ابن كثير : وقال لهم نبيهم ان ايه ملكه ان ياتيكم التابوت فيه سكينه من ربكم وبقيه مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكه ان في ذلك لايه لكم ان كنتم مومنين يقول نبيهم لهم ان علامه بركه ملك طالوت عليكم ان يرد الله عليكم التابوت الذي كان اخذ منكم فيه سكينه من ربكم قيل معناه فيه وقار وجلاله قال عبد الرزاق عن معمر عن قتاده فيه سكينه اي وقار وقال الربيع رحمه وكذا روي عن العوفي عن ابن عباس وقال ابن جريج سالت عطاء عن قوله فيه سكينه من ربكم قال ما يعرفون من ايات الله فيسكنون اليه وقيل السكينه طست من ذهب كانت تغسل فيه قلوب الانبياء اعطاها الله موسى عليه السلام فوضع فيها الالواح ورواه السدي عن ابي مالك عن ابن عباس وقال سفيان الثوري عن سلمه بن كهيل عن ابي الاحوص عن علي قال السكينه لها وجه كوجه الانسان ثم هي روح هفافه وقال ابن جرير حدثني ابن المثنى حدثنا ابو داود حدثنا شعبه وحماد بن سلمه وابو الاحوص كلهم عن سماك عن خالد بن عرعره عن علي قال السكينه ريح خجوج ولها راسان وقال مجاهد لها جناحان وذنب وقال محمد بن اسحاق عن وهب بن منبه السكينه راس هره ميته اذا صرخت في التابوت بصراخ هر ايقنوا بالنصر وجاءهم الفتح وقال عبد الرزاق اخبرنا بكار بن عبد الله انه سمع وهب بن منبه يقول السكينه روح من الله تتكلم اذا اختلفوا في شيء تكلم فاخبرهم ببيان ما يريدون وقوله وبقيه مما ترك ال موسى وال هارون قال ابن جرير اخبرنا ابن المثنى حدثنا ابو الوليد حدثنا حماد عن داود بن ابي هند عن عكرمه عن ابن عباس في هذه الايه وبقيه مما ترك ال موسى وال هارون قال عصاه ورضاض الالواح وكذا قال قتاده والسدي والربيع بن انس وعكرمه وزاد والتوراه وقال ابو صالح وبقيه يعني عصا موسى وعصا هارون ولوحين من التوراه والمن وقال عطيه بن سعد عصا موسى وعصا هارون وثياب موسى وثياب هارون ورضاض الالواح وقال عبد الرزاق سالت الثوري عن قوله وبقيه مما ترك ال موسى وال هارون فقال منهم من يقول قفيز من من ورضاض الالواح ومنهم من يقول العصا والنعلان وقوله تحمله الملائكه قال ابن جريج قال ابن عباس جاءت الملائكه تحمل التابوت بين السماء والارض حتى وضعته بين يدي طالوت والناس ينظرون وقال السدي اصبح التابوت في دار طالوت فامنوا بنبوه شمعون واطاعوا طالوت وقال عبد الرزاق عن الثوري عن بعض اشياخه جاءت به الملائكه تسوقه على عجله على بقره وقيل على بقرتين وذكر غيره ان التابوت كان باريحا وكان المشركون لما اخذوه وضعوه في بيت الهتهم تحت صنمهم الكبير فاصبح التابوت على راس الصنم فانزلوه فوضعوه تحته فاصبح كذلك فسمروه تحته فاصبح الصنم مكسور القوائم ملقى بعيدا فعلموا ان هذا امر من الله لا قبل لهم به فاخرجوا التابوت من بلدهم فوضعوه في بعض القرى فاصاب اهلها داء في رقابهم فامرتهم جاريه من سبي بني اسرائيل ان يردوه الى بني اسرائيل حتى يخلصوا من هذا الداء فحملوه على بقرتين فسارتا به لا يقربه احد الا مات حتى اقتربتا من بلد بني اسرائيل فكسرتا النيرين ورجعتا وجاء بنو اسرائيل فاخذوه فقيل انه تسلمه داود عليه السلام وانه لما قام اليهما حجل من فرحه بذلك وقيل شابان منهم فالله اعلم وقيل كان التابوت بقريه من قرى فلسطين يقال لها ازدرد وقوله ان في ذلك لايه لكم اي على صدقي فيما جئتكم به من النبوه وفيما امرتكم به من طاعه طالوت ان كنتم مومنين اي بالله واليوم الاخر