- عربي - نصوص الآيات عثماني : فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
- عربى - نصوص الآيات : فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ۗ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون
- عربى - التفسير الميسر : فابذلوا- أيها المؤمنون- في تقوى الله جهدكم وطاقتكم، واسمعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سماع تدبُّر وتفكر، وأطيعوا أوامره واجتنبوا نواهيه، وأنفقوا مما رزقكم الله يكن خيرًا لكم. ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال، فأولئك هم الظافرون بكل خير، الفائزون بكل مطلب.
- السعدى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
يأمر تعالى بتقواه، التي هي امتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويقيد ذلك بالاستطاعة والقدرة.
فهذه الآية، تدل على أن كل واجب عجز عنه العبد، أنه يسقط عنه، وأنه إذا قدر على بعض المأمور، وعجز عن بعضه، فإنه يأتي بما يقدر عليه، ويسقط عنه ما يعجز عنه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ".
ويدخل تحت هذه القاعدة الشرعية من الفروع، ما لا يدخل تحت الحصر، وقوله: { وَاسْمَعُوا } أي: اسمعوا ما يعظكم الله به، وما يشرعه لكم من الأحكام، واعلموا ذلك وانقادوا له { وَأَطِيعُوا } الله ورسوله في جميع أموركم، { وَأَنْفِقُوا } من النفقات الشرعية الواجبة والمستحبة، يكن ذلك الفعل منكم خيرًا لكم في الدنيا والآخرة، فإن الخير كله في امتثال أوامر الله تعالى وقبول نصائحه، والانقياد لشرعه، والشر كله، في مخالفة ذلك.
ولكن ثم آفة تمنع كثيرًا من الناس، من النفقة المأمور بها، وهو الشح المجبولة عليه أكثر النفوس، فإنها تشح بالمال، وتحب وجوده، وتكره خروجه من اليد غاية الكراهة.
فمن وقاه الله شر شح نفسه بأن سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها { فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } لأنهم أدركوا المطلوب، ونجوا من المرهوب، بل لعل ذلك، شامل لكل ما أمر به العبد، ونهي عنه، فإنه إن كانت نفسه شحيحة. لا تنقاد لما أمرت به، ولا تخرج ما قبلها، لم يفلح، بل خسر الدنيا والآخرة، وإن كانت نفسه نفسًا سمحة، مطمئنة، منشرحة لشرع الله، طالبة لمرضاة، فإنها ليس بينها وبين فعل ما كلفت به إلا العلم به، ووصول معرفته إليها، والبصيرة بأنه مرض لله تعالى، وبذلك تفلح وتنجح وتفوز كل الفوز.
- الوسيط لطنطاوي : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
والفاء فى قوله - سبحانه - : ( اتقوا الله مَا استطعتم ) للإفصاح والتفريع على ما تقدم .
و ( مَا استطعتم ) مصدرية ظرفية .
والمراد بالاستطاعة : نهاية الطاقة والجهد .
أى : إذا كان الأمر كما ذكرت لكم من أن المؤمن الصادق فى إيمانه هو الذى لا يشغله ماله أو ولده أو زوجه عن ذكر الله - تعالى - فابذلوا نهاية قدرتكم واستطاعتكم فى طاعة الله - تعالى - وداوموا على ذلك فى جميع الأوقات والأزمان .
وليس بين هذه الآية ، وبين قوله - تعالى - ( اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ ) تعارض ، لأن كلتا الآيتين تأمران المسلم بأن يبذل قصارى جهده ، ونهاية طاقته ، فى المواظبة على أداء ما كلفه الله به ، ولذلك فلا نرى ما يدعو إلى قول من قال : إن الآية التى معنا نسخت الآية التى تقول : ( ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ ) قال الآلوسى : أخرج ابن أبى حاتم عند سعيد بن جبير قال : لما نزلت : ( اتقوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ ) اشتد على القوم العمل ، فقاموا حتى ورمت أقدامهم . فأنزل الله هذه الآية ( فاتقوا الله مَا استطعتم ) تخفيفا على المسلمين .
وحذف متعلق التقوى ، لقصد التعميم ، أى : فاتقوا الله مدة استطاعتكم فى كل ما تأتون وما تذرون ، واعلموا أنه - تعالى - ( يُرِيدُ الله بِكُمُ اليسر وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العسر ) و
( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدين مِنْ حَرَجٍ ) ومن الأحاديث التى وردت فى معنى الآية الكريمة ، ما رواه البخارى عن جابر بن عبد الله قال : " بايعت رسول الله - صلى الله - عليه وسلم - على السمع والطاعة ، فلقننى " فيما استطعت " " .
وعطف قوله - تعالى - ( واسمعوا وَأَطِيعُواْ ) على قوله ( فاتقوا الله ) من باب عطف الخاص على العام ، للاهتمام به .
أى : فاتقوا الله - تعالى - فى كل ما تأتون وما تذرون ، واسمعوا ما يبلغكم إياه رسولنا عنا سماع تدبر وتفكر ، وأطيعوه فى كل ما يأمركم به أو ينهاكم عنه .
( وَأَنْفِقُواْ ) مما رزقكم الله - تعالى - من خير ، يكن ذلك الإنفاق ( خَيْراً لأَنفُسِكُمْ ) فى دنياكم وفى آخرتكم .
( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ) أى : ومن يستطع أن يبعد نفسه عن الشح والبخل .
( فأولئك هُمُ المفلحون ) أى : الفائزون فوزا تاما لا نقص معه .
- البغوى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
( فاتقوا الله ما استطعتم ) أطقتم ، هذه الآية ناسخة لقوله تعالى : " اتقوا الله حق تقاته " ( آل عمران - 102 ( واسمعوا وأطيعوا ) الله ورسوله ( وأنفقوا خيرا لأنفسكم ) أنفقوا من أموالكم خيرا لأنفسكم . ( ومن يوق شح نفسه ) حتى يعطي حق الله من ماله ( فأولئك هم المفلحون ) .
- ابن كثير : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وقوله تعالى : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) أي : جهدكم وطاقتكم . كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه "
وقد قال بعض المفسرين - كما رواه مالك ، عن زيد بن أسلم - إن هذه الآية العظيمة ناسخة للتي في " آل عمران " وهي قوله : ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) [ آل عمران : 102 ]
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثني ابن لهيعة ، حدثني عطاء - هو ابن دينار - عن سعيد بن جبير في قوله : ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) قال : لما نزلت الآية اشتد على القوم العمل ، فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم ، فأنزل الله تخفيفا على المسلمين : ( فاتقوا الله ما استطعتم ) فنسخت الآية الأولى .
وروي عن أبي العالية ، وزيد بن أسلم ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، ومقاتل بن حيان نحو ذلك .
وقوله : ( واسمعوا وأطيعوا ) أي : كونوا منقادين لما يأمركم الله به ورسوله ، ولا تحيدوا عنه يمنة ولا يسرة ، ولا تقدموا بين يدي الله ورسوله ، ولا تتخلفوا عما به أمرتم ، ولا تركبوا ما عنه زجرتم .
وقوله تعالى : ( وأنفقوا خيرا لأنفسكم ) أي : وابذلوا مما رزقكم الله على الأقارب والفقراء والمساكين وذوي الحاجات ، وأحسنوا إلى خلق الله كما أحسن إليكم ، يكن خيرا لكم في الدنيا والآخرة ، وإن لا تفعلوا يكن شرا لكم في الدنيا والآخرة .
وقوله : ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) تقدم تفسيره في سورة " الحشر " وذكر الأحاديث الواردة في معنى هذه الآية ، بما أغنى عن إعادته ها هنا ، ولله الحمد والمنة ،
- القرطبى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
ذهب جماعة من أهل التأويل إلى أن هذه الآية ناسخة لقوله تعالى : " اتقوا الله حق تقاته " [ آل عمران : 102 ] منهم قتادة والربيع بن أنس والسدي وابن زيد .
ذكر الطبري : وحدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " [ آل عمران : 102 ] قال : جاء أمر شديد , قالوا : ومن يعرف قدر هذا أو يبلغه ؟ فلما عرف الله أنه قد اشتد ذلك عليهم نسخها عنهم وجاء بهذه الآية الأخرى فقال : " اتقوا الله ما استطعتم " .
وقيل : هي محكمة لا نسخ فيها .
وقال ابن عباس : قوله تعالى : " اتقوا الله حق تقاته " [ آل عمران : 102 ] إنها لم تنسخ , ولكن حق تقاته أن يجاهد لله حق جهاده , ولا يأخذهم في الله لومة لائم , ويقوموا لله بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأبنائهم .
وقد تقدم .
فإن قيل : فإذا كانت هذه الآية محكمة غير منسوخة فما وجه قوله في سورة التغابن : " فاتقوا الله ما استطعتم " وكيف يجوز اجتماع الأمر باتقاء الله حق تقاته , والأمر باتقائه ما استطعنا .
والأمر باتقائه حق تقاته إيجاب القرآن بغير خصوص ولا وصل بشرط , والأمر باتقائه ما استطعنا أمر باتقائه موصولا بشرط .
قيل له : قوله : " فاتقوا الله ما استطعتم " بمعزل مما دل عليه قوله تعالى : " اتقوا الله حق تقاته " [ آل عمران : 102 ] وإنما عنى بقوله : " فاتقوا الله ما استطعتم " فاتقوا الله أيها الناس وراقبوه فيما جعل فتنة لكم من أموالكم وأولادكم أن تغلبكم فتنتهم , وتصدكم عن الواجب لله عليكم من الهجرة من أرض الكفر إلى أرض الإسلام ; فتتركوا الهجرة ما استطعتم ; بمعنى وأنتم للهجرة مستطيعين .
وذلك أن الله جل ثناؤه قد كان عذر من لم يقدر على الهجرة بتركها بقوله تعالى : " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " إلى قوله " فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم " [ النساء : 97 - 99 ] .
فأخبر أنه قد عفا عمن لا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا بالإقامة في دار الشرك ; فكذلك معنى قوله : " فاتقوا الله ما استطعتم " في الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام أن تتركوها بفتنة أموالكم وأولادكم .
ومما يدل على صحة هذا أن قوله : " فاتقوا الله ما استطعتم " عقيب قوله : " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " .
ولا خلاف بين السلف من أهل العلم بتأويل القرآن أن هذه الآيات نزلت بسبب قوم كفار تأخروا عن الهجرة من دار الشرك إلى دار الإسلام بتثبيط أولادهم إياهم عن ذلك ; حسب ما تقدم .
وهذا كله اختيار الطبري .
وقيل : " فاتقوا الله ما استطعتم " فيما تطوع به من نافلة أو صدقة ; فإنه لما نزل قوله تعالى : " اتقوا الله حق تقاته " [ آل عمران : 102 ] اشتد على القوم فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم , فأنزل الله تعالى تخفيفا عنهم : " فاتقوا الله ما استطعتم " فنسخت الأولى ; قاله ابن جبير .
قال الماوردي : ويحتمل إن لم يثبت هذا النقل أن المكره على المعصية غير مؤاخذ بها ; لأنه لا يستطيع اتقاءها .وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا
أي اسمعوا ما توعظون به وأطيعوا فيما تؤمرون به وتنهون عنه .
وقال مقاتل : اسمعوا " أي اصغوا إلى ما ينزل عليكم من كتاب الله ; وهو الأصل في السماع .
"
وأطيعوا " لرسوله فيما أمركم أو نهاكم .وقال قتادة : عليهما بويع النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة .
وقيل : "
واسمعوا " أي اقبلوا ما تسمعون ; وعبر عنه بالسماع لأنه فائدته .قلت : وقد تغلغل في هذه الآية الحجاج حين تلاها وقصرها على عبد الملك بن مروان فقال : "
فاتقوا الله ما استطعم واسمعوا وأطيعوا " هي لعبد الملك بن مروان أمين الله وخليفته , ليس فيها مثنوية , والله لو أمرت رجلا أن يخرج من باب المسجد فخرج من غيره لحل لي دمه .وكذب في تأويلها بل هي للنبي صلى الله عليه وسلم أولا ثم لأولي الأمر من بعده .
دليله "
و أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " [ النساء : 59 ] .وَأَنْفِقُواقيل : هو الزكاة ; قاله ابن عباس .
وقيل : هو النفقة في النفل .
وقال الضحاك : هو النفقة في الجهاد .
وقاله الحسن : هو نفقة الرجل لنفسه .
قال ابن العربي : وإنما أوقع قائل هذا قوله : "
لأنفسكم " وخفي عليه أن نفقة النفل والفرض في الصدقة هي نفقة الرجل على نفسه ; قال الله تعالى : " إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها " .[ الإسراء : 7 ] .
وكل ما يفعله الرجل من خير فإنما هو لنفسه .
والصحيح أنها عامة .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل : عندي دينار ؟ قال : ( أنفقه على نفسك ) قال : عندي آخر ؟ قال : ( أنفقه على عيالك ) قال : عندي آخر ؟ قال : ( أنفقه على ولدك ) قال : عندي آخر ؟ قال : ( تصدق به ) فبدأ بالنفس والأهل والولد وجعل الصدقة بعد ذلك .
وهو الأصل في الشرع .خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ
"
خيرا " نصب بفعل مضمر عند سيبويه ; دل عليه " وأنفقوا " كأنه قال : ايتوا في الإنفاق خيرا لأنفسكم , أو قدموا خيرا لأنفسكم من أموالكم .وهو عند الكسائي والفراء نعت لمصدر محذوف ; أي أنفقوا إنفاقا خيرا لأنفسكم .
وهو عند أبي عبيدة خبر كان مضمرة ; أي يكن خيرا لكم .
ومن جعل الخير المال فهو منصوب ب "
أنفقوا " .وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَالشح والبخل سواء ; يقال : رجل شحيح بين الشح والشح والشحاحة .
قال عمرو بن كلثوم : ترى اللحز الشحيح إذا أمرت عليه لماله فيها مهينا وجعل بعض أهل اللغة الشح أشد من البخل .
وفي الصحاح : الشح البخل مع حرص ; تقول : شححت ( بالكسر ) تشح .
وشححت أيضا تشح وتشح .
ورجل شحيح , وقوم شحاح وأشحة .
والمراد بالآية : الشح بالزكاة وما ليس بفرض من صلة ذوي الأرحام والضيافة , وما شاكل ذلك .
فليس بشحيح ولا بخيل من أنفق في ذلك وإن أمسك عن نفسه .
ومن وسع على نفسه ولم ينفق فيما ذكرناه من الزكوات والطاعات فلم يوق شح نفسه .
وروى الأسود عن ابن مسعود أن رجلا أتاه فقال له : إني أخاف أن أكون قد هلكت ؟ قال : وما ذاك ؟ قال : سمعت الله عز وجل يقول : "
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " وأنا رجل شحيح لا أكاد أن أخرج من يدي شيئا .فقال ابن مسعود : ليس ذلك بالشح الذي ذكره الله تعالى في القرآن , إنما الشح الذي ذكره الله تعالى في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلما , ولكن ذلك البخل , وبئس الشيء البخل .
ففرق رضي الله عنه بين الشح والبخل .
وقال طاوس : البخل أن يبخل الإنسان بما في يده , والشح أن يشح بما في أيدي الناس , يحب أن يكون له ما في أيديهم بالحل والحرام , لا يقنع .
ابن جبير : الشح منع الزكاة وادخار الحرام .
ابن عيينة : الشح الظلم .
الليث : ترك الفرائض وانتهاك المحارم .
ابن عباس : من اتبع هواه ولم يقبل الإيمان فذلك الشحيح .
ابن زيد : من لم يأخذ شيئا لشيء نهاه الله عنه , ولم يدعه الشح على أن يمنع شيئا من شيء أمره الله به , فقد وقاه الله شح نفسه .
وقال أنس : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( بريء من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة ) .
وعنه أن النبي عليه الصلاة السلام كان يدعو ( اللهم إني أعوذ بك من شح نفسي وإسرافها ووساوسها ) .
وقال أبو الهياج الأسدي : رأيت رجلا في الطواف يدعو : اللهم قني شح نفسي .
لا يزيد على ذلك شيئا , فقلت له ؟ فقال : إذا وقيت شح نفسي لم أسرق ولم أزن ولم أفعل .
فإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف .
قلت : يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) .
وقد بيناه في آخر "
آل عمران " .وقال كسرى لأصحابه : أي شيء أضر بابن آدم ؟ قالوا : الفقر .
فقال كسرى : الشح أضر من الفقر ; لأن الفقير إذا وجد شبع , والشحيح إذا وجد لم يشبع أبدا .
- الطبرى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) يقول تعالى ذكره: واحذروا الله أيها المؤمنون وخافوا عقابه، وتجنبوا عذابه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه، والعمل بما يقرّب إليه ما أطقتم وبلَغه وسعكم.
وذُكر أن قوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) نـزل بعد قوله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ تخفيفًا عن المسلمين، وأن قوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) ناسخ قوله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ .
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) هذه رخصة من الله، والله رحيم بعباده، وكان الله جلّ ثناؤه أنـزل قبل ذلك اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وحقّ تقاته أن يُطاع فلا يعصى، ثم خفَّف الله تعالى ذكره عن عباده، فأنـزل الرخصة بعد ذلك فقال: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) فيما استطعت يا ابن آدم، عليها بايع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم على السمع والطاعة فيما استطعتم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ قال: نسختها: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) .
وقد تقدم بياننا عن معنى الناسخ والمنسوخ بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ؛ وليس في قوله: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) دلالة واضحة على أنه لقوله: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ناسخ، إذ كان محتملا قوله: اتقوا الله حقّ تقاته فيما استطعتم، ولم يكن بأنه له ناسخ عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فإذا كان ذلك كذلك، فالواجب استعمالهما جميعًا على ما يحتملان من وجوه الصحة.
وقوله: ( وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ) يقول: واسمعوا لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، وأطيعوه فيما أمركم به ونهاكم عنه ( وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأنْفُسِكُمْ ) يقول: وأنفقوا مالا من أموالكم لأنفسكم تستنقذوها من عذاب الله، والخير في هذا الموضع المال.
وقوله: ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) يقول تعالى ذكره: ومن يَقِه الله شحَ نفسه، وذلك اتباع هواها فيما نهى الله عنه.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني أَبو معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ) يقول: هوى نفسه حيث يتبع هواه ولم يقبل الإيمان.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جامع بن شدّاد، عن الأسود بن هلال، عن ابن مسعود ( وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ) قال: أن يعمد إلى مال غيره فيأكله، وقوله: ( فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) يقول: فهؤلاء الذين وُقُوا شحّ أنفسهم، المُنجحون الذين أدركوا طلباتهم عند ربهم.
- ابن عاشور : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16)
فاء فصيحة وتفريع على ما تقدم ، أي إذا علمتم هذا فاتقوا الله فيما يجب من التقوى في معاملة الأولاد والأزواج ومصارِف في الأموال فلا يصدّكم حب ذلك والشغل به عن الواجبات ، ولا يخرجكم الغضب ونحوه عن حدّ العدل المأمور به ، ولا حُبُّ المال عن أداء حقوق الأموال وعن طلبها من وجوه الحلال . فالأمر بالتقوى شامل للتحذير المتقدم وللترغيب في العفو كما تقدم ولما عدا ذلك .
والخطاب للمؤمنين .
وحذف متعلق ( اتقوا ) لقصد تعميم ما يتعلق بالتقوى من جميع الأحوال المذكورة وغيرها وبذلك يكون هذا الكلام كالتذييل لأن مضمونه أعم من مضمون ما قبله . /
ولما كانت التقوى في شأن المذكورات وغيرها قد يعرض لصاحبها التقصير في إقامتها حرصاً على إرضاء شهوة النفس في كثير من أحوال تلك الأشياء زيد تأكيد الأمر بالتقوى بقوله : { ما استطعتم } .
و { مَا } مصدرية ظرفية ، أي مدة استطاعتكم ليعم الأزمان كلها ويعم الأحوال تبعاً لعموم الأزمان ويعم الاستطاعات ، فلا يتخلوا عن التقوى في شيء من الأزمان . وجعلت الأزمان ظرفاً للاستطاعة لئلا يقصروا بالتفريط في شيء يستطيعونه فيما أمروا بالتقوى في شأنه ما لم يخرج عن حدّ الاستطاعة إلى حدّ المشقة قال تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [ البقرة : 185 ] .
فليس في قوله : { ما استطعتم } تخفيف ولا تشديد ولكنه عَدل وإنصافٌ . ففيه ما عليهم وفيه ما لهم .
روى البخاري عن جابر بن عبد الله قال : «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فلقَّنني : «فيما استطعت» ، وعن ابن عمر : كنّا إذا بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا «فيما استطعتُ» .
وعطفُ { واسمعوا وأطيعوا } على ( اتقوا الله ) من عطف الخاص على العام للاهتمام به ، ولأن التقوى تتبادر في ترك المنهيات فإنها مشتقة من وقَى . فتقوى الله أن يقي المرء نفسه مما نهاه الله عنه ، ولما كان ترك المأمورات فيؤول إلى إتيان المنهيات ، لأن ترك الأمر منهي عنه إذ الأمر بالشيء نهي عن ضده . كان التصريح به بخصوصه اهتماماً بكلا الأمرين لتحصل حقيقة التقوى الشرعية وهي اجتناب المنهيات وامتثال المأمورات .
والمراد : اسمعوا الله ، أي أطيعوه بالسمع للرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته .
والأمر بالسمع أمر يتلقَّى الشريعة والإِقبال على سماع مواعظ النبي صلى الله عليه وسلم وذلك وسيلة التقوى قال تعالى : { فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه } [ الزمر : 17 ، 18 ] .
وعطف عليه { وأطيعوا } : أي أطيعوا ما سمعتم من أمر ونهي .
وعَطْف { وأنفقوا } تخصيصٌ بعد تخصيص فإن الإنفاق مما أمر الله به فهو من المأمورات .
وصيغة الأمر تشتمل واجب الإِنفاق والمندوبَ ففيه التحريض على الإِنفاق بمرتبتيه وهذا من الاهتمام بالنزاهة عن فتنة المال التي ذكرت في قوله :
{ إنما أموالكم وأولادكم فتنة } [ التغابن : 15 ] .
وانتصب { خيراً } على الصفة لمصدرٍ محذوف دل عليه { أنفقوا } . والتقدير : إنفاقاً خيراً لأنفسكم . هذا قول الكسائي والفرّاء فيكون { خيراً } اسم تفضيل . وأصله : أَخْير ، وهو محذوف الهمزة لكثرة الاستعمال ، أي الإِنفاق خير لكم من الإِمساك . وعن سيبويه أنه منصوب على أنه مفعول به لفعل مضمر دل عليه { أنفقوا } . والتقدير : ائتوا خيراً لأنفسكم . وجملة { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } تذييل .
و { مَن } اسم شرط وهي من صيغ العموم : أي كل من يوق شحّ نفسه والعموم يدل على أن { من } مراد بها جنس لا شخص معين ولا طائفة ، وهذا حب اقتضاه حرص أكثر الناس على حفظ المال وادخاره والإِقلاللِ من نفع الغير به وذلك الحرص يسمى الشح .
والمعنى : أن الإِنفاق يقي صاحبه من الشحّ المنهي عنه فإذا يُسر على المرء الإِنفاق فيما أمر الله به فقد وُقي شُحّ نفسه وذلك من الفلاح .
ولما كان ذلك فلاحاً عظيماً جيء في جانبه بصيغة الحصر بطريقة تعريف المسند ، وهو قصر جنس المفلحين على جنس الذين وُقُوا شحّ أنفسهم ، وهو قصر ادعائي للمبالغة في تحقق وصف المفلحين الذين وقُوا شحّ أنفسهم نزّل الآن فلاح غيرهم بمنزلة العدم .
وإضافة { شح } إلى النفس للإِشارة إلى أن الشح من طباع النفس فإن النفوس شحيحة بالأشياء المحببة إليها قال تعالى : { وأحضرت الأنفس الشحّ } [ النساء : 128 ] .
وفي الحديث لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصدقة قال : « أن تَصدَّق وأنت صحيح شَحِيح تخشى الفقر وَتَأَمُل الغنى . وأنْ لا تَدعَ حتى إذا بلغت الحلقومَ قلتَ لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان » وتقدم نظيره { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } في سورة [ الحشر : 9 ] .
- إعراب القرآن : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
«فَاتَّقُوا اللَّهَ» الفاء الفصيحة وأمر وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة جواب الشرط المقدر لا محل لها «مَا» مصدرية «اسْتَطَعْتُمْ» ماض وفاعله والمصدر المؤول من ما والفعل منصوب بفعل محذوف أي استطاعتكم وجهدكم «وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا» معطوف على ما قبله «خَيْراً» مفعول بفعل مقدر أي وائتوا خيرا «لِأَنْفُسِكُمْ» متعلقان بخيرا «وَ» الواو حرف استئناف «مَنْ» اسم شرط مبتدأ «يُوقَ» مضارع مجزوم بفعل الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة ونائب الفاعل مستتر «شُحَّ» مفعول به ثان «نَفْسِهِ» مضاف إليه «فَأُولئِكَ» الفاء واقعة في جواب الشرط واسم الإشارة مبتدأ «هُمُ» ضمير فصل «الْمُفْلِحُونَ» خبر والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من.
- English - Sahih International : So fear Allah as much as you are able and listen and obey and spend [in the way of Allah]; it is better for your selves And whoever is protected from the stinginess of his soul - it is those who will be the successful
- English - Tafheem -Maududi : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(64:16) So hold Allah in awe as much as you can, *31 and listen and obey, and be charitable. This is for your own good. And whoever remains safe from his own greediness, it is such that will prosper. *32
- Français - Hamidullah : Craignez Allah donc autant que vous pouvez écoutez obéissez et faites largesses Ce sera un bien pour vous Et quiconque a été protégé contre sa propre avidité ceux-là sont ceux qui réussissent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Daher fürchtet Allah soweit ihr könnt Und hört zu und gehorcht und gebt Gutes für euch selbst aus' Und diejenigen die vor ihrer eigenen Habsucht bewahrt bleiben das sind diejenigen denen es wohl ergeht
- Spanish - Cortes : ¡Temed cuanto podáis a Alá ¡Escuchad ¡Obedeced ¡Gastad Es en vuestro propio beneficio Los que se guardan de su propia codicia ésos son los que prosperarán
- Português - El Hayek : Temei pois a Deus tanto quanto possais EscutaiO obedeceiLhe e fazei caridade que isso será preferível para vós Aqueles que se preservarem da avareza serão os bemaventurados
- Россию - Кулиев : Бойтесь Аллаха по мере своих возможностей слушайте повинуйтесь и расходуйте во благо самим себе А те кто уберегся от собственной скупости являются преуспевшими
- Кулиев -ас-Саади : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
Бойтесь Аллаха по мере своих возможностей, слушайте, повинуйтесь и расходуйте во благо самим себе. А те, кто уберегся от собственной скупости, являются преуспевшими.Всевышний повелел бояться Его, а сущность богобоязненности состоит в том, что человек выполняет Его приказы и избегает всего запрещенного Им. В этом аяте Господь связал богобоязненность Своих рабов с их возможностями и способностями. Из этого следует, что если человек не в состоянии выполнить нечто предписанное Аллахом, то с него снимается эта обязанность. Если же он может выполнить одну часть предписания и не в силах совершить другую, то он должен выполнять только то, на что у него хватает сил. Пророк, да благословит его Аллах и приветствует, говорил: «Если я приказываю вам совершить нечто, то делайте все, что в ваших силах». Эта религиозная доктрина включает в себя бесчисленное множество законоположений. О люди! Прислушивайтесь к проповедям Аллаха и повинуйтесь Ему, изучайте Его шариат и выполняйте его. Будьте покорны Аллаху и Его посланнику во всех делах и расходуйте во благо себе, то есть делайте обязательные и добровольные пожертвования, и эти благодеяния пойдут во благо вам самим как в этом, так и в будущем мирах. Помните же, что только повиновение приказам Аллаха, внимание Его наставлениям и покорность низведенному Им закону принесут вам пользу, а все, что противоречит этому, обернется для вас злом. Однако есть порок, который мешает многим людям раздавать милостыню и делать пожертвования, и порок этот - алчность. Он заложен в природу человеческой души, и поэтому она страстно любит богатство. Она жаждет, чтобы его всегда было много, и более всего ненавидит расставаться с ним. А те, кто не скупится и расходует свое достояние на праведные цели во благо самому себе, непременно преуспеют, потому что осуществятся их самые заветные желания, и они смогут спастись от ужасного наказания. Вероятно, в этом аяте речь идет о тех, кто не только не скупится на пожертвования, но и выполняет все остальные предписания Аллаха. Ведь если человек скуп, не повинуется Аллаху и не выплачивает из своего богатства то, что ему велел Аллах, то он непременно окажется в убытке как в мирской, так и в будущей жизнях. Если же он щедр, великодушен, покорен закону Аллаха и стремится снискать Его благоволение, то стоит ему узнать о том, что Господь любит что-то, как он тотчас совершает это. Поступая так, человек обязательно преуспеет и получит величайшее благо.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah'a karşı gelmekten gücünüzün yettiği kadar sakının buyruklarını dinleyin itaat edin; kendinizin iyiliğine olarak mallarınızdan sarfedin; nefsinin tamahkarlığından korunan kimseler işte onlar saadete erenlerdir
- Italiano - Piccardo : Temete Allah per quello che potete ascoltate obbedite e siate generosi ciò è un bene per voi stessi Coloro che si saranno preservati dalla loro stessa avidità saranno quelli che prospereranno
- كوردى - برهان محمد أمين : کهوابوو ههتا دهتوانن بهتهقواو خواناس بن گوێڕایهڵ و فهرمانبهردار بن خێرو چاکهش بکهن ئهوانه ههمووی بۆ خۆتان چاکه جا ئهوهی خۆی بپارێزێت له ڕهزیلی و ڕژدی نهفسی خۆی ئا ئهوانه ههر خۆیان سهرفرازن
- اردو - جالندربرى : سو جہاں تک ہوسکے خدا سے ڈرو اور اس کے احکام کو سنو اور اس کے فرمانبردار رہو اور اس کی راہ میں خرچ کرو یہ تمہارے حق میں بہتر ہے۔ اور جو شخص طبعیت کے بخل سے بچایا گیا تو ایسے ہی لوگ راہ پانے والے ہیں
- Bosanski - Korkut : zato se Allaha bojte koliko god možete i slušajte i pokoravajte se i milostinju udjeljujte – za svoje dobro A oni koji budu sačuvani gramzljivosti biće tî koji će uspjeti
- Swedish - Bernström : Frukta därför Gud efter måttet av er förmåga; lyssna till och lyd [Hans ord] Och ge åt andra för er själs bästa; det skall gå dem väl i händer som värjer sig för girighetens [frestelser]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Maka bertakwalah kamu kepada Allah menurut kesanggupanmu dan dengarlah serta taatlah dan nafkahkanlah nafkah yang baik untuk dirimu Dan barangsiapa yang dipelihara dari kekikiran dirinya maka mereka itulah orangorang yang beruntung
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
(Maka bertakwalah kalian kepada Allah menurut kesanggupan kalian) ayat ini memansukh firman-Nya, "Bertakwalah kepada Allah sebenar-benar takwa kepada-Nya." (Q.S. Ali Imran 102) (dan dengarlah) apa yang telah diperintahkan kepada kalian, dengan pendengaran yang dibarengi dengan rasa menerima apa yang kalian dengar (serta taatlah) kepada Allah (dan nafkahkanlah) di jalan ketaatan (nafkah yang baik untuk diri kalian) lafal khairan berkedudukan menjadi khabar dari lafal yakun yang keberadaannya diperkirakan, dan sekaligus menjadi jawab dari amar, yakni niscaya pahalanya buat diri kalian sendiri. (Dan barang siapa yang dipelihara dari kekikiran dirinya, maka mereka itulah orang-orang yang beruntung) orang-orang yang memperoleh keberuntungan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : অতএব তোমরা যথাসাধ্য আল্লাহকে ভয় কর শুন আনুগত্য কর এবং ব্যয় কর। এটা তোমাদের জন্যে কল্যাণকর। যারা মনের কার্পন্য থেকে মুক্ত তারাই সফলকাম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஆகவே உங்களால் இயன்ற வரை அல்லாஹ்வுக்கு அஞ்சி நடந்து கொள்ளுங்கள்; அவன் போதனைகளைச் செவிதாழ்த்திக் கேளுங்கள்; அவனுக்கு வழிபடுங்கள்; அவன் பாதையில் செலவு செய்யுங்கள்; இது உங்களுக்கே மேலான நன்மையாக இருக்கும்; அன்றியும்; எவர்கள் உலோபத்தனத்திலிருந்து காக்கப்படுகிறார்களோ அவர்கள் தாம் வெற்றி பெற்றவர்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ดังนั้นจงยำเกรงอัลลอฮฺเถิด เท่าที่พวกเจ้ามีความสามารถ และจงเชื่อฟังและปฏิบัติตามและบริจาคเถิดเพราะเป็นการดียิ่งสำหรับตัวของพวกเจ้า และผู้ใดถูกปกป้องให้พ้นจากความตระหนี่แห่งจิตใจของเขา ชนเหล่านั้นพวกเขาเป็นผู้ประสบความสำเร็จ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Аллоҳга қўлингиздан келганича тақво қилинг ва амрини тингланг ва итоат қилинг ва инфоқ қилинг ўзингизга яхши бўлади Ва кимки нафсининг қизғанчиқлигидан сақланса ана ўшалар нажот топувчилардир
- 中国语文 - Ma Jian : 你们当量力地敬畏真主,你们当听从他的教训和命令,你们当施舍,那是有益於你们自己的。能戒除自身的贪吝者,确是成功的。
- Melayu - Basmeih : Oleh itu bertaqwalah kamu kepada Allah sedaya supaya kamu; dan dengarlah akan pengajaranpengajaranNya serta taatlah akan perintahperintahNya; dan belanjakanlah harta kamu serta buatlah kebajikan untuk diri kamu Dan ingatlah sesiapa yang menjaga serta memelihara dirinya daripada dipengaruhi oleh tabiat bakhilnya maka merekalah orangorang yang berjaya
- Somali - Abduh : Eebe ka dhawrsada intaad kartaan maqla oo adeecana weyneeya waxna baxsada ruuxii laga dhawro bakhaylnimada naftiisa waa liibaanay
- Hausa - Gumi : Sai ku bi Allah da taƙawa gwargwadon abin da kuka sãmi ĩko Kuma ku saurãra kuma ku yi ɗã'ã kuma ku ciyar ya fi zama alhẽri gare ku Kuma wandaya sãɓã wa rõwar ransa to waɗannan sũ ne mãsu babban rabo
- Swahili - Al-Barwani : Basi mcheni Mwenyezi Mungu kama mwezavyo na sikieni na t'iini na toeni itakuwa kheri kwa nafsi zenu Na mwenye kuepushwa na uchoyo wa nafsi yake basi hao ndio walio fanikiwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : andaj druajuni Perëndisë sa të mundeni dhe dëgjoni dhe përuluni dhe shpenzoni prej pasurisë suaj për të mirën tuaj E ata që ruhen nga lakmia e madhe janë fitues
- فارسى - آیتی : تا توانيد از خدا بترسيد و گوش فرا داريد و اطاعت كنيد و به سود خود از مالتان انفاق كنيد. و آنان كه از حرص نفس خويش در امان ماندهاند رستگارند.
- tajeki - Оятӣ : То тавонед, аз Худо битарсед ва гӯш андозед ва итоъат кунед ва ба нафъи худ аз молатон хайр кунед. Ва онон, ки аз ҳирси нафси худ дар амон мондаанд, наҷот ёфтагонанд.
- Uyghur - محمد صالح : تاقىتىڭلارنىڭ يېتىشىچە اﷲ قا تەقۋادارلىق قىلىڭلار، (ۋەزىنى) ئاڭلاڭلار، (ئەمرىگە) ئىتائەت قىلىڭلار، (اﷲ نىڭ يولىدا ماللىرىڭلارنى) سەرپ قىلىڭلار، (بۇ) ئۆزۈڭلار ئۈچۈن پايدىلىقتۇر، كىمكى نەپسىنىڭ بېخىللىقىدىن ساقلىنىدىكەن، ئۇ مەقسىتىگە ئېرىشكۈچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അതിനാല് ആവുന്നത്ര നിങ്ങള് അല്ലാഹുവോട് ഭക്തിയുള്ളവരാവുക. കേള്ക്കുകയും അനുസരിക്കുകയും ചെയ്യുക. ധനം ചെലവു ചെയ്യുക. അതു നിങ്ങള്ക്കുതന്നെ ഗുണകരമായിരിക്കും. മനസ്സിന്റെ പിശുക്കില്നിന്ന് വിടുതി നേടുന്നവരാരോ അവരാകുന്നു വിജയികള്.
- عربى - التفسير الميسر : فابذلوا ايها المومنون في تقوى الله جهدكم وطاقتكم واسمعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم سماع تدبر وتفكر واطيعوا اوامره واجتنبوا نواهيه وانفقوا مما رزقكم الله يكن خيرا لكم ومن سلم من البخل ومنع الفضل من المال فاولئك هم الظافرون بكل خير الفائزون بكل مطلب
*31) At another place in the Qur'an it has been said: "Fear Allah as He should actually be feared." (Al-'Imran: 102). At still another place: 'Allah dces not burden any one with a responsibility heavier than he can bear." (AI-Baqarah: 286) And here: "Fear Allah as far as you can." When these three verses are read together it appears that the first verse sets an ideal which every believer should try to attain. The second verse lays down the principle that no one has been required to exert himself. beyond his power and ability, for in Allah's Religion one has been made responsible only for what is within one's power and ability. This verse enjoins every believer to try to attain piety and consciousness of God as far as he can. He should carry out His Commands and avoid His disobedience as best as he possibly can. For if he shows laxity in this regard, he will not be able to escape punishment. However, one will not be held accountable for what was beyond one's power (and Allah alone can decide best what was really beyond a person's power and ability).
*32) For explanation, see E.N. 19 of Al-Hashr.