- عربي - نصوص الآيات عثماني : بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍۢ لُّمَزَةٍ
- عربى - نصوص الآيات : بسم الله الرحمن الرحيم ويل لكل همزة لمزة
- عربى - التفسير الميسر : شر وهلاك لكل مغتاب للناس، طعان فيهم.
- السعدى : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
{ وَيْلٌ } أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب { لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز: الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.
- الوسيط لطنطاوي : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
الويل : لفظ يدل على الذم وعلى طلب العذاب والهلكة . . وقيل : اسم لواد فى جهنم .
والهُمَزة من الهَمْز ، بمعنى الطعن فى أعراض الناس ، ورميهم بما يؤذيهم . .
واللُّمَزة من اللمز ، بمعنى السخرية من الغير ، عن طريق الإِشارة باليد أو العين أو غيرهما .
قال الجمل : الهمزة واللمزة : هم المشاؤون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة الباغون العيب للبرئ ، فعلى هذا هما بمعنى واحد .
وقيل : الهمزة الذى يعيبك فى الغيب ، واللمزة الذى يعيبك فى الوجه وقيل : العكس .
وحاصل هذه الأقوال يرجع إلى أصل واحد ، وهو الطعن وإظهار العيب ، ويدخل فى ذلك من يحاكى الناس فى أقوالهم وأفعالهم وأصواتهم ليضحكوا منه . .
ولفظ " ويل " مبتدأ وساغ الابتداء مع كونه نكرة ، لأنه دعاء عليهم ، وقوله : ( لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ) خبره ، وهمزة ولمزة وصفان لموصوف محذوف .
أى : عذاب شديد ، وخزى عظيم ، لكل من يطعن فى أعراض الناس ، ويغض من شأنهم ، ويحقر أعمالهم وصفاتهم ، وينسب إليهم ما هم برآء منه من عيوب .
والتعبير بقوله : ( هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ) يدل على أن تلك الصفات القبيحة ، كانت عادة متأصلة فيهم ، لأن اللفظ الذى بزنة فُعَلَة - بضم الفاء وفتح العين - يؤتى به للدلالة على أن الموصوف به ديدنه ودأبه الإِتيان بهذا الوصف ، ومنه قولهم : فلان ضُحَكة : إذا كان يكثر من الضحك .
كما أن لفظ " فُعْلَة " - بضم الفاء وسكون العين - يؤتى به للدلالة على أن الموصوف به ، يكثر أن يفعل به ذلك ، ومنه قولهم : فلان ضُحْكة ، إذا كان الناس يكثرون الضحك منه .
- البغوى : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
مكية
( ويل لكل همزة لمزة ) قال ابن عباس : هم المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب ، ومعناهما واحد وهو العياب .
وقال مقاتل : " الهمزة " : الذي يعيبك في الغيب ، و " اللمزة " : الذي يعيبك في الوجه . وقال أبو العالية والحسن بضده .
وقال سعيد بن جبير ، وقتادة : " الهمزة " الذي يأكل لحوم الناس ويغتابهم ، و " اللمزة " : الطعان عليهم .
وقال ابن زيد : " الهمزة " الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، و " اللمزة " : الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم .
وقال سفيان الثوري : ويهمز بلسانه ويلمز بعينه . ومثله قال ابن كيسان : " الهمزة " الذي يؤذي جليسه بسوء اللفظ و " اللمزة " الذي يومض بعينه ويشير برأسه ، ويرمز بحاجبه وهما نعتان للفاعل ، نحو سخرة وضحكة : للذي يسخر ويضحك من الناس [ والهمزة واللمزة ، ساكنة الميم ، الذي يفعل ذلك به ] .
وأصل الهمز : الكسر والعض على الشيء بالعنف .
واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية ؟ قال الكلبي : نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب الثقفي كان يقع في الناس ويغتابهم .
وقال محمد بن إسحاق : ما زلنا نسمع أن سورة الهمزة [ نزلت في أمية بن خلف الجمحي ] .
وقال مقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة ، كان يغتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ورائه ويطعن عليه في وجهه .
وقال مجاهد : هي عامة في حق كل من هذه صفته .
- ابن كثير : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
فسير سورة ويل لكل همزة لمزة وهي مكية .
الهماز : بالقول ، واللماز : بالفعل . يعني : يزدري بالناس وينتقص بهم . وقد تقدم بيان ذلك في قوله : ( هماز مشاء بنميم ) [ القلم : 11 ] .
قال ابن عباس : ( همزة لمزة ) طعان معياب . وقال الربيع بن أنس : الهمزة ، يهمزه في وجه ، واللمزة من خلفه . وقال قتادة : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه ، ويأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم .
وقال مجاهد : الهمزة : باليد والعين ، واللمزة : باللسان . وهكذا قال ابن زيد . وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : همزة : لحوم الناس .
ثم قال بعضهم : المراد بذلك الأخنس بن شريق . وقيل غيره . وقال مجاهد : هي عامة .
- القرطبى : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
تفسير سورة الهمزة مكية بإجماع . وهي تسع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة
قد تقدم القول في الويل في غير موضع ، ومعناه الخزي والعذاب والهلكة . وقيل : واد في جهنم . لكل همزة لمزة قال ابن عباس : هم المشاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب ; فعلى هذا هما بمعنى . وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : شرار عباد الله تعالى المشاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العيب . وعن ابن عباس أن الهمزة : الذي يغتاب واللمزة : العياب . وقال أبو العالية والحسن ومجاهد وعطاء بن أبي رباح : الهمزة : الذي يغتاب ويطعن في وجه الرجل ، واللمزة : الذي يغتابه من خلفه إذا غاب ; ومنه قول حسان :
همزتك فاختضعت بذل نفس بقافية تأجج كالشواظ
واختار هذا القول النحاس ، قال : ومنه قوله تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات . وقال مقاتل ضد هذا الكلام : إن الهمزة : الذي يغتاب بالغيبة ، واللمزة : الذي يغتاب في الوجه . وقال قتادة ومجاهد : الهمزة : الطعان في الناس ، واللمزة : الطعان في أنسابهم . وقال ابن زيد : الهامز : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم ، واللمزة : الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم . وقال سفيان الثوري يهمز بلسانه ، ويلمز بعينيه . وقال ابن كيسان : الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ ، واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه ، ويشير بعينه ورأسه وبحاجبيه . وقال مرة : هما سواء ; وهو القتات الطعان للمرء إذا غاب . وقال زياد الأعجم :
تدلي بودي إذا لاقيتني كذبا وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
وقال آخر :
إذا لقيتك عن سخط تكاشرني وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه
السخط : البعد . والهمزة : اسم وضع للمبالغة في هذا المعنى ; كما يقال : سخرة وضحكة : للذي يسخر ويضحك بالناس . وقرأ أبو جعفر محمد بن علي والأعرج همزة لمزة بسكون الميم فيهما . فإن صح ذلك عنهما ، فهي في معنى المفعول ، وهو الذي يتعرض للناس حتى يهمزوه ويضحكوا منه ، ويحملهم على الاغتياب . وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو وائل والنخعي والأعمش : ويل للهمزة اللمزة . وأصل الهمز : الكسر ، والعض على الشيء بعنف ; ومنه همز الحرف . ويقال : همزت رأسه . وهمزت الجوز بكفي كسرته . وقيل لأعرابي : أتهمزون ( الفارة ) ؟ فقال : إنما تهمزها الهرة . الذي في الصحاح : وقيل لأعرابي أتهمز الفارة ؟ فقال السنور يهمزها . والأول قاله الثعلبي ، وهو يدل على أن الهر يسمى الهمزة . قال العجاج :
ومن همزنا رأسه تهشما
وقيل : أصل الهمز واللمز : الدفع والضرب . لمزه يلمزه لمزا : إذا ضربه ودفعه . وكذلك همزه : أي دفعه وضربه . قال الراجز :
ومن همزنا عزه تبركعا على استه زوبعة أو زوبعا
البركعة : القيام على أربع . وبركعه فتبركع ; أي صرعه فوقع على استه ; قاله في الصحاح . والآية نزلت في الأخنس بن شريق ، فيما روى الضحاك عن ابن عباس . وكان يلمز الناس ويعيبهم : مقبلين ومدبرين . وقال ابن جريج : في الوليد بن المغيرة ، وكان يغتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من ورائه ، ويقدح فيه في وجهه . وقيل : نزلت في أبي بن خلف . وقيل : في جميل بن عامر الثقفي . وقيل : إنها مرسلة على العموم من غير تخصيص ; وهو قول الأكثرين . قال مجاهد : ليست بخاصة لأحد ، بل لكل من كانت هذه صفته . وقال الفراء : يجوز أن يذكر الشيء العام ويقصد به الخاص ، قصد الواحد إذا قال : لا أزورك أبدا . فتقول : من لم يزرني فلست بزائره ; يعني ذلك القائل .
- الطبرى : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)
يعني تعالى ذكره بقوله:
( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) الوادي يسيل من صديد أهل النار وقيحهم,( لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) : يقول: لكل مغتاب للناس, يغتابهم ويبغضهم, كما قال زياد الأعجم:
تُــدلِي بــوُدِّي إذا لاقَيْتَنِـي كَذِبـا
وَإنْ أُغَيَّــبْ فـأنتَ الهـامِزُ اللُّمَـزَهْ (1)
ويعني باللمزة: الذي يعيب الناس, ويطعن فيهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا مسروق بن أبان, قال: ثنا وكيع, عن رجل لم يسمه, عن أبي الجوزاء, قال: قلت لابن عباس: من هؤلاء هم الذين بدأهم الله بالويل ؟ قال: هم المشاءون بالنميمة, المفرقون بين الأحبة, الباغون أكبر العيب.
حدثنا أبو كريب, قال: ثنا وكيع, عن أبيه, عن رجل من أهل البصرة, عن أبي الجوزاء, قال: قلت: لابن عباس: من هؤلاء الذين ندبهم الله إلى الويل ؟ ثم ذكر نحو حديث مسروق بن أبان.
حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: الهمزة يأكل لحوم الناس, واللمزة: الطعان.
وقد رُوي عن مجاهد خلاف هذا القول, وهو ما حدثنا به أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) قال: الهمزة: الطعان, واللمزة: الذي يأكل لحوم الناس.
حدثنا مسروق بن أبان الحطاب, قال: ثنا وكيع, قال: ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.
ورُوي عنه أيضا خلاف هذين القولين, وهو ما حدثنا به ابن بشار, قال: ثنا يحيى, قال: ثنا سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: أحدهما الذي يأكل لحوم الناس, والآخر الطعان. وهذا يدلّ على أن الذي حدث بهذا الحديث قد كان أشكل عليه تأويل الكلمتين, فلذلك اختلف نقل الرواة عنه فيما رووا على ما ذكرت.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) أما الهمزة: فأكل لحوم الناس, وأما اللمزة: فالطعان عليهم.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد بن أبي عروبة, عن قتادة, قال: الهمزة: آكل لحوم الناس: واللمزة: الطعان عليهم.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن خثيم, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: ويل لكلّ طعان مغتاب.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن أبي جعفر, عن الربيع, عن أبي العالية, قال: الهمزة: يهمزه في وجهه, واللمزة: من خلفه.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة, قال: يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه, ويأكل لحوم الناس, ويطعن عليهم.
حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قال: الهمزة باليد, واللمزة باللسان.
وقال آخرون في ذلك ما حدثني به يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قول الله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: الهمزة: الذي يهمز الناس بيده, ويضربهم بلسانه, واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم.
واختلف في المعنى بقوله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) فقال بعضهم: عني بذلك: رجل من أهل الشرك بعينه, فقال بعض من قال هذا القول: هو جميل بن عامر الجُمَحِيّ. وقال آخرون منهم: هو الأخنس بن شريق.
* ذكر من قال: عُنِي به مشرك بعينه.
حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: مشرك كان يلمز الناس ويهمزهم.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى, وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن رجل من أهل الرقة قال: نـزلت في جميل بن عامر الجمحي.
حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, في قوله ( هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: ليست بخاصة لأحد, نـزلت في جميع بني عامر; قال ورقاء: زعم الرقاشي.
وقال بعض أهل العربية: هذا من نوع ما تذكر العرب اسم الشيء العام, وهي تقصد به الواحد, كما يقال في الكلام, إذا قال رجل لأحد: لا أزورك أبدا: كل من لم يزرني, فلست بزائره, وقائل ذلك يقصد جواب صاحبه القائل له: لا أزورك أبدا.
وقال آخرون: بل معنيّ به, كل من كانت هذه الصفة صفته, ولم يقصد به قصد آخر.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو. قال: ثنا أبو عاصم, قاله: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال: ليست بخاصة لأحد.
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله عمّ بالقول كلّ همزة لمزة, كلّ من كان بالصفة التي وصف هذا الموصوف بها, سبيله سبيله كائنا من كان من الناس.
- ابن عاشور : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) { بالصبر } { أَخْلَدَهُ } .
كلمة ( ويل له ) دُعاء على المجرور اسمُه باللام بأن يناله الويل وهو سوء الحال كما تقدم غير مرة منها قوله تعالى : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند اللَّه } في سورة البقرة ( 79 ) .
والدعاء هنا مستعمل في الوعيد بالعقاب .
وكلمة ( كُلّ ) تشعر بأن المهددين بهذا الوعيد جماعة وهم الذين اتخذوا همز المسلمين ولمزهم ديدناً لهم أولئك الذين تقدم ذكرهم في سبب نزول السورة .
وهُمَزَة ولُمزة : بوزن فُعَلَة صيغة تدل على كثرة صدور الفعل المصاغ منه . وأنه صار عادة لصاحبه كقولهم : ضُحَكَة لكثير الضحك ، ولُعَنَة لكثير اللعن ، وأصلها : أن صيغة فُعَل بضم ففتح ترد للمبالغة في فَاعل كما صرح به الرضيّ في شرح الكافية } يقال : رجل حُطَم إذا كان قليل الرحمة للماشية ، أي والدواب .
ومنه قولهم : خُتع ( بخاء معجمة ومثناة فوقية ) وهو الدليل الماهر بالدلالة على الطريق فإذا أريدت زيادة المبالغة في الوصف أُلحق به الهاء كما أُلحقت في : علاّمة ورحَّالة ، فيقولون : رجل حُطمة وضُحكة ومنه هُمزة ، وبتلك المبالغة الثانية يفيد أن ذلك تفاقم منه حتى صار له عادة قد ضري بها كما في «الكشاف» ، وقد قالوا : إن عُيَبَة مساوٍ لعيابة ، فمن الأمثلة ما سمع فيه الوصف بصيغتي فُعَل وفُعَلَة نحو حُطم وحطمة بدون هاء وبهاء ، ومن الأمثلة ما سمع فيه فُعلة دون فُعل نحو رجل ضُحَكة ، ومن الأمثلة ما سمع فيه فُعَل دون فُعَلَة وذلك في الشتم مع حرف النداء يا غُدَر ويا فُسق ويا خُبَث ويا لُكع .
قال المرادي في «شرح التسهيل» قال : بعضهم ولم يسمع غيرها ولا يقاس عليها ، وعن سيبويه أنه أجاز القياس عليها في النداء اه . قلت : وعلى قول سيبويه بنى الحريري قوله في «المقامة السابعة والثلاثين» : «صَهْ يا عُقَق ، يا من هو الشّجَا والشَرَق» .
وهُمزة : وصف مشتق من الهَمز . وهو أن يعيب أحدٌ أحداً بالإِشارة بالعين أو بالشِّدق أو بالرأس بحضرته أو عند توليه ، ويقال : هَامز وهمَّاز ، وصيغة فُعلة يدل على تمكن الوصف من الموصوف .
ووقع { همزة } وصفاً لمحذوف تقديره : ويل لكل شَخْص هُمزة ، فلما حذف موصُوفه صار الوصف قائماً مقامه فأضيف إليه ( كُلّ ) .
ولمزة : وصف مشتق من اللمز وهو المواجعة بالعيب ، وصيغته دالة على أن ذلك الوصف ملكة لصاحبه كما في هُمزة .
وهذان الوصفان من معاملة أهل الشرك للمؤمنين يومئذ ، ومَن عامَلَ من المسلمين أحداً من أهل دينه بمثل ذلك كان له نصيب من هذا الوعيد .
فمن اتصف بشيء من هذا الخُلق الذميم من المسلمين مع أهل دينه فإنها خصلة من خصال أهل الشرك . وهي ذميمة تدخل في أذى المسلم وله مراتب كثيرة بحسب قوة الأذى وتكرره ولم يُعد من الكبائر إلا ضربُ المسلم .
وسبُّ الصحابة رضي الله عنهم وإدمان هذا الأذى بأن يتخذه ديدناً فهو راجع إلى إدمان الصغائر وهو معدود من الكبائر .
- إعراب القرآن : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
«وَيْلٌ» مبتدأ مرفوع «لِكُلِّ» خبره «هُمَزَةٍ» مضاف إليه «لُمَزَةٍ» بدل منه والجملة ابتدائية لا محل لها.
- English - Sahih International : Woe to every scorner and mocker
- English - Tafheem -Maududi : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ(104:1) Woe to every fault-finding backbiter; *1
- Français - Hamidullah : Malheur à tout calomniateur diffamateur
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : Wehe jedem Stichler und Nörgler
- Spanish - Cortes : ¡Ay de todo aquél que difame que critique
- Português - El Hayek : Ai de todo o difamador caluniador
- Россию - Кулиев : Горе всякому хулителю и обидчику
- Кулиев -ас-Саади : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
Горе всякому хулителю и обидчику,- Turkish - Diyanet Isleri : Mal toplayarak onu tekrar tekrar sayan diliyle çekiştirip alay eden kimsenin vay haline
- Italiano - Piccardo : Guai ad ogni diffamatore maldicente
- كوردى - برهان محمد أمين : هاوارو ئاهو ناڵه بۆ ههر کهسێك که به شوێن کهم و کووڕیدا دهگهڕێت و له عهیب و عاری خهڵکی دهدوێت
- اردو - جالندربرى : ہر طعن امیز اشارتیں کرنے والے چغل خور کی خرابی ہے
- Bosanski - Korkut : Teško svakom klevetnikupodrugljivcu
- Swedish - Bernström : ILLA SKALL det gå den som försöker finna fel hos [andra] och baktalar dem
- Indonesia - Bahasa Indonesia : Kecelakaanlah bagi setiap pengumpat lagi pencela
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ
(Kecelakaanlah) lafal Al-Wail ini adalah kalimat kutukan, atau nama sebuah lembah di neraka Jahanam (bagi setiap pengumpat lagi pencela) artinya yang banyak mengumpat dan banyak mencela. Ayat ini diturunkan berkenaan dengan orang-orang yang suka mengumpat Nabi saw. dan orang-orang mukmin, seperti Umaiyah bin Khalaf, Walid bin Mughirah dan lain-lainnya.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : প্রত্যেক পশ্চাতে ও সম্মুখে পরনিন্দাকারীর দুর্ভোগ
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : குறை சொல்லிப் புறம் பேசித் திரியும் ஒவ்வொருவனுக்கும் கேடுதான்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : ความหายนะจงประสบแด่ทุกผู้นินทาและผู้ใส่ร้ายผู้อื่น
- Uzbek - Мухаммад Содик : Ҳар бир обрў тўкувчи ва айбловчига вайл бўлсин
- 中国语文 - Ma Jian : 伤哉!每个诽谤者 诋毁者
- Melayu - Basmeih : Kecelakaan besar bagi tiaptiap pencaci pengeji
- Somali - Abduh : Halaag Wuxuu u Sugnaaday xanle wax ceebeya oo Dhan
- Hausa - Gumi : Bone ya tabbata ga duk mai nune mai zunɗe mai raɗa
- Swahili - Al-Barwani : Ole wake kila safihi msengenyaji
- Shqiptar - Efendi Nahi : Mjer për çdo përqeshës – shpifës
- فارسى - آیتی : واى بر هر غيبتكننده عيبجويى؛
- tajeki - Оятӣ : Вой бар ҳар ғайбаткунандаи айбҷӯе,
- Uyghur - محمد صالح : (كىشىلەرنى) ئەيىبلىگۈچى سۇخەنچىگە ۋاي!
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : കുത്തുവാക്ക് പറയുന്നവനൊക്കെയും നാശം! അവഹേളിക്കുന്നവന്നും!
- عربى - التفسير الميسر : شر وهلاك لكل مغتاب للناس طعان فيهم
*1) The words used in the original are humazat il-lumazah. In Arabic hamz and lamz are so close in meaning that they are sometimes used as synonyms and sometimes with a little difference in the shade of meaning. But this difference is not definite and clear, for the meaning given to lamz by some Arabic speaking people themselves is given to lamz by other Arabic speaking peoples. On the contrary, the meaning given to harm by some people is given to hamz by others. Here, since both the words appear together and the words humazat il-lumazat have been used, they give the meaning that it has become a practice with the slanderer that he insults and holds others in contempt habitually. He raises his finger and winks at one man, finds fault with the lineage and person of another, taunts one in the face and backbites another; creates differences between friends and stirs up divisions between brothers; calls the people names and satirizes and defames them.