- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمْرِهِۦ ۚ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍۢ قَدْرًا
- عربى - نصوص الآيات : ويرزقه من حيث لا يحتسب ۚ ومن يتوكل على الله فهو حسبه ۚ إن الله بالغ أمره ۚ قد جعل الله لكل شيء قدرا
- عربى - التفسير الميسر : فإذا قاربت المطلقات نهاية عدتهن فراجعوهن مع حسن المعاشرة، والإنفاق عليهن، أو فارقوهن مع إيفاء حقهن، دون المضارَّة لهن، وأشهدوا على الرجعة أو المفارقة رجلين عدلين منكم، وأدُّوا- أيها الشهود- الشهادة خالصة لله لا لشيء آخر، ذلك الذي أمركم الله به يوعظ به مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر. ومن يخف الله فيعمل بما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، يجعل له مخرجًا من كل ضيق، وييسِّر له أسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله، ولا يكون في حسبانه. ومن يتوكل على الله فهو كافيه ما أهمَّه في جميع أموره. إن الله بالغ أمره، لا يفوته شيء، ولا يعجزه مطلوب، قد جعل الله لكل شيء أجلا ينتهي إليه، وتقديرًا لا يجاوزه.
- السعدى : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
{ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } أي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به.
{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ } أي: في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ويثق به في تسهيل ذلك { فَهُوَ حَسْبُهُ } أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به، وإذا كان الأمر في كفالة الغني القوي [العزيز] الرحيم، فهو أقرب إلى العبد من كل شيء، ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له؛ فلهذا قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } أي: لا بد من نفوذ قضائه وقدره، ولكنه { قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } أي: وقتًا ومقدارًا، لا يتعداه ولا يقصر عنه.
- الوسيط لطنطاوي : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
ثم بشر - سبحانه - عباده الذين يتقونه ويراقبونه ببشارات متعددة فقال : ( وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) .
والجملة الكريمة اعتراض بين قوله - تعالى - : ( وَأَقِيمُواْ الشهادة لِلَّهِ ) وبين قوله - سبحانه - بعد ذلك : ( واللائي يَئِسْنَ مِنَ المحيض ) وجىء بهذا الاعتراض بين هذه الأحكام لحمل النفوس على تقبل تشريعاته - تعالى - وآدابه ، ولحض الزوجين على مراقبته - سبحانه - وتقواه .
أى : ومن يتق الله - تعالى - فى كل أقواله وأفعاله وتصرفاته . يجعل له - سبحانه - مخرجا من هموم الدنيا وضوائقها ومتاعبها ، ومن شدائد الموت وغمراته ، ومن أهوال الآخرة وعذابها ، ويزرقه الفوز بخير الدارين ، من طرق لا تخطر له على بال ، ولا ترد له على خاطر ، فإن أبواب رزقه - سبحانه - لا يعلمها أحد إلا هو - عز وجل - .
وفى هذه الجملة الكريمة ما فيها من البشارة للمؤمن ، حتى يثبت فؤاده ، ويستقيم قلبه ، ويحرص على طاعة الله - تعالى - فى كل أحواله .
قال القرطبى : قال أبو ذر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنى لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم ، ثم تلا : ( وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ) .
وعن جابر بن عبد الله قال : نزلت هذه الآية فى عوف بن مالك الأشجعى ، أسر المشركون ابنا له ، فأتى النبى - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بذلك . فقال له - صلى الله عليه وسلم - : " اتق الله واصبر ، وآمرك وزوجك أن تستكثرا من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله " .
فعاد إلى بيته وقال لامرأته : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرنى وإياك أن نستكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله . فقالت : نعم ما أمرنا ، فجعلا يقولان ذلك ، فغفل العدو عن ابنه ، فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه عوف ، فنزلت الآية . .
ثم قال - تعالى - : ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) .
ولفظ ( حَسْبُ ) بمعنى كاف وأصله اسم مصدر أو مصدر ، ومعنى ( بَالِغُ أَمْرِهِ ) بإضافة الوصف إلى مفعوله ، أى : يبلغ ما يريده - سبحانه - ، وقرأ الجمهور ( بَالِغُ أَمْرِهِ ) بتنوين الوصف ونصب أمره على المفعولية ، والمراد بأمره ، شأنه ومراده .
وهذه الجملة تعليل لما قبلها .
أى : ومن يفوض أمره إلى الله - تعالى - ويتوكل عليه وحده ، فهو - سبحانه - كافيه فى جميع أموره ، لأنه - سبحانه - يبلغ ما يريده ، ولا يفوته مراد ، ولا يعجزه شىء ، ولا يحول دون أمره حائل . . . ومن مظاهر حكمه فى خلقه ، أنه عز وجل - قد جعل لكل شىء تقديرا قبل وجوده ، وعلم علما تاما مقاديرها وأوقاتها وأحوالها .
وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) وقوله - سبحانه - : ( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ) وقوله - عز وجل - : ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ ) قال بعض العلماء ما ملخصه : ولهذه الجملة ، وهى قوله - تعالى - : ( قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) موقع تتجلى فيه صورة من صور إعجاز القرآن ، فى ترتيب مواقع الجمل بعضها بعد بعض . . . فهذه الجملة لها موقع الاستئناف البيانى الناشىء عما اشتملت عليه جمل : ( وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . . ) إلى قوله : ( إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ ) لأن استعداد السامعين لليقين بما تضمنته تلك الجمل متفاوت ، فقد يستبعد بعض السامعين تحقق الوعد لأمثاله ، فيقول : أين أنا من تحصيل هذا الشىء . . . ويتملكه اليأس . . . فيقول الله - تعالى - له : ( قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) أى : فلا تيأس أيها الإنسان .
ولها موقع التعليل الجملة ( وَأَحْصُواْ العدة ) فإن العدة من الأشياء التى تعد ، فلما أمر الله بإحصائها علل ذلك فقال : ( قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) .
ولها موقع التذبيل لجملة ( وَتِلْكَ حُدُودُ الله وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) أى : الذى وضع تلك الحدود ، قد جعل الله لكل شىء قدرا لا يعدوه ، كما جعل الحدود .
ولها موقع التعليل لجملة : ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) ، لأن المعنى إذا بلغن القدر الذى جعله الله لمدة العدة ، فقد حصل المقصد الشرعى ، الذى أشار إليه بقوله - تعالى - : ( لاَ تَدْرِى لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) .
ولها موقع التعليل لجملة : ( وَأَقِيمُواْ الشهادة ) فإن الله - تعالى - جعل الشهادة قدرا لرفع النزاع .
فهذه الجملة جزء آية ، وهى تحتوى على حقائق من الحكمة . . .
- البغوى : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
( ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ما ساق من الغنم .
وقال مقاتل : أصاب غنما ومتاعا ثم رجع إلى أبيه ، فانطلق أبوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره الخبر ، وسأله : أيحل له أن يأكل ما أتى به ابنه ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : نعم ، وأنزل الله هذه الآية .
قال ابن مسعود : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " هو أن يعلم أنه من قبل الله وأن الله رازقه .
وقال الربيع بن خثيم : " يجعل له مخرجا " من كل شيء ضاق على الناس .
وقال أبو العالية : " مخرجا " من كل شدة .
وقال الحسن : " مخرجا " عما نهاه عنه . ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) يتق الله فيما نابه كفاه ما أهمه .
وروينا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا " .
( إن الله بالغ أمره ) قرأ طلحة بن مصرف ، وحفص عن عاصم : " بالغ أمره " بالإضافة ، وقرأ الآخرون " بالغ " [ بالتنوين ] " أمره " نصب أي منفذ أمره ممض في خلقه قضاءه . ( قد جعل الله لكل شيء قدرا ) أي جعل لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه .
قال مسروق : في هذه الآية " إن الله بالغ أمره " توكل عليه أو لم يتوكل ، غير أن المتوكل عليه يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا .
- ابن كثير : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
وقوله : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) قال الإمام أحمد :
حدثنا يونس ، حدثنا ليث ، حدثنا قيس بن الحجاج ، عن حنش الصنعاني ، عن عبد الله بن عباس : أنه حدثه أنه ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا غلام ، إني معلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك ، لم ينفعوك إلا بشيء كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف " .
وقد رواه الترمذي من حديث الليث بن سعد ، وابن لهيعة به ، وقال : حسن صحيح .
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا بشير بن سلمان ، عن سيار أبي الحكم ، عن طارق بن شهاب ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من نزل به حاجة ، فأنزلها بالناس كان قمنا أن لا تسهل حاجته ، ومن أنزلها بالله أتاه الله برزق عاجل ، أو بموت آجل " .
ثم رواه عن عبد الرزاق ، عن سفيان ، عن بشير ، عن سيار أبي حمزة ، ثم قال : وهو الصواب ، وسيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق
وقوله : ( إن الله بالغ أمره ) أي : منفذ قضاياه ، وأحكامه في خلقه بما يريده ويشاؤه ( قد جعل الله لكل شيء قدرا ) كقوله : ( وكل شيء عنده بمقدار ) [ الرعد : 8 ]
- القرطبى : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
من حيث لا يحتسب أي يبارك له فيما آتاه . وقال سهل بن عبد الله : ومن يتق الله في اتباع السنة يجعل له مخرجا من عقوبة أهل البدع ، ويرزقه الجنة من حيث لا يحتسب . وقيل : ومن يتق الله في الرزق بقطع العلائق يجعل له مخرجا بالكفاية . وقال عمر بن عثمان الصدفي : ومن يتق الله فيقف عند حدوده ويجتنب معاصيه يخرجه من الحرام إلى الحلال ، ومن الضيق إلى السعة ، ومن النار إلى الجنة . ويرزقه من حيث لا يحتسب من حيث لا يرجو . وقال ابن عيينة : هو البركة في الرزق . وقال أبو سعيد الخدري : ومن يبرأ من حوله وقوته بالرجوع إلى الله يجعل له مخرجا مما كلفه بالمعونة له . وتأول ابن مسعود ومسروق الآية على العموم . وقال أبو ذر : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم آية لو أخذ بها الناس لكفتهم " ثم تلا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب . فما زال يكررها ويعيدها . وقال ابن عباس : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب قال : " مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة " . وقال أكثر المفسرين فيما ذكر الثعلبي : إنها نزلت في عوف بن مالك الأشجعي . روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن ابني أسره العدو وجزعت الأم . وعن جابر بن عبد الله : نزلت في عوف بن مالك الأشجعي أسر المشركون ابنا له يسمى سالما ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الفاقة وقال : إن العدو أسر ابني وجزعت الأم ، فما تأمرني ؟ فقال عليه السلام : " اتق الله واصبر ، وآمرك وإياها أن تستكثرا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله " . فعاد إلى بيته وقال لامرأته : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني وإياك أن نستكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله . فقالت : نعم ما أمرنا به . فجعلا يقولان ; فغفل العدو عن ابنه ، فساق غنمهم وجاء بها إلى أبيه ; وهي أربعة آلاف شاة . فنزلت الآية ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم تلك الأغنام له . في رواية : أنه جاء وقد أصاب إبلا من العدو وكان فقيرا . قال الكلبي : أصاب خمسين بعيرا . وفي رواية : فأفلت ابنه من الأسر وركب ناقة للقوم ، ومر في طريقه بسرح لهم فاستاقه . وقال مقاتل : أصاب غنما ومتاعا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : أيحل لي أن آكل مما أتى به ابني ؟ قال : " نعم " . ونزلت : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب . فروى الحسن عن عمران بن الحصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من انقطع إلى الله كفاه الله كل مئونة ، ورزقه من حيث لا يحتسب . ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها " . وقال الزجاج : أي إذا اتقى وآثر الحلال والتصبر على أهله ، فتح الله عليه إن كان ذا ضيقة ورزقه من حيث لا يحتسب . وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " .
قوله تعالى : ومن يتوكل على الله فهو حسبه أي من فوض إليه أمره كفاه ما أهمه . وقيل : أي من اتقى الله وجانب المعاصي وتوكل عليه ، فله فيما يعطيه في الآخرة من ثوابه كفاية . ولم يرد الدنيا ; لأن المتوكل قد يصاب في الدنيا وقد يقتل .
إن الله بالغ أمره قال مسروق : أي قاض أمره فيمن توكل عليه وفيمن لم يتوكل عليه ; إلا أن من توكل عليه فيكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا . وقراءة العامة " بالغ " منونا . " أمره " نصبا . وقرأ عاصم " بالغ أمره " بالإضافة وحذف التنوين استخفافا . وقرأ المفضل " بالغا أمره " على أن قوله : " قد جعل الله " خبر إن و " بالغا " حال . وقرأ داود بن أبي هند " بالغ أمره " بالتنوين ورفع الراء . قال الفراء : أي أمره بالغ . وقيل : " أمره " مرتفع ب " بالغ " والمفعول محذوف ; والتقدير : بالغ أمره ما أراد .
قد جعل الله لكل شيء قدرا أي لكل شيء من الشدة والرخاء أجلا ينتهي إليه . وقيل تقديرا . وقال السدي : هو قدر الحيض في الأجل والعدة . وقال عبد الله بن رافع : لما نزل قوله تعالى : ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فنحن إذا توكلنا عليه نرسل ما كان لنا ولا نحفظه ; فنزلت : إن الله بالغ أمره فيكم وعليكم . وقال الربيع بن خيثم : إن الله تعالى قضى على نفسه أن من توكل عليه كفاه ومن آمن به هداه ، ومن أقرضه جازاه ، ومن وثق به نجاه ، ومن دعاه أجاب له . وتصديق ذلك في كتاب الله : ومن يؤمن بالله يهد قلبه . ومن يتوكل على الله فهو حسبه . إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم . ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم . وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .
- الطبرى : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
وقوله: ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) يقول: ويسبب له أسباب الرزق من حيث لا يشعر، ولا يعلم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل، وذكر بعضهم أن هده الآية نـزلت بسبب عوف بن مالك الأشجعيّ.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أَبو كُرَيب، قال: ثنا ابن صَلْت، عن قيس، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق عن عبد الله، في قوله: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: يعلم أنه من عند الله، وأن الله هو الذي يعطي ويمنع.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: المخرج أن يعلم أن الله تبارك وتعالى لو شاء أعطاه وإن شاء منعه، ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) قال: من حيث لا يدري.
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق، مثله.
حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) يقول: نجاته من كل كرب في الدنيا والآخرة، ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) .
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: من كلّ شيء ضاق على الناس.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين، عن يزيد، عن عكرمة ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: من طلق كما أمره الله يجعل له مخرجًا.
حدثني عليّ بن عبد الأعلى المحاربيّ، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربيّ، عن جويبر، عن الضحاك في قوله: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا، قال: يعني بالمخرج واليُسر إذا طلق واحدة ثم سكت عنها، فإن شاء راجعها بشهادة رجلين عدلين، فذلك اليُسر الذي قال الله، وإن مضت عدتها ولم يراجعها، كان خاطبًا من الخطاب، وهذا الذي أمر الله به، وهكذا طلاق السنة فأما من طلق عند كلّ حيضة فقد أخطأ السنة، وعصى الربّ، وأخذ بالعسر.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: يطلق للسُّنة، ويراجع للسُّنة؛ زعم أن رجلا من أصحاب النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يقال له عوف الأشجعيّ، كان له ابن، وأن المشركين أسروه، فكان فيهم، فكان أبوه يأتي النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فيشكوا إليه مكان ابنه، وحالته التي هو بها وحاجته، فكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يأمره بالصبر ويقول له: إن الله سيجعل له مخرجا، فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرًا إذا انفلت ابنه من أيدي العدوّ، فمرّ بغنم من أغنام العدوّ فاستاقها، فجاء بها إلى أبيه، وجاء معه بغنًى قد أصابه من الغنم، فنـزلت هذه الآية: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) .
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عمار بن أبي معاوية الدهنّي، عن سالم بن أبي الجعد ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: نـزلت في رجل من أشجع جاء إلى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو مجهود، فسأله فقال له النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ"، قال: قد فعلت، فأتى قومه، فقالوا: ماذا قال لك؟ قال: قال: " اتق الله واصبر "، فقلت: قد فعلت حتى قال ذلك ثلاثًا، فرجع فإذا هو بابنه كان أسيرًا في بني فلان من العرب، فجاء معه بأعنـز فرجع إلى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال: إن ابني كان أسيرًا في بني فلان، وإنه جاء بأعنـز فطابت لنا؟ قال: " نعم ".
قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمرو، عن عمار الدهنّي، عن سالم بن أَبي الجعد في قوله: ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: نـزلت في رجل من أشجع أصابه الجهد، فأتى النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فقال له: " اتَّقِ اللهَ وَاصْبِرْ"، فرجع فوجد ابنًا له كان أسيرًا، قد فكه الله من أيديهم، وأصاب أعنـزا، فجاء، فذكر ذلك لرسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فقال: هل تطيبُ لي يا رسول الله؟ قال: " نَعَم ".
قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن المنذر الثوريّ، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم ( يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: من كلّ شيء ضاق على الناس.
قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق ( يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: يعلم أن الله إن شاء منعه، وإن شاء أعطاه ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) يقول: من حيث لا يدري.
قال: ثنا مهران، عن سعيد بن أَبي عَروبة، عن قتادة ( يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قال: من شُبُهَات الأمور، والكرب عند الموت ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) : من حيث لا يرجو ولا يؤمل.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) لا يأمل ولا يرجو.
وقوله: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )
يقول تعالى ذكره: ومن يتق الله في أموره، ويفوّضها إليه فهو كافيه.
وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) منقطع عن قوله: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) . ومعنى ذلك: إن الله بالغ أمره بكل حال توكل عليه العبد أو لم يتوكل عليه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) توكل عليه أو لم يتوكل عليه، غير أن المتوكل يُكَفِّرْ عنه سيئاته، ويُعظِم له أجرًا.
حدثنا أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق بنحوه.
حدثنا أَبو كريب، قال: ثنا ابن صلت عن قيس، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) قال: ليس بمتوكل الذي قد قُضيت حاجته، وجعل فضل من توكل عليه على من لم يتوكل أن يكفرَ عنه سيئاته، ويُعظم له أجرًا.
قال: ثنا جرير، عن منصور، عن الشعبيّ، قال: تجالس شُتير بن شكل ومسروق، فقال شُتير: إما أن تحدّث ما سمعت من ابن مسعود فأصدّقك، وإما أن أحدث فتصدّقني؟ قال مسروق: لا بل حدّث فأصدّقك، فقال: سمعت ابن مسعود يقول: إن أكبر آية في القرآن تفوّضًا (2) : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) قال مسروق: صدقت.
وقوله: ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) يقول تعالى ذكره: قد جعل الله لكلّ شيء من الطلاق والعدّة وغير ذلك حدًا وأجلا وقدرًا يُنتهى إليه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) قال: أجلا.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) قال: منتهى.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن أَبي الضحى، عن مسروق مثله.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) قال: الحيض في الأجل والعدّة.
------------------------
الهوامش:
(2) كذا في الأصل، ولم أجد في المعاجم هذا المصدر ولا فعله، ولعله محرف عن "التفويض"، وهو رد الأمر كله إلى الله، وهو المفهوم من معنى حديث ابن مسعود هذا.
- ابن عاشور : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)
أو يكون من قبيل قوله : { قد جعل الله لكل شيء قدراً } اه .
والقَدْر : مصدر قَدَره المتعدي إلى مفعول بتخفيف الدال الذي معناه وَضع فيه بمقدار كمية ذاتيةً أو معنوية تُجعل على حسب ما يتحمله المفعول . فقَدر كلّ مفعولٍ لفعل قَدَرَ ما تتحمله طاقته واستطاعتُه من أعمال ، أو تتحمله مساحته من أشياء أو يتحمله وَعْيه لما يَكُدُّ به ذهنه من مدارك وأفهام . ومن فروع هذا المعنى ما في قوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } في سورة [ البقرة : 286 ] . وقوله هنا : { لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها } [ الطلاق : 7 ] .
ومن جزئيات معنى القَدْر ما يسمى التقدير : مصدر قَدَّر المضاعف إذا جَعَل شيئاً أو أشياء على مقدار معين مناسب لما جُعل لأجله كقوله تعالى : { وقدر في السرد } في سورة [ سبأ : 11 ]
- إعراب القرآن : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
«وَيَرْزُقْهُ» معطوف على يجعل مجزوم مثله والهاء مفعول به «مِنْ حَيْثُ» متعلقان بالفعل «لا» نافية «يَحْتَسِبُ» مضارع فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «وَ» الواو حرف عطف «مِنْ» اسم شرط مبتدأ «يَتَوَكَّلْ» مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط «عَلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل «فَهُوَ حَسْبُهُ» الفاء رابطة ومبتدأ وخبره والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من وجملة من ..
معطوفة على ما قبلها «إِنَّ اللَّهَ بالِغُ» إن واسمها وخبرها «أَمْرِهِ» مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها «قَدْ جَعَلَ اللَّهُ» قد حرف تحقيق وماض وفاعله «لِكُلِّ» متعلقان بالفعل «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «قَدْراً» مفعول به والجملة حال.
- English - Sahih International : And will provide for him from where he does not expect And whoever relies upon Allah - then He is sufficient for him Indeed Allah will accomplish His purpose Allah has already set for everything a [decreed] extent
- English - Tafheem -Maududi : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(65:3) and will provide him sustenance from whence he never even imagined. *10 Whoever puts his trust in Allah, He shall suffice him. Surely Allah brings about what He decrees; *11 Allah has set a measure for everything.
- Français - Hamidullah : et lui accordera Ses dons par [des moyens] sur lesquels il ne comptait pas Et quiconque place sa confiance en Allah Il [Allah] lui suffit Allah atteint ce qu'Il Se propose et Allah a assigné une mesure à chaque chose
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : und gewährt ihm Versorgung von wo aus er damit nicht rechnet Und wer sich auf Allah verläßt dem ist Er seine Genüge Allah wird gewiß die Durchführung seiner Angelegenheit erreichen Allah legt ja für alles ein Maß fest
- Spanish - Cortes : y le provee de un modo insospechado por él A quien confía en Alá Él le basta Alá consigue lo que se propone Alá ha establecido una medida para cada cosa
- Português - El Hayek : E o agraciará de onde menos esperar Quanto àquele que se encomendar a Deus saiba que Ele será Suficiente porqueDeus cumpre o que promete Certamente Deus predestinou uma proporção para cada coisa
- Россию - Кулиев : и наделяет его уделом оттуда откуда он даже не предполагает Тому кто уповает на Аллаха достаточно Его Аллах доводит до конца Свое дело Аллах установил меру для каждой вещи
- Кулиев -ас-Саади : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
и наделяет его уделом оттуда, откуда он даже не предполагает. Тому, кто уповает на Аллаха, достаточно Его. Аллах доводит до конца Свое дело. Аллах установил меру для каждой вещи.Муж имеет право возобновить брак до полного истечения установленного срока, потому что после этого он лишается права по своему усмотрению возобновить брак или отпустить жену. Если вы решите сохранить семью, живите с ними в мире и согласии, не причиняйте им зла и не стремитесь навредить им или держать их в заточении. Аллах не разрешает мужьям удерживать жен ради этой цели. Если же вы решите расстаться окончательно, то отпустите их с миром, разойдитесь без ссор, перебранки и насилия и не мешайте им взять из дома то, что им принадлежит. И призовите свидетелями вашего окончательного развода или возобновления брака двух справедливых мусульман. Воистину, присутствие свидетелей предотвращает возможную тяжбу и сокрытие того, о чем необходимо предварительно возвестить. О свидетели! Подтвердите свидетельство перед Аллахом, то есть засвидетельствуйте все как есть, не добавляя к истине ложь и не утаивая истину. Совершайте это ради Аллаха и не пытайтесь поддерживать сторону одного из супругов, будь то ваш близкий родственник или любимый друг. Вышеупомянутые законы и ограничения есть увещание для тех, кто верует в Аллаха и в Последний день, потому что именно вера в Аллаха и в Судный день заставляет человека извлекать урок из проповедей Аллаха и предварять для своей Последней жизни столько благих дел, на сколько у него хватает сил. Совершенно по-иному поступает тот, чье сердце покинула вера. Ему безразлично, какие злодеяния он унесет с собой в Последнюю жизнь. Он не чтит наставления Аллаха, потому что в его душе нет той веры, которая подталкивает человека к этому. Известно, что при разводе супруги оказываются в стесненном положении и бывают озабочены и опечалены. Поэтому Всевышний повелел Своим рабам в этот трудный час бояться Его и пообещал тем, кто страшится Аллаха при разводе и во всех других делах, облегчить их участь и создать для них выход из обременительного положения. Если человек решил развестись со своей женой и сделал это в соответствии с шариатом, то есть объявил о разводе всего один раз в период, когда его жена была очищена от месячных кровотечений и когда он не имел с ней половой близости после завершения последней менструации, то Аллах не стеснит его обстоятельствами, а дарует ему облегчение и достаток. Может быть, тогда он пожалеет о том, что развелся, и возобновит брак. Хотя этот аят ниспослан о разводе и восстановлении брачного союза, он имеет гораздо более широкий смысл. Поэтому каждого, кто боится Аллаха и во всех своих начинаниях стремится обрести Его благосклонность, Аллах непременно вознаградит как в этой, так и в будущей жизнях. Частью же этого вознаграждения будет то, что Господь избавит его от забот и создаст для него выход из трудного положения. А на тех, кто не страшится Аллаха в своих делах, непременно падут тяжкое бремя и могучие путы, от которых они не смогут избавиться и последствий которых они не смогут избежать. Об этом следует помнить и при разводе, потому что если раб Божий не страшится Аллаха и разводится не по установлениям шариата, например, если он объявляет о разводе трижды кряду, чтобы сразу добиться окончательного развода, то он непременно пожалеет об этом, однако исправить ошибку, дабы выйти из создавшегося положения, будет уже слишком поздно. Аллах не только создает для богобоязненных рабов выход из трудного положения, но и ниспосылает им пропитание оттуда, откуда те и не мыслят получить его. Для того, кто уповает на Аллаха, достаточно Его покровительства как в духовных, так и в мирских делах. Поэтому правоверный всегда должен полагаться на Аллаха, опираться на Его поддержку и надеяться на то, что Господь поможет ему и убережет его от вреда. И действительно, если человек уповает на Аллаха, то Он устраивает все его дела наилучшим образом. Да и как может быть иначе, если человек приобретает в лице Аллаха Богатого, Сильного, Могущественного и Милостивого Покровителя, Который ближе к Своему рабу, чем кто бы то ни было иной. Однако может случиться, что по Своей божественной мудрости Аллах отсрочит Свою помощь до того времени, когда осуществление задуманного человеком будет иметь больший успех. Поэтому Всевышний сказал: «Аллах доводит до конца свое дело». Это означает, что предначертанное Аллахом должно непременно свершится. Но вместе с тем для каждой вещи установлены срок и мера, благодаря чему ничто не может запоздать или наступить раньше времени.
- Turkish - Diyanet Isleri : Kadınların iddet süreleri biteceğinde onları ya uygun bir şekilde alıkoyun ya da onlardan ayrılın; içinizden de iki adil şahit getirin; şahidliği Allah için yapın; işte bu Allah'a ve ahiret gününe inanan kimseye verilen öğüttür Allah kendisine karşı gelmekten sakınan kimseye kurtuluş yolu sağlar ona beklemediği yerden rızık verir Allah'a güvenen kimseye O yeter Allah buyruğunu yerine getirendir Allah her şey için bir ölçü var etmiştir
- Italiano - Piccardo : e gli concede provvidenze da dove non ne attendeva Allah basta a chi confida in Lui In verità Allah realizza i Suoi intenti Allah ha stabilito una misura per ogni cosa
- كوردى - برهان محمد أمين : له شوێنێکهوه ڕزق و ڕۆزی پێ دهبهخشێت که حسابی بۆ نهکردبێت و خۆی پێی نازانێت جا ئهوهی پشت به خوا ببهستێت ئهو زاتهی بهسه بۆ ئهوهی یاریدهدهری بێت چونکه بهڕاستی خوا کارو فهرمانی خۆی به ئهنجام دهگهیهنێت بێگومان خوا بۆ ههموو شتێک نهخشهیهکی دیاریکراوی بڕیارداوه که دهبێت پهیڕهوی بکرێت
- اردو - جالندربرى : اور اس کو ایسی جگہ سے رزق دے گا جہاں سے وہم و گمان بھی نہ ہو۔ اور جو خدا پر بھروسہ رکھے گا تو وہ اس کو کفایت کرے گا۔ خدا اپنے کام کو جو وہ کرنا چاہتا ہے پورا کردیتا ہے۔ خدا نے ہر چیز کا اندازہ مقرر کر رکھا ہے
- Bosanski - Korkut : i opskrbiće ga odakle se i ne nada; onome koji se u Allaha uzda On mu je dosta Allah će zaista ispuniti ono što je odlučio; Allah je svemu već rok odredio
- Swedish - Bernström : och sörjer för honom på ett sätt som han inte kan förutse; och den som litar till Gud behöver inget annat [stöd] Gud når alltid Sitt syfte [och] Gud har fastställt ett mått för allt
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dan memberinya rezeki dari arah yang tiada disangkasangkanya Dan barangsiapa yang bertawakkal kepada Allah niscaya Allah akan mencukupkan keperluannya Sesungguhnya Allah melaksanakan urusan yang dikehendakiNya Sesungguhnya Allah telah mengadakan ketentuan bagi tiaptiap sesuatu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا
(Dan memberinya rezeki dari arah yang tiada disangka-sangkanya) dari arah yang belum pernah terbisik dalam kalbunya. (Dan barang siapa yang bertawakal kepada Allah) dalam semua perkaranya (niscaya Allah akan memberi kecukupan) akan mencukupinya. (Sesungguhnya Allah melaksanakan urusan-Nya) tentang apa yang dikehendaki-Nya. Menurut suatu qiraat dibaca baalighu amrihi yakni dengan dimudhafkan. (Sesungguhnya Allah telah menjadikan bagi setiap sesuatu) seperti hidup penuh dengan kecukupan, dan hidup sengsara (ketentuan) atau waktu-waktu yang ditentukan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : এবং তাকে তার ধারণাতীত জায়গা থেকে রিযিক দেবেন। যে ব্যক্তি আল্লাহর উপর ভরসা করে তার জন্যে তিনিই যথেষ্ট। আল্লাহ তার কাজ পূর্ণ করবেন। আল্লাহ সবকিছুর জন্যে একটি পরিমাণ স্থির করে রেখেছেন।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அத்தகையவருக்கு அவர் எண்ணியிராத புறத்திலிருந்து அவன் உணவு வசதிகளை அளிக்கிறான் மேலும் எவர் அல்லாஹ்வின் மீது நம்பிக்கை கொண்டு அவனை முற்றிலும் சார்ந்திருக்கிறாரோ அவருக்கு அவன் போதுமானவன் நிச்சயமாக அல்லாஹ் தன் காரியத்தை நிறைவாக்குபவன் திண்ணமாக அல்லாஹ் ஒவ்வொரு பொருளுக்கும் ஓர் அளவை உண்டாக்கி வைத்திருக்கின்றான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และจะทรงประทานปัจจัยยังชีพแก่เขาจากที่ที่เขามิได้คาดคิด และผู้ใดมอบหมายแด่อัลลอฮฺ พระองค์ก็จะทรงเป็นผู้พอเพียงแก่เขา แท้จริงอัลลอฮฺเป็นผู้ทรงบรรลุในกิจการของพระองค์โดยแน่นอนสำหรับทุกสิ่งอย่างนั้นอัลลอฮฺทรงกำหนดกฎสภาวะไว้แล้ว
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва унга ўзи ўйламаган тарафдан ризқ берур Ким Аллоҳга таваккал қилса бас унга У зотнинг Ўзи кифоядир Албатта Аллоҳ Ўз ишини етказувчидир Ҳақиқатда Аллоҳ ҳар бир нарсага ўлчов қилиб қўйган Учинчи поклик охирлаб қолганда эр хотингаражъат қилиб қайтариб олса оилавий ҳаётлари давом этаверади Идда тугашига яқин қолганда ҳам ажралиш фикридан қайтмаган бўлса яхшилик билан ажралиш керак
- 中国语文 - Ma Jian : 而且从他料想不到的地方供给他。谁信托真主,他将使谁满足。真主确是能达到自己的目的的,真主确已使万物各有定数。
- Melayu - Basmeih : Serta memberinya rezeki dari jalan yang tidak terlintas di hatinya Dan Ingatlah sesiapa berserah diri bulatbulat kepada Allah maka Allah cukuplah baginya untuk menolong dan menyelamatkannya Sesungguhnya Allah tetap melakukan segala perkara yang dikehendakiNya Allah telahpun menentukan kadar dan masa bagi berlakunya tiaptiap sesuatu
- Somali - Abduh : Wuxuuna ka irsaaqi meel uusan ka filanayn ruuxii Eebe tala saartana waa ku filan yahay Eebana amarkiisu waa fuli waxna kama fakado wax walbana Eebe wuxuu u yeelay waqti sugan oo go'an
- Hausa - Gumi : Kuma Ya arzũta shi daga inda bã ya zato Kuma wanda ya dõgara ga Allah to Allah ne Ma'ishinsa Lalle Allah Mai iyar da umurninSa ne Haƙĩƙa Allah Ya sanyama'auni ga dukan kõme
- Swahili - Al-Barwani : Na humruzuku kwa jiha asiyo tazamia Na anaye mtegemea Mwenyezi Mungu Yeye humtosha Hakika Mwenyezi Mungu anatimiza amri yake Mwenyezi Mungu kajaalia kila kitu na kipimo chake
- Shqiptar - Efendi Nahi : dhe e furnizon atë prej nga nuk e pret; kushdo që mbështetet te Perëndia Ai i mjafton atij Perëndia me të vërtetë i zbaton deri në fund punët e Tij; Perëndia për çdo gjë ka caktuar afatin
- فارسى - آیتی : و از جايى كه گمانش را ندارد روزىاش مىدهد. و هر كه بر خدا توكل كند، خدا او را كافى است. خدا كار خود را به اجرا مىرساند و هر چيز را اندازهاى قرار داده است.
- tajeki - Оятӣ : ва аз ҷое, ки гумонашро надорад, рӯзиаш медиҳад. Ва ҳар кӣ бар Худо таваккал кунад, Худо ӯро кофист. Худо кори худро ба иҷро мерасонад ва ҳар чизро андозае қарор додааст.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ ئۇنىڭغا ئويلىمىغان يەردىن رىزىق بېرىدۇ، كىمكى اﷲ قا تەۋەككۈل قىلسا، اﷲ ئۇنىڭغا كۇپايە قىلىدۇ، اﷲ ھەقىقەتەن مەقسىتىگە يېتەلەيدۇ، اﷲ ھەقىقەتەن ھەر بىر نەرسە ئۈچۈن مۇئەييەن مىقدار، مۇئەييەن ۋاقىت بەلگىلىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവന് വിചാരിക്കാത്ത വിധം അവന് ആഹാരം നല്കും. എല്ലാം അല്ലാഹുവില് അര്പ്പിക്കുന്നവന് അല്ലാഹു തന്നെ മതി. അല്ലാഹു അവന്റെ കാര്യം നിറവേറ്റുക തന്നെ ചെയ്യും. അല്ലാഹു എല്ലാ കാര്യങ്ങള്ക്കും ഒരു ക്രമം നിശ്ചയിച്ചിട്ടുണ്ട്.
- عربى - التفسير الميسر : فاذا قاربت المطلقات نهايه عدتهن فراجعوهن مع حسن المعاشره والانفاق عليهن او فارقوهن مع ايفاء حقهن دون المضاره لهن واشهدوا على الرجعه او المفارقه رجلين عدلين منكم وادوا ايها الشهود الشهاده خالصه لله لا لشيء اخر ذلك الذي امركم الله به يوعظ به من كان يومن بالله واليوم الاخر ومن يخف الله فيعمل بما امره به ويجتنب ما نهاه عنه يجعل له مخرجا من كل ضيق وييسر له اسباب الرزق من حيث لا يخطر على باله ولا يكون في حسبانه ومن يتوكل على الله فهو كافيه ما اهمه في جميع اموره ان الله بالغ امره لا يفوته شيء ولا يعجزه مطلوب قد جعل الله لكل شيء اجلا ينتهي اليه وتقديرا لا يجاوزه
*10) It means: "Keeping the divorced wife in the house during the waitingperiod, to maintain her and to pay her the dower, or something in addition, at departure certainly burdens a man financially. To spend on a woman whom one has already decided to send away because of strained relations will surely be irksome, and if the man is also poor, this expenditure will further pinch him. But a man who fears AIIah, should endure all this gracefully. Allah is not niggardly as the people are. If a person spends his wealth in accordance with His law, He will provide for him in a manner beyond alI expectations."
*11) That is, there is no power that can prevent Allah's decree from enforcement.