- عربي - نصوص الآيات عثماني : وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ
- عربى - نصوص الآيات : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ۚ وذلك دين القيمة
- عربى - التفسير الميسر : وما أمروا في سائر الشرائع إلا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه، مائلين عن الشرك إلى الإيمان، ويقيموا الصلاة، ويُؤَدُّوا الزكاة، وذلك هو دين الاستقامة، وهو الإسلام.
- السعدى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا { اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } أي: قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه، { حُنَفَاءَ } أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد. وخص الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله { لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ } لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع شرائع الدين.
{ وَذَلِكَ } أي التوحيد والإخلاص في الدين، هو { دِينُ الْقَيِّمَةِ } أي: الدين المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، وما سواه فطرق موصلة إلى الجحيم.
- الوسيط لطنطاوي : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
ثم بين - سبحانه - ما كان يجب عليهم أن يفعلوه ، فقال : ( وَمَآ أمروا إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصلاة وَيُؤْتُواْ الزكاة وَذَلِكَ دِينُ القيمة ) .
والواو فى قوله - تعالى - ( وَمَآ أمروا ) للحال ، فهذه الجملة حالية ، والمقصود منها بيان أن هؤلاء الضالين ، قد بلغوا النهاية فى قبح الأفعال ، وفى فساد العقول ، إذ أنهم تفرقوا واختلفوا وأعرضوا عن الهدى ، فى حال أنهم لم يؤمروا إلا بما فيه صلاحهم .
وقوله : ( حنفاء ) من الحَنف ، وهو الميل من الدين الباطل إلى الدين الحق . كما أن الجنف هو الميل من الحق إلى الباطل .
أى : أن هؤلاء الكافرين من أهل الكتاب تفرقوا واختلفوا فى شأن الحق ، والحال ، أنهم لم يؤمروا إلا بعبادة الله - تعالى - وحده ، مخلصين له الطاعة ، ومائلين عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق ، مؤمنين بجميع الرسل بدون تفرقة بينهم ، إذ ملتهم جميعا وادحدة ، ولم يؤمروا - أيضا - إلا بإقامة الصلاة فى أوقاتها بخشوع وإخلاص لله رب العالمين ، وبإيتاء الزكاة التى تطهرهم وتزكيهم .
( وذلك ) الذى أمرناهم به من إخلاص العبادة لنا ، ومن أداء فرائضنا ( دِينُ القيمة ) . أى : دين الملة المستقيمة القيمة ، أو دين الكتب القيمة .
ولفظ " القيمة " بزنة فيعلة - من القوامة ، وهى غاية الاستقامة ، وهذا اللفظ صفة لموصوف محذوف .
- البغوى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
ثم ذكر ما أمروا به في كتبهم فقال : ( وما أمروا ) يعني هؤلاء الكفار ، ( إلا ليعبدوا الله ) يعني إلا أن يعبدوا الله ، ( مخلصين له الدين ) قال ابن عباس : ما أمروا في التوراة والإنجيل إلا [ بالإخلاص في ] العبادة لله موحدين ، ( حنفاء ) مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام ، ( ويقيموا الصلاة ) المكتوبة في أوقاتها ، ( ويؤتوا الزكاة ) عند محلها ، ( وذلك ) الذي أمروا به ، ( دين القيمة ) أي الملة والشريعة المستقيمة . أضاف الدين إلى القيمة وهي نعته ، لاختلاف اللفظين ، وأنث " القيمة " ردا بها إلى الملة .
وقيل : الهاء فيه للمبالغة ، وقيل : " القيمة " هي الكتب التي جرى ذكرها ، أي وذلك دين الكتب القيمة فيما تدعو إليه وتأمر به ، كما قال : وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ( البقرة 213 ) .
قال النضر بن شميل : سألت الخليل بن أحمد عن قوله : " وذلك دين القيمة " ؟ فقال : " القيمة " : جمع القيم ، والقيم والقائم واحد ، ومجاز الآية : وذلك دين القائمين لله بالتوحيد .
- ابن كثير : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
وقوله : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) كقوله ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [ الأنبياء : 25 ] ; ولهذا قال : حنفاء ، أي : متحنفين عن الشرك إلى التوحيد . كقوله : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) [ النحل : 36 ] وقد تقدم تقرير الحنيف في سورة " الأنعام " بما أغنى عن إعادته هاهنا .
( ويقيموا الصلاة ) وهي أشرف عبادات البدن ( ويؤتوا الزكاة ) وهي الإحسان إلى الفقراء والمحاويج . ( وذلك دين القيمة ) أي : الملة القائمة العادلة ، أو : الأمة المستقيمة المعتدلة .
وقد استدل كثير من الأئمة كالزهري والشافعي بهذه الآية الكريمة على أن الأعمال داخلة في الإيمان ; ولهذا قال : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )
- القرطبى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
قوله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : وما أمروا أي وما أمر هؤلاء الكفار في التوراة والإنجيل
إلا ليعبدوا الله أي ليوحدوه . واللام في ليعبدوا بمعنى أن ; كقوله : يريد الله ليبين لكم أي أن يبين . و يريدون ليطفئوا نور الله . و أمرنا لنسلم لرب العالمين . وفي حرف عبد الله : وما أمروا إلا أن يعبدوا الله .
مخلصين له الدين أي العبادة ; ومنه قوله تعالى : قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين . وفي هذا دليل على وجوب النية في العبادات فإن الإخلاص من عمل القلب وهو الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره .
الثانية : قوله تعالى : حنفاء أي مائلين عن الأديان كلها ، إلى دين الإسلام ، وكان ابن عباس يقول : حنفاء على دين إبراهيم - عليه السلام - . وقيل : الحنيف : من اختتن وحج ; قاله سعيد بن جبير . قال أهل اللغة : وأصله أنه تحنف إلى الإسلام ; أي مال إليه .
الثالثة : قوله تعالى : ويقيموا الصلاة أي بحدودها في أوقاتها .
ويؤتوا الزكاة أي يعطوها عند محلها .
وذلك دين القيمة أي ذلك الدين الذي أمروا به دين القيامة ; أي الدين المستقيم . وقال الزجاج : أي ذلك دين الملة المستقيمة . والقيمة : نعت لموصوف محذوف . أو يقال : دين الأمة القيمة بالحق ; أي القائمة بالحق . وفي حرف عبد الله وذلك الدين القيم . قال الخليل : القيمة جمع القيم ، والقيم والقائم : واحد . وقال الفراء : أضاف الدين إلى القيمة وهو نعته ، لاختلاف اللفظين . وعنه أيضا : هو من باب إضافة الشيء إلى نفسه ، ودخلت الهاء للمدح والمبالغة . وقيل : الهاء راجعة إلى الملة أو الشريعة . وقال محمد بن الأشعث ، الطالقاني القيمة هاهنا : الكتب التي جرى ذكرها ، والدين مضاف إليها .
- الطبرى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) .
يقول تعالى ذكره: وما أمر الله هؤلاء اليهود والنصارى الذين هم أهل الكتاب إلا أن يعبدوا الله مخلصين له الدين; يقول: مفردين له الطاعة, لا يخلطون طاعتهم ربهم بشرك, فأشركت اليهود بربها بقولهم إن عُزَيرا ابن الله, والنصارى بقولهم في المسيح مثل ذلك, وجحودهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله: ( حُنَفَاءَ ) قد مضى بياننا في معنى الحنيفية قبل بشواهده المُغنية عن إعادتها, غير أنا نذكر بعض ما لم نذكر قبل من الأخبار في ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله: ( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) يقول: حجاجا مسلمين غير مشركين, يقول: ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، ويحجوا وذلك دين القيمة .
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) والحنيفية: الختان, وتحريم الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات والمناسك.
وقوله: ( وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ )
يقول: وليقيموا الصلاة, وليؤتوا الزكاة.
وقوله: ( وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )
يعني أن هذا الذي ذكر أنه أمر به هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين, هو الدين القيمة, ويعني بالقيِّمة: المستقيمة العادلة, وأضيف الدين إلى القيِّمة, والدين هو القَيِّم, وهو من نعته لاختلاف لفظيهما. وهي في قراءة عبد الله فيما أرى فيما ذُكر لنا: ( وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) وأُنِّثت القيمة, لأنها جعلت صفة للملة, كأنه قيل: وذلك الملة القيِّمة, دون اليهودية والنصرانية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) هو الدين الذي بعث الله به رسوله, وشرع لنفسه, ورضي به.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( كُتُبٌ قَيِّمَةٌ )( وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) قال: هو واحد; قيِّمة: مستقيمة معتدلة.
- ابن عاشور : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)
هذا إبطال ثالث لتنصلهم من متابعة الإِسلام بعلة أنهم لا يتركون ما هم عليه حتى تأتيهم البينة وزعمهم أن البينة لم تأتهم .
وهو إبطال بطريق القول بالموجَب في الجدل ، أي إذا سلمنا أنكم مُوصَوْن بالتمسك بما أنتم عليه لا تنفكون عنه حتى تأتيكم البينة ، فليس في الإِسلام ما ينافي ما جاء به كتابكم لأن كتابكم يأمر بما أمر به القرآن ، وهو عبادة الله وحده دون إشراك ، وذلك هو الحنيفية وهي دين إبراهيم الذي أخذ عليهم العهد به ، فذلك دين الإِسلام وذلك ما أمرتم به في دينكم .
فلك أن تجعل الواو عاطفة على جملة : { وما تفرق الذين أوتوا الكتاب } [ البينة : 4 ] الخ .
ولك أن تجعل الواو للحال فتكون الجملة حالاً من الضمير في قوله : { حتى تأتيهم البينة } [ البينة : 1 ] . والمعنى والحال أن البينة قد أتتهم إذ جاء الإِسلام بما صدَّق قول الله تعالى لموسى عليه السلام : «أقيم لهم نبيئاً من وسط إخوتهم وأجعل كلامي في فمه» ، وقول عيسى عليه السلام : «فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم» .
والتعبير بالفعل المسند للمجهول مفيد معنيين ، أي ما أمروا في كتابهم إلا بما جاء به الإِسلام . فالمعنى : وما أمروا في التوراة والإِنجيل إلا أن يعبدوا الله مخلصين إلى آخره . فإن التوراة أكدت على اليهود تجنب عبادة الأصنام ، وأمرت بالصلاة ، وأمرت بالزكاة أمراً مؤكداً مكرراً . وتلك هي أصول دين الإِسلام قبل أن يفرض صَوم رمضان والحج ، والإِنجيل لم يخالف التوراة أو المعنى وما أمروا في الإِسلام إلا بمثل ما أمرهم به كتابهم ، فلا معذرة لهم في الإِعراض عن الإِسلام على كلا التقديرين .
ونائب فاعل { أمروا } محذوف للعموم ، أي ما أمروا بشيء إلا بأن يعبدوا الله .
واللام في قوله : { ليعبدوا اللَّه } هي اللام التي تكثر زيادتها بعد فعل الإِرادة وفعل الأمر وتقدم ذكرها عند قوله تعالى : { يريد اللَّه ليبين لكم } في سورة النساء ( 26 ) وقوله : { وأمرنا لنسلم لرب العالمين } في سورة الأنعام ( 71 ) ، وسماها بعض النحاة لام ( أنْ ) .
والإخلاص : التصفية والإِنقاء ، أي غير مشاركين في عبادته معه غيره .
والدين : الطاعة قال تعالى : { قل اللَّه أعبد مخلصاً له ديني } [ الزمر : 14 ] .
وحنفاء : جمع حنيف ، وهو لقب للذي يؤمن بالله وحده دون شريك قال تعالى : { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين } [ الأنعام : 161 ] .
وهذا الوصف تأكيد لمعنى : { مخلصين له الدين } مع التذكير بأن ذلك هو دين إبراهيم عليه السلام الذي ملئت التوراة بتمجيده واتباع هديه .
وإقامة الصلاة من أصول شريعة التوراة كلَّ صباح ومساء .
وإيتاء الزكاة : مفروض في التوراة فرضاً مؤكداً .
واسم الإِشارة في قوله : { وذلك دين القيمة } متوجِّهٌ إلى ما بعد حرف الاستثناء فإنه مقترن باللام المسماة ( لام أنْ ) المصدرية فهو في تأويل مفرد ، أي إلا بعبادة الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، أي والمذكورُ دين القيمة .
و { دين القيمة } يجوز أن تكون إضافته على بابها فتكون { القيمة } مراداً به غير المراد بدين مما هو مؤنث اللفظ مما يضاف إليه دين أي دين الأمة القيّمة أو دين الكُتُب القَيمة . ويرجّح هذا التقدير أن دليل المقدَّر موجود في اللفظ قبله . وهذا إلزام لهم بأحقية الإِسلام وأنه الدين القيم قال تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة اللَّه التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللَّه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة } [ الروم : 30 31 ] .
ويجوز أن تكون الإِضافة صورية من إضافة الموصوف إلى الصفة وهي كثيرة الاستعمال ، وأصله الدين القيم ، فأنث الوصف على تأويل دين بملة أو شريعة ، أو على أن التاء للمبالغة في الوصف مثل تاء علاّمة والمآل واحد ، وعلى كلا التقديرين فالمراد بدين القيمة دين الإِسلام .
والقيمة : الشديدة الاستقامة وقد تقدم آنفاً .
فالمعنى : وذلك المذكور هو دين أهل الحق من الأنبياء وصالحي الأمم وهو عين ما جاء به الإِسلام قال تعالى في إبراهيم : { ولكن كان حنيفاً مسلماً } [ آل عمران : 67 ] وقال عنه وعن إسماعيل : { ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } [ البقرة : 128 ] . وحكى عنه وعن يعقوب قولهما : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } [ البقرة : 132 ] وقال سليمان : { وكنا مسلمين } [ النمل : 42 ] .
وقد مضى القول في ذلك عند قوله تعالى : { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } في سورة البقرة ( 132 ) .
والإِشارة بذلك إلى الذي أمروا به أي مجموع ما ذكر هو دين الإِسلام ، أي هو الذي دعاهم إليه الإِسلام فحسبوه نقضاً لدينهم ، فيكون مهيع الآية مثل قوله تعالى : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أَلاَّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللَّه فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } [ آل عمران : 64 ] وقوله : { قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا باللَّه وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل } [ المائدة : 59 ] .
والمقصود إقامة الحجة على أهل الكتاب وعلى المشركين تبعاً لهم بأنهم أعرضوا عما هم يتطلبونه فإنهم جميعاً مقرّون بأن الحنيفية هي الحق الذي أقيمت عليه الموسوية والعيسوية ، والمشركون يزعمون أنهم يطلبون الحنيفية ويأخذون بما أدركوه من بقاياها ويزعمون أن اليهودية والنصرانية تحريف للحنيفية ، فلذلك كان عامة العرب غير متهودين ولا متنصرين ويتمسكون بما وجدوا آباءهم متمسكين به وقلّ منهم من تهودوا أو تنصروا ، وذهب نفر منهم يتطلبون آثار الحنيفية مثل زيد بن عمرو بن نُفَيْل ، وأميَّة بن أبي الصَّلْت .
وخصّ الضمير ب«أهل الكتاب» لأن المشركين لم يؤمروا بذلك قبل الإِسلام قال تعالى : { لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك } [ القصص : 46 ] .
- إعراب القرآن : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
«وَما» الواو حالية «ما» نافية «أُمِرُوا» ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة حال «إِلَّا» حرف حصر «لِيَعْبُدُوا» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بأمروا «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به «مُخْلِصِينَ» حال «لَهُ» متعلقان بما قبلهما «الدِّينَ» مفعول به لاسم الفاعل مخلصين «حُنَفاءَ» حال ثانية «وَيُقِيمُوا» معطوف على يعبدوا منصوب مثله «الصَّلاةَ» مفعول به «وَيُؤْتُوا» معطوف على يعبدوا أيضا منصوب مثله «الزَّكاةَ» مفعول به «وَذلِكَ دِينُ» مبتدأ وخبره «الْقَيِّمَةِ» مضاف إليه والجملة مستأنفة لا محل لها.
- English - Sahih International : And they were not commanded except to worship Allah [being] sincere to Him in religion inclining to truth and to establish prayer and to give zakah And that is the correct religion
- English - Tafheem -Maududi : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(98:5) Yet all that they had been commanded was that they serve Allah, with utter sincerity, devoting themselves exclusively to Him, and that they establish Prayer and pay Zakah. That is the Right Faith. *7
- Français - Hamidullah : Il ne leur a été commandé cependant que d'adorer Allah Lui vouant un culte exclusif d'accomplir la Salât et d'acquitter la Zakât Et voilà la religion de droiture
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Und nichts anderes wurde ihnen befohlen als nur Allah zu dienen und dabei Ihm gegenüber aufrichtig in der Religion zu sein als Anhänger des rechten Glaubens und das Gebet zu verrichten und die Abgabe zu entrichten; das ist die Religion des rechten Verhaltens
- Spanish - Cortes : Pero no se les ordenó sino que sirvieran a Dios rindiéndole culto sincero comohanifes que hicieran la azalá y dieran el azaque Ésa es la religión verdadera
- Português - El Hayek : E lhes foi ordenado que adorassem sinceramente a Deus fossem monoteístas observassem a oração e pagassem o zakat; esta é a verdadeira religião
- Россию - Кулиев : А ведь им было велено лишь поклоняться Аллаху служа ему искренне как ханифы совершать намаз и выплачивать закят Это - правая вера
- Кулиев -ас-Саади : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
А ведь им было велено лишь поклоняться Аллаху, служа ему искренне, как ханифы, совершать намаз и выплачивать закят. Это - правая вера.Во все времена людям было велено поклоняться Аллаху душой и телом только для того, чтобы приблизиться к Нему. Каждый пророк призывал своих соплеменников отречься от всех вероисповеданий, которые противоречат религии единобожия. Единобожие и искреннее поклонение Аллаху - это прямой путь, ведущий в Райские сады блаженства, а все иные пути приводят людей только в Огненную Преисподнюю. Всевышний особо подчеркнул необходимость совершать намаз и выплачивать закят, потому что эти два обряда являются наиболее важными и наиболее значимыми обрядами поклонения. Как правило, если человек совершает намаз и выплачивает закят, то он выполняет и остальные предписания религии. Затем Всевышний Аллах сообщил о возмездии, которое постигнет тех, которые отвернулись от веры после того, как к ним явилось ясное знамение, и сказал:
- Turkish - Diyanet Isleri : Oysa onlar doğruya yönelerek dini yalnız Allah'a has kılarak O'na kulluk etmek namazı kılmak ve zekatı vermekle emrolunmuşlardı Dosdoğru olan din de budur
- Italiano - Piccardo : eppure non ricevettero altro comando che adorare Allah tributandoGli un culto esclusivo e sincero eseguire l'orazione e versare la decima Questa è la Religione della verità
- كوردى - برهان محمد أمين : فهرمانیشیان پێنهدرابوو جگه بهوهی که خواپهرستی بکهن و بهپاکی و دڵسۆزی و ملکهچی فهرمانبهرداری ئاین و بهرنامهکه بن و لابدهن له ههموو ئایینێك و تهنها پابهندی ئایینی ئیسلام بن نوێژیش بهڕێك و پێکی ئهنجام بدهن زهکاتیش له ماڵ و سامانیان دهربکهن ئهوهیه ئاینی نامه ڕاست و بهنرخهکانی خوا
- اردو - جالندربرى : اور ان کو حکم تو یہی ہوا تھا کہ اخلاص عمل کے ساتھ خدا کی عبادت کریں اور یکسو ہو کراورنماز پڑھیں اور زکوه دیں اور یہی سچا دین ہے
- Bosanski - Korkut : a naređeno im je da se samo Allahu klanjaju da Mu iskreno kao pravovjerni vjeru ispovijedaju i da molitvu obavljaju i da milostinju udjeljuju; a to je – ispravna vjera
- Swedish - Bernström : Men inga andra påbud gavs dem än att dyrka Gud med ren och uppriktig tro liksom de som i gångna tider sökte sanningen och att förrätta bönen och att hjälpa de behövande Detta är den sanna i människans natur nedlagda religionens klara och evigt giltiga [påbud]
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Padahal mereka tidak disuruh kecuali supaya menyembah Allah dengan memurnikan ketaatan kepadaNya dalam menjalankan agama yang lurus dan supaya mereka mendirikan shalat dan menunaikan zakat; dan yang demikian itulah agama yang lurus
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
(Padahal mereka tidak disuruh) di dalam kitab-kitab mereka yaitu Taurat dan Injil (kecuali menyembah Allah) kecuali supaya menyembah Allah, pada asalnya adalah An Ya'budullaaha, lalu huruf An dibuang dan ditambahkan huruf Lam sehingga jadilah Liya'budullaaha (dengan memurnikan ketaatan kepada-Nya dalam beragama) artinya membersihkannya dari kemusyrikan (dengan lurus) maksudnya berpegang teguh pada agama Nabi Ibrahim dan agama Nabi Muhammad bila telah datang nanti. Maka mengapa sewaktu ia datang mereka menjadi jadi ingkar kepadanya (dan supaya mereka mendirikan salat dan menunaikan zakat; dan yang demikian itulah agama) atau tuntunan (yang mustaqim) yang lurus.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : তাদেরকে এছাড়া কোন নির্দেশ করা হয়নি যে তারা খাঁটি মনে একনিষ্ঠভাবে আল্লাহর এবাদত করবে নামায কায়েম করবে এবং যাকাত দেবে। এটাই সঠিক ধর্ম।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : "அல்லாஹ்வுக்கு வணக்கத்தை தூய்மையாக்கியவர்களாக தவறான வழியிலிருந்து விலகி சரியான வழியில் பிடிப்புள்ளவர்களாக அல்லாஹ்வை அவர்கள் வணங்க வேண்டும் மேலும் தொழுகையை அவர்கள் நிலைநாட்டவேண்டும் மேலும் ஜகாத்தை அவர்கள் வழங்க வேண்டும் என்பதைத் தவிர வேறெதுவும் அவர்களுக்குக் கட்டளையிடப்படவில்லை இதுதான் நேரான மார்க்கமாகும்"
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : และพวกเขามิได้ถูกบัญชาให้กระทำอื่นใดนอกจากเพื่อเคารพภักดีต่ออัลลอฮฺ เป็นผู้มีเจตนาบริสุทธิ์ในการภักดีต่อพระองค์ เป็นผู้อยู่ในแนวทางที่เที่ยงตรงและดำรงการละหมาด และจ่ายซะกาต และนั่นแหละคือศาสนาอันเที่ยงธรรม
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ҳолбуки улар фақат Аллоҳгагина ибодат қилишга Унинг динигагина ихлос қилишга бошқа динларга мойил бўлмасликка намозни тўлиқ ўқишга закот беришга буюрилган эдилар Ана шу тўғри миллатнинг динидир Яҳудий ва насоролар Таврот ва Инжилда фақат Аллоҳ таолонинг Ўзигагина ибодат қилишга амр этилган эдилар
- 中国语文 - Ma Jian : 他们只奉命崇拜真主,虔诚敬意,恪遵正教,谨守拜功,完纳天课,这是正教。
- Melayu - Basmeih : Pada hal mereka tidak diperintahkan melainkan supaya menyembah Allah dengan mengikhlaskan ibadat kepadaNya lagi tetap teguh di atas tauhid; dan supaya mereka mendirikan sembahyang serta memberi zakat Dan yang demikian itulah Ugama yang benar
- Somali - Abduh : Dadkana waxaan Eebe caabudiddiisa ahayn lama farin iyagoo u kali yeeli Eebe Diinte toosanna Salaaddana oogi Zakadana bixin Saasina waadiinta toosan
- Hausa - Gumi : Kuma ba a umarce su da kome ba fãce bauta wa Allah suna mãsu tsarkake addinin gare Shi mãsu karkata zuwa ga addinin gaskiya kuma su tsai da salla kuma su bãyar da zakka kuma wannan shi ne addinin waɗanda suke a kan hanyar ƙwarai
- Swahili - Al-Barwani : Nao hawakuamrishwa kitu ila wamuabudu Mwenyezi Mungu kwa kumtakasia Dini wawe waongofu na washike Sala na watoe Zaka Na hiyo ndiyo Dini madhubuti
- Shqiptar - Efendi Nahi : e janë urdhëruar ata që t’i luten vetëm Perëndisë që sinqerisht si besimtarë të vërtetë të predikojnë fenë dhe të bëjnë namaz dhe të ndajnë lëmoshën zeqatin; e kjo është feja e drejtë
- فارسى - آیتی : و آنان را جز اين فرمان ندادند كه خدا را بپرستند در حالى كه در دين او اخلاص مىورزند. و نماز گزارند و زكات دهند. اين است دين درست و راست.
- tajeki - Оятӣ : Ва ононро фақат ин фармон доданд, ки Худоро бипарастанд, дар ҳоле ки дар дини Ӯ ихлос меварзанд. Ва намоз гузоранду закот диҳанд. Ин аст дини дурусту рост!
- Uyghur - محمد صالح : ئۇلار پەقەت ئىبادەتنى اﷲ قا خالىس قىلغان، ھەق دىنغا ئېتىقاد قىلغان ھالدا (يالغۇز) اﷲ غىلا ئىبادەت قىلىشقا بۇيرۇلدى. نامازنى ئادا قىلىشقا، زاكاتنى بېرىشكە (بۇيرۇلدى)، ئەنە شۇلار (يەنى ئىبادەت، ئىخلاس ناماز، زاكاتلار) توغرا دىندۇر
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : വിധേയത്വം അല്ലാഹുവിനു മാത്രമാക്കി അവനെ മാത്രം വഴിപ്പെട്ട് നേര്വഴിയില് ജീവിക്കാനല്ലാതെ അവരോട് കല്പിച്ചിട്ടില്ല. ഒപ്പം നമസ്കാരം നിഷ്ഠയോടെ നിര്വഹിക്കാനും സകാത് നല്കാനും. അതാണ് ചൊവ്വായ ജീവിതക്രമം.
- عربى - التفسير الميسر : وما امروا في سائر الشرائع الا ليعبدوا الله وحده قاصدين بعبادتهم وجهه مائلين عن الشرك الى الايمان ويقيموا الصلاه ويودوا الزكاه وذلك هو دين الاستقامه وهو الاسلام
*7) That is, the message of the same religion, which now the Prophet Muhammad (upon whom be Allah's peace and blessings) is preaching, had been given to the people of the Book by the Prophets who came to them and by the Books which were sent among them; they had not ban enjoined any of the false belief aad wicked deeds which they adopted afterwards and created different sects. Right and correct religion has always been the same: that Allah alone should be served and worshipped exclusively, none else be joined with Him in worship, man should become worshipper of One Allah alone and obedient to His Command only, should establish the salat and pay the zakat. (For further explanation, see E. N. 19 of Al-A`raf; E.N.'s: 108,109 of Yunus, E.N.'s 43 to 47 of Ar-Rum; E.N.'s 3, 4 of Az-Zumar) . Some commentators have taken the words din al-qayyimah in this verse in the meaning of din al-millat al-qayyimah: "Religion of the righteous community". Some others have taken qayyimah 'in the superlative sense and understood it in the same meaning as we have adopted in our translation.