- عربي - نصوص الآيات عثماني : يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّـَٔاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ يَوْمَ لَا يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِىَّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَٰنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌ
- عربى - نصوص الآيات : يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ۖ نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا ۖ إنك على كل شيء قدير
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا معصية بعده، عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئات أعمالكم، وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، ولا يعذبهم، بل يُعلي شأنهم، نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم، يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط، ونهتدي إلى الجنة، واعف عنَّا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا، إنك على كل شيء قدير.
- السعدى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
قد أمر الله بالتوبة النصوح في هذه الآية، ووعد عليها بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، حين يسعى المؤمنون يوم القيامة بنور إيمانهم، ويمشون بضيائه، ويتمتعون بروحه وراحته، ويشفقون إذا طفئت الأنوار، التي لا تعطى المنافقين، ويسألون الله أن يتمم لهم نورهم فيستجيب الله دعوتهم، ويوصلهم ما معهم من النور واليقين، إلى جنات النعيم، وجوار الرب الكريم، وكل هذا من آثار التوبة النصوح.
والمراد بها: التوبة العامة الشاملة للذنوب كلها، التي عقدها العبد لله، لا يريد بها إلا وجهه والقرب منه، ويستمر عليها في جميع أحواله.
- الوسيط لطنطاوي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ثم يرشد - سبحانه - المؤمنين ، إلى ما يعينهم على الوقاية من النار فيقول : ( ياأيها الذين آمَنُواْ توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً . . ) .
والتوبة : العزم الصادق على عدم العودة إلى المعصية والندم على ما فعله منها فى الماضى ، والنصوح صيغة مبالغة من النصح ، وصفت بها التوبة على سبيل الإسناد المجازى ، والمقصود وصف التائبين بها ، من نصح فلان التوب إذا خاطه ، فكأن التائب يرقع ما مزقه بالمعصية . أو من قولهم : عسل ناصح .
وقد ذكروا فى معنى هذه الجملة أكثر من عشرين وجهاً .
قال القرطبى ما ملخصه : اختلفت عبارة العلماء ، وأرباب القلوب ، فى التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولا ، فقيل : هى التى لا عودة بعدها ، كما لا يعود اللبن إلى الضرع .
وقال قتادة : النصوح الصادقة الناصحة . . . الخالصة .
وقال القرطبى : التوبة النصوح يجمعها أربعة أشياء : الاستغفار باللسان ، والإقلاع بالأبدان ، وإضمار ترك العود بالجنان ، ومهاجرة سىء الإخوان .
وقال الفقهاء : التوبة التى لا تعلق لها بحق آدمى لها ثلاثة شروط : احدها أن يقلع عن المعصية ، وثانيها : أن يندم على ما فعله ، وثالثها : أن يعزم على أن لا يعود إليها .
فإذا اجتمعت هذه الشروط فى التوبة كانت نصوحا .
وإن كانت تتعلق بحق آدمى ، فشروطها أربعة ، هذه الثلاثة المتقدمة ، والرابع أن يبرأ من حق صاحبها ، فإن كانت المعصية مالا أو نحوه رده إليه ، وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه من نفسه ، أو طلب العفو منه ، وإن كانت غيبة استحله منها .
وهى واجبة من كل معصية على الفور ، ولا يجوز تأخريها .
وقوله - سبحانه - ( عسى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ) .
والرجاء المستفاد من فعل ( عسى ) مستعمل هنا فى الوعد الصادق منه - تعالى - على سبيل الكرم والفضل ، فقد قالوا إن كل ترج فى القرآن واقع منه - تعالى - فضلا منه وكرما .
أى : يا من آمنتم بالله حق الإيمان ، توبوا إلى الله - تعالى - " توبة صادقة " بحيث تندمون على ما فرط منكم من ذنوب ، وتعزمون على عدم العودة إليها ، وتستمرون على توبتكم طوال حياتكم . . . فإنكم متى فعلتم ذلك غفر الله - تعالى - لكم ذنوبكم : وكفر عنكم سيئاتكم ، وأدخلكم جنات تجرى من تحت أشجارها وثمارها الأنهار .
قال صاحب الكشاف : قوله : ( عسى رَبُّكُمْ ) : إطماع من الله لعباده . وفيه وجهان : أحدهما أن يكون على ما جرت به عادة الجبابرة من الإجابة بعسى ولعل . و وقوع ذلك منهم موقع القطع والبت . والثانى : أن يجىء به تعليما للعباد وجوب الترجح بين الخوف والرجاء .
والظرف فى قوله - سبحانه - : ( يَوْمَ لاَ يُخْزِى الله النبي والذين آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يسعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ) منصوب بقوله - تعالى - قبل ذلك : ( وَيُدْخِلَكُمْ ) ، أو بفعل مضمر تقديره : اذكر .
وقوله : ( لاَ يُخْزِى ) من الخزى بمعنى الافتضاح : يقال أخزى الله فلانا إذا فضحه ، والمراد به هنا : عذاب النار .
وقوله : ( والذين آمَنُواْ مَعَهُ ) معطوف على النبى ، وجملة ( نُورُهُمْ يسعى ) مستأنفة .
أى : يدخلكم الله - بفضله وكرمه - ( جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ) يوم القيامة ، يوم ينجى - سبحانه - النبى - صلى الله عليه وسلم - وينجى الذين آمنوا معه من عذاب النار ، ومن خزى هذا اليوم العصيب .
وهم جميعا وعلى رأسهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - نورهم وهم على الصراط ، يسعى ويمتد وينتشر ( بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) .
أى أمامهم ( وَبِأَيْمَانِهِمْ ) أى : وعن أيمانهم .
ويقولون - على سبيل الحمد والشكر لله - تعالى - يا ربنا ( أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ) بأن تزيده ولا تنقصه حتى ندخل جنتك .
( واغفر لَنَآ ) يا ربنا ذنوبنا ( إِنَّكَ ) يا ربنا ، ( على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
وفى عطف الذين آمنوا على النبى - صلى الله عليه وسلم - إشعار بأن سبب انتفاء خزيهم ، هو إيمانهم الصادق ، وعملهم الصالح ، وصحبتهم الكريمة للنبى - صلى الله عليه وسلم - .
والضمير فى قوله ( نُورُهُمْ ) يعود إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - والذين آمنوا معه .
وخص - سبحانه - الأَمامَ واليمين بالذكر ، لفضل هذين المكانين ، إذ النور عندما يكون من الأمام يستمتع الإنسان بمشاهدته ، وعندما يكون من جهة اليمين يزداد تفاؤلا وانشراحا به .
والتخصيص بذلك لا ينفى أن يكون النور محيطا بهم من كل جوانبهم ، وهو نور حقيقى يكرم الله - تعالى - به عباده الصالحين .
وختموا دعاءهم بقولهم - كما حكى القرآن عنهم - : ( إِنَّكَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) للإشارة إلى أنهم كانوا على جانب كبير من رجاء تحقيق دعائهم ، لأنهم يسألون ويدعون الله - تعالى - الذى لا يقف أمام قدرته شىء .
- البغوى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
( ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) قرأ الحسن وأبو بكر عن عاصم : " نصوحا " بضم النون ، وقرأ العامة بفتحها أي : توبة ذات نصح تنصح صاحبها بترك العود إلى ما تاب منه .
واختلفوا في معناها قال عمر وأبي ومعاذ : " التوبة النصوح " أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب ، كما لا يعود اللبن إلى الضرع .
قال الحسن : هي أن يكون العبد نادما على ما مضى; مجمعا على ألا يعود فيه .
قال الكلبي : أن يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن .
قال سعيد بن المسيب : توبة تنصحون بها أنفسكم .
قال القرظي : يجمعها أربعة أشياء : الاستغفار باللسان والإقلاع بالأبدان وإضمار ترك العود بالجنان ومهاجرة سيئ الإخوان .
( عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ) أي لا يعذبهم الله بدخول النار ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ) على الصراط ( يقولون ) إذ طفئ نور المنافقين ( ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ) .
- ابن كثير : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
ثم قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) أي : توبة صادقة جازمة ، تمحو ما قبلها من السيئات ، وتلم شعث التائب ، وتجمعه ، وتكفه عما كان يتعاطاه من الدناءات .
قال ابن جرير : حدثنا ابن مثنى ، حدثنا محمد ، حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب : سمعت النعمان بن بشير يخطب : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يقول : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) قال : يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه .
وقال الثوري ، عن سماك ، عن النعمان ، عن عمر قال : التوبة النصوح : أن يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه ، أو لا يعود فيه .
وقال أبو الأحوص ، وغيره ، عن سماك ، عن النعمان ، سئل عمر عن التوبة النصوح ، فقال : أن يتوب الرجل من العمل السيئ ، ثم لا يعود إليه أبدا .
وقال الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله : ( توبة نصوحا ) قال : يتوب ثم لا يعود .
وقد روي هذا مرفوعا فقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عاصم عن إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " التوبة من الذنب أن يتوب منه ، ثم لا يعود فيه " . تفرد به أحمد من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف ، والموقوف أصح والله أعلم .
ولهذا قال العلماء : التوبة النصوح هو أن يقلع عن الذنب في الحاضر ، ويندم على ما سلف منه في الماضي ، ويعزم على ألا يفعل في المستقبل . ثم إن كان الحق لآدمي رده إليه بطريقه .
قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن عبد الكريم ، أخبرني زياد بن أبي مريم ، عن عبد الله بن معقل قال : دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود فقال : أنت سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الندم توبة ؟ " . قال : نعم . وقال مرة : نعم سمعته يقول : " الندم توبة " .
ورواه ابن ماجه ، عن هشام بن عمار ، عن سفيان بن عيينة ، عن عبد الكريم - وهو ابن مالك الجزري - به .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثني الوليد بن بكير أبو خباب ، عن عبد الله بن محمد العدوي ، عن أبي سنان البصري ، عن أبي قلابة ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب قال : قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة عند اقتراب الساعة ، منها نكاح الرجل امرأته ، أو أمته في دبرها ، وذلك مما حرم الله ورسوله ، ويمقت الله عليه ورسوله ، ومنها : نكاح الرجل الرجل ، وذلك مما حرم الله ورسوله ، ويمقت الله عليه ورسوله . ومنها نكاح المرأة المرأة ، وذلك مما حرم الله ورسوله ، ويمقت الله عليه ورسوله . وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على هذا ، حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحا . قال زر : فقلت لأبي بن كعب : فما التوبة النصوح ؟ فقال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " هو الندم على الذنب حين يفرط منك ، فتستغفر الله بندامتك منه عند الحاضر ، ثم لا تعود إليه أبدا " .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا عباد بن عمرو ، حدثنا أبو عمرو بن العلاء سمعت الحسن يقول : التوبة النصوح : أن تبغض الذنب كما أحببته ، وتستغفر منه إذا ذكرته .
فأما إذا حزم بالتوبة وصمم عليها فإنها تجب ما قبلها من الخطيئات ، كما ثبت في الصحيح : " الإسلام يجب ما قبله ، والتوبة تجب ما قبلها " .
وهل من شرط التوبة النصوح الاستمرار على ذلك إلى الممات ، كما تقدم في الحديث وفي الأثر : " لا يعود فيه أبدا " ، أو يكفي العزم على ألا يعود في تكفير الماضي ، بحيث لو وقع منه ذلك الذنب بعد ذلك لا يكون ذلك ضارا في تكفير ما تقدم ، لعموم قوله ، عليه السلام : " التوبة تجب ما قبلها ؟ " . وللأول أن يحتج بما ثبت في الصحيح أيضا : " من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر " فإذا كان هذا في الإسلام الذي هو أقوى من التوبة ، فالتوبة بطريق الأولى ، والله أعلم . وقوله : ( عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ) و ) عسى ) من الله موجبة ، ( يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ) أي : ولا يخزيهم معه يعني : يوم القيامة ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ) كما تقدم في سورة الحديد .
( يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ) قال مجاهد ، والضحاك ، والحسن البصري ، وغيرهم : هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نور المنافقين قد طفئ .
وقال محمد بن نصر المروزي : حدثنا محمد بن مقاتل المروزي ، حدثنا ابن المبارك ، أخبرنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير أنه سمع أبا ذر ، وأبا الدرداء قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة ، وأول من يؤذن له برفع رأسه ، فأنظر بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ، وأنظر عن يميني فأعرف أمتي من بين الأمم ، وأنظر عن شمالي فأعرف أمتي من بين الأمم " . فقال رجل : يا رسول الله ، وكيف تعرف أمتك من بين الأمم ؟ قال : " غر محجلون من آثار الطهور ، ولا يكون أحد من الأمم كذلك غيرهم ، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم ، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود ، وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، حدثنا ابن المبارك ، عن يحيى بن حسان ، عن رجل من بني كنانة ، قال : صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح ، فسمعته يقول : " اللهم ، لا تخزني يوم القيامة " .
- القرطبى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله أمر بالتوبة وهي فرض على الأعيان في كل الأحوال وكل الأزمان . وقد تقدم بيانها والقول فيها في " النساء " وغيرها . توبة نصوحا اختلفت عبارة العلماء وأرباب القلوب في التوبة النصوح على ثلاثة وعشرين قولا ; فقيل : هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع ; وروي عن عمر وابن مسعود وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم . ورفعه معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم . وقال قتادة : النصوح الصادقة الناصحة . وقيل الخالصة ; يقال : نصح أي أخلص له القول . وقال الحسن : النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره . وقيل : هي التي لا يثق بقبولها ويكون على وجل منها . وقيل : هي التي لا يحتاج معها إلى توبة . وقال الكلبي : التوبة النصوح الندم بالقلب ، والاستغفار باللسان ، والإقلاع عن الذنب ، والاطمئنان على أنه لا يعود . وقال سعيد بن جبير : هي التوبة المقبولة ; ولا تقبل ما لم يكن فيها ثلاثة شروط : خوف ألا تقبل ، ورجاء أن تقبل ، وإدمان الطاعات . وقال سعيد بن المسيب : توبة تنصحون بها أنفسكم . وقال القرظي : يجمعها أربعة أشياء : الاستغفار باللسان ، وإقلاع بالأبدان ، وإضمار ترك العود بالجنان ، ومهاجرة سيئ الخلان . وقال سفيان الثوري : علامة التوبة النصوح أربعة : القلة والعلة والذلة والغربة . وقال الفضيل بن عياض : هو أن يكون الذنب بين عينيه ، فلا يزال كأنه ينظر إليه . ونحوه عن ابن السماك : أن تنصب الذنب الذي أقللت فيه الحياء من الله أمام عينك وتستعد لمنتظرك . وقال أبو بكر الوراق : هو أن تضيق عليك الأرض بما رحبت ، وتضيق عليك نفسك ; كالثلاثة الذين خلفوا . وقال أبو بكر الواسطي : هي توبة لا لفقد عوض ; لأن من أذنب في الدنيا لرفاهية نفسه ثم تاب طلبا لرفاهيتها في الآخرة ; فتوبته على حفظ نفسه لا لله . وقال أبو بكر الدقاق المصري : التوبة النصوح هي رد المظالم ، واستحلال الخصوم ، وإدمان الطاعات . وقال رويم : هو أن تكون لله وجها بلا قفا ، كما كنت له عند المعصية قفا بلا وجه . وقال ذو النون : علامة التوبة النصوح ثلاث : قلة الكلام ، وقلة الطعام ، وقلة المنام . وقال شقيق : هو أن يكثر صاحبها لنفسه الملامة ، ولا ينفك من الندامة ; لينجو من آفاتها بالسلامة . وقال سري السقطي : لا تصلح التوبة النصوح إلا بنصيحة النفس والمؤمنين ; لأن من صحت توبته أحب أن يكون الناس مثله . وقال الجنيد : التوبة النصوح هو أن ينسى الذنب فلا يذكره أبدا ; لأن من صحت توبته صار محبا لله ، ومن أحب الله نسي ما دون الله . وقال ذو الأذنين : هو أن يكون لصاحبها دمع مسفوح ، وقلب عن المعاصي جموح . وقال فتح الموصلي : علامتها ثلاث : مخالفة الهوى ، وكثرة البكاء ، ومكابدة الجوع والظمأ . وقال سهل بن عبد الله التستري : هي التوبة لأهل السنة والجماعة ; لأن المبتدع لا توبة له ; بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : حجب الله على كل صاحب بدعة أن يتوب . وعن حذيفة : بحسب الرجل من الشر أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه . وأصل التوبة النصوح من الخلوص ; يقال : هذا عسل ناصح إذا خلص من الشمع . وقيل : هي مأخوذة من النصاحة وهي الخياطة . وفي أخذها منها وجهان : أحدهما : لأنها توبة قد أحكمت طاعته وأوثقتها كما يحكم الخياط الثوب بخياطته ويوثقه . والثاني : لأنها قد جمعت بينه وبين أولياء الله وألصقته بهم ; كما يجمع الخياط الثوب ويلصق بعضه ببعض . وقراءة العامة نصوحا بفتح النون ، على نعت التوبة ، مثل امرأة صبور ، أي توبة بالغة في النصح . وقرأ الحسن وخارجة وأبو بكر عن عاصم بالضم ; وتأويله على هذه القراءة : توبة نصح لأنفسكم . وقيل : يجوز أن يكون نصوحا ، جمع نصح ، وأن يكون مصدرا ، يقال : نصح نصاحة ونصوحا . وقد يتفق فعالة وفعول في المصادر ، نحو الذهاب والذهوب . وقال المبرد : أراد توبة ذات نصح ، يقال : نصحت نصحا ونصاحة ونصوحا .
الثانية : في الأشياء التي يتاب منها وكيف التوبة منها . قال العلماء : الذنب الذي تكون منه التوبة لا يخلو ، إما أن يكون حقا لله أو للآدميين . فإن كان حقا لله كترك صلاة فإن التوبة لا تصح منه حتى ينضم إلى الندم قضاء ما فات منها . وهكذا إن كان ترك صوم أو تفريطا في الزكاة . وإن كان ذلك قتل نفس بغير حق فأن يمكن من القصاص إن كان عليه وكان مطلوبا به . وإن كان قذفا يوجب الحد فيبذل ظهره للجلد إن كان مطلوبا به . فإن عفي عنه كفاه الندم والعزم على ترك العود بالإخلاص . وكذلك إن عفي عنه في القتل بمال فعليه أن يؤديه إن كان واجدا له ، قال الله تعالى : فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان . وإن كان ذلك حدا من حدود الله كائنا ما كان فإنه إذا تاب إلى الله تعالى بالندم الصحيح سقط عنه . وقد نص الله تعالى على سقوط الحد عن المحاربين إذا تابوا قبل القدرة عليهم . وفي ذلك دليل على أنها لا تسقط عنهم إذا تابوا بعد القدرة عليهم ; حسب ما تقدم بيانه . وكذلك الشراب والسراق والزناة إذا أصلحوا وتابوا وعرف ذلك منهم ، ثم رفعوا إلى الإمام فلا ينبغي له أن يحدهم . وإن رفعوا إليه فقالوا : تبنا لم يتركوا ، وهم في هذه الحالة كالمحاربين إذا غلبوا . هذا مذهب الشافعي . فإن كان الذنب من مظالم العباد فلا تصح التوبة منه إلا برده إلى صاحبه والخروج عنه - عينا كان أو غيره - إن كان قادرا عليه ، فإن لم يكن قادرا فالعزم أن يؤديه إذا قدر في أعجل وقت وأسرعه . وإن كان أضر بواحد من المسلمين وذلك الواحد لا يشعر به أو لا يدري من أين أتي ، فإنه يزيل ذلك الضرر عنه ، ثم يسأله أن يعفو عنه ويستغفر له ، فإذا عفا عنه فقد سقط الذنب عنه . وإن أرسل من يسأل ذلك له ، فعفا ذلك المظلوم عن ظالمه - عرفه بعينه أو لم يعرفه - فذلك صحيح . وإن أساء رجل إلى رجل بأن فزعه بغير حق ، أو غمه أو لطمه ، أو صفعه بغير حق ، أو ضربه بسوط فآلمه ، ثم جاءه مستعفيا نادما على ما كان منه ، عازما على ألا يعود ، فلم يزل يتذلل له حتى طابت نفسه فعفا عنه ، سقط عنه ذلك الذنب . وهكذا إن كان شانه بشتم لا حد فيه .
قوله تعالى : عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم عسى من الله واجبة . وهو معنى قوله عليه السلام : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " . و " أن " في موضع رفع اسم عسى .
قوله تعالى : " ويدخلكم " معطوف على " يكفر " . وقرأ ابن أبي عبلة " ويدخلكم " مجزوما عطفا على محل عسى أن يكفر . كأنه قيل : توبوا يوجب تكفير سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار .
يوم لا يخزي الله النبي العامل في " يوم " : يدخلكم أو فعل مضمر . ومعنى " يخزي " هنا يعذب ، أي لا يعذبه ولا يعذب الذين آمنوا معه .
نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم تقدم في سورة " الحديد " .
يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : هذا دعاء المؤمنين حين أطفأ الله نور المنافقين ; حسب ما تقدم بيانه في سورة " الحديد " .
- الطبرى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يقول تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ( تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ) يقول: ارجعوا من ذنوبكم إلى طاعة الله، وإلى ما يرضيه عنكم ( تَوْبَةً نَصُوحًا ) يقول: رجوعا لا تعودون فيها أبدا.
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله: ( نَصُوحًا ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا هناد بن السَّريّ، قال: ثنا أَبو الأحوص، عن سماك، عن النعمان بن بشير، قال: سُئل عمر عن التوبة النصوح، قال: التوبة النصوح: أن يتوب الرجل من العمل السيئ، ثم لا يعود إليه أبدًا.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، عن عمر، قال: التوبة النصوح: أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه، أو لا تريد أن تعود.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال: سألت عمر عن قوله: ( تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: هو العبد يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه أبدًا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: التوبة النصوح، أن يتوب من الذنب فلا يعود.
حدثنا به ابن حميد مرّة أخرى، قال: أخبرني عن عمر بهذا الإسناد، فقال: التوبة النصوح: الذي يذنب ثم لا يريد أن يعود.
حدثني أَبو السائب، قال: ثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبي إسحاق، عن أَبي الأحوص، عن عبد الله ( تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: يتوب ثم لا يعود.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أَبي إسحاق، عن أَبي الأحوص، عن عبد الله قال: التوبة النصوح: الرجل يذنب الذنب ثم لا يعود فيه.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) أن لا يعود صاحبها لذلك الذنب الذي يتوب منه، ويقال: توبته أن لا يرجع إلى ذنب تركه.
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثني الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: يستغفرون ثم لا يعودون.
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأوديّ، قال: ثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك، في قوله: ( تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: النصوح. أن تحول عن الذنب ثم لا تعود له أبدًا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: هي الصادقة الناصحة.
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله.( تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ) قال: التوبة النصوح الصادقة، يعلم أنها صدق ندامة على خطيئته، وحبّ الرجوع إلى طاعته، فهذا النصوح.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار خلا عاصم ( نَصُوحًا ) بفتح النون على أنه من نعت التوبة وصفتها، وذُكر عن عاصم أنه قرأه ( نُصْوحًا ) بضمّ النون، بمعنى المصدر من قولهم: نصح فلان لفلان نُصُوحًا.
وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ بفتح النون على الصفة للتوبة لإجماع الحجة على ذلك.
وقوله: ( عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ) يقول: عسى ربكم أيها المؤمنون أن يمحو سيئات أعمالكم التي سلفت منكم ( وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ) يقول: وأن يدخلكم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ ) محمدًا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ) يقول: يسعى نورهم أمامهم ( وَبِأَيْمَانِهِمْ ) يقول: وبأيمانهم كتابهم.
كما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ) ... إلى قوله: ( وَبِأَيْمَانِهِمْ ) يأخذون كتابهم فيه البشرى ( يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لِنَا ) يقول جلّ ثناؤه مخبرًا عن قيل المؤمنين يوم القيامة: يقولون ربنا أتمم لنا نورنا، يسألون ربهم أن يبقي لهم نورهم، فلا يطفئه حتى يجوزوا الصراط، وذلك حين يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أَبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ) قال: قول المؤمنين حين يُطفأ نور المنافقين.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن الحسن، قال: ليس أحد إلا يعطى نورًا يوم القيامة، يعطى المؤمن والمنافق، فيطفأ نور المنافق، فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره، فذلك قوله: ( رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا ) .
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، قال: كان يذكرنا ويبكي، ويصدّق قوله فعله، يقول: يا أيها الناس إنكم مكتوبون عند الله عزّ وجلّ بأسمائكم وسيماكم، ومجالسكم ونجواكم وخلاتكم، فإذا كان يومُ القيامة قيل: يا فلانُ ابْنَ فلان هاكَ نورَك، ويا فلانُ ابْنَ فلان، لا نور لك.
وقوله: ( وَاغْفِرْ لَنَا ) يقول: واستر علينا ذنوبنا، ولا تفضحنا بها بعقوبتك إيانا عليها( إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) يقول: إنك على إتمام نورنا لنا، وغفران ذنوبنا، وغير ذلك من الأشياء ذو قدرة.
- ابن عاشور : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)
{ ياأيها الذين ءَامَنُواْ توبوا إِلَى الله تَوْبَةً نَّصُوحاً عسى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سيئاتكم وَيُدْخِلَكُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الانهار } .
أعيد خطاب المؤمنين وأعيد نداؤهم وهو نداء ثالث في هذه السورة . والذي قبله نداء للواعظين . وهذا نداء للموعوظين وهذا الأسلوب من أساليب الإِعراض المهتم بها .
أُمر المؤمنون بالتوبة من الذنوب إذا تلبسوا بها لأن ذلك من إصلاح أنفسهم بعد أن أمروا بأن يجنِّبوا أنفسهم وأهليهم ما يَزِجّ بهم في عذاب النار ، لأن اتقاء النار يتحقق باجتناب ما يرمي بهم فيها ، وقد يذهلون عما فرط من سيئاتهم فهُدُوا إلى سبيل التوبة التي يمحون بها ما فرط من سيئاتهم .
وهذا ناظر إلى ما ذكر من موعظة امرأتي النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : { إن تتوبا إلى الله } [ التحريم : 4 ] .
والتوبة : العزم على عدم العود إلى العصيان مع الندم على ما فرط منه فيما مضى . وتقدمت عند قوله تعالى : { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } في سورة [ البقرة : 37 ] . وفي مواضع أخرى وخاصة عند قوله تعالى : { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة } في سورة [ النساء : 17 ] . وتعديتها بحرف ( إلى ) لأنها في معنى الرجوع لأن ( تاب ) أخو ( ثاب ) .
والنصوح : ذُو النصح .
والنصح : الإِخلاص في العمل والقول ، أي الصدق في إرادة النفع بذلك . ووصف التوبة بالنصوح مجاز جعلت التوبة التي لا تردد فيها ولا تخالطها نية العودة إلى العمل المتوب منه بمنزلة الناصح لغيره ففي ( نصوح ) استعارة وليس من المجاز العقلي إذ ليس المراد نصوحاً صاحبها .
وإنما لم تلحق وصف ( نصوح ) هاء التأنيث المناسبة لتأنيث الموصوف به لأن فعولاً بمعنى فاعل يلازم الإِفراد والتذكير .
وقرأ الجمهور نصوحاً } بفتح النون على معنى الوصف كما علمت . وقرأه أبو بكر عن عاصم بضم النون على أنه مصدر ( نصح ) مثل : القُعود من قعد . وزعم الأخفش أن الضم غير معروف والقراءة حجة عليه .
ومن شروط التوبة تدارك ما يمكن تداركه مما وقع التفريط فيه مثل المظالم للقادر على ردّها . روي عن علي رضي الله عنه : يجمع التوبة ستة أشياء : الندامة على الماضي من الذنوب ، وإعادة الفرائض . ورد المظالم ، واستحلال الخصوم ، وأن تذيب نفسك في طاعة الله كما ربيتها في المعصية ، وأن تذيقها مرارة الطاعات كما أذقتها حلاوة المعاصي .
وتقوم مقام ردّ المظالم استحلال المظلوم حتى يعفو عنه .
ومن تمام التوبة تمكين التائب من نفسه أن ينفذ عليها الحدود كالقود والضرب . قال إمام الحرمين : هذا التمكين واجب خارج عن حقيقة التوبة لأن التائب إذا ندم ونوى أن لا يعود صحت توبته عند الله وكان منَعه من تمكين نفسه معصية متجددة تستدعي توبة .
وهو كلام وجيه إذ التمكين من تنفيذ ذلك يشق على النفوس مشقة عظيمة فلها عذر في الإِحجام عن التمكين منه .
وتصح التوبة من ذنب دون ذنب خلافاً لأبي هاشم الجبائي المعتزلي ، وذلك فيما عدا التوبة من الكفر .
وأما التوبة من الكفر بالإِيمان فصحيحة في غفران إثم الكفر ولو بقي متلبساً ببعض الكبائر بإجماع علماء الإِسلام .
والذنوب التي تجب منها التوبة هي الكبائر ابتداء ، وكذلك الصغائر وتمييز الكبائر من الصغائر مسألة أخرى محلها أصول الدين وأصول الفقه والفقهُ .
إلا أن الله تفضّل على المسلمين فغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر ، أخذ ذلك من قوله تعالى : { الذين يجتنبون كبائر الإِثم والفواحش إلا اللمم وقد مضى القول فيه } في تفسير سورة [ النجم : 32 ] .
ولو عاد التائب إلى بعض الذنوب أو جميعها ما عدا الكفر اختلف فيه علماء الأمة فالذي ذهب إليه أهل السنة أن التوبة تنتقض بالعودة إلى بعض الذنوب في خصوص الذنب المعود إليه ولا تنتقض فيما سواه . وأن العود معصية تجب التوبة منها . وقال المعتزلة : تنتقض بالعودة إلى بعض الذنوب فتعود إليه ذنوبه ووافقهم الباقلاني .
وليس في أدلة الكتاب والسنة ما يشهد لأحد الفريقين .
والرجاء المستفاد من فعل عسى } مستعمل في الوعد الصادر عن المتفضل على طريقة الاستعارة وذلك التائب لا حق له في أن يعفى عنه ما اقترفه لأن العصيان قد حصل وإنما التوبة عزم على عدم العودة إلى الذنب ولكن ما لصاحبها من الندم والخوف الذي بعث على العزم دل على زكاء النفس فجعل الله جزاءه أن يمحو عنه ما سلف من الذنوب تفضلاً من الله فذلك معنى الرجاء المستفاد من { عسى } .
وقد أجمع علماء الإِسلام على أن التوبة من الكفر بالإِيمان مقبولة قطعاً لكثرة أدلة الكتاب والسنة ، واختلفوا في تعيُّن قبول توبة العاصي من المؤمنين ، فقال جمهور أهل السنة : قبولها مرجوّ غير مقطوع ، وممن قال به الباقلاني وإمام الحرمين وعن الأشعري أنه مقطوع به سمعاً ، والمعتزلة مقطوع به عقلاً .
وتكفير السيئات : غفرانها ، وهو مبالغة في كَفَر المخفف المتعدي الذي هو مشتق من الكَفر بفتح الكاف ، أي الستر .
{ الانهار يَوْمَ لاَ يُخْزِى الله النبى والذين ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يسعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبأيمانهم يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا واغفر لَنَآ إِنَّكَ على كُلِّ شَىْءٍ } .
{ يوم } ظرف متعلق ب { يدخلكم جنات } وهو تعليقُ تخلص إلى الثناء على الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه . وهو يوم القيامة وهذا الثناء عليهم بانتفاء خزي الله عنهم تعريض بأن الذين لم يؤمنوا معه يخزيهم الله يوم القيامة وذكر النبي صلى الله عليه وسلم مع الذين آمنوا لتشريف المؤمنين ولا علاقة له بالتعريض .
والخزي : هو عذاب النار ، وحكى الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام قوله : { ولا تخزني يوم يبعثون } [ الشعراء : 87 ] على أن انتفاء الخزي يومئذٍ يستلزم الكرامة إذ لا واسطة بينهما كما أشعر به قوله تعالى :
{ فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } [ آل عمران : 185 ] .
وفي صلة { الذين آمنوا معه } إيذان بأن سبب انتفاء الخزي عنهم هو إيمانهم .
ومعية المؤمنين مع النبي صلى الله عليه وسلم صحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم
و ( مع ) يجوز تعلقها بمحذوف حال من { الذين آمنوا } أي حال كونهم مع الشيء في انتفاء خزي الله عنهم فيكون عموم { الذين آمنوا } مخصوصاً بغير الذين يتحقق فيهم خزي الكفر وهم الذين ارتدوا وماتوا على الكفر .
وفي هذه الآية دليل على المغفرة لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ويجوز تعلق ( مع ) بفعل { آمنوا } أي الذين آمنوا به وصحبوه ، فيكون مراداً به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به ولم يرتدوا بعده ، فتكون الآية مؤذنة بفضيلة للصحابة .
وضمير { نورهم } عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه .
وإضافة نور إلى ضمير هم مع أنه لم يسبق إخبار عنهم بنور لهم ليست إضافة تعريف إذ ليس المقصود تعريف النور وتعيينه ولكن الإِضافة مستعملة هنا في لازم معناها وهو اختصاص النور بهم في ذلك اليوم بحيث يميزه الناس من بين الأنوار يومئذٍ .
وسعي النور : امتداده وانتشاره . شبه ذلك باشتداد مشي الماشي وذلك أنه يحفّ بهم حيثما انتقلوا تنويهاً بشأنهم كما تنشر الأعلام بين يدي الأمير والقائد وكما تساق الجياد بين يدي الخليفة .
وإنما خص بالذكر من الجهات الأمامُ واليمين لأن النور إذا كان بين أيديهم تمتعوا بمشاهدته وشعروا بأنه كرامة لهم ولأن الأيدي هي التي تمسك بها الأمور النفيسة وبها بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الإِيمان والنصر . وهذا النور نور حقيقي يجعله الله للمؤمنين يوم القيامة . والباء للملابسة ، ويجوز أن تكون بمعنى ( عن ) .
وقد تقدم نظير هذا في سورة الحديد وما ذكرناه هنا أوسع .
وجملة { يقولون ربنا أتمم لنا نورنا } إلى آخرها حال من ضمير { نورهم } ، وظاهره أن تكون حالاً مقارنة ، أي يقولون ذلك في ذلك اليوم ، ودعاؤهم طلب للزيادة من ذلك النور ، فيكون ضمير { يقولون } عائد إلى جميع الذين آمنوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ ، أو يقول ذلك من كان نوره أقل من نور غيره ممن هو أفضل منه يومئذٍ فيكون ضمير { يقولون } على إرادة التوزيع على طوائف الذين آمنوا في ذلك اليوم .
وإتمام النور إدامته أو الزيادة منه على الوجهين المذكورين آنفاً وكذلك الدعاء بطلب المغفرة لهم هو لطلب دوام المغفرة ، وذلك كله أدب مع الله وتواضع له مثل ما قيل في استغفار النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم سبعين مرة .
ويظهر بذلك وجه التذييل بقولهم : { إنك على كل شيء قدير } المشعر بتعليل الدعاء كناية عن رجاء إجابته لهم .
- إعراب القرآن : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» : سبق إعرابها «تُوبُوا» أمر وفاعله «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل والجملة ابتدائية لا محل لها «تَوْبَةً» مفعول مطلق «نَصُوحاً» صفة «عَسى » فعل ماض جامد «رَبُّكُمْ» اسم عسى «أَنْ يُكَفِّرَ» مضارع منصوب بأن والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب خبر عسى «عَنْكُمْ» متعلقان بالفعل «سَيِّئاتِكُمْ» مفعول به «وَيُدْخِلَكُمْ» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة معطوفة على يكفر «جَنَّاتٍ» مفعول به ثان «تَجْرِي» مضارع «مِنْ تَحْتِهَا» متعلقان بالفعل «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة صفة جنات «يَوْمَ» ظرف زمان «لا» نافية «يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة في محل جر بالإضافة «وَالَّذِينَ» معطوف على النبي «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة. «مَعَهُ» ظرف مكان «نُورُهُمْ» مبتدأ «يَسْعى » مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية حال «بَيْنَ أَيْدِيهِمْ» ظرف مكان مضاف إلى أيديهم «وَبِأَيْمانِهِمْ» معطوفان على الظرف «يَقُولُونَ» مضارع وفاعله والجملة حال «رَبَّنا» منادى مضاف «أَتْمِمْ» فعل دعاء فاعله مستتر «لَنا» متعلقان بالفعل «نُورَنا» مفعول به والجملتان مقول القول «وَاغْفِرْ لَنا» معطوف على ما قبله ، «إِنَّكَ» إن واسمها «عَلى كُلِّ» متعلقان بقدير «شَيْ ءٍ» مضاف إليه «قَدِيرٌ» خبر إنّ والجملة الاسمية تعليلية.
- English - Sahih International : O you who have believed repent to Allah with sincere repentance Perhaps your Lord will remove from you your misdeeds and admit you into gardens beneath which rivers flow [on] the Day when Allah will not disgrace the Prophet and those who believed with him Their light will proceed before them and on their right; they will say "Our Lord perfect for us our light and forgive us Indeed You are over all things competent"
- English - Tafheem -Maududi : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(66:8) Believers, turn to Allah in sincere repentance; *19 maybe your Lord will expunge your evil deeds and admit you to the Gardens beneath which rivers flow. *20 This will be on the Day when Allah will not disgrace the Prophet and those who have embraced faith and are with him; *21 their light will be running before them and on their right hands, and they will say: 'Our Lord, perfect for us our light and forgive us. Surely You have power over everything.' *22
- Français - Hamidullah : O vous qui avez cru Repentez-vous à Allah d'un repentir sincère Il se peut que votre Seigneur vous efface vos fautes et qu'Il vous fasse entrer dans des Jardins sous lesquels coulent les ruisseaux le jour où Allah épargnera l'ignominie au Prophète et à ceux qui croient avec lui Leur lumière courra devant eux et à leur droite; ils diront Seigneur parfais-nous notre lumière et pardonne-nous Car Tu es Omnipotent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : O die ihr glaubt kehrt zu Allah um in aufrichtiger Reue; vielleicht wird euer Herr euch eure bösen Taten tilgen und euch in Gärten eingehen lassen durcheilt von Bächen am Tag da Allah den Propheten und diejenigen die mit ihm geglaubt haben nicht in Schande stürzen wird Ihr Licht eilt ihnen voraus und ebenso zu ihrer Rechten Sie werden sagen "Unser Herr vollende für uns unser Licht und vergib uns Gewiß Du hast zu allem die Macht"
- Spanish - Cortes : ¡Creyentes ¡Volveos a Alá con sincero arrepentimiento Quizá vuestro Señor borre vuestras malas obras y os introduzca en jardines por cuyos bajos fluyen arroyos El día que Alá libre de vergüenza al Profeta y a los que con él creyeron Su luz correrá ante ellos y a su derecha Dirán ¡Señor ¡Perfecciónanos nuestra luz y perdónanos Eres omnipotente
- Português - El Hayek : Ó fiéis voltai sinceramente arrependidos a Deus; é possível que o vosso Senhor absolva as vossas faltas e vos introduza em jardins abaixo dos quais correm os rios no dia em que Deus não aviltará o Profeta e aqueles que com ele crerem Uma luz fulgurará diante deles e com a sua crença dirão Ó Senhor nosso completanos a nossa luz e perdoanos porque Tu és Onipotente
- Россию - Кулиев : О те которые уверовали Раскаивайтесь перед Аллахом искренне Может быть ваш Господь простит ваши злодеяния и введет вас в Райские сады в которых текут реки в тот день когда Аллах не опозорит Пророка и тех кто уверовал вместе с ним Их свет будет сиять перед ними и справа Они скажут Господь наш Дай нам света сполна и прости нас Воистину Ты способен на всякую вещь
- Кулиев -ас-Саади : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
О те, которые уверовали! Раскаивайтесь перед Аллахом искренне! Может быть, ваш Господь простит ваши злодеяния и введет вас в Райские сады, в которых текут реки, в тот день, когда Аллах не опозорит Пророка и тех, кто уверовал вместе с ним. Их свет будет сиять перед ними и справа. Они скажут: «Господь наш! Дай нам света сполна и прости нас. Воистину, Ты способен на всякую вещь».Аллах повелел человеку искренне каяться перед Ним и пообещал в награду за это простить ему совершенные им ранее грехи, осчастливить его и поселить в Раю вместе с другими преуспевшими рабами. В День воскресения, когда все верующие будут освещать перед собой путь светом своей веры, двигаться благодаря его сиянию вперед и наслаждаться покоем и умиротворением, они вдруг увидят, как гаснет свет, освещающий путь лицемерам. Тогда верующих охватит страх, и они обратятся к Аллаху с мольбой не тушить свет их веры и продлить его до конца испытания. Аллах внемлет их мольбе и дарует им свет и уверенность, которые приведут их в сады блаженства, где они пребудут вблизи своего великодушного Господа. Все это - плоды искреннего чистосердечного раскаяния. А для этого человек должен покаяться во всех грехах искренне ради Аллаха и всегда оставаться верным этому.
- Turkish - Diyanet Isleri : Ey inananlar Yürekten tevbe ederek Allah'a dönün ki Rabbiniz kötülüklerinizi örtsün sizi içlerinden ırmaklar akan cennetlere koysun Allah'ın Peygamberini ve onunla beraber olan müminleri utandırmayacağı o gün ışıkları önlerinde ve defterleri sağlarından verilmiş olarak yürürler ve "Rabbimiz Işığımızı tamamla bizi bağışla doğrusu Sen herşeye Kadir'sin" derler
- Italiano - Piccardo : O credenti pentitevi davanti ad Allah d'un pentimento sincero Forse il vostro Signore cancellerà i vostri peccati e vi introdurrà nei Giardini in cui scorrono i ruscelli nel Giorno in cui non imporrà umiliazione alcuna al Profeta e a coloro che avranno creduto insieme con lui La loro luce correrà innanzi a loro e sulla loro destra ed essi diranno “Signore completa la nostra luce e perdonaci In verità tu sei l'Onnipotente”
- كوردى - برهان محمد أمين : ئهی ئهو کهسانهی که باوهڕتان هێناوه ئێوه به تهوبهو پهشیمانیهکی پهخت و دڵسۆزانهوه ڕوو بکهنهوه خوا نزیکه پهروهردگارتان له ههڵه و گوناههکانتان خۆش ببێت و بتانخاته باخهکانی بهههشتهوه که چهنداها و ڕوبار بهژێر درهخت و کۆشکهکانیدا دهڕوات ڕۆژێك دێت که خوا پێغهمبهر و ئهوانهی له خزمهتیدا خهجاڵهت و شهرمهزار ناکات نوورو ڕوناکیان دهدرهوشێتهوهو دێت و دهچێت له بهردهم و لای ڕاستیانهوه و دهڵێن پهروهردگارا ئهم نوورو ڕوناکیهمان بۆ زیاد بکهو لێمان خۆش ببه چونکه بهڕاستی تۆ دهسهڵاتت بهسهر ههموو شتێکدا ههیه
- اردو - جالندربرى : مومنو خدا کے اگے صاف دل سے توبہ کرو۔ امید ہے کہ وہ تمہارے گناہ تم سے دور کر دے گا اور تم کو باغہائے بہشت میں جن کے نیچے نہریں بہہ رہی ہیں داخل کرے گا۔ اس دن پیغمبر کو اور ان لوگوں کو جو ان کے ساتھ ایمان لائے ہیں رسوا نہیں کرے گا بلکہ ان کا نور ایمان ان کے اگے اور داہنی طرف روشنی کرتا ہوا چل رہا ہوگا۔ اور وہ خدا سے التجا کریں گے کہ اے پروردگار ہمارا نور ہمارے لئے پورا کر اور ہمیں معاف کرنا۔ بےشک خدا ہر چیز پر قادر ہے
- Bosanski - Korkut : O vi koji vjerujete učinite pokajanje Allahu iskreno da bi Gospodar vaš preko ružnih postupaka vaših prešao i da bi vas u džennetske bašče kroz koje će rijeke teći uveo na Dan u kojem Allah neće osramotiti Vjerovjesnika i one koji su zajedno sa njim vjerovali; svjetlo njihovo će ići ispred njih i s njihove desne strane "Gospodaru naš" – govoriće oni – "učini potpunim svjetlo naše i oprosti nam jer Ti doista sve možeš"
- Swedish - Bernström : Troende Vänd er i uppriktig ånger [över era synder] till Gud Kanske skall er Herre ur er [bok] utplåna era dåliga handlingar och föra er till lustgårdar vattnade av bäckar den Dag då Gud inte låter skam komma vid Profeten och dem som följde honom i tron ljuset [av deras tro och deras goda handlingar] skall lysa framför dem och till höger om dem [och] de ber "Herre låt vårt ljus lysa allt klarare och förlåt oss våra synder Du har allt i Din makt"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Hai orangorang yang beriman bertaubatlah kepada Allah dengan taubatan nasuhaa taubat yang semurnimurninya Mudahmudahan Rabbmu akan menutupi kesalahankesalahanmu dan memasukkanmu ke dalam jannah yang mengalir di bawahnya sungaisungai pada hari ketika Allah tidak menghinakan Nabi dan orangorang mukmin yang bersama dia; sedang cahaya mereka memancar di hadapan dan di sebelah kanan mereka sambil mereka mengatakan "Ya Rabb kami sempurnakanlah bagi kami cahaya kami dan ampunilah kami; Sesungguhnya Engkau Maha Kuasa atas segala sesuatu"
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
(Hai orang-orang yang beriman, bertobatlah kepada Allah dengan tobat yang semurni-murninya) dapat dibaca nashuuhaa dan nushuuhaa, artinya tobat yang sebenar-benarnya, bertobat tidak akan mengulangi dosa lagi, dan menyesali apa yang telah dikerjakannya (mudah-mudahan Rabb kalian) lafal 'asaa ini mengandung makna tarajji, yakni sesuatu yang dapat diharapkan akan terjadi (akan menutupi kesalahan-kesalahan kalian, dan memasukkan kalian ke dalam surga-surga) yakni taman-taman surga (yang mengalir di bawahnya sungai-sungai, pada hari ketika Allah tidak menghinakan) Allah tidak akan memasukkan ke dalam neraka (Nabi dan orang-orang yang beriman bersama dia; sedangkan cahaya mereka memancar di hadapan mereka) maksudnya, di depan mereka terang benderang oleh cahayanya (dan) cahaya itu pun memancar pula (di sebelah kanan mereka. Mereka berkata) lafal yaquuluuna merupakan jumlah isti'naf atau kalimat baru: ("Ya Rabb kami! Sempurnakanlah bagi kami cahaya kami) hingga sampai ke surga, sedangkan orang-orang munafik cahaya mereka padam (dan ampunilah kami) wahai Rabb kami (sesungguhnya Engkau Maha Kuasa atas segala sesuatu.").
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : মুমিনগণ তোমরা আল্লাহ তা’আলার কাছে তওবা করআন্তরিক তওবা। আশা করা যায় তোমাদের পালনকর্তা তোমাদের মন্দ কর্মসমূহ মোচন করে দেবেন এবং তোমাদেরকে দাখিল করবেন জান্নাতে যার তলদেশে নদী প্রবাহিত। সেদিন আল্লাহ নবী এবং তাঁর বিশ্বাসী সহচরদেরকে অপদস্থ করবেন না। তাদের নূর তাদের সামনে ও ডানদিকে ছুটোছুটি করবে। তারা বলবেঃ হে আমাদের পালনকর্তা আমাদের নূরকে পূর্ণ করে দিন এবং আমাদেরকে ক্ষমা করুন। নিশ্চয় আপনি সবকিছুর উপর সর্ব শক্তিমান।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : ஈமான் கொண்டவர்களே கலப்பற்ற மனதோடு அல்லாஹ்விடம் தவ்பா செய்து பாவமன்னிப்புப் பெறுங்கள்; உங்கள் இறைவன் உங்கள் பாவங்களை உங்களை விட்டுப் போக்கி உங்களைச் சுவனச் சோலைகளில் பிரவேசிக்கச் செய்வான் அவற்றின் கீழே ஆறகள் சதா ஓடிக் கொண்டே இருக்கும்; தன் நபியையும் அவருடன் ஈமான் கொண்டார்களே அவர்களையும் அந்நாளில் அல்லாஹ் இழிவுபடுத்தமாட்டான்; அன்று ஈடேற்றம் பெற்ற அவர்களுடைய பிரகாசம் ஒளி அவர்களுக்கு முன்னும் அவர்களுடைய வலப்புறத்திலும் விரைந்து கொண்டிருக்கும் அவர்கள் "எங்கள் இறைவா எங்களுக்கு எங்களுடைய பிரகாசத்தை நீ முழுமையாக்கி வைப்பாயாக எங்களுக்கு மன்னிப்பும் அருள்வாயாக நிச்சயமாக நீ எல்லாப் பொருட்கள் மீதும் பேராற்றலுடையவன்" என்று கூறிப் பிரார்த்தனை செய்து கொண்டு இருப்பார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : โอ้บรรดาผู้ศรัทธาเอ๋ย จงขอลุแก่โทษแด่อัลลอฮฺด้วยการลุแก่โทษอย่างจริงจังเถิดบางทีพระเจ้าของพวกเจ้าจะลบล้างความผิดของพวกเจ้าออกจากพวกเจ้า และจะทรงให้พวกเจ้าเข้าสวนสวรรค์หลากหลาย ณ เบื้องล่างสวนสวรรค์นั้นมีลำน้ำหลายสายไหลผ่าน วันที่อัลลอฮฺจะไม่ทรงทำให้นะบี และบรรดาผู้ศรัทธาร่วมกับเขาต้องอัปยศแสงสว่างของพวกเขาจะส่องจ้าไปเบื้องหน้าของพวกเขาและทางเบื้องขวาของพวกเขา พวกเขาจะกล่าวว่าข้าแต่พระเจ้าของเรา ขอพระองค์ได้ทรงโปรดทำให้แสงสว่างของเราอยู่กับเราตลอดไปและทรงยกโทษให้แก่เราแท้จริงพระองค์ท่านเป็นผู้ทรงอานุภาพเหนือทุกสิ่ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Эй иймон келтирганлар Аллоҳга холис тавба қилинглар Шоядки Роббингиз гуноҳларингизни ювса ва сизни дарахтлари остидан анҳорлар оқиб турган жаннатларга киритса Бир кундаки унда Аллоҳ Набийни ва у билан бирга бўлган иймон келтирганларни шарманда қилмас Уларнинг нурлари олдиларида ва ўнг тарафларида юриб борадир Улар эса Роббимиз бизга нуримизни батамом қилиб бер гуноҳларимизни кечир албатта Сен барча нарсага қодирсан дерлар Қиёмат кунида мўминлардан бошқалар зулматда қоладилар Мўъминлар йўлини эса нур ёритиб туради Улар зулматда адашмайдилар қоқилибсурилмайдилар ҳам Имом Аҳмад ибн Ҳанбал ривоят қилган ҳадиси шарифда Пайғамбар алайҳиссалом Эй парвардигоро қиёмат куни шарманда қилмагин деб дуо қилганликлари келтирилган
- 中国语文 - Ma Jian : 信道的人们啊!你们当向真主诚意悔罪,你们的主或许免除你们的罪恶,并且使你们入下临诸河的乐园。在那日,真主不凌辱先知,和与他一起信道的人们。他们的光明,将在他们的前面和右边奔驰,他们将说:我们的主啊!求你完成给我们的光明,求你赦宥我们。你对於万事是全能的。
- Melayu - Basmeih : Wahai orangorang yang beriman Bertaubatlah kamu kepada Allah dengan " Taubat Nasuha" mudahmudahan Tuhan kamu akan menghapuskan kesalahankesalahan kamu dan memasukkan kamu ke dalam Syurga yang mengalir di bawahnya beberapa sungai pada hari Allah tidak akan menghinakan Nabi dan orangorang yang beriman bersamasama dengannya; cahaya iman dan amal soleh mereka bergerak cepat di hadapan mereka dan di sebelah kanan mereka semasa mereka berjalan; mereka berkata ketika orangorang munafik merabaraba dalam gelapgelita "Wahai Tuhan kami Sempurnakanlah bagi kami cahaya kami dan limpahkanlah keampunan kepada kami; sesungguhnya Engkau Maha Kuasa atas tiaptiap sesuatu"
- Somali - Abduh : Kuwa xaqa rumeeyow u toobad keena Eebe toobad san wuxuu Eebe u dhawyahay inuu asturo xumaantiina idin geliyana Jannooyin ay dureerayso dhexdooda Wabiyaal Maalinta uusan Eebe hoojinayn Nabiga iyo kuwa la jooga nuurkooduna wuxuu socon hortooda iyo midigtooda iyagoo dhihi Eebow noo tam yeel Nuurkanaga noona dambi dhaaf'adaa wax walba karee
- Hausa - Gumi : Yã kũ waɗanda suka yi ĩmãni Ku kõma zuwa ga Allah kõmawar gaskiya Mai yiwuwa Ubangjinku Ya kankare muku miyãgun ayyukanku kuma Ya shigar da ku a gidãjen Aljanna ƙoramu na gudãna daga ƙarƙashinsu a rãnar da Allah bã Ya kunyatar da Annabi da wadanda suka yi ĩmãni tãre da shi Haskensu yanã tafiya a gaba gare su da jihõhin dãmansu sunã cẽwa "Yã Ubangijiumu Ka cika mana haskenmu kuma Ka yi mana gãfara Lalle Kai a kan dukkan kõme Yã kai Mai ikon yi ne"
- Swahili - Al-Barwani : Enyi mlio amini Tubuni kwa Mwenyezi Mungu toba iliyo ya kweli Asaa Mola wenu Mlezi akakufutieni maovu yenu na akakuingizeni katika Pepo zipitazo mito kati yake siku ambayo Mwenyezi Mungu hatamdhalilisha Nabii na walio amini pamoja naye Nuru yao inakwenda mbele yao na pande zao za kulia na huku wanasema Mola wetu Mlezi Tutimilizie nuru yetu na utughufirie Hakika Wewe ni Mwenye uweza juu ya kila kitu
- Shqiptar - Efendi Nahi : O ju që kei besuar Pendohuni sinqerisht te Perëndia se Zoti juaj mund t’ua shlyejë gabimet tuaja e t’ju shpiejë në kopshte nëpër të cilët rrjedhin lumenjt në Ditën në të cilën Perëndia nuk do ta turpërojë Profetin dhe ata që bashkë me të kanë besuar; drita e tyre ecë para tyre dhe në të djathtë të tyre Ata thonë “O Zoti ynë plotësona dritën tonë dhe falna neve sepse Ti me të vërtetë je i Plotëfuqishëm
- فارسى - آیتی : اى كسانى كه ايمان آوردهايد، به درگاه خدا توبه كنيد؛ توبهاى از روى اخلاص. باشد كه پروردگارتان گناهانتان را محو كند و شما را به بهشتهايى داخل كند كه در آن نهرها جارى است. در آن روز، خدا پيامبر و كسانى را كه با او ايمان آوردهاند فرو نگذارد، و نورشان پيشاپيش و سمت راستشان در حركت باشد. مىگويند: اى پروردگار ما، نور ما را براى ما به كمال رسان و ما را بيامرز، كه تو بر هر كارى توانا هستى.
- tajeki - Оятӣ : Эй касоне, ки имон овардаед, ба даргоҳи Худо тавба кунед, тавбае аз рӯи ихлос. Бошад, ки Парвардигоратон гуноҳонатонро маҳв (дур) кунад ва шуморо ба биҳиштҳое дохил кунад, ки дар он наҳрҳо ҷорист. Дар он рӯз Худо паёмбар ва касонеро, ки бо ӯ имон овардаанд, хору зор накунад ва нурашон пешопеш ва самти росташон дар ҳаракат бошад. Мегӯянд: «Эй Парвардигори мо, нури моро барои мо ба камол расон ва моро бибахшой, ки Ту бар ҳар коре тавоно ҳастӣ!»
- Uyghur - محمد صالح : ئى مۆمىنلەر اﷲ قا سەمىمىي تەۋبە قىلىڭلار، ئۈمىدكى، پەرۋەردىگارىڭلار سىلەرنىڭ گۇناھىڭلارنى يوققا چىقىرىدۇ، سىلەرنى ئاستىدىن ئۆستەڭلەر ئېقىپ تۇرىدىغان جەننەتلەرگە كىرگۈزىدۇ، ئۇ كۈندە (يەنى قىيامەت كۈنىدە) اﷲ پەيغەمبەرنى ۋە ئۇنىڭ بىلەن بىللە بولغان مۆمىنلەرنى رەسۋا قىلمايدۇ، ئۇلارنىڭ نۇرى ئۇلارنىڭ ئالدىدا ۋە ئوڭ تەرىپىدە يۈرىدۇ، ئۇلار: «ئى پەرۋەردىگارىمىز! بىزگە نۇرىمىزنى مۇكەممەللەشتۈرۈپ بەرگىن، بىزگە مەغپىرەت قىلغىن، سەن بولساڭ ھەقىقەتەن ھەر نەرسىگە قادىرسەن» دەيدۇ
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിശ്വസിച്ചവരേ, നിങ്ങള് അല്ലാഹുവോട് പശ്ചാത്തപിക്കുക. ആത്മാര്ഥമായ പശ്ചാത്താപം. നിങ്ങളുടെ നാഥന് നിങ്ങളുടെ തിന്മകള് മായിച്ചുകളയുകയും താഴ്ഭാഗത്തൂടെ ആറുകളൊഴുകുന്ന സ്വര്ഗീയാരാമങ്ങളില് നിങ്ങളെ പ്രവേശിപ്പിക്കുകയും ചെയ്തേക്കാം. അല്ലാഹു തന്റെ പ്രവാചകനെയും കൂടെയുള്ള വിശ്വാസികളെയും നിന്ദിക്കാത്ത ദിനമാണത്. അവരുടെ മുന്നിലും വലതുഭാഗത്തും തങ്ങളുടെതന്നെ പ്രകാശം പ്രസരിച്ചുകൊണ്ടിരിക്കും. അവര് പറയും: ഞങ്ങളുടെ നാഥാ! ഞങ്ങളുടെ പ്രകാശം ഞങ്ങള്ക്കു നീ പൂര്ത്തീകരിച്ചു തരേണമേ! ഞങ്ങളോട് നീ പൊറുക്കേണമേ! നീ എല്ലാറ്റിനും കഴിവുറ്റവന്തന്നെ; തീര്ച്ച.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه ارجعوا عن ذنوبكم الى طاعه الله رجوعا لا معصيه بعده عسى ربكم ان يمحو عنكم سيئات اعمالكم وان يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه ولا يعذبهم بل يعلي شانهم نور هولاء يسير امامهم وبايمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط ونهتدي الى الجنه واعف عنا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا انك على كل شيء قدير
*19) Literally, "taubat an-nasuh-an "may either mean that one should offer such true repentance as may have no tinge of pretence and hypocrisy in it, or that one should wish one's own self well and repenting of sin should save oneself from the evil end, or that one should so adorn and improve one's life after repentance as to become a cause of admonition for others, and seeing his example others also may reform themselves accordingly. These are the meanings of taubat an-nasuh which- are indicated by its literal sense. As for its religious meaning, its explanation is found in the Hadith which Ibn Abi, Hatim has related on the authority of Zirr bin Hubaish. He says: "When I asked Hadrat Ubayy bin Ka'b the meaning of taubat an-nasuh, he said that he had asked the Holy Prophet (upon whom be peace) the same question, and he had replied: 'It implies that when you happen to commit an error, you should feel penitent for it, then should implore Allah for forgiveness remorsefully, and then should refrain from committing the same error again." This same meaning has been reported from hadrat 'Umar. Hadrat 'Abdullah bin Mas'ud and Hadrat 'Abdullah bin `Abbas also, and in a tradition Hadrat 'Umar has defined taubat an-nasuh, thus: 'After offering repentance one should not even think of committing the sin, not to speak of repeating it." (Ibn Jarir) Hadrat 'Ali once heard a desert Arab chanting the words of repentance and forgiveness quickly and mechanically and remarked: `This is the repentance of the liars." The man asked: 'What is true repentance? Hadrat 'AIi replied: It should be accompanied by six things:
(1) You should feel penitent for the wrong you have done: (2) you should carry out the duties that you havc ignored; t3) restore the rights that you have usurped; (4) ask forgiveness of him whom you have wronged; (S) make a resolve not to repeat the sin again; and (6) consume yourself in obedience to AIlah as you have so far been consuming it in wrongdoing, and cause it to taste the bitterness of obedience as you havc so far been causing it to enjoy the sweet taste of disobedience and sin. " (Al-Kashshaf)
In connection with repentance there are some other points also which should be well understood: (I) That repentance, in fact, is to show remorse for an act of disobedience only because it is a disobedience of Allah; otherwise to make a resolve to refrain from a sin because it is harmful for health, for instance, or it is likely to cause defamation or financial loss, is no repentance; (2) that man should offer repentance as soon as he realizes that he has committed disobedience of Allah and should compensate for it without delay in whatever form possible and should not defer it in any way; (3) that violating one's repentance again and making a jest of repentance and repeating the sin again and again of which one has repented, is a proof of the falsity of one's repentance, for the essence of repentance, is penitence, and breaking one's repentance repeatedly is a sign that it has not been motivated by penitence; (4) that if the person who has repented sincerely and resolved not to repeat the sin again, happens to repeat it once again because of human weakness, it will not revive his past sin: however, he should offer a fresh repentance for the latter sin sod should resolve more firmly that he would not commit the sin in future; (5) that it is not necessary to renew one's repentance again everytime one remembers the disobedience committed in the past, but if one's self derives pleasure from the remembrance of the past, sinful life, one should offer repentance again and again until the remembrance of the sins causes remorse instead of pleasure and enjoyment. For the person who has actually repented of disobedience because of fear of God cannot derive pleasure from the thought chat he has been disobeying God. His deriving pleasure from it is a sign that fear of God has not taken root in his heart.
*20) The words of the verse deserve deep consideration. It has not been said chat if you repeat, you will surely be forgiven and will certainly be admitted to Paradise, but that: "If you offer true repentance, it may well be that AIIah will treat you kindly." It means that it is not incumbent upon AIIah to accept the repentance of the sinner and to grant him Paradise instead of subjecting him to punishment but it will be His kindness and compassion that He may forgive well as reward His servant. One should have hope of Hit forgiveness, but one should not commit a sin with the confidence that one will achieve forgiveness by repentance.
*21) That is, `He will not allow the reward of their good deeds to go to waste. He will not let the disbelievers and the hypocrites taunt the believers that they had gained nothing n spite of their worship. Humilitation will be the fate of the rebels and the disobedient and not of the faithful and obedient."
*22) When this verse is read along with w. 12-13 of Surah AI-Hadid, it becomes clear that the running on of the light before the believers will take place when they will be proceeding towards Paradise from the Plain of Resurrection. There it will be pitch dark alI around and those who will have been condenmed to Hell, will be groping; about in it; the light will only be with the believers by which they will be travelling on their way. On this critical occasion, hearing the wailings and groanings of those groping in the dark the believers will be feeling terrorstricken- In view of their past errors and short-comings they will be afraid lest they too should be deprived of their light and made to grope about like those-wretched people. Therefore, they will pray: "O our Lord, forgive us our sins and Iet our light remain with us until we reach Paradise." Ibn Jarir has cited Hadrat Abdullah bin 'Abbas as explaining the meaning of Rabbana-atimim lava nurana thus They will implore AIIah AI-mighty that their light be allowed to remain with thetas and kept from going out until they have crossed the bridge across Hell." The commentary given by Hadrat Hasan Basri, Mujahid and Dahhak also is almost the same. Ibn Kathir has cited their this saying: 'When the believers see that the hypocrites have been deprived of the light, they will pray to Allah for the perfection of their light." (For further explanation, see E.N. 17 of Surah Al Hadid).