- عربي - نصوص الآيات عثماني : هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ ذَلُولًا فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِۦ ۖ وَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ
- عربى - نصوص الآيات : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ۖ وإليه النشور
- عربى - التفسير الميسر : الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها، فامشوا في نواحيها وجوانبها، وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها، وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب، وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته، والتذكير بنعمه، والتحذير من الركون إلى الدنيا.
- السعدى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
أي: هو الذي سخر لكم الأرض وذللها، لتدركوا منها كل ما تعلقت به حاجتكم، من غرس وبناء وحرث، وطرق يتوصل بها إلى الأقطار النائية والبلدان الشاسعة، { فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا } أي: لطلب الرزق والمكاسب.
{ وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } أي: بعد أن تنتقلوا من هذه الدار التي جعلها الله امتحانًا، وبلغة يتبلغ بها إلى الدار الآخرة، تبعثون بعد موتكم، وتحشرون إلى الله، ليجازيكم بأعمالكم الحسنة والسيئة.
- الوسيط لطنطاوي : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
ثم ذكر - سبحانه - جانبا من مظاهر فضله على عباده فقال : ( هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النشور ) .
والذلول : السهلة المذللة المسخرة لما يراد منها؛ من مَشْى عليها ، أو غَرْس فيها ، أو بناء فوقها . . من الذِّل وهو سهولة الانقياد للغير ، ومنه قوله - تعالى - : ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ . . . ) أى : غير مذللة ولا مدربة على حرث الأرض . .
والأمر فى قوله ( فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا ) للإباحة ، والمناكب جمع منكب وهو ملتقى الكتف مع العضد والمراد به هنا : جوانبها أو طرقها وفجاجها أو أطرافها . .
وهو مثل لفرط التذليل ، وشدة التسخير . .
أى : هو - سبحانه - الذى جعل لكم - لفضله ورحمته - الأرض المتسعة الأرجاء ، مذللة مسخرة لكم ، لتتمكنوا من الانتفاع بها عن طريق المشى عليها ، أو البناء فوقها . أو غرس النبات فيها . .
وما دام الأمر كذلك فامشوا فى جوانبها وأطرافها وفجاجها . . ملتمسين رزق ربكم فيها وداوموا على ذلك ، ففى الحديث الشريف : " التمسوا الرزق فى خبايا الأرض " .
والمراد بقوله : ( وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ ) الانتفاع بما فيها من وجوه النعم ، وعبر عنه بالأكل لأنه أهم وجوه الانتفاع .
فالآية الكريمة دعوة حارة للمسلمين لكى ينتفعوا بما فى الأرض من كنوز ، حتى يستغنوا عن غيرهم فى مطعمهم ومشربهم وملبسهم وسائر أمور معاشهم . . فإنه بقدر تقصيرهم فى استخراج كنوزها ، تكون حاجتهم لغيرهم .
قال بعض العلماء : قال الإِمام النووى فى مقدمة المجموع : إن على الأمة الإِسلامية أن تعمل على استثمار وإنتاج كل حاجاتها حتى الإبرة ، لتستغنى عن غيرها ، وإلا احتاجت إلى الغير بقدر ما قصرت فى الإِنتاج . .
وقد أعطى الله - تعالى - العالم الإِسلامى الأولوية فى هذا كله ، فعليهم أن يحتلوا مكانهم ، ويحافظوا على مكانتهم ، ويشيدوا كيانهم بالدين والدنيا معا . .
وقد أفاض بعض العلماء فى بيان معنى قوله - تعالى - : ( هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً . . ) فقال ما ملخصه : والناس لطول إلفهم لحياتهم على هذه الأرض وسهولة استقرارهم عليها .
. ينسون نعمة الله فى تذليلها لهم وتسخيرها ، والقرآن يذكرهم هذه النعمة الهائلة ، ويبصرهم بها ، فى هذا التعبير الذى يدرك منه كل أحد ، وكل جيل ، ما ينكشف له من علم هذه الأرض الذلول . .
والله - تعالى - جعل الأرض ذلولا للبشر من حيث جاذبيتها . . ومن حيث سطحها . . ومن حيث تكوينها ، ومن حيث إحاطة الهواء بها . . ومن حيث حجمها . .
وقوله : ( وَإِلَيْهِ النشور ) معطوف على ما قبله ، لبيان أن مصيرهم إليه - تعالى - بعد قضائهم فى الأرض المذللة لهم ، مدة حياتهم . .
أى : وإليه وحده مرجعكم ، وبعثكم من قبوركم ، بعد أن قضيتم على هذه الأرض ، الأجل الذى قدره - سبحانه - لكم .
- البغوى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ) سهلا لا يمتنع المشي فيها بالحزونة ( فامشوا في مناكبها ) قال ابن عباس وقتادة : في جبالها . وقال الضحاك : في آكامها . وقال مجاهد : في طرقها وفجاجها . قال الحسن : في سبلها . وقال الكلبي : في أطرافها . وقال مقاتل : في نواحيها . قال الفراء : في جوانبها والأصل في الكلمة الجانب ، ومنه منكب الرجل والريح النكباء وتنكب فلان [ أي جانب ] ( وكلوا من رزقه ) مما خلقه رزقا لكم في الأرض . ( وإليه النشور ) أي : وإليه تبعثون من قبوركم .
- ابن كثير : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
ثم ذكر نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض ، وتذليله إياها لهم ، بأن جعلها قارة ساكنة لا تمتد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال ، وأنبع فيها من العيون ، وسلك فيها من السبل ، وهيأها فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار ، فقال : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها ) أي : فسافروا حيث شئتم من أقطارها ، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ، واعلموا أن سعيكم لا يجدي عليكم شيئا ، إلا أن ييسره الله لكم ; ولهذا قال : ( وكلوا من رزقه ) فالسعي في السبب لا ينافي التوكل كما قال الإمام أحمد :
حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول : إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول : إنه سمع عمر بن الخطاب يقول : إنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا " .
رواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه من حديث ابن هبيرة وقال الترمذي : حسن صحيح . فأثبت لها رواحا وغدوا لطلب الرزق ، مع توكلها على الله ، عز وجل ، وهو المسخر المسير المسبب . ) وإليه النشور ) أي : المرجع يوم القيامة .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي : ( مناكبها ) أطرافها ، وفجاجها ، ونواحيها . وقال ابن عباس ، وقتادة : ( مناكبها ) الجبال .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن حكام الأزدي ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن بشير بن كعب : أنه قرأ هذه الآية : ( فامشوا في مناكبها ) فقال لأم ولد له : إن علمت ) مناكبها ) فأنت عتيقة . فقالت : هي الجبال . فسأل أبا الدرداء فقال : هي الجبال .
- القرطبى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
قوله تعالى : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور
قوله تعالى : هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا أي سهلة تستقرون عليها . والذلول المنقاد الذي يذل لك والمصدر الذل وهو اللين والانقياد . أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة . وقيل : أي ثبتها بالجبال لئلا تزول بأهلها ; ولو كانت تتكفأ متمائلة لما كانت منقادة لنا . وقيل : أشار إلى التمكن من الزرع والغرس وشق العيون والأنهار وحفر الآبار .
فامشوا في مناكبها هو أمر إباحة ، وفيه إظهار الامتنان . وقيل : هو خبر بلفظ الأمر ; أي لكي تمشوا في أطرافها ونواحيها وآكامها وجبالها . وقال ابن عباس وقتادة وبشير بن كعب : في مناكبها في جبالها . وروي أن بشير بن كعب كانت له سرية فقال لها : إن أخبرتني ما مناكب الأرض فأنت حرة ؟ فقالت : مناكبها جبالها . فصارت حرة ، فأراد أن يتزوجها فسأل أبا الدرداء فقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . مجاهد : في أطرافها . وعنه أيضا : في طرقها وفجاجها . وقاله السدي والحسن . وقال الكلبي : في جوانبها . ومنكبا الرجل : جانباه . وأصل المنكب الجانب ; ومنه منكب الرجل . والريح النكباء . وتنكب فلان عن فلان . يقول : امشوا حيث أردتم فقد جعلتها لكم ذلولا لا تمتنع . وحكى قتادة عن أبي الجلد أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ ; فللسودان اثنا عشر ألفا ، وللروم ثمانية آلاف ، وللفرس ثلاثة آلاف ، وللعرب ألف .
وكلوا من رزقه أي مما أحله لكم ; قاله الحسن . وقيل : مما أتيته لكم .
وإليه النشور المرجع . وقيل : معناه أن الذي خلق السماء لا تفاوت فيها ، والأرض ذلولا قادر على أن ينشركم .
- الطبرى : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
وقوله: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ذَلُولا )
يقول تعالى ذكره: الله الذي جعل لكم الأرض ذَلُولا سَهْلا سَهَّلها لكم (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ).
اختلف أهل العلم في معنى (مَنَاكِبِهَا ) فقال بعضهم: مناكبها: جبالها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (فِي مَنَاكِبِهَا ) يقول: جبالها.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن بشير بن كعب أنه قرأ هذه الآية (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ) فقال لجارية له: إن دَريْت ما مناكبها، فأنت حرة لوجه الله ؛ قالت: فإن مناكبها: جبالها، فكأنما سُفِع في وجهه، ورغب في جاريته، فسأل، منهم من أمره، ومنهم من نهاه، فسأل أبا الدرداء، فقال: الخير في طمأنينة، والشرّ في ريبة، فَذرْ ما يريبك إلى ما لا يريبك.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة، عن بشير بن كعب، بمثله سواء.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ) : جبالها.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: (فِي مَنَاكِبِهَا ) قال: في جبالها.
وقال آخرون: (مَنَاكِبِهَا ) : أطرافها ونواحيها.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ) يقول: امشوا في أطرافها.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن سعيد، عن قتادة، أن بشير بن كعب العدويّ، قرأ هذه الآية (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ) فقال لجاريته: إن أخبرتني ما مناكبها، فأنت حرّة، فقالت: نواحيها ؛ فأراد أن يتزوّجها، فسأل أبا الدرداء، فقال: إن الخير في طمأنينة، وإن الشرّ في ريبة، فدع ما يَريبك إلى ما لا يريبك.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى ؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ) قال: طرقها وفجاجها.
وأولى القولين عندي بالصواب قول من قال: معنى ذلك: فامشوا في نواحيها وجوانبها، وذلك أن نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه.
وقوله: (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ) يقول: وكلوا من رزق الله الذي أخرجه لكم من مناكب الأرض، (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) يقول تعالى ذكره: وإلى الله نشركم من قبوركم.
- ابن عاشور : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
استئناف فيه عود إلى الاستدلال ، وإدماج للامتنان ، فإن خلق الأرض التي تحوي الناس على وجهها أدل على قدرة الله تعالى وعلمه من خلق الإِنسان إذ ما الإِنسان إلاّ جزء من الأرض أو كجزء منها قال تعالى : { منها خلقناكم } [ طه : 55 ] ، فلما ضَرب لهم بخلق أنفسهم دليلاً على علمه الدال على وحدانيته شفَّعه بدليل خلق الأرض التي هم عليها ، مع المنة بأنه خلقها هيّنة لهم صالحة للسير فيها مخرِجة لأرزاقهم ، وذُيّل ذلك بأن النشور منها وأن النشور إليه لا إلى غيره .
والذَّلول من الدواب المنقادة المطاوعة ، مشتق من الذل وهو الهوان والانقياد ، فَعول بمعنى فاعل يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وتقدم في قوله تعالى : { إنها بقرة لا ذلول } الآية في سورة البقرة ( 71 ) ، فاستعير الذلول للأرض في تذليل الانتفاع بها مع صلابة خلقتها تشبيهاً بالدابة المسوسة المرتاضة بعد الصعوبة على طريقة المصرحة .
والمناكب : تخييل للاستعارة لزيادة بيان تسخير الأرض للناس فإن المنكب هو ملتقى الكتف مع العضد ، جعل المناكب استعارة لأطراف الأرض أو لسعتها .
وفُرع على هذه الاستعارة الأمر في فامشوا في مناكبها } فصيغة الأمر مستعملة في معنى الإِدامة تذكيراً بما سخّر الله لهم من المشي في الأرض امتناناً بذلك .
ومناسبة { وكلوا من رزقه } أن الرزق من الأرض . والأمر مستعمل في الإِدامة أيضاً للامتنان ، وبذلك تمت استعارة الذلول للأرض لأن فائدة تذليل الذلول ركوبها والأكل منها . فالمشي على الأرض شبيه بركوب الذلول ، والأكلُ مما تنبته الأرض شبيه بأكل الألبان والسمن وأكل العجول والخرفان ونحو ذلك . وجمع المناكب تجريد للاستعارة لأن الذلول لها منكبان والأرض ذات متسعات كثيرة .
وكل هذا تذكير بشواهد الربوبية والإِنعام ليتدبروا فيتركوا العناد ، قال تعالى : { كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون } [ النحل : 81 ] .
وأما عطف { وإليه النشور } فهو تتميم وزيادة عبر استطرون لمناسبة ذكر الأرض فإنها مثوى الناس بعد الموت .
والمعنى : إليه النشور منها ، وذلك يقتضي حذفاً ، أي وفيها تعودون .
وتعريف { النشور } تعريف الجنس فيعم أي كل نشور ، ومنه نشور المخاطبين فكان قوله : { وإليه النشور } بمنزلة التذييل .
والقصر المستفاد من تعريف جزأي { هو الذي جعل لكم الأرض } قصر قلب بتنزيل المخاطبين منزلة من يعتقد أن الأصنام خلقت الأرض لأن اعتقادهم إلهيتها يقتضي إلزامهم بهذا الظن الفاسد وإن لم يقولوه .
وتقديم المجرور في جملة { وإليه النشور } للاهتمام .
ومناسبة ذكر النشور هو ذكر خلق الأرض فإن البعث يكون من الأرض .
- إعراب القرآن : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
«هُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «جَعَلَ» ماض فاعله مستتر «لَكُمُ» متعلقان بالفعل «الْأَرْضَ» مفعول به أول «ذَلُولًا» مفعول به ثان والجملة صلة «فَامْشُوا» الفاء الفصيحة وأمر وفاعله «فِي مَناكِبِها» متعلقان بالفعل والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها «وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ» معطوف على ما قبله «وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» خبر مقدم ومبتدأ مؤخر والجملة حال.
- English - Sahih International : It is He who made the earth tame for you - so walk among its slopes and eat of His provision - and to Him is the resurrection
- English - Tafheem -Maududi : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(67:15) He it is Who made the earth subservient to you. So traverse in its tracks and partake of the sustenance *23 He has provided. To Him will you be resurrected. *24
- Français - Hamidullah : C'est Lui qui vous a soumis la terre parcourez donc ses grandes étendues Mangez de ce qu'Il vous fournit Vers Lui est la Résurrection
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Er ist es Der euch die Erde fügsam gemacht hat So geht auf ihrem Rücken einher und eßt von dem womit Er euch versorgt Und zu Ihm wird die Auferstehung sein
- Spanish - Cortes : Él es Quien os ha hecho dócil la tierra Recorredla pues de acá para allá y comed de Su sustento La Resurrección se hará hacia Él
- Português - El Hayek : Ele foi Quem vos fez a terra manejável Percorreia pois por todos os seus quadrantes e desfrutai das Suas mercês; a Ele será o retorno
- Россию - Кулиев : Он - Тот Кто сделал для вас землю покорной Ступайте же по свету и вкушайте из Его удела и к Нему вы явитесь после воскрешения
- Кулиев -ас-Саади : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
Он - Тот, Кто сделал для вас землю покорной. Ступайте же по свету и вкушайте из Его удела, и к Нему вы явитесь после воскрешения.Он даровал вам господство на этой земле и покорил ее вам, чтобы вы могли удовлетворять свои нужды, сажать на ней деревья, собирать урожай, строить дома и дороги, ведущие в далекие края и иноземные города. Так странствуйте же по земным просторам в поисках пропитания и выгоды и вкушайте из дарованного вам удела. Но не забывайте, что вам предстоит покинуть этот мир, в котором Аллах испытывает вас, который Он сделал плацдармом для Последней жизни. Воистину, вы умрете и будете воскрешены и собраны пред Аллахом, чтобы Он воздал вам за ваши благие и плохие деяния.
- Turkish - Diyanet Isleri : Yeryüzünü size boyun eğdiren O'dur; öyleyse yerin sırtlarında dolaşın Allah'ın verdiği rızıktan yiyin; sonunda dönüş O'nadır
- Italiano - Piccardo : Egli è Colui Che vi ha fatto remissiva la terra percorretela in lungo e in largo e mangiate della Sua provvidenza Verso di Lui è la Resurrezione
- كوردى - برهان محمد أمين : ههر ئهو زاته زهوی بۆ زهلیل و ملکهچ کردوون ههرچیتان بوێت لهسهری دروست دهکهن چۆنتان بوێت بهکاری دههێنن بگهڕێن به ههموو گۆشهو کهناریدا لهو ڕزق و ڕۆزیهش بخۆن که پێشکهشتانی دهکات دڵنیاش بن که سهرئهنجام گهڕانهوهتان بۆ لای ئهو زاتهیه
- اردو - جالندربرى : وہی تو ہے جس نے تمہارے لئے زمین کو نرم کیا تو اس کی راہوں میں چلو پھرو اور خدا کا دیا ہو رزق کھاو اور تم کو اسی کے پاس قبروں سے نکل کر جانا ہے
- Bosanski - Korkut : On vam je Zemlju pogodnom učinio pa hodajte predjelima njezinim i hranite se onim što On daje Njemu ćete poslije oživljenja odgovarati
- Swedish - Bernström : Det är Han som har skapat jorden för att tjäna er; färdas då över dess vidder och livnär er av det som Han skänker er för er försörjning och [tänk på att] ni skall återuppstå för att möta Honom
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Dialah Yang menjadikan bumi itu mudah bagi kamu maka berjalanlah di segala penjurunya dan makanlah sebahagian dari rezekiNya Dan hanya kepadaNyalah kamu kembali setelah dibangkitkan
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ
(Dialah yang menjadikan bumi itu mudah bagi kalian) mudah untuk dipakai berjalan di atas permukaannya (maka berjalanlah di segala penjurunya) pada semua arahnya (dan makanlah sebagian dari rezeki-Nya) yang sengaja diciptakan buat kalian. (Dan hanya kepada-Nyalah kalian dibangkitkan) dari kubur untuk mendapatkan pembalasan.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তিনি তোমাদের জন্যে পৃথিবীকে সুগম করেছেন অতএব তোমরা তার কাঁধে বিচরণ কর এবং তাঁর দেয়া রিযিক আহার কর। তাঁরই কাছে পুনরুজ্জীবন হবে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : அவனே உங்களுக்கு இப்பூமியை நீங்கள் வாழ்வதற்கு வசதியாக ஆக்கினான்; ஆகவே அதன் பல மருங்குகளிலும் நடந்து அவனுடைய உணவிலிருந்து புசியுங்கள்; இன்னும் அவனிடமே யாவரும் உயிர்த்தெழவேண்டியிருக்கிறது
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระองค์คือผู้ทรงทำแผ่นดินนี้ให้ราบเรียบสำหรับพวกเจ้า ดังนั้นจงสัญจรไปตามขอบเขตของมันและจงบริโภคจากปัจจัยยังชีพของพระองค์ และยังพระองค์เท่านั้นการฟื้นคืนชีพ
- Uzbek - Мухаммад Содик : У сизларга ерни бўйсундириб қўйган зотдир Бас унинг турли жойларида юринг ва Унинг ризқидан енг ва қабрдан чиқиб бориш ҳам Унинг ҳузурига бўладир Уламоларимиз қадимдан ушбу ояти кариманинг тафсирини Исломда меҳнатга чорлаш ризқни териб ейиш ер юзинининг турли жойларида ҳаракат қилиш зарурлигига далил қилиб келтирадилар Дарҳақиқаат Аллоҳ таоло ерни инсонга бўйсундириб қўйган лекин бу ҳақиқат ҳозирги асримиздагидек ҳеч қачон яққол кўзга ташланмаган
- 中国语文 - Ma Jian : 他为你们而使大地平稳,你们应当在大地的各方行走,应当吃他的给养,你们复活后,只归於他。
- Melayu - Basmeih : Dia lah yang menjadikan bumi bagi kamu mudah digunakan maka berjalanlah di meratarata ceruk rantaunya serta makanlah dari rezeki yang dikurniakan Allah; dan ingatlah kepada Allah jualah tempat kembali kamu sesudah dibangkitkan hidup semula; maka hargailah nikmatNya dan takutilah kemurkaanNya
- Somali - Abduh : Eebe waa kan Dhulka ka dhigay mid laylan ee ku socda Waddooyinkiisa kana Cuna Quudkiisa Eebaana Dadku loo soo kulmin Qiyaamada
- Hausa - Gumi : Shi Allah Yã sanya muku ƙasa hõrarriya sai ku tafi cikin sãsanninta kuma ku ci daga arzikinSa kuma zuwa gare shi ne tãshin yake
- Swahili - Al-Barwani : Yeye ndiye aliye idhalilisha ardhi kwa faida yenu basi tembeeni katika pande zake na kuleni katika riziki zake Na kwake Yeye ndio kufufuliwa
- Shqiptar - Efendi Nahi : Ai ju ka bërë Tokën të nënshtruar – të shërbyeshme andaj ecni nëpër viset e saj dhe ushqehuni me atë që ju ka dhënë Ai Ju pasi të ringjalleni do të ktheheni tek Ai
- فارسى - آیتی : اوست كه زمين را رام شما گردانيد. پس بر روى آن سير كنيد، و از رزق خدا بخوريد. چون از قبر بيرون آييد به سوى او مىرويد.
- tajeki - Оятӣ : Ӯст, ки заминро роми шумо гардонид Пас бар рӯи он сайр кунед, ва аз ризқи Худо бихӯред. Чун аз қабр берун оед, ба сӯи Ӯ меравед.
- Uyghur - محمد صالح : اﷲ سىلەرگە زېمىننى مېڭىشقا ئاسان قىلدى، زېمىننىڭ ئەتراپىدا مېڭىڭلار. اﷲ نىڭ (بەرگەن) رىزقىدىن يەڭلار، سىلەر تىرىلگەندىن كېيىن اﷲ نىڭ دەرگاھىغا قايتۇرۇلىسىلەر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : അവനാണ് നിങ്ങള്ക്ക് ഭൂമിയെ അധീനപ്പെടുത്തിത്തന്നത്. അതിനാല് അതിന്റെ വിരിമാറിലൂടെ നടന്നുകൊള്ളുക. അവന് തന്ന വിഭവങ്ങളില്നിന്ന് ആഹരിക്കുക. നിങ്ങള് ഉയിര്ത്തെഴുന്നേറ്റ് ചെല്ലുന്നതും അവങ്കലേക്കുതന്നെ.
- عربى - التفسير الميسر : الله وحده هو الذي جعل لكم الارض سهله ممهده تستقرون عليها فامشوا في نواحيها وجوانبها وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها واليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء وفي الايه ايماء الى طلب الرزق والمكاسب وفيها دلاله على ان الله هو الاله الحق وحده لا شريك له وعلى قدرته والتذكير بنعمه والتحذير من الركون الى الدنيا
*23) That is, "This earth has not become subdued for you of its own accord, and the provisions also that you are eating have not become available here by themselves, but AIlah has so arranged it by His wisdom and power that your life became possible here and this splendid globe became so peaceful that you are moving about on it with full peace of mind, and it has become such a vast table spread with food that it contains endless and limitless provisions for your sustenance. If you are not lost in heedlessness and look about yourself intelligently you will find how much wisdom underlies the making of this earth habitable for you and arranging in it immeasurable stores of provisions for you." (For explanation, see E.N.'s 73, 74, 81 of Surah An-Naml, E.N.'s 29, 32 of Ya Sin, E.N.'s 90, 91 of Al-Mu'min, E.N. 7 of Az-Zukhruf, E,N. 7 of Al-Jathiyah, E,N. 18 of Surah Qaf.)
*24) That is, "While you move about on the earth and eat of what Allah has. provided for you here, you should not forget that ultimately you have to appear before God one day."