- عربي - نصوص الآيات عثماني : بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ وَٱلْعَٰدِيَٰتِ ضَبْحًا
- عربى - نصوص الآيات : بسم الله الرحمن الرحيم والعاديات ضبحا
- عربى - التفسير الميسر : أقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدوِّ، حين يظهر صوتها من سرعة عَدْوِها. ولا يجوز للمخلوق أن يقسم إلا بالله، فإن القسم بغير الله شرك.
- السعدى : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق.
وأقسم [تعالى] بها في الحال التي لا يشاركها [فيه] غيرها من أنواع الحيوانات، فقال: { وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا } أي: العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو .
- الوسيط لطنطاوي : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
تفسير سورة العاديات
مقدمة وتمهيد
1- سورة «العاديات» وتسمى- أيضا- سورة «والعاديات» بإثبات الواو، يرى بعضهم أنها من السور المكية، ولم يذكر في ذلك خلافا الإمام ابن كثير، ويرى بعضهم أنها مدنية.
قال الآلوسى: مكية في قول ابن مسعود وجابر والحسن وعكرمة وعطاء. ومدنية في قول أنس وقتادة وإحدى الروايتين عن ابن عباس. فقد أخرج عنه البزار، وابن المنذر، وابن أبى حاتم، والدّارقطنيّ، وابن مردويه أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا، فاستمرت شهرا لا يأتيه منها خبر، فنزلت هذه السورة ... «1» .
وهذه الرواية التي ساقها الآلوسى وغيره في سبب نزول هذه السورة، ترجح أنها مدنية، وإن كان كثير من المفسرين يرى أنها مكية، والعلم عند الله- تعالى-.
2- وعدد آياتها إحدى عشرة آية، ومن أهم أغراضها ومقاصدها، التنويه بشأن الجهاد والمجاهدين، وبفضل الخيل التي تربط من أجل إعلاء كلمة الله- تعالى- وبيان ما جبل عليه الإنسان من حرص على منافع الدنيا. وتحريض الناس على أن يتزودوا بالعمل الصالح الذي ينفعهم يوم الحساب.
العاديات : جمع عادية ، اسم فاعل من العدو ، وهو المشى السريع ، وأصل الياء فى العاديات واو ، فلما وقعت متطرفة بعد كسرة قلبت ياء ، مثل الغازيات من الغزو .
والضَّبْح : اضطراب النَّفَسِ المتردد فى الحنجرة دون أن يخرج من الفم ، والمراد به هنا : صوت أنفاس الخيل عند جريها بسرعة . وقيل : الضج نوع من السير والعدو ، يقال : ضَبَحَتْ الخيل ، إذا عدَتْ بشدة . وهو مصدر منصوب بفعله المقدر ، أى : يضبحن ضحبا ، والجملة حال من " العاديات " .
- البغوى : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
مكية
( والعاديات ضبحا ) قال ابن عباس ، وعطاء ومجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، والكلبي ، وقتادة ، والمقاتلان ، وأبو العالية وغيرهم : هي الخيل العادية في سبيل الله - عز وجل - تضبح ، والضبح : صوت أجوافها إذا عدت .
قال ابن عباس : وليس شيء من الحيوانات تضبح غير الفرس والكلب والثعلب ، وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع ، وهو من [ قولهم ] ضبحته النار ، إذا غيرت لونه .
[ وقوله : " ضبحا " نصب على المصدر ، مجازه : والعاديات تضبح ضبحا ] .
وقال علي : هي الإبل في الحج ، تعدو من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى ، وقال إنها نزلت في وقعة بدر ، [ كانت أول غزوة في الإسلام بدرا ] وما كان معنا إلا فرسان ، فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون الخيل العاديات ؟ وإلى هذا ذهب ابن مسعود ، ومحمد بن كعب ، والسدي .
وقال بعض من قال : هي الإبل : قوله " ضبحا " يعني ضباحا تمد أعناقها في السير .
- ابن كثير : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
تفسير سورة العاديات وهي مكية .
يقسم تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيله فعدت وضبحت ، وهو : الصوت الذي يسمع من الفرس حين تعدو .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا عبدة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم عن عبد الله : ( والعاديات ضبحا ) قال : الإبل .
وقال علي : هي الإبل . وقال ابن عباس : هي الخيل . فبلغ عليا قول ابن عباس ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر . قال ابن عباس : إنما كان ذلك في سرية بعثت .
قال ابن أبي حاتم وابن جرير : حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس حدثه ، قال : بينا أنا في الحجر جالسا ، جاءني رجل فسألني عن : ( والعاديات ضبحا ) فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ، ثم تأوي إلى الليل ، فيصنعون طعامهم ، ويورون نارهم . فانفتل عني فذهب إلى علي رضي الله عنه ، وهو عند سقاية زمزم فسأله عن ( والعاديات ضبحا ) فقال : سألت عنها أحدا قبلي ؟ قال : نعم ، سألت ابن عباس فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله . قال : اذهب فادعه لي . فلما وقف على رأسه قال : تفتي الناس بما لا علم لك ، والله لئن كان أول غزوة في الإسلام بدر ، وما كان معنا إلا فرسان : فرس للزبير وفرس للمقداد ، فكيف تكون العاديات ضبحا ؟ إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى منى .
قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه .
وبهذا الإسناد عن ابن عباس قال : قال علي : إنما ( والعاديات ضبحا ) من عرفة إلى المزدلفة ، فإذا أووا إلى المزدلفة أوروا النيران .
وقال العوفي ، عن ابن عباس : هي الخيل .
وقد قال بقول علي : إنها الإبل جماعة . منهم : إبراهيم وعبيد بن عمير وبقول ابن عباس آخرون ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك . واختاره ابن جرير .
قال ابن عباس وعطاء : ما ضبحت دابة قط إلا فرس أو كلب .
وقال ابن جريج ، عن عطاء : سمعت ابن عباس يصف الضبح : أح أح .
- القرطبى : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
سورة العاديات
وهي إحدى عشرة آية
وهي مكية في قول ابن مسعود وجابر والحسن وعكرمة وعطاء .
ومدنية في قول ابن عباس وأنس ومالك وقتادة .
والعاديات ضبحا
قوله تعالى : والعاديات ضبحا أي الأفراس تعدو . كذا قال عامة المفسرين وأهل اللغة ; أي تعدو في سبيل الله فتضبح . قال قتادة : تضبح إذا عدت ; أي تحمحم . وقال الفراء : الضبح : صوت أنفاس الخيل إذا عدون . ابن عباس : ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلب والثعلب . وقيل : كانت تكعم لئلا تصهل ، فيعلم العدو بهم فكانت تتنفس في هذه الحال بقوة .
قال ابن العربي : أقسم الله بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فقال : يس والقرآن الحكيم ، وأقسم بحياته فقال : لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ، وأقسم بخيله وصهيلها وغبارها ، وقدح حوافرها النار من الحجر ، فقال : والعاديات ضبحا . . . الآيات الخمس . وقال أهل اللغة :
وطعنة ذات رشاش واهيه طعنتها عند صدور العاديه
يعني الخيل . وقال آخر :
والعاديات أسابي الدماء بها كأن أعناقها أنصاب ترجيب
يعني الخيل . وقال عنترة :
والخيل تعلم حين تض بح في حياض الموت ضبحا
وقال آخر :
لست بالتبع اليماني إن لم تضبح الخيل في سواد العراق
وقال أهل اللغة : وأصل الضبح والضباح للثعالب ; فاستعير للخيل . وهو من قول العرب : ضبحته النار : إذا غيرت لونه ولم تبالغ فيه . وقال الشاعر :
فلما أن تلهوجنا شواء به اللهبان مقهورا ضبيحا
وانضبح لونه : إذا تغير إلى السواد قليلا . وقال :
علقتها قبل انضباح لوني وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغيرت حالها من فزع وتعب أو طمع . ونصب ضبحا على المصدر ; أي والعاديات تضبح ضبحا . والضبح أيضا الرماد . وقال البصريون : ضبحا نصب على الحال . وقيل : مصدر في موضع الحال . قال أبو عبيدة : ضبحت الخيل ضبحا مثل ضبعت ; وهو السير . وقال أبو عبيدة : الضبح والضبع : بمعنى العدو والسير . وكذا قال المبرد : الضبح مد أضباعها في السير .
وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية إلى أناس من بني كنانة ، فأبطأ عليه خبرها ، وكان استعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري ، وكان أحد النقباء ; فقال المنافقون : إنهم قتلوا ; فنزلت هذه السورة إخبارا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بسلامتها ، وبشارة له بإغارتها على القوم الذين بعث إليهم . وممن قال : إن المراد بالعاديات الخيل ،ابن عباس وأنس والحسن ومجاهد . والمراد الخيل التي يغزو عليها المؤمنون . وفي الخبر : " من لم يعرف حرمة فرس الغازي ، ففيه شعبة من النفاق " . وقول ثان : أنها الإبل ; قال مسلم : نازعت فيها عكرمة فقال عكرمة : قال ابن عباس هي الخيل . وقلت : قال علي هي الإبل في الحج ، ومولاي أعلم من مولاك . وقال الشعبي : تمارى علي وابن عباس في العاديات ، فقال علي : هي الإبل تعدو في الحج . وقال ابن عباس : هي الخيل ; ألا تراه يقول : فأثرن به نقعا فهل تثير إلا بحوافرها ! وهل تضبح الإبل ! فقال علي : ليس كما قلت ، لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا إلا فرس أبلق للمقداد ، وفرس لمرثد بن أبي مرثد ; ثم قال له علي : أتفتي الناس بما لا تعلم ! والله إن كانت لأول غزوة في الإسلام وما معنا إلا فرسان : فرس للمقداد ، وفرس للزبير ; فكيف تكون العاديات ضبحا ! إنما العاديات الإبل من عرفة إلى المزدلفة ، ومن المزدلفة إلى عرفة . قال ابن عباس : فرجعت إلى قول علي ، وبه قال ابن مسعود وعبيد بن عمير ومحمد بن كعب والسدي . ومنه قول صفية بنت عبد المطلب :
فلا والعاديات غداة جمع
بأيديها إذا سطع الغبار
يعني الإبل . وسميت العاديات لاشتقاقها من العدو ، وهو تباعد الأرجل في سرعة المشي . وقال آخر :
رأى صاحبي في العاديات نجيبة وأمثالها في الواضعات القوامس
ومن قال هي الإبل فقوله ضبحا بمعنى ضبعا ; فالحاء عنده مبدلة من العين ; لأنه يقال : ضبعت الإبل وهو أن تمد أعناقها في السير . وقال المبرد : الضبع مد أضباعها في السير . والضبح أكثرها ما يستعمل في الخيل . والضبع في الإبل . وقد تبدل الحاء من العين . أبو صالح : الضبح من الخيل : الحمحمة ، ومن الإبل التنفس . وقال عطاء : ليس شيء من الدواب يضبح إلا الفرس والثعلب والكلب ; وروي عن ابن عباس . وقد تقدم عن أهل اللغة أن العرب تقول : ضبح الثعلب ; وضبح في غير ذلك أيضا . قال توبة :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا إليها صدى من جانب القبر ضابح
زقا الصدى يزقو زقاء : أي صاح . وكل زاق صائح . والزقية : الصيحة .
- الطبرى : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1)
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقال بعضهم: عُني بالعاديات ضبحا: الخيل التي تعدو, وهي تحمحم.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, في قوله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: الخيل, وزعم غير ابن عباس أنها الإبل.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال ابن عباس: هو في القتال.
حدثنا هناد, قال: ثنا أبو الأحوص, عن سماك, عن عكرِمة في قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال الخيل.
حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, قال: أخبرنا أبو رجاء, قال: سُئل عكرِمة, عن قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: ألم تر إلى الفرس إذا جرى كيف يضبح؟
حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري, قال: ثنا سفيان, عن ابن جُرَيج, عن عطاء, قال: ليس شيء من الدوابّ يضبح غير الكلب والفرس.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله الله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: الخيل تضبح.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الخيل, عدت حتى ضبحت.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, في قوله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الخيل تعدو حتى تضبح.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن سعيد, عن قتادة مثل حديث بشر, عن يزيد؛ حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, قال: ثنا سعيد, قال: سمعت سالما يقرأ: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الخيل عدت ضبحا.
قال: ثنا وكيع, عن واصل, عن عطاء ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: الخيل.
قال: ثنا وكيع, عن سفيان بن عيينة، عن عمرو, عن عطاء, عن ابن عباس, قال: ما ضبحت دابة قط إلا كلب أو فرس.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الخيل.
حدثني سعيد بن الربيع الرازي. قال: ثنا سفيان بن عيينة, عن عَمْرو, عن عطاء, عن ابن عباس, قال: هي الخيل.
وقال آخرون: هي الإبل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني أبو السائب. قال: ثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبد الله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الإبل.
حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبد الله, مثله.
حدثني عيسى بن عثمان الرملي, قال: ثني عمي يحيى بن عيسى الرملي, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبد الله, مثله.
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا جرير, عن مُغيرة, عن إبراهيم, عن عبد الله ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: هي الإبل إذا ضبحت تنفست.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنا أبو صخر, عن أبي معاوية البجلي, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالس, أتاني رجل يسأل عن ( الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقلت له: الخيل حين تغير في سبيل الله, ثم تأوي إلى الليل, فيصنعون طعامهم, ويورون نارهم. فانفتل عني, فذهب إلى علي بن أبي طالب رضى الله عنه وهو تحت سقاية زمزم, فسأله عن ( الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) فقال: سألتَ عنها أحدًا قبلي؟ قال: نعم, سألت عنها ابن عباس, فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله, قال: اذهب فادعه لي; فلما وقفت على رأسه قال: تفتي الناس بما لا علم لك به, والله لكانت أول غزوة في الإسلام لبدر, وما كان معنا إلا فرسان: فرس للزبير, وفرس للمقداد فكيف تكون العاديات ضبحا! إنما العاديات ضبحا من عرفة إلى مزدلفة إلى منى ; قال ابن عباس: فنـزعت عن قولي, ورجعت إلى الذي قال علي رضي الله عنه.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن إبراهيم ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: الإبل.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: قال ابن مسعود: هو في الحج.
حدثنا سعيد بن الربيع الرازي, قال: ثنا سفيان, عن عمرو بن دينار, عن عبيد بن عمير, قال: هي الإبل, يعني ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) .
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا جرير, عن منصور, عن إبراهيم ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال: قال ابن مسعود: هي الإبل.
وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب: قول من قال: عني بالعاديات: الخيل, وذلك أن الإبل لا تضبح, وإنما تضبح الخيل, وقد أخبر الله تعالى أنها تعدو ضبحا, والضبح: هو ما قد ذكرنا قبل. وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري, قال: ثنا أبو معاوية, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن أبي صالح, قال: قال علي رضى الله عنه: الضبح من الخيل: الحمحمة, ومن الإبل: النفس.
قال: ثنا سفيان, عن ابن جُرَيج, عن عطاء, قال: سمعت ابن عباس يصف الضبح: أحْ أحْ.
- ابن عاشور : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) أقسم الله ب { العاديات } جمع العادية ، وهو اسم فاعل من العَدْو وهو السيْر السريع يطلق على سير الخيل والإِبل خاصة .
وقد يوصف به سير الإِنسان وأحسب أنه على التشبيه بالخيل ومنه عَدَّاؤو العرب ، وهم أربعة : السُّلَيْك بن السُّلَكَة ، والشَّنْفَرى ، وتَأَبَّطَ شَرّاً ، وعَمْرو بن أمية الضّمْري . يضرب بهم المثل في العَدْو .
وتأنيث هذا الوصف هنا لأنه من صفات ما لا يعقل .
والضَّبح : اضطراب النفَس المتردد في الحنجرة دون أن يخرج من الفم وهو من أصوات الخيل والسباع . وعن عطاء : سمعت ابن عباس يصف الضبح أحْ أحْ .
وعن ابن عباس ليس شيء من الدواب يضبح غير الفرس والكلْب والثعلب ، وهذا قول أهل اللغة واقتصر عليه في «القاموس» . روى ابن جرير بسنده إلى ابن عباس قال : «بينما أنا جالس في الحِجْر جاءني رجل فسألني عن { العاديات ضبحاً } فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ثم تأوي إلى الليل فيصنعون طعامهم ويُورون نارهم ، فانفتل عني فذهب إلى علي بن أبي طالب وهو تحت سِقاية زمزم فسأله عنها ، فقال : سألتَ عنها أحداً قبلي؟ قال : نعم ، سألتُ ابن عباس فقال : الخيلُ تغزو في سبيل الله ، قال : اذهب فادعُه لي ، فلما وقفتُ عند رأسه . قال : تُفتي الناس بما لا علم لك به واللَّهِ لَكانتْ أول غزوة في الإِسلام لبدر وما كان معَنا إلا فَرسَان فرسٌ للزبير وفرس للمِقداد فكيف تكون العادياتتِ ضَبحا ، إنما العاديات ضَبحا الإِبل من عَرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى ( يعني بذلك أن السورة مكية قبل ابتداء الغزو الذي أوله غزوة بدر ) قال ابن عباس : فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال علي» .
وليس في قول علي رضي الله عنه تصريح بأنها مكية ولا مدنية وبمثل ما قال علي قَال ابن مسعود وإبراهيمُ ومجاهد وعُبيد بن عمير .
والضبح لا يطلق على صوت الإِبل في قول أهل اللغة . فإذا حمل { العاديات } على أنها الإِبل ، فقال المبرد وبعض أهل اللغة : من جعلها للإِبل جعل { ضبحا } بمعنى ضَبعا ، يقال : ضبحت الناقة في سيرها وضبَعت ، إذا مدت ضبعيها في السير . وقال أبو عبيدة : ضبحت الخيل وضبعت ، إذا عَدَت وهو أن يمد الفرس ضبعيه إذا عدا ، أي فالضبح لغة في الضبع وهو من قلب العين حاء . قال في «الكشاف» : «وليس بثبت» . ولكن صاحب «القاموس» اعتمده . وعلى تفسير { العاديات } بأنها الإِبل يكون الضبح استعير لصوت الإِبل ، أي من شدة العدو قويت الأصوات المتردّدة في حناجرها حتى أشبهت ضبح الخيل أو أريد بالضبح الضبع على لغة الإِبدال .
وانتصب { ضبحاً } فيجوز أن يجعل حالاً من { العاديات } إذا أريد به الصوت الذي يتردد في جوفها حين العدو ، أو يجعل مبيناً لنوع العدو إذا كان أصله : ضبحا .
وعلى وجه أن المقسم به رواحل الحج فالقَسم بها لتعظيمها بما تُعين به على مناسك الحج . واختير القسم بها لأن السامعين يوقنون أن ما يقسم عليه بها محقق ، فهي معظمة عند الجميع من المشركين والمسلمين .
والموريات : التي توري ، أي توقد .
- إعراب القرآن : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
«وَالْعادِياتِ» جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف «ضَبْحاً» مفعول مطلق لفعل محذوف.
و الجملة الفعلية في محل نصب حال.
- English - Sahih International : By the racers panting
- English - Tafheem -Maududi : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا(100:1) By (the horses) that charge snorting, *1
- Français - Hamidullah : Par les coursiers qui halètent
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Bei den schnaubend Rennenden
- Spanish - Cortes : ¡Por los corceles jadeantes
- Português - El Hayek : Pelos corcéis resfolegantes
- Россию - Кулиев : Клянусь скачущими запыхаясь
- Кулиев -ас-Саади : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
Клянусь скачущими запыхаясь!- Turkish - Diyanet Isleri : And olsun Allah yolunda koştukça koşanlara;
- Italiano - Piccardo : Per le scalpitanti ansimanti
- كوردى - برهان محمد أمين : سوێند بهو هۆکارانهی که تیژڕهون و نرکهو ناڵهیان لێوه دێت
- اردو - جالندربرى : ان سرپٹ دوڑنے والے گھوڑوں کی قسم جو ہانپ اٹھتےہیں
- Bosanski - Korkut : Tako mi onih koji dahćući jure
- Swedish - Bernström : SE de frustande stridshästarna
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Demi kuda perang yang berlari kencang dengan terengahengah
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا
(Demi yang berlari kencang) di dalam perang, yaitu kuda yang lari dengan kencangnya di dalam peperangan (dengan terengah-engah) lafal Adh-Dhabhu artinya suara napas kuda sewaktu berlari kencang.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : শপথ উর্ধ্বশ্বাসে চলমান অশ্বসমূহের
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : மூச்சுத்திணற விரைந்து ஓடுபவற்றின் குதிரைகள் மீது சத்தியமாக
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ขอสาบานด้วยม้าที่วิ่งหอบฮัก ๆ
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ҳарсиллаб чопувчиотлар билан қасам
- 中国语文 - Ma Jian : 以喘息而奔驰的马队盟誓
- Melayu - Basmeih : Demi Kuda Perang yang tangkas berlari dengan kedengaran kencang nafasnya
- Somali - Abduh : Eebe wuxuu ku dhaartay Fardaha Jahaadka u orda iyagoo qaylyi
- Hausa - Gumi : Ina rantsuwa da dawãki mãsu gudu suna fitar da kũkan ciki
- Swahili - Al-Barwani : Naapa kwa farasi wendao mbio wakipumua
- Shqiptar - Efendi Nahi : Betohem në atë kuajt që vrapojnë duke dihatur
- فارسى - آیتی : سوگند به اسبان دوندهاى كه نفسنفس مىزنند،
- tajeki - Оятӣ : Савганд ба аспони тездав,
- Uyghur - محمد صالح : (غازىلارنىڭ دۈشمەنگە ھۇجۇم قىلىشىدا) ھاسىراپ يۈگۈرگۈچى، (قاتتىق يۈگۈرگەنلىكتىن) تۇۋاقلىرىدىن ئوت چىقارغۇچى، ئەتىگەندە (دۈشمەن ئۈستىگە) باستۇرۇپ كىرگۈچى، (قاتتىق چاپقانلىقتىن) توپا - چاڭ چىقارغۇچى، شۇ توپا - چاڭ بىلەن دۈشمەن توپى ئىچىگە كىرىپ كەتكۈچى ئاتلار بىلەن قەسەمكى
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : കിതച്ചോടുന്നവ സാക്ഷി.
- عربى - التفسير الميسر : اقسم الله تعالى بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدو حين يظهر صوتها من سرعه عدوها ولا يجوز للمخلوق ان يقسم الا بالله فان القسم بغير الله شرك
*1) There is no indication in the words of the verse to show whether "those who run" imply the horses; only the word waI- `Adiyat (by, those who run) has been used. That is why the commentators have disputed as to what is implied by "those who run" ..One section of the Companions and their immediate successors has been to think that it implies the horses; another section says that it implies the camels. But since the peculiar sound called dabh is produced only by the panting, snorting horses, and the following verses also in which mention has been made of striking sparks and raiding a settlement early at dawn and raising clouds of dust, apply only to the horses, most scholars are of the opinion that horses are meant. Ibn Jarir says: "Of the two views this view is preferable that by "those who run" horses are implied, for the camel does not breathe hard in running, it is the horse which does so, and Allah has said: "By those runners which pant and breathe hard in running'." Imam Razi ays: "The words of these verses proclaim that horses are meant, for the sound of dabh (panting breath) is only produced by the horses, and the act of striking sparks of fire with the hoofs too is associated with the horses, and, likewise, mounting of a raid early at. dawn is easier by means of the horses than by other animals."