- عربي - نصوص الآيات عثماني : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُوْلَٰتِ حَمْلٍۢ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍۢ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُۥٓ أُخْرَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ۚ وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ۚ فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن ۖ وأتمروا بينكم بمعروف ۖ وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى
- عربى - التفسير الميسر : أسكنوا المطلقات من نسائكم في أثناء عدتهن مثل سكناكم على قدر سَعَتكم وطاقتكم، ولا تلحقوا بهن ضررًا؛ لتضيِّقوا عليهن في المسكن، إن كان نساؤكم المطلقات ذوات حَمْل، فأنفقوا عليهن في عدتهن حتى يضعن حَمْلهن، فإن أرضعن لكم أولادهن منكم بأجرة، فوفوهن أجورهن، وليأمر بعضكم بعضًا بما عرف من سماحة وطيب نفس، وإن لم تتفقوا على إرضاع الأم، فستُرضع للأب مرضعة أخرى غير الأم المطلقة.
- السعدى : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
تقدم أن الله نهى عن إخراج المطلقات عن البيوت وهنا أمر بإسكانهن وقدر الإسكان بالمعررف، وهو البيت الذي يسكنه مثله ومثلها، بحسب وجد الزوج وعسره، { وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ } أي: لا تضاروهن، عند سكناهن بالقول أو الفعل، لأجل أن يمللن، فيخرجن من البيوت، قبل تمام العدة، فتكونوا، أنتم المخرجين لهن، وحاصل هذا أنه نهى عن إخراجهن، ونهاهن عن الخروج، وأمر بسكناهن، على وجه لا يحصل به عليهن، ضرر ولا مشقة، وذلك راجع إلى العرف، { وَإِنْ كُنَّ } أي: المطلقات { أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } وذلك لأجل الحمل الذي في بطنها، إن كانت بائنًا، ولها ولحملها إن كانت رجعية، ومنتهى النفقة حتى يضعن حملهن فإذا وضعن حملهن، فإما أن يرضعن أولادهن أو لا، { فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } المسماة لهن، إن كان مسمى، وإلا فأجر المثل، { وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } أي: وليأمر كل واحد من الزوجين ومن غيرهما، الآخر بالمعروف، وهو كل ما فيه منفعة ومصلحة في الدنيا والآخرة، فإن الغفلة عن الائتمار بالمعروف، يحصل فيه من الشر والضرر، ما لا يعلمه إلا الله، وفي الائتمار، تعاون على البر والتقوى، ومما يناسب هذا المقام، أن الزوجين عند الفراق وقت العدة، خصوصًا إذا ولد لهما ولد في الغالب يحصل من التنازع والتشاجر لأجل النفقة عليها وعلى الولد مع الفراق، الذي في الغالب ما يصدر إلا عن بغض، ويتأثر منه البغض شيء كثير
فكل منهما يؤمر بالمعروف، والمعاشرة الحسنة، وعدم المشاقة والمخاصمة وينصح على ذلك.
{ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ } بأن لم يتفقوا على إرضاعها لولدها، فلترضع له أخرى غيرها { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ } وهذا حيث كان الولد يقبل ثدي غير أمه، فإن لم يقبل إلا ثدي أمه، تعينت لإرضاعه، ووجب عليها، وأجبرت إن امتنعت، وكان لها أجرة المثل إن لم يتفقا على مسمى، وهذا مأخوذ من الآية الكريمة من حيث المعنى، فإن الولد لما كان في بطن أمه مدة الحمل، ليس له خروج منه عين تعالى على وليه النفقة، فلما ولد، وكان يمكن أن يتقوت من أمه، ومن غيرها، أباح تعالى، الأمرين، فإذا، كان بحالة لا يمكن أن يتقوت إلا من أمه، كان بمنزلة الحمل، وتعينت أمه طريقًا لقوته
- الوسيط لطنطاوي : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
ثم أمر - سبحانه - الرجال بأن يحسنوا معاملة النساء المطلقات ، ونهاهم عن الإساءة إليهن بأى لون من ألوان الإساءة فقال : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ . . . ) والخطاب للرجال الذين يريدون فراق أزواجهن ، والضمير المنصوب فى قوله ( أَسْكِنُوهُنَّ ) يعود إلى النساء المطلقات .
و ( مِنْ ) للتبعيض ، والوجد : السعة والقدرة .
أى : أسكنوا المطلقات فى بعض البيوت التى تسكنونها والتى فى وسعكم وطاقتكم إسكانهن فيها .
قال صاحب الكشاف : قوله : ( أَسْكِنُوهُنَّ ) وما بعده : بيان لما شرط من التقوى فى قوله : ( وَمَن يَتَّقِ الله يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ .
. )
كأنه قيل : كيف نعمل بالتقوى فى شأن المعتدات؟ فقيل : ( أَسْكِنُوهُنَّ ) .فإن قلت : فقوله : ( مِّن وُجْدِكُمْ ) ما موقعه؟ قلت : هو عطف بيان لقوله ( مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم ) ، وتفسير له ، كأنه قيل : أسكنوهن مكانا من مسكنكم مما تطيقونه .
والسكنى والنفقة : واجبتان لكل مطلقة . وعند مالك والشافعى : ليس للمبتونة إلا السكن ولا نفقة لها ، وعن الحسن وحماد : لا نفقه لها ولا سكنى ، لحديث فاطمة بنت قيس : " أن زوجها أبتَّ طلاقها ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا سكنى لك ولا نفقة . . . " " .
ثم أتبع - سبحانه - الأمر بالإحسان إلى المطلقات ، بالنهى عن إلحاق الأذى بهن فقال : ( وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ عَلَيْهِنَّ . . ) .
أى : ولا تستعملوا معهن ما يؤذيهن ويضرهن ، لكى تضيقوا عليهن ما منحه الله - تعالى - لهن من حقوق ، بأن تطيلوا عليهن مدة العدة ، فتصبح الواحدة منهن كالمعلقة ، أو بأن تضيقوا عليهن فى السكنى ، حتى يلجأن إلى الخروج ، والتنازل عن حقوقهن .
وقوله - تعالى - : ( وَإِن كُنَّ أُوْلاَتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حتى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ . . ) أى : وإن كان المطلقات أصحاب حمل - فعليكم يا معشر الأزواج - أن تقدموا لهن النفقة المناسبة ، حتى يضعن حملهن .
قال الإمام ابن كثير : قال كثير من العلماء منهم ابن عباس ، وطائفة من السلف . هذه هى البائن ، إن كانت حاملا أنفق عليها حيث تضع حملها ، قالوا : بدليل أن الرجعية تجب نفقتها سواء أكانت حاملا أم غير حامل .
وقال آخرون : بل السياق كله فى الرجعيات ، وإنما نص على الإنفاق على الحامل - وإن كانت رجعية - لأن الحمل تطول مدته غالبا . فاحتيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع ، لئلا يتوهم أنه إنما تجب النفقة بمقدار مدة العدة .
ولما كان الحمل ينتهى بالوضع ، انتقلت السورة الكريمة إلى بيان ما يجب للمطلقات بعد الوضع ، فقال - تعالى - : ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) .
أى : عليكم - أيها المؤمنون - أن تقدموا لنسائكم ذوات الحمل اللائى طلقتموهن طلاقا بائنا ، عليكم أن تقدموا لهن النفقة حتى يضعن حملهن ، فإذا ما وضعن حملهن وأرادوا أن يرضعن لكم أولادكم منهن ، فعليكم - أيضا - أن تعطوهن أجورهن على هذا الإرضاع ، وأن تلتزموا بذلك لهن .
وقد أخذ العلماء من هذه الآية أن الأم المطلقة طلاقا بائنا ، إذا أرادت أن ترضع ولدها بأجر المثل ، فليس لأحد أن يمنعها من ذلك ، لأنها أحق به من غيرها ، لشدة شفقتها عليه . . . وليس للأب أن يسترضع غيرها حينئذ . كما أخذوا منها - أيضا - أن نفقة الولد الصغير على أبيه ، لأنه إذا لزمته أجرة الرضاع ، فبقية النفقات الخاصة بالصغير تقاس على ذلك .
وقوله - سبحانه - : ( وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ) حض منه - سبحانه - للآباء والأمهات على التعاون والتناصح فى وجوه الخير والبر .
والائتمار معناه : التشاور وتبادل الرأى ، وسمى التشاور بذلك لأن المتشاورين فى مسألة ، يأمر أحدهما الآخر بشىء فيستجيب لأمره ، ويقال : أئتمر القوم وتآمروا بمعنى واحد .
أى : عليكم - أيها الآباء والأمهات - أن تتشاوروا فيما ينفع أولادكم ، وليأمر بعضكم بعضا بما هو حسن ، فيما يتعلق بالإرضاع والأجر وغيرهما .
وقوله - تعالى - : ( وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أخرى ) إرشاد إلى ما يجب عليهما فى حالة عدم التراضى على الإرضاع أو الأجر .
والتعاسر مأخوذ من العسر الذى هو ضد اليسر والسماحة ، يقال تعاسر المتبايعان ، إذا تمسك كل واحد منهما برأيه ، دون أن يتفقا على شىء .
أى : وإن اشتد الخلاف بينكم ، ولم تصلوا إلى حل ، بأن امتنع الأب عن دفع الأجرة للأم ، أو امتنعت الأم عن الإرضاع إلا بأجر معين . فليس معنى ذلك أن يبقى المولود جائعا بدون رضاعة ، بل على الأب أن يبحث عن مرضعة أخرى ، لكى ترضع له ولده ، فالضمير فى قوله ( لَهُ ) يعود على الأب .
قال صاحب الكشاف قوله : ( وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أخرى ) أى : فستوجد مرضعة غير الأم ترضعه ، وفيه طرف من معاتبة الأم على المعاسرة ، كما تقول لمن تستقضيه حاجة فيتوانى : سيقضيها غيرك . تريد لن تبقى غير مقضية وأنت ملوم .
وقد علق المحشى على الكشاف بقوله : وخص الأم بالمعاتبة ، لأن المبذول من جهتها هو لينها وهو غير متمول ولا مضنون به فى العرف ، وخصوصا فى الأم على الولد ، ولا كذلك المبذول من جهة الأب ، فإنه المال المضنون به عادة فالأم إذاً أجدى باللوم ، وأحق بالعتب . .
قالوا : وفى هذه الجملة - أيضا - طرف من معاتبة الأب ، لأنه كان من الوجاب عليه أن يسترضى الأم ، ولا يكون مصدر عسر بالنسبة لها ، حرصا على مصلحة الولد .
- البغوى : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
( أسكنوهن ) يعني مطلقات نسائكم ( من حيث سكنتم ) " من " صلة ، أي : أسكنوهن حيث سكنتم ( من وجدكم ) يعني : سعتكم وطاقتكم ، يعني : إن كان موسرا يوسع عليها في المسكن والنفقة ، وإن كان فقيرا فعلى قدر الطاقة ( ولا تضاروهن ) لا تؤذوهن ( لتضيقوا عليهن ) مساكنهن فيخرجن ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ) فيخرجن من عدتهن .
اعلم أن المعتدة الرجعية تستحق على الزوج النفقة والسكنى ما دامت في العدة . ونعني بالسكنى : مؤنة السكنى فإن كانت الدار التي طلقها فيها ملكا للزوج يجب على الزوج أن يخرج ويترك الدار لها مدة عدتها وإن كانت بإجارة فعلى الزوج الأجرة ، وإن كانت عارية فرجع المعير فعليه أن يكتري لها دارا تسكنها .
فأما المعتدة البائنة بالخلع أو الطلقات الثلاث [ أو باللعان فلها السكنى حاملا كانت أو حائلا عند أكثر أهل العلم ] .
روي عن ابن عباس أنه قال : لا سكنى لها إلا أن تكون حاملا وهو قول الحسن وعطاء والشعبي .
واختلفوا في نفقتها : فذهب قوم إلى أنه لا نفقة لها إلا أن تكون حاملا . روي ذلك عن ابن عباس وهو قول الحسن وعطاء والشعبي وبه قال الشافعي وأحمد .
ومنهم من أوجبها بكل حال روي ذلك عن ابن مسعود ، وهو قول إبراهيم النخعي وبه قال الثوري وأصحاب الرأي .
وظاهر القرآن يدل على أنها لا تستحق إلا أن تكون حاملا لأن الله تعالى قال : " وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن " .
والدليل عليه من جهة السنة ما :
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب بالشام ، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته ، فقال : والله ما لك علينا من شيء . فجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له . فقال لها : ليس لك عليه نفقة ، وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك . ثم قال : تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدي عند ابن أم مكتوم ، فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك ، فإذا حللت فآذنيني . قالت : فلما حللت ، ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له ، انكحي أسامة بن زيد ، قالت : فكرهته ، ثم قال : انكحي أسامة ، فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به .
واحتج من لم يجعل لها السكنى بحديث فاطمة بنت قيس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تعتد في بيت عمرو بن أم مكتوم .
ولا حجة فيه ، لما روي عن عائشة أنها قالت : كانت فاطمة في مكان وحش ، فخيف على ناحيتها .
وقال سعيد بن المسيب : إنما نقلت فاطمة لطول لسانها على أحمائها وكان للسانها ذرابة .
أما المعتدة عن وطء الشبهة والمفسوخ نكاحها بعيب أو خيار عتق فلا سكنى لها ولا نفقة وإن كانت حاملا .
[ والمعتدة عن وفاة الزوج لا نفقة لها حاملا ] كانت أو حائلا عند أكثر أهل العلم ، وروي عن علي رضي الله تعالى عنه أن لها النفقة إن كانت حاملا من التركة حتى تضع ، وهو قول شريح والشعبي والنخعي والثوري . .
واختلفوا في سكناها وللشافعي رضي الله عنه فيه قولان : أحدهما لا سكنى لها بل تعتد حيث تشاء ، وهو قول علي وابن عباس وعائشة . وبه قال عطاء والحسن ، وهو قول أبي حنيفة رضي الله عنه .
والثاني : لها السكنى وهو قول عمر وعثمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر ، وبه قال مالك وسفيان الثوري وأحمد وإسحاق .
واحتج من أوجب لها السكنى بما :
أخبرنا أبو الحسن السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة ، عن عمته زينب بنت كعب : أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها : أنها جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة ، فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كان بطرف القدوم لحقهم ، فقتلوه فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أن أرجع إلى أهلي فإن زوجي لم يتركني في منزل يملكه ولا نفقة ؟ فقالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم ، فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعيت له فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كيف قلت ؟ قالت : فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي ، فقال : امكثي [ في بيتك ] حتى يبلغ الكتاب أجله . قالت : فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا . قالت : فلما كان عثمان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به .
فمن قال بهذا القول قال : إذنه لفريعة أولا بالرجوع إلى أهلها صار منسوخا بقوله [ آخرا ] " امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله " .
ومن لم يوجب السكنى قال : أمرها بالمكث في بيتها آخرا استحبابا لا وجوبا .
قوله - عز وجل - ( فإن أرضعن لكم ) أي أرضعن أولادكم ( فآتوهن أجورهن ) على إرضاعهن ( وأتمروا بينكم بمعروف ) [ ليقبل بعضكم من بعض إذا أمره بالمعروف ] قال الكسائي : شاوروا قال مقاتل : بتراضي الأب والأم على أجر مسمى . والخطاب للزوجين جميعا يأمرهم أن يأتوا بالمعروف وبما هو الأحسن ، ولا يقصدوا الضرار . ( وإن تعاسرتم ) في الرضاع والأجرة فأبى الزوج أن يعطي المرأة رضاها وأبت الأم أن ترضعه فليس له إكراهها على إرضاعه ، ولكنه يستأجر للصبي مرضعا غير أمه وذلك قوله : ( فسترضع له أخرى ) .
- ابن كثير : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
يقول تعالى آمرا عباده إذا طلق أحدهم المرأة أن يسكنها في منزل حتى تنقضي عدتها ، فقال : ( أسكنوهن من حيث سكنتم ) أي : عندكم ، ( من وجدكم ) قال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد : يعني سعتكم . حتى قال قتادة : إن لم تجد إلا جنب بيتك فأسكنها فيه .
وقوله : ( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ) قال مقاتل بن حيان : يعني يضاجرها لتفتدي منه بمالها ، أو تخرج من مسكنه .
وقال الثوري ، عن منصور ، عن أبي الضحى : ( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ) قال : يطلقها ، فإذا بقي يومان راجعها .
وقوله : ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن ) قال كثير من العلماء منهم ابن عباس ، وطائفة من السلف ، وجماعات من الخلف : هذه في البائن ، إن كانت حاملا أنفق عليها حتى تضع حملها ، قالوا : بدليل أن الرجعية تجب نفقتها ، سواء كانت حاملا أو حائلا .
وقال آخرون : بل السياق كله في الرجعيات ، وإنما نص على الإنفاق على الحامل وإن كانت رجعية لأن الحمل تطول مدته غالبا ، فاحتيج إلى النص على وجوب الإنفاق إلى الوضع ; لئلا يتوهم أنه إنما تجب النفقة بمقدار مدة العدة .
واختلف العلماء : هل النفقة لها بواسطة الحمل ، أم للحمل وحده ؟ على قولين منصوصين عن الشافعي ، وغيره ، ويتفرع عليها مسائل مذكورة في علم الفروع .
وقوله : ( فإن أرضعن لكم ) أي : إذا وضعن حملهن وهن طوالق ، فقد بن بانقضاء عدتهن ، ولها حينئذ أن ترضع الولد ، ولها أن تمتنع منه ، ولكن بعد أن تغذيه باللبإ - وهو باكورة اللبن الذي لا قوام للولد غالبا إلا به - فإن أرضعت استحقت أجر مثلها ، ولها أن تعاقد أباه أو وليه على ما يتفقان عليه من أجرة ; ولهذا قال تعالى : ( فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن ) وقوله : ( وأتمروا بينكم بمعروف ) أي : ولتكن أموركم فيما بينكم بالمعروف ، من غير إضرار ولا مضارة ، كما قال تعالى في سورة " البقرة " : ( لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ) [ البقرة : 233 ]
وقوله : ( وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ) أي : وإن اختلف الرجل والمرأة ، فطلبت المرأة أجرة الرضاع كثيرا ، ولم يجبها الرجل إلى ذلك أو بذل الرجل قليلا ولم توافقه عليه ، فليسترضع له غيرها . فلو رضيت الأم بما استؤجرت عليه الأجنبية فهي أحق بولدها .
- القرطبى : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
قوله تعالى : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى
فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم قال أشهب عن مالك : يخرج عنها إذا طلقها ويتركها في المنزل ; لقوله تعالى : أسكنوهن . فلو كان معها ما قال أسكنوهن . وقال ابن نافع : قال مالك في قول الله تعالى : أسكنوهن من حيث سكنتم يعني المطلقات اللائي بن من أزواجهن فلا رجعة لهم عليهن وليست حاملا ، فلها السكنى ولا نفقة لها ولا كسوة ، لأنها بائن منه ، لا يتوارثان ولا رجعة له عليها . وإن كانت حاملا فلها النفقة والكسوة والمسكن حتى تنقضي عدتها . أما من لم تبن منهن فإنهن نساؤهم يتوارثون ، ولا يخرجن إلا أن يأذن لهن أزواجهن ما كن في عدتهن ، ولم يؤمروا بالسكنى لهن لأن ذلك لازم لأزواجهن مع نفقتهن وكسوتهن ، حوامل كن أو غير حوامل . وإنما أمر الله بالسكنى للائي بن من أزواجهن مع نفقتهن ، قال الله تعالى : وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فجعل عز وجل للحوامل اللائي قد بن من أزواجهن السكنى والنفقة . قال ابن العربي : وبسط ذلك وتحقيقه أن الله سبحانه لما ذكر السكنى أطلقها لكل مطلقة ، فلما ذكر النفقة قيدها بالحمل ، فدل على أن المطلقة البائن لا نفقة لها . وهي مسألة عظيمة قد مهدنا سبلها قرآنا وسنة ومعنى في مسائل الخلاف . وهذا مأخذها من القرآن . قلت : اختلف العلماء في المطلقة ثلاثا على ثلاثة أقوال
فمذهب مالك والشافعي : أن لها السكنى ولا نفقة لها .
ومذهب أبي حنيفة وأصحابه : أن لها السكنى والنفقة .
ومذهب أحمد وإسحاق وأبي ثور : أن لا نفقة لها ولا سكنى ، على حديث فاطمة بنت قيس ، قالت : دخلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أخو زوجي ، فقلت : إن زوجي طلقني وإن هذا يزعم أن ليس لي سكنى ولا نفقة ؟ قال : " بل لك السكنى ولك النفقة " . قال : إن زوجها طلقها ثلاثا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما السكنى والنفقة على من له عليها الرجعة " . فلما قدمت الكوفة طلبني الأسود بن يزيد ليسألني عن ذلك ، وإن أصحاب عبد الله يقولون : إن لها السكنى والنفقة . خرجه الدارقطني . ولفظ مسلم عنها : أنه طلقها زوجها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أنفق عليها نفقة دون ، فلما رأت ذلك قالت : والله لأعلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان لي نفقة أخذت الذي يصلحني ، وإن لم تكن لي نفقة لم آخذ شيئا . قالت : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لا نفقة لك ولا سكنى " . وذكر الدارقطني عن الأسود قال : قال عمر لما بلغه قول فاطمة بنت قيس : لا نجيز في المسلمين قول امرأة . وكان يجعل للمطلقة ثلاثا السكنى والنفقة . وعن الشعبي قال : لقيني الأسود بن يزيد فقال . يا شعبي ، اتق الله وارجع عن حديث فاطمة بنت قيس ; فإن عمر كان يجعل لها السكنى والنفقة . قلت : لا أرجع عن شيء حدثتني به فاطمة بنت قيس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قلت : ما أحسن هذا . وقد قال قتادة وابن أبي ليلى : لا سكنى إلا للرجعية ; لقوله تعالى : لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، وقوله تعالى : " أسكنوهن " راجع إلى ما قبله ، وهي المطلقة الرجعية . والله أعلم . ولأن السكنى تابعة للنفقة وجارية مجراها ; فلما لم تجب للمبتوتة نفقة لم يجب لها سكنى . وحجة أبي حنيفة أن للمبتوتة النفقة قوله تعالى : ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وترك النفقة من أكبر الأضرار . وفي إنكار عمر على فاطمة قولها ما يبين هذا ، ولأنها معتدة تستحق السكنى عن طلاق فكانت لها النفقة كالرجعية ، ولأنها محبوسة عليه لحقه فاستحقت النفقة كالزوجة . ودليل مالك قوله تعالى : وإن كن أولات حمل الآية . على ما تقدم بيانه . وقد قيل : إن الله تعالى ذكر المطلقة الرجعية وأحكامها أول الآية إلى قوله : ذوي عدل منكم ثم ذكر بعد ذلك حكما يعم المطلقات كلهن من تعديد الأشهر وغير ذلك . وهو عام في كل مطلقة ; فرجع ما بعد ذلك من الأحكام إلى كل مطلقة .
الثانية : قوله تعالى : " من وجدكم " أي من سعتكم ; يقال : وجدت في المال أجد وجدا ووجدا ووجدا وجدة . والوجد : الغنى والمقدرة . وقراءة العامة بضم الواو . وقرأ الأعرج والزهري بفتحها ، ويعقوب بكسرها . وكلها لغات فيها .
الثالثة : قوله تعالى : ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن قال مجاهد : في المسكن . مقاتل : في النفقة ; وهو قول أبي حنيفة . وعن أبي الضحى : هو أن يطلقها فإذا بقي يومان من عدتها راجعها ثم طلقها .
الرابعة : قوله تعالى : وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن لا خلاف بين العلماء في وجوب النفقة والسكنى للحامل المطلقة ثلاثا أو أقل منهن حتى تضع حملها . فأما الحامل المتوفى عنها زوجها فقال علي وابن عمر وابن مسعود وشريح والنخعي والشعبي وحماد وابن أبي ليلى وسفيان والضحاك : ينفق عليها من جميع المال حتى تضع . وقال ابن عباس وابن الزبير وجابر بن عبد الله ومالك والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم : لا ينفق عليها إلا من نصيبها . وقد مضى في " البقرة " بيانه .
قوله تعالى : فإن أرضعن لكم الأولى : قوله تعالى : فإن أرضعن لكم - يعني المطلقات - أولادكم منهن فعلى الآباء أن يعطوهن أجرة إرضاعهن . وللرجل أن يستأجر امرأته للرضاع كما يستأجر أجنبية ولا يجوز عند أبي حنيفة وأصحابه الاستئجار إذا كان الولد منهن ما لم يبن . ويجوز عند الشافعي . وتقدم القول في الرضاع في " البقرة " و " النساء " مستوفى ولله الحمد .
الثانية : قوله تعالى : وأتمروا بينكم بمعروف هو خطاب للأزواج والزوجات ; أي وليقبل بعضكم من بعض ما أمره به من المعروف الجميل . والجميل منها إرضاع الولد من غير أجرة . والجميل منه توفير الأجرة عليها للإرضاع . وقيل : ائتمروا في رضاع الولد فيما بينكم بمعروف حتى لا يلحق الولد إضرار . وقيل : هو الكسوة والدثار . وقيل : معناه لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده .
الثالثة : قوله تعالى : وإن تعاسرتم أي في أجرة الرضاع فأبى الزوج أن يعطي الأم رضاعها وأبت الأم أن ترضعه فليس له إكراهها ; وليستأجر مرضعة غير أمه . وقيل : معناه وإن تضايقتم وتشاكستم فليسترضع لولده غيرها ; وهو خبر في معنى الأمر . وقال الضحاك : إن أبت الأم أن ترضع استأجر لولده أخرى ، فإن لم يقبل أجبرت أمه على الرضاع بالأجر . وقد اختلف العلماء فيمن يجب عليه رضاع الولد على ثلاثة أقوال : قال علماؤنا : رضاع الولد على الزوجة ما دامت الزوجية ; إلا لشرفها وموضعها فعلى الأب رضاعه يومئذ في ماله . الثاني : قال أبو حنيفة : لا يجب على الأم بحال . الثالث : يجب عليها في كل حال . الرابعة : فإن طلقها فلا يلزمها رضاعه إلا أن يكون غير قابل ثدي غيرها فيلزمها حينئذ الإرضاع . فإن اختلفا في الأجر فإن دعت إلى أجر مثلها وامتنع الأب إلا تبرعا فالأم أولى بأجر المثل إذا لم يجد الأب متبرعا . وإن دعا الأب إلى أجر المثل وامتنعت الأم لتطلب شططا فالأب أولى به . فإن أعسر الأب بأجرتها أخذت جبرا برضاع ولدها .
- الطبرى : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
يقول تعالى ذكره: اسكنوا مطلقات نسائكم من الموضع الذي سكنتم ( مِنْ وُجْدِكُمْ ) : يقول: من سعتكم التي تجدون؛ وإنما أمر الرجال أن يعطوهنّ مسكنًا يسكنه مما يجدونه، حتى يقضين عِددَهنّ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) يقول: من سعتكم.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: من سعتكم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: من سعتكم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، قوله: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) فإن لم تجد إلا ناحية بيتك فأسكنها فيه.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدّي، في قوله: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: المرأة يطلقها، فعليه أن يسكنها، وينفق عليها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وسألته عن قول الله عزّ وجلّ: ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: من مقدرتك حيث تقدر، فإن كنت لا تجد شيئًا، وكنت في مسكن ليس لك، فجاء أمر أخرجك من المسكن، وليس لك مسكن تسكن فيه، وليس تجد فذاك، وإذا كان به قوّة على الكراء فذاك وجده، لا يخرجها من منـزلها، وإذا لم يجد وقال صاحب المسكن: لا أنـزل هذه في بيتي فلا وإذا كان يجد، كان ذلك عليه.
وقوله: ( وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ )
يقول جلّ ثناؤه: ولا تضاروهنّ في المسكن الذي تسكنونهنّ فيه، وأنتم تجدون سعة من المنازل أن تطلبوا التضييق عليهنّ، فذلك قوله: ( لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) يعني: لتضيقوا عليهنّ في المسكن مع وجودكم السعة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد ( وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) قال: في المسكن.
حدثني محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: ( مِنْ وُجْدِكُمْ ) قال: من ملككم، من مقدرتكم.
وفي قوله: ( وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) قال: لتضيقوا عليهن مساكنهنّ حتى يخرجن.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان: ( وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ) قال: ليس ينبغي له أن يضارّها ويضيق عليها مكانها( حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) هذا لمن يملك الرجعة، ولمن لا يملك الرجعة.
وقوله: ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) يقول تعالى ذكره: وإن كان نساؤكم المطلقات أولات حمل وكنّ بائنات منكم، فأنفقوا عليهنّ في عدتهنّ منكم حتى يضعن حملهنّ.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أَبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) فهذه المرأة يطلقها زوجها، فيبتّ طلاقها وهي حامل، فيأمره الله أن يسكنها، وينفق عليها حتى تضع، وإن أرضعت فحتى تفطم، وإن أبان طلاقها، وليس بها حبل، فلها السكنى حتى تنقضي عدتها ولا نفقة، وكذلك المرأة يموت عنها زوجها، فإن كانت حاملا أنفق عليها من نصيب ذي بطنها إذا كان ميراث، وإن لم يكن ميراث أنفق عليها الوارث حتى تضع وتفطم ولدها كما قال الله عزّ وجلّ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فإن لم تكن حاملا فإن نفقتها كانت من مالها.
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) قال: ينفق على الحبلى إذا كانت حاملا حتى تضع حملها.
وقال آخرون: عُنِيَ بقوله: ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ) كلّ مطلقة، ملك زوجُها رجْعَتَهَا أو لم يملك.
وممن قال ذلك: عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما.
* ذكر الرواية عنهما بذلك:
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عمر وعبد الله يجعلان للمطلقة ثلاثًا: السكنى، والنفقة، والمتعة. وكان عمر إذا ذكر عنده حديث فاطمة بنت قيس أن النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أمرها أن تعتدّ في غير بيت زوجها، قال: ما كنا لنجيز في ديننا شهادة امرأة.
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأوْدِيّ، قال: ثنا يحيى بن إبراهيم، عن عيسى بن قرطاس، قال: سمعت عليّ بن الحسين يقول في المطلقة ثلاثًا: لها السكنى، والنفقة والمتعة، فإن خرجت من بيتها فلا سكنى ولا نفقة ولا متعة.
حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: للمطلقة ثلاثًا: السكنى والنفقة.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن حماد، عن إبراهيم، قال: إذا طلق الرجل ثلاثًا، فإن لها السكنى والنفقة.
والصواب من القول في ذلك عندنا أن لا نفقة للمبتوتة إلا أن تكون حاملا لأن الله جلّ ثناؤه جعل النفقة بقوله: ( وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن ) للحوامل دون غيرهنّ من البائنات من أزواجهن ولو كان البوائن من الحوامل وغير الحوامل في الواجب لهنّ من النفقة على أزواجهنّ سواء، لم يكن لخصوص أولات الأحمال بالذكر في هذا الموضع وجه مفهوم، إذ هنّ وغيرهنّ في ذلك سواء، وفي خصوصهن بالذكر دون غيرهنّ أدل الدليل على أن لا نفقة لبائن إلا أن تكون حاملا.
وبالذي قلنا في ذلك صحّ الخبر عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: ثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعيّ، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، قال: ثني أَبو سلمة بن عبد الرحمن، قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس أن أبا عمرو المخزوميّ، طلقها ثلاثًا فأمر لها بنفقة فاستقلتها، وكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بعثه نحو اليمن، فانطلق خالد بن الوليد في نفر من بني مخزوم إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وهو عند ميمونة، فقال: يا رسول الله إن أبا عمرو طلق فاطمة ثلاثًا، فهل لها من نفقة؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم: " لَيْسَ لَهَا نَفَقَةٌ"، فأرسل إليها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن انتقلي إلى بيت أمّ شريك وأرسل إليها أن لا تسبقيني بنفسك، ثم أرسل إليها أنّ أمّ شريك يأتيها المهاجرون الأوّلون، فانتقلي إلى ابن أم مكتوم، فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك، فزوّجها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أُسامة بن زيد.
وقوله: ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) يقول جلّ ثناؤه: فإن أرضع لكم نساؤكم البوائن منكم أولادهنّ الأطفال منكم بأجرة، فآتوهنّ أجورهن على رضاعهنّ إياهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك أنه قال في الرضاع: إذا قام على شيء فأُمّ الصبيّ أحقّ به، فإن شاءت أرضعته، وإن شاءت تركته إلا أن لا يقبل من غيرها، فإذا كان كذلك أُجْبِرت على رضاعه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) هي أحقّ بولدها أن تأخذه بما كنت مسترضعًا به غيرَها.
حدثنا محمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) قال: ما تراضوا عليه عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ .
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم في الصبيّ إذا قام على ثمن فأمه أحق أن ترضعه، فإن لم يجد له من يرضعه أجبرت الأم على الرضاع.
قال: ثنا مهران، عن سفيان ( فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) قال: إن أرضعت لك بأحر فهي أحقّ من غيرها، وإن هي أبت أن ترضعه ولم تواتك فيما بينك وبينها عاسرتك في الأجر فاسترضع له أخرى.
وقوله: ( وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ) يقول تعالى ذكره: وليقبل بعضكم أيها الناس من بعض ما أمركم بعضكم به بعضا من معروف.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: ( وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ) قال: اصنعوا المعروف فيما بينكم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ ) حثّ بعضهم على بعض.
وقوله: ( وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ) يقول: وإن تعاسر الرجل والمرأة في رضاع ولدها منه، فامتنعت من رضاعه، فلا سبيل له عليها، وليس له إكراهها على إرضاعه، ولكنه يستأجر للصبيّ مرضعة غير أمه البائنة منه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، في قوله: ( وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ) قال: إن أبت الأم أن ترضع ولدها إذا طلقها أبوه التمس له مرضعة أخرى، الأمّ أحق إذا رضيت من أجر الرضاع بما يرضى به غيرها، فلا ينبغي له أن ينتزع منها.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: إن هي أبت أن ترضعه ولم تواتك فيما بينها وبينك عاسرتك في الأجر، فاسترضع له أخرى.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد في قول الله: ( وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ) قال: فرض لها من قدر ما يجد، فقالت: لا أرضى هذا؛ قال: وهذا بعد الفراق، فأما وهي زوجته فإنها ترضع له طائعة ومكرهة إن شاءت وإن أبت، فقال لها: ليس لي زيادة على هذا إن أحببت أن ترضعي بهذا فأرضعي، وإن كرهت استرضعت ولدي، فهذا قوله: ( وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى ) .
وقوله: ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ) يقول تعالى ذكره: لينفق الذي بانت منه امرأته إذا كان ذا سعة من المال، وغني من سعة ماله وغناه على امرأته البائنة في أجر رضاع ولده منها، وعلى ولده الصغير ( وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ) يقول: ومن ضيق عليه رزقه فلم يوسع عليه، فلينفق مما أعطاه الله على قدر ماله، وما أعطى منه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
- ابن عاشور : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6)
{ أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ }
هذه الجملة وما ألحق بها من الجمل إلى قوله : { وكأين من قرية عتت } [ الطلاق : 8 ] الخ تشريع مستأنف فيه بيان لما أُجمل في الآيات السابقة من قوله : { لا تخرجوهن من بيوتهن } [ الطلاق : 1 ] وقوله : { أو فارقوهن بمعروف } [ الطلاق : 2 ] ، وقوله : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } [ الطلاق : 4 ] فتتنزّل هذه الجمل من اللاتي قبلها منزلة البيان لبعض ، ويدل الاشتمال لبعض وكل ذلك مقتضى للفصل . وابتدىء ببيان ما في { لا تخرجوهن من بيوتهن } [ الطلاق : 1 ] من إجمال .
والضمير المنصوب في { أسكنوهن } عائد إلى النساء المطلقات في قوله : { إذا طلقتم } [ الطلاق : 1 ] . وليس فيما تقدم من الكلام ما يصلح لأن يعود عليه هذا الضمير إلا لفظ النساء وإلاّ لفظ { أولات الأحمال } [ الطلاق : 4 ] ، ولكن لم يقل أحد بأن الإِسكان خاص بالمعتدّات الحوامل فإنه ينافي قوله تعالى : { لا تخرجوهن } [ الطلاق : 1 ] فتعين عود الضمير إلى النساء المطلقات كلّهن ، وبذلك يشْمل المطلقة الرجعية والبائنة والحامل ، لما علمتَه في أول السورة من إرادة الرجعية والبائنة من لفظ { إذا طلقتم النساء } [ الطلاق : 1 ] .
وجمهور أهل العلم قائلون بوجوب السكنى لهن جميعاً . قال أشهب : قال مالك : يَخرج عنها إذا طلقها وتبقى هي في المنزل . وروى ابن نافع قال مالك : فأما التي لم تَبِنْ فإنها زوجة يتوارثان والسكنى لهن لازمة لأزواجهن اه . يريد أنها مستغنى عن أخذ حكم سكناها من هذه الآية . ولا يريد أنها مستثناة من حكم الآية . وقال قتادة وابن أبي ليلى وإسحاق وأبو ثور وأحمد بن حنبل : لا سكنى للمطلقة طلاقاً بائناً . ومتمسكهم في ذلك ما روته فاطمة بنت قَيس : أن زوجها طلقها ثلاثاً وأن أخا زوجها منعها من السكنى والنفقة ، وأنها رفعت أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها : " إنما السكنى والنفقة على من له عليها الرجعة " وهو حديث غريب لم يعرفه أحد إلا من رواية فاطمة بنت قيس . ولم يقبله عُمر بن الخطاب فقال : لا نترك كتاب الله وسنة نبيئنا لقول امرأة لا ندري لعلها نسيت أو شُبّه عليها . وأنكرته عائشة على فاطمة بنت قيس فيما ذكرتْه من أنه أذن لها في الانتقال إلى مكان غير الذي طلقت فيه كما تقدم .
وروي أن عمر «روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن للمطلقة البائنة سكنى» . ورووا أن قتادة وابن أبي ليلى أخذا بقوله تعالى : { لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً } [ الطلاق : 1 ] إذ الأمر هو المراجعة ، فقصَرا الطلاق في قوله : { إذا طلقتم النساء } [ الطلاق : 1 ] ، على الطلاق الرجعي لأن البائن لا تترقب بعده مراجعة وسبقها إلى هذا المأخذ فاطمة بنت قيس المذكورة .
روى مسلم أن مروان بن الحكم أرسل إلى فاطمة بنت قيس يسألها عن الحديث فحدثته فقال مروان : لم نسمع هذا الحديث إلا من المرأة سنأخذ بالعصْمة التي وجدنا عليها الناس فبلغ قولُ مروان فاطمة بنت قيس فقالت : «بيني وبينكم القرآن ، قال الله عزّ وجل :
{ لا تخرجوهن من بيوتهن ، إلى قوله : لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً } [ الطلاق : 1 ] قالت : هذا لمن كانت له رجعة فأي أمر يحدث بعد الثلاث» اه .
ويرد على ذلك أن إحداث الأمر ليس قاصراً على المراجعة فإن من الأمر الذي يحدثه الله أن يرقق قلوبهما فيرغبا معاً في إعادة المعاشرة بعقد جديد . وعلى تسليم اقتصار ذلك على إحداث أمر المراجعة فذكر هذه الحكمة لا يقتضي تخصيص عموم اللفظ الذي قبلها إذ يكفي أن تكون حكمة لبعض أحوال العام . فالصواب أن حق السكنى للمطلقات كلهن ، وهو قول جمهور العلماء .
وقوله : { من حيث سكنتم } ، أي في البيوت التي تسكنونها ، أي لا يكلف المطلق بمكان للمطلقة غير بيته ولا يمنعها السكنى ببيته . وهذا تأكيد لقوله : { لا تخرجوهن من بيوتهن } [ الطلاق : 1 ] .
فإذا كان المسكن لا يسع مبيتين متفرقين خَرج المطلق منه وبقيت المطلقة ، كما تقدم فيما رواه أشهب عن مالك .
و { مِن } الواقعة في قوله : { من حيث سكنتم } للتبعيض ، أي في بعض ما سكنتم ويؤخذ منه أن المسكن صالح للتبعيض بحسب عرف السكنى مع تجنب التقارب في المبيت إن كانت غير رجعية ، فيؤخذ منه أنه إن لم يسعهما خرج الزوج المطلق .
و { مِن } في قوله : { من وجدكم } بدل مطابق ، وهو بيان لقوله : { من حيث سكنتم } فإن مسكن المرء هو وجده الذي وجده غالباً لمن لم يكن مقتراً على نفسه .
والوُجد : مثلث الواو هو الوسع والطاقة . وقرأه الجمهور بضم الواو . وقرأه رَوْح عن يعقوب بكسرها .
{ وُجْدِكُمْ وَلاَ تُضَآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُواْ } .
أتبع الأمر بإسكان المطلقات بنهي عن الإِضرار بهن في شيء مدة العدة من ضيق محلّ أو تقتير في الإِنفاق أو مراجعة يعقبها تطليق لتطويل العدة عليهن قصداً للكناية والتشفي كما تقدم عند قوله تعالى : { ولا تتخذوا آيات الله هزؤاً } في سورة [ البقرة : 231 ] . أو للإِلجاء إلى افتدائها من مراجعته بخلع .
والضارة : الإِضرار القوي فكأن المبالغة راجعة إلى النهي لا إلى المنهي عنه ، أي هو نهي شديد كالمبالغة في قوله : { وما ربك بظلام للعبيد } [ فصلت : 46 ] في أنها مبالغة في النفي ومثله كثير في القرآن .
والمراد بالتضييق : التضييق المجازي وهو الحرج والأذى .
واللام في { لتضيقوا عليهن } لتعليل الإِضرار وهو قيد جرى على غالب ما يعرض للمطلقين من مقاصد أهل الجاهلية ، كما تقرر في قوله تعالى : { ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا } [ البقرة : 231 ] وإلا فإن الإِضرار بالمطلقات منهي عنه وإن لم يكن لقصد التضييق عليهن .
{ عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أولات حَمْلٍ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حتى يَضَعْنَ } .
ضمير { كن } يعود إلى ما عاد إليه ضمير { أسكنوهن } كما هو شأن ترتيب الضمائر ، وكما هو مقتضى عطف الجمل ، وليس عائداً على خصوص النساء الساكنات لأن الضمير لا يصلح لأن يكون معاداً لضمير آخر .
وظاهر نظم الآية يقتضي أن الحوامل مستحقات الإِنفاق دون بعض المطلقات أخذاً بمفهوم الشرط ، وقد أخذ بذلك الشافعي والأوزاعي وابن أبي ليلى .
ولكن المفهوم معطل في المطلقات الرجعيات لأن إنفاقهن ثابت بأنهن زوجات . ولذلك قال مالك : إن ضمير { أسكنوهن } للمطلقات البوائن كما تقدم .
ومن لم يأخذ بالمفهوم قالوا : الآية تعرضت للحوامل تأكيداً للنفقة عليهن لأن مدة الحمل طويلة فربما سئم المطلق الإِنفاق ، فالمقصود من هذه الجملة هو الغاية التي بقوله : { حتى يضعن حملهن } وجعلوا للمطلقة غير ذات الحمل الإِنفاق . وبه أخذ أبو حنيفة والثوري . ونسب إلى عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما .
وهذا الذي يرجح هو هذا القول وليس للشرط مفهوم وإنما الشرط مسوق لاستيعاب الإِنفاق جميع أمد الحمل .
{ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَھَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ } .
لما كان الحمل ينتهي بالوضع انتُقل إلى بيان ما يجب لهن بعد الوضع فإنهن بالوضع يصرن بائنات فتنقطع أحكام الزوجية فكان السامع بحيث لا يدري هل يكون إرضاعها ولدها حقاً عليها كما كان في زمن العصمة أو حقاً على أبيه فيعطيها أجر إرضاعها كما كان يعطيها النفقة لأجل ذلك الولد حين كان حملاً . وهذه الآية مخصصة لقوله في سورة [ البقرة : 233 ] { والوالدات يرضعن أولادهن } الآية .
وأفهم قوله : لكم } أن إرضاع الولد بعد الفراق حق على الأب وحده لأنه كالإِنفاق والأُم ترضع ولدها في العصمة تبعاً لإِنفاق أبيه عليها عند مالك خلافاً لأبي حنيفة والشافعي ، إذ قالا : لا يجب الإِرضاع على الأم حتى في العصمة فلما انقطع إنفاق الأب عليها بالبينونة تمحضت إقامة غذاء ابنه عليه فإن أرادت أن ترضعه فهي أحق بذلك ، ولها أجل الإِرضاع وإن أبت فعليه أن يطلب ظئراً لابنه فإن كان الطفلُ غير قابل ثديَ غير أمه وجب عليها إرضاعه ووجب على أبيه دفع أجرة رضاعه .
وقال أبو ثور : يجب إرضاع الابن على أمه ولو بعدَ البينونة . نقله عند أبُو بكر ابن العربي في «الأحكام» وهو عجيب . وهذه الآية أمامه .
والائتمار : التشاور والتداول في النظر . وأصله مطاوع أمره لأن المتشاورين يأمر أحدهما الآخر فيأتمر الآخر بما أمره . ومنه تسمية مجامع أصحاب الدعوة أو النحلة أو القصد الموحّد مؤتمراً لأنه يقع الاستئمار فيه ، أي التشاور وتداول الآراء .
وقوله : { وأتمروا بينكم } خطاب للرجال والنساء الواقع بينهم الطلاق ليتشاوروا في أمر إرضاع الأمّ ولدها . وما يبذله الأب لها من الأجرة على ذلك .
وقيدَ الائتمارُ بالمعروف ، أي ائتماراً ملابساً لما هو المعروف في مثل حالهم وقومهم ، أي معتاد مقبول ، فلا يشتَطّ الأب في الشحّ ولا تشتط الأم في الحرص .
وقوله : { وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى } عتاب وموعظة للأب والأمّ بأن ينزّل كل منهما نفسه منزلة ما لو اجتُلبت للطفل ظِئر ، فلا تسأل الأمُّ أكثر من أجر أمثالها ، ولا يشحّ الأب عما يبلغ أجرَ أمثال أمّ الطفل ، ولا يسقط حق الأمّ إذا وجد الأب من يرضع له مجاناً لأن الله قال : { فسترضع له أخرى } وإنما يقال : أرضعت له ، إذا استؤجرت لذلك ، كما يقال : استرضَع أيضاً ، إذا آجر من يرضع له ولده . وتقدم في سورة البقرة قوله تعالى : { وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم } [ 233 ] الآية .
والتعاسر صدور العسر من الجانبين . وهو تفاعل من قولكم : عسرتُ فلاناً ، إذا أخذته على عسره ، ويقال : تعاسر البيِّعان إذا لم يتفقا .
فمعنى تعاسرتم } اشتدّ الخلاف بينكم ولم ترجعوا إلى وفاق ، أي فلا يبقى الولد بدون رضاعة .
وسين الاستقبال مستعمل في معنى التأكيد ، كقوله : { قال سوف أستغفر لكم ربي } في سورة [ يوسف : 98 ] . وهذا المعنى ناشىء عن جعل علامة الاستقبال كنايَة عن تجدد ذلك الفعل في أزمنة المستقبل تحقيقاً لتحصيله .
وهذا الخبر مستعمل كناية أيضاً عن أمر الأب باستئجار ظئر للطفل بقرينة تعليق له } بقوله : { فسترضع } .
فاجتمع فيه ثلاث كنايات : كناية عن موعظة الأب ، وكناية عن موعظة الأم ، وكناية عن أمر الأب بالاسترضاع لولده .
- إعراب القرآن : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
«أَسْكِنُوهُنَّ» أمر وفاعله ومفعوله «مِنْ حَيْثُ» متعلقان بالفعل «سَكَنْتُمْ» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «مِنْ وُجْدِكُمْ» بدل من قوله من حيث «وَلا تُضآرُّوهُنَّ» الواو حرف عطف ومضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها «لِتُضَيِّقُوا» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل «عَلَيْهِنَّ» متعلقان بالفعل أيضا «وَ» الواو حرف عطف «إِنْ كُنَّ» إن شرطية جازمة وماض ناقص واسمه «أُولاتِ حَمْلٍ» خبره المضاف إلى حمل والجملة ابتدائية لا محل لها «فَأَنْفِقُوا» الفاء رابطة وأمر وفاعله «عَلَيْهِنَّ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جزم جواب الشرط «حَتَّى يَضَعْنَ» حتى حرف غاية وجر ومضارع مبني على السكون في محل نصب بأن المضمرة بعد حتى ونون النسوة فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بالفعل «حَمْلَهُنَّ» مفعول به «فَإِنْ» الفاء حرف عطف «إِنْ» شرطية جازمة «أَرْضَعْنَ» ماض مبني على السكون ونون النسوة فاعله «لَكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها «فَآتُوهُنَّ» الفاء رابطة وأمر وفاعله ومفعوله الأول «أُجُورَهُنَّ» مفعول به ثان والجملة في محل جزم جواب الشرط «وَأْتَمِرُوا» الواو حرف عطف وأمر فاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «بَيْنَكُمْ» ظرف مكان «بِمَعْرُوفٍ» متعلقان بالفعل «وَإِنْ» شرطية جازمة «تَعاسَرْتُمْ» ماض وفاعله وهو في محل جزم فعل شرط والجملة ابتدائية لا محل لها «فَسَتُرْضِعُ» الفاء رابطة والسين للاستقبال ومضارع مرفوع والجملة في محل جزم جواب الشرط «لَهُ» متعلقان بالفعل «أُخْرى » فاعل.
- English - Sahih International : Lodge them [in a section] of where you dwell out of your means and do not harm them in order to oppress them And if they should be pregnant then spend on them until they give birth And if they breastfeed for you then give them their payment and confer among yourselves in the acceptable way; but if you are in discord then there may breastfeed for the father another woman
- English - Tafheem -Maududi : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ(65:6) (During the waiting period) lodge them according to your means wherever you dwell, and do not harass them to make them miserable. *16 And if they are pregnant, provide for them maintenance until they have delivered their burden. *17 And if they suckle your offspring whom they bore you, then give them due recompense, and graciously settle the question of compensation between yourselves by mutual understanding. *18 But if you experience difficulty (in determining the compensation for suckling) then let another woman suckle the child. *19
- Français - Hamidullah : Et faites que ces femmes habitent où vous habitez et suivant vos moyens Et ne cherchez pas à leur nuire en les contraignant à vivre à l'étroit Et si elles sont enceintes pourvoyez à leurs besoins jusqu'à ce qu'elles aient accouché Puis si elles allaitent [l'enfant né] de vous donnez-leur leurs salaires Et concertez vous [à ce sujet] de façon convenable Et si vous rencontrez des difficultés réciproques alors une autre allaitera pour lui
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Laßt sie dort wohnen wo ihr selbst wohnt von dem was ihr euch leisten könnt Und fügt ihnen keinen Schaden zu um sie in die Enge zu treiben Und wenn sie schwanger sind dann gebt für sie das Nötige aus bis sie mit dem niederkommen was sie in ihren Leibern tragen Wenn sie für euch das Kind stillen dann gebt ihnen ihren Lohn und beratet untereinander darüber in rechtlicher Weise Wenn ihr aber einander Schwierigkeiten bereitet dann wird das Kind für ihn eine andere stillen
- Spanish - Cortes : ¡Alojadlas según vuestros medios en vuestra misma vivienda ¡No les hagáis daño con ánimo de molestarlas Si están embarazadas proveedles de lo necesario hasta que den a luz Si la criatura que crían es vuestra retribuidles como es debido y llegad a un acuerdo decoroso Si encontráis alguna dificultad entonces tomad un ama a cuenta vuestra
- Português - El Hayek : Instalaias as divorciadas onde habitais segundo os vossos recursos e não as molesteis para criarlhes dificuldades Se estiverem grávidas mantendeas até que tenham dado à luz Se amamentam os vossos filhos pagailhes a suarecompensa e consultaivos cordialmente Porém se encontrardes constrangimento nisso que os amamente outra mulher
- Россию - Кулиев : Поселяйте их там где вы живете сами - по вашему достатку Не причиняйте им вреда желая стеснить их Если они беременны то содержите их пока они не разрешатся от бремени Если они кормят грудью для вас то платите им вознаграждение и советуйтесь между собой по-хорошему Если же вы станете обременять друг друга то кормить для него будет другая женщина
- Кулиев -ас-Саади : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
Поселяйте их там, где вы живете сами - по вашему достатку. Не причиняйте им вреда, желая стеснить их. Если они беременны, то содержите их, пока они не разрешатся от бремени. Если они кормят грудью для вас, то платите им вознаграждение и советуйтесь между собой по-хорошему. Если же вы станете обременять друг друга, то кормить для него будет другая женщина.Ранее уже упоминалось о том, что Аллах запретил мужьям в течение установленного срока выгонять разведенных жен из домов. В этом аяте Всевышний повелел им обеспечивать разведенных жен жильем и поселять их в таких же домах, в каких они живут сами, в зависимости от их материального состояния. Не причиняйте им вреда, желая стеснить их, не относитесь к ним грубо ни словом, ни делом, надеясь на то, что они устанут от вашего насилия и сами уйдут из дома еще до истечения установленного срока. В этом случае вы окажетесь изгнавшими их вопреки приказу Аллаха. Таким образом, Господь запретил мужьям выгонять разведенных жен, запретил женам выходить из их домов и велел мужьям относиться к женам по-доброму, не причиняя им зла и не причиняя неудобств. А если разведенные жены будут беременны, то содержите их, пока они не разрешатся от бремени. Это относится даже к тем женам, развод с которыми окончателен, а брак не подлежит возобновлению. В этом случае на мужа ложится материальная ответственность только за ребенка, которого носит его мать. Если же развод неокончательный, то муж обязан содержать и разведенную жену, и ребенка, которым она беременна, вплоть до его рождения. После того как мать родит ребенка, она может самостоятельно вскармливать его грудным молоком, а может и отказаться от этого. Если они кормят грудью ваших детей, то платите им заранее оговоренное материальное вознаграждение. Если же сумма этого вознаграждения не была оговорена, то выплачивайте достойную этого труда награду и совещайтесь между собой, и пусть супруги прислушиваются к благим советам друг друга и следуют тому, что принесет им пользу и выгоду как в этом мире, так и в Последней жизни. Если человек пренебрегает добрыми наставлениями, то он может причинить себе большой вред, о всей пагубности которого известно лишь Аллаху. Напротив же, совещаясь, люди помогают друг другу творить добро и исповедовать богобоязненность. Здесь следует отметить, что супруги при разлучении в период развода, особенно, если у них родился ребенок, очень часто вступают в тяжбу по поводу размеров суммы, выделяемой мужем на материальное содержание жены и ребенка. Чаще всего это заканчивается взаимной враждой и влечет за собой много неприятных последствий. Поэтому Аллах повелел обеим супругам относиться друг к другу по-хорошему и жить в период развода в согласии, не причиняя друг другу беспокойства и не вступая в споры. Таково наставление Аллаха Его рабам. Если же разведенные супруги будут тяготиться и не договорятся о том, чтобы ребенка кормила грудью родная мать, то им надлежит пригласить кормилицу. Всевышний сказал: «Матери должны кормить своих детей грудью два полных года, если они хотят довести кормление грудью до конца. А тот, у кого родился ребенок, должен обеспечивать питание и одежду матери на разумных условиях. Ни на одного человека не возлагается сверх его возможностей. Нельзя причинять вред матери за ее ребенка, а также отцу за его ребенка. Такие же обязанности возлагаются на наследника отца. Если они пожелают отнять ребенка от груди по взаимному согласию и совету, то не совершат греха. И если вы пожелаете нанять кормилицу для ваших детей, то не совершите греха, если вы заплатите ей на разумных условиях. Бойтесь Аллаха и знайте, что Аллах видит то, что вы совершаете» (2:233). Приглашать кормилицу разрешается в том случае, если младенец берет чью-либо грудь, помимо материнской. Если же он отказывается брать чужую грудь, то вскармливать его обязана родная мать. А если она откажется, то ее надлежит принудить к этому. Муж в свою очередь обязан выплачивать ей достойное материальное вознаграждение, если они заранее не обговорили его величину. Именно так следует понимать этот благородный аят. Пока ребенок находится в утробе своей матери, его отец обязан заботиться о нем. Когда же он родится и начнет сосать материнское молоко, Всевышний разрешил родителям выбрать одно из двух: либо кормить младенца молоком родной матери, либо пригласить кормилицу. Если же ребенок отказывается брать грудь чужой женщины, то его мать не имеет выбора и должна вскармливать его сама и заботиться о нем, как и во время беременности, когда она не может отказаться от ребенка и обязана вынашивать его вплоть до рождения.
- Turkish - Diyanet Isleri : Boşadığınız fakat iddeti dolmamış kadınları gücünüz nispetinde kendi oturduğunuz yerde oturtun Onları sıkıntıya sokmak için zarar vermeye kalkışmayın Eğer hamile iseler doğurmalarına kadar nafakalarını verin Çocuğu sizin için emzirirlerse onlara ücretlerini ödeyin; aranızda uygun bir şekilde anlaşın; eğer güçlükle karşılaşırsanız çocuğu başka bir kadın emzirebilir
- Italiano - Piccardo : Fatele abitare dove voi stessi abitate secondo i vostri mezzi
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهو ئافرهتانهی که تهڵاقێک یان دووانیان ماوه بهگوێرهی تواناتان جێگه و ڕێگهیان بۆ دابین بکهن لهلای خۆتان نهکهن ئازاریان بدهن و تهنگهتاویان بکهن و زۆریان بۆ بهێنن خۆ ئهگهر سکیان ههبوو ئهگهر سێ تهڵاقهش درابوون ههر بهخێوان بکهن و مهسرهفیان بکێشن ههتا سکهکهیان دادهنێن خۆ ئهگهر هاتوو منداڵهکهیان بهشیر گۆشکردو بهخێویان کرد ئهوه حهقی خۆیان بدهنێ دهکرێت بهشێوهیهکی جوان و چاك ڕاوێژ لهناویهکدا بکهن بۆ بهخێو کردنی منداڵهکه خۆ ئهگهر پێك نههاتن و ناکۆك بوون ئهوه دهکرێت ئافرهتێکی تر منداڵهکهی بۆ بهخێو بکات و شیری پێ بدات
- اردو - جالندربرى : عورتوں کو ایام عدت میں اپنے مقدور کے مطابق وہیں رکھو جہاں خود رہتے ہو اور ان کو تنگ کرنے کے لئے تکلیف نہ دو اور اگر حمل سے ہوں تو بچہ جننے تک ان کا خرچ دیتے رہو۔ پھر اگر وہ بچے کو تمہارے کہنے سے دودھ پلائیں تو ان کو ان کی اجرت دو۔ اور بچے کے بارے میں پسندیدہ طریق سے مواقفت رکھو۔ اور اگر باہم ضد اور نااتفاقی کرو گے تو بچے کو اس کے باپ کے کہنے سے کوئی اور عورت دودھ پلائے گی
- Bosanski - Korkut : Njih ostavite da stanuju tamo gdje i vi stanujete prema svojim mogućnostima i ne činite im teškoće zato da biste ih stijesnili Ako su trudne dajte im izdržavanje sve dok se ne porode a ako vam djecu doje onda im dajte zasluženu nagradu sporazumjevši se međusobno na lijep način A ako nastanu razmirice neka mu onda druga doji dijete
- Swedish - Bernström : Låt [den hustru som inväntar skilsmässa] leva under samma villkor som ni själva inom ramen för era möjligheter och gör inte livet svårt för henne med inskränkningar [av olika slag] Om hon är havande sörj då för hennes uppehälle tills barnet har fötts och ge henne skälig ersättning om hon ammar ert [barn]; och samråd med henne i godo [om barnets bästa] på brukligt sätt Men uppstår svårigheter anställ då någon som ammar [barnet] åt er
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tempatkanlah mereka para isteri di mana kamu bertempat tinggal menurut kemampuanmu dan janganlah kamu menyusahkan mereka untuk menyempitkan hati mereka Dan jika mereka isteriisteri yang sudah ditalaq itu sedang hamil maka berikanlah kepada mereka nafkahnya hingga mereka bersalin kemudian jika mereka menyusukan anakanakmu untukmu maka berikanlah kepada mereka upahnya dan musyawarahkanlah di antara kamu segala sesuatu dengan baik; dan jika kamu menemui kesulitan maka perempuan lain boleh menyusukan anak itu untuknya
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ
(Tempatkanlah mereka) yakni istri-istri yang ditalak itu (pada tempat kalian tinggal) pada sebagian tempat-tempat tinggal kalian (menurut kemampuan kalian) sesuai dengan kemampuan kalian, lafal ayat ini menjadi athaf bayan atau badal dari lafal yang sebelumnya dengan mengulangi penyebutan huruf jarr-nya/kata depan dan memperkirakan adanya mudhaf. Yakni pada tempat-tempat tinggal yang kalian mampui, bukannya pada tempat-tempat tinggal yang di bawah itu (dan janganlah kalian menyusahkan mereka untuk menyempitkan hati mereka) dengan memberikan kepada mereka tempat-tempat tinggal yang tidak layak, sehingga mereka terpaksa butuh untuk keluar atau membutuhkan nafkah, lalu karena itu maka mereka mengeluarkan biaya sendiri. (Dan jika mereka itu sedang hamil, maka berikanlah kepada mereka nafkahnya hingga mereka bersalin, kemudian jika mereka menyusukan bayi kalian) maksudnya menyusukan anak-anak kalian hasil hubungan dengan mereka (maka berikanlah kepada mereka upahnya) sebagai upah menyusukan (dan bermusyawarahlah di antara kalian) antara kalian dan mereka (dengan baik) dengan cara yang baik menyangkut hak anak-anak kalian, yaitu melalui permusyawaratan sehingga tercapailah kesepakatan mengenai upah menyusukan (dan jika kalian menemui kesulitan) artinya kalian enggan untuk menyusukannya; yaitu dari pihak ayah menyangkut masalah upah, sedangkan dari pihak ibu, siapakah yang akan menyusukannya (maka boleh menyusukan bayinya) maksudnya menyusukan si anak itu semata-mata demi ayahnya (wanita yang lain) dan ibu si anak itu tidak boleh dipaksa untuk menyusukannya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তোমরা তোমাদের সামর্থ2437;নুযায়ী যেরূপ গৃহে বাস কর তাদেরকেও বসবাসের জন্যে সেরূপ গৃহ দাও। তাদেরকে কষ্ট দিয়ে সংকটাপন্ন করো না। যদি তারা গর্ভবতী হয় তবে সন্তানপ্রসব পর্যন্ত তাদের ব্যয়ভার বহন করবে। যদি তারা তোমাদের সন্তানদেরকে স্তন্যদান করে তবে তাদেরকে প্রাপ্য পারিশ্রমিক দেবে এবং এ সম্পর্কে পরস্পর সংযতভাবে পরামর্শ করবে। তোমরা যদি পরস্পর জেদ কর তবে অন্য নারী স্তন্যদান করবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உங்கள் சக்திக்கேற்ப நீங்கள் குடியிருக்கும் இடத்தில் 'இத்தா'விலிருக்கும் பெண்களை நீங்கள் குடியிருக்கச் செய்யுங்கள் அவர்களுக்கு நெருக்கடியுண்டாக்குவதற்காக அவர்களுக்குத் தொல்லை கொடுக்காதீர்கள் அவர்கள் கர்ப்பமுடையவர்களாக இருந்தால் அவர்கள் பிரசவிக்கும் வரை அவர்களுக்காகச் செலவு செய்யுங்கள்; அன்றியும் அவர்கள் உங்களுக்காக உங்கள் குழந்தைகளுக்குப் பாலூட்டினால் அதற்கான கூலியை அவர்களுக்குக் கொடுத்து விடுங்கள் இதைப் பற்றி உங்களுக்குள் நேர்மையாகப் பேசி முடிவு செய்து கொள்ளுங்கள் ஆனால் இது பற்றி உங்களுக்குள் சிரமம் ஏற்பட்டால் அக்குழந்தைக்கு மற்றொருத்தி பால் கொடுக்கலாம்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จงให้พวกนางพำนักอยู่ ณ ที่พวกเจ้า และอย่าทำอันตรายพวกนางเพื่อให้เกิดการคับแค้นแก่พวกนาง และหากพวกนางตั้งครรภ์ก็จงเลี้ยงดูพวกนาง จนกว่าพวกนางจะคลอดทารกที่อยู่ในครรภ์ของพวกนาง ครั้นเมื่อพวกนางได้ให้นมแก่ทารกของพวกเจ้า ก็จงให้พวกนางซึ่งค่าตอบแทนของพวกนาง และจงปรึกษาหารือระหว่างพวกเจ้าด้วยกันโดยดี และเมื่อพวกเจ้าตกลงกันไม่ได้ ก็จงให้หญิงอื่นให้นมแก่เด็กนั้น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Уаёлларга имконингиз борича ўзингиз яшаб турган жойдан жой беринг Уларга сиқиштириш мақсадида зарар етказманг Агар ҳомиладор бўлсалар то ҳомилаларини қўйгунларича уларга нафақа беринглар Агар сизга фарзандни эмизиб берсалар ҳақларини беринглар ўзаро яхшилик билан маслаҳат қилинглар Агар қийинчиликка учрасангиз уэрга фарзандини бошқа аёл эмизиб берур
- 中国语文 - Ma Jian : 你们当依自己的能力而使她们住在你们所住的地方,你们不要妨害她们,而使她们烦闷。如果她们有孕,你们就应当供给她们,直到她们分娩。如果她们为你们哺乳,你们应当报酬她们,并且应当依正义而相商。如果你们的意见不合,就让别的妇人为他哺乳。
- Melayu - Basmeih : Tempatkanlah isteriisteri yang menjalani idahnya itu di tempat kediaman kamu sesuai dengan kemampuan kamu; dan janganlah kamu adakan sesuatu yang menyakiti mereka di tempat tinggal itu dengan tujuan hendak menyusahkan kedudukan mereka supaya mereka keluar meninggalkan tempat itu Dan jika mereka berkeadaan sedang mengandung maka berikanlah kepada mereka nafkahnya sehingga mereka melahirkan anak yang dikandungnya; kemudian jika mereka menyusukan anak untuk kamu maka berikanlah kepada mereka upahnya; dan berundinglah di antara kamu dalam hal menyusunya dengan cara yang baik Dan sebaliknya jika kamu dari kedua pihak mengalami kesulitan maka bolehlah perempuan lain menyusukannya
- Somali - Abduh : dejiya Haweenkaas cidada ku jira meelahaad dagan tihiin eed heli kartaan hana dhibina si aad u ciriiridaan hadday uur leeyihiinna nafaqeeya masruufa intay ka umuulaan kadhalaan hadday ilmaha nuujiyaanna siiya ujuuro wanaagna is fara haddii laysku qabto nuujintana mid kale ayaa nuujin
- Hausa - Gumi : Ku zaunar da su daga inda kuka zaunar daga gwargwadon sãmunku Kuma kada ku cũce su dõmin ku ƙuntata a kansu Kuma idan sun kasance ma'abũta ciki sai ku ciyar da su har su haifi cikinsu Sa'an nan idan sun shãyar da mãma sabõda ku sai ku bã su tsãdõdinsu Kuma ku yi shãwara a tsakãninku bisa abin da aka sani Kuma idan kun nũna talauci to wata mace zã ta shãyar da mãma sabõda shi mijin
- Swahili - Al-Barwani : Wawekeni humo humo mnamo kaa nyinyi kwa kadiri ya pato lenu wala msiwaletee madhara kwa kuwadhiki Na wakiwa wana mimba wagharimieni mpaka wajifungue Na wakikunyonyesheeni basi wapeni ujira wao na shaurianeni kwa wema Na mkiona uzito kati yenu basi amnyonyeshee mwanamke mwengine
- Shqiptar - Efendi Nahi : Leni ato të banojnë aty ku banoni edhe ju sipas mundësive tuaja dhe mos ju bëni vështirësi atyre për t’i detyruar që të dalin Nëse janë shtatzënë furnizoni deri sa të lindin Nëse fëmija furnizohet me gjiun e nënës paguajuni atyre nënave shpërblimin dhe merruni vesh me të mirë E nëse ekzistojnë vështirësi atëherë le ta ushqejë me gji tjetra
- فارسى - آیتی : هر جا كه خود سكونت گزينيد آنها را نيز به قدر توانايى خود مسكن دهيد. و تا بر آنها تنگ گيريد ميازاريدشان. و اگر آبستن بودند، نفقهشان را بدهيد تا وضع حمل كنند. و اگر فرزند شما را شير مىدهند، مزدشان را بدهيد و به وجهى نيكو با يكديگر توافق كنيد. و اگر به توافق نرسيديد، از زنى ديگر بخواهيد كه كودك را شير دهد.
- tajeki - Оятӣ : Ҳар ҷо, ки худ сукунат кунед, онҳоро низ ба қадри тавонии худ маскан диҳед. Ва то бар онҳо танг гиред, маёзоредашон. Ва агар ҳомила буданд, нафақаашонро 'бидиҳед, то вазъи ҳамд кунанд. Ва агар фарзанди шуморо шир медиҳанд, муздашонро бидиҳед ва ба ваҷҳе некӯ бо якдигар маслиҳат кунед. Ва агар мувофиқат накардед, аз зане дигар бихоҳед, ки кӯдакро шир диҳад.
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلارنى (يەنى قويۇۋېتىلگەن ئاياللىرىڭلارنى) قۇدرىتىڭلارنىڭ يېتىشىچە ئۆزۈڭلار ئولتۇرۇۋاتقان جايىڭلارنىڭ بىر قىسمىدا ئولتۇرغۇزۇڭلار، ئۇلارنى تەڭلىكتە قالدۇرۇش ئۈچۈن زىيان يەتكۈزمەڭلار (يەنى ئۇلارنى چىقىپ كېتىشكە مەجبۇرلاش ئۈچۈن تۇرالغۇ جەھەتتىن، نەپىقە جەھەتتىن قىسماڭلار)، ئەگەر ئۇلار ھامىلىدار بولسا، بوشانغانغا قەدەر ئۇلارنى تەمىنلەڭلار، ئەگەر ئۇلار سىلەر ئۈچۈن (بالىلىرىڭلارنى) ئېمىتىپ بەرسە، ئۇلارنىڭ (ئېمىتىش) ھەققىنى بېرىڭلار، ھەققانىي ئاساستا ئۆزئارا مەسلىھەتلىشىڭلار، ئەگەر پىكىردە كېلىشەلمىسەڭلار، ئۇنى (يەنى بالىنى) باشقا بىر ئايال ئېمىتسۇن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളുടെ കഴിവിനൊത്തവിധം ഇദ്ദാവേളയില് അവരെ നിങ്ങള് താമസിക്കുന്നിടത്ത് തന്നെ താമസിപ്പിക്കുക. അവര്ക്ക് ഇടുക്കമുണ്ടാക്കുംവിധം നിങ്ങളവരെ പ്രയാസപ്പെടുത്തരുത്. അവര് ഗര്ഭിണികളാണെങ്കില് പ്രസവിക്കുന്നത് വരെ നിങ്ങളവര്ക്ക് ചെലവിന് കൊടുക്കുക. അവര് നിങ്ങള്ക്കായി കുഞ്ഞുങ്ങളെ മുലയൂട്ടുന്നുവെങ്കില് അവര്ക്ക് അതിനുള്ള പ്രതിഫലവും നല്കുക. അക്കാര്യം നിങ്ങള് നല്ല നിലയില് അന്യോന്യം കൂടിയാലോചിച്ച് തീരുമാനിക്കുക. എന്നാല് നിങ്ങള്ക്കിരുവര്ക്കും അത് പ്രയാസകരമാവുകയാണെങ്കില് അയാള്ക്കുവേണ്ടി മറ്റൊരുവള് മുലയൂട്ടട്ടെ.
- عربى - التفسير الميسر : اسكنوا المطلقات من نسائكم في اثناء عدتهن مثل سكناكم على قدر سعتكم وطاقتكم ولا تلحقوا بهن ضررا لتضيقوا عليهن في المسكن ان كان نساوكم المطلقات ذوات حمل فانفقوا عليهن في عدتهن حتى يضعن حملهن فان ارضعن لكم اولادهن منكم باجره فوفوهن اجورهن وليامر بعضكم بعضا بما عرف من سماحه وطيب نفس وان لم تتفقوا على ارضاع الام فسترضع للاب مرضعه اخرى غير الام المطلقه
*16) The jurists are agreed that if the woman has been divorced revocable, the husband is responsible for her lodging and maintenance; they are also agreed that if the woman is pregnant, the husband will bear the responsibility of her lodging and maintenance till child-birth whether she has been divorced revocable or irrevocably. However, the difference of opinion has arisen about whether the non-pregnant woman who has been divorced irrevocably is entitled to both lodging and maintenance, or only to lodging, or to neither. One group says that she is entitled to both lodging and maintenance. This is the opinion of Hadrat 'Umar, Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud, Hadrat 'Ali bin Husain (Imam Zain al-'Abidin), Qadi Shuraih and Ibrahim Nakha'i. The same has been adopted by the Hanafis, and the same also is the viewpoint of Imam Sufyan Thauri and Hasan bin Saleh. This is supported by the Hadith of Daraqutni in which Hadrat 'Abdullah bin Jabir reports that the Holy Prophet (upon whom be peace) said: 'The woman who has been divorced thrice has a right to lodging and maintenance during the waiting-period. " This is further supported by those traditions in which it has been reported that Hadrat 'Umar had rejected the Hadith of Fatimah bint-Qais, saying: We cannot abandon the Book of AIIah and the Sunnah of our Prophet on the word of a woman. " This shows that the Sunnah of the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) in the knowledge of Hadrat 'Umar must be that such a woman is entitled to both maintenance and lodging. Furthermore in a tradition from Ibrahim Nakha'i there is the explanation that Hadrat Umar rejecting the Hadith of Fatimah bint-Qais, had said: "I havc heard the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) say that such a woman has a right to lodging as well as to maintenance." The first argument that Imam Abu Bakr alJassas has given in his discussion of this question in his Ahkam al-Qur an is that AIIah has explicitly said: "Divorce them for their prescribed waiting periods." This Divine Command also applies to that person who might have taken his wife back after divorcing her twice in the first instance, and no v he is left with only one divorce to pronounce." His second argument is: "When the Holy Prophet 1 upon whom be peace) taught this method of pronouncing divorce that one should either pronounce divorce in such a period of purity in which one may not have had sexual intercourse, or in a state when the signs of a woman's being pregnant might havc appeared. In this he did not make any distinction between the first, second, or final divorce. Therefore, the Divine (Command, '`Lodge them (in the waitingperiod) where you yourselves live," will be regarded as relevant to every form of divorce." His third argument is; "The maintenance and lodging of the pregnant woman, whether divorced revocable or irrevocably, is binding on the husband, and in respective the non-pregnant revocably divorced woman also both these rights are binding. " This shows that the maintenance and lodging have not been made incumbent on the basis of pregnancy but because both are legally bound to stay in the husband's house. Now, if the same injunction be applicable to the irrevocably divorced non-pregnant woman also, there can be no reason why her lodging and maintenance should not be incumbent on the man divorcing her.
The second group says that the irrevocably divorce woman has a right to lodging but not to maintenance. This is the viewpoint of Sa'id bin al-Musayyab, Suleman bin Yasar, 'Ata`, Sha`bi, Auza'i, Laith and Abu 'Ubaid (may Allha bless them ), and Imam Shafe' i and Imam Malik also have adopted the same. But in Mughni al-Muhtaj a different viewpoint of Imam Shafe`i has been stated as will be explained below.
The third group say that the irrevocably divorced woman is neither. entitled to lodging nor to maintenance. This is the viewpoint of Hasan Basri, Hammad Ibn Laila, 'Amr bin Dinar, Ta'us, Ishaq bin Rahawaih and Abu Thaw. Ibn Jarir has cited this very viewpoint as of Hadrat Ibn, Abbas, Imam Ahmad bin Hanbal and the Imamiah sect of the Shi'as also have adopted the same, and in Mughni a/-Muhtaj the viewpoint of the Shafe`is also has been stated to be this: 'The woman who is passing her waiting-period on the basis of divorce has an obligatory right to lodging, whether she is pregnant or not, but for the woman who has been irrevocably divorced, it is not obligatory. And for the non-pregnant irrevocably divorced woman there is neither maintenance nor clothing." This viewpoint in the first place is based on this verse of the Qur'an: "You do not know: Allah may after this bring about a situation (of reconciliation)." .From this they conclude that this could be correct only about a revocably divorced woman, and not about an irrevocably divorced one. Therefore, the Command of lodging the divorced woman in the house is specifically applicable only to the revocably divorced woman. Their second reasoning is from the Hadith of Fatimah bint-Qais, which has been reported in the collections of Hadith through many authentic channels.
This Fatimah bint-Qais al-Fihriyyah was one of the earliest Emigrants. She was esteemed for her wisdom and sagacity, and the consultative body of the Companions on the occasion of Hadrat 'Umar's martyrdom had met together at her house. She was first married. to Abu `Amr bin Hafs bin al-Mughirah al-Makhzumi after she was separated by him by three divorces, the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace ) married her to Hadrat Usamah bin Zaid. According to reports, her husband, Abu `Amr had pronounced two divorces on her. Then, when he was sent to Yaman along with Hadrat 'Ali, he also sent from there the third and final divorce, According to lodge her in the house during the waiting-period and maintain her, according to others, she herself had laid claim to maintenance and lodging. Whatever be the case, the husband's relatives refused to concede her claim. Thereupon she took her case to the Holy Prophet (upon whom be peace), and he gave the decision that she was neither entitled to maintenance nor to lodging, According to a tradition, the Holy Prophet said: "The husband is under obligation to provide maintenance and lodging to the woman only in case he had a right to return to her, but when he had no such right, she was neither entitled to maintenance nor to lodging." (Musnad Ahmad), Tabarani and Nasa'i also have related almost the same tradition, the concluding words of which are to the effect: "But when she is not lawful for him until she marries another man than him, there is neither maintenance for her nor lodging." After giving this decision the Holy Prophet first commanded her to pass her waiting period in the house of Umm Sharik and then told her to stay in the house of Ibn Umm Muktum.
However, the arguments of those who have not accepted this Hadith are as follows:
In the first place, she had been commanded to leave the house of her husband's relatives because she was rude of tongue and they were fed tip with her ill-temper Sa'id bin al-Musayyab says: "This lady by reporting her Hadith has misguided the people. The truth is that she was nide and impudent; that is why she was lodged in the house of Ibn Umm Maktum. " (Abu Daud In another tradition Sa'id bin al Musayyab is reported to have said: "She had been impudent and rude to her husband s relatives; that is why she was commanded to shift from that house" (Al-Jassas) Suleman bin Yasar says 'Her expulsion from the house was hecause of her iII-temper." (Abu Da ud)
Secondly, her tradition was repudiated by Hadrat Umar at a rime when many of the. Canpanions were still living, and the matter could be fully investigated. Ibrahim Nakha'i says: "When this Hadtih of Fatimah reached Hadrat Umar. he said: 'We cannot adandon a verse of the Book of AIiah and a saying of the Messenger of AIIah (upon whom be His peace( Because of the saying of a woman, who seems to be conjecturing. I have myself heard the Holy Prophet (upon whom be peace( say that the woman who has been divorced irrevocably is entitled to both lodging and maintenance." (AI-Jassas). Abu Ishaq says: "I was sitting with Aswad bin Yazid in the mosque of Kufah, when Sha'bi made mention of the Hadith of Fatimah bint-Qais. Hadrat Aswad.thereupon threw pebbles at Sha'bi and said: "When in the time of Hadrat 'Umar this tradition of Fatimah was brought to his nonce, he said: 'We cannot cast off the Book of our Lord and the Sunnha of our Prophet on the strength of the tradition of a woman. May be she has forgotten. The woman has a right to maintenance as well as to lodging, for Allah says: 'Do not turn them out of their houses'." This tradition has been reported in Muslim, Abu Da'ud, Tirmidhi and Nasa'i with some variation in wording.
Thirdly, during the reign of Marwan when a dispute arose in respect of the irrevocably divorced woman, Hadrat 'A'ishah had subjected the tradition of Fatimah bint-Qais to severe criticism. Qasim bin Muhammad says: "I asked Hadrat 'A'ishah: 'Don't you know the incident concerning Fatimah?' Shc replied: 'Better not mention the HadIth of Fatimah'." (Bukhari), The words of Hadrat 'A'ishah in the other tradition related by Bukhari are to the effect: "What has happened to Fatimah? Is she not afraid of God?" In the third tradition Hadrat 'Urwah bin Zubair says that Hadrat `A'ishah said: "There is no good for Fatimah in reporting this hadith. "In still another tradition Hadrat 'Urwah says that Hadrat 'A'ishah expressed great indignation against Fatimah and said: "Shc in fact was in an empty house, where she had no sympathizer; therefore, for the sake of her convenience the Holy Prophet instructed her to change her house
Fourthly, this lady was later married to Usamah bin Zaid, and Muhammad bin Usamah says: "Whenever Fatimah made mention of this Hadith, my father would throw at her whatever fell in his hand. " (AI-Jassas). Obviously, had not Hadrat Usamah known that the Sunnah was contrary to what Fatimah said, he could not have felt so annoyed at the mention of this Hadith. "
*17) There is complete consensus that whether the woman has been divorced revocably or irrevocably, her husband is responsible for her lodging and maintenance till child-birth if she is pregnant. However, a difference of opinion has arisen in case the husband of the pregnant woman may have died, irrespective of whether he may have died alter pronouncing the divorce, or May not have pronounced any divorce and the woman may have been widowed during pregnancy this regard, the jurists have expressed the following views:
(1) Hadrat 'Ali and Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud hold that she has an obligatory , right to maintenance in the husband's un-divided legacy. The same also has been cited as the view of Hadrat 'Abdullah bin 'Umar, Qadi Shuraih, Abul 'Aliyah, Sha'bi and Ibrahim Nakha'i, and a saying of Hadrat 'Abdullah bin 'Abbas also supports the same. (Alusi, AI-Jassas).
(2) Ibn Jarir has cited another view of Hadrat 'Abdullah bin 'Abbas to the effect: "If the deceased person has left some inheritance, expenditure should be made on her from the share of the child of her womb; and if he has left no inheritance, the heirs of the deceased should spend on her, for AIIah says: 'And the same responsibility for the maintenance of the mother devolves upon the heir'." (AI-Baqarah: 233).
(3) Hadrat Jabir bin 'Abdullah, Hadrat 'Abdullah bin Zubair, Hadrat Hasan Basri, Hadrat Sa'id bin al-Musayyab and Hadrat 'Ata' bin Abi Abi Rabah say that there is no maintenance for her in the inheritance of the deceased husband. A third saying from Hadrat 'Abdullah bin 'Abbas also has been cited to be the same. (AI-Jassas) This means that she can meet her expenses from the share of inheritance that she may receive from the husband's legacy, but she has no right of inheritance on the husband's combined legacy, which may burden the other heirs.
(4) Ibn Abi Laila says: "Her maintenance in the deceased husband's legacy is as obligatory as is somebody's debt obligatory In his legacy. " (AI-Jassas ). That ii, just as a debt has to be paid out of a combined legacy, so also should her maintenance be paid out of it.
(5) Imam Abu Hanifah, Imam Abu Yusuf, Imam Muhammad and Imam Zufar say: "She has neither any right to lodging in the deceased husband's legacy nor to maintenance, for nothing belongs to the deceased after death: whatever remains after him belongs to the heirs. The widowed pregnant woman, therefore, cannot have any maintenance in their property." (Hedayah; AI-Jassas). The same is the viewpoint of Imam Ahmad bin Hanbal (A/-Insaf
(6) Imam Shafe`i says: "There is no maintenance for her; but she has a right to lodging (Mughni al-Muhtaj) " His reasoning is based on the incident concerning Furai'ah bint-Malik, sister of Hadrat Abu Sa`id Khudri: when hor husband was put to death, the Holy Prophet (upon whom be Allah's peace) commanded her to pass her waiting-period in the house of her husband. (Abu Da'ud, Nasa'i, Timtidhi). Furthermore, they deduce their view from the tradition of Daraqutni: "Thc Holy Prophet said: there is no maintenance for the widowed pregnant woman." The same is the view of Imam Malik also. (Hashiyah ad-Dusuqi)
*18) This Divine Command teaches several important things: (1) That the woman is the owner of her milk; otherwise, obviously she could not be authorised to receive wages for it, (2) that as soon as she becomes tree from the marriage bond with her previous husband at child-birth, she is not legally bound to nurse her child; but if the father desires that she nurse it, and she also is willing for it, she would suckle it and would be entitled to receive the wages; (3) that the father also is not legally bound to have the child suckled only by its mother; (4) that the maintenance of the child is the responsibility of the father; (5) that the mother is best entitled to suckle the child, and the other woman can be employed for suckling only in case the mother herself is not willing for it, or demands too high a wage for the father to pay. The sixth rule that automatically follows is that if the other woman also demands the same wages as the mother, then the mother's right is superior.
The following are the opinions of the jurists in this regard:
Dahhak says: "Thc child's mother is best entitled to suckle it, but she has the option .to suckle it or not, However, if the child dces not take to the new nurse-maid, the mother will be compelled to suckle it." A similar opinion is held by QAtAdah, Ibrahim Nakha`i and Sufyan Thauri. ibrahim Nakha`i adds: "In case another woman is not available for nursing the child, the mother will be compelled to nurse it. (Ibn Jarir). According to Hedayah: "If at the separation of the parents the child has not yet been weaned, it is not obligatory that the mother alone should suckle it. However, if another woman is not available, the mother would be compelled to suckle the child. And if the father says: I shall employ another woman to suckle the child on wages instead of having it suckled by the mother on wages, and if the mother demands the same wages as the other woman, or is Willing to perform the service gratis, the mother's right will be regarded as superior. And if the child's mother demands higher Wages, the father will not be compelled to accede to her demand. "
*19) This contains a severe rebuke both for the father and tot the mother. The style clearly shows that if the two do not settle the question of the child's suckling amicably, overlooking the previous bitterness that led to divorce, it is not approved by AIlah, The woman has been warned to the effect: "If you demand too high a wage only in order to embarrass the man, the fosterage of the child is not dependent on you alone: some other woman will muse it. " And the man also has lien warned as if to say: 'It would be unfair tt you pressed the mother unjustly only because she was the mother. In this connection. please also see AI-Baqarah: 233 for details.