- عربي - نصوص الآيات عثماني : قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَٰنِكُمْ ۚ وَٱللَّهُ مَوْلَىٰكُمْ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ
- عربى - نصوص الآيات : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ۚ والله مولاكم ۖ وهو العليم الحكيم
- عربى - التفسير الميسر : قد شرع الله لكم -أيها المؤمنون- تحليل أيمانكم بأداء الكفارة عنها، وهي: إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. والله ناصركم ومتولي أموركم، وهو العليم بما يصلحكم فيشرعه لكم، الحكيم في أقواله وأفعاله.
- السعدى : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
{ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ } أي: قد شرع لكم، وقدر ما به تنحل أيمانكم قبل الحنث، وما به الكفارة بعد الحنث، وذلك كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا } إلى أن قال: { فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ } .
فكل من حرم حلالًا عليه، من طعام أو شراب أو سرية، أو حلف يمينًا بالله، على فعل أو ترك، ثم حنث أو أراد الحنث، فعليه هذه الكفارة المذكورة، وقوله: { وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ } أي: متولي أموركم، ومربيكم أحسن تربية، في أمور دينكم ودنياكم، وما به يندفع عنكم الشر، فلذلك فرض لكم تحلة أيمانكم، لتبرأ ذممكم، { وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } الذي أحاط علمه بظواهركم وبواطنكم، وهو الحكيم في جميع ما خلقه وحكم به، فلذلك شرع لكم من الأحكام، ما يعلم أنه موافق لمصالحكم، ومناسب لأحوالكم.
- الوسيط لطنطاوي : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
ثم بين - سبحانه - جانبا من مظاهر رحمته فقال : ( قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) .
وقوله ( فَرَضَ ) هنا بمعنى شرع ، والتحلة : مصدر بمعنى التحليل ، والمراد بها الكفارة ، وهى مصدر حلّل كالتكرمة مصدر كرْم ، من الحل الذى هو ضد العقد .
أى : قد شرع الله - تعالى - لكم تحليل الإيمان التى عقد تموها ، عن طريق الكفارة ، لأن اليمين إذا كانت فى أمر لا يحبه الله - تعالى - فالعدول عنها أولى وأفضل .
وفى الحديث الشريف يقول - صلى الله عليه وسلم - " إنى والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يمينى وفعلت الذى هو خير " .
وقد اختلف العلماء فى التحريم الذى كن من النبى - صلى الله عليه وسلم - أكان بيمين أم لا .
وظاهر الآية يؤيد القول بالإيجاب لقوله - تعالى - : ( قَدْ فَرَضَ الله لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) لأن هذه الجملة الكريمة تشعر بأن هناك يمينا تحتاج إلى كفارة .
وقد جاء فى بعض الروايات الصحيحة أنه قال : " بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، فلن أعود له ، وقد حلفت . لا تخبرى بذلك أحدا . . " .
قال الآلوسى ما ملخصه : واختلفوا هل كفر النبى - صلى الله عليه وسلم - عن يمينه هذه أولا؟
فعن الحسن أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكفر لأنه كان مغفورا له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وإنما هو تعليم للمؤمنين .
وعن مقاتل : أنه - صلى الله عليه وسلم - أعتق رقبة . . . ونقل مالك عن زيد بن أسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطى الكفارة .
وقوله - سبحانه - : ( والله مَوْلاَكُمْ ) أى : وهو - سبحانه - سيدكم ومتولى أموركم وناصركم . وهو - تعالى - : ( العليم الحكيم ) أى : العليم بجميع أحوالكم وشئونكم ، الحكيم فى كل أقواله وأفعاله وتدبير شئون عباده .
- البغوى : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
( قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ) أي بين وأوجب أن تكفروها إذا حنثتم وهي ما ذكر في سورة المائدة ( والله مولاكم ) وليكم وناصركم ( وهو العليم الحكيم )
واختلف أهل العلم في لفظ التحريم ، فقال قوم : ليس هو بيمين ، فإن قال لزوجته : أنت علي حرام ، أو حرمتك ، فإن نوى به طلاقا فهو طلاق ، وإن نوى به ظهارا فظهار . وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين بنفس اللفظ . وإن قال ذلك لجاريته فإن نوى عتقا عتقت ، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين ، وإن قال لطعام : حرمته على نفسي فلا شيء عليه ، وهذا قول ابن مسعود وإليه ذهب الشافعي .
وذهب جماعة إلى أنه يمين ، فإن قال ذلك لزوجته أو جاريته فلا تجب عليه الكفارة ما لم يقربها كما لو حلف أن لا يطأها . وإن حرم طعاما فهو كما لو حلف أن لا يأكله ، فلا كفارة عليه ما لم يأكل ، يروى ذلك عن أبي بكر وعائشة وبه قال الأوزاعي وأبو حنيفة رضي الله عنه :
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا معاذ بن فضالة ، حدثنا هشام عن يحيى ، عن ابن حكيم ، وهو يعلى بن حكيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في الحرام : يكفر . وقال ابن عباس : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " ( الأحزاب - 21 ) .
- ابن كثير : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
قال فأنزل الله تعالى "قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم" وهذا إسناد صحيح ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.
وقال ابن جرير أيضا حدثني يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن عليه ثنا هشام الدستوائي قال كتب إلي يحيى يحدث عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير أن ابن عباس كان يقول في الحرام يمين تكفرها وقال ابن عباس "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم جاريته فقال الله تعالى "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى قوله - قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم" فكفر يمينه فصير الحرام يمينا.
ورواه البخاري عن معاذ بن فضالة عن هشام هو الدستوائي عن يحيى هو ابن أبي كثير عن ابن حكيم وهو يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في الحرام يمين تكفر وقال ابن عباس "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" ورواه مسلم من حديث هشام الدستوائي به وقال النسائي أنا عبدالله بن عبد الصمد بن علي ثنا مخلد بن يزيد ثنا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أتاه رجل فقال إني جعلت امرأتي علي حراما قال كذبت ليس عليك بحرام ثم تلا هذه الآية "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" عليك أغلظ الكفارات عتق رقبة تفرد به النسائي من هذا الوجه بهذا اللفظ وقال الطبراني ثنا محمد بن زكريا ثنا عبدالله بن رجاء ثنا إسرائيل عن مسلم عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" قال حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريته ومن ههنا ذهب من ذهب من الفقهاء ممن قال بوجوب الكفارة على من حرم جاريته أو زوجته أو طعاما أو شرابا أو ملبسا أو شيئا من المباحات وهو مذهب الإمام أحمد وطائفة وذهب الشافعي إلى أنه لا تجب الكفارة فيما عدا الزوجة والجارية إذا حرم عينيهما أو أطلق التحريم فيهما في قول فأما إذا نوى بالتحريم طلاق الزوجة أو عتق الأمة نفذ فيهما وقال ابن أبي حاتم حدثني أبو عبدالله الطهراني أنا حفص بن عمر العدني أنا الحكم بن أبان أنا عكرمة عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك" في المرأة التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا قول غريب.
والصحيح أن ذلك كان في تحريمه العسل كما قال البخاري عند هذه الآية ثنا إبراهيم بن موسى أنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير.
قال "لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا" "تبتغي مرضاة أزواجك" هكذا أورد هذا الحديث ههنا بهذا اللفظ.
وقال في كتاب الأيمان والنذور ثنا الحسن بن محمد ثنا الحجاج عن ابن جريج قال زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواطأت أنا وحفصة أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل له إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ذلك له فقال: "لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له" فنزلت "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى قوله تعالى - إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما" لعائشة وحفصة.
- القرطبى : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
قوله تعالى : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم تحليل اليمين كفارتها . أي إذا أحببتم استباحة المحلوف عليه ، وهو قوله تعالى في سورة " المائدة " : فكفارته إطعام عشرة مساكين . ويتحصل من هذا أن من حرم شيئا من المأكول والمشروب لم يحرم عليه عندنا ، لأن الكفارة لليمين لا للتحريم على ما بيناه . وأبو حنيفة يراه يمينا في كل شيء ، ويعتبر الانتفاع المقصود فيما يحرمه ، فإذا حرم طعاما فقد حلف على أكله ، أو أمة فعلى وطئها ، أو زوجة فعلى الإيلاء منها إذا لم يكن له نية ، وإن نوى الظهار فظهار ، وإن نوى الطلاق فطلاق بائن . وكذلك إن نوى ثنتين أو ثلاثا . وإن قال : نويت الكذب دين فيما بينه وبين الله تعالى . ولا يدين في القضاء بإبطال الإيلاء . وإن قال : كل حلال عليه حرام ; فعلى الطعام والشراب إذا لم ينو ، وإلا فعلى ما نوى . ولا يراه الشافعي يمينا ولكن سببا في الكفارة في النساء وحدهن . وإن نوى الطلاق فهو رجعي عنده ، على ما تقدم بيانه . فإن حلف ألا يأكله حنث ويبر بالكفارة .
الثانية : فإن حرم أمته أو زوجته فكفارة يمين ، كما في صحيح مسلم عن ابن عباس قال : إذا حرم الرجل عليه امرأته ، فهي يمين يكفرها . وقال : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .
الثالثة : قيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم كفر عن يمينه . وعن الحسن : لم يكفر ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكفارة اليمين في هذه السورة إنما أمر بها الأمة . والأول أصح ، وأن المراد بذلك النبي صلى الله عليه وسلم . ثم إن الأمة تقتدي به في ذلك . وقد قدمنا عن زيد بن أسلم أنه عليه السلام كفر بعتق رقبة . وعن مقاتل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة في تحريم مارية . والله أعلم . وقيل : أي قد فرض الله لكم تحليل ملك اليمين ، فبين في قوله تعالى : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له أي فيما شرعه له في النساء المحللات . أي حلل لكم ملك الأيمان ، فلم تحرم مارية على نفسك مع تحليل الله إياها لك . وقيل : تحلة اليمين الاستثناء ، أي فرض الله لكم الاستثناء المخرج عن اليمين . ثم عند قوم يجوز الاستثناء من الأيمان متى شاء وإن تحلل مدة . وعند المعظم لا يجوز إلا متصلا ، فكأنه قال : استثن بعد هذا فيما تحلف عليه . وتحلة اليمين تحليلها بالكفارة ، والأصل تحللة ، فأدغمت . وتفعلة من مصادر فعل ; كالتسمية والتوصية . فالتحلة تحليل اليمين . فكأن اليمين عقد ، والكفارة حل . وقيل : التحلة الكفارة ; أي إنها تحل للحالف ما حرم على نفسه ; أي إذا كفر صار كمن لم يحلف .
" والله مولاكم " وليكم وناصركم بإزالة الحظر فيما تحرمونه على أنفسكم ، وبالترخيص لكم في تحليل أيمانكم بالكفارة ، وبالثواب على ما تخرجونه في الكفارة .
- الطبرى : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
يقول تعالى ذكره: قد بين الله عزّ وجلّ لكم تحلة أيمانكم، وحدّها لكم أيها الناس (وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ ) يتولاكم بنصره أيها المؤمنون (وَهُوَ الْعَلِيمُ ) بمصالحكم (الْحَكِيمُ ) في تدبيره إياكم، وصرفكم فيما هو أعلم به.
- ابن عاشور : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)
استئناف بياني بيّن الله به لنبيئه صلى الله عليه وسلم أن له سعة في التحلل مما التزم تحريمه على نفسه ، وذلك فيما شرع الله من كفارة اليمين فأفتاه الله بأن يأخذ برخصته في كفارة اليمين المشروعة للأمة كلها ومن آثار حكم هذه الآية ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس بعد أن استحملوه وحلف أن لا يحملهم إذ ليس عنده ما يحملهم عليه ، فجاءه ذود من إبل الصدقة فقال لهم : «وإني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني وفعلت الذي هو خير» .
وافتتاح الخبر بحرف التحقيق لتنزيل النبي صلى الله عليه وسلم منزلة من لا يعلم أن الله فرض تَحِلَّة الأيمان بآية الكفارة بناء على أنه لم يأخذ بالرخصة تعظيماً للقَسَم . فأعلمه الله أن الأخذ بالكفارة لا تقصير عليه فيه فإن في الكفارة ما يكفي للوفاء بتعظيم اليمين بالله إلى شيء هذا قوله تعالى في قصة أيوب { وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث } [ ص : 44 ] كما ذكرناه في تفسيرها و { فرض } عيَّن ومنه قوله تعالى : { نصيباً مفروضاً } [ النساء : 7 ] . وقال : فرض له في العطاء والمعنى : قد بيَّن الله لكن تحلة أيمانكم .
واعلم أنه إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصدر منه في تلك الحادثة إلا أنه التزم أن لا يعود لشرب شيء عند بعض أزواجه في غير يوم نوبتها أو كان وعد أن يحرّم مارية على نفسه بدون يمين على الرواية الأخرى . كان ذلك غير يمين فكان أمرُ الله إياه بأن يكفر عن يمينه إما لأن ذلك يجري مجرى اليمين لأنه إنما وعد لذلك تطميناً لخاطر أزواجه فهو التزام لهن فكان بذلك ملحقاً باليمين وبذلك أخذ أبو حنيفة ولم يره مالك يميناً ولا نذراً فقال في «الموطأ» : ومعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من نذر أن يعصي الله فلا يعصه " أن ينذر الرجل أن يمشي إلى الشام أو إلى مصر مما ليس لله بطاعة إن كلم فلاناً ، فليس عليه في ذلك شيء إنْ هو كلّمه لأنه ليس لله في هذه الأشياء طاعة فإن حَلف فقال : «والله لا آكل هذا الطعام ولا ألبس هذا الثوب فإنما عليه كفارة يمين» اه .
وقد اختلف هل كفّر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه تلك .
فالتحلّة على هذا التفسير عند مالك هي : جعل الله ملتزم مثل هذا في حلِّ مننِ التزاممِ ما التزمه . أي مُوجب التحلل من يمينه .
وعند أبي حنيفة : هي ما شرعه الله من الخروج من الأيمان بالكفارات وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم صدر منه يمين عند ذلك على أن لا يعود فتحِلَّة اليمين هي الكفارة عند الجميع .
وجملة { والله مولاكم } تذييل لجملة { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } . والمولى : الولي ، وهو الناصر ومتولي تدبير ما أضيف إليه ، وهو هنا كناية عن الرؤوف والميسّر ، كقوله تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [ البقرة : 185 ] .
وعطف عليها جملة { وهو العليم الحكيم } أي العليم بما يصلحكم فيحملكم على الصواب والرشد والسداد وهو الحكيم فيما يشرعه ، أي يجري أحكامه على الحكمة . وهي إعطاء الأفْعال ما تقتضيه حقائقها دون الأوهام والتخيلات .
واختلف فقهاء الإِسلام فيمن حرّم على نفسه شيئاً مما أحل الله له على أقوال كثيرة أنهاها القرطبي إلى ثمانية عشر قولاً وبعضها متداخل في بعض باختلاف الشروط والنيات فتؤول إلى سبعة .
أحدها : لا يلزمه شيء سواء كان المحرَّم زوجاً أو غيرها . وهو قول الشعبي ومسروق وربيعة من التابعين وقاله أصبغ بن الفرج من أصحاب مالك .
الثاني : تجب كفارة مثل كفارة اليمين . وروي عن أبي بكر وعمر وابن مسعود وابن عباس وعائشة وسعيد بن جبير ، وبه قال الأوزاعي والشافعي في أحد قوليه . وهذا جار على ظاهر الآية من قوله : { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } .
الثالث : لا يلزمه في غير الزوجة وأما الزوجة فقيل : إن كان دخل بها كان التحريم ثلاثاً ، وإن لم يدخل بها ينوّ فيما أراد وهو قول الحسن والحكم ومالك في المشهور . وقيل هي ثلاث تطليقات دخل بها أم لم يدخل . ونسب إلى علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي هريرة . وقاله ابن أبي ليلى وهو عند عبد الملك بن الماجشون في «المبسوط» . وقيل طلقة بائنة . ونسب إلى زيد بن ثابت وحماد بن سليمان ونسبه ابن خُويز منداد إلى مالك وهو غير المشهور عنه . وقيل : طلقة رجعية في الزوجة مطلقاً ، ونسب إلى عمر بن الخطاب فيكون قيداً لما روي عنه في القول الثاني . وقاله الزهري وعبد العزيز بن أبي سلمة وابن الماجشون ، وقال الشافعي يعني في أحد قوليه : إن نوى الطلاق فعليه ما نوى من أعداده وإلا فَهي واحدة رجعية . وقيل : هي ثلاث في المدخول بها وواحدة في التي لم يدخل بها دون تنوية .
الرابع : قال أبو حنيفة وأصحابه إن نوى بالحرام الظهار كان ما نوى فإن نوى الطلاق فواحدة بائنة إلا أن يكون نوى الثلاث . وإن لم ينو شيئاً كانت يميناً وعليه كفارة فإنْ أباها كان مولياً .
وتحريم النبي صلى الله عليه وسلم سريته مارية على نفسه هو أيضاً من قبيل تحريم أحد شيئاً مما أحلّ الله له غير الزوجة لأن مارية لم تكن زوجة له بل هي مملوكته فحكم قوله : { قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم } جار في قضية تحريم مارية بيمين أو بغير يمين بلا فرق . و { تحلة } تفعِلة مِن حلَّل جعل الفعل حلالاً . وأصله تَحْلِلة فأدغم اللامان وهو مصدر سماعي لأن الهاء في آخره ليست بقياس إذ لم يحذف منه حرف حتى يعوض عنه الهاء مثل تزكية ولكنه كثير في الكلام مثل تعلة .
- إعراب القرآن : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
«قَدْ فَرَضَ اللَّهُ» قد حرف تحقيق وماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ» مفعول به مضاف وأيمانكم مضاف إليه «وَ» الواو حالية «اللَّهُ مَوْلاكُمْ» مبتدأ وخبره والجملة حال. «وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ» معطوف على ما قبله.
- English - Sahih International : Allah has already ordained for you [Muslims] the dissolution of your oaths And Allah is your protector and He is the Knowing the Wise
- English - Tafheem -Maududi : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(66:2) Allah has prescribed for you a way for the absolution of your oaths. *4 Allah is your Guardian. He is All-Knowing, Most Wise. *5
- Français - Hamidullah : Allah vous a prescrit certes de vous libérer de vos serments Allah est votre Maître; et c'est Lui l'Omniscient le Sage
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Allah hat ja für euch festgelegt womit eure Eide zu lösen sind Und Allah ist euer Schutzherr und Er ist der Allwissende und Allweise
- Spanish - Cortes : Alá os ha prescrito la anulación de vuestros juramentos Alá es vuestro Protector Él es el Omnisciente el Sabio
- Português - El Hayek : Deus vos permitiu a expiação dos vossos juramentos porque é vosso Protetor e é o Sapiente o Prudentíssimo
- Россию - Кулиев : Аллах установил для вас путь освобождения от ваших клятв Аллах - ваш Покровитель Он - Знающий Мудрый
- Кулиев -ас-Саади : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
Аллах установил для вас путь освобождения от ваших клятв. Аллах - ваш Покровитель. Он - Знающий, Мудрый.Аллах научил вас тому, как следует поступить, чтобы освободиться от клятвы до того, как вы ее нарушите, и как можно искупить грех после того, как вы это сделаете. Это распространяется на все клятвы, в которых правоверные обещают сделать что-нибудь или, наоборот, не делать этого. Всевышний сказал: «О те, которые уверовали! Не запрещайте блага, которые Аллах сделал дозволенными для вас, и не преступайте границы дозволенного. Воистину, Аллах не любит преступников. Ешьте из того, чем Аллах наделил вас, дозволенное и благое, и бойтесь Аллаха, в Которого вы веруете. Аллах не взыщет с вас за празднословные клятвы, но взыщет за то, что вы скрепили клятвами. В искупление этого необходимо накормить десятерых бедняков средним (или лучшим) из того, чем вы кормите свои семьи, или одеть их, или освободить раба. Кто не сможет сделать этого, тот должен поститься в течение трех дней. Таково искупление ваших клятв, если вы поклялись и нарушили клятву. Оберегайте же свои клятвы. Так Аллах разъясняет вам Свои знамения, - быть может, вы будете благодарны» (5:87–89). Поэтому каждый, кто запретил для себя нечто из дозволенного Аллахом, будь то еда, питье или невольница, или преднамеренно поклялся сделать что-либо или не делать этого, а затем сознательно нарушил клятву, должен искупить свою вину так, как это предписал Господь. Аллах покровительствует вашим деяниям, учит вас добру, которое касается вашей веры и мирской жизни, и разъясняет вам, как можно уберечься от зла. Поэтому Он предписал вам путь отступления от ваших клятв, благодаря чему вы сможете освободиться от ответственности за них. Поистине, Аллах знает обо всем, что вы творите и скрываете в своих душах. Он творит и повелевает только то, что соответствует Его божественной мудрости. Он установил для вас шариат, состоящий из законов, которые отвечают вашим интересам и соответствуют вашим нуждам. А ведь о ваших нуждах Аллаху известно лучше, чем кому бы то ни было другому.
- Turkish - Diyanet Isleri : Allah şüphesiz size yeminlerinizi keffaretle geri almanızı meşru kılmıştır Allah sizin dostunuzdur O bilendir Hakim'dir
- Italiano - Piccardo : Eppure Allah vi ha prescritto un modo per sciogliere i vostri giuramenti Allah è il vostro Padrone Egli è il Sapiente il Saggio
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی خوا ههڵوهشاندنهوهی سوێدهکانتانی بۆ بڕیارداون بهوهی کهفارهتی بدهن ئهو خوایه گهورهتانه و پشتیوان و یارمهتی دهرتانه ههر ئهویش زاتێکی زاناو دانایه
- اردو - جالندربرى : خدا نے تم لوگوں کے لئے تمہاری قسموں کا کفارہ مقرر کردیا ہے۔ اور خدا ہی تمہارا کارساز ہے۔ اور وہ دانا اور حکمت والا ہے
- Bosanski - Korkut : Allah vam je propisao kako da svoje zakletve iskupite; Allah je vaš Gospodar; On sve zna i mudar je
- Swedish - Bernström : Gud har tillåtit er att frångå eder [vars innehåll strider mot lag och rätt] och att plikta för detta Gud är er Beskyddare och Han är den Allvetande den Allvise
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Allah telah mewajibkan kepadamu sekalian membebaskan diri dari sumpahmu dan Allah adalah Pelindungmu dan Dia Maha Mengetahui lagi Maha Bijaksana
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ۚ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
(Sesungguhnya Allah telah mewajibkan) telah mensyariatkan (kepada kamu sekalian membebaskan diri dari sumpah kalian) artinya kalian melepaskan diri dari sumpah yang telah kalian katakan dengan cara membayar kifarat sebagaimana yang telah disebutkan di dalam surat Al-Maidah. Dan termasuk di antara sumpah-sumpah itu ialah mengharamkan budak wanita. Apakah Nabi saw. membayar kifarat? Muqatil mengatakan, bahwa Nabi saw. telah memerdekakan seorang budak sebagai kifaratnya yang telah mengharamkan Siti Mariyah atas dirinya. Akan tetapi Hasan mengatakan, bahwa Nabi saw. tidak membayar kifarat, karena sesungguhnya ia telah mendapat ampunan dari Allah (dan Allah adalah Pelindung kalian) yang menolong kalian (dan Dia Maha Mengetahui lagi Maha Bijaksana).
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আল্লাহ তোমাদের জন্যে কসম থেকে অব্যহতি লাভের উপায় নির্ধারণ করে দিয়েছেন। আল্লাহ তোমাদের মালিক। তিনি সর্বজ্ঞ প্রজ্ঞাময়।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அல்லாஹ் உங்களுடைய சத்தியங்களை சில போது தக்க பரிகாரங்களுடன் முறித்து விடுவதை உங்களுக்கு ஏற்படுத்தியிருக்கிறான் மேலும் அல்லாஹ் உங்கள் எஜமானன் மேலும் அவன் நன்கறிந்தவன்; ஞானம் மிக்கவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แน่นอนอัลลอฮฺได้ทรงกำหนดแก่พวกเจ้าแล้วในการแก้คำสาบานของพวกเจ้าและอัลลอฮฺเป็นผู้ทรงคุ้มครองพวกเจ้า และพระองค์เป็นผู้ทรงรอบรู้ ผู้ทรงปรีชาญาณ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Батаҳҳиқ Аллоҳ сизларга қасамларингизни бўшатишни шариатга киритди ва Аллоҳ сизнинг хожангиздир ва У ўта билувчи ва ўта ҳикматлидир
- 中国语文 - Ma Jian : 真主确已为你们规定赎誓制,真主是你们的保佑者。他是全知的,是至睿的。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Allah telah menetapkan bagi kamu wahai Nabi dan umatmu untuk melepaskan diri dari sumpah kamu dengan membayar denda kaffarah; dan Allah ialah Pelindung yang mentadbirkan keadaan kamu dan Ia Maha Mengetahui lagi Maha Bijaksana
- Somali - Abduh : Eebe waa idiin caddeeyey waxa dhaartiinnu ku xalaaloobi Eebena waa gargaarihiinna waana wax walba oge falsan
- Hausa - Gumi : Haƙĩƙa Allah ya faralta muku warware rantsuwõyinku kuma Allah ne Mataimakinku kuma shĩ ne Masani Mai hikima
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Mwenyezi Mungu kakupeni Sharia ya kufungua viapo vyenu na Mwenyezi Mungu ni Mola wenu Na Yeye ni Mwenye kujua Mwenye hikima
- Shqiptar - Efendi Nahi : Perëndia ju ka bërë të mundshme që të liroheni nga betimet tuaja; Perëndia është Zoti juaj; Ai është i Plotëdijshëm dhe i Gjithëdijshëm
- فارسى - آیتی : خدا براى شما گشودن سوگندهايتان را مقرر داشته است. خداست ياور شما، و اوست دانا و حكيم.
- tajeki - Оятӣ : Худо барои шумо кушодани савганд ҳоятонро муқаррар дошта аст. Худост ёвари шумо ва Ӯст донову ҳаким!
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرگە (كەففارەت) بىلەن قەسىمىڭلاردىن چىقىشنى بەلگىلىدى، اﷲ سىلەرنىڭ ئىگەڭلاردۇر، اﷲ ھەر نەرسىنى بىلگۈچىدۇر، ھېكمەت بىلەن ئىش قىلغۇچىدۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിങ്ങളുടെ ശപഥങ്ങള്ക്കുള്ള പരിഹാരം അല്ലാഹു നിങ്ങള്ക്കു നിശ്ചയിച്ചു തന്നിരിക്കുന്നു. അല്ലാഹുവാണ് നിങ്ങളുടെ രക്ഷകന്. സര്വജ്ഞനും യുക്തിമാനുമാണ് അവന്.
- عربى - التفسير الميسر : قد شرع الله لكم ايها المومنون تحليل ايمانكم باداء الكفاره عنها وهي اطعام عشره مساكين او كسوتهم او تحرير رقبه فمن لم يجد فصيام ثلاثه ايام والله ناصركم ومتولي اموركم وهو العليم بما يصلحكم فيشرعه لكم الحكيم في اقواله وافعاله
*4) It means: "Act according to the method AIIah has prescribed for absolution from oaths by cxpiation in AI-Ma'idah :89 and break your promise that you have trade to forbid yourself a lawful thing. " Here, an important legal question arises and it is this: Is this Command applicable to the case when a person has forbiddcn himsclf a lawful thing on oath, or is forbidding oncsclf a lawful thing by itsclf tantamount to swearing an oath, whether the words of the oath have been used or not'? The jurists in this regard have expressed different opinions:
One section of them says that mere forbidding oncsclf a lawful thing is not an oath. If a person without swearing an oath has forbiddcn himself a wife, or some other lawful thing, it is an absurd thing which does not entail any expiation, but he can resume without any expiation the use of the thing that he had forbidden himself. This is the opinion of Masruq, Sha'bi, Rabi'ah and Abu Salamah; and the same view is held by Ibn Jarir and all the Zahiris. According to them forbidding oneself something would be an oath only in case express words of oath are used when forbidding it for oneself. In this regard, their reasoning is that since the Holy Prophet (upon whom be peace) while forbidding himself a lawful thing had also sworn an oath, as has been reported in several traditions, AIIah told him to act according to the method that had been appointed for absolving oneself from oaths.
The second group says that to forbid oncsclf something without using the words of oath is not an oath by itself, but the case of the wife is an exception. If a person has . forbiddcn himself a garment, or an article of food, it is meaningless, and one can use it without expiation. But if concerning a wifc or a slave-girl he has said: "I forbid myself an intercourse with her," she would not become unlawfirl and forbiddcn, but one would have to expiate the oath before going in to her. This is the opinion of the Shafe'is. (Mugni al-Muhtaj). And a similar opinion on this question is held by the Malikis. (Ibn al-'Arabi, Ahkam al-Qur an).
The third group says that to forbid oneself something is by itsclf an oath even if the words of oath have not been used. This is the opinion of Hadrat Abu Bakr. Hadrat 'A'ishah, Hadrat 'Umar, Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud, Hadrat Zaid bin Thabit and Hadrat 'Abdullah bin 'Abbas (may Allah bless them aII). Although from Ibn 'Abbas another opinion has been reported in Bukhari to the effect: "If a tnan has forbidden himsclf his wifc, it is meaningless," yet it has been interpreted to mean that according to him this is not divorce but an oath which entails an expiation. For in Bukhari, Muslim and Ibn Majah, another saying of Ibn 'Abbas has been reported that to forbid oneself one's wife entails an expiation, and in Nasa'i the tradition is to the effect that when Ibn 'Abbas was asked his opinion on this, he said: "She is not forbidden to you, but you must pay the expiation." and in Ibn Jarir's tradition the words of Ibn 'Abbas are to the effect: "If the people forbid themselves what Allah has made lawful for them, they must expiate their oath." This same is the opinion of Hasan Basri, 'Ata, Ta'us. Suleman bin Yasar. Ibn Jubair and Qatadah, and the same has been adopted by the Hanafis. Imam Abu Bakr al-Jassas says: `The words of the verse lima tuharrimu do not indicate that the Holy Prophet (upon whom be peace) along with forbidding himself the lawful thing had also sworn an oath, therefore, one will have to admit that tahrim (to forbid oneself something) itself is an oath; for after it Allah made obligatory the expiation of the oath in connection with the prohibition." Farther on he writes again: 'Our companions (i.e. the Hanafis) regard tahrim as an oath in case it is not accompanied by the intention of divorce. If a person forbade himself his wife, he in fact said: "By God, I will not come near you," thus, he committed ila' (act of temporary separation! . And if he forbade himself an article of food. etc, he in a wav said: "By God, I will not use that article." For Allah first said: "Why do you forbid that which AIIah has made lawful?" and then said. "AIIah has appointed a way to absolve you from your oaths." Thus, Allah has regarded tahrim as an oath, and the word tahrim in its meaning and legal effect becomes synonymous with an oath."
Here, for the benefit of the common man, it would be useful to tell what is the legal command according to the jurists in respect of forbidding oneself one's wife and forbidding oneself other things besides the wife.
The Hanafis say that if without the intention of divorce somebody forbade himself his wife, or swore an oath that he would not have conjugal relations with her, this would be ila (temporary separation), and in this cast he would have to expiate his oath before having the sexual relation . But if wit h the intention Of divorce he said: "You are unlawful to me," it will have to be ascertained what was his actual intention. If his intention was of three divorces, the three divorces will take place, and if the intention was of a lesser number, of one or two divorces, only one divorce will take place in either case. And if some body says: "I have forbidden myself whatever was lawful for me, this would not apply to the wife unless he said these words with the intention of forbidding himself the wife. Apart from the wife, one cannot use the thing O11e has forbidden oneself until one has expiated the oath. Badai as-Sana'i: Hedayah; Fath Al-Qadir,' al-Jassas, Ahkam al-Qur an.
The Shafe'is say that if one forbids oneself the wife with the intention of divorce or zihar, the intended thing would become effective, whether it is a revocable divorce or an irrevocable divorce, or zihar. And if a person used the words of tahrim with the intention of both divorce and zihar, he would be asked to choose one, or the other, for both divorce and zihar cannot be established at one and the same time. Divorce dissolves marriage but in case of zihar it continues and if without any intention the wife is forbidden, she would not become forbidden, but expiation of the oath would become necessary. And if another thing, apart from the wife, is forbidden, it would be meaningless; there is no expiation for it. (Mughni al-Muhtaj).
The Malikis say that if a person forbids himself anything other than the wife, it neither becomes forbidden nor entails an expiation. But if he says to the wife, "You are unlawful, or unlawfirl for me, or I am unlawful for you," this would amount to a triple divorce in any case whether this was said to a wife with whom marriage has been consummated, or to one with whom it has not yet been consummated, unless his intention was of less than three divorces. Asbagh says: 'If a person says: whatever was lawful for me, is unlawful, the wife also becomes forbidden unless he makes an exception of the wife." In al-Mudawwanah, distinction has been made between the wife with whom marriage has been consummated and the wife with whom it has not been consummated. If one forbids oneself the former, a threefold divorce will take place irrespective of the intention, but in case of the latter the same number of divorces would take effect as was intended, and if there was no intention of any particular number, it would be considered a triple divorce (Hashiyah ad-Dusuqi). Qadi Ibn al-'Arabi in his Ahkam al-Qur'an has cited three statements of Imam Malik: (1) That forbidding oneself the wife amounts to an irrevocable divorce; (2) that it amounts to three divorces; and (3) that in case of the wife with whom marriage has been consummated it amounts to three divorces, bat in case of the one with whom it has not been consummated, to only one divorce if one was intended Then he says: 'The correct thing is that forbidding oneself the wife amounts to one divorce only. for if the man uses the word divorce instead of calling her unlawfirl without specifying the number, only one divorce will take place."
Three different views in this regard have been reported from Imam Ahmad bin Hanbal: (1) That to forbid oneself the wife, or to make a lawful thing absolutely unlawful for oneself, is zihar, whether zihar was intended or not; (2) that this is an express allusion to divorce, and it amounts to pronouncing a triple divorce whether only one divorce was intended; and (3) that it is an oath, unless The man had the intention of divorce or zihar and in this case the same would take effect as was intended. Of these only the first one is the best known view among the Hanbalis. (Al-Insaf)
*5) That is, "Allah is your Master and Guardian of your affairs. He knows best in what lies your own good, and whatever Commands He has given, they are aII based on wisdom. "The first thing means: "You are not independent in this world, but you are servant of Allah and He is your Master; therefore, none of you possesses any power to alter or change the ways and methods prescribed by Him; the best thing for you is to entrust your affairs to Him and continue to obey Him. "
The second thing means that all the methods and laws that AIIah has enjoined, are based on knowledge and wisdom, Whatever He has made lawful, has been made lawful on the basis of knowledge and wisdom and whatever He has made unlawful also has been made unlawful on the basis of knowledge and wisdom. Nothing has been made lawful or unlawful at random. Therefore, those who believe in AIIah should understand that it is Allah Who is AII-Knowing and All-Wist and not they. and their well-being lies only in carrying out duly the Commands given by Him.