الطبرى : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير القول في تاويل قوله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله فان انتهوا فان الله بما يعملون بصير 39 قال ابو جعفر يقول تعالى ذكره للمومنين به وبرسوله وان يعد هولاء لحربك فقد رايتم سنتي فيمن قاتلكم منهم يوم بدر وانا عائد بمثلها فيمن حاربكم منهم فقاتلوهم حتى لا يكون شرك ولا يعبد الا الله وحده لا شريك له فيرتفع البلاء عن عباد الله من الارض= وهو " الفتنه " 54 = " ويكون الدين كله لله " يقول حتى تكون الطاعه والعباده كلها لله خالصه دون غيره 55 * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال اهل التاويل * ذكر من قال ذلك 16076 حدثني المثنى قال حدثنا ابو صالح قال حدثني معاويه عن علي عن ابن عباس قوله " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه " يعني حتى لا يكون شرك 16077 حدثني المثنى قال حدثنا عمرو بن عون قال اخبرنا هشيم عن يونس عن الحسن في قوله " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه " قال " الفتنه " الشرك 16078 حدثنا بشر قال حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتاده قوله " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه " يقول قاتلوهم حتى لا يكون شرك= " ويكون الدين كله لله " حتى يقال " لا اله الا الله " عليها قاتل نبي الله صلى الله عليه وسلم واليها دعا 16079 حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا احمد بن المفضل قال حدثنا اسباط عن السدي " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه " قال حتى لا يكون شرك 16080 حدثني الحارث قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا مبارك بن فضاله عن الحسن في قوله " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه " قال حتى لا يكون بلاء 16081 حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج قال قال ابن جريج " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله " اي لا يفتن مومن عن دينه ويكون التوحيد لله خالصا ليس فيه شرك ويخلع ما دونه من الانداد 56 16082 حدثني يونس قال اخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه " قال حتى لا يكون كفر= " ويكون الدين كله لله " لا يكون مع دينكم كفر 16083 حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد قال حدثنا ابي قال حدثنا ابان العطار قال حدثنا هشام بن عروه عن ابيه ان عبد الملك بن مروان كتب اليه يساله عن اشياء فكتب اليه عروه " سلام عليك فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو اما بعد فانك كتبت الي تسالني عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكه وساخبرك به ولا حول ولا قوه الا بالله كان من شان خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكه ان الله اعطاه النبوه فنعم النبي ونعم السيد ونعم العشيره فجزاه الله خيرا وعرفنا وجهه في الجنه واحيانا على ملته واماتنا عليها وبعثنا عليها وانه لما دعا قومه لما بعثه الله له من الهدى والنور الذي انـزل عليه لم يبعدوا منه اول ما دعاهم اليه 57 وكادوا يسمعون له 58 حتى ذكر طواغيتهم وقدم ناس من الطائف من قريش لهم اموال انكر ذلك ناس واشتدوا عليه 59 وكرهوا ما قال واغروا به من اطاعهم فانصفق عنه عامه الناس فتركوه 60 الا من حفظه الله منهم وهم قليل فمكث بذلك ما قدر الله ان يمكث ثم ائتمرت رووسهم بان يفتنوا من اتبعه عن دين الله من ابنائهم واخوانهم وقبائلهم فكانت فتنه شديده الزلزال 61 فافتتن من افتتن وعصم الله من شاء منهم فلما فعل ذلك بالمسلمين امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخرجوا الى ارض الحبشه وكان بالحبشه ملك صالح يقال له " النجاشي " لا يظلم احد بارضه 62 وكان يثنى عليه مع ذلك صلاح 63 وكانت ارض الحبشه متجرا لقريش يتجرون فيها ومساكن لتجارهم 64 يجدون فيها رفاغا من الرزق وامنا ومتجرا حسنا 65 فامرهم بها النبي صلى الله عليه وسلم فذهب اليها عامتهم لما قهروا بمكه وخاف عليهم الفتن 66 ومكث هو فلم يبرح فمكث ذلك سنوات يشتدون على من اسلم منهم 67 ثم انه فشا الاسلام فيها ودخل فيه رجال من اشرافهم ومنعتهم 68 فلما راوا ذلك استرخوا استرخاءه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه 69 وكانت الفتنه الاولى هي اخرجت من خرج من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ارض الحبشه مخافتها وفرارا مما كانوا فيه من الفتن والزلزال فلما استرخي عنهم ودخل في الاسلام من دخل منهم تحدث باسترخائهم عنهم 70 فبلغ ذلك من كان بارض الحبشه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قد استرخي عمن كان منهم بمكه وانهم لا يفتنون فرجعوا الى مكه وكادوا يامنون بها 71 وجعلوا يزدادون ويكثرون وانه اسلم من الانصار بالمدينه ناس كثير وفشا بالمدينه الاسلام وطفق اهل المدينه ياتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكه فلما رات ذلك قريش تذامرت على ان يفتنوهم ويشتدوا عليهم 72 فاخذوهم وحرصوا على ان يفتنوهم فاصابهم جهد شديد وكانت الفتنه الاخره فكانت ثنتين فتنه اخرجت من خرج منهم الى ارض الحبشه حين امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها واذن لهم في الخروج اليها= وفتنه لما رجعوا وراوا من ياتيهم من اهل المدينه ثم انه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينه سبعون نقيبا 73 رووس الذين اسلموا فوافوه بالحج فبايعوه بالعقبه واعطوه عهودهم على انا منك وانت منا 74 وعلى ان من جاء من اصحابك او جئتنا فانا نمنعك مما نمنع منه انفسنا فاشتدت عليهم قريش عند ذلك فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه ان يخرجوا الى المدينه وهي الفتنه الاخره التي اخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه وخرج هو وهي التي انـزل الله فيها " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين كله لله " 75 16084 حدثني يونس قال اخبرنا ابن وهب قال اخبرني عبد الرحمن بن ابي الزناد عن ابيه عن عروه بن الزبير انه كتب الى الوليد ما بعد فانك كتبت الي تسالني عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكه وعندي بحمد الله من ذلك علم بكل ما كتبت تسالني عنه وساخبرك ان شاء الله ولا حول ولا قوه الا بالله ثم ذكر نحوه 76 16085 حدثنا احمد بن اسحاق قال حدثنا ابو احمد قال حدثنا قيس عن الاعمش عن مجاهد قاتلوهم حتى لا تكون فتنه قال " يساف " و " نائله " صنمان كانا يعبدان 77 * * * واما قوله " فان انتهوا " فان معناه فان انتهوا عن الفتنه وهي الشرك بالله وصاروا الى الدين الحق معكم 78 = " فان الله بما يعملون بصير " يقول فان الله لا يخفى عليه ما يعملون من ترك الكفر والدخول في دين الاسلام 79 لانه يبصركم ويبصر اعمالكم 80 والاشياء كلها متجليه له لا تغيب عنه ولا يعزب عنه مثقال ذره في السموات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين * * * وقد قال بعضهم معنى ذلك فان انتهوا عن القتال * * * قال ابو جعفر والذي قلنا في ذلك اولى بالصواب لان المشركين وان انتهوا عن القتال فانه كان فرضا على المومنين قتالهم حتى يسلموا الهوامش 54 انظر تفسير " الفتنه " فيما سلف 486 تعليق 1 والمراجع هناك 55 وتفسير " الدين " فيما سلف 1 155 156 6 273 275 وغيرها في فهارس اللغه دين 56 الاثر 16081 هذا نص ابن هشام في سيرته من روايته عن ابن اسحاق فانا اكاد اقطع ان هذا الخبر ملفق من خبرين اولهما هذا الاسناد الاول سقط نص خبره والاخر اسناد ابي جعفر الى ابن اسحاق وهو هذا حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمه عن ابن اسحاق في قوله " ثم هذا السياق الذي هنا وهو نص ما في ابن هشام انظر سيره ابن هشام 2 327 وهو تابع الاثر السالف رقم 12074 57 في المطبوعه " لم ينفروا منه " غير ما في المخطوطه وهو مطابق لما في التاريخ 58 في المطبوعه " وكانوا يسمعون " غير ما في المخطوطه وهو مطابق للتاريخ 59 في المطبوعه " انكر ذلك عليه ناس " زاد " عليه " وفي التاريخ " انكروا ذلك عليه " ليس فيه " ناس " 60 في المطبوعه " فانعطف عنه " غير ما في المخطوطه عبثا وهو مطابق لما في التاريخ و " انصفق عنه الناس " رجعوا وانصرفوا و " انصفقوا عليه " اطبقوا واجتمعوا اصله من " الصفقه " وهو الاجتماع على الشيء وانما غير المعنى استعمال الحرف في الاول " عنه " وفي الاخرى " عليه " وهذا من محاسن العربيه 61 في المخطوطه " شدوده الزلزال " وهو سهو من الناسخ 62 في المخطوطه " لا يظلم بارضه " وصححها لناشر وتصحيحه مطابق لما في التاريخ 63 الزياده بين القوسين من تاريخ الطبري 64 قوله " ومساكن لتجارهم " ليست في التاريخ وفي المطبوعه " لتجارتهم " وهو خطا صوابه من المخطوطه وابن كثير 65 في المطبوعه " رتاعا من الرزق " خالف المخطوطه لانها غير منقوطه وهي مطابقه لما في التاريخ و " الرفاغ " مصدر " رفغ " بفتح فضم وهو قياس العربيه والذي في المعاجم " رفاغه " يقال " انه لفي رفاغه من العيش " و " رفاغيه " على وزن ثمانيه سعه من العيش وطيب وخصب و " عيش رافغ " 66 في المطبوعه والمخطوطه " وخافوا عليهم الفتن " والجيد ما اثبته من التاريخ 67 في التاريخ " فمكث بذلك سنوات " وهي اجود 68 الى هذا الموضع انتهي ما رواه ابو جعفر في تاريخه 2 220 221 الا انه لم يذكر في ختام الجمله " ومنعتهم " وقوله " ومنعتهم " بفتحات جمع " مانع " مثل " كافر " و " كفره " وهم الذين يمنعون من يرديهم بسوء وانظر تخريج الخبر في اخر هذا الاثر 69 " الاسترخاء " السعه والسهوله " استرخوا عنهم " ارخوا عنهم شده العذاب والفتنه 70 في المطبوعه " تحدث بهذا الاسترخاء عنهم " وفي المخطوطه هكذا " تحددوا استرخائهم عنهم " واثبت الصواب من تفسير ابن كثير 71 من اول قوله " فلما راوا ذلك استرخوا " الى هذا الموضع لم يذكره ابو جعفر في تاريخه ثم يروي ما بعده كما سابينه بعد في التعليق 72 في المطبوعه والمخطوطه " توامرت على ان يفتنوهم " واثبت ما في التاريخ اما ابن كثير في تفسيره فنقل " توامروا على ان يفتنوهم " وفي المطبوعه وحدها " ويشدوا عليهم " واثبت ما في التاريخ وابن كثير و " تذامر القوم " حرض بعضهم بعضا وحثه على قتال او غيره و " ذمر حزبه تذميرا " شجعه وحثه مع لوم و استبطاء 73 في المطبوعه " سبعون نفسا " وفي المخطوطه " سبعين نفسا " غير منقوطه والصواب ما اثبته من تاريخ الطبري وتفسير ابن كثير 74 في المطبوعه والمخطوطه " واعطوه على انا منك " سقط من الكلام " عهودهم " اثبتها من التاريخ وفي تفسير ابن كثير " واعطوه عهودهم ومواثيقهم " 75 الاثر 16083 " ابان العطار " هو " ابان بن يزيد العطار " وقد سلف شرح هذا الاسناد 15719 15821 وغيرهما اسناد صحيح وكتاب عروه الى عبد الملك بن مروان قد رواه ابو جعفر مفرقا في تفسيره وفي تاريخه فما رواه في تفسيره انفا رقم 15719 15821 اما في تاريخه فقد رواه مفرقا في مواضع هذه هي 2 220 221 240 241 245 267 269 ثم 3 117 125 132 وعسى ان استطيع ان الم شتات هذا الكتاب من التفسير والتاريخ حتى اخرج منه كتاب عروه الى عبد الملك كاملا فهو من اوائل الكتب التي كتبت عن سيره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الخبر نفسه مفرق في موضعين من التاريخ 2 220 221 كما اشرت اليه في ص 443 تعليق 1 ثم 2 240 241 ونقله ابن كثير عن هذا الموضع من التفسير في تفسيره 4 61 62 ثم انظر التعليق على الاثر التالي 76 الاثر 16084 " عبد الرحمن بن ابي الزناد " هو " عبد الرحمن بن عبد الله ابن ذكوان " مضى برقم 1695 9225 وقال اخي السيد احمد انه ثقه تكلم فيه بعض الائمه ثم قال وقد وثقه الترمذي وصحح عده من احاديثه بل قال في السنن 3 59 " هو ثقه حافظ " وممن ضعف " عبد الرحمن بن ابي الزناد " ابن معين قال " ليس ممن يحتج به اصحاب الحديث ليس بشيء " وقال احمد " مضطرب الحديث " وقال ابن المديني " كان عند اصحابنا ضعيفا " وقال ابن المديني " ما حدث به بالمدينه فهو صحيح وما حدث ببغداد افسده البغداديون " وقال ابن سعد " كان كثير الحديث وكان يضعف لروايته عن ابيه " وابوه " عبد الله بن ذكوان " ابو الزناد ثقه روى له الجماعه وقد روى " عبد الرحمن بن ابي الزناد " ان الذي كتب اليه عروه هو " الوليد بن عبد الملك ابن مروان " والاسناد السالف اصح واوثق انه كتب الى " عبد الملك بن مروان " فانا اخشى ان يكون هذا الخبر مما اضطربت فيه روايه " ابن ابي الزناد " عن ابيه 77 " اساف " بكسر اللف وفتحها و " يساف " بكسر الياء وفتحها واحد وقد مضى ذلك في الخبر 10433 والتعليق عليه 9 208 تعليق 1 وكان في المخطوطه هنا " ساف ونافله " وهو خطا محض 78 انظر تفسير " الانتهاء " فيما سلف ص 536 تعليق 1 والمراجع هناك 79 انظر تفسير " بصير " فيما سلف من فهارس اللغه بصر 80 في المطبوعه " يبصركم " والصواب من المخطوطه