا , وضرر الدين يتعلق بالآخرة .
فحذر الله سبحانه العبد من ذلك وأنذره به .فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
روى الطبري عن عكرمة في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " قال : كان الرجل يريد أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول له أهله : أين تذهب وتدعنا ؟ قال : فإذا أسلم وفقه قال : لأرجعن إلى الذين كانوا ينهون عن هذا الأمر , فلأفعلن ولأفعلن ; قال : فأنزل الله عز وجل : " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " .
وقال مجاهد في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " قال : ما عادوهم في الدنيا ولكن حملتهم مودتهم على أن أخذوا لهم الحرام فأعطوه إياهم .
والآية عامة في كل معصية يرتكبها الإنسان بسبب الأهل والولد .
وخصوص السبب لا يمنع عموم الحكم .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ) يصدونكم عن سبيل الله، ويثبطونكم عن طاعة الله ( فَاحْذَرُوهُمْ ) أن تقبلوا منهم ما يأمرونكم به من ترك طاعة الله.
وذُكر أن هذه الآية نـزلت في قوم كانوا أرادوا الإسلام والهجرة، فثبَّطهم عن ذلك أزواجهم وأولادهم.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أَبو كُرَيْب، قال: ثنا يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن سِماك ، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: سأله رجل عن هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) قال: هؤلاء رجال أسلموا، فأرادوا أن يأتوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم؛ فلما أتَوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فرأوا الناس قد فقهوا في الدين، هموا أن يعاقبوهم، فأنـزل الله جلّ ثناؤه ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ ) .. الآية.
حدثنا هناد بن السريّ، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سِماك، عن عكرمة، في قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) قال: كان الرجل يريد أن يأتي النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فيقول له أهله: أين تذهب وتدعنا ؟ قال: وإذا أسلم وفَقِه، قال: لأرجعنّ إلى الذين كانوا ينهون عن هذا الأمر فلأفعلنّ ولأفعلنّ ، فأنـزل الله جلّ ثناؤه: ( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) كان الرجل إذا أراد أن يهاجر من مكة إلى المدينة تمنعه زوجته وولده، ولم يألُوا يثبطوه عن ذلك، فقال الله: إنهم عدوّ لكم فاحذروهم واسمعوا وأطيعوا، وامضُوا لشأنكم، فكان الرجل بعد ذلك إذا مُنع وثبط مرّ بأهله وأقسم، والقسم يمين ليفعلنّ وليعاقبنّ أهله في ذلك، فقال الله جلّ ثناؤه ( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار قال: نـزلت سورة التغابن كلها بمكة، إلا هؤلاء الآيات ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) نـزلت في عوف بن مالك الأشجعيّ، كان ذا أهل وولد، فكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ورقَّقوه، فقالوا: إلى من تَدعنا ؟ فيرقّ ويقيم، فنـزلت: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) الآية كلها بالمدينة في عوف بن مالك وبقية الآيات إلى آخر السورة بالمدينة.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) قال: إنهما يحملانه على قطيعة رحمه، وعلى معصية ربه، فلا يستطيع مع حبه إلا أن يقطعه.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد مثله، إلا أنه قال: فلا يستطيع مع حبه إلا أن يطيعه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قالا ثنا سعيد، عن قتادة ، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) .. الآية، قال: منهم من لا يأمر بطاعة الله، ولا ينهى عن معصيته، وكانوا يبطِّئون عن الهجرة إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعن الجهاد.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال ثنا ابن ثور، عن معمر ، عن قتادة، في قوله: ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) قال: ينهون عن الإسلام، ويُبَطِّئُون عنه، وهم من الكفار فاحذروهم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ) .. الآية، قال: هذا في أناس من قبائل العرب كان يسلم الرجل أو النفر من الحيّ، فيخرجون من عشائرهم ويدعون أزواجهم وأولادهم وآباءهم عامدين إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فتقوم عشائرهم وأزواجهم وأولادهم وآباؤهم، فيناشدونهم الله أن لا يفارقوهم، ولا يؤثروا عليهم غيرهم، فمنهم من يَرقّ ويرجع إليهم، ومنهم من يمضي حتى يلحق بنبيّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثنا أَبو كريب، قال: ثنا عثمان بن ناجية وزيد بن حباب، قالا ثنا يحيى بن واضح، جميعًا، عن الحسين بن واقد، قال: ثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنـزل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأخذهما فرفعهما فوضعهما في حِجْرِهِ ثم قال: " صَدَقَ الله ورَسُولُهُ: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ رأَيْتُ هَذْينِ فَلَمْ أَصْبِرْ، ثم أخذ في خطبته " اللفظ لأبي كريب عن زيد.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ) قال: يقول: عدوّا لكم في دينكم، فاحذروهم على دينكم.
حدثني محمد بن عمرو بن علىّ المقدميّ، قال ثنا أشعث بن عبد الله قال: ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله: ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) قال: كان الرجل يسلم ، فيلومه أهله وبنوه، فنـزلت: ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ ) .
وقوله: ( وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا ) يقول: إن تعفوا أيها المؤمنون عما سلف منهم من صدّهم إياكم عن الإسلام والهجرة وتصفحوا لهم عن عقوبتكم إياهم على ذلك، وتغفروا لهم غير ذلك من الذنوب ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) لكم لمن تاب من عباده، من ذنوبكم ( رَحِيمٌ ) بكم أن يعاقبكم عليها من بعد توبتكم منها.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14)
إقبال على خطاب المؤمنين بما يفيدهم كمالاً ويجنبهم ما يفتنهم .
أخرج الترمذي «عن ابن عباس أن رجلاً سأله عن هذه الآية فقال : هؤلاء رجال من أهل مكة أسلموا وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبَى أزواجهم وأولادُهم أن يَدعوهم ، فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم أي بعد مدة وجاء معهم أزواجهم وأولادهم ورأوا الناس قد فقهوا في الدين أي سبقوهم بالفقه في الدين لتأخر هؤلاء عن الهجرة فَهَمُّوا أن يعاقبوهم على ما تسببوا لهم حتى سبقهم الناس إلى الفقه في الدين فأنزل الله هذه الآية : أي حتى قوله : { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم } . وهو الذي اقتصر عليه الواحدي في «أسباب النزول» ومقتضاه أن الآية مدنية» .
وعن عطاء بن يسار وابن عباس أيضاً أن هذه الآية نزلت بالمدينة في شأن عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد فكان إذا أراد الغزو بَكَوا إليه ورققوه وقالوا : إلى من تَدعنا ، فيرقُّ لهم فيقعد عن الغزو . وشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية في شأنهم . فهذه الآية مستأنفة استئنافاً ابتدائياً ويكون موقعها هذا سبب نزولها صادف أن كان عقب ما نزل قبلها من هذه السورة .
والمناسبة بينها وبين الآية التي قبلها لأن كلتيهما تسلية على ما أصاب المؤمنين من غَمّ من معاملة أعدائهم إياهم ومن انحراف بعض أزواجهم وأولادهم عليهم .
وإذا كانت السورة كلها مكية كما هو قول الضحاك كانت الآية ابتداء إقبال على تخصيص المؤمنين بالخطاب بعد قضاء حق الغرض الذي ابتدئت به السورة على عادة القرآن في تعقيب الأغراض بأضدادها من ترغيب أو ترهيب ، وثناء أو ملام ، أو نحو ذلك ليوفّى الطرفان حقيهما ، وكانت تنبيهاً للمسلمين لأحوال في عائلاتهم قد تخفى عليهم ليأخذوا حذرهم ، وهذا هو المناسب لما قبل الهجرة كان المسلمون بمكة ممتزجين مع المشركين بوشائج النسب والصهر والولاء فلما ناصبهم المشركون العداء لمفارقتهم دينهم وأضمروا لهم الحقد وأصبحوا فريقين كان كل فريق غير خال من أفراد متفاوتين في المضادة تبعاً للتفاوت في صلابة الدين ، وفي أواصر القرابة والصهر ، وقد يبلغ العداء إلى نهاية طرفه فتندحض أمامة جميع الأواصر فيصبح الأشد قرباً أشد مضرة على قريبه من مضرة البعيد .
فأيقظت هذه الآية المؤمنين لئلا يغرّهم أهل قرابتهم فيما توهم من جانب غرورهم فيكون ضرهم أشد عليهم وفي هذا الإيقاظ مصلحة للدين وللمسلمين ولذلك قال تعالى : { فاحذروهم } ولم يأمر بأن يضروهم ، وأعقبه بقوله : { وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم } ، جمعاً بين الحذر وبين المسالمة وذلك من الحزم .
و { مِن } تبعيضية . وتقديم خبر { إنَّ } على اسمها للاهتمام بهذا الخبر ولما فيه من تشويق إلى الاسم ليتمكن مضمون هذا الخبر في الذهن أتم تمكن لما فيه من الغرابة والأهمية . وقد تقدم مثله عند قوله تعالى : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر } في سورة [ البقرة : 8 ] .
وعَدُوّ وصف من العداوة بوزن فَعول بمعنى فاعل فلذلك لزم حالة الإفراد والتذكير إذا كان وصفاً ، وقد مضى ذلك عند قوله تعالى : { فإن كان من قوم عدوّ لكم } في سورة [ النساء : 92 ] . فأما إذا أريد منه معنى الاسمية فيطابق ما أجري عليه ، قال تعالى : { يكونوا لكم أعداء } [ الممتحنة : 2 ] .
والإِخبار عن بعض الأزواج والأولاد بأنهم عدوٌّ يجوز أن يحمل على الحقيقة فإن بعضهم قد يضمر عداوة لزوجه وبعضهم لأبويه من جراء المعاملة بما لا يروق عنده مع خباثة في النفس وسوء تفكير فيصير عدوًّا لمن حقه أن يكون له صديقاً ، ويكثر أن تأتي هذه العداوة من اختلاف الدين ومن الانتماء إلى الأعداء .
ويجوز أن يكون على معنى التشبيه البليغ ، أي كالعدوّ في المعاملة بما هو من شأن معاملة الأعداء كما قيل في المَثَل : يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدوّ لعدوّه . وهذا من استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه .
وعُطف على قوله : { فاحذروهم } جملة { وإن تعفوا وتصفحوا } إلى آخرها عَطف الاحتراس لأنه إذا كان العفو مطلوباً محبوباً إلى الله تعالى وهو لا يكون إلا بعد حصول الذنب فإن عدم المؤاخذة على مجرد ظنّ العداوة أجدر بالطلب ففهم النهي عن معاملة الأزواج والأبناء معاملةَ الأعداء لأجل إيجاس العداوة ، بل المقصود من التحذير التوقِّي وأخذُ الحيطة لابتداء المؤاخذة ، ولذلك قيل : «الحزم سوء الظن بالناس» ، أي لكن دون أن يبنى على ذلك الظن معاملة من صدر منه ما ظننت به قال تعالى : { إن بعض الظن إثم } [ الحجرات : 12 ] وقال : { أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } [ الحجرات : 6 ] .
والعفو : ترك المعاقبة على الذنب بعد الاستعداد لها . ولو مع توبيخ .
والصفح : الإِعراض عن المذنب ، أي ترك عقابه على ذنبه دون التوبيخ .
والغفر : ستر الذنب وعدم إشاعته .
والجمع بينها هنا إيماء إلى تراتب آثار هذه العداوة وما تقتضيه آثارها من هذه المعاملات الثلاث . وحذف متعلق الأفعال الثلاثة لظهور أن المراد من أولادكم وأزواجكم فيما يصدر منهم مما يؤذيكم ، ويجوز أن يكون حذف المتعلق لإِرادة عموم الترغيب في العفو .
وإنما يعفو المرء ويصفح ويغفر عن المذنب إذا كان ذنبه متعلقاً بحق ذلك المرء وبهذه الأفعال المذكورة هنا مطلقة وفي أدلة الشريعة تقييدات لها .
وجملة { فإن الله غفور رحيم } دليل جواب الشرط المحذوف المؤذن بالترغيب في العفو والصفح والغفر فالتقدير وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا يحب الله ذلك منكم لأن الله غفور رحيم ، أي للذين يغفرون ويرحمون ، وجمع وصف رحيم الخصال الثلاث .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق إعرابها «إِنَّ» حرف مشبه بالفعل «مِنْ أَزْواجِكُمْ» خبر إن المقدم «وَأَوْلادِكُمْ» معطوف على أزواجكم «عَدُوًّا» اسم إن المؤخر «لَكُمْ» متعلقان بعدوا والجملة ابتدائية لا محل لها.
«فَاحْذَرُوهُمْ» الفاء الفصيحة وأمر وفاعله ومفعوله والجملة جواب الشرط لا محل لها «وَ» الواو حرف عطف «إِنْ تَعْفُوا» إن حرف شرط جازم ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والواو فاعله «وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا» معطوفان على تعفوا «فَإِنَّ اللَّهَ» الفاء واقعة في جواب الشرط وإن واسمها «غَفُورٌ رَحِيمٌ» خبراها والجملة في محل جزم جواب الشرط.
- English - Sahih International : O you who have believed indeed among your wives and your children are enemies to you so beware of them But if you pardon and overlook and forgive - then indeed Allah is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(64:14) Believers, there are enemies to you from among your spouses and your off-spring, so beware of them. But if you forgive and overlook their offences and pardon them, then surely Allah is Most Forgiving, Most Compassionate. *29
- Français - Hamidullah : O vous qui avez cru vous avez de vos épouses et de vos enfants un ennemi [une tentation] Prenez-y garde donc Mais si vous [les] excusez passez sur [leurs] fautes et [leur] pardonnez sachez qu'Allah est Pardonneur Très Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt unter euren Gattinnen und euren Kindern gibt es welche die euch feind sind; so seht euch vor ihnen vor Wenn ihr aber verzeiht nachsichtig seid und vergebt - gewiß so ist Allah Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes En algunas de vuestras esposas y en algunos de vuestros hijos tenéis un enemigo ¡Cuidado con ellos Pero si sois indulgentes si sois tolerantes si perdonáis Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Ó fiéis em verdade tendes adversários entre as vossas mulheres e os vossos filhos Precaveivos pois deles Porém se os tolerardes perdoardelos e os indultardes sabei que certamente Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Воистину среди ваших жен и ваших детей есть враги вам Остерегайтесь их но если вы будете снисходительны проявите великодушие и простите их то ведь Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
О те, которые уверовали! Воистину, среди ваших жен и ваших детей есть враги вам. Остерегайтесь их, но если вы будете снисходительны, проявите великодушие и простите их, то ведь Аллах - Прощающий, Милосердный.- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Eşleriniz ve çocuklarınızdan size düşmanlık edenler olur onlardan sakının; ama siz affeder suçlarını örter ve bağışlarsanız bilin ki Allah da bağışlar ve acır
- Italiano - Piccardo : O voi che credete nelle vostre spose e nei vostri figli c'è [talvolta] un nemico per voi State in guardia Se dimenticherete lascerete cadere e perdonerete; in verità Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهوانهی باوهڕتان هێناوه ههندێك له هاوسهرانتان یان ههندێک له ڕۆڵهو نهوهکانتان دوژمنتانن جا ئێوهش وریابن و خۆتان بپارێزن لێیان جا ئهگهر چاوپۆشی له ههڵهیان بکهن و واز له ئازاردانیان بهێنن و لێیان ببورن ئهوه چاك بزانن که خوا لێخۆسبووه و میهرهبانه
- اردو - جالندربرى : مومنو تمہاری عورتیں اور اولاد میں سے بعض تمہارے دشمن بھی ہیں سو ان سے بچتے رہو۔ اور اگر معاف کردو اور درگزر کرو اور بخش دو تو خدا بھی بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : O vjernici i među ženama vašim i djecom vašom doista imate neprijatelja pa ih se pričuvajte A ako preko toga pređete i opravdanje prihvatite i oprostite pa – i Allah prašta i samilostan je
- Swedish - Bernström : TROENDE Bland era hustrur och era barn kan finnas [de som är] era fiender; var därför på er vakt mot dem Men om ni har överseende förlåter och glömmer [de felsteg som de begår skall Gud visa att] Han är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang mukmin sesungguhnya di antara isteriisterimu dan anakanakmu ada yang menjadi musuh bagimu maka berhatihatilah kamu terhadap mereka dan jika kamu memaafkan dan tidak memarahi serta mengampuni mereka maka sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۚ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Hai orang-orang yang beriman! Sesungguhnya di antara istri-istri kalian dan anak-anak kalian ada yang menjadi musuh bagi kalian, maka berhati-hatilah kalian) janganlah kalian menaati mereka sehingga menyebabkan kalian ketinggalan tidak mau melakukan perbuatan yang baik, seperti berjihad dan berhijrah. Karena sesungguhnya latar belakang turunnya ayat ini adalah karena menaatinya (dan jika kalian meaafkan) mereka yang telah memperlambat kalian untuk melakukan perbuatan-perbuatan yang baik, karena alasan bahwa mereka merasa berat berpisah dengan kalian (dan tidak memarahi serta mengampuni, mereka, maka sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : হে মুমিনগণ তোমাদের কোন কোন স্ত্রী ও সন্তানসন্ততি তোমাদের দুশমন। অতএব তাদের ব্যাপারে সতর্ক থাক। যদি মার্জনা কর উপেক্ষা কর এবং ক্ষমা কর তবে আল্লাহ ক্ষমাশীল করুনাময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஈமான் கொண்டவர்களே நிச்சயமாக உங்கள் மனைவியரிலும் உங்கள் மக்களிலும் உங்களுக்கு விரோதிகள் இருக்கின்றனர் எனவே அவர்களைப் பற்றி நீங்கள் எச்சரிக்கையாக இருங்கள்; அதையும் அவர்களின் குற்றங் குறைகளை மன்னித்தும் அவற்றைப் பொருட்படுத்தாமலும் சகித்துக் கொண்டும் இருப்பீர்களாயின் நிச்சயமாக அல்லாஹ் மிகவும் மன்னிப்பவன் மிக்க கிருபையுடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้บรรดาผู้ศรัทธาเอ๋ย แท้จริงในหมู่คู่ครองของพวกเจ้าและลูกหลานของพวกเจ้านั้นมีบางคนเป็นศัตรูแก่พวกเจ้าฉะนั้นจงระวังต่อพวกเขา แต่ถ้าพวกเจ้าอภัยและยกโทษ แก่พวกเขา แท้จริงอัลลอฮฺนั้นเป็นผู้ทรงอภัย ผู้เมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Албатта жуфтларингиздан ва болаларингиздан сизга душман бор бас улардан ҳазир бўлинг Ва агар афв этсангиз кўнгилга олмасангиз ва айбларини кечирсангиз бас албатта Аллоҳ кечирувчи ва раҳмдил зотдир Оятнинг нозил бўлиш сабаби ҳақидаги ривоятда айтилишича бир гуруҳ кишилар Маккада иймонга келиб Мадинага ҳижрат қилишмоқчи бўлганларида хотин ва болачақалари бизни ташлаб қаёққа борасан деб тўсиқ бўлишган экан Вақти келиб Мадинага боришса улардан аввал ҳижрат қилганлар динда илғор бўлиб кетишибди Шунда уларни ҳижратдан тўсган оила аъзоларига иқоб қилишмоқчи бўлганларида Аллоҳ таоло Ва агар афв этсангиз кўнгилга олмасангиз ва айбларини кечирсангиз бас албатта Аллоҳ кечирувчи ва раҳмдил зотдир деган оятини тушириб уларни бу ишдан қайтарган экан
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊!你们的妻子儿女,有一部份确是你们的敌人,故你们当谨防他们。如果你们恕饶他们,原谅他们,赦宥他们,(真主就赦宥你们),因为真主确是至赦的,确是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman Sesungguhnya ada di antara isteriisteri kamu dan anakanak kamu yang menjadi musuh bagi kamu; oleh itu awaslah serta berjagajagalah kamu terhadap mereka Dan kalau kamu memaafkan dan tidak marahkan mereka serta mengampunkan kesalahan mereka maka Allah akan berbuat demikian kepada kamu kerana sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Kuwa xaqa rumeeyow Haweenkiinna iyo Caruurtiina waxaa ka mid ah kuwo Col idiin ah ee ka digtoonaada haddaadse iska cafidaan saamaxdaanna Eebe waa dambi dhaafe naxariiste ah
- Hausa - Gumi : Yã kũ waɗanda suka yi ĩmani Lalle ne daga mãtanku da ɗiyanku akwai wani maƙiyi a gare ku sai ku yi saunarsu Kuma idan kuka yãfe kuma kuka kau da kai kuma kuka gãfarta to lalle Allah Mai gãfara ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Hakika miongoni mwa wake zenu na watoto wenu wamo maadui zenu Basi tahadharini nao Na mkisamehe na mkapuuza na mkaghufiria basi hakika Mwenyezi Mungu ni Mwingi wa maghfira Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O besimtarë me të vërtetë edhe prej grave tuaja edhe prej fëmijëv tuaj keni armiqë andaj ruajuni prej tyre E nëse ju nuk ua shihin për të madhe gabimet dhe i harmonizoni marrëdhëniet dhe ua falni është mirësi e Perëndia me të vërtetë është falës dhe mëshirues
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، بعضى از زنان و فرزندانتان دشمن شما هستند. از آنها حذر كنيد. و اگر عفو كنيد و چشم بپوشيد و گناهشان پوشيده داريد، خدا آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, баъзе аз занону фарзандонатон душмани шумо ҳастанд. Аз онҳо ҳазар кунед, Ва агар афв кунед ва чашм бипӯшеду гуноҳашон пӯшида доред, Худо бахшояндаву меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر! سىلەرنىڭ ئاياللىرڭلاردىن، بالىلىرىڭلاردىن سىلەرگە دۈشمەن بولىدىغانلىرىمۇ بار، ئۇلاردىن ئېھتىيات قىلىڭلار، ئەگەر (ئۇلارنى) ئەپۇ قىلساڭلار، كەچۈرسەڭلار، مەغپىرەت قىلساڭلار (اﷲ سىلەرنىمۇ مەغپىرەت قىلىدۇ). اﷲ ھەقىقەتەن ناھايىتى مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങളുടെ ഭാര്യമാരിലും മക്കളിലും നിങ്ങള്ക്ക് ശത്രുക്കളുണ്ട്. അതിനാല് അവരെ സൂക്ഷിക്കുക. എന്നാല് നിങ്ങള് മാപ്പ് നല്കുകയും വിട്ടുവീഴ്ച കാണിക്കുകയും പൊറുത്തു കൊടുക്കുകയുമാണെങ്കില്, തീര്ച്ചയായും അറിയുക: അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين امنوا بالله ورسوله ان من ازواجكم واولادكم اعداء لكم يصدونكم عن سبيل الله ويثبطونكم عن طاعته فكونوا منهم على حذر ولا تطيعوهم وان تتجاوزوا عن سيئاتهم وتعرضوا عنها وتستروها عليهم فان الله غفور رحيم يغفر لكم ذنوبكم لانه سبحانه عظيم الغفران واسع الرحمه
*29) This verse has two meanings. According to the first meaning, ii applies to most of those difficulties, which are encountered by many believing men from their wives and the women from their husbands and the parents from their children in following the way of God. It seldom so happens in the world that a man has a wife and a wife a husband, who are full companions and helpers of each other in the matter of faith and righteousness, and that both may also have such children as may be the comfort of their eyes as regards faith and deeds, morals and conduct. Hut generally it so happens that if the husband is righteous and honest, the wife and children look upon his honesty and piety and righteousness as a misfortune for themselves, and want that the husband and the father should earn Hell for their sake, and giving up the distinction between the lawful and the unlawful should provide means of luxury and enjoyment, sin and vice, for them in every passable way. On the contrary, many a time a pious believing woman happens to have a husband, Who does not at all approve her obedience to the Laws of God, and the children too, following in the footsteps of the father, make the wife of the mother miserable by their daviation and evil deeds. Then, particularly, when during the conflict between Islam and unbelief a man's faith demands that he should suffer losses for the sake of AIIah and this Religion, run risks, emigrate from the country or even endanger his life by joining the war against unbelief, the greatest hindrance in his way are the people of his own household.
The second meaning relates to those special circumstances which most of the Muslims were facing at the time these verses were sent down. and today also they are faced by every person who embraces Islam in a non-Muslim society. At that dine in Makkah and in other parts of Arabia a situation that was commonly being experienced was that a man would embrace Islam, but his wife and children would not only be disinclined to accept it but would try their best to press him to give up Islam Arid similar were the situations encountered by the women, the alone embraced Islam in their families,
Addressing the believers who may be confronted with either situation, three things have been impressed:
First, they have been warned as if to say: "Although front the worldly point of view. these are the dearest relations of man yet from the religious point of view, they arc .`your enemies." This enmity may he for the reason that they hinder you from good and induce you to do evil, or that they restrain you from belief and pull you towards unbelief, or that their sympathies are with he unbelievers. ana through you if they ever come to know any of the war secrets of the Muslims, they convey it to the enemies of Islam. Owing to these the nature and quality of enmity may vary, but in any case it is enmity; and if you hold your faith dearer to your heart, you should regard them as your enemies. In their love you should never forget that between you and them there stands the barrier of belief and unbelief, or of obedience and disobedience."
Then, it is said: "Beware of them." That is, "You should not ruin your eternal life for the sake of their worldly life. Let not their love so overwhelm you that they become a hindrance for you in your relationship with Allah and His Messenger and your loyalty to Islam. Do not place such reliance on them that the secrets of the Muslim community should come to their notice and through them reach your enemies only by your negligence and carelessness. This Is the Fame thing of which the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) has warned the Muslims in a Hadith: `A person will be brought up on the Day of Resurrection, and it will be proclaimed: `His wife and children ate up aII his good deeds'."
In the end, it is said: "If you pardon and overlook and forgive, Allah is surely AII-Forgiving, All-Merciful. " It means: "You are being made aware of their enmity so that you may beware of them and do your best to save your faith from them, This warning does not, however, mean that you should treat your wife and children harshly, or strain your relations with them so as w make your own and their domestic lift miserable and wretched For if you did so, two of the disadvantages would obviously result: first, it may close down every avenue to the reformation of the wife and children for ever; second, it may give rise to suspicions and misgivings against Islam in the society and the people around may form the impression that a Muslim turns unduly rigid and ill-tempered for his own children in his own house as soon as he has embraced Islam.
In this connection, one should also keep in mind that in the beginning when the people became Muslims, they encountered a special difficulty if their parents were unbelievers. They would press their children to give up the new Faith. They would face another difficulty when their wives and children (or in case of women, their husbands and children) persisted unbelief and would force them to abandon the Faith of Tnrth. About the first difficulty, instruction was given in AI-'Ankabut; 8 and Luqman; 14-15, saying: "Treat your parents well but if they press you to join with Me another about whom you have no knowledge, do not obey them at alI " About the second difficulty the Instruction has been given here, saying: "You must try to save your faith from your children and family members but do not treat them harshly, but rather politely and leniently." (For further explanation, see At-Taubah: 23-24; E N. 37 of AI-Mujadalah, E.N.'s 1 to 3 of Al-Mumtahanah; E.N. 18 of Munafiqun).