- عربي - نصوص الآيات عثماني : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
- عربى - نصوص الآيات : ما ودعك ربك وما قلى
- عربى - التفسير الميسر : أقسم الله بوقت الضحى، والمراد به النهار كله، وبالليل إذا سكن بالخلق واشتد ظلامه. ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته، أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير خالقه، فإن القسم بغير الله شرك. ما تركك -أيها النبي- ربك، وما أبغضك بإبطاء الوحي عنك.
- السعدى : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } أي: ما تركك منذ اعتنى بك، ولا أهملك منذ رباك ورعاك، بل لم يزل يربيك أحسن تربية، ويعليك درجة بعد درجة.
{ وَمَا قَلا } ك الله أي: ما أبغضك منذ أحبك، فإن نفي الضد دليل على ثبوت ضده، والنفي المحض لا يكون مدحًا، إلا إذا تضمن ثبوت كمال، فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة، أكمل حال وأتمها، محبة الله له واستمرارها، وترقيته في درج الكمال، ودوام اعتناء الله به.
- الوسيط لطنطاوي : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
وجواب القسم قوله - تعالى - : ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى ) أى : ام تركك ربك - أيها الرسول الكريم - منذ أن اختارك لحمل رسالته ، وما أبغضك ولا كرهك ، بل أنت محل رضانا ومحبتنا ورعايتنا .
.
فقوله : ( ودعك ) من التوديع ، وهو فى الأصل الدعاء للمسافر ، ببلوغ الدعة ، وخفض العيش ، ثم استعير للمفارقة بعد الاتصال ، تشبيها بفراق المسافر فى انقطاع الصلة ، حيث شبه - سبحانه - انقطاع صلة الكلام بانقطاع صلة الإِقامة .
والمقصود : نفى أن يكون الله - تعالى - قد قطع وحيه عن نبيه صلى الله عليه وسلم .
وقوله : ( قلى ) من القِلاَ - بكسر القاف - وهو شدة البغض ، يقال : قلا فلان فلانا يقليه ، إذا كرهه وأبغضه بشدة . ومنه قوله - تعالى - : ( إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ القالين ) والمراد ما قطع الله - تعالى - عنك وحيه - أيها الرسول الكريم - ، وما كرهك ، وهذا رد بليغ على المشركين الذين زعم بعضهم أن الله - تعالى - قد ترك نبيه ، وزعم آخرون أنه قد أبغضه ، وحذف مفعول " قلا " للدلالة عليه فى قوله - تعالى - ( مَا وَدَّعَكَ ) ، وهو إيجاز لفظى لظهور : المحذوف ، ومثله قوله - تعالى - بعد ذلك : ( فآوى ) ، ( فهدى ) ، ( فأغنى ) . .
- البغوى : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
قوله تعالى: "ما ودعك ربك وما قلى"، هذا جواب القسم، أي ما تركك منذ اختارك ولا أبغضك منذ أحبك.
- ابن كثير : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
وقد ذكر بعض السلف منهم ابن إسحاق أن هذه السورة هي التي أوحاها جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تبدى له في صورته التى خلقه الله عليها ودنا إليه وتدلى منهبطا عليه وهو بالأبطح "فأوحى إلى عبده ما أوحى" قال: قال له هذه السورة "والضحى والليل إذا سجى" قال العوفي عن ابن عباس: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياما فتغير بذلك فقال المشركون ودعه ربه وقلاه فأنزل الله "ما ودعك ربك وما قلى" وهذا قسم منه تعالى بالضحى وما جعل فيه من الضياء "والليل إذا سجى" أي سكن فأظلم وأدلهم قاله مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد وغيرهم وذلك دليل ظاهر على قدرة خالق هذا وهذا كما قال تعالى "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى "وقال تعالى "فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم".
وقوله تعالى "ما ودعك ربك" أي ما تركك "وما قلى" أي وما أبغضك.
- القرطبى : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
ما ودعك ربك هذا جواب القسم . وكان جبريل - عليه السلام - أبطأ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال المشركون : قلاه الله وودعه فنزلت الآية . وقال ابن جريج : احتبس عنه الوحي اثني عشر يوما . وقال ابن عباس : خمسة عشر يوما . وقيل : خمسة وعشرين يوما . وقال مقاتل : أربعين يوما . فقال المشركون : إن محمدا ودعه ربه وقلاه ، ولو كان أمره من الله لتابع عليه ، كما كان يفعل بمن كان قبله من الأنبياء . وفي البخاري عن جندب بن سفيان قال : اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت : يا محمد ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث فأنزل الله - عز وجل - والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى .
وفي الترمذي عن جندب البجلي قال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار فدميت أصبعه ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هل أنت إلا أصبع دميت ، وفي سبيل الله ما لقيت قال : وأبطأ عليه جبريل فقال المشركون : قد ودع محمد فأنزل الله تبارك وتعالى : ما ودعك ربك وما قلى . هذا حديث حسن صحيح . لم يذكر الترمذي : ( فلم يقم ليلتين أو ثلاثا ) أسقطه الترمذي . وذكره البخاري ، وهو أصح ما قيل في ذلك . والله أعلم .
وقد ذكره الثعلبي أيضا عن جندب بن سفيان البجلي ، قال : رمي النبي - صلى الله عليه وسلم - في إصبعه بحجر ، فدميت ، فقال : أنت إلا أصبع دميت ، وفي سبيل الله ما لقيت فمكث ليلتين أو ثلاثا لا يقوم الليل . فقالت له أم جميل امرأة أبي لهب : ما أرى شيطانك إلا قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث فنزلت والضحى . وروى عن أبي عمران الجوني ، قال : " أبطأ جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى شق عليه فجاء وهو واضع جبهته على الكعبة يدعو فنكت بين كتفيه ، وأنزل عليه : ما ودعك ربك وما قلى . وقالت خولة - وكانت تخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن جروا دخل البيت ، فدخل تحت السرير فمات ، فمكث نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أياما لا ينزل عليه الوحي . فقال : " يا خولة ، ما حدث في بيتي ؟ ما لجبريل لا يأتيني " قالت خولة فقلت : لو هيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير ، فإذا جرو ميت ، فأخذته فألقيته خلف الجدار فجاء نبي الله ترعد لحياه - وكان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة - فقال : " يا خولة دثريني " فأنزل الله هذه السورة . ولما نزل جبريل سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التأخر فقال : " أما علمت أنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة " .
وقيل : لما سألته اليهود عن الروح وذي القرنين وأصحاب الكهف قال : "
سأخبركم غدا " . ولم يقل إن شاء الله . فاحتبس عنه الوحي ، إلى أن نزل جبريل عليه بقوله : ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله فأخبره بما سئل عنه . وفي هذه القصة نزلت ما ودعك ربك وما قلى . وقيل : إن المسلمين قالوا : يا رسول الله ، ما لك لا ينزل عليك الوحي ؟ فقال : " وكيف ينزل علي وأنتم لا تنقون رواجبكم - وفي رواية براجمكم - ولا تقصون أظفاركم ولا تأخذون من شواربكم " . فنزل جبريل بهذه السورة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما جئت حتى اشتقت إليك " فقال جبريل : " وأنا كنت أشد إليك شوقا ، ولكني عبد مأمور " ثم أنزل عليه وما نتنزل إلا بأمر ربك . ودعك بالتشديد : قراءة العامة ، من التوديع ، وذلك كتوديع المفارق . وروي عن ابن عباس وابن الزبير أنهما قرآه ( ودعك ) بالتخفيف ، ومعناه : تركك . قال :وثم ودعنا آل عمرو وعامر فرائس أطراف المثقفة السمر
واستعماله قليل . يقال : هو يدع كذا ، أي يتركه . قال المبرد محمد بن يزيد : لا يكادون يقولون ودع ولا وذر ، لضعف الواو إذا قدمت ، واستغنوا عنها بترك .
قوله تعالى : وما قلى أي ما أبغضك ربك منذ أحبك . وترك الكاف ; لأنه رأس آية . والقلى : البغض فإن فتحت القاف مددت تقول : قلاه يقليه قلى وقلاء . كما تقول : قريت الضيف أقريه قرى وقراء . ويقلاه : لغة طيئ . وأنشد ثعلب :
أيام أم الغمر لا نقلاها
أي لا نبغضها . ونقلى أي نبغض . وقال [ كثير عزة ] :
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة لدينا ولا مقلية إن تقلت
وقال امرؤ القيس :
صرفت الهوى عنهن من خشية الهوى ولست بمقلي الخلال ولا قال
وتأويل الآية : ما ودعك ربك وما قلاك . فترك الكاف ; لأنه رأس آية كما قال - عز وجل - : والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أي والذاكرات الله .
- الطبرى : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
وقوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) وهذا جواب القسم، ومعناه: ما تركك يا محمد ربك وما أبغضك. وقيل: ( وَمَا قَلَى ) ومعناه. وما قلاك، اكتفاء بفهم السامع لمعناه، إذ كان قد تقدّم ذلك قوله: ( مَا وَدَّعَكَ ) فعرف بذلك أن المخاطب به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) يقول: ما تركك ربك، وما أبغضك.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال: ما قلاك ربك وما أبغضك؛ قال: والقالي: المبغِض.
وذُكر أن هذه السورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيبا من الله قريشا في قيلهم لرسول الله، لما أبطأ عليه الوحي: قد ودّع محمدًا ربه وقلاه.
* ذكر الرواية بذلك:
حدثني عليّ بن عبد الله الدهان، قال: ثنا مفضل بن صالح، عن الأسود بن قيس العبديّ، عن ابن عبد الله، قال: لما أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأة من أهله، أو من قومه: ودّع الشيطان محمدا، فأنـزل الله عليه: ( وَالضُّحَى )... إلى قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
قال أبو جعفر: ابن عبد الله: هو جندب بن عبد الله البجلي.
حدثني محمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن هارون القطان، قالا ثنا &; 24-486 &; سفيان، عن الأسود بن قيس سمع جندبا البجليّ يقول: أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى قال المشركون: ودّع محمدا ربه، فأنـزل الله: ( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الأسود بن قيس، أنه سمع جندبا البجلي قال: قالت امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أرى صاحبك إلا قد أبطأ عنك، فنـزلت هذه الآية: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، قال سمعت جندب بن عبد الله يقول: إن امرأة أتت النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنـزلت: ( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن أبي الشوارب، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: ثنا سليمان الشيباني، عن عبد الله بن شدّاد أن خديجة قالت للنبيّ صلى الله عليه وسلم ما أرى ربك إلا قد قلاك، فأنـزل الله: ( وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال: إن جبريل عليه السلام أبطأ عليه بالوحي، فقال ناس من الناس، وهم يومئذ بمكة، ما نرى صاحبك إلا قد قلاك فودّعك، فأنـزل الله ما تسمع: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال: أبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد قلاه ربه وودّعه، فأنـزل الله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) مكث جبريل عن محمد صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: قد ودّعه ربه وقلاه، فأنـزل الله هذه الآية .
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال: لما نـزل عليه القرآن، أبطأ عنه جبريل أياما، فعُيّر بذلك، فقال المشركون: ودّعه ربه وقلاه، فأنـزل الله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) .
حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعا شديدا، وقالت خديجة: أرى ربك قد قلاك، مما نرى من جزعك، قال: فنـزلت ( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )... إلى آخرها .
- ابن عاشور : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)
وجملة : { ما ودعك ربك } الخ جواب القسم ، وجواب القسم إذا كان جملة منفية لم تقترن باللام .
والتوديع : تحيةُ من يريد السفر .
واستعير في الآية للمفارقة بعد الاتصال تشبيهاً بفراق المسافر في انقطاع الصلة حيث شبه انقطاع صلة الكلام بانقطاع صلة الإقامة ، والقرينة إسناد ذلك إلى الله الذي لا يتصل بالناس اتصالاً معهوداً .
وهذا نفي لأن يكون الله قطع عنه الوحي .
وقد عطف عليه : { وما قلى } للإِتيان على إبطال مقالتي المشركين إذ قال بعضهم : ودَّعه ربه ، وقال بعضهم : قَلاه ربه ، يريدون التهكم .
وجملة : { وما قلى } عطف على جملة جواب القسم ولها حكمها .
والقليْ ( بفتح القاف مع سكون اللام ) والقِلَى ( بكسر القاف مع فتح اللام ) : البغض الشديد ، وسبب مقالة المشركين تقدم في صدر السورة .
والظاهر أن هذه السورة نزلت عقب فترة ثانية فتر فيها الوحي بعد الفترة التي نزلت إثرها سورة المدثر ، فعن ابن عباس وابن جريج : «احتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوماً أو نحوها . فقال المشركون : إن محمداً ودَّعه ربه وقلاه ، فنزلت الآية» .
واحتباس الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقع مرتين :
أولاهما : قبل نزول سورة المدثر أو المزمل ، أي بعد نزول سورتين من القرآن أو ثلاث على الخلاف في الأسبق من سورتي المزمل والمدثر ، وتلك الفترة هي التي خشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون قد انقطع عنه الوحي ، وهي التي رأى عقبها جبريل على كرسي بين السماء والأرض كما تقدم في تفسير سورة المدثر ، وقد قيل : إن مدة انقطاع الوحي في الفترة الأولى كانت أربعين يوماً ولم يشعر بها المشركون لأنها كانت في مبدإ نزول الوحي قبل أن يشيع الحديث بينهم فيه وقبل أن يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن ليلاً .
وثانيتهما : فترة بعد نزول نحو من ثماننِ سور ، أي السور التي نزلت بعد الفترة الأولى فتكون بعد تجمع عشر سور ، وبذلك تكون هذه السورة حادية عشرة فيتوافق ذلك مع عددها في ترتيب نزول السور .
والاختلاف في سبب نزول هذه السورة يدل على عدم وضوحه للرواة ، فالذي نظنه أن احتباس الوحي في هذه المرة كان لمدة نحو من اثني عشر يوماً وأنه ما كان إلا للرفق بالنبي صلى الله عليه وسلم كي تسْتَجِمَّ نفسه وتعتاد قوته تحمُّل أعباء الوحي إذ كانت الفترة الأولى أربعين يوماً ثم كانت الثانية اثني عشر يوماً أو نحوها ، فيكون نزول سورة الضحى هو النزول الثالث ، وفي المرة الثالثة يحصل الارتياض في الأمور الشاقة ولذلك يكثر الأمر بتكرر بعض الأعمال ثلاثاً ، وبهذا الوجه يجمع بين مختلف الأخبار في سبب نزول هذه السورة وسبب نزول سورة المدثر .
وحُذف مفعول { قلى } لدلالة { ودعك } عليه كقوله تعالى : { والذاكرين اللَّه كثيراً والذاكرات } [ الأحزاب : 35 ] وهو إيجاز لفظيّ لظهور المحذوف ومثله قوله : { فآوى } [ الضحى : 6 ] ، ف { هدى } [ الضحى : 7 ] { فأغنى } [ الضحى : 8 ] .
- إعراب القرآن : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
«ما» نافية «وَدَّعَكَ» ماض ومفعوله «رَبُّكَ» فاعل والجملة جواب القسم لا محل لها «وَما قَلى » معطوفة على ما قبلها.
- English - Sahih International : Your Lord has not taken leave of you [O Muhammad] nor has He detested [you]
- English - Tafheem -Maududi : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ(93:3) (O Prophet), your Lord has neither forsaken you, nor is He displeased. *3
- Français - Hamidullah : Ton Seigneur ne t'a ni abandonné ni détesté
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Dein Herr hat sich weder von dir verabschiedet noch haßt Er dich
- Spanish - Cortes : Tu Señor no te ha abonadonado ni aborrecido
- Português - El Hayek : Que o teu Senhor não te abandonou nem te odiou
- Россию - Кулиев : Не покинул тебя твой Господь и не возненавидел
- Кулиев -ас-Саади : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
Не покинул тебя твой Господь и не возненавидел.Он не бросил тебя после того, как окружил своей заботой, и не предал забвению после того, как воспитал и уберег. Более того, Он и сейчас воспитывает тебя самым прекрасным образом и возвышает тебя с каждым днем. Ты не заслужил Его гнева после того, как Он возлюбил тебя. Опровержение одного суждения подтверждает истинность обратного, и поэтому подобное отрицание является похвалой в адрес Пророка Мухаммада, да благословит его Аллах и приветствует. Таким было его положение до и после начала пророческой миссии - самое славное и самое прекрасное положение среди всех творений. Господь сообщил ему о том, что возлюбил его на веки веков, непременно приведет его к вершинам совершенства и никогда не лишит своей опеки. Затем Всевышний Аллах поведал о будущем Своего посланника и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Rabbin seni ne bıraktı ve ne de sana darıldı
- Italiano - Piccardo : il tuo Signore non ti ha abbandonato e non ti disprezza
- كوردى - برهان محمد أمين : پهروهردگارت دهستبهرداری تۆ نهبووهو وازی له تۆ نههێناوهو خهشمی لێ نهگرتوویت ماوهیهك وهحی نههات بۆ پێغهمبهر صلی الله علیه وسلم کافرانی قوڕهیش وتیان پهروهردگاری محمد وازی لێ هێناوه ئیتر خوای گهوره بهدرۆی خستهوه
- اردو - جالندربرى : کہ اے محمدﷺ تمہارے پروردگار نے نہ تو تم کو چھوڑا اور نہ تم سے ناراض ہوا
- Bosanski - Korkut : Gospodar tvoj nije te ni napustio ni omrznuo
- Swedish - Bernström : Din Herre har inte övergett dig och du har inte väckt Hans missnöje
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Tuhanmu tiada meninggalkan kamu dan tiada pula benci kepadamu
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ
(Tiada meninggalkan kamu) tiada membiarkan kamu sendirian, hai Muhammad (Rabbmu, dan tiada pula Dia benci kepadamu) atau tidak senang kepadamu. Ayat ini diturunkan setelah selang beberapa waktu yaitu lima belas hari wahyu tidak turun-turun kepadanya, kemudian orang-orang kafir mengatakan, sesungguhnya Rabb Muhammad telah meninggalkannya dan membencinya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : আপনার পালনকর্তা আপনাকে ত্যাগ করেনি এবং আপনার প্রতি বিরূপও হননি।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : உம்முடைய இறைவன் உம்மைக் கை விடவுமில்லை; அவன் உம்மை வெறுக்கவுமில்லை
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : พระเจ้าของเจ้ามิได้ทรงทอดทิ้งเจ้า และมิได้ทรงโกรธเคืองเจ้า
- Uzbek - Мухаммад Содик : Роббинг сени тарк қилмади ва ғазаб ҳам қилмади Ушбу ояти карима мушриклар Муҳаммаднинг Роббиси унга ғазаб қилди уни тарк этди деб гап тарқатганларида раддия сифатида тушгандир
- 中国语文 - Ma Jian : 你的主没有弃绝你,也没有怨恨你;
- Melayu - Basmeih : Bahawa Tuhanmu wahai Muhammad tidak meninggalkanmu dan Ia tidak benci kepadamu sebagaimana yang dituduh oleh kaum musyrik
- Somali - Abduh : Inaan Eebe ka tagin Nabiyow kuuna cadhoonin
- Hausa - Gumi : Ubangijinka bai yi maka bankwana ba kuma bai ƙĩ kaba
- Swahili - Al-Barwani : Mola wako Mlezi hakukuacha wala hakukasirika nawe
- Shqiptar - Efendi Nahi : Zoti yt nuk të ka braktisur e as nuk të ka urrejtur
- فارسى - آیتی : كه پروردگارت تو را ترك نكرده و بر تو خشم نگرفته است.
- tajeki - Оятӣ : ки Парвардигорат туро тарк накарда ва душман ҳам нагирифтааст.
- Uyghur - محمد صالح : (ئى مۇھەممەد!) پەرۋەردىگارىڭ سېنى تاشلىۋەتكىنىمۇ يوق، يامان كۆرۈپ قالغىنىمۇ يوق
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : നിന്റെ നാഥന് നിന്നെ വെടിഞ്ഞിട്ടില്ല. വെറുത്തിട്ടുമില്ല.
- عربى - التفسير الميسر : اقسم الله بوقت الضحى والمراد به النهار كله وبالليل اذا سكن بالخلق واشتد ظلامه ويقسم الله بما يشاء من مخلوقاته اما المخلوق فلا يجوز له ان يقسم بغير خالقه فان القسم بغير الله شرك ما تركك ايها النبي ربك وما ابغضك بابطاء الوحي عنك
*3) Traditions show that Revelations to the Holy Prophet (upon whom be peace) had remained suspended. for some period of time. Different traditions have mentioned different durations of this period. Ibn Juraij has mentioned it to be 12 days, Kalbi 15 days, Ibn 'Abbas 25 days, and Suddi and Muqatil have stated that it extended to 40 days. In any case the period was so long that it made the Holy Prophet (upon whom be peace) sorrowful, and the opponents also had the opportunity to taunt him. For whenever a new Surah came down, the Holy Prophet would recite it before the people. Therefore, when he did not recite any new Revelation to them for quite some days, the opponents thought that the fountainhead from where the revelation came, had dried up. Jundub bin 'Abdullah al-Bajali has related that when Gabriel (peace he on him) stopped coming, the pagans started saying that Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) had been forsaken by his Lord. (Ibn Jarir, Tabarani, 'Abd bin Humaid, Sa'id bin Mansur, Ibn Marduyah). Other traditions show that Umm Jamil, wife of Abu Lahab, who was an aunt of the Holy Prophet and whose house adjoined his, said to him: "It appears your satan has forsaken you." `Aufi and Ibn Jarir have related, on the authority of Ibn `Abbas, that when Gabriel did not visit him for several days, the Holy Prophet became anxious and distressed, and the pagans began to say that his Lord had become angry with him and had forsaken him. In the mursal traditions of Qatadah and Dahhak almost the same theme has been expressed. The Holy Prophet's extreme grief and anguish in this condition has also been referred to in several tradhions. And this was natural. The apparent indifference on the part of the beloved, the apparent deprivation of the contact with the source of power, which was his chief support, in the soul-destroying conflict between belief and unbelief, and above all, the taunts and jeers of the enemy, when all these things combined they must have caused great anguish to the Holy Prophet, and he must be thinking that because of some error that he might have committed his Lord had become displeased with him and had forsaken and left him to fight the battle between truth and falsehood alone. This was the state when this Surah was sent down to console the Holy Prophet. In it, swearing an oath by the light of the day and the peacefulness of the night, he has been told: "Your Lord has neither forsaken you, nor is He displeased with you." The relevance of the oath by these two things to the theme is: "Just as brightening up of the day and spreading of the night with darkness and stillness is not for the reason tha Allah is pleased with the people during the day and displeased with them during the night but both states are based on supreme wisdom and expedience, so sending down of revelation to you at one-time and suspending it at another time, also is based on wisdom and expedience; it has nothing to do with Allah's being pleased with you when He sends down revelation and his being displeased with you when He suspends it. Besides, another relevance of the oath to the subject is that if man is constantly exposed to the light of days it wearies him; so, it is necessary that night should fall after the day has remained bright for a certain period so that man may have rest and peace in it. Likewise, if you are constantly exposed to the light of revelation, your nerves would not stand it. Therefore, fatrah (break or gap in the revelation) also has been provided by Allah on account of expedience so that the effects of the strain of revelation that you have to bear pass away and complete peace is restored to you. In other words, rising of the sun of -revelation is analogous to the bright day and the period of the fatrah to the stillness and peace of the night. "