- عربي - نصوص الآيات عثماني : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَءَاخَرُونَ يُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍۢ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌۢ
- عربى - نصوص الآيات : ۞ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ۚ والله يقدر الليل والنهار ۚ علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ۖ فاقرءوا ما تيسر من القرآن ۚ علم أن سيكون منكم مرضى ۙ وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ۙ وآخرون يقاتلون في سبيل الله ۖ فاقرءوا ما تيسر منه ۚ وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا ۚ وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ۚ واستغفروا الله ۖ إن الله غفور رحيم
- عربى - التفسير الميسر : إن ربك -أيها النبي- يعلم أنك تقوم للتهجد من الليل أقل من ثلثيه حينًا، وتقوم نصفه حينًا، وتقوم ثلثه حينًا آخر، ويقوم معك طائفة من أصحابك. والله وحده هو الذي يقدِّر الليل والنهار، ويعلم مقاديرهما، وما يمضي ويبقى منهما، علم الله أنه لا يمكنكم قيام الليل كله، فخفَّف عليكم، فاقرؤوا في الصلاة بالليل ما تيسر لكم قراءته من القرآن، علم الله أنه سيوجد فيكم مَن يُعجزه المرض عن قيام الليل، ويوجد قوم آخرون يتنقَّلون في الأرض للتجارة والعمل يطلبون من رزق الله الحلال، وقوم آخرون يجاهدون في سبيل الله؛ لإعلاء كلمته ونشر دينه، فاقرؤوا في صلاتكم ما تيسَّر لكم من القرآن، وواظبوا على فرائض الصلاة، وأعطوا الزكاة الواجبة عليكم، وتصدَّقوا في وجوه البر والإحسان مِن أموالكم؛ ابتغاء وجه الله، وما تفعلوا مِن وجوه البر والخير وعمل الطاعات، تلقَوا أجره وثوابه عند الله يوم القيامة خيرًا مما قدَّمتم في الدنيا، وأعظم منه ثوابًا، واطلبوا مغفرة الله في جميع أحوالكم، إن الله غفور لكم رحيم بكم.
- السعدى : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ذكر الله في أول هذه السورة أنه أمر رسوله بقيام نصف الليل أو ثلثه أو ثلثيه، والأصل أن أمته أسوة له في الأحكام، وذكر في هذا الموضع، أنه امتثل ذلك هو وطائفة معه من المؤمنين.
ولما كان تحرير الوقت المأمور به مشقة على الناس، أخبر أنه سهل عليهم في ذلك غاية التسهيل فقال: { وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ } أي: يعلم مقاديرهما وما يمضي منهما ويبقى.
{ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ } أي: [لن] تعرفوا مقداره من غير زيادة ولا نقص، لكون ذلك يستدعي انتباها وعناء زائدا أي: فخفف عنكم، وأمركم بما تيسر عليكم، سواء زاد على المقدر أو نقص، { فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } أي: مما تعرفون ومما لا يشق عليكم، ولهذا كان المصلي بالليل مأمورا بالصلاة ما دام نشيطا، فإذا فتر أو كسل أو نعس، فليسترح، ليأتي الصلاة بطمأنينة وراحة.
ثم ذكر بعض الأسباب المناسبة للتخفيف، فقال: { عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى } يشق عليهم صلاة ثلثي الليل أو نصفه أو ثلثه، فليصل المريض المتسهل عليه ، ولا يكون أيضا مأمورا بالصلاة قائما عند مشقة ذلك، بل لو شقت عليه الصلاة النافلة، فله تركها [وله أجر ما كان يعمل صحيحا]. { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ } أي: وعلم أن منكم مسافرين يسافرون للتجارة، ليستغنوا عن الخلق، ويتكففوا عن الناس أي: فالمسافر، حاله تناسب التخفيف، ولهذا خفف عنه في صلاة الفرض، فأبيح له جمع الصلاتين في وقت واحد، وقصر الصلاة الرباعية.
وكذلك { آخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ } فذكر تعالى تخفيفين، تخفيفا للصحيح المقيم، يراعي فيه نشاطه، من غير أن يكلف عليه تحرير الوقت، بل يتحرى الصلاة الفاضلة، وهي ثلث الليل بعد نصفه الأول.
وتخفيفا للمريض أو المسافر، سواء كان سفره للتجارة، أو لعبادة، من قتال أو جهاد، أو حج، أو عمرة، ونحو ذلك ، فإنه أيضا يراعي ما لا يكلفه، فلله الحمد والثناء، الذي ما جعل على الأمة في الدين من حرج، بل سهل شرعه، وراعى أحوال عباده ومصالح دينهم وأبدانهم ودنياهم.
ثم أمر العباد بعبادتين، هما أم العبادات وعمادها: إقامة الصلاة، التي لا يستقيم الدين إلا بها، وإيتاء الزكاة التي هي برهان الإيمان، وبها تحصل المواساة للفقراء والمساكين، ولهذا قال:
{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ } بأركانها، وشروطها، ومكملاتها، { وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } أي: خالصا لوجه الله، من نية صادقة، وتثبيت من النفس، ومال طيب، ويدخل في هذا، الصدقة الواجبة ؟ والمستحبة، ثم حث على عموم الخير وأفعاله فقال: { وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا } الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.
وليعلم أن مثقال ذرة من الخير في هذه الدار، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم، من اللذات والشهوات، وأن الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار، وبذره وأصله وأساسه، فواأسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضت بغير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها منها ، فلك اللهم الحمد، وإليك المشتكى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بك.
{ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير، فائدة كبيرة، وذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أمر به، إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص، فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار، فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار، فمتى لم يتغمده الله برحمته ومغفرته، فإنه هالك.
تم تفسير سورة المزمل
- الوسيط لطنطاوي : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وبعد هذه الإِنذارات المتعددة للمكذبين ، عادت السورة الكريمة إلى الحديث عن قيام الليل لعبادة الله - تعالى - وطاعته . . فقال - سبحانه - :
( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أدنى مِن . . . ) .
المراد بالقيام فى قوله - تعالى - : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أدنى مِن ثُلُثَيِ الليل وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ . . . ) التهجد بالليل عن طريق الصلاة تقربا إلى الله - تعالى - .
وقوله : ( أدنى ) بمعنى أقرب ، من الدنو بمعنى القرب ، تقول : رأيت فلانا أدنى إلى فعل الخير من فلان . أى : أقرب ، واستعير هنا للأقل ، لأن المسافة التى بين الشئ والشئ إذا قربت كانت قليلة ، وهو منصوب على الظرفية بالفعل " تقوم " .
وقوله : ( وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ) قرأه بعض القراء السبعة بالجر عطفا على ( ثُلُثَيِ الليل ) وقرأه الجمهور بالنصب عطفا على أدنى .
والمعنى على قراءة الجمهور : إن ربك - أيها الرسول الكريم - يعلم أنك تقوم من الليل ، مدة قد تصل تارة إلى ثلثى الليل ، وقد تصل تارة أخرى إلى نصفه أو إلى ثلثه . . على حسب ما يتيسر لك ، وعلى حسب أحوال الليل فى الطول والقصر .
والمعنى على قراءة غير الجمهور : إن ربك يعلم أنك تقوم تارة أقل من ثلثى الليل وتارة أقل من نصفه ، وتارة أقل من ثلثه . . وذلك لأنك لم تستطع ضبط المقدار الذى تقومه من الليل ضبطا دقيقا ، ولأن النوم تارة يزيد وقته وتارة ينقص ، والله - تعالى - قد رفع عنك المؤاخذة بسبب عدم تعمدك القيام أقل من ثلث الليل . .
فالآية الكريمة المقصود منها بيان رحمة الله - تعالى - بنبيه صلى الله عليه وسلم حيث قبل منه قيامه بالليل متهجدا ، حتى ولو كان هذا القيام أقل من ثلث الليل . .
وافتتاح الآية الكريمة بقوله - سبحانه - ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ . . . ) يشعر بالثناء علريه صلى الله عليه وسلم . وبالتلطف معه فى الخطاب ، حيث إنه صلى الله عليه وسلم كان مواظبا على قيام الليل . على قدر استطاعته ، بدون تقصير أو فتور .
وفى الحديث الشريف : أنه صلى الله عليه وسلم قام الليل حتى تورمت قدماه .
والتعبير بقوله - تعالى - : ( أدنى مِن ثُلُثَيِ الليل وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ) يدل على أن قيامه صلى الله عليه وسلم ، وعلى حسب طول الليل وقصره .
وقوله - سبحانه - : ( وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الذين مَعَكَ ) معطوف على الضمير المستتر فى قوله : ( تقوم )
أى : أنت أيها الرسول الكريم - تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه ، وتقوم طائفة من أصحابك للصلاة معك ، أما بقية أصحابك فقد يقومون للتهجد فى منازلهم .
روى البخارى فى صحيحه عن عائشة ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة فى المسجد ، فصلى بصلاته ناس ، ثم صلى من القابلة فكثر الناس ، ثم اجتمعوا فى الليلة الثالثة أو الرابعة ، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال : " قد رأيت الذى صنعتم ، ولم يمنعنى من الخروج إليكم ، إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم " " .
قال بعض العلماء : قوله : ( وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الذين مَعَكَ ) معطوف على الضمير المستكن فى ( تقوم )
وهو - وإن كان ضمير رفع متصل - ، قد سوغ العطف عليه الفصل بينه وبين المعطوف .
والمعنى : أن الله يعلم أنه كان يقوم كذلك جماعة من الذين آمنوا بك ، واتبعوا هداك . .
وقد يقال : إن هذا يدل على أن قيام الليل لم يكن فرضا على جميع الأمة ، وهو خلاف ما تقرر تفسيره فى أول السورة ، ويخالف - أيضا - ما دلت عليه الآثار المتقدمة هناك . .
والجواب : أنه ليس فى الآية ما يفيد أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا جميعا يصلون مع النبى صلى الله عليه وسلم صلاة التهجد فى جماعة واحدة ، فلعل بعضهم كان يقيمها فى بيته ، فلا ينافى ذلك فريضة القيام على الجميع . .
وقوله - سبحانه - : ( والله يُقَدِّرُ الليل والنهار ) بيان لشمول علمه - تعالى - ولنفاذ إرادته . أى : والله - تعالى - وحده ، هو الذى يعلم مقادير ساعات الليل والنهار ، وهو الذى يحدد زمانهما - طولا وقصرا - على حسب ما تقتضيه مشيئته وحكمته .
والآية الكريمة تفيد الحصر والاختصاص ، عن طريق سياق الكلام ، ودلالة المقام .
وقوله - تعالى - : ( عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) مؤكد لما قبله ، وإحصاء الأشياء ، عدها والإِحاطة بها .
والضمير المنصوب فى قوله : ( تُحْصُوهُ ) يعود على المصدر المفهوم من قوله : ( يقدر ) فى الجملة السابقة .
والتوبة فى قوله - سبحانه - : ( فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) يصح أن تكون بمعنى المغفرة ، وعدم المؤاخذة ، أو بمعنى قبولها منهم ، والتيسير عليهم فى الأحكام ، وتخفيفها عنهم .
أى : والله - تعالى - هو الذى يقدر أجزاء الليل والنهار ، وهو الذى يعلم - دون غيره - أنكم لن تستطيعوا تقدير ساعاته تقديرا دقيقا . . ولذلك خفف الله عنكم فى أمر القيام ، ورفع عنكم المقدار المحدد ، وغفر لكم ما فرط منكم من تقصير غير مقصود ، ورخص لكم أن تقوموا المقدار الذى تستطيعون قيامه من الليل ، مصلين ومتهجدين . .
فالجملة الكريمة تقرر جانبا من فضل الله - تعالى - على عباده ، ومن رحمته بهم .
والفاء فى قوله - تعالى - : ( فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن ) للإِفصاح ، والمراد بالقراءة الصلاة ، وعبر عنها بالقراءة ، لأنها من أركانها . . أى : إذا كان الأمر كما وضحت لكم ، فصلوا ما تيسر لكم من الليل .
قال الآلوسى : قوله : ( فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن ) أى : فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل ، وعبر عن الصلاة بالقراءة كما عبر عنها بسائر أركانها ، وقيل : الكلام على حقيقته ، من طلب قراءة القرآن بعينها وفيه بعد عن مقتضى السياق .
ومن ذهب إلى الأول قال : إن الله - تعالى - افترض قيام مقدار معين من الليل ، لقوله :
( قُمِ الليل إِلاَّ قَلِيلاً . نِّصْفَهُ . . . ) الخ . ثم نسخ بقيام مقدار ما منه ، فى قوله : ( فَتَابَ عَلَيْكُمْ فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن . . . ) فالأمر فى الموضعين للوجوب ، إلا أن الواجب أولا كان معينا من معينات ، وثانيا كان بعضا مطلقا ، ثم نسخ وجوب القيام على الأمة مطلقا بالصلوات الخمس .
ومن قال بالثانى : ذهب إلى أن الله - تعالى - رخص لهم فى ترك جميع القيام بالصلاة ، وأمر بقراءة شئ من القرآن ليلا ، فكأنه قيل : فتاب عليكم ورخص لكم من الترك ، فاقرءوا ما تيسر من القرآن ، إن شق عليكم القيام . .
وقال الإِمام ابن كثير : وقوله : ( فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن ) أى : من غير تحديد بوقت ، أى : لكن قوموا من الليل ما تيسر ، وعبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال فى آية أخرى : ( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ ) أى : بقراءتك ( وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا ) وقد استدل الأحناف بهذه الآية على أنه لا يتعين قراءة الفاتحة فى الصلاة ، بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن ، ولو بآية . أجزأه واعتضدوا بحديث المسئ صلاته الذى فى الصحيحين ، وفيه : " ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن " .
وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت ، وهو فى الصحيحين - أيضا - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهى خداج . . غير تمام " وفى صحيح ابن خزيمة عن أبى هريرة مرفوعا : " لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بفاتحة الكتاب " .
وقوله - سبحانه - بعد ذلك : ( عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مرضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرض يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ الله وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ . . ) بدل اشتمال من جملة : ( عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ . . ) ، أو هو كلام مستأنف لبيان الحكمة التى من أجلها خفف الله على المسلمين قيام الليل .
أى : صلوا من الليل على قدر استطاعتكم من غير تحديد بوقت ، فالله - تعالى - يعلم أنكم لا تستطيعون ضبط ساعات الليل ولا أجزائه ، فخفف عليكم لذلك ، ولعلمه - أيضا - أن منكم المرضى الذين يعجزون عن قيام ثلثى الليل أو نصفه أو أقل من ذلك بقليل .
ومنكم - أيضا - الذين ( يَضْرِبُونَ فِي الأرض ) أى : يسافرون فيها للتجارة وللحصول على مطالب الحياة ، وهم فى كل ذلك يبتغون ويطلبون الرزق من فضله - تعالى - . ومنكم - أيضا - الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة الله ، ويجاهدون من أجل نشر دينه وما دام الأمر كذلك ، فقد أبحت لكم - بفضلى وإحسانى - أن تصلوا من الليل ما تيسر لكم .
وقد جمع - سبحانه - بين السعى فى الأرض لطلب الرزق ، وبين الجهاد فى سبيله ، للإِشعار بأن الأول لا يقل فى فضله عن الثانى ، متى توفرت فيه النية الطيبة ، وعدم الانشغال به عن ذكر الله - تعالى - .
قال الإِمام القرطبى : سوى الله - تعالى - فى هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال والحلال ، للنفقة على النفس والعيال . . فكان هذا دليلا على أن كسب المال بمنزلة الجهاد فى سبيل الله .
وفى الحديث الشريف : " ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلد ، فيبيعه بسعر يومه ، إلا كانت منزلته عند الله كمنزلة الشهداء ، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم هذه الآية . . " .
وأعيدت جملة ( فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) لتأكيد التيسير والتخفيف وتقريره ، وليعطف عليه ما بعده من بقية الأوامر ، وهى قوله - تعالى - : ( وَأَقِيمُواْ الصلاة ) أى : وأدوها كاملة الأركان والخشوع والسنن . . فى وقتها بدون تأخير .
( وَآتُواْ الزكاة ) أى : قدموها لمستحقيها من الفقراء والمساكين وغيرهما .
قال ابن كثير : أى : أقيموا الصلاة الواجبة عليكم ، وآتوا الزكاة المفروضة ، وهذا يدل لمن قال : إن فرض الزكاة نزل بمكة ، لكن مقادير النصاب لم تبين إلا بالمدينة . .
وقوله : ( وَأَقْرِضُواُ الله قَرْضاً حَسَناً ) . والقرض : ما قدمته لغيرك من مال ، على أن يرده إليك بعد ذلك . والمراد من إقراض الله - تعالى - : إعطاء الفقراء والمساكين ما يحتاجونه على سبيل المعاونة والمساعدة .
وشبه - سبحانه - إعطاء الصدقة للمحتاج ، بقرض يقدم له - تعالى - ، للإِشعار بأن ما سيعطى لهذا المحتاج ، سعود إضعافه على المعطى . لأن الله - تعالى - قد وعد أن يكافئ على الصدقة بعشر أمثالها ، وهو - سبحانه - بعد ذلك يضاعف لمن يشاء الثواب والعطاء .
ووصف القرض بالحسن ، لحض النفوس على الإخلاص وعلى البعد عن الرياء والأذى . .
ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : ( وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ ) أى : أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وأقرضوا الله قرضا حسنا ، وافعلوا ما تستطيعونه - بعد ذلك - من وجوه الخير ، وما تقدموا لأنفسكم من هذا الخير الذى يحبه - سبحانه - ( تَجِدُوهُ عِندَ الله ) أى : تجدوا ثوابه وجزاءه عند الله - تعالى - ، ففى الكلام إيجاز بالحذف ، وقد استغنى عن المحذوف بذكر الجزاء عليه . والهاء فى قوله ( تَجِدُوهُ ) هو المفعول الأول .
والضمير المنفصل فى قوله : ( هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً ) هو ضمير الفصل . . . ( خَيْراً ) هو المفعول الثانى . أى : كل فعل موصوف بأنه خير ، تقدمونه عن إخلاص لغيركم ، لن يضيع عند الله - تعالى - ثوابه ، بل ستجدون جزاءه وثوابه مضاعفا عند الله - تعالى - .
( واستغفروا الله إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) أى : وواظبوا على الاستغفار وعلى التوبة النصوح ، وعلى التضرع إلى الله - تعالى - أن يغفر لكم ما فرط منكم ، فإنه - سبحانه - واسع المغفرة والرحمة ، لمن تاب إليه وأناب . .
- البغوى : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى ) أقل من ( ثلثي الليل ونصفه وثلثه ) قرأ أهل مكة والكوفة : " نصفه وثلثه " بنصب الفاء والثاء وإشباع الهاءين ضما أي : وتقوم نصفه وثلثه وقرأ الآخرون بجر الفاء والثاء وإشباع الهاءين كسرا عطفا على ثلثي ( وطائفة من الذين معك ) يعني المؤمنين وكانوا يقومون معه ( والله يقدر الليل والنهار ) قال عطاء : يريد لا يفوته علم ما تفعلون ، أي أنه يعلم مقادير الليل والنهار فيعلم القدر الذي تقومون من الليل ( علم أن لن تحصوه ) قال الحسن : قاموا حتى انتفخت أقدامهم ، فنزل : " علم أن لن تحصوه " لن تطيقوا معرفة ذلك . وقال مقاتل : كان الرجل يصلي الليل كله ، مخافة أن لا يصيب ما أمر به من القيام ، فقال : علم أن لن تحصوه لن تطيقوا معرفة ذلك . ( فتاب عليكم ) فعاد عليكم بالعفو والتخفيف ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) يعني في الصلاة ، قال الحسن : يعني في صلاة المغرب والعشاء .
قال قيس بن أبي حازم : صليت خلف ابن عباس بالبصرة فقرأ في أول ركعة بالحمد وأول آية من البقرة [ ثم قام في الثانية فقرأ بالحمد والآية الثانية من البقرة ] ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال : إن الله - عز وجل - يقول : فاقرءوا ما تيسر [ منه ]
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عثمان بن أبي صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حميد بن مخراق ، عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من قرأ خمسين آية في يوم أو في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية لم يحاجه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب له قنطار من الأجر " .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا محمد بن عيسى ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثني القاسم بن زكريا حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان ، عن يحيى [ بن كثير ] عن محمد [ عبد الله ] بن عبد الرحمن مولى بني زهرة عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اقرأ القرآن في كل شهر " قال قلت : إني أجد قوة ، قال : " فاقرأه في [ كل ] عشرين ليلة " قال قلت : إني أجد قوة ، قال : " فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك " .
قوله - عز وجل - : ( علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله ) يعني المسافرين للتجارة يطلبون من رزق الله ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) لا يطيقون قيام الليل .
روى إبراهيم عن ابن مسعود قال : أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء ثم قرأ عبد الله : " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله " [ يعني المسافرين للتجارة يطلبون رزق الله ] " وآخرون يقاتلون في سبيل الله " .
( فاقرءوا ما تيسر منه ) أي [ ما تيسر عليكم ] من القرآن . [ قال أهل التفسير ] كان هذا في صدر الإسلام ثم نسخ بالصلوات الخمس ، وذلك قوله : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا ) قال ابن عباس : يريد ما سوى الزكاة من صلة الرحم ، وقرى الضيف . ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا ) تجدوا ثوابه في الآخرة أفضل مما أعطيتم ( وأعظم أجرا ) من الذي أخرتم ولم تقدموه ، ونصب " خيرا وأعظم " على المفعول الثاني ، فإن الوجود إذا كان بمعنى الرؤية يتعدى إلى مفعولين ، وهو فصل في قول البصريين وعماد في قول الكوفيين لا محل لها في الإعراب .
أخبرنا أبو القاسم يحيى بن علي الكشميهني ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن علي البخاري بالكوفة ، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الفقيه بالموصل ، حدثنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه " ؟ قالوا : يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه . قال : " اعلموا ما تقولون " قالوا : ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله ، قال [ : " ما منكم رجل إلا مال وارثه أحب إليه من ماله " قالوا : كيف يا رسول الله ؟ قال ] " إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر " .
( واستغفروا الله ) لذنوبكم ( إن الله غفور رحيم ) .
- ابن كثير : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ثم قال : ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك ) أي : تارة هكذا ، وتارة هكذا ، وذلك كله من غير قصد منكم ، ولكن لا تقدرون على المواظبة على ما أمركم به من قيام الليل ; لأنه يشق عليكم ; ولهذا قال : ( والله يقدر الليل والنهار ) أي : تارة يعتدلان ، وتارة يأخذ هذا من هذا ، أو هذا من هذا . ( علم أن لن تحصوه ) أي : الفرض الذي أوجبه عليكم ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) أي : من غير تحديد بوقت ، أي : ولكن قوموا من الليل ما تيسر . وعبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال في سورة سبحان : ( ولا تجهر بصلاتك ) أي : بقراءتك ، ( ولا تخافت بها )
وقد استدل أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، بهذه الآية ، وهي قوله : ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) على أنه لا يتعين قراءة الفاتحة في الصلاة ، بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن ، ولو بآية ، أجزأه ; واعتضدوا بحديث المسيء صلاته الذي في الصحيحين : " ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن " .
وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت وهو في الصحيحين أيضا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج ، فهي خداج ، فهي خداج ، غير تمام " . وفي صحيح ابن خزيمة ، عن أبي هريرة مرفوعا : " لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بأم القرآن " .
وقوله : ( علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ) أي : علم أن سيكون من هذه الأمة ذوو أعذار في ترك قيام الليل ، من مرضى لا يستطيعون ذلك ، ومسافرين في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر ، وآخرين مشغولين بما هو الأهم في حقهم من الغزو في سبيل الله ، وهذه الآية - بل السورة كلها - مكية ، ولم يكن القتال شرع بعد ، فهي من أكبر دلائل النبوة ، لأنه من باب الإخبار بالمغيبات المستقبلة ؛ ولهذا قال : ( فاقرءوا ما تيسر منه ) أي : قوموا بما تيسر عليكم منه .
قال ابن جرير : حدثنا يعقوب ، حدثنا ابن علية عن أبي رجاء محمد ، قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه ، ولا يقوم به ، إنما يصلي المكتوبة ؟ قال : يتوسد القرآن ، لعن الله ذاك ، قال الله تعالى للعبد الصالح : ( وإنه لذو علم لما علمناه ) [ يوسف : 68 ] ( وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم [ الأنعام : 91 ] ) قلت : يا أبا سعيد ، قال الله : ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) ؟ قال : نعم ، ولو خمس آيات .
وهذا ظاهر من مذهب الحسن البصري : أنه كان يرى حقا واجبا على حملة القرآن أن يقوموا ولو بشيء منه في الليل ; ولهذا جاء في الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل نام حتى أصبح ، فقال : " ذاك رجل بال الشيطان في أذنه " . فقيل معناه : نام عن المكتوبة . وقيل : عن قيام الليل . وفي السنن : " أوتروا يا أهل القرآن " . وفي الحديث الآخر : " من لم يوتر فليس منا " .
وأغرب من هذا ما حكي عن أبي بكر عبد العزيز من الحنابلة ، من إيجابه قيام شهر رمضان ، فالله أعلم .
وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي ، حدثنا أبو [ حمة ] محمد بن يوسف الزبيدي ، حدثنا عبد الرحمن [ عن محمد بن عبد الله ] بن طاوس - من ولد طاوس - عن أبيه ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( فاقرءوا ما تيسر منه ) قال : " مائة آية " .
وهذا حديث غريب جدا لم أره إلا في معجم الطبراني ، رحمه الله .
وقوله : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) أي : أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم ، وآتوا الزكاة المفروضة . وهذا يدل لمن قال : إن فرض الزكاة نزل بمكة ، لكن مقادير النصب والمخرج لم تبين إلا بالمدينة . والله أعلم .
وقد قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد من السلف : إن هذه الآية نسخت الذي كان الله قد أوجبه على المسلمين أولا من قيام الليل ، واختلفوا في المدة التي بينهما على أقوال كما تقدم . وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لذلك الرجل : " خمس صلوات في اليوم والليلة " . قال : هل علي غيرها ؟ قال : " لا ، إلا أن تطوع " .
وقوله تعالى : ( وأقرضوا الله قرضا حسنا ) يعني : من الصدقات ، فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره ، كما قال : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) [ البقرة : 245 ] .
وقوله : ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا ) أي : جميع ما تقدموه بين أيديكم فهو [ خير ] لكم حاصل ، وهو خير مما أبقيتموه لأنفسكم في الدنيا .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه؟ " . قالوا : يا رسول الله ، ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه . قال : " اعلموا ما تقولون " . قالوا : ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله ؟ قال : " إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر " .
ورواه البخاري من حديث حفص بن غياث والنسائي من حديث أبي معاوية ، كلاهما عن الأعمش به .
ثم قال تعالى : ( واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) أي : أكثروا من ذكره واستغفاره في أموركم كلها ; فإنه غفور رحيم لمن استغفره .
آخر تفسير سورة " المزمل " ولله الحمد .
- القرطبى : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
قوله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم
فيه ثلاثة عشر مسألة :
الأولى : قوله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم هذه الآية تفسير لقوله تعالى : قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه كما تقدم ، وهي الناسخة لفرضية قيام الليل كما تقدم .
( تقوم ) معناه تصلي و ( أدنى ) أي أقل . وقرأ ابن السميقع وأبو حيوة وهشام عن أهل الشام ( ثلثي ) بإسكان اللام .
ونصفه وثلثه بالخفض قراءة العامة عطفا على ( ثلثي ) ; المعنى : تقوم أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وثلثه . واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ; كقوله تعالى : علم أن لن تحصوه فكيف يقومون نصفه أو ثلثه وهم لا يحصونه . وقرأ ابن كثير والكوفيون ونصفه وثلثه بالنصب عطفا على ( أدنى ) التقدير : تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه . قال الفراء : وهو أشبه بالصواب ; لأنه قال أقل من الثلثين ، ثم ذكر نفس القلة لا أقل من القلة .
القشيري : وعلى هذه القراءة يحتمل أنهم كانوا يصيبون الثلث والنصف ; لخفة القيام عليهم بذلك القدر ، وكانوا يزيدون ، وفي الزيادة إصابة المقصود ، فأما الثلثان فكان يثقل عليهم قيامه فلا يصيبونه ، وينقصون منه . ويحتمل أنهم أمروا بقيام نصف الليل ، ورخص لهم في الزيادة والنقصان ، فكانوا ينتهون في الزيادة إلى قريب من الثلثين ، وفي النصف إلى الثلث . ويحتمل أنهم قدر لهم النصف وأنقص إلى الثلث ، والزيادة إلى الثلثين ، وكان فيهم من يفي بذلك ، وفيهم من يترك ذلك إلى أن نسخ عنهم . وقال قوم : إنما افترض الله عليهم الربع ، وكانوا ينقصون من الربع . وهذا القول تحكم .
الثانية : قوله تعالى : والله يقدر الليل والنهار أي يعلم مقادير الليل والنهار على حقائقها ، وأنتم تعلمون بالتحري والاجتهاد الذي يقع فيه الخطأ . علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوا معرفة حقائق ذلك والقيام به . وقيل : أي لن تطيقوا قيام الليل . والأول أصح ; فإن قيام الليل ما فرض كله قط .
قال مقاتل وغيره : لما نزلت : قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه شق ذلك عليهم ، وكان الرجل لا يدري متى نصف الليل من ثلثه ، فيقوم حتى يصبح مخافة أن يخطئ ، فانتفخت أقدامهم ، وانتقعت ألوانهم ، فرحمهم الله وخفف عنهم ; فقال تعالى : علم أن لن تحصوه و " أن " مخففة من الثقيلة ; أي علم أنكم لن تحصوه ; لأنكم إن زدتم ثقل عليكم ، واحتجتم إلى تكليف ما ليس فرضا ، وإن نقصتم شق ذلك عليكم .
الثالثة : قوله تعالى : فتاب عليكم أي فعاد عليكم بالعفو ، وهذا يدل على أنه كان فيهم من ترك بعض ما أمر به . وقيل : أي فتاب عليكم من فرض القيام إذ عجزتم . وأصل التوبة الرجوع كما تقدم ; فالمعنى رجع لكم من تثقيل إلى تخفيف ، ومن عسر إلى يسر . وإنما أمروا بحفظ الأوقات على طريق التحري ، فخفف عنهم ذلك التحري . وقيل : معنى والله يقدر الليل والنهار يخلقهما مقدرين ; كقوله تعالى : وخلق كل شيء فقدره تقديرا . ابن العربي : تقدير الخلقة لا يتعلق به حكم ، وإنما يربط الله به ما يشاء من وظائف التكليف .
الرابعة : قوله تعالى : فاقرؤوا ما تيسر من القرآن فيه قولان :
أحدهما : أن المراد نفس القراءة ; أي فاقرؤوا فيما تصلونه بالليل ما خف عليكم . قال السدي : مائة آية . الحسن : من قرأ مائة آية في ليلة لم يحاجه القرآن . وقال كعب : من قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين . وقال سعيد : خمسون آية .
قلت : قول كعب أصح ; لقوله - عليه السلام - : " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين " خرجه أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو . وقد ذكرناه في مقدمة الكتاب والحمد لله .
القول الثاني : فاقرؤوا ما تيسر منه أي فصلوا ما تيسر عليكم ، والصلاة تسمى قرآنا ; كقوله تعالى : وقرآن الفجر أي صلاة الفجر . ابن العربي : وهو الأصح ; لأنه عن الصلاة أخبر ، وإليها يرجع القول .
قلت : الأول أصح حملا للخطاب على ظاهر اللفظ ، والقول الثاني مجاز ; فإنه من تسمية الشيء ببعض ما هو من أعماله .
الخامسة : قال بعض العلماء : قوله تعالى : فاقرؤوا ما تيسر منه نسخ قيام الليل ونصفه ، والنقصان من النصف والزيادة عليه . ثم احتمل قول الله - عز وجل - : فاقرؤوا ما تيسر منه معنيين : أحدهما أن يكون فرضا ثانيا ; لأنه أزيل به فرض غيره . والآخر أن يكون فرضا منسوخا أزيل بغيره كما أزيل به غيره ; وذلك لقوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا فاحتمل قوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك أي يتهجد بغير الذي فرض عليه مما تيسر منه . قال الشافعي : فكان الواجب طلب الاستدلال بالسنة على أحد المعنيين ، فوجدنا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تدل على أن لا واجب من الصلاة إلا الخمس .
السادسة : قال القشيري أبو نصر : والمشهور أن نسخ قيام الليل كان في حق الأمة ، وبقيت الفريضة في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - . وقيل : نسخ التقدير بمقدار ، وبقي أصل الوجوب ; كقوله تعالى : فما استيسر من الهدي فالهدي لا بد منه ، كذلك لم يكن بد من صلاة الليل ، ولكن فوض قدره إلى اختيار المصلي ، وعلى هذا فقد قال قوم : فرض قيام الليل بالقليل باق ; وهو مذهب الحسن .
وقال قوم : نسخ بالكلية ، فلا تجب صلاة الليل أصلا ; وهو مذهب الشافعي . ولعل الفريضة التي بقيت في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - هي هذا ، وهو قيامه ، ومقداره مفوض إلى خيرته . وإذا ثبت أن القيام ليس فرضا فقوله تعالى : فاقرؤوا ما تيسر منه معناه اقرؤوا إن تيسر عليكم ذلك ، وصلوا إن شئتم . وصار قوم إلى أن النسخ بالكلية تقرر في حق النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا ، فما كانت صلاة الليل واجبة عليه . وقوله : نافلة لك محمول على حقيقة النفل . ومن قال : نسخ المقدار وبقي أصل وجوب قيام الليل ثم نسخ ، فهذا النسخ الثاني وقع ببيان مواقيت الصلاة ; كقوله تعالى : أقم الصلاة لدلوك الشمس ، وقوله : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، ما في الخبر من أن الزيادة على الصلوات الخمس تطوع . وقيل : وقع النسخ بقوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك والخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وللأمة ، كما أن فرضية الصلاة وإن خوطب بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى : يا أيها المزمل قم الليل كانت عامة له ولغيره .
وقد قيل : إن فريضة الله امتدت إلى ما بعد الهجرة ، ونسخت بالمدينة ; لقوله تعالى : علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله ، وإنما فرض القتال بالمدينة ; فعلى هذا بيان المواقيت جرى بمكة ، فقيام الليل نسخ بقوله تعالى : ومن الليل فتهجد به نافلة لك .
وقال ابن عباس : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نسخ قول الله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم وجوب صلاة الليل .
السابعة : قوله تعالى : علم أن سيكون منكم مرضى الآية ; بين سبحانه علة تخفيف قيام الليل ، فإن الخلق منهم المريض ، ويشق عليهم قيام الليل ، ويشق عليهم أن تفوتهم الصلاة ، والمسافر في التجارات قد لا يطيق قيام الليل ، والمجاهد كذلك ، فخفف الله عن الكل لأجل هؤلاء . و ( أن ) في أن سيكون مخففة من الثقيلة ; أي علم أنه سيكون .
الثامنة : سوى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله ، والإحسان والإفضال ، فكان هذا دليلا على أن كسب المال بمنزلة الجهاد ; لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله . وروى إبراهيم عن علقمة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلد فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهداء " ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله وقال ابن مسعود : أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا ، فباعه بسعر يومه كان له عند الله منزلة الشهداء . وقرأ وآخرون يضربون في الأرض الآية .
وقال ابن عمر : ما خلق الله موتة أموتها بعد الموت في سبيل الله أحب إلي من الموت بين شعبتي رحلي ، أبتغي من فضل الله ضاربا في الأرض . وقال طاوس : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله . وعن بعض السلف أنه كان بواسط ، فجهز سفينة حنطة إلى البصرة ، وكتب إلى وكيله : بع الطعام يوم تدخل البصرة ، ولا تؤخره إلى غد ، فوافق سعة في السعر ; فقال التجار للوكيل : إن أخرته جمعة ربحت فيه أضعافه ، فأخره جمعة فربح فيه أمثاله ، فكتب إلى صاحبه بذلك ، فكتب إليه صاحب الطعام : يا هذا ! إنا كنا قنعنا بربح يسير مع سلامة ديننا ، وقد جنيت علينا جناية ، فإذا أتاك كتابي هذا فخذ المال وتصدق به على فقراء البصرة ، وليتني أنجو من الاحتكار كفافا لا علي ولا لي . ويروى أن غلاما من أهل مكة كان ملازما للمسجد ، فافتقده ابن عمر ، فمشى إلى بيته ، فقالت أمه : هو على طعام له يبيعه ; فلقيه فقال له : يا بني ! ما لك وللطعام ؟ فهلا إبلا ، فهلا بقرا ، فهلا غنما ! إن صاحب الطعام يحب المحل ، وصاحب الماشية يحب الغيث .
التاسعة : قوله تعالى : فاقرؤوا ما تيسر منه أي صلوا ما أمكن ; فأوجب الله من صلاة الليل ما تيسر ، ثم نسخ ذلك بإيجاب الصلوات الخمس على ما تقدم .
قال ابن العربي وقد قال قوم : إن فرض قيام الليل سن في ركعتين من هذه الآية ; قاله البخاري وغيره ، وعقد بابا ذكر فيه حديث يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة مكانها : عليك ليل طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقده كلها ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان وذكر حديث سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا قال : أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه ، وينام عن الصلاة المكتوبة . وحديث عبد الله بن مسعود قال : ذكر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل ينام الليل كله فقال : " ذلك رجل بال الشيطان في أذنيه " فقال ابن العربي : فهذه أحاديث مقتضية حمل مطلق الصلاة على المكتوبة ; فيحمل المطلق على المقيد لاحتماله له ، وتسقط الدعوى ممن عينه لقيام الليل .
وفي الصحيح واللفظ للبخاري : قال عبد الله بن عمرو : وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عبد الله لا تكن مثل فلان ، كان يقوم الليل فترك قيام الليل " ولو كان فرضا ما أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه ، ولا أخبر بمثل هذا الخبر عنه ، بل كان يذمه غاية الذم ، وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر قال : كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصها على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكنت غلاما شابا عزبا ، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار ، فإذا هي مطوية كطي البئر ، وإذا لها قرنان ، وإذا فيها ناس قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار . قال : ولقينا ملك آخر ، فقال لي : لم ترع . فقصصتها على حفصة ، فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل " فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا ; فلو كان ترك القيام معصية لما قال له الملك : لم ترع . والله أعلم .
العاشرة : إذا ثبت أن قيام الليل ليس بفرض ، وأن قوله : فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ، فاقرؤوا ما تيسر منه محمول على ظاهره من القراءة في الصلاة فاختلف العلماء في قدر ما يلزمه أن يقرأ به في الصلاة ; فقال مالك والشافعي : فاتحة الكتاب لا يجزئ العدول عنها ، ولا الاقتصار على بعضها ، وقدره أبو حنيفة بآية واحدة ، من أي القرآن كانت . وعنه ثلاث آيات ; لأنها أقل سورة . ذكر القول الأول الماوردي والثاني ابن العربي . ولصحيح ما ذهب إليه مالك والشافعي ، على ما بيناه في سورة ( الفاتحة ) أول الكتاب والحمد لله .
وقيل : إن المراد به قراءة القرآن في غير الصلاة ; قال الماوردي : فعلى هذا يكون مطلق هذا الأمر محمولا على الوجوب ، أو على الاستحباب دون الوجوب . وهذا قول الأكثرين ; لأنه لو وجب عليه أن يقرأ لوجب عليه أن يحفظه . الثاني أنه محمول على الوجوب ; ليقف بقراءته على إعجازه ، وما فيه من دلائل التوحيد وبعث الرسل ، ولا يلزمه إذا قرأه وعرف إعجازه ودلائل التوحيد منه أن يحفظه ; لأن حفظ القرآن من القرب المستحبة دون الواجبة .
وفي قدر ما تضمنه هذا الأمر من القراءة خمسة أقوال : أحدها : جميع القرآن ; لأن الله تعالى يسره على عباده ; قاله الضحاك . الثاني : ثلث القرآن ; حكاه جويبر . الثالث : مائتا آية ; قاله السدي . الرابع : مائة آية ; قاله ابن عباس . الخامس : ثلاث آيات كأقصر سورة ; قاله أبو خالد الكناني .
الحادية عشرة : قوله تعالى : وأقيموا الصلاة يعني المفروضة وهي الخمس لوقتها . وآتوا الزكاة الواجبة في أموالكم ; قاله عكرمة وقتادة . وقال الحارث العكلي : صدقة الفطر لأن زكاة الأموال وجبت بعد ذلك . وقيل : صدقة التطوع . وقيل : كل أفعال الخير . وقال ابن عباس : طاعة الله والإخلاص له .
الثانية عشرة : قوله تعالى : وأقرضوا الله قرضا حسنا القرض الحسن ما قصد به وجه الله تعالى خالصا من المال الطيب . وقد مضى في سورة ( الحديد ) بيانه . وقال زيد بن أسلم : القرض الحسن النفقة على الأهل . وقال عمر بن الخطاب : هو النفقة في سبيل الله .
الثالثة عشرة : قوله تعالى : وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وروي عن عمر بن الخطاب أنه اتخذ حيسا - يعني تمرا بلبن - فجاءه مسكين فأخذه ودفعه إليه . فقال بعضهم : ما يدري هذا المسكين ما هذا ؟ فقال عمر : لكن رب المسكين يدري ما هو وكأنه تأول : وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا أي مما تركتم وخلفتم ، ومن الشح والتقصير . وأعظم أجرا قال أبو هريرة : الجنة ; ويحتمل أن يكون أعظم أجرا ; لإعطائه بالحسنة عشرا . ونصب خيرا وأعظم على المفعول الثاني ل ( تجدوه ) و ( هو ) : فصل عند البصريين ، وعماد في قول الكوفيين ، لا محل له من الإعراب . و ( أجرا ) تمييز .
واستغفروا الله أي سلوه المغفرة لذنوبكم إن الله غفور لما كان قبل التوبة ( رحيم ) لكم بعدها ; قاله سعيد بن جبير . ختمت السورة .
- الطبرى : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
القول في تأويل قوله تعالى : إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
يعني تعالى ذكره بقوله: إن هذه الآيات التي ذكر فيها أمر القيامة وأهوالها، وما هو فاعل فيها بأهل الكفر تَذْكِرَةً يقول: عبرة وعظة لمن اعتبر بها واتعظ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا يقول: فمن شاء من الخلق اتخذ إلى ربه طريقًا بالإيمان به، والعمل بطاعته.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ يعني: القرآن فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا بطاعة الله.
وقوله: ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ) يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إن ربك يا محمد يعلم أنك تقوم أقرب من ثلثي الليل مصليا، ونصفه وثلثه.
اختلفت القرّاء في قراءة ذلك: فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة بالخفض؛ ونصفه وثلثه بمعنى: وأدنى من نصفه وثلثه، إنكم لم تطيقوا العمل بما افترض عليكم من قيام الليل، فقوموا أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه وثلثه. وقرأ ذلك بعض قرّاء مكة وعامة قرّاء الكوفة بالنصب، بمعنى: إنك تقوم أدنى من ثلثي الليل وتقوم نصفه وثلثه.
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب وقوله: ( وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) يعني: من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كانوا مؤمنين بالله حين فرض عليهم قيام الليل.
وقوله: ( وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) بالساعات والأوقات.
وقوله: ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) يقول: علم ربكم أيها القوم الذين فرض عليهم قيام الليل أن لن تطيقوا قيامه ( فَتَابَ عَلَيْكُمْ ) إذ عجزتم وضعفتم عنه، ورجع بكم إلى التخفيف عنكم.
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: ( أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا هشيم، عن عباد بن راشد، عن الحسن ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) أن لن تطيقوه.
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرني به عباد بن راشد، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: ( أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قال: لن تطيقوه.
حدثنا عن ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) يقول: أن لن تطيقوه.
قال ثنا مهران، عن سفيان ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قال: أن لن تطيقوه.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خَلتانِ لا يُحْصِيهُما رَجلٌ مُسْلمٌ إلا أدْخَلَتاهُ الجَنةَ، وَهُما يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلْ بِهما قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ الله فِي دُبُرِ كُلّ صَلاةٍ عَشْرا، ويَحْمَدُهُ عَشرا، ويُكَبّرُهُ عَشْرا " قال: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قال: " فَتِلكَ خَمْسُونَ وَمِئَةٍ باللِّسانِ، وألْفٌ وخَمْس مِئَةٍ فِي المِيزَانِ، وَإذَا أوَى إلى فِراشِهِ سَبحَ وحَمَد وكَبر مِئَة؛ قال: فَتِلكَ مِئَةٌ باللِّسانِ، وألْفٌ فِي المِيزَانِ، فأيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي اليَوْمِ الوَاحِدِ أَلْفَينِ وخَمْسَ مِئَةِ سَيِّئَةٍ ؟" قالوا: فكيف لا نحصيهما؟ قال: " يأتي أحَدَكُمُ الشيْطانُ وَهُوَ فِي صَلاتِهِ فَيَقُولُ: اذْكرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا حتى يَنْفَتلَ، وَلَعَلهُ لا يَعْقِل، ويأْتِيهِ وَهُوَ فِي مَضْجَعِهِ فَلا يَزَالُ يُنَوّمهُ حتى يَنامَ".
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا أبو نعيم، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم نحوه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ) قيام الليل كتب عليكم ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ).
وقوله: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) يقول: فاقرءوا من الليل ما تيسر لكم من القرآن في صلاتكم؛ وهذا تخفيف من الله عزّ وجلّ عن عباده فرضه الذي كان فرض عليهم بقوله: قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا .
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء محمد، قال. قلت للحسن: يا أبا سعيد ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه، فلا يقوم به، إنما يصلي المكتوبة، قال: يتوسد القرآن، لعن الله ذاك؛ قال الله للعبد الصالح: وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قلت: يا أبا سعيد قال الله: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) قال: نعم، ولو خمسين آية.
حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن عشمان الهمداني، عن السديّ، في قوله: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ) قال: مئة آية.
قال: ثنا وكيع، عن ربيع، عن الحسن، قال: من قرأ مئة آية في ليلة لم يحاجه القرآن.
قال ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب، قال: من قرأ في ليلة مئة آية كُتب من العابدين.
وقوله: ( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) يقول تعالى ذكره: علم ربكم أيها المؤمنون أن سيكون منكم أهل مرض قد أضعفه المرض عن قيام الليل ( وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ ) في سفر ( يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) في تجارة قد سافروا لطلب المعاش فأعجزهم، فأضعفهم أيضا عن قيام الليل ( وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) يقول: وآخرون أيضا منكم يجاهدون العدوّ فيقاتلونهم في نُصرة دين الله، فرحمكم الله فخفف عنكم، ووضع عنكم فرض قيام الليل ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) يقول: فاقرءوا الآن إذ خفف ذلك عنكم من الليل في صلاتكم ما تيسَّر من القرآن. والهاء قي قوله " منه " من ذكر القرآن.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ثم أنبأ بخصال المؤمنين، فقال: ( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ) قال: افترض الله القيام في أوّل هذه السورة، فقام نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنـزل التخفيف في آخرها فصار قيام الليل تطوّعا بعد فريضة ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) يقول: وأقيموا المفروضة وهي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ( وَآتُوا الزَّكَاةَ ) يقول: وأعطوا الزكاة المفروضة في أموالكم أهلها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) فهما فريضتان واجبتان، لا رخصة لأحد فيهما، فأدّوهما إلى الله تعالى ذكره.
وقوله: ( وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) يقول: وأنفقوا في سبيل الله من أموالكم.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ) قال: القرض: النوافل سوى الزكاة.
وقوله: ( وَمَا تُقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ) يقول: وما تقدّموا أيها المؤمنون لأنفسكم في دار الدنيا من صدقة أو نفقة تنفقونها في سبيل الله، أو غير ذلك من نفقة في وجوه الخير، أو عمل بطاعة الله من صلاة أو صيام أو حجّ، أو غير ذلك من أعمال الخير في طلب ما عند الله، تجدوه عند الله يوم القيامة في معادكم، هو خيرا لكم مما قدمتم في الدنيا، وأعظم منه ثوابا: أي ثوابه أعظم من ذلك الذي قدّمتموه لو لم تكونوا قدّمتموه ( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ) يقول تعالى ذكره: وسلوا الله غفران ذنوبكم يصفح لكم عنها( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) يقول: إن الله ذو مغفرة لذنوب من تاب من عباده من ذنوبه، وذو رحمة أن يعاقبهم عليها من بعد توبتهم منها.
- ابن عاشور : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
من هنا يبتدىء ما نزل من هذه السورة بالمدينة كما تقدم ذكره في أول السورة .
وصريح هذه الآية ينادي على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل قبل نزول الآية وأن طائفة من أصحابه كانوا يقومون عملاً بالأمر الذي في أول السورة من قوله : { قم الليل إلاّ قليلاً } الآية [ المزمل : 2 ] ، فتعين أن هذه الآية نزلت للتخفيف عنهم جميعاً لقوله فيها : { فتاب عليكم } فهي ناسخة للأمر الذي في أول السورة .
واختلف السلف في وقت نزولها ومكانه وفي نسْبة مقتضاها من مقتضى الآية التي قبلها . والمشهور الموثوق به أن صدر السورة نزل بمكة .
ولا يغتر بما رواه الطبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمان عن عائشة مما يوهم أن صدر السورة نزل بالمدينة . ومثلُه ما روي عن النخعي في التزمل بمرط لعائشة .
ولا ينبغي أن يطال القول في أنَّ القيام الذي شُرع في صدر السورة كان قياماً واجباً على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، وأن قيام من قام من المسلمين معه بمكة إنما كان تأسياً به وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه ولكن رأت عائشة أن فرض الصلوات الخمس نسَخ وجوب قيام الليل ، وهي تريد أن قيام الليل كان فرضاً على المسلمين ، وهو تأويل ، كما لا ينبغي أن يختلف في أن أول ما أوجب الله على الأمة هو الصلوات الخمس التي فرضت ليلة المعراج وأنها لم يكن قبلها وجوب صلاة على الأمة ولو كان لجَرى ذكر تعويضه بالصلوات الخمس في حديث المعراج ، وأن جوب الخمس على النبي صلى الله عليه وسلم مثل وجوبها على المسلمين . وهذا قول ابن عباس لأنه قال : إن قيام الليل لم ينسخه إلاّ آية : { إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل } الآية ، ولا أن يختلف في أن فرض الصلوات الخمس لم ينسخ فرض القيام على النبي صلى الله عليه وسلم سوى أنه نسخ استيعاب نصف الليل أو دونه بقليل فنسخه { فاقرءوا ما تيسر من القرآن } .
وقد بين ذلك حديث ابن عباس ليلةَ بات في بيت خالته ميمونة أم المؤمنين قال فيه : «نام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله حتى إذا كان نصف الليل أو قبله بقليل أو بعدَه بقليل استيقظ رسول الله» ثم وصف وُضوءه وأنه صلى ثلاث عشرة ركعة ثم نام حتى جاءه المنادي لصلاة الصبح . وابن عباس يومئذٍ غلام فيكون ذلك في حدود سنة سبع أو ثمان من الهجرة .
ولم ينقل أن المسلمين كانوا يقومون معه إلاّ حين احتجز موضعاً من المسجد لقيامه في ليالي رمضان فتسامع أصحابه به فجعلوا يَنْسِلون إلى المسجد ليصلّوا بصلاة نبيئهم صلى الله عليه وسلم حتى احتبس عنهم في إحدى الليالي وقال لهم :
" لقد خشيت أن تفرض عليكم " وذلك بالمدينة وعائشة عنده كما تقدم في أول السورة .
وهو صريح في أن القيام الذي قاموه مع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن فرضاً عليهم وأنهم لم يدوموا عليه وفي أنه ليس شيء من قيام الليل بواجب على عموم المسلمين وإلاّ لما كان لخشية أن يفرض عليهم موقع لأنه لو قُدر أن بعض قيام الليل كان مفروضاً لكان قيامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم أداء لذلك المفروض ، وقد عضد ذلك حديث ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحفصة وقد قصَّت عليه رؤيا رآها عبد الله بن عمر أن عبد الله رجل صالح لو كان يقوم في الليل» .
وافتتاح الكلام ب { إن ربك يعلم أنك تقوم } يشعر بالثناء عليه لوفائه بحق القيام الذي أُمر به وأنه كان يبسط إليه ويهتم به ثم يقتصر على القدرِ المعين فيه النصففِ أو أنقصَ منه قليلاً أو زائدٍ عليه بل أخذ بالأقصى وذلك ما يقرب من ثُلثي الليل كما هو شأن أولي العزم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { فلما قضى موسى الأجل } [ القصص : 29 ] أنه قضى أقصَى الأجلين وهو العشر السنون .
وقد جاء في الحديث : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تورمت قدماه "
وتأكيد الخبر ب { إِنَّ } للاهتمام به ، وهو كناية عن أنه أرضى ربّه بذلك وتوطئة للتخفيف الذي سيذكر في قوله : { فتاب عليكم } ليعلم أنه تخفيف رحمة وكرامة ولإفراغ بعض الوقت من النهار للعمل والجهاد .
ولم تزل تكثر بعد الهجرة أشغال النبي صلى الله عليه وسلم بتدبير مصالح المسلمين وحماية المدينة وتجهيز الجيوش ونحو ذلك ، فلم تبق في نهاره من السعة ما كان له فيه أيامَ مقامه بمكة ، فظهرت حكمة الله في التخفيف عن رسوله صلى الله عليه وسلم من قيام الليل الواجِب منه والرغيبةِ .
وفي حديث علي بن أبي طالب " أنه سئل عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى منزله فقال : كان إذا أوَى إلى منزله جزَّأ دخوله ثلاثة أجزاء : جُزءاً لله ، وجزءاً لأهله ، وجزءاً لنفسه ، ثم جزَّأ جزأه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم شيئاً فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمةَ من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم "
وإيثار المضارع في قوله : { يعلم } للدلالة على استمرار ذلك العلم وتجدده وذلك إيذان بأنه بمحل الرضى منه .
وفي ضده قوله : { قد يعلم الله المعوقين منكم } [ الأحزاب : 18 ] لأنه في معرض التوبيخ ، أي لم يزل عالماً بذلك حيناً فحيناً لا يخفى عليه منه حصة .
و { أدْنى } أصله أقرب ، من الدنُوّ ، استعير للأَقَلّ لأن المسافة التي بين الشيء والأدنى منه قليلة ، وكذلك يستعار الأبعد للأكثر .
وهو منصوب على الظرفيّة لفعل { تقوم } ، أي تقوم في زمان يقدر أقل من ثلثي الليل وذلك ما يزيد على نصف الليل وهو ما اقتضاه قوله تعالى : { أو زد عليه } [ المزمل : 4 ] .
وقرأ الجمهور : { ثُلثي } بضم اللام على الأصل . وقرأه هشام عن ابن عامر بسكون اللام على التخفيف لأنه عرض له بعض الثقل بسبب التثنية .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب { ونصفَه وثلثَه } بخفضهما عطفاً على { ثلثي الليل } ، أي أدنى من نصفه وأدنى من ثلثه .
وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بنصب { ونصفه وثلثه } على أنهما منصوبان على المفعول ل { تقومُ } ، أي تقوم ثلثي الليل ، وتقوم نصف الليل ، وتقوم ثلثَ الليل ، بحيث لا ينقص عن النصف وعن الثلث . وهذه أحوال مختلفة في قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل تابعة لاختلاف أحوال الليالي والأيام في طول بعضها وقصر بعض وكلها داخلة تحت التخيير الذي خيره الله في قوله { قم الليل إلاّ قليلاً } [ المزمل : 2 ] إلى قوله : { أو زد عليه } [ المزمل : 4 ] .
وبه تظهر مناسبة تعقيب هذه الجملة بالجملة المعترضة ، وهي جملة { والله يقدر الليل والنهار } أي قد علمها الله كلها وأنبأه بها . فلا يختلف المقصود باختلاف القراءات . فمن العجاب قول الفرّاء أن النصب أشبه بالصواب .
و { طائفة } عطف على اسم { إنَّ } بالرفع وهو وجه جائز إذا كان بعدَ ذكرِ خبرِ { إنّ } لأنه يقدر رفعه حينئذٍ على الاستئناف كما في قوله تعالى : { أن الله بريء من المشركين ورسوله } [ التوبة : 3 ] . وهو من اللطائف إذا كان اتصاف الاسم والمعطوف بالخبر مختلفاً فإن بين قيام النبي صلى الله عليه وسلم وقيام الطائفة التي معه تفاوتاً في الحكم والمقدار ، وكذلك براءة الله من المشركين وبراءة رسوله . فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يدعوهم ويقرأ عليهم القرآن ويعاملهم ، وأما الله فغاضب عليهم ولاَعنُهم . وهذا وجه العدول عن أن يقول : إنَّ الله يعلم أنكم تقومون . إلى قوله : { أنك تقوم } ثم قوله : { وطائفة } الخ .
ووُصف { طائفة } بأنهم ( من الذين معه ) ، فإن كان المراد بالمعية المعية الحقيقية ، أي المصاحبة في عمل مما سيق له الكلام . أي المصاحبين لك في قيام الليل ، لم يكن في تفسيره تعيين لناس بأعيانهم ، ففي حديث عائشة في «صحيح البخاري» «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلَّى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال : قد رأيتُ الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أني خشِيت أن تُفرض عليكم ، وذلك في رمضان» .
وإن كانت المعية معية مجازية وهي الانتساب والصحبة والموافقة فقد عَدَدْنا منهم : عبدَ الله بن مسعود ، وعبد الله بن عَمْرو ، وسلمان الفارسي وأبا الدرداء ، وزينبَ بنتَ جحش ، وعبدَ الله بن عُمَرَ ، والحَولاء بنتَ تُوَيْت الأسدية ، فهؤلاء ورد ذكرهم مفرقاً في أحاديث التهجد من «صحيح البخاري» .
واعلم أن صدر هذه الآية إيماء إلى الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم في وفائه بقيام الليل حق الوفاء وعلى الطائفة الذين تابعوه في ذلك .
فالخبر بأن الله يعلم أنك تقوم مراد به الكناية عن الرضى عنهم فيما فعلوا .
والمقصود : التمهيد لقوله : { علم أن لن تحصوه } إلى آخر الآية .
ولأجل هذا الاعتبار أعيد فعل { عَلِم } في جملة { علم أن سيكون منكم مرضى } الخ ولم يقل : وأن سيكون منكم مرضى بالعطف .
وجملة { والله يقدر الليل والنهار } معترضة بين جملتي { إن ربّك يعلم أنك تقوم } وجملة { علم أن لن تحصوه } وقد علمت مناسبة اعتراضها آنفاً .
وجملة { علم أن لن تحصوه } يجوز أن تكون خبراً ثانياً عن { إنَّ } بعد الخبر في قوله : { يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل } الخ .
ويجوز أن تكون استئنافاً بيانياً لما ينشأ عن جملة { إن ربّك يعلم أنك تقوم } من ترقب السامع لمعرفة ما مُهّد له بتلك الجملة ، فبعد أن شكرهم على عملهم خفف عنهم منه .
والضمير المنصوب في { تحصوه } عائد إلى القيام المستفاد من { أنك تقوم .
والإِحصاء حقيقته : معرفة عدد شيء معدود مشتق من اسم الحصى جمع حصاة لأنهم كانوا إذا عدّوا شيئاً كثيراً جعلوا لكل واحد حصاة وهو هنا مستعار للإِطاقة . شُبهت الأفعال الكثيرة من ركوع وسجود وقراءة في قيام الليل ، بالأشياء المعدودة ، وبهذا فسر الحسن وسفيان ، ومنه قوله في الحديث استقيموا ولن تُحصوا أي ولن تطيقوا تمام الاستقامة ، أي فخذوا منها بقدر الطاقة .
وأنْ } مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف وخبره الجملة ، وقد وقع الفصل بين { أنْ } وخبرها بحرف النفي لكون الخبر فعلاً غير دعاء ولا جامد حسب المتبع في الاستعمال الفصيح .
و { أنْ } وجملتها سادة مسد مفعولي { علم } إذ تقديره علم عَدَم إحصائِكُمُوه واقعاً .
وفرع على ذلك { فتاب عليكم } وفعل { تاب } مستعار لعدم المؤاخذة قبل حصول التقصير لأن التقصير متوقع فشابه الحاصل فعبر عن عدم التكليف بما يتوقع التقصير فيه ، بفعل { تاب } المفيد رفع المؤاخذة بالذنب بعد حصوله .
والوجه أن يكون الخطاب في قوله : { تحصوه } وما بعده موجهاً إلى المسلمين الذين كانوا يقومون الليل : إِما على طريقة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب بعد قوله : { وطائفة من الذين معك ، } وإِما على طريقة العام المراد به الخصوص بقرينة أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يُظن تعذر الإِحصاء عليه ، وبقرينة قوله : { أن سيكونُ منكم مرضى } الخ .
ومعنى { فاقرأوا ما تيسر من القرآن } فصلُّوا ما تيسر لكم ، ولما كانت الصلاة لا تخلو عن قراءة القرآن أُتبع ذلك بقوله هنا : { فاقرأوا ما تيسر من القرآن } ، أي صلوا كقوله تعالى :
{ وقرآنَ الفجر } [ الإسراء : 78 ] أي صلاة الفجر وفي الكناية عن الصلاة بالقرآن جمع بين الترغيب في القيام والترغيب في تلاوة القرآن فيه بطريقة الإِيجاز .
والمراد القرآن الذي كان نزل قبل هذه الآية المدنيّة وهو شيء كثير من القرآن المكيُّ كله وشيء من المدني ، وليس مثل قوله في صدر السورة { ورتل القرءان ترتيلاً } [ المزمل : 4 ] كما علمت هنالك .
وقوله : { ما تيسر من القرءان } أي ما تيسر لكم من صلاة الليل فلا دلالة في هذه الآية على مقدار ما يجزىء من القراءة في الصلاة إذ ليس سياقها في هذا المهيع ، ولئن سلمنا ، فإن ما تيسر مجمل وقد بينه قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا صَلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " ، وأما السورة مع الفاتحة فإنه لم يرو عنه أنه قرأ في الصلاة أقلَّ من سورة ، وهو الواجب عند جمهور الفقهاء ، فيكره أن يَقرأ المصلي بعضَ سورة في الفريضة . ويجوز في القيام بالقرآن في الليل وفي قيام رمضان ، وعند الضرورة ، ففي «الصحيح» «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فأخذته بُحَّة فركع» ، أي في أثناء السّورة .
وقال أبو حنيفة وأحمد في رواية عنه : تجزىء قراءة آية من القرآن ولو كانت قصيرة ومثَّله الحنفية بقوله تعالى : { مُدْهامَّتَان } [ الرحمن : 64 ] ولا تتعين فاتحة الكتاب وخالفه صاحباه في الأمرين .
وتعيين من تجب عليه القراءة من منفرد وإمام ومأموم مُبين في كتب الفقه .
وفعلُ ( تاب ) إذا أريد به قبول توبة التائب عدي بحرف ( على ) لتضمينه معنى مَنَّ وإذا كان بمعنى الرجوع عن الذنب والندم منه عدي بما يناسب .
وقد نسخت هذه الآية تحديدَ مدة قيام الليل بنصفه أو أزيد أو أقل من ثلثه ، وأصحاب التحديد بالمقدار المتيسر من غير ضبط ، أما حكم ذلك القيام فهو على ما تقدم شرحه .
هذه الجملة بدل اشتمال من جملة { عَلِمَ أنْ لَنْ تُحصوه ، } وهذا تخفيف آخر لأجل أحوال أخرى اقتضت التخفيف .
وهذه حكمة أخرى لنسخ تحديد الوقت في قيام الليل وهي مراعاة أحوال طرأت على المسلمين من ضروب ما تدعو إليه حالة الجماعة الإِسلامية . وذكر من ذلك ثلاثة أضرب هي أصول الأعذار :
الضرب الأول : أعذار اختلال الصحة وقد شملها قوله : { أن سيكون منكم مرضى .
الضرب الثاني } : الأشغال التي تدعو إليها ضرورة العيش من تجارة وصناعة وحراثة وغير ذلك ، وقد أشار إليها قوله : { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله } وفضل الله هو الرزق .
الضرب الثالث : أعمال لمصالح الأمة وأشار إليها قوله : { وآخرون يقاتلون في سبيل الله } ودخل في ذلك حراسة الثغور والرِباط بها ، وتدبير الجيوش ، وما يرجع إلى نشر دعوة الإِسلام من إيفاد الوفود وبعث السفراء .
وهذا كله من شؤون الأمة على الإِجمال فيدخل في بعضها النبي صلى الله عليه وسلم كما في القتال في سبيل الله ، والمرض ففي الحديث : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين .
وإذا كانت هذه الآية مما نزل بمكة ففيها بشارة بأن أمر المسلمين صائر إلى استقلال وقترة على أعدائهم فيقاتلون في سبيل الله وإن كانت مدنية فهو عذر لهم بما ابتدأوا فيه من السرايا والغزوات .
وقد كان بعض الصحابة يتأول من هذه الآية فضيلة التجارة والسفر للتجر حيث سوى الله بين المجاهدين والمكتسبين المال الحلال ، يعني أن الله ما ذكر هذين السببين لنسخ تحديد القيام إلاّ تنويهاً بهما لأن في غيرهما من الأعذار ما هو أشبه بالمرض ، ودقائق القرآن ولطائفه لا تنحصر .
روي عن ابن مسعود أنه قال «أيما رجل جلب شيئاً إلى مدينة من مدائن المسلمين محتسباً فباعه بسعر يومه كان له عند الله منزلة الشهداء ، وقرأ { وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله } .
وعن ابن عمر : «ما خلق الله موتة بعد الموت في سبيل الله أحب إليَّ من أن أموت بين شُعْبَتَي رَحْلي أبتغي من فضل الله ضارباً في الأرض» .
فإذا كانت هذه الآية مما نزل بمكة ففيها بشارة بأن أمر المسلمين صائر إلى قترة على عدوهم وإن كانت مدنية فهي عذر لهم بما عرض لهم .
ومعنى { يضربون في الأرض } يسيرون في الأرض .
وحقيقة الضرب : قرع جسم بجسم آخر ، وسُمّي السير في الأرض ضرباً في الأرض لتضمين فعل { يضربون } معنى يسيرون فإن السير ضرب للأرض بالرجلين لكنه تنوسي منه معنى الضرب وأريد المشي فلذلك عدي بحرف { في } لأن الأرض ظرف للسير كما قال تعالى : { فسيروا في الأرض } [ آل عمران : 137 ] وقد تقدم عند قوله تعالى : { وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة } في سورة النساء ( 101 ) .
والابتغاء من فضل الله طلب الرزق قال تعالى : { ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربّكم } [ البقرة : 198 ] أي التجارة في مدة الحج ، فقوله تعالى : { يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله } مراد بالضرب في الأرض فيه السفر للتجارة لأن السير في الأسفار يكون في الليل كثيراً ويكون في النهار فيحتاج المسافر للنوم في النهار .
وفُرع عليه مثل ما فرع على الذي قبله فقال : { فاقرأوا ما تيسر منه } أي من القرآن .
وقد نيط مقدار القيام بالتيسير على جميع المسلمين وإن اختلفت الأعذار .
وهذه الآية اقتضت رفع وجوب قيام الليل عن المسلمين إن كان قد وجب عليهم من قبل على أحد الاحتمالين ، أو بيانَ لم يوجب عليهم وكانوا قد التزموه فبين لهم أن ما التزموه من التأسّي بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك غير لازم لهم .
وعلل عدم وجوبه عليهم بأن الأمة يكثر فيها أصحاب الأعذار التي يشق معها قيام الليل فلم يجعله الله واجباً عليهم أو رفَع وجوبه . ولولا اعتبار المظنة العامة لأبقِيَ حكمُ القيام ورُخص لأصحاب العذر في مدة العذر فقط فتبين أن هذا تعليل الحكم الشرعي بالمظنة والحكم هنا عدمي ، أي عدم الإِيجاب فهو نظير قصر الصلاة في السفر على قول عائشة أم المؤمنين : «إن الصلاة فرضت ركعتين ثم زيد في ثلاث من الصلوات في الحضر وأبقيت صلاة السفر» ، وعلة بقاء الركعتين هو مظنة المشقة في السفر .
وأوجب الترخص في قيام الليل أنه لم يكن ركناً من أركان الإِسلام فلم تكن المصلحة الدينية قوية فيه .
وأما حكم القيام فهو ما دلّ عليه قوله : { قم الليل إلاّ قليلاً } [ المزمل : 2 ] وما دلت عليه أدلة التحريض عليه من السنة . وقد مضى ذلك كله . فهذه الآية صالحة لأن تكون أصلاً للتعليل بالمظنة وصالحة لأن تكون أصلاً تقاس عليه الرخص العامة التي تراعى فيها مشقة غالب الْأمة مثل رخصة بيع السلم دون الأحوال الفردية والجزئية .
وقوله : { وأقيموا الصلاة } تذكير بأن الصلوات الواجبة هي التي تحرصون على إقامتها وعدم التفريط فيها كما قال تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً } [ النساء : 103 ] .
وفي هذا التعقيب بعطف الأمر بإقامة الصلاة إيماء إلى أن في الصلوات الخمس ما يرفع التبعة عن المؤمنين وأن قيام الليل نافلة لهم وفيه خير كثير وقد تضافرت الآثار على هذا ما هو في كتب السنة .
وعطف { وءاتوا الزكاة } تتميم لأن الغالب أنه لم يَخلُ ذكر الصلاة من قرن الزكاة معها حتى استنبط أبو بكر رضي الله عنه من ذلك أن مانع الزكاة يقاتل عليها ، فقال لعمر رضي الله عنه «لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة» .
وإقراض الله هو الصدقات غير الواجبة ، شبه إعطاء الصدقة للفقير بقرض يُقرضه الله لأن الله وعد على الصدقة بالثواب الجزيل فشابه حالُ معطي الصدقة مستجيباً رغبة الله فيه بحال من أقرض مستقرضاً في أنه حقيق بأن يُرجع إليه ما أقرضه ، وذلك في الثواب الذي يُعطاه يوم الجزاء .
ووصف القرض بالحسن يفيد الصدقة المراد بها وجه الله تعالى والسالمة من المنّ والأذى ، والحُسن متفاوت .
والحَسن في كل نوع هو ما فيه الصفات المحمودة في ذلك النوع في بابه ، ويعرف المحمود من الصدقة من طريق الشرع بما وصفه القرآن في حسن الصدقات وما ورد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك .
وقد تقدم في سورة البقرة ( 245 ) قوله : { من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له ضعافاً كثيرة } وفي سورة التغابن ( 17 ) { إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفْه لكم }
وَمَا تُقَدِّمُواْ لاَِنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً } .
تذييل لما سبق من الأمر في قوله : { فاقرأوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً } ، فإن قوله : { من خير } يعم جميع فعل الخير .
وفي الكلام إيجازُ حَذْف . تقدير المحذوف : وافعلوا الخير وما تقدموا لأنفسكم منه تجدوه عند الله ، فاستغني عن المحذوف بذكر الجزاء على الخير .
و { ما } شرطية . ومعنى تقديم الخير : فعله في الحياة ، شُبِّه فعل الخير في مدة الحياة لرجاء الانتفاع بثوابه في الحياة الآخرة بتقديم العازم على السفر ثَقَلَه وأدوَاتِه وبعضَ أهله إلى المحل الذي يروم الانتهاء إليه ليجد ما ينتفع به وقت وصوله .
و { من خير } بيان لإِبهام { ما } الشرطية .
والخير : هو ما وصفه الدين بالحُسْن ووعد على فعله بالثواب .
ومعنى { تجدوه } تجدوا جزاءه وثوابه ، وهو الذي قصده فاعله ، فكأنه وجد نفس الذي قدَّمه ، وهذا استعمال كثير في القرآن والسنة أن يعبر عن عوض الشيء وجزائِه باسم المعوض عنه والمجازَى به ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يَكنز المال ولا يؤدي حقه «مُثِّل له يوم القيامة شُجاعاً أقْرَعَ يأخذ بلِهْزِمَتَيْه يقول : أنا مالك أنا كنزك» .
وضمير الغائب في { تجدوه } هو المفعول الأول ل ( تجدوا ) ومفعوله الثاني { خيراً } .
والضمير المنفصل الذي بينهما ضمير فعل ، وجاز وقوعه بين معرفة ونكرة خلافاً للمعروف في حقيقة ضمير الفصل من وجوب وقوعه بين معرفتين لأنَّ أفْعَلَ مِن كَذا ، أشبه المعرفة في أنه لا يجوز دخول حرف التعريف عليه .
و { خيراً } : اسم تفضيل ، أي خيراً مما تقدمونه إذ ليس المراد أنكم تجدونه من جنس الخير ، بل المراد مضاعفة الجزاء ، لما دل عليه قوله تعالى : { إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يُضاعفه لكم } [ التغابن : 17 ] وغير ذلك من كثير من الآيات .
وأفاد ضمير الفصل هنا مجرد التأكيد لتحقيقه .
وعُطف { وأعظمَ أجراً } على { خيراً } أو هو منسحب عليه تأكيد ضمير الفصل .
وانتصب { أجراً } على أنه تمييز نسبة ل { أعظمَ } لأنه في معنى الفعل . فالتقدير : وأعظم أجره ، كما تقول : وجدته مُنبسطاً كفاً ، والمعنى : أن أجره خيرٌ وأعظمُ ممّا قدمتوه .
يجوز أن تكون الواو للعطف فيكون معطوفاً على جملة { وما تقدموا لأنفسكم } الخ ، فيكون لها حكم التذييل إرشاداً لتدارك ما عسى أن يعرض من التفريط في بعض ما أمره الله بتقديمه من خير فإن ذلك يشمل الفرائض التي يقتضي التفريط في بعضها توبةً منه .
ويجوز أن تكون الواو للاستئناف وتكون الجملة استئنافاً بيانياً ناشئاً عن الترخيص في ترك بعض القيام إرشاداً من الله لما يسُدّ مسدّ قيام الليل الذي يعرض تركه بأن يستغفر المسلم ربّه إذا انتبه من أجزاء الليل ، وهو مشمول لقوله تعالى : { وبالأسحار هم يستغفرون } [ الذاريات : 18 ] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم «ينزل ربّنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيبَ له ، من يسألني فأعْطيَه ، من يستغفرني فأغفرَ له» . وقال : «من تَعَارَّ من الليل فقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ثم قال اللهم اغفر لي أوْ دعا استجيب له» .
وجملة { إن الله غفور رحيم } تعليل للأمر بالاستغفار ، أي لأن الله كثير المغفرة شديد الرحمة . والمقصود من هذا التعليل الترغيبُ والتحريض على الاستغفار بأنه مرجوّ الإِجابة . وفي الإِتيان بالوصفين الدّالين على المبالغة في الصفة إيماء إلى الوعد بالإِجابة .
- إعراب القرآن : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
«إِنَّ رَبَّكَ» إن واسمها «يَعْلَمُ» مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها «أَنَّكَ» أن واسمها «تَقُومُ» مضارع فاعله مستتر و«أَدْنى » ظرف زمان والجملة الفعلية خبر أنك والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي يعلم و«مِنْ ثُلُثَيِ» متعلقان بأدنى و«اللَّيْلِ» مضاف إليه «وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ» معطوفان على أدنى «وَطائِفَةٌ» معطوف على فاعل تقوم المستتر و«مِنَ الَّذِينَ» متعلقان بمحذوف صفة طائفة و«مَعَكَ» ظرف مكان «وَاللَّهُ يُقَدِّرُ» الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ ومضارع فاعله مستتر و«اللَّيْلِ» مفعول به «وَالنَّهارَ» معطوف عليه والجملة الفعلية خبر المبتدأ ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. «عَلِمَ» ماض فاعله مستتر «إِنَّ» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف «لَنْ تُحْصُوهُ» مضارع منصوب بلن والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة خبر أن المخففة والمصدر المؤول
من أن المخففة وما بعدها سد مسد مفعولي علم وجملة علم مستأنفة لا محل لها «فَتابَ» ماض فاعله مستتر و«عَلَيْكُمْ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. «فَاقْرَؤُا» الفاء حرف عطف وأمر وفاعله و«ما» مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها و«تَيَسَّرَ» ماض فاعله مستتر و«مِنَ الْقُرْآنِ» متعلقان بالفعل والجملة صلة ما «عَلِمَ» ماض فاعله مستتر و«إِنَّ» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف «سَيَكُونُ» السين للاستقبال ومضارع ناقص و«مِنْكُمْ» خبر يكون المقدم و«مَرْضى » اسمه المؤخر والجملة خبر أن المخففة والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي علم والجملة مستأنفة لا محل لها. «وَآخَرُونَ» معطوف على مرضى «يَضْرِبُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة حال و«فِي الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل «يَبْتَغُونَ» مضارع وفاعله و«مِنْ فَضْلِ اللَّهِ» متعلقان بالفعل ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة حال. «وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» معطوف على آخرون يضربون في الأرض «فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» سبق إعراب مثيله. «أَقِيمُوا الصَّلاةَ» أمر وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها «وَآتُوا الزَّكاةَ» معطوف على ما قبله «وَأَقْرِضُوا اللَّهَ» معطوف أيضا «قَرْضاً» مفعول مطلق و«حَسَناً» صفة.
و الواو حرف استئناف «وَما» اسم شرط جازم مفعول به مقدم «تُقَدِّمُوا» ومضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والواو فاعله و«لِأَنْفُسِكُمْ» متعلقان بالفعل و«مِنْ خَيْرٍ» حال «تَجِدُوهُ» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والواو فاعله والهاء مفعول به أول والجملة جواب الشرط لا محل لها «عِنْدَ اللَّهِ» ظرف مكان مضاف إلى لفظ الجلالة و«هُوَ» ضمير فصل و«خَيْراً» مفعول به ثان «وَأَعْظَمَ» معطوف على خيرا و«أَجْراً» تمييز «وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ» أمر وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها «إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» إن واسمها وخبراها والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها.
- English - Sahih International : Indeed your Lord knows [O Muhammad] that you stand [in prayer] almost two thirds of the night or half of it or a third of it and [so do] a group of those with you And Allah determines [the extent of] the night and the day He has known that you [Muslims] will not be able to do it and has turned to you in forgiveness so recite what is easy [for you] of the Qur'an He has known that there will be among you those who are ill and others traveling throughout the land seeking [something] of the bounty of Allah and others fighting for the cause of Allah So recite what is easy from it and establish prayer and give zakah and loan Allah a goodly loan And whatever good you put forward for yourselves - you will find it with Allah It is better and greater in reward And seek forgiveness of Allah Indeed Allah is Forgiving and Merciful
- English - Tafheem -Maududi : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(73:20) (O Prophet), *18 your Lord knows that you sometimes stand up in Prayer nearly two-thirds of the night, and sometimes half or one-third of it, *19and so does a party of those with you; *20 Allah measures the night and the day. He knows that you cannot keep an accurate count of it, so He has shown mercy to you. So now recite as much of the Qur'an as you can. *21 He knows that there are among you those who are sick and others who are journeying in the land in quest of Allah's bounty, *22 and still others who are fighting in the cause of Allah. *23 So recite as much of the Qur'an as you easily can, and establish Prayer, and pay Zakah, *24 and give Allah a goodly loan. *25 Whatever good you send forth for yourselves, you shall find it with Allah. That is better and its reward is greater. *26 And ask for Allah's forgiveness; surely He is Most Forgiving, Most Compassionate.
- Français - Hamidullah : Ton Seigneur sait certes que tu Muhammad te tiens debout moins de deux tiers de la nuit ou sa moitié ou son tiers De même qu'une partie de ceux qui sont avec toi Allah détermine la nuit et le jour Il sait que vous ne saurez jamais passer toute la nuit en prière Il a usé envers vous avec indulgence Récitez donc ce qui [vous] est possible du Coran Il sait qu'il y aura parmi vous des malades et d'autres qui voyageront sur la terre en quête de la grâce d'Allah et d'autres encore qui combattront dans le chemin d'Allah Récite-en donc ce qui [vous] sera possible Accomplissez la Salât acquittez la Zakât et faites à Allah un prêt sincère Tout bien que vous vous préparez vous le retrouverez auprès d'Allah meilleur et plus grand en fait de récompense Et implorez le pardon d'Allah Car Allah est Pardonneur et Très Miséricordieux
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Gewiß dein Herr weiß daß du etwas weniger als zwei Drittel der Nacht zum Gebet aufstehst oder die Hälfte oder ein Drittel davon und ebenso ein Teil von denjenigen die mit dir sind Und Allah setzt das Maß der Nacht und des Tages fest Er weiß daß ihr es nicht erfassen würdet' Da wandte Er Sich euch zu und erließ es euch So lest bei Nacht was euch vom Qur'an leichtfällt Er weiß daß es unter euch Kranke geben wird und andere die im Land umherreisen wo sie nach etwas von Allahs Huld trachten und wieder andere die auf Allahs Weg kämpfen So lest davon was euch leichtfällt und verrichtet das Gebet und entrichtet die Abgabe und gebt Allah ein gutes Darlehen Und was ihr für euch selbst an Gutem vorausschickt das werdet ihr noch besser und großartiger belohnt bei Allah finden Und bittet Allah um Vergebung Gewiß Allah ist Allvergebend und Barmherzig
- Spanish - Cortes : Tu Señor sabe que pasas en oración casi dos tercios de la noche la mitad o un tercio de la misma y lo mismo algunos de los que están contigo Alá determina la noche y el día Sabe que no vais a contarlo con exactitud y os perdona ¡Recitad pues lo que buenamente podáis del Corán Sabe que entre vosotros habrá unos enfermos otros de viaje por la tierra buscando el favor de Alá otros combatiendo por Alá ¡Recitad pues lo que buenamente podáis de él ¡Haced la azalá ¡Dad el azaque ¡Haced un préstamo generoso a Alá El bien que hagáis como anticipo para vosotros mismos volveréis a encontrarlo junto a Alá como bien mejor y como recompensa mayor ¡Y pedid el perdón de Alá Alá es indulgente misericordioso
- Português - El Hayek : Em verdade o teu Senhor sabe que tu te levantas para rezar algumas vezes durante dois terços da noite outras metade e outras ainda um terço assim como o faz uma boa parte dos teus; mas Deus mede a noite e o dia e bem sabe que não podeis precisar as horas pelo que vos absolve Recitai pois o que puderdes do Alcorão Ele sabe que entre vós há enfermos e outros que viajam pela terra à procura da graça de Deus e outros que combatem pela causa de Deus Recitai oferecei espontaneamente a Deus E todo o bem que fizerdes será em favor às vossas almas; achareis a recompensa em Deus porque Deus é Indulgente Misericordiosíssimo
- Россию - Кулиев : Воистину твой Господь знает что ты и часть тех кто с тобой простаиваете менее двух третей ночи или половину ее или треть ее Аллах определяет меру дня и ночи Он знает что вам не сосчитать этого и принимает ваши покаяния Читайте же из Корана то что необременительно для вас Он знает что среди вас будут больные что одни странствуют по земле в поисках милости Аллаха а другие сражаются на пути Аллаха Читайте же из него то что необременительно для вас совершайте намаз раздавайте закят и одолжите Аллаху прекрасный заем Какое бы добро вы ни приготовили для себя заранее вы найдете его у Аллаха в виде лучшего и большего вознаграждения Просите же у Аллаха прощения ведь Аллах - Прощающий Милосердный
- Кулиев -ас-Саади : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌВоистину, твой Господь знает, что ты и часть тех, кто с тобой, простаиваете менее двух третей ночи, или половину ее, или треть ее. Аллах определяет меру дня и ночи. Он знает, что вам не сосчитать этого, и принимает ваши покаяния. Читайте же из Корана то, что необременительно для вас. Он знает, что среди вас будут больные, что одни странствуют по земле в поисках милости Аллаха, а другие сражаются на пути Аллаха. Читайте же из него то, что необременительно для вас, совершайте намаз, раздавайте закят и одолжите Аллаху прекрасный заем. Какое бы добро вы ни приготовили для себя заранее, вы найдете его у Аллаха в виде лучшего и большего вознаграждения. Просите же у Аллаха прощения, ведь Аллах - Прощающий, Милосердный.
В начале этой суры Аллах велел Своему посланнику, да благословит его Аллах и приветствует, совершать молитву в течение половины ночи, трети ее или двух третей. Мусульмане же должны подчиняться Аллаху и брать пример со своего пророка. Поэтому в этом аяте Всевышний сообщил, что Пророк и верующие покорились Его воле. Однако в связи с тем, что людям порой трудно выстаивать молитву в ночные часы, Господь облегчил им обязанности и определил меру дня и ночи. Он знает, какая ее часть прошла, а какая осталась. Он также знает, что вы не сможете определить часы дня и ночи совершенно точно, избежав ошибок, потому что это требует большого внимания и дополнительного труда. Вот почему Он облегчил ваши обязанности и велел вам совершать только то, что вам по силам, даже если вы что-либо прибавите к тому сроку, что предписан Аллахом, или убавите от него. Читайте из Корана то, что помните наизусть. Не создавайте для себя трудностей и совершайте дополнительный ночной намаз, пока вы бодры и активны. Если же вас одолевают леность и дремота, то вам следует отдохнуть, чтобы затем уже встать на намаз отдохнувшими и успокоившимися. Затем Аллах перечислил несколько причин, по которым он облегчил обязанности Своих рабов. Прежде всего, среди людей есть больные, которым трудно простаивать на молитве полночи, две трети или даже одну треть ночи. Поэтому им разрешается молиться исходя из собственных возможностей. Им не обязательно даже совершать намаз стоя, если это причиняет им беспокойство. Более того, если больной не в состоянии совершать добровольные намазы, то он может не совершать их, но Аллах дарует ему ту же награду, которой он удостаивался, пока был здоров. Помимо больных людей есть купцы, которые отправляются в торговые поездки, чтобы заработать деньги и не нуждаться в подаянии. Человек, находящийся в путешествии или в поездке, заслуживает того, чтобы Аллах облегчил ему его обязанности, и поэтому Господь позволил путешественникам объединять полуденный намаз с послеполуденным, а закатный - с вечерним. Он также позволил сокращать до двух ракатов обязательные намазы, состоящие из четырех ракатов. Помимо них среди вас также есть бойцы, которые сражаются на пути Аллаха. Вот почему вам дозволено читать из Священного Корана только то, что вам доступно. Всевышний облегчил свои предписания как для здоровых людей, живущих в родном городе, так и для больных и путешественников. Здоровый мусульманин, живущий в родном городе, должен уделять внимание своему состоянию и не обязан выбирать для поклонения ночью определенные часы. Но желательно, чтобы он выбирал самое лучшее время для поклонения Аллаху, то есть последнюю треть ночи. Что же касается больных и путешественников, то независимо от того, отправились они в путь ради торговли, поклонения Аллаху, священной войны, паломничества или чего-либо иного, они не должны обременять себя дополнительными обрядами поклонения. Слава же Аллаху за то, что Он не сделал законы своей религии тягостными для нас, облегчил их и бережливо позаботился о судьбе Своих рабов и интересах их религии, плоти и мирской жизни! Затем Он повелел совершать два важнейших обряда поклонения, которые являются двумя столпами ислама. Он повелел совершать намаз, без которого невозможно исповедовать правую веру, и выплачивать закят, который является доказательством веры и благодаря которому могут утешиться бедные и неимущие. Мусульмане обязаны совершать намаз, исполняя его обязательные предписания, требуемые условия и вообще все правила, которым нас учил посланник Аллаха. Наряду с этим они должны раздавать из заработанного честным путем имущества обязательный закят и добровольную милостыню, совершая это искренне ради Аллаха и с добрым намерением. Затем Всевышний побудил людей творить добро во всех его проявлениях и возвестил о том, что награда за каждое благодеяние воздается в десятикратном размере, а иногда увеличивается в семьсот раз и даже больше. Помните, что одна крупица добра, совершенного на этой земле, равносильна великому множеству мирских благ, а в Райских садах вечного блаженства за нее воздается подлинными прелестями и удовольствием. Добродетель в этой жизни является залогом преуспеяния в жизни будущей. Она подобна семени, которое человек сажает для себя. Как же жаль, что некоторые люди прожигают свое время и проявляют безразличие к благодеяниям! Как жаль потерянные ими часы, в течение которых они не совершают благих дел! Как жаль сердца, невосприимчивые к проповедям своего Создателя и не извлекающие пользы из наставлений Того, кто более сострадателен к ним, чем они сами. Хвала Тебе, Господи! Тебе мы сетуем и у Тебя просим помощи, ведь нет силы и могущества, кроме как у Тебя. После того как Всевышний вдохновил Своих рабов на праведные деяния и подчинение Ему. Он велел им молить Его о прощении, и в этом есть огромный смысл. Человек не способен избежать ошибок и недочетов при выполнении Божьих повелений. Он не выполняет их должным образом, а порой и вовсе ослушается своего Господа. Поэтому Аллах заповедал Своим рабам восполнять упущенное молитвами о прощении. Человек грешит днем и ночью, и если Аллах не осенит его милостью и прощением, то он просто погибнет.
- Turkish - Diyanet Isleri : Şüphesiz Rabbin senin ve beraberinde bulunanlardan bir topluluğun gecenin üçte ikisinden biraz az yarısı ve üçte biri kadar vakit içinde kalktığını bilir Gece ve gündüzü Allah ölçer; sizin bu vakitleri takdir edemeyeceğinizi bildiğinden tevbenizi kabul etmiştir Artık Kuran'dan kolayınıza geleni okuyun; Allah içinizden hasta olanları Allah'ın lütfundan rızık aramak üzere yeryüzünde dolaşacak olan kimseleri ve Allah yolunda savaşacak olanları şüphesiz bilir Kuran'dan kolayınıza geleni okuyun; namazı kılın; zekatı verin; Allah'a güzel ödünç takdiminde bulunun; kendiniz için yaptığınız iyiliği daha iyi ve daha büyük ecir olarak Allah katında bulursunuz Allah'tan bağışlanma dileyin; Allah elbette bağışlar ve merhamet eder
- Italiano - Piccardo : In verità il tuo Signore sa che stai ritto [in preghiera] per quasi due terzi della notte o la metà o un terzo e che lo stesso [fanno] una parte di coloro che sono con te Allah ha stabilito la notte e il giorno Egli già sapeva che non avreste potuto passare tutta la notte in preghiera ed è stato indulgente verso di voi Recitate dunque del Corano quello che vi sarà agevole Egli già sapeva che ci sarebbero stati tra voi i malati ed altri che avrebbero viaggiato sulla terra in cerca della grazia di Allah ed altri ancora che avrebbero lottato per la Sua causa Recitatene dunque quello che vi sarà agevole Assolvete all'orazione e versate la decima e fate ad Allah un prestito bello Tutto il bene che avrete compiuto lo ritroverete presso Allah migliore e maggiore ricompensa Implorate il perdono di Allah In verità Allah è perdonatore misericordioso
- كوردى - برهان محمد أمين : بهڕاستی ئهو پهروهردگارهت چاك دهزانێت که تۆ نزیکهی دوو بهشی شهو یاخود نیوهی یان سێیهکی ههڵدهسیت و شهونوێژ دهکهیت ههروهها ههندێك لهوانهی که له گهڵتان خوا ئهندازهی شهوو ڕۆژ دیاری دهکات خوا زانیویهتی که ئێوه ههرگیز نازانن دیاریی بکهن و ئاماری بکهن ئهگهر ئهو نهیکردایه لهبهر ئهوه تهوبهی لێوهرگرتن جا چهندتان توانی و چۆنتان بۆ لوا له شهونوێژو له کاتی تردا قورئان بخوێنن و دهوری بکهنهوه چونکه ئهو خوایه میهرهبانهو دهزانێت لهوانهیه کهسانێکتان لێ نهخۆش بکهوێت و کهسانی تریش ببن له زهویدا بگهڕێن بهشوێن بازرگانی و فهزڵی خواداو کهسانی تر له داهاتوودا بجهنگن بۆ لابردنی کۆسپهکانی سهر ڕێی دینی خواو بۆ بهدهستهێنانی ڕهزامهندی ئهو کهواته چهندهتان بۆکرا ئهوهنده قورئان بخوێنن و نوێژهکانتان بهچاکی ئهنجام بدهن و زهکاتیش بهو شێوهیهی دیاریکراوه بیدهن و قهرز بهشێوهیهکی جوان بهخوا بدهن ئهوهی بۆ خوا ببهخشرێت خوای گهوره بهقهرزێکی دادهنێت که بهزاتی خۆی درا بێت ههر دهست پێشکهریهکی چاکه بکهن بۆ خۆتان سبهی دهیبیننهوه لای خوا دهستان دهکهوێتهوه به باشترو پاداشتی گهورهتر ده داوای لێخۆشبوون ههر له خوا بکهن و دڵنیابن ئهو خوایه لێخۆشبوو میهرهبانه
- اردو - جالندربرى : تمہارا پروردگار خوب جانتا ہے کہ تم اور تمہارے ساتھ کے لوگ کبھی دو تہائی رات کے قریب اور کبھی ادھی رات اور کبھی تہائی رات قیام کیا کرتے ہو۔ اور خدا تو رات اور دن کا اندازہ رکھتا ہے۔ اس نے معلوم کیا کہ تم اس کو نباہ نہ سکو گے تو اس نے تم پر مہربانی کی۔ پس جتنا اسانی سے ہوسکے اتنا قران پڑھ لیا کرو۔ اس نے جانا کہ تم میں بعض بیمار بھی ہوتے ہیں اور بعض خدا کے فضل یعنی معاش کی تلاش میں ملک میں سفر کرتے ہیں اور بعض خدا کی راہ میں لڑتے ہیں۔ تو جتنا اسانی سے ہوسکے اتنا پڑھ لیا کرو۔ اور نماز پڑھتے رہو اور زکوه ادا کرتے رہو اور خدا کو نیک اور خلوص نیت سے قرض دیتے رہو۔ اور جو عمل نیک تم اپنے لئے اگے بھیجو گے اس کو خدا کے ہاں بہتر اور صلے میں بزرگ تر پاو گے۔ اور خدا سے بخشش مانگتے رہو۔ بےشک خدا بخشنے والا مہربان ہے
- Bosanski - Korkut : Gospodar tvoj sigurno zna da ti u molitvi provodiš manje od dvije trećine noći polovinu njezinu ili trećinu njezinu a i neki od onih koji su uz tebe Allah određuje dužinu noći i dana On zna da vi to ne umijete izračunati pa vam prašta a vi iz Kur'ana učite ono što je lahko; On zna da će među vama biti bolesnih i onih koji će po svijetu putovati i Allahove blagodati tražiti i onih koji će se na Allahovu putu boriti – zato izgovarajte iz njega ono što vam je lahko i molitvu obavljajte i milostinju udjeljujte i draga srca Allahu zajam dajte A dobro koje za sebe unaprijed osigurate naći ćete kod Allaha još većim i dobićete još veću nagradu I molite Allaha da vam oprosti jer Allah prašta i milostiv je
- Swedish - Bernström : DIN HERRE vet att du [Muhammad] vakar [i bön] nästan två tredjedelar av natten eller halva natten eller en tredjedel av den tillsammans med några av dina följeslagare Och Gud som fastställer nattens och dagens längd vet att ni inte håller räkning på [era vakor] och Han vänder Sig till er [och lättar i Sin barmhärtighet era bördor] Läs således ur Koranen vad ni med lätthet kan läsa [Gud] vet att det kommer att finnas sjuka bland er och andra som färdas långt bort för att söka [den utkomst som] Han i Sin godhet [beviljar dem] och andra som kämpar för Guds sak Läs alltså vad ni med lätthet kan läsa och förrätta bönen och hjälp de behövande och ge Gud ett lån av goda gärningar varje god handling som ni sänder framför er [till Domen] skall ni återfinna hos Gud förskönad och [följd av] en rikare belöning Och be om Guds förlåtelse för era synder Gud är ständigt förlåtande barmhärtig
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Sesungguhnya Tuhanmu mengetahui bahwasanya kamu berdiri sembahyang kurang dari dua pertiga malam atau seperdua malam atau sepertiganya dan demikian pula segolongan dari orangorang yang bersama kamu Dan Allah menetapkan ukuran malam dan siang Allah mengetahui bahwa kamu sekalikali tidak dapat menentukan batasbatas waktuwaktu itu maka Dia memberi keringanan kepadamu karena itu bacalah apa yang mudah bagimu dari Al Quran Dia mengetahui bahwa akan ada di antara kamu orangorang yang sakit dan orangorang yang berjalan di muka bumi mencari sebagian karunia Allah; dan orangorang yang lain lagi berperang di jalan Allah maka bacalah apa yang mudah bagimu dari Al Quran dan dirikanlah sembahyang tunaikanlah zakat dan berikanlah pinjaman kepada Allah pinjaman yang baik Dan kebaikan apa saja yang kamu perbuat untuk dirimu niscaya kamu memperoleh balasannya di sisi Allah sebagai balasan yang paling baik dan yang paling besar pahalanya Dan mohonlah ampunan kepada Allah; sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : ۞ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
(Sesungguhnya Rabbmu mengetahui bahwasanya kamu berdiri, salat, kurang) kurang sedikit (dari dua pertiga malam, atau seperdua malam, atau sepertiganya) jika dibaca nishfihi dan tsulutsihi berarti diathafkan kepada lafal tsulutsay; dan jika dibaca nishfahu dan tsulutsahu berarti diathafkan kepada lafal adnaa. Pengertian berdiri atau melakukan salat sunat di malam hari di sini pengertiannya sama dengan apa yang terdapat di awal surah ini, yakni sesuai dengan apa yang telah diperintahkan Allah kepadanya (dan segolongan dari orang-orang yang bersama kamu) lafal ayat ini diathafkan kepada dhamir yang terkandung di dalam lafal taquumu, demikian pula sebagian orang-orang yang bersamamu. Pengathafan ini diperbolehkan sekalipun tanpa mengulangi huruf taukidnya, demikian itu karena mengingat adanya fashl atau pemisah. Makna ayat secara lengkap, dan segolongan orang-orang yang bersama kamu yang telah melakukan hal yang sama. Mereka melakukan demikian mengikuti jejak Nabi saw. sehingga disebutkan, bahwa ada di antara mereka orang-orang yang tidak menyadari berapa rakaat salat malam yang telah mereka kerjakan, dan waktu malam tinggal sebentar lagi. Sesungguhnya Nabi saw. selalu melakukan salat sunah sepanjang malam, karena demi melaksanakan perintah Allah secara hati-hati. Para sahabat mengikuti jejaknya selama satu tahun, atau lebih dari satu tahun, sehingga disebutkan bahwa telapak-telapak kaki mereka bengkak-bengkak karena terlalu banyak salat. Akhirnya Allah swt. memberikan keringanan kepada mereka. (Dan Allah menetapkan) menghitung (ukuran malam dan siang. Dia mengetahui bahwa) huruf an adalah bentuk takhfif dari anna sedangkan isimnya tidak disebutkan, asalnya ialah annahu (kalian sekali-kali tidak dapat menentukan batas waktu-waktu itu) yaitu waktu malam hari. Kalian tidak dapat melakukan salat malam sesuai dengan apa yang diwajibkan atas kalian melainkan kalian harus melakukannya sepanjang malam. Dan yang demikian itu memberatkan kalian (maka Dia mengampuni kalian) artinya, Dia mencabut kembali perintah-Nya dan memberikan keringanan kepada kalian (karena itu bacalah apa yang mudah dari Alquran) dalam salat kalian (Dia mengetahui, bahwa) huruf an adalah bentuk takhfif dari anna, lengkapnya annahu (akan ada di antara kalian orang-orang yang sakit dan orang-orang yang berjalan di muka bumi) atau melakukan perjalanan (mencari sebagian karunia Allah) dalam rangka mencari rezeki-Nya melalui berniaga dan lain-lainnya (dan orang-orang yang lain lagi, mereka berperang di jalan Allah) ketiga golongan orang-orang tersebut, amat berat bagi mereka hal-hal yang telah disebutkan tadi menyangkut salat malam. Akhirnya Allah memberikan keringanan kepada mereka, yaitu mereka diperbolehkan melakukan salat malam sebatas kemampuan masing-masing. Kemudian ayat ini dinasakh oleh ayat yang mewajibkan salat lima waktu (maka bacalah apa yang mudah dari Alquran) sebagaimana yang telah disebutkan di atas (dan dirikanlah salat) fardu (tunaikanlah zakat dan berikanlah pinjaman kepada Allah) seumpamanya kalian membelanjakan sebagian harta kalian yang bukan zakat kepada jalan kebajikan (pinjaman yang baik) yang ditunaikan dengan hati yang tulus ikhlas. (Dan kebaikan apa saja yang kalian perbuat untuk diri kalian, niscaya kalian akan memperoleh balasannya di sisi Allah sebagai balasan yang jauh lebih baik) dari apa yang telah kalian berikan. Lafal huwa adalah dhamir fashal. Lafal maa sekalipun bukan termasuk isim makrifat akan tetapi diserupakan dengan isim makrifat karena tidak menerima takrif (dan yang paling besar pahalanya. Mohonlah ampun kepada Allah, sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang) kepada orang-orang mukmin.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনার পালনকর্তা জানেন আপনি এবাদতের জন্যে দন্ডায়মান হন রাত্রির প্রায় দু’তৃতীয়াংশ অর্ধাংশ ও তৃতীয়াংশ এবং আপনার সঙ্গীদের একটি দলও দন্ডায়মান হয়। আল্লাহ দিবা ও রাত্রি পরিমাপ করেন। তিনি জানেন তোমরা এর পূর্ণ হিসাব রাখতে পার না। অতএব তিনি তোমাদের প্রতি ক্ষমা পরায়ন হয়েছেন। কাজেই কোরআনের যতটুকু তোমাদের জন্যে সহজ ততটুকু আবৃত্তি কর। তিনি জানেন তোমাদের মধ্যে কেউ কেউ অসুস্থ হবে কেউ কেউ আল্লাহর অনুগ্রহ সন্ধানে দেশেবিদেশে যাবে এবং কেউ কেউ আল্লাহর পথে জেহাদে লিপ্ত হবে। কাজেই কোরআনের যতটুকু তোমাদের জন্যে সহজ ততটুকু আবৃত্তি কর। তোমরা নামায কায়েম কর যাকাত দাও এবং আল্লাহকে উত্তম ঋণ দাও। তোমরা নিজেদের জন্যে যা কিছু অগ্রে পাঠাবে তা আল্লাহর কাছে উত্তম আকারে এবং পুরস্কার হিসেবে বর্ধিতরূপে পাবে। তোমরা আল্লাহর কাছে ক্ষমাপ্রার্থনা কর। নিশ্চয় আল্লাহ ক্ষমাশীল দয়ালু।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : நிச்சயமாக நீரும் உம்முடன் இருப்போரில் ஒரு கூட்டத்தாரும் இரவில் மூன்றில் இரு பாகங்களுக்குச் சமீபமாகவே இன்னும் அதில் பாதியோ இன்னும் இதில் மூன்றில் ஒரு பாகத்திலோ வணக்கத்திற்காக நிற்கிறீர்கள் என்பதை உம்முடைய இறைவன் நிச்சயமாக அறிவான் அல்லாஹ்வே இரவையும் பகலையும் அளவாகக் கணக்கிடுகின்றான் அதை நீங்கள் சரியாகக் கணக்கிட்டுக் கொள்ள மாட்டீர்கள் என்பதையும் அவன் அறிகிறான் ஆகவே அவன் உங்களுக்கு மன்னிப்பு அளித்து விட்டான் எனவே நீங்கள் குர்ஆனில் உங்களுக்குச் சுலபமான அளவு ஓதுங்கள் ஏனெனில் நோயாளிகளும் அல்லாஹ்வின் அருளைத் தேடியவாறு பூமியில் செல்லும் வேறு சிலரும் அல்லாஹ்வின் பாதையில் போர் செய்யும் மற்றும் சிலரும் உங்களில் இருப்பார்கள் என்பதை அவன் அறிகிறான் ஆகவே அதிலிருந்து உங்களுக்குச் சுலபமான அளவே ஓதுங்கள்; தொழுகையை முறையாக நிலை நிறுத்துங்கள்; இன்னும் ஜகாத்தும் கொடுத்து வாருங்கள்; அன்றியும் தேவைப்படுவோருக்கு அல்லாஹ்வுக்காக அழகான கடனாக கடன் கொடுங்கள் நன்மைகளில் எவற்றை நீங்கள் உங்கள் ஆத்மாக்களுக்காச் செய்து மறுமைக்காக முற்படுத்துகிறீர்களோ அவற்றை நீங்கள் அல்லாஹ்விடம் மிகவும் மேலானதாகவும் நற்கூலியில் மகத்தானதாகவும் காண்பீர்கள்; அன்றியும் அல்லாஹ்விடமே மன்னிப்புக் கோருங்கள் நிச்சயமா அல்லாஹ் மிக்க மன்னிப்பவன் மிக்க கிருபையுடையவன்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และอัลลอฮฺทรงกำหนดเวลากลางคืนและกลางวัน พระองค์ทรงรู้ดีว่าพวกเจ้าไม่สามารถที่จะกำหนดเวลาได้ ด้วยเหตุนี้พระองค์จึงทรงผ่อนผันให้แก่พวกเจ้า ดังนั้นพวกเจ้าจงอ่านอัลกุรอานตามแต่สะดวกเถิด พระองค์ทรงรู้ดีว่า อาจมีบางคนในหมู่พวกเจ้าเป็นคนป่วย และบางคนอื่น ๆ ต้องเดินทางไปดินแดนอื่น เพื่อแสวงหาจากความโปรดปรานของอัลลอฮฺ และบางคนอื่นต่อสู้ในทางของอัลลอฮฺ ดังนั้นพวกเจ้าจงอ่านตามสะดวกจากอัลกุรอานเถิด และจงดำรงไว้ซึ่งการละหมาดและจงบริจาคซะกาต และจงให้อัลลอฮฺยืมอย่างดีเยี่ยมเถิด และความดีอันใดที่พวกเจ้าได้กระทำไว้เพื่อตัวของพวกเจ้าเองพวกเจ้าก็จะพบมัน ณ ที่อัลลอฮฺ ซึ่งเป็นความดีและผลตอบแทนก็ยิ่งใหญ่กว่า ดังนั้นพวกเจ้าจงขออภัยโทษต่ออัลลอฮฺ แท้จริงอัลลอฮฺเป็นผู้ทรงอภัย ผู้ทรงเมตตาเสมอ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Албатта Роббинг сени кечанинг учдан биридан озроғини ё ярмини ё учдан бирини қоим бўлиб ўтказаётганингни ва сен билан бирга бўлганлардан ҳам бир тоифа шундоқ қилаётганларини биладир Ва Аллоҳ кечаю кундузни Ўзи ўлчайдир У сизлар ҳеч чидай олмаслигингизни билиб сизларга енгилликни қайтарди Бас энди Қуръондан муяссар бўлганича ўқинглар Сизлардан келажакда касаллар бўлишини ҳам билди Бошқалар ер юзида юриб Аллоҳнинг фазлини ахтаришини яна бошқалар эса Аллоҳнинг йўлида жиҳод қилишларини ҳам билди Бас ундан муяссар бўлганича қироат қилинглар Ва намозни қоим қилинглар закот беринглар ва Аллоҳга яхши қарз беринглар Ўзингиз учун нима яхшилик қилган бўлсангиз Аллоҳнинг ҳузурида ундан яхшироғини ва улканроқ ажрни топарсизлар Аллоҳга истиғфор айтинглар Албатта Аллоҳ мағфират қилувчи ва раҳмдилдир Бу оят билан Аллоҳ таоло суранинг аввалидаги оятларга биноан фарз қилинган кечаси қоим бўлишни бекор қилди Шундан сўнг кечада фарз намозлардан ташқари ибодат қилиш ихтиёрийга аланади Ислом таълимотлари ҳар бир нарсада юксак инсоний фазилатлар ҳукм суришини йўлга қўйиб келган ва иншааллоҳ шундай бўлиб қолади
- 中国语文 - Ma Jian : 你的主的确知道你礼拜的时间,不到全夜的三分之二,或二分之一,或三分之一。你的同道中,有一群人也是那样做的。真主预定黑夜和白昼的长度,他知道你们不能计算它,故赦宥你们。你们应当诵《古兰经》中简易的(文辞)。他知道你们中将有一些病人,和别的许多人,或旅行四方,寻求真主的恩惠;或为真主而作战,故你们应当讽诵其中简易的(文辞)。你们应当谨守拜功,完纳天课,并以善债借给真主。你们为自己做什么善事,都将在真主那里得到更好更大的报酬。你们应当向真主求饶,真主是至赦的,是至慈的。
- Melayu - Basmeih : Sesungguhnya Tuhanmu wahai Muhammad mengetahui bahawasanya engkau bangun sembahyang Tahajjud selama kurang dari dua pertiga malam dan selama satu perduanya dan selama satu pertiganya; dan demikian juga dilakukan oleh segolongan dari orangorang yang bersamasamamu kerana hendak menepati perintah yang terdahulu; padahal Allah jualah yang menentukan dengan tepat kadar masa malam dan siang Ia mengetahui bahawa kamu tidak sekalikali akan dapat mengira dengan tepat kadar masa itu lalu Ia menarik balik perintahNya yang terdahulu dengan memberi kemudahan kepada kamu; oleh itu bacalah manamana yang mudah kamu dapat membacanya dari AlQuran dalam sembahyang Ia juga mengetahui bahawa akan ada di antara kamu orangorang yang sakit; dan yang lainnya orangorang yang musafir di muka bumi untuk mencari rezeki dari limpah kurnia Allah; dan yang lainnya lagi orangorang yang berjuang pada jalan Allah membela ugamaNya Maka bacalah manamana yang sudah kamu dapat membacanya dari AlQuran; dan dirikanlah sembahyang serta berikanlah zakat; dan berilah pinjaman kepada Allah sebagai pinjaman yang baik ikhlas Dan ingatlah apa jua kebaikan yang kamu kerjakan sebagai bekalan untuk diri kamu tentulah kamu akan mendapat balasannya pada sisi Allah sebagai balasan yang sebaikbaiknya dan yang amat besar pahalanya Dan mintalah ampun kepada Allah; sesungguhnya Allah Maha Pengampun lagi Maha Mengasihani
- Somali - Abduh : Eebahaa wuxuu ogyahay Nabiyow inaad tukatid wax ka yar habeenka saddex Meelood laba iyo Badhkiis iyo saddex meelood meel iyo in koox ka mida kuwa kula jira ay tukato Eebana waa u qadaranyahay Habeenka iyo Maalintuba wuxuuna Ogyahay inaydaan Koobi karin wuuna Idinka toobad aqbalay ee Akhriya wixii idiin Fududaada oo quraan ah wuxuu Eebe ogyahay inay idin ka mid Noqon kuwa Buka iyo kuwo safri iyagoo dooni Khayrka Eebe iyo kuwo u dagaallami Jidka Eebe ee akhriya wixii idiin Fududaada oo Quraan ah Salaaddana ooga Zakadana Bixiya Eebana wax wanaagsan daynsada Waxaad naftiinna u hormarsataan oo khayr ahna waxaad ka ogaandoontaan kana Heleysaan Eeba Agtiisa Isagoo khayr ah iyo Ajri wayn ee Eebe Dambi dhaaf waydiista waa Dambi Dhaafe Naxariiste
- Hausa - Gumi : Lalle ne Ubangijinka Yã sani cẽwa kai kana tsayuwa a kusan kashi biyu daga uku na dare da rabinsa da sulusinsa tãre da wani ɓangare na waɗanda ke tãre da kai Allah Yake iya ƙaddara dare da yini Ya san bã zã ku iya lissafa shi ba sabõda haka Ya karɓi tubarku sai ku karanta abin da ya sauƙaƙa na Alƙur'ãni Ya san wasu daga cikinku zã su yi cĩwo kuma wasu zã su yi tafiya cikin ƙasa suna nẽman falalar Allah da fatauci kuma wasu zã su yi yãƙi a cikin banyar Allah Sabõda haka ku karanta abin da ya sauƙaƙa daga gare shi kuma ku tsai da salla kuma ku bãyar da zakka kumaa ku bai wa Allah rance rance mai kyãwo Kuma abin da kuka gabatar dõmin kanku na alhẽri zã ku sãme shi a wurin Allah zai kasance mafifici daga wanda kuka ajiye kuma zai fi girma ga sakamako kuma ku rõƙi Allah gãfara; lalle ne Allah Mai gãfara ne Mai jin ƙai
- Swahili - Al-Barwani : Hakika Mola wako Mlezi anajua ya kuwa hakika wewe unakesha karibu na thuluthi mbili za usiku na nusu yake na thuluthi yake Na baadhi ya watu walio pamoja nawe kadhaalika Na Mwenyezi Mungu ndiye anaye ukadiria usiku na mchana Anajua kuwa hamwezi kuweka hisabu basi amekusameheni Basi someni kilicho chepesi katika Qur'ani Anajua ya kuwa baadhi yenu watakuwa wagonjwa na wengine wanasafiri katika ardhi wakitafuta fadhila ya Mwenyezi Mungu na wengine wanapigana katika Njia ya Mwenyezi Mungu Kwa hivyo someni kilicho chepesi humo na mshike Sala na toeni Zaka na mkopesheni Mwenyezi Mungu mkopo mwema Na kheri yoyote mnayo itanguliza kwa ajili ya nafsi zenu mtaikuta kwa Mwenyezi Mungu imekuwa bora zaidi na ina thawabu kubwa sana Na mtakeni msamaha Mwenyezi Mungu Hakika Mwenyezi Mungu ni Mwenye kusamehe Mwenye kurehemu
- Shqiptar - Efendi Nahi : Me të vërtetë Zoti yt e di se ti o Muhammed lutesh më pak se dy të tretat e natës ndonjëherë gjysmën ose të tretën e saj si edhe disa prej atyre që janë me ty Zoti e ka caktuar gjatësinë e ditës dhe të natës Ai e di se ju nuk mundeni me e llogaritur atë andaj ju ka bërë lehtësi; e ju lexoni Kur’an aq sa mundeni; Ai e di që ndokush nga ju do të jetë i sëmurë kurse disa të tjerë udhëtojnë nëpër botë duke kërkuar dhuntitë e Perëndisë për jetesë dhe të tjerë që luftojnë në rrugën e Perëndisë – prandaj lexoni ju sa keni mundëis nga Kur’ani dhe kryeni namazin dhe jepnie zeqatin dhe për hir të Perëndisë jepnihua sepse çdo të mirë që e përgatitni ju për vete më parë do ta gjeni te Perëndia më të mirë dhe do të keni shpërblim më të madh Kërkoni falje te Perëndia se Perëndia me të vërtetë është falës dhe mëshirues i madh
- فارسى - آیتی : پروردگار تو مىداند كه تو و گروهى از آنان كه با تو هستند نزديك به دو ثلث شب و نيم شب و ثلث شب را به نماز مىايستيد. و خداست كه اندازه شب و روز را معين مىكند. و مىداند كه شما هرگز حساب آن را نتوانيد داشت. پس توبه شما را بپذيرفت. و هر چه ميّسر شود از قرآن بخوانيد. مىداند چه كسانى از شما بيمار خواهند شد، و گروهى ديگر به طلب روزى خدا به سفر مىروند و گروه ديگر در راه خدا به جنگ مىروند. پس هر چه ميسر شود از آن بخوانيد. نماز بگزاريد و زكات بدهيد و به خدا قرض الحسنه دهيد. و هر خيرى را كه براى خود پيشاپيش بفرستيد، آن را نزد خدا خواهيد يافت. و آن پاداش بهتر است و پاداشى بزرگتر است. و از خدا آمرزش بخواهيد، زيرا خدا آمرزنده و مهربان است.
- tajeki - Оятӣ : Парвардигори ту медонад, ки ту ва гурӯҳе аз онон, ки бо ту ҳастанд, наздик ба ду сеяки шабу нимшаб ва сеяки шабро ба намоз меистед. Ва Худост, ки андозаи шабу рӯзро муъайян мекунад. Ва медонад, ки шумо ҳаргиз ҳисоби онро натавонед дошт. Пас тавбаи шуморо қабул кард. Ва ҳар чӣ муяссар шавад, аз Қуръон бихонед. Медонад чӣ касоне аз шумо бемор хоҳанд шуд ва гурӯҳе дигар ба талаби рӯзии Худо ба сафар мераванд ва гурӯҳи дигар дар роҳи Худо ба ҷанг мераванд. Пас ҳар чӣ муяссар шавад, аз он бихонед. Намоз бигузореду закот бидиҳед ва ба Худо қарзи некӯ диҳед. Ва ҳар хайреро, ки барои худ пешопеш бифиристед, онро назди Худо хоҳед ёфт. Ва он мукофоти беҳтар аст ва музде бузургтар аст. Ва аз Худо бахшоиш бихоҳед, зеро Худо бахшояндаву меҳрубон аст!
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) شۈبھىسىزكى، پەرۋەردىگارىڭ سېنىڭ ۋە سەن بىلەن بولغانلارنىڭ (يەنى ساھابىلەر) دىن بىر توپ ئادەمنىڭ (تەھەججۇد نامىزى ئۈچۈن) كېچىنىڭ ئۈچتىن ئىككى ھەسسىسىدە، يېرىمىدا ۋە ئۈچتىن بىر ھەسسىسىدە تۇرىدىغانلىقىڭلارنى بىلىدۇ، كېچە بىلەن كۈندۈزنىڭ (ئۇزۇنلۇقى) نى اﷲ ئالدىنئالا بەلگىلەيدۇ، سىلەرنىڭ ئۇنى ھېسابلاپ بولالمايدىغانلىقىڭلارنى اﷲ بىلىدۇ، اﷲ سىلەرگە رەھىم قىلدى (يەنى كېچىدە تەھەججۇد نامىزى ئوقۇشنىڭ پەرزلىكىنى) ئەمەلدىن قالدۇردى، تەھەججۇد نامىزىدىن سىلەرگە قۇلاي بولغاننى ئوقۇڭلار، اﷲ بىلىدۇكى، بەزىڭلار كېسەل بولۇپ قالىسىلەر، بەزىلەر اﷲ نىڭ پەزلىنى تىلەپ (يەنى تىجارەت قىلىپ) يەر يۈزىدە سەپەر قىلىدۇ، يەنە بەزىلەر اﷲ نىڭ يولىدا جىھاد قىلىدۇ، شۇنىڭ ئۈچۈن ئۇنىڭدىن (يەنى تەھەججۇد نامىزىدىن) قۇلاي بولغاننى ئوقۇڭلار، (پەرز) نامازنى ئادا قىلىڭلار، زاكاتنى بېرىڭلار، اﷲ قا قەرزىي ھەسەنە بېرىڭلار (يەنى اﷲ نىڭ رازىلىقى ئۈچۈن ياخشىلىق يوللىرىغا پۇل - مال سەرپ قىلىڭلار)، ئۆزۈڭلار ئۈچۈن (دۇنيادا) قايسىبىر ياخشى ئىشنى قىلساڭلار، اﷲ نىڭ دەرگاھىدا تېخىمۇ ياخشى، تېخىمۇ كاتتا ساۋابقا ئېرىشىسىلەر (دۇنيا بولسا پانىيدۇر، ئاخىرەت بولسا باقىيدۇر ياخشى بەندىلەر ئۈچۈن اﷲ نىڭ دەرگاھىدىكى ساۋاب ھەممىدىن ئارتۇقتۇر)، اﷲ تىن مەغپىرەت تىلەڭلار، اﷲ ھەقىقەتەن ناھايىتى مەغپىرەت قىلغۇچىدۇر، ناھايىتى مېھرىباندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെ നാഥന്നറിയാം: നീയും നിന്റെ കൂടെയുള്ളവരിലൊരു സംഘവും രാവിന്റെ മിക്കവാറും മൂന്നില് രണ്ടു ഭാഗവും ചിലപ്പോള് പാതിഭാഗവും മറ്റു ചിലപ്പോള് മൂന്നിലൊരു ഭാഗവും നിന്ന് നമസ്കരിക്കുന്നുണ്ട്. രാപ്പകലുകള് കണക്കാക്കുന്നത് അല്ലാഹുവാണ്. നിങ്ങള്ക്കത് കൃത്യമായി കണക്കാക്കാന് കഴിയില്ലെന്ന് അവന്നറിയാം. അതിനാല് നിങ്ങള്ക്ക് ഇളവ് നല്കിയിരിക്കുന്നു. അതുകൊണ്ട് ഖുര്ആനില്നിന്ന് നിങ്ങള്ക്ക് കഴിയുംവിധം പാരായണം ചെയ്ത് നമസ്കാരം നിര്വഹിക്കുക. നിങ്ങളില് ചിലര് രോഗികളാണ്. വേറെ ചിലര് അല്ലാഹുവിന്റെ അനുഗ്രഹമന്വേഷിച്ച് ഭൂമിയില് സഞ്ചരിക്കുന്നവരാണ്. ഇനിയും ചിലര് അല്ലാഹുവിന്റെ മാര്ഗത്തില് പോരാടുന്നവരും. ഇത് അവന് നന്നായറിയാം. അതിനാല് ഖുര്ആനില്നിന്ന് സൌകര്യപ്രദമായത് പാരായണം ചെയ്യുക. നമസ്കാരം നിഷ്ഠയോടെ നിര്വഹിക്കുക. സകാത്ത് നല്കുക. അല്ലാഹുവിന്ന് ഉത്തമമായ കടം കൊടുക്കുക. നിങ്ങള് സ്വന്തത്തിനുവേണ്ടി മുന്കൂട്ടി ചെയ്യുന്ന നന്മകളൊക്കെയും അല്ലാഹുവിങ്കല് ഏറെ ഗുണമുള്ളതായി നിങ്ങള്ക്കു കണ്ടെത്താം. മഹത്തായ പ്രതിഫലമുള്ളതായും. നിങ്ങള് അല്ലാഹുവോട് മാപ്പപേക്ഷിക്കുക. തീര്ച്ചയായും അല്ലാഹു ഏറെ പൊറുക്കുന്നവനും ദയാപരനുമാണ്.
- عربى - التفسير الميسر : ان ربك ايها النبي يعلم انك تقوم للتهجد من الليل اقل من ثلثيه حينا وتقوم نصفه حينا وتقوم ثلثه حينا اخر ويقوم معك طائفه من اصحابك والله وحده هو الذي يقدر الليل والنهار ويعلم مقاديرهما وما يمضي ويبقى منهما علم الله انه لا يمكنكم قيام الليل كله فخفف عليكم فاقرووا في الصلاه بالليل ما تيسر لكم قراءته من القران علم الله انه سيوجد فيكم من يعجزه المرض عن قيام الليل ويوجد قوم اخرون يتنقلون في الارض للتجاره والعمل يطلبون من رزق الله الحلال وقوم اخرون يجاهدون في سبيل الله لاعلاء كلمته ونشر دينه فاقرووا في صلاتكم ما تيسر لكم من القران وواظبوا على فرائض الصلاه واعطوا الزكاه الواجبه عليكم وتصدقوا في وجوه البر والاحسان من اموالكم ابتغاء وجه الله وما تفعلوا من وجوه البر والخير وعمل الطاعات تلقوا اجره وثوابه عند الله يوم القيامه خيرا مما قدمتم في الدنيا واعظم منه ثوابا واطلبوا مغفره الله في جميع احوالكم ان الله غفور لكم رحيم بكم
*18) About this verse in which reduction has been made in the injunction concerning the Tahajjud Prayer, there are different traditions. Musnad Ahmad, Muslim and Abu Da'ud have related a tradition, on the authority of Hadrat `A'ishah, saying that this second command was sent down one year after the first command, and the standing up in the Prayer at night was made voluntary instead of obligatory. Another tradition which Ibn Jarir and Ibn Abi Hatim have related, again on the authority of Hadrat `A'ishah, says that this command came down 8 months after the first command, and a third tradition which Ibn Abi Hatim has related again from her, says that it came down 16 months later. Abu Da'ud, Ibn Jarir and Ibn Abi Hatim have cited the period of one year from Hadrat `Abdullah bin 'Abbas. But Hadrat Sa'id bin Jubair has stated that it was sent down ten years later. (Ibn Jarir, Ibn Abi Hatim). In our opinion this last view is most sound, for the subject-matter of the first section clearly shows that it was sent down in Makkah and that too in the earliest stage when at the most four years might have passed since the advent of Prophethood. Contrary to this, this second section, .in view of the express evidence of its subject matter, seems to have been revealed at Madinah when fighting had started with the disbelievers and the zakat also had been enjoined as an obligatory duty. On this basis inevitably the two sections should have been sent down at an interval of at least ten years between them.
*19) Although the initial command to the Holy Prophet was to keep standing up in the Prayer for half the. night, or thereabout, it was difficult to compute the tithe precisely in the absorption of the Prayer, especially when there were no watches either to measure time accurately; therefore, sometimes twothirds of the night passed in the prayer and sometimes only one-third of it.
*20) In the initial command only the Holy Prophet (upon whom be peace) was addressed and only he was instructed to stand up in the Prayer by night. But since the Muslims at that time were ardently desirous of following him in everything he did and of earning more and more good and virtues, many of the Companions also performed this Night Prayer regularly.
*21) As the Prayer is prolonged due mainly to a lengthy recital of the Qur'an, it is said: "You may recite as much of the Qur'an as you easily can in the Tahajjud Prayer This would automatically cause the Prayer to be shortened" . Although the words here are apparently in the imperative mood, it is agreed by all that Tahajjud is not an obligatory but a voluntary Prayer. In the Hadith also it has been explained that on an enquiry by a person the Holy Prophet (upon whom be peace) replied: "Five times Prayer in the day and night is obligatory on you. He asked: Is anything besides this also binding on me? The Holy Prophet said: No, unless you may like to offer something of your own accord. " (Bukhari, Muslim). This verse also shows another thing. Just as the bowing (ruku ) and prostration (sajdah.) are obligatory in the Prayer, so is the recital of the Qur'an. For just as Allah at other places has used the words ruku' and sajdah for the prayer, so here He has mentioned recital of the Qur'an, which implies its recital in the Prayer. If somebody objects to this conclusion, saying: When the Tahajjud Prayer itself is voluntary, how can recital of the Qur'an in it be obligatory? The answer is: Even in case of the voluntary Prayer it is incumbent on one to fulfil all the pre-requisites of the Prayer and to perform all its basic elements and obligatory parts. No one can say that in case of the voluntary Prayer, purity of the garments and body, ablutions and concealment of the satar (minimal part of the body to be covered) are not obligatory, and the standing up and sitting and performance of ruku`and sajdah also in it are only voluntary.
*22) Travelling to earn one's living by lawful and permissible methods has been described in many places in the Qur'an as the seeking of Allah's bounty.
*23) Here, the way Allah has made mention of seeking pure livelihood and fighting in the Way of Allah together and declared these two, besides the compulsion on account of illness, as reasons for exemption from the Tahajjud Prayer, or concession in it, shows how meritorious it is in Islam-to earn one's livelihood by lawful methods. In the Hadith, Hadrat `Abdullah bin Mas`ud has reported that the Holy Prophet (upon whom be peace) said: "The person who came to a city of the Muslims with foodgrains and sold it at the rate of the day, will attain to a place nearest to Allah, and then the Holy Prophet recited this very verse." (lbn Marduyah), Hadrat 'Umar once said: "Except for fighting in the way of Allah, the state in which I would love to be overtaken by death, is the state when I am overtaken by it while passing through a mountain pass in search of livelihood and then he recited this very verse." (Baihaqi, Shu ab al-Iman).
*24) Commentators are agreed that this implies observance of the obligatory Prayer five times a day and giving away of the obligatory zakat.
*25) Ibn Zaid says this implies spending one's wealth in the cause of Allah besides the zakat, whether it is in the cause of fighting in the way of Allah, or for helping the needy, or for public utilities, or other good works. The meaning of giving to Allah a good loan has been explained at several places above. See E.N 267 of AI-Baqarah, E.N. 33 of Al-Ma'idah, E.N. 16 of Al-Hadid).
*26) It means: "Whatever you have sent forward for the good of your Hereafter is more beneficial for you than that you withheld in the world and did not spend in any good cause for the pleasure of Allah. According to a Hadith reported by Hadrat 'Abdullah bin Mas`ud the Holy Prophet (upon whom be peace) once asked: "Which of you has a greater love for his own wealth than for the wealth of his heir? The people said: There is none among us, O Messenger of Allah, who would not have greater love for his own wealth than for the wealth of his heir. He said: Consider well what you are saying. The people submitted: This indeed is our considered opinion, O Messenger of Allah. Thereupon the Holy Prophet said: Your own property is only that which you have sent forward (for the good f your Hereafter), and whatever you held back indeed belongs to the heir." (Bukhari. Nasa'i, Musnad Abu Ya`la).