- عربي - نصوص الآيات عثماني : مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ
- عربى - نصوص الآيات : من الجنة والناس
- عربى - التفسير الميسر : من شياطين الجن والإنس.
- السعدى : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
والحمد لله رب العالمين أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.
ونسأله تعالى أن يتم نعمته، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت بيننا وبين كثير من بركاته، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته.
ونرجوه ونأمل منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون.
وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وسلامًا دائمين متواصلين أبد الأوقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
تم تفسير كتاب الله بعونه وحسن توفيقه، على يد جامعه وكاتبه، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله المعروف بابن سعدي، غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين، وذلك في غرة ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وثلثمائة وألف من هجرة محمدً صلى الله عليه وسلم
تم بحمد الله
لاتنسونا من دعوه بظهر الغيب
- الوسيط لطنطاوي : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
وقوله : ( مِنَ الجنة والناس ) زيادة بيان للذى يوسوس فى صدور الناس ، وأن الوسوسة بالسوء تأتى من نوعين من المخلوقات : تأتى من الشياطين المعبر عنهم بالجِنّةِ . . وتأتى من الناس .
وقدم - سبحانه - الجِنَّة على الناس ، لأنهم هم أصل الوسواس ، إذ أنهم مختفون عنا ، ولا نراهم ، كما قال - تعالى - : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ ) فلفظ الجِنَّة - بكسر الجيم - مأخوذ من الجَنِّ - بفتح الجيم - على معنى الخفاء والاستتار .
والمعنى : قل - أيها الرسول الكريم - أعوذ وأعتصم وأستجير ، برب الناس ، ومالكهم ومعبودهم الحق ، من شر الشيطان الموسوس بالشر ، والذى يخنس ويتأخر ويندحر ، إذا ما تيقظ له الإِنسان ، واستعان عليه بذكر الله - تعالى - .
والذى من صفاته - أيضا - أنه يوسوس فى صدور الناس بالسوء والفحشاء ، حيث يلقى فيها خفية ، ما يضلها عن طريق الهدى والرشاد .
وهذا الوسواس الخناس ، قد يكون من الجن ، وقد يكون من الإِنس ، فعليك - أيها الرسول الكريم - أن تستعيذ بالله - تعالى - من شر النوعين جميعا .
قال - تعالى - : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإنس والجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُوراً . . . ) قال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإِنس شيطاطين ، فنعوذ بالله من شياطين الإِنس والجن .
وقال الإِمام ابن كثير : هذه ثلاث صفات من صفات الله - عز وجل - الربوبية ، والملك ، والألوهية .
فهو رب كل شئ ومليكه وإله ، فميع الأشياء مخلوقة له . . فأمر سبحانه - المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات ، من شر الوسواس الخناس ، وهو الشيطان الموكل بالإِنسان ، فإنه ما من أحد من بنى آدم ، إلا وله قرين يزين له الفواحش . . والمعصوم من عمصه الله .
وقد ثبت فى الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " " ما منكم من أحد إلا قد وكل به قرينه " قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : " نعم ، إلا أن الله - تعالى - أعاننى عليه فأسلم ، فلا يأمرنى إلا بخير " " .
ومن الأحاديث التى وردت فى فضل هذه السور الثلاث : الإِخلاص والمعوذتين ، ما أخرجه البخارى عن عائشة - رضى الله عنها - " أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ هذه السور ، فم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، ويبدأ بها على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات " .
- البغوى : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
( من الجنة والناس ) يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي ، ويوسوس للجني كما يوسوس للإنسي ، قاله الكلبي .
وقوله : " في صدور الناس " أراد بالناس : ما ذكر من بعد . وهو الجنة والناس ، فسمى الجن ناسا ، كما سماهم رجالا فقال : " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن " ( الجن - 6 ) .
وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث جاء قوم من الجن فوقعوا ، فقيل : من أنتم ؟ قالوا : أناس من الجن . وهذا معنى قول الفراء .
قال بعضهم : أثبت أن الوسواس للإنسان من الإنسان كالوسوسة للشيطان ، فجعل " الوسواس " من فعل الجنة والناس جميعا ، كما قال : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن " ( الأنعام - 112 ) كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس جميعا .
أخبرنا إسماعيل [ بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر ] بن محمد ، أخبرنا محمد بن عيسى ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا جرير عن بيان عن قيس بن أبي حازم ، عن عقبة بن عامر ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " .
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم العدل ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو العباس بن الوليد بن مرثد ، أخبرني أبي ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني يحيى بن أبي كثير ، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له : "
ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ المتعوذون " ؟ قلت : بلى ، قال : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " .أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا قتيبة ، حدثنا المفضل بن فضالة عن عقيل ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما ، فقرأ فيهما : "
قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده . يفعل ذلك ثلاث مرات .أخبرنا أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتهما .
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري ، أخبرنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني ، أخبرنا محمد بن يحيى ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "
لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار " .أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا إبراهيم بن حمزة ، حدثني ابن أبي حازم عن يزيد - يعني - ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "
ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " . تم . - ابن كثير : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
ثم بينهم فقال : ( من الجنة والناس ) وهذا يقوي القول الثاني . وقيل قوله : ( من الجنة والناس ) تفسير للذي يوسوس في صدور الناس ، من شياطين الإنس والجن ، كما قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) [ الأنعام : 112 ] ، وكما قال الإمام أحمد :
حدثنا وكيع ، حدثنا المسعودي ، حدثنا أبو عمر الدمشقي ، حدثنا عبيد بن الخشخاش ، عن أبي ذر قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد ، فجلست ، فقال : " يا أبا ذر ، هل صليت ؟ " . قلت : لا . قال : " قم فصل " . قال : فقمت فصليت ، ثم جلست فقال : " يا أبا ذر ، تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن " .
قال : قلت : يا رسول الله ، وللإنس شياطين ؟ قال : " نعم " . قال : قلت : يا رسول الله ، الصلاة ؟ قال : " خير موضوع ، من شاء أقل ، ومن شاء أكثر " . قلت : يا رسول الله فما الصوم ؟ قال : " فرض يجزئ ، وعند الله مزيد " . قلت : يا رسول الله ، فالصدقة ؟ قال : " أضعاف مضاعفة " . قلت : يا رسول الله ، أيها أفضل ؟ قال : " جهد من مقل ، أو سر إلى فقير " . قلت : يا رسول الله ، أي الأنبياء كان أول ؟ قال : " آدم " . قلت : يا رسول الله ، ونبي كان ؟ قال : " نعم ، نبي مكلم " . قلت : يا رسول الله ، كم المرسلون ؟ قال : " ثلثمائة وبضعة عشر ، جما غفيرا " . وقال مرة : " خمسة عشر " . قلت : يا رسول الله ، أيما أنزل عليك أعظم ؟ قال : " آية الكرسي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )
ورواه النسائي من حديث أبي عمر الدمشقي به . وقد أخرج هذا الحديث مطولا جدا أبو حاتم بن حبان في صحيحه ، بطريق آخر ، ولفظ آخر مطول جدا ، فالله أعلم .
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن ذر بن عبد الله الهمداني ، عن عبد الله بن شداد ، عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به . قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
الله أكبر الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة " .ورواه أبو داود والنسائي من حديث منصور - زاد النسائي ، والأعمش - كلاهما عن ذر به .
آخر التفسير ، ولله الحمد والمنة ، والحمد لله رب العالمين . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . ورضي الله عن الصحابة أجمعين . حسبنا الله ونعم الوكيل .
وكان الفراغ منه في العاشر من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وثمانين . والحمد له وحده .
- القرطبى : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
قوله تعالى : من الجنة والناس أخبر أن الموسوس قد يكون من الناس . قال الحسن : هما شيطانان ؛ أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية . وقال قتادة : إن من الجن شياطين ، وإن من الإنس شياطين ؛ فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
وروي عن أبي ذر أنه قال لرجل : هل تعوذت بالله من شياطين الإنس ؟ فقال : أومن الإنس شياطين ؟ قال : نعم ؛ لقوله تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن . . . الآية . وذهب قوم إلى أن الناس هنا يراد به الجن . سموا ناسا كما سموا رجلا في قوله : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن - وقوما ونفرا . فعلى هذا يكون ( والناس ) عطفا على الجنة ، ويكون التكرير لاختلاف اللفظين . وذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث : جاء قوم من الجن فوقفوا . فقيل : من أنتم ؟ فقالوا : ناس من الجن . وهو معنى قول الفراء . وقيل : الوسواس هو الشيطان . وقوله : من الجنة بيان أنه من الجن والناس معطوف على الوسواس . والمعنى : قل أعوذ برب الناس من شر الوسواس ، الذي هو من الجنة ، ومن شر الناس . فعلى هذا أمر بأن يستعيذ من شر الإنس والجن . والجنة : جمع جني ؛ كما يقال : إنس وإنسي . والهاء لتأنيث الجماعة . وقيل : إن إبليس يوسوس في صدور الجن ، كما يوسوس في صدور الناس . فعلى هذا يكون في صدور الناس عاما في الجميع . و من الجنة والناس بيان لما يوسوس في صدره . وقيل : معنى من شر الوسواس أي الوسوسة التي تكون من الجنة والناس ، وهو حديث النفس . وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إن الله - عز وجل - تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به . رواه أبو هريرة ، أخرجه مسلم . فالله تعالى أعلم بالمراد من ذلك
- الطبرى : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
وقوله: ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) يعني بذلك: الشيطان الوسواس، الذي يوسوس في صدور الناس: جنهم وإنسهم.
فإن قال قائل: فالجنّ ناس، فيقال: الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. قيل: قد سماهم الله في هذا الموضع ناسا، كما سماهم في موضع آخر رجالا فقال: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فجعل الجنّ رجالا وكذلك جعل منهم ناسا.
وقد ذُكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدّث، إذ جاء قوم من الجنّ فوقفوا، فقيل: من أنتم؟ فقالوا: ناس من الجنّ، فجعل منهم ناسا، فكذلك ما في التنـزيل من ذلك.
.
- ابن عاشور : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
و { مِن } في قوله : { من الجنة والناس } بيانية بينَتْ { الذي يوسوس في صدور الناس } بأنه جنس ينحلّ باعتبار إرادة حقيقته ، ومجازه إلى صنفين : صنف من الجنّة وهو أصله ، وصنف من الناس وما هو إلا تبع وولي للصنف الأول ، وجمَع الله هذين الصنفين في قوله : { وكذلك جعلنا لكل نبيء عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً } [ الأنعام : 112 ] .
ووجه الحاجة إلى هذا البيان خفاءُ ما ينجرّ من وسوسة نوع الإِنسان ، لأن الأمم اعتادوا أن يحذرهم المصلحون من وسوسة الشيطان ، وربما لا يخطر بالبال أن من الوسواس ما هو شر من وسواس الشياطين ، وهو وسوسة أهل نوعهم وهو أشد خطراً وهم بالتعوذ منهم أجدر ، لأنهم منهم أقرب وهو عليهم أخطر ، وأنهم في وسائل الضر أدخل وأقدر .
ولا يستقيم أن يكون { من } بياناً للناس إذ لا يطلق اسم { الناس } على ما يشمل الجن ومن زعم ذلك فقد أبْعَدَ .
وقُدم { الجنة } على { الناس } هنا لأنهم أصل الوسواس كما علمت بخلاف تقديم الإنس على الجن في قوله تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبيء عدواً شياطين الإنس والجن } [ الأنعام : 112 ] لأن خُبثاء الناس أشد مُخالطة للأنبياء من الشياطين ، لأن الله عصم أنبياءه من تسلط الشياطين على نفوسهم قال تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } [ الحجر : 42 ] فإن الله أراد إبلاغ وحيه لأنبيائه فزكّى نفوسهم من خبث وسوسة الشياطين ، ولم يعصمهم من لحاق ضر الناس بهم والكيد لهم لضعف خطره ، قال تعالى : { وإذْ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماركين } [ الأنفال : 30 ] ولكنه ضمن لرسله النجاة من كل ما يقطع إبلاغ الرسالة إلى أن يتم مراد الله .
والجنة : اسم جمع جني بياء النسب إلى نوع الجن ، فالجني الواحد من نوع الجن كما يقال : إنسيّ للواحد من الإِنس .
وتكرير كلمة { الناس } في هذه الآيات المرتين الأوليين باعتبار معنى واحد إظهارٌ في مقام الإِضمار لقصد تأكيد ربوبية الله تعالى ومِلكه وإلهيته للناس كلهم كقوله تعالى : { يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب } [ آل عمران : 78 ] .
وأما تكريره المرة الثالثة بقوله : { في صدور الناس } فهو إظهار لأجل بُعد المعاد .
وأما تكريره المرة الرابعة بقوله : { من الجنة والناس } فلأنه بيان لأحد صنفي الذي يوسوس في صدور الناس ، وذلك غير ما صَدْق كلمة { الناس } في المرّات السابقة .
والله يكفينا شر الفريقين ، وينفعنا بصالح الثقلين .
تم تفسير «سورة الناس» وبه تم تفسير القرآن العظيم .
يقول محمد الطاهر ابن عاشور : قد وفيتُ بما نويت ، وحقق الله ما ارتجيتُ فجئتُ بما سمح به الجُهد من بيان معاني القرآن ودقائق نظامه وخصائص بلاغته ، مما اقتَبس الذهنُ من أقوال الأيمة ، واقتدح من زَنْد لإِنارة الفكر وإلهاب الهمّة ، وقد جئتُ بما أرجو أن أكون وُفِّقْتُ فيه للإِبانة عن حقائقَ مغفوللٍ عنها ، ودقائق ربما جَلَتْ وجوهاً ولم تَجْلُ كُنْهاً ، فإن هذا مَنَال لا يبلغ العقلُ البشري إلى تمامه ، ومن رام ذلك فقد رام والجوزاءُ دون مَرامِهْ .
وإن كلام رب الناس ، حقيق بأن يُخدم سَعياً على الرأس ، وما أدَّى هذا الحقَّ إلاّ قلَم المفسر يسعَى على القرطاس ، وإن قلمي طالما استَنَّ بشوط فسيح ، وكم زُجر عند الكَلاَللِ والإِعْيَاءِ زَجْر المَنيح ، وإذ قد أتى على التمام فقد حَقَّ له أن يستريح .
- إعراب القرآن : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
«مِنَ الْجِنَّةِ» الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل يوسوس «وَالنَّاسِ» معطوف على الجنة.
تم بعون اللّه تعالى هذا الكتاب والحمد للّه رب العالمين.
- English - Sahih International : From among the jinn and mankind"
- English - Tafheem -Maududi : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ(114:6) whether he be from the jinn or humans.' *3
- Français - Hamidullah : qu'il le conseiller soit un djinn ou un être humain
- Deutsch - Bubenheim & Elyas : von den Ginn und den Menschen
- Spanish - Cortes : sea genio sea hombre
- Português - El Hayek : Entre gênios e humanos!
- Россию - Кулиев : и бывает из джиннов и людей
- Кулиев -ас-Саади : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
и бывает из джиннов и людей».В этой суре мусульманам повелевается прибегать к защите Господа, Царя и Бога всех людей от сатаны, который является прародителем всего зла. Он искушает людей, приукрашивает в их глазах зло и порок и возбуждает в них желание совершить грех. Наряду с этим он мешает людям творить добро и представляет его в дурном свете. Сатана непрестанно искушает людей, но отступает и исчезает, когда раб Божий вспоминает своего Господа и молит Его о помощи в борьбе с этим врагом. Вот почему правоверные должны прибегать за помощью к Тому, кто властен над людьми и всеми другими творениями и ради поклонения кому они были сотворены. Люди не обретут счастья, пока не избавятся от своего врага, который жаждет отрезать их от всех благ и встать между ними, который стремится обратить их в своих клевретов и превратить в обитателей Ада. Но следует помнить, что искушению можно поддаться не только под влиянием сатаны, но и под воздействием людей. Хвала Аллаху, Господу миров, обращенная к Нему Одному прежде всякой вещи и в завершении всего!
- Turkish - Diyanet Isleri : De ki "İnsanlardan ve cinlerden ve insanların gönüllerine vesvese veren o sinsi vesvesecinin şerrinden insanların Tanrısı insanların Hükümranı ve insanların Rabbi olan Allah'a sığınırım"
- Italiano - Piccardo : che [venga] dai dèmoni o dagli uomini
- اردو - جالندربرى : وہ جنات میں سے ہو یا انسانوں میں سے
- Bosanski - Korkut : od džina i od ljudi"
- Swedish - Bernström : [viskar] genom [onda] osynliga väsen och [deras likar bland] människorna"
- Indonesia - Bahasa Indonesia : dari golongan jin dan manusia
- Indonesia - Tafsir Jalalayn : مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ
(Dari jin dan manusia") lafal ayat ini menjelaskan pengertian setan yang menggoda itu, yaitu terdiri dari jenis jin dan manusia, sebagaimana yang dijelaskan dalam ayat lainnya, yaitu melalui firman-Nya, "yaitu setan-setan dari jenis manusia dan dari jenis jin." (Q.S. Al-An'am, 112) Atau lafal Minal Jinnati menjadi Bayan dari lafal Al-Waswaasil Khannaas, sedangkan lafal An-Naas di'athafkan kepada lafal Al-Waswaas. Tetapi pada garis besarnya telah mencakup kejahatan yang dilakukan oleh Lubaid dan anak-anak perempuannya yang telah disebutkan tadi. Pendapat pertama yang mengatakan bahwa di antara yang menggoda hati manusia adalah manusia di samping setan, pendapat tersebut disanggah dengan suatu kenyataan, bahwa yang dapat menggoda hati manusia hanyalah bangsa jin atau setan saja. Sanggahan ini dapat dibantah pula, bahwasanya manusia pun dapat pula menggoda manusia lainnya, yaitu dengan cara yang sesuai dengan keadaan dan kondisi mereka sebagai manusia. Godaan tersebut melalui lahiriah, kemudian merasuk ke dalam kalbu dan menjadi mantap di dalamnya, yaitu melalui cara yang dapat menjurus ke arah itu. --- Wallahu A'lam - Akhirnya hanya Allah sajalah Yang Maha Mengetahui.
- বাংলা ভাষা - মুহিউদ্দীন খান : জ্বিনের মধ্য থেকে অথবা মানুষের মধ্য থেকে।
- தமிழ் - ஜான் டிரஸ்ட் : இத்தகையோர் ஜின்களிலும் மனிதர்களிலும் இருக்கின்றனர்
- ภาษาไทย - ภาษาไทย : จากหมู่ญินและมนุษย์
- Uzbek - Мухаммад Содик : Жинлардан ва одамлардан бўлганнинг ёмонлигидан деб айт Оятда зикр қилинган беркиниб кўриб турувчидан мурод шайтондир
- 中国语文 - Ma Jian : 他是属于精灵和人类的。
- Melayu - Basmeih : "Iaitu pembisik dan penghasut dari kalangan jin dan manusia"
- Somali - Abduh : Kuwaas wax waswaasinayna oo ah jinni iyo insiba
- Hausa - Gumi : "Daga aljannu da mutane"
- Swahili - Al-Barwani : Kutokana na majini na wanaadamu
- Shqiptar - Efendi Nahi : prej xhindëve dhe prej njerëzve”
- فارسى - آیتی : خواه از جنيان باشد يا از آدميان.
- tajeki - Оятӣ : хоҳ аз ҷинниён бошад ё аз одамиён!»
- Uyghur - محمد صالح : «ئىنسانلارنىڭ پەرۋەردىگارى، ئىنسانلارنىڭ پادىشاھى، ئىنسانلارنىڭ ئىلاھى (اﷲ) غا سېغىنىپ، كىشىلەرنىڭ دىللىرىدا ۋەسۋەسە قىلغۇچى جىنلاردىن ۋە ئىنسانلاردىن بولغان يوشۇرۇن شەيتاننىڭ ۋەسۋەسىسىنىڭ شەررىدىن پاناھ تىلەيمەن» دېگىن
- Malayalam - ശൈഖ് മുഹമ്മദ് കാരകുന്ന് : മനുഷ്യരിലും ജിന്നുകളിലും പെട്ടവനും.
- عربى - التفسير الميسر : من شياطين الجن والانس
*3) According to some scholars, these words mean that the whisperer whispers evil into the hearts of two kinds of people: the jinn and the men. If this meaning is admitted, the word nas would apply to both jinn and men. They say that this can be so, for when the word rijali (men) in the Qur'an has been used for the jinn, as in Al-Jinn: 6, and when nafar can be used for the group of jinn, as in A1-Ahqaf: 29, men and jinn both can be included metaphorically in the word nas also. But this view is wrong because the words nas, ins and ihsan are even lexically contrary in meaning to the word jinn. The actual meanutg of jinn is hidden creation and jinn is called jinn because he is hidden from man's eye. On the contrary, the words nas and ins are spoken for insan (man) only on the basis that he is manifest and visible and perceptible. In Surah Al-Qasas: 29, the word anasa has been used in the meaning of ra a, i.e. "the Prophet Moses saw a fire in the direction of Tur. " In Surah An-Nisa': 6, the word anastum has been used in the meaning of ahsastum or ra aytum (i.e. if you perceive or see that the orphans have become capable). Therefore, nas canot apply to jinn lexically, and the correct meaning of the verse is: "from the evil of the whisperer who whispers evil into the hearts of men, whether he be from among the jinn or from the men themselves." In other words, whispering of evil is done by devils from among jinn as well as by devils from among rnen and the prayer in this Surah has been taught to seek refuge from the evil of both. This meaning is supported by the Qur'an as well as by the Hadith. The Qur'an says: "And so it has always been that We set against every Prophet enemies from among devils of men and devils of jinn, who have been inspiring one another with charming things to delude the minds." (Al-An'am :112)
And in the Hadith, lmam Ahmad, Nasa'i, and Ibn Hibban have related on the authority of Hadrat Abu Dharr a tradition, saying: "I sat before the Holy Prophet (upon whom be peace), who was in the Mosque. He said: Abu Dharr, have you performed the Prayer? I replied in the negative. He said: Arise and perform the Prayer. So, I performed the Prayer. The Holy Prophet said: O Abu Dharr, seek Allah's refuge from the devils of men and the devils of jinn. I asked. are there devils among rnen also? O Messenger of Allah! He replied: Yes."