- عربي - نصوص الآيات عثماني : إِنَّا بَلَوْنَٰهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
- عربى - نصوص الآيات : إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين
- عربى - التفسير الميسر : إنا اختبرنا أهل "مكة" بالجوع والقحط، كما اختبرنا أصحاب الحديقة حين حلفوا فيما بينهم، ليقطعُنَّ ثمار حديقتهم مبكِّرين في الصباح، فلا يَطْعَم منها غيرهم من المساكين ونحوهم، ولم يقولوا: إن شاء الله.
- السعدى : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
يقول تعالى: إنا بلونا هؤلاء المكذبين بالخير وأمهلناهم، وأمددناهم بما شئنا من مال وولد، وطول عمر، ونحو ذلك، مما يوافق أهواءهم، لا لكرامتهم علينا، بل ربما يكون استدراجًا لهم من حيث لا يشعرون فاغترارهم بذلك نظير اغترار أصحاب الجنة، الذين هم فيها شركاء، حين زهت ثمارها أينعت أشجارها، وآن وقت صرامها، وجزموا أنها في أيديهم، وطوع أمرهم، [وأنه] ليس ثم مانع يمنعهم منها، ولهذا أقسموا وحلفوا من غير استثناء، أنهم سيصرمونها أي: يجذونها مصبحين، ولم يدروا أن الله بالمرصاد، وأن العذاب سيخلفهم عليها، ويبادرهم إليها.
- الوسيط لطنطاوي : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
وبمناسبة الحديث السابق الذى فيه إشارة إلى المال والبنين ، اللذين كانا من أسباب بطر هؤلاء الكافرين وطغيانهم . . ساق القرآن بعد ذلك قصة أصحاب الجنة ، لتكون موعظة وعبرة كل عاقل ، فقال - تعالى - :
( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ الجنة . . . ) .
قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه : هذا مثل ضربة الله - تعالى - لكفار قريش ، فيما أهدى إليهم من الرحمة العظيمة ، وأعطاهم من النعم الجسيمة ، وهو بعثه محمدا صلى الله عليه وسلم إليهم فقابلوه بالتكذيب والمحاربة . .
وقد ذكر بعض السلف : أن أصحاب الجنة هؤلاء كانوا من أهل اليمن كانوا من قرية يقال لها : " ضَرَوان " على ستة أميال من صنعاء . . وكان أبوهم قد ترك لهم هذه الجنة ، وكانوا من أهل أهل الكتاب ، وقد كان أبوهم يسير فيها سيرة حسنة ، فكان ما استغله منها يرد فيها ما يحتاج إليه ، ويدخر لعياله قوت سنتهم ، ويتصدق بالفاضل .
فلما مات وورثه أولاده ، قالوا : لقد كان أبونا أحمق ، إذ كان يصرف من هذه الجنة شيئا للفقراء ، ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك لنا ، فلما عزموا على ذلك عوقبوا بنقيض قصدهم ، فقد أذهب الله ما بأيديهم بالكلية : أذهب رأس المال ، والربح . . فلم يبق لهم شئ . .
وقوله - سبحانه - : ( بَلَوْنَاهُمْ ) أى : اختبرناهم وامتحناهم ، مأخوذ من البلوى ، التى تطلق على الاختبار ، والابتلاء قد يكون بالخير وقد يكون بالشر ، كما قال - تعالى - : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الموت وَنَبْلُوكُم بالشر والخير فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) والمراد بالابتلاء هنا : الابتلاء بالشر بعد جحودهم لنعمة الخير .
أى : إنا امتحنا مشركى قريش بالقحط والجوع . حتى أكلوا الجيف ، بسبب كفرهم بنعمنا ، وتكذيبهم لرسولنا صلى الله عليه وسلم كما ابتلينا من قبلهم أصحاب الجنة ، بأن دمرناها تدميرا ، بسبب بخلهم وامتناعهم عن أداء حقوق الله منها . .
ويبدو أن قصة أصحاب الجنة ، كانت معروفة لأهل مكة ، ولذا ضرب الله - تعالى - المثل بها . حتى يعتبروا ويتعظوا . .
ووجه المشابهة بين حال أهل مكة ، وحال أصحاب الجنة . . يتمثل فى أن كلا الطرفين قد منحه الله - تعالى - نعمة عظيمة ، ولكنه قابلها بالجحود وعدم الشكر .
و ( إذ ) فى قوله : ( إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِين . . ) تعليلية .
والضمير فى ( أَقْسَمُواْ ) يعود لمعظمهم ، لأن الآيات الآتية بعد ذلك ، تدل على أن أوسطهم قد نهاهم عما اعتزموه من حرمان المساكين ، ومن مخالفة ما يأمرهم شرع الله - تعالى - به . .
قال - تعالى - : ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ . . ) .
وقوله : ( لَيَصْرِمُنَّهَا ) من الصرم وهو القطع . يقال : صرم فلان زرعه - من باب ضرب - إذا جَزّه وقطعه ، ومنه قولهم : انصرم حبل المودة بين فلان وفلان ، إذا انقطع .
وقوله : ( مُصْبِحِينَ ) أى : داخلين فى وقت الصباح المبكر .
أى : إنا امتحنا أهل مكة بالبأساء والضراء ، كما امتحنا أصحاب البستان الذين كانوا قبلهم ، لأنهم أقسموا بالأيمان المغلظة ، ليقطعن ثمار هذا البستان فى وقت الصباح المبكر .
- البغوى : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
( إنا بلوناهم ) يعني : اختبرنا أهل مكة بالقحط والجوع ( كما بلونا ) ابتلينا ( أصحاب الجنة ) روى محمد بن مروان ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : في قوله - عز وجل - : " إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة " قال : كان بستان باليمن يقال له الضروان دون صنعاء بفرسخين ، يطؤه أهل الطريق ، كان غرسه قوم من أهل الصلاة ، وكان لرجل فمات فورثه ثلاثة بنين له ، وكان يكون للمساكين إذا صرموا نخلهم كل شيء تعداه المنجل فلم يجزه وإذا طرح من فوق النخل إلى البساط فكل شيء يسقط على البساط فهو أيضا للمساكين ، وإذا حصدوا زرعهم فكل شيء تعداه المنجل فهو للمساكين وإذا داسوه كان لهم كل شيء ينتثر أيضا فلما مات الأب وورثه هؤلاء الإخوة [ عن أبيهم ] فقالوا : والله إن المال لقليل ، وإن العيال لكثير وإنما كان هذا الأمر يفعل إذ كان المال كثيرا والعيال قليلا فأما إذا قل المال وكثر العيال فإنا لا نستطيع أن نفعل هذا فتحالفوا بينهم يوما ليغدون غدوة قبل خروج الناس فليصرمن نخلهم ولم يستثنوا يقول : لم يقولوا إن شاء الله فغدا القوم بسدفة من الليل إلى جنتهم ليصرموها قبل أن يخرج المساكين ، فرأوها مسودة وقد طاف عليها من الليل طائف من العذاب فأحرقها فأصبحت كالصريم فذلك قوله - عز وجل - : ( إذ أقسموا ) حلفوا ( ليصرمنها مصبحين ) ليجذنها وليقطعن ثمرها إذا أصبحوا قبل أن يعلم المساكين
- ابن كثير : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
هذا مثل ضربه الله تعالى لكفار قريش فيما أهدى إليهم من الرحمة العظيمة ، وأعطاهم من النعم الجسيمة ، وهو بعثه محمدا - صلى الله عليه وسلم - إليهم ، فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة ; ولهذا قال : ( إنا بلوناهم ) أي : اختبرناهم ، ( كما بلونا أصحاب الجنة ) وهي البستان المشتمل على أنواع الثمار والفواكه ( إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ) أي : حلفوا فيما بينهم ليجذن ثمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل ، ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقوا منه بشيء
- القرطبى : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
قوله تعالى : إنا بلوناهم يريد أهل مكة . والابتلاء الاختبار . والمعنى أعطيناهم أموالا ليشكروا لا ليبطروا ; فلما بطروا وعادوا محمدا صلى الله عليه وسلم ابتليناهم بالجوع والقحط كما بلونا أهل الجنة المعروف خبرها عندهم . وذلك أنها كانت بأرض اليمن بالقرب منهم على فراسخ من صنعاء - ويقال بفرسخين - وكانت لرجل يؤدي حق الله تعالى منها ; فلما مات صارت إلى ولده ، فمنعوا الناس خيرها وبخلوا بحق الله فيها ; فأهلكها الله من حيث لم يمكنهم دفع ما حل بها . قال الكلبي : كان بينهم وبين صنعاء فرسخان ; ابتلاهم الله بأن أحرق جنتهم . وقيل : هي جنة بضوران ، وضوران على فرسخ من صنعاء ، وكان أصحاب هذه الجنة بعد رفع عيسى عليه السلام بيسير - وكانوا بخلاء - فكانوا يجدون التمر ليلا من أجل المساكين ، وكانوا أرادوا حصاد زرعها وقالوا : لا يدخلها اليوم عليكم مسكين ، فغدوا عليها فإذا هي قد اقتلعت من أصلها فأصبحت كالصريم ; أي كالليل . ويقال أيضا للنهار صريم . فإن كان أراد الليل فلاسواد موضعها . وكأنهم وجدوا موضعها حمأة . وإن كان أراد بالصريم النهار فلذهاب الشجر والزرع ونقاء الأرض منه . وكان الطائف الذي طاف عليها جبريل عليه السلام فاقتلعها . فيقال : إنه طاف بها حول البيت ثم وضعها حيث مدينة الطائف اليوم ; ولذلك سميت الطائف . وليس في أرض الحجاز بلدة فيها الشجر والأعناب والماء غيرها . وقال البكري في المعجم : سميت الطائف لأن رجلا من الصدف يقال له الدمون ، بنى حائطا وقال : قد بنيت لكم طائفا حول بلدكم ; فسميت الطائف . والله أعلم .
الثانية : قال بعض العلماء : على من حصد زرعا أو جد ثمرة أن يواسي منها من حضره ; وذلك معنى قوله : وآتوا حقه يوم حصاده وأنه غير الزكاة على ما تقدم في " الأنعام " بيانه . وقال بعضهم : وعليه ترك ما أخطأه الحاصدون . وكان بعض العباد يتحرون أقواتهم من هذا . وروي أنه نهي عن الحصاد بالليل . فقيل : إنه لما ينقطع عن المساكين في ذلك من الرفق . وتأول من قال هذا الآية التي في سورة " ن والقلم " . قيل : إنما نهي عن ذلك خشية الحيات وهوام الأرض .
قلت : الأول أصح ; والثاني حسن . وإنما قلنا الأول أصح لأن العقوبة كانت بسبب ما أرادوه من منع المساكين كما ذكر الله تعالى . روى أسباط عن السدي قال : كان قوم باليمن وكان أبوهم رجلا صالحا ، وكان إذا بلغ ثماره أتاه المساكين فما يمنعهم من دخولها وأن يأكلوا منها ويتزودوا ; فلما مات قال بنوه بعضهم لبعض : علام نعطي أموالنا هؤلاء المساكين ! تعالوا فلندلج فنصرمنها قبل أن يعلم المساكين ، ولم يستثنوا ، فانطلقوا وبعضهم يقول لبعض خفتا : لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ; فذلك قوله تعالى : إذ أقسموا يعني حلفوا فيما بينهم " ليصرمنها مصبحين " يعني لنجذنها وقت الصبح قبل أن تخرج المساكين ; ولا يستثنون ; يعني لم يقولوا إن شاء الله . وقال ابن عباس : كانت تلك الجنة دون صنعاء بفرسخين ، غرسها رجل من أهل الصلاح وكان له ثلاثة بنين ، وكان للمساكين كل ما تعداه المنجل فلم يجذه من الكرم ، فإذا طرح على البساط فكل شيء سقط عن البساط فهو أيضا للمساكين ، فإذا حصدوا زرعهم فكل شيء تعداه المنجل فهو للمساكين ، فإذا درسوا كان لهم كل شيء انتثر ; فكان أبوهم يتصدق منها على المساكين ، وكان يعيش في ذلك في حياة أبيهم اليتامى والأرامل والمساكين ، فلما مات أبوهم فعلوا ما ذكر الله عنهم . فقالوا : قل المال وكثر العيال ; فتحالفوا بينهم ليغدون غدوة قبل خروج الناس ثم ليصرمنها ولا تعرف المساكين . وهو قوله : إذ أقسموا ؛ أي حلفوا " ليصرمنها " ليقطعن ثمر نخيلهم إذا أصبحوا بسدفة من الليل لئلا ينتبه المساكين لهم . والصرم القطع . يقال : صرم العذق عن النخلة . وأصرم النخل أي حان وقت صرامه . مثل أركب المهر وأحصد الزرع ، أي حان ركوبه وحصاده .
- الطبرى : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)
يعني تعالى ذكره بقوله: ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ ) : أي بلونا مشركي قريش، يقول: امتحناهم فاختبرناهم، ( كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ) يقول: كما امتحنا أصحاب البستان ( إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ) يقول: إذ حلفوا ليصرمُنّ ثمرها إذا أصبحوا.
- ابن عاشور : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) ضمير الغائيبن في قوله : { بلوناهم } يعود إلى المكذبين في قوله : { فلا تطع المكذبين } [ القلم : 8 ] . والجملة مستأنفة استئنافاً ابتدائياً دَعت إليه مناسبة قوله : { أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه ءاياتُنا قال أساطير الأولين } [ القلم : 1415 ] فإن الازدهاء والغرور بسعة الرزق المفضيين إلى الاستخفاف بدعوة الحق وإهمال النظر في كنهها ودلائلها قد أوقعا من قديم الزمان أصحابهما في بَطَر النعمة وإهمال الشكر فجَرَّ ذلك عليهم شر العواقب ، فضرب الله للمشركين مثلاً بحال أصحاب هذه الجَنة لعلهم يستفيقون من غفلتهم وغرورهم . كما ضرب المثل بقريب منه في سورة الكهف ، وضرب مثلاً بقارون في سورة القصص .
والبلْوى حقيقتها : الاختبار وهي هنا تمثيل بحال المبتلَى في إرخاء الحبل له بالنعمة ليشكر أو يكفر ، فالبلوى المذكورة هنا بلوى بالخير فإن الله أمدّ أهل مكة بنعمة الأمن ، ونعمة الرزق ، وجعل الرزق يأتيهم من كل جهة ، ويسر لهم سبل التجارة في الآفاق بنعمة الإِيلاف برحلة الشتاء ورحلة الصيف ، فلما أكمل لهم النعمة بإرسال رسول منهم ليكمل لهم صلاح أحوالهم ويهديهم إلى ما فيه النعيم الدائم فدعاهم وذكرهم بنعم الله أعرضوا وطَغوا ولم يتوجهوا إلى النظر في النعم السالفة ولا في النعمة الكاملة التي أكمَلَتْ لهم النعم .
ووجه المشابهة بين حالهم وحال أصحاب الجنّة المذكورة هنا هو الإِعراض عن طلب مرضاة الله وعن شكر نعمته .
وهذا التمثيل تعريض بالتهديد بأن يلحقهم ما لحق أصحاب الجنة من البؤس بعد النعيم والقحط بعد الخصب ، وإن اختلف السبب في نوعه فقد اتحد جنسه . وقد حصل ذلك بعد سنين إذْ أخذهم الله بسبع سنين بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
وهذه القصة المضروب بها المثل قصة معروفة بينهم وهي أنه كانت ببلد يقال له : ضَرَوان ( بضاد معجمة وراء وواو مفتوحات وألف ونون ) من بلاد اليمن بقرب صنعاء . وقيل : ضروان اسم هذه الجنة ، وكانت جنّة عظيمة غرسها رجل من أهل الصلاح والإيمان من أهل الكتاب قاله ابن عباس . ولم يبين من أي أهل الكتاب هو : أمِن اليهود أم من النصارى؟ فقيل : كان يهودياً ، أي لأن أهل اليمن كانوا تديّنوا باليهودية من عهد بلقيس كما قيل أو بعدها بِهجرة بعض جنود سليمان ، وكانت زكاة الثمار من شريعة التوراة كما في الإِصحاح السادس والعشرين من سفر اللاويين .
وقال بعض المفسرين : كان أصحابُ هذه الجنة بعد عيسى بقليل ، أي قبل انتشار النصرانية في اليمن لأنها ما دخلت اليمن إلاّ بعد دخول الأحباش إلى اليمن في قصة القَليس وكان ذلك زمان عام الفيل . وعن عكرمة : كانوا من الحبشة كانت لأبيهم جنة وجعل في ثمرها حقاً للمساكين وكان يدخل معه المساكين ليأخذوا من ثمارها فكان يعيش منها اليتامى والأَرامل والمساكين وكان له ثلاثة بنين ، فلما توفي صاحب الجنة وصارت لأولاده أصبحوا ذوي ثروة وكانوا أشحة أو كان بعضهم شحيحاً وبعضهم دونه فتمالؤوا على حرمان اليتامى والمساكين والأَرامل وقالوا : لنغدون إلى الجنة في سدفة من الليل قبل انبلاج الصباح مثل وقت خروج الناس إلى جناتهم للجذاذ فلنجذنها قبل أن يأتي المساكين .
فبيتوا ذلك وأقسموا أيماناً على ذلك ، ولعلهم أقسموا ليُلزموا أنفسهم بتنفيذ ما تداعَوا إليه . وهذا يقتضي أن بعضهم كان متردداً في موافقتهم على ما عَزموا عليه وأنهم ألجموه بالقسم وهذا الذي يلتئم مع قوله تعالى : { قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون } [ القلم : 28 ] ، قيل كان يقول لهم : اتقوا الله واعدلوا عن خبث نيتكم من منع المساكين ، وذكرهم انتقام الله من المجرمين ، أي فغلبوه ومضَوا لما عزموا عليه ، ولعلهم أقسموا على أن يفعلوا وأقسموا عليه أن يفعل معهم ذلك فأقسم معهم أو وافقهم على ما أقسموا عليه ، ولهذا الاعتبار أسند القسم إلى جميع أصحاب الجنة .
فلما جاءوا جنتهم وجدوها مسودّة قد أصَابها ما يشبه الاحتراق فلما رأوها بتلك الحالة علموا أن ذلك أصابهم دون غيرهم لعزمهم على قطع ما كان ينتفع به الضعفاء من قومهم وأنابوا إلى الله رجاء أن يعطيهم خيراً منها .
قيل : كانت هذه الجنة من أعناب .
والصرم : قطع الثمرة وجذاذها .
ومعنى { مُصبحين } داخلين في الصباح أي في أوَائل الفجر .
- إعراب القرآن : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
«إِنَّا بَلَوْناهُمْ» إن واسمها وماض وفاعله ومفعوله والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «كَما» الكاف حرف تشبيه وجر وما مصدرية «بَلَوْنا» ماض وفاعله «أَصْحابَ الْجَنَّةِ» مفعوله المضاف إلى الجنة والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف «إِذْ» ظرف زمان «أَقْسَمُوا» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «لَيَصْرِمُنَّها» اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة فاعل والها مفعول به «مُصْبِحِينَ» حال والجملة جواب القسم لا محل لها.
- English - Sahih International : Indeed We have tried them as We tried the companions of the garden when they swore to cut its fruit in the [early] morning
- English - Tafheem -Maududi : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ(68:17) We have put them [i.e., the Makkans] to test even as We put to test the owners of the orchard *12 when they vowed that they would gather the fruit of their orchard in the morning,
- Français - Hamidullah : Nous les avons éprouvés comme Nous avons éprouvé les propriétaires du verger qui avaient juré d'en faire la récolte au matin
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wir haben sie geprüft wie Wir die Besitzer des Gartens prüften als sie schworen sie würden ihn bei Tagesanbruch abpflücken
- Spanish - Cortes : Les hemos probado como probamos a los dueños del jardín Cuando juraron que cogerían sus frutos por la mañana
- Português - El Hayek : Por certo que os provaremos o povo de Makka como provamos os donos do pomar ao decidirem colher os seus frutos ao amanhecer
- Россию - Кулиев : Воистину мы подвергли их испытанию подобно тому как мы подвергли испытанию владельцев сада когда они поклялись что утром они непременно сорвут их плоды
- Кулиев -ас-Саади : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
Воистину, мы подвергли их испытанию, подобно тому, как мы подвергли испытанию владельцев сада, когда они поклялись, что утром они непременно сорвут их (плоды),- Turkish - Diyanet Isleri : Biz bunları vaktiyle bahçe sahiplerini denediğimiz gibi denedik Sahipleri daha sabah olmadan bahçeyi devşireceklerine bir istisna payı bırakmaksızın yemin etmişlerdi
- Italiano - Piccardo : Li abbiamo messi alla prova come abbiamo messo alla prova quelli del giardino che avevano giurato di fare il raccolto al mattino
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ئێمه ئهو خهڵکهمان تاقی کردهوه ههروهك خاوهنانی باخهکهمان تاقیکردهوه کاتێك سوێندیان خوارد بێگومان بهیانی دهیچنن
- اردو - جالندربرى : ہم نے ان لوگوں کی اسی طرح ازمائش کی ہے جس طرح باغ والوں کی ازمائش کی تھی۔ جب انہوں نے قسمیں کھا کھا کر کہا کہ صبح ہوتے ہوتے ہم اس کا میوہ توڑ لیں گے
- Bosanski - Korkut : Mi smo ih na kušnju stavili kao što smo vlasnike jedne bašče na kušnju stavili kad su se zakleli da će je sigurno rano izjutra obrati
- Swedish - Bernström : Vi har satt [dessa människor] på prov liksom Vi satte ägarna till en fruktträdgård på prov när de svor att de skulle skörda [dess frukt] följande morgon
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Kami telah mencobai mereka musyrikin Mekah sebagaimana Kami telah mencobai pemilikpemilik kebun ketika mereka bersumpah bahwa mereka sungguhsungguh akanmemetik hasilnya di pagi hari
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ
(Sesungguhnya Kami telah mencoba mereka) Kami telah menguji orang-orang musyrik Mekah dengan paceklik dan kelaparan (sebagaimana Kami telah mencoba pemilik-pemilik kebun) atau ladang (ketika mereka bersumpah bahwa mereka sungguh-sungguh akan memetik hasilnya) akan memetik buahnya (di pagi hari) di pagi buta, supaya orang-orang miskin tidak mengetahuinya. Maka orang-orang yang memiliki kebun itu mempunyai alasan bila mereka tidak memberikan sedekah kepada mereka; tidak sebagaimana bapak-bapak mereka yang selalu memberikan sebagian dari hasilnya buat orang-orang miskin sebagai sedekahnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আমি তাদেরকে পরীক্ষা করেছি যেমন পরীক্ষা করেছি উদ্যানওয়ালাদের যখন তারা শপথ করেছিল যে সকালে বাগানের ফল আহরণ করবে
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நாம் தோட்டமுடையவர்களைச் சோதித்தது போலவே நாம் அவர்களைச் சோதித்தோம் அத் தோட்; டத்திற்குடையவர்கள் அதிலுள்ள கனிகளை அதிகாலையில் சென்று பறித்து விடுவோமென்று சத்தியம் செய்தார்கள்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : แท้จริงเราได้ทดสอบพวกเขา ดั่งเช่นที่เราได้ทดสอบบรรดาเจ้าของสวน เมื่อพวกเขาสาบานว่าจะเก็บเกี่ยวผลของมันในยามรุ่ง
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Биз уларини боғ эгаларини синаганимиздек синаб кўрдик Вақтики эрта тонгада териб оламиз деб қасам ичдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 我确已考验他们,犹如考验园圃的主人们一样。当时,他们曾盟誓,他们必定在早晨收获园圃中的果实,
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Kami telah timpakan mereka dengan bala bencana sebagaimana Kami timpakan tuantuan punya kebun dari kaum yang telah lalu ketika orangorang itu bersumpah bahawa mereka akan memetik buahbuah kebun itu pada esok pagi;
- Somali - Abduh : Eebe wuu Imtixaanay Gaaladii Reer Makaad sidii loo imtixanay kuwii beerta markay ku dhaarten inay Aroortii goostaan
- Hausa - Gumi : Lalle Mun jarrabe su kamar yadda Muka jarrabi mãsu gonar lambu a lokacin da suka yi rantsuwa wai lalle zã su girbe amfãninta suna mãsu asubanci
- Swahili - Al-Barwani : Hakika tumewajaribu hawa kama tulivyo wajaribu wale wenye shamba walipo apa kwamba watayavuna mazao yake itakapo kuwa asubuhi
- Shqiptar - Efendi Nahi : Na do t’i provojmë ata jobesimtaët sikundër që i kemi provuar pronarët e kopshtit të cilët ishin betuar se në mëngjes do t’i marrin frutet;
- فارسى - آیتی : ما آنها را آزموديم، چنان كه صاحبان آن بستانها را آزموديم. آنگاه كه قسم خوردند كه فردا بامداد ميوهها را خواهند چيد.
- tajeki - Оятӣ : Мо онҳоро озмудем, чунон ки соҳибони он бустонҳоро озмудем. Он гоҳ., ки қасам хӯрданд, ки фардо бомдод меваҳоро хоҳанд чид.
- Uyghur - محمد صالح : شۈبھىسىزكى، بىز ئۇلارنى (يەنى مەككە ئاھالىسىنى) مەلۇم باغنىڭ ئىگىلىرىنى سىنىغاندەك (قەھەتچىلىك، ئاچارچىلىققا دۇچار قىلىش بىلەن) سىنىدۇق. ئۇلار (يەنى باغنىڭ ئىگىلىرى) ئۇنىڭ مېۋىلىرىنى (كەمبەغەللەر ئۇقمىسۇن، ئۇلارغا ھېچ نەرسە بەرمەيلى دېيىشىپ) سەھەردىلا ئۈزۈۋېلىشقا قەسەم ئىچىشكەن ئىدى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : ഇവരെ നാം പരീക്ഷണ വിധേയരാക്കിയിരിക്കുന്നു. തോട്ടക്കാരെ പരീക്ഷിച്ചപോലെ. തോട്ടത്തിലെ പഴങ്ങള് പ്രഭാതത്തില് തന്നെ പറിച്ചെടുക്കുമെന്ന് അവര് ശപഥം ചെയ്ത സന്ദര്ഭം!
- عربى - التفسير الميسر : انا اختبرنا اهل "مكه" بالجوع والقحط كما اختبرنا اصحاب الحديقه حين حلفوا فيما بينهم ليقطعن ثمار حديقتهم مبكرين في الصباح فلا يطعم منها غيرهم من المساكين ونحوهم ولم يقولوا ان شاء الله
*12) Here, one should also keep Al-Kahf: 32-44 in view, in which the parable of the owners of two gardens has been cited for teaching a lesson.