- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
- عربى - نصوص الآيات : وثيابك فطهر
- عربى - التفسير الميسر : يا أيها المتغطي بثيابه، قم مِن مضجعك، فحذِّر الناس من عذاب الله، وخُصَّ ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعبادة، وَطَهِّر ثيابك من النجاسات؛ فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن، ودُمْ على هَجْر الأصنام والأوثان وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها، ولا تُعط العطيَّة؛ كي تلتمس أكثر منها، ولمرضاة ربك فاصبر على الأوامر والنواهي.
- السعدى : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
{ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ } يحتمل أن المراد بثيابه، أعماله كلها، وبتطهيرها تخليصها والنصح بها، وإيقاعها على أكمل الوجوه، وتنقيتها عن المبطلات والمفسدات، والمنقصات من شر ورياء، [ونفاق]، وعجب، وتكبر، وغفلة، وغير ذلك، مما يؤمر العبد باجتنابه في عباداته.
ويدخل في ذلك تطهير الثياب من النجاسة، فإن ذلك من تمام التطهير للأعمال خصوصا في الصلاة، التي قال كثير من العلماء: إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة.
ويحتمل أن المراد بثيابه، الثياب المعروفة، وأنه مأمور بتطهيرها عن [جميع] النجاسات، في جميع الأوقات، خصوصا في الدخول في الصلوات، وإذا كان مأمورا بتطهير الظاهر، فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن.
- الوسيط لطنطاوي : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
والمراد بتطهير الثياب فى قوله - تعالى - : ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) أمر بأن تكون ثيابه طاهرة من النجاسات ، لأن طهارة الثياب شرط فى الصلاة ، ولا تصح إلا بها . وهى الأول والأحب فى غير الصلاة . وقبيح بالمؤمن الطيب أن يحمل خبثا .
وقيل : هو أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ، ويستهجن من العادات . يقال : فلان طاهر الثياب ، وطاهر الجيب والذيل والأردان ، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ، ومدانس الأخلاق . ويقال : فلان دنس الثياب : للغادر - والفاجر - ، وذلك لأن الثوب يلابس الإِنسان ، ويشتمل عليه .
.
وسواء أكانت المراد بالثياب هنا معناها الحقيقى ، أو معناها المجازى المكنى به عن النفس والذات ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مواظبا على الطهارة الحسية والمعنوية فى كل شئونه وأحواله ، فهو بالنسبة لثيابه كان يطهرها من كل دنس وقذر ، وبالنسبة لذاته ونفسه ، كان أبعد الناس عن كل سوء ومنكر من القول أو الفعل .
إلا أننا نميل إلى حمل اللفظ على حقيقته ، لأنه لا يوجد ما يوجب حمله على غير ذلك .
- البغوى : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
( وثيابك فطهر ) قال قتادة ومجاهد : نفسك فطهر [ عن الذنب ] فكنى عن النفس بالثوب ، وهو قول إبراهيم والضحاك والشعبي والزهري . وقال عكرمة : سئل ابن عباس عن قوله : " وثيابك فطهر " فقال : لا تلبسها على معصية ولا على غدر ، ثم قال : أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي :
وإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع
والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء : إنه طاهر الثياب ، وتقول لمن غدر : إنه لدنس الثياب . وقال أبي بن كعب : لا تلبسها على غدر ولا على ظلم ولا إثم ، البسها وأنت بر [ جواد ] طاهر .
وروى أبو روق عن الضحاك معناه : وعملك فأصلح .
قال السدي : يقال للرجل إذا كان صالحا : إنه لطاهر الثياب ، وإذا كان فاجرا إنه لخبيث الثياب .
وقال سعيد بن جبير : وقلبك ونيتك فطهر . وقال الحسن والقرظي : وخلقك فحسن .
وقال ابن سيرين وابن زيد : أمر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز الصلاة معها وذلك أن المشركين [ كانوا ] لا يتطهرون ولا يطهرون ثيابهم .
وقال طاووس : وثيابك فقصر لأن تقصير الثياب طهرة لها .
- ابن كثير : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
وقوله : ( وثيابك فطهر ) قال الأجلح الكندي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أنه أتاه رجل فسأله عن هذه الآية : ( وثيابك فطهر ) قال : لا تلبسها على معصية ولا على غدرة . ثم قال : أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي :
فإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع
وقال ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس [ في هذه الآية ] ( وثيابك فطهر ) قال : في كلام العرب : نقي الثياب . وفي رواية بهذا الإسناد : فطهر من الذنوب . وكذا قال إبراهيم ، والشعبي ، وعطاء .
وقال الثوري ، عن رجل ، عن عطاء ، عن ابن عباس في هذه الآية : ( وثيابك فطهر ) قال : من الإثم . وكذا قال إبراهيم النخعي .
وقال مجاهد : ( وثيابك فطهر ) قال : نفسك ، ليس ثيابه . وفي رواية عنه : ( وثيابك فطهر ) عملك فأصلح ، وكذا قال أبو رزين . وقال في رواية أخرى : ( وثيابك فطهر ) أي : لست بكاهن ولا ساحر ، فأعرض عما قالوا .
وقال قتادة : ( وثيابك فطهر ) أي : طهرها من المعاصي ، وكانت العرب تسمي الرجل إذا نكث ولم يف بعهد الله إنه لمدنس الثياب ، وإذا وفى وأصلح : إنه لمطهر الثياب .
وقال عكرمة والضحاك : لا تلبسها على معصية .
وقال الشاعر
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل
وقال العوفي ، عن ابن عباس : ( وثيابك فطهر ) [ يعني ] لا تك ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب ، ويقال : لا تلبس ثيابك على معصية .
وقال محمد بن سيرين : ( وثيابك فطهر ) أي : اغسلها بالماء .
وقال ابن زيد : كان المشركون لا يتطهرون ، فأمره الله أن يتطهر ، وأن يطهر ثيابه .
وهذا القول اختاره ابن جرير ، وقد تشمل الآية جميع ذلك مع طهارة القلب ، فإن العرب تطلق الثياب عليه ، كما قال امرؤ القيس :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت هجري فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وقال سعيد بن جبير : ( وثيابك فطهر ) وقلبك ونيتك فطهر .
وقال محمد بن كعب القرظي والحسن البصري : وخلقك فحسن .
- القرطبى : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
قوله تعالى : وثيابك فطهر فيه ثمانية أقوال : أحدهما : أن المراد بالثياب العمل . الثاني : القلب . الثالث : النفس . الرابع : الجسم . الخامس : الأهل . السادس : الخلق . السابع : الدين . الثامن : الثياب الملبوسات على الظاهر . فمن ذهب إلى القول الأول قال : تأويل الآية وعملك فأصلح ; قاله مجاهد وابن زيد . وروى منصور عن أبي رزين قال : يقول وعملك فأصلح ، قال : وإذا كان الرجل خبيث العمل قالوا إن فلانا خبيث الثياب ، وإذا كان حسن العمل قالوا إن فلانا طاهر الثياب ، ونحوه عن السدي ، ومنه قول الشاعر :
لا هم إن عامر بن جهم أوذم حجا في ثياب دسم
ومنه ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : يحشر المرء في ثوبيه اللذين مات عليهما يعني عمله الصالح والطالح ، ذكره الماوردي ، ومن ذهب إلى القول الثاني قال : إن تأويل الآية وقلبك فطهر ، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ، دليله قول امرئ القيس :
[
وإن تك قد ساءتك مني خليقة ]
فسلي ثيابي من ثيابك تنسلأي قلبي من قلبك . قال الماوردي : ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما : معناه وقلبك فطهر من الإثم والمعاصي ، قاله ابن عباس وقتادة . الثاني : وقلبك فطهر من الغدر ، أي لا تغدر فتكون دنس الثياب ، وهذا مروي عن ابن عباس ، واستشهد بقول غيلان بن سلمة الثقفي :
فإني بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع ومن ذهب إلى القول الثالث قال : تأويل الآية ونفسك فطهر أي من الذنوب . والعرب تكني عن النفس بالثياب ، قاله ابن عباس . ومنه قول عنترة :
فشككت بالرمح الطويل ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرم وقال امرؤ القيس :
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
وقال :
ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض المسافر غران أي أنفس بني عوف . ومن ذهب إلى القول الرابع قال : تأويل الآية وجسمك فطهر ، أي عن المعاصي الظاهرة . ومما جاء عن العرب في الكناية عن الجسم بالثياب قول ليلى وذكرت إبلا :
رموها بأثياب خفاف فلا ترى لها شبها إلا النعام المنفرا أي ركبوها فرموها بأنفسهم . ومن ذهب إلى القول الخامس قال : تأويل الآية وأهلك فطهرهم من الخطايا بالوعظ والتأديب والعرب تسمي الأهل ثوبا ولباسا وإزارا قال الله تعالى : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن . الماوردي : ولهم في تأويل الآية وجهان : أحدهما : معناه ونساءك فطهر باختيار المؤمنات العفائف . الثاني : الاستمتاع بهن في القبل دون الدبر ، في الطهر لا في الحيض ، حكاه ابن بحر ، ومن ذهب إلى القول السادس قال : تأويل الآية وخلقك فحسن ، قاله الحسن والقرظي لأن خلق الإنسان مشتمل على أحواله اشتمال ثيابه على نفسه . وقال الشاعر :
ويحيى لا يلام بسوء خلق ويحيى طاهر الأثواب حر أي حسن الأخلاق ، ومن ذهب إلى القول السابع قال : تأويل الآية ودينك فطهر ، وفي الصحيحين عنه - عليه السلام - قال : ورأيت الناس وعليهم ثياب منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما دون ذلك ، ورأيت عمر بن الخطاب وعليه إزار يجره قالوا : يا رسول الله ، فما أولت ذلك ؟ قال : الدين . وروى ابن وهب عن مالك أنه قال : ما يعجبني أن أقرأ القرآن إلا في الصلاة والمساجد لا في الطريق ، قال الله تعالى : وثيابك فطهر يريد مالك أنه كنى عن الثياب بالدين . وقد روى عبد الله بن نافع عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن مالك بن أنس في قوله تعالى : وثيابك فطهر أي لا تلبسها على غدرة ، ومنه قول أبي كبشة :
ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض المسافر غران يعني بطهارة ثيابهم سلامتهم من الدناءات ، ويعني بغرة وجوههم تنزيههم عن المحرمات ، أو جمالهم في الخلقة أو كليهما ، قاله ابن العربي ، وقال سفيان بن عيينة : لا تلبس ثيابك على كذب ولا جور ولا غدر ولا إثم ، قاله عكرمة ، ومنه قول الشاعر :
أوذم حجا في ثياب دسم
أي قد دنسها بالمعاصي ، وقال النابغة :
رقاق النعال طيب حجزاتهم يحيون بالريحان يوم السباسب ومن ذهب إلى القول الثامن قال : إن المراد بها الثياب الملبوسات ، فلهم في تأويله أربعة أوجه : أحدهما : معناه وثيابك فأنق ، ومنه قول امرئ القيس :
ثياب بني عوف طهارى نقية [ وأوجههم عند المشاهد غران
] الثاني : وثيابك فشمر وقصر ، فإن تقصير الثياب أبعد من النجاسة ، فإذا انجرت على الأرض لم يؤمن أن يصيبها ما ينجسها ، قاله الزجاج وطاوس ، الثالث : وثيابك فطهر من النجاسة بالماء ، قاله محمد بن سيرين وابن زيد والفقهاء ، الرابع : لا تلبس ثيابك إلا من كسب حلال لتكون مطهرة من الحرام ، وعن ابن عباس : لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طاهر ، ابن العربي وذكر بعض ما ذكرناه : ليس بممتنع أن تحمل الآية على عموم المراد فيها بالحقيقة والمجاز ، وإذا حملناها على الثياب المعلومة الطاهرة فهي تتناول معنيين : أحدهما : تقصير الأذيال لأنها إذا أرسلت تدنست ، ولهذا قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لغلام من الأنصار وقد رأى ذيله مسترخيا : ارفع إزارك فإنه أتقى وأنقى وأبقى ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ، وما كان أسفل من ذلك ففي النار فقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الغاية في لباس الإزار الكعب وتوعد ما تحته بالنار ، فما بال رجال يرسلون أذيالهم ، ويطيلون ثيابهم ، ثم يتكلفون رفعها بأيديهم ، وهذه حالة الكبر ، وقائدة العجب ، وأشد ما في الأمر أنهم يعصون وينجسون ويلحقون أنفسهم بمن لم يجعل الله معه غيره ولا ألحق به سواه ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ولفظ الصحيح : من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قال أبو بكر : يا رسول الله إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لست ممن يصنعه خيلاء فعم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنهي ، واستثنى الصديق ، فأراد الأدنياء إلحاق أنفسهم بالرفعاء ، وليس ذلك لهم . والمعنى الثاني : غسلها من النجاسة وهو ظاهر منها ، صحيح فيها . المهدوي : وبه استدل بعض العلماء على وجوب طهارة الثوب ، قال ابن سيرين وابن زيد : لا تصل إلا في ثوب طاهر ، واحتج بها الشافعي على وجوب طهارة الثوب ، وليست عند مالك وأهل المدينة بفرض ، وكذلك طهارة البدن ، ويدل على ذلك الإجماع على جواز الصلاة بالاستجمار من غير غسل ، وقد مضى هذا القول في سورة ( براءة ) مستوفى .
- الطبرى : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
وقوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على غدرة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: أما سمعت قول غَيلان بن سَلَمة:
وإنّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فاجِرٍ
لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنَّعُ (2)
حدثنا أبو كُريب: قال: ثنا مُصْعَب بن سلام، عن الأجلح، عن عكرِمة، عن ابن عباس، قال: أتاه رجل وأنا جالس فقال: أرأيت قول الله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: لا تلبسها على معصية ولا على غدرة، ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفيّ:
وإنّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فاجِرٍ
لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنَّعُ
حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا حفص بن غياث، عن الأجلح، عن عكرِمة، قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: لا تلبسها على غدرة، ولا على فجرة ثم تمثَّل بشعر غيلان بن سلمة هذا.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عكرِمة ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: لا تلبس ثيابك على معصية، ألم تسمع قول غيلان بن سَلَمَة الثقفيّ:
وإنّي بِحَمْدِ اللهِ لا ثَوْبَ فاجِرٍ
لَبِسْتُ وَلا مِنْ غَدْرَةٍ أتَقَنَّعُ
حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا حجاج، قال ابن جريج: أخبرني عطاء، أنه سمع ابن عباس يقول: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: من الإثم، ثم قال: نقيّ الثياب في كلام العرب.
حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا حفص بن غياث القاضي، عن ابن جُرَيج، عن عطاء، عن ابن عباس، قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: في كلام العرب: نقيّ الثياب.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: من الذنوب.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: من الذنوب.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: هي كلمة من العربية كانت العرب تقولها: طهر ثيابك: أي من الذنوب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) يقول: طهرها من المعاصي، فكانت العرب تسمي الرجل إذا نكث ولم يف بعهد أنه دَنِسَ الثياب، وإذا وفى وأصلح قالوا: مطهَّر الثياب.
حدثنا ابن حميد، قال ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: من الإثم.
قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: من الإثم.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) يقول: لا تلبس ثيابك على معصية.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: من الإثم.
قال ثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: من الإثم.
قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن الأجلح، سمع عكرمة قال: لا تلبس ثيابك على معصية.
قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن عامر وعطاء قالا من الخطايا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تلبس ثيابك من مكسب غير طيب.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: لا تكن ثيابك التي تلبس من مكسب غير طائب، ويقال: لا تلبس ثيابك على معصية.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أصلح عملك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: عملك فأصلح.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي رَزِين في قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: عملك فأصلحه، وكان الرجل إذا كان خبيث العمل، قالوا: فلان خبيث الثياب، وإذا كان حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب.
وقال آخرون في ذلك ما حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: لست بكاهن ولا ساحر، فأعرض عما قالوا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: اغسلها بالماء، وطهرها من النجاسة.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عباس بن أبي طالب، قال: ثنا عليّ بن عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن موسى بن أبى مريم صاحب اللؤلؤ، قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سيرين ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: اغسلها بالماء.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) قال: كان المشركون لا يتطهرون، فأمره أن يتطهر، ويطهِّر ثيابه.
وهذا القول الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس، وعكرمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، والله أعلم بمراده من ذلك.
------------------------
الهوامش:
(2) البيت لغيلان بن سلمة الثقفي، كما قال المؤلف: أنشده عند قوله تعالى: ( وثيابك فطهر ) قال الفراء في معاني القرآن ( الورقة 246) وقوله: ( وثيابك فطهر ) يقول : لا تكن غادرا، فتدنس ثيابك، فإن الغادر دنس الثياب . ويقال: وثيابك فطهر، وعملك فأصلح. وقال بعضهم: ( وثيابك فطهر ) فقصر فإن تقصير الثياب طهر. ا هـ . وفي ( اللسان: ثوب ) وقوله عز وجل: ( وثيابك فطهر ) قال ابن عباس: يقول: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على فجور كُفْرٍ، واحتج بقول الشاعر: " إني بحمد الله لا ثوب... " البيت. وقال أبو العباس ( ثعلب ): الثياب: اللباس. ويقال للقلب. ا هـ . قال: وقيل: نفسك فطهر، والعرب تكني بالثياب عن النفس. وفلان دنس الثياب: إذا كان خبيث الفعل والمذهب، خبيث العرض. قال امرؤ القيس:
ثِيـابُ بَنِـي عَـوْف طَهـارَى نَقِيَّـةٌ
وأوْجُــهُهُمْ بِيـضُ المَسـافرِ غُـرَّانُ
- ابن عاشور : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)
هو في النظم مثل نظم { وربّك فكبر } [ المدثر : 3 ] أي لا تترك تطهير ثيابك .
وللثياب إطلاق صريح وهو ما يلبسه اللابس ، وإطلاق كنائي فيكنى بالثياب عن ذات صاحبها ، كقول عنترة :
فشكَكْت بالرمح الأصم ثيابه ... كناية عن طعنه بالرمح .
وللتطهير إطلاق حقيقي وهو التنظيف وإزالة النجاسات وإطلاق مجازي وهو التزكية قال تعالى : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهركم تطهيراً } [ الأحزاب : 33 ] .
والمعنيان صالحان في الآية فتحمل عليهما معاً فتحصل أربعةُ معان لأنه مأمور بالطهارة الحقيقية لثيابه إبطالاً لما كان عليه أهل الجاهلية من عدم الاكتراث بذلك . وقد وردت أحاديث في ذلك يقوّي بعضها بعضاً وأقواها مَا رواه الترمذي «إِن الله نظيف يحب النظافة» . وقال : هو غريب .
والطهارة لجسده بالأولى .
ومناسبة التطهير بهذا المعنى لأن يعطف على { وربَّك فكبر } لأنه لما أمر بالصلاة أُمر بالتطهر لها لأن الطهارة مشروعة للصلاة .
وليس في القرآن ذكر طهارة الثوب إلاّ في هذه الآية في أحد محاملها وهو مأمور بتزكية نفسه .
والمعنى المركب من الكنائي والمجازي هو الأعلق بإضافة النبوءة عليه . وفي كلام العرب : فلان نقي الثياب . وقال غيلان بن سلمة الثقفي :
وإِنِّي بحمد الله لا ثوب فاجر ... لبست ولا من غدرة أتقنّع
وأنشدوا قول أبي كبشة وينسب إلى امرىء القيس :
ثيابُ عوف طَهارَى نقية ... وأوْجُهُهُمْ بيضُ المَسَافِرِ غُرَّان
ودخول الفاء على فعل { فطهر } كما تقدم عند قوله : { وربّك فكبّر } [ المدثر : 3 ] .
وتقديم { ثيابك } على فعل ( طهِّرْ ) للاهتمام به في الأمر بالتطهير .
- إعراب القرآن : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
«وَثِيابَكَ» الواو حرف عطف ومفعول به مقدم «فَطَهِّرْ» كإعراب فكبر
- English - Sahih International : And your clothing purify
- English - Tafheem -Maududi : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(74:4) and purify your robes, *4
- Français - Hamidullah : Et tes vêtements purifie-les
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : und deine Gewänder die reinige
- Spanish - Cortes : Tu ropa ¡purifícala
- Português - El Hayek : E purifica as tuas vestimentas
- Россию - Кулиев : Одежды свои очищай
- Кулиев -ас-Саади : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
Одежды свои очищай!Существует мнение, что под одеждами подразумеваются человеческие деяния, очистить которые можно только искренне совершая их во имя Аллаха и исправно выполняя Его повеления. Правоверный должен очищать свои деяния от злых умыслов, показухи, лицемерия, тщеславия, высокомерия, небрежности и всех недостатков, которые могут сделать его деяния тщетными либо уменьшить награду за них. Всевышний повелел Своим рабам избегать всего этого. К этому относится и очищение одежды от скверны, потому что благодаря этому достигают совершенства совершаемые человеком благодеяния. Это в большей степени относится к намазу, потому что, по мнению большинства мусульманских ученых, удаление скверны с одежды и тела является одним из условий правильности намаза. Существует и другое мнение, согласно которому в этом аяте имеется в виду только общеизвестная одежда, которую необходимо всегда очищать от всех видов осквернения и загрязнения, особенно, перед совершением намаза. В любом случае, даже если в этом аяте имеется в виду внешняя чистота, следует знать, что она лишь дополняет чистоту духовную.
- Turkish - Diyanet Isleri : Giydiklerini temiz tut
- Italiano - Piccardo : e le tue vesti purifica
- كوردى - برهان محمد أمين : پۆشاکت دڵ و دهروونت ڕهفتارت ههر ههمووی خاوێن بکه خۆت و شوێنکهوتووانت
- اردو - جالندربرى : اور اپنے کپڑوں کو پاک رکھو
- Bosanski - Korkut : I haljine svoje očisti
- Swedish - Bernström : Och rena ditt hjärta
- Indonesia - Bahasa Indonesia : dan pakaianmu bersihkanlah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
(Dan pakaianmu bersihkanlah) dari najis, atau pendekkanlah pakaianmu sehingga berbeda dengan kebiasaan orang-orang Arab yang selalu menguntaikan pakaian mereka hingga menyentuh tanah di kala mereka menyombongkan diri, karena dikhawatirkan akan terkena barang yang najis.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপন পোশাক পবিত্র করুন
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உம் ஆடைகளைத் தூய்மையாக ஆக்கி வைத்துக் கொள்வீராக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และเสื้อผ้าของเจ้า จงทำให้สะอาด
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ва кийимингни покла
- 中国语文 - Ma Jian : 你应当洗涤你的衣服,
- Melayu - Basmeih : Dan pakaianmu maka hendaklah engkau bersihkan
- Somali - Abduh : Dharkaagana daahiri
- Hausa - Gumi : Kuma tutãfinka sai ka tsarkake su
- Swahili - Al-Barwani : Na nguo zako zisafishe
- Shqiptar - Efendi Nahi : Dhe petkat tuaja pastroji
- فارسى - آیتی : و جامهات را پاكيزه دار.
- tajeki - Оятӣ : Ва ҷомаатро покиза дор!
- Uyghur - محمد صالح : كىيىمىڭنى پاك تۇت
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെ വസ്ത്രങ്ങള് വൃത്തിയാക്കുക.
- عربى - التفسير الميسر : يا ايها المتغطي بثيابه قم من مضجعك فحذر الناس من عذاب الله وخص ربك وحده بالتعظيم والتوحيد والعباده وطهر ثيابك من النجاسات فان طهاره الظاهر من تمام طهاره الباطن ودم على هجر الاصنام والاوثان واعمال الشرك كلها فلا تقربها ولا تعط العطيه كي تلتمس اكثر منها ولمرضاه ربك فاصبر على الاوامر والنواهي
*4) These are very comprehensive words, which are full of meaning. They mean this: "Keep your garments free from every filth and impurity, for the purity of the body and garments and the purity of the spirit are inter-linked and inter-dependent. " A pure spirit and an impure body with impure garments cannot live together. The society in which the Holy Prophet (upon whom be peace) had arisen with the invitation to Islam, was not only steeped in the evils of unbelief and immorality, but was also devoid of even the most elementary concepts of purity and cleanliness, and the Holy Prophet's task was to teach its members cleanliness in every way of life. Therefore he was instructed to establish and present a high standard of purity in his external life as well. Thus, it is the result of the same instruction that the Holy Prophet (upon whom be peace) gave mankind such detailed teaching about the cleanliness of the body and garments as is not possessed even by the most civilized nations of today, not to speak of the Arabs of the pre-Islamic days of ignorance. So much so that in most of the languages of the world there is no word synonymous with "taharat" ". On the contrary, in Islam every book of the Hadith and Fiqh begins with injunctions and instructions on taharat (purity), which distinguishes between purity and impurity and gives minute details about the methods and means of obtaining purity. The second meaning of these words is: "Keep your garments neat and clean." The criterion of religiosity given to the world by the monastic concepts was that a man was holy to the extent he was unclean. If a person happened to put on neat clothes, he was looked upon as a worldly man, whereas the fact is that human nature abhors filth and uncleanness and even a person of ordinary fine taste loves to be associated only with a neat and clean person. On this very basis, for the one calling the people to Allah it was made imperative that externally also he should look so neat and clean that the people should regard him with esteem and his personality should not be stained in any way so as to repel others. The third meaning of this Divine Command is: "Keep your garments free from moral evils: your dress should be neat and clean but it should bear no tinge of vanity and pride, display and exhibition, pomp and show. " The dress is the first thing that introduces the personality of a person to others. The kind of dress a person wears makes the people judge at first sight what kind of a man he is. The dresses of the rulers and princes, the dresses of the religious functionaries, the dresses of the vain and conceited people, the dresses of the mean and shallow people, the dresses of the evil-natured and characterless people, all represent the tastes and tempers of those who wear them. The temper of the one calling to Allah is naturally different from all such people. Therefore, his dress also should necessarily be different from all of them. He should wear such a dress as .should make everyone else feel that he is a noble and refined person, who is not involved in any evil of the self. Its fourth meaning is: Keep away from moral evils. Ibn `Abbas, Ibrahim Nakha`i, Sha`bi, `Ata', Mujahid. Qatadah, Sa`id bin Jubair, Hasan Basri and other major commentators have given this very meaning to this verse: keep yourself morally pure and avoid all that is blameworthy. In Arabic usage also when it is said: "So and so is clean in his garments", it implies that he is morally good and pure; on the contrary, when it is said: "He is filthy in his garments", it means that he is dishonest and fraudulent in his dealings: he is unreliable.