الطبرى : يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثه انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا القول في تاويل قوله يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق قال ابو جعفر يعني جل ثناوه بقوله " يا اهل الكتاب " يا اهل الانجيل من النصارى=" لا تغلوا في دينكم " يقول لا تجاوزوا الحق في دينكم فتفرطوا فيه ولا تقولوا في عيسى غير الحق فان قيلكم في عيسى انه ابن الله قول منكم على الله غير الحق لان الله لم يتخذ ولدا فيكون عيسى او غيره من خلقه له ابنا=" ولا تقولوا على الله الا الحق " * * * واصل " الغلو " في كل شيء مجاوزه حده الذي هو حده يقال منه في الدين " قد غلا فهو يغلو غلوا " و " غلا بالجاريه عظمها ولحمها " اذا اسرعت الشباب فجاوزت لداتها=" يغلو بها غلوا وغلاء " ومن ذلك قول الحارث بن خالد المخزومي خمصانـــه قلـــق موشـــحها رود الشــباب غــلا بهــا عظـم 1 * * * وقد 10853 حدثنا المثنى قال حدثنا اسحاق قال حدثنا ابن ابي جعفر عن ابيه عن الربيع قال صاروا فريقين فريق غلوا في الدين فكان غلوهم فيه الشك فيه والرغبه عنه وفريق منهم قصروا عنه ففسقوا عن امر ربهم * * * القول في تاويل قوله انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه قال ابو جعفر يعني ثناوه بقوله " انما المسيح عيسى ابن مريم " ما المسيح ايها الغالون في دينهم من اهل الكتاب بابن الله كما تزعمون ولكنه عيسى ابن مريم دون غيرها من الخلق لا نسب له غير ذلك ثم نعته الله جل ثناوه بنعته ووصفه بصفته فقال هو رسول الله ارسله الله بالحق الى من ارسله اليه من خلقه * * * واصل " المسيح "" الممسوح " صرف من " مفعول " الى " فعيل " وسماه الله بذلك لتطهيره اياه من الذنوب وقيل مسح من الذنوب والادناس التي تكون في الادميين كما يمسح الشيء من الاذى الذي يكون فيه فيطهر منه ولذلك قال مجاهد ومن قال مثل قوله " المسيح " الصديق 2 * * * وقد زعم بعض الناس ان اصل هذه الكلمه عبرانيه او سريانيه " مشيحا " فعربت فقيل " المسيح " كما عرب سائر اسماء الانبياء التي في القران مثل " اسماعيل " و " اسحاق " و " موسى " و " عيسى " * * * قال ابو جعفر وليس ما مثل به من ذلك لـ" المسيح " بنظير وذلك ان " اسماعيل " و " اسحاق " وما اشبه ذلك اسماء لا صفات و " المسيح " صفه وغير جائز ان تخاطب العرب وغيرها من اجناس الخلق في صفه شيء الا بمثل ما تفهم عمن خاطبها ولو كان " المسيح " من غير كلام العرب ولم تكن العرب تعقل معناه ما خوطبت به وقد اتينا من البيان عن نظائر ذلك فيما مضى بما فيه الكفايه عن اعادته 3 * * * واما " المسيح الدجال " فانه ايضا بمعنى الممسوح العين صرف من " مفعول " الى " فعيل " فمعنى " المسيح " في عيسى صلى الله عليه وسلم الممسوح البدن من الادناس والاثام= ومعنى " المسيح " في الدجال الممسوح العين اليمنى او اليسرى كالذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك 4 * * * واما قوله " وكلمته القاها الى مريم " فانه يعني بـ " الكلمه " الرساله التي امر الله ملائكته ان تاتي مريم بها بشاره من الله لها التي ذكر الله جل ثناوه في قوله اذ قالت الملائكه يا مريم ان الله يبشرك بكلمه منه سوره ال عمران 45 يعني برساله منه وبشاره من عنده * * * وقد قال قتاده في ذلك ما 10854 حدثنا به الحسن بن يحيى قال اخبرنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن قتاده " وكلمته القاها الى مريم " قال هو قوله " كن " فكان * * * وقد بينا اختلاف المختلفين من اهل الاسلام في ذلك فيما مضى بما اغنى عن اعادته في هذا الموضع 5 * * * وقوله " القاها الى مريم " يعني اعلمها بها واخبرها كما يقال " القيت اليك كلمه حسنه " بمعنى اخبرتك بها وكلمتك بها 6 * * * واما قوله " وروح منه " فان اهل العلم اختلفوا في تاويله فقال بعضهم معنى قوله " وروح منه " ونفخه منه لانه حدث عن نفخه جبريل عليه السلام في درع مريم بامر الله اياه بذلك 7 فنسب الى انه " روح من الله " لانه بامره كان قال وانما سمي النفخ " روحا " لانها ريح تخرج من الروح واستشهدوا على ذلك من قولهم بقول ذي الرمه في صفه نار نعتها فلمــا بـدت كفنتهـا وهـي طفلـه بطلسـاء لـم تكمـل ذراعـا ولا شبرا 8 وقلـت لـه ارفعهـا اليـك واحيهـا بروحـك واقتتـه لهـا قيتـه قـدرا وظـاهر لها من يابس الشخت واستعن عليهـا الصبـا واجعل يديك لها سترا ولما تنمـت تـاكل الـرم لـم تـدع ذوابـل ممـا يجـمعون ولا خـضرا فلمـا جـرت فـي الجـزل جريا كانه سـنا الـبرق احدثنـا لخالقهـا شكرا وقالوا يعني بقوله " احيها بروحك " اي احيها بنفخك * * * وقال بعضهم يعني بقوله " وروح منه " انه كان انسانا باحياء الله له بقوله " كن " قالوا وانما معنى قوله " وروح منه " وحياه منه بمعنى احياء الله اياه بتكوينه * * * وقال اخرون 9 معنى قوله " وروح منه " ورحمه منه كما قال جل ثناوه في موضع اخر وايدهم بروح منه سوره المجادله 22 قالوا ومعناه في هذا الموضع ورحمه منه 10 قالوا فجعل الله عيسى رحمه منه على من اتبعه وامن به وصدقه لانه هداهم الى سبيل الرشاد * * * وقال اخرون معنى ذلك وروح من الله خلقها فصورها ثم ارسلها الى مريم فدخلت في فيها فصيرها الله تعالى روح عيسى عليه السلام * * * *ذكر من قال ذلك 10855 حدثني المثنى قال حدثنا اسحاق قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد قال اخبرني ابو جعفر عن الربيع عن ابي العاليه عن ابي بن كعب في قوله واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم سوره الاعراف 172 قال اخذهم فجعلهم ارواحا ثم صورهم ثم استنطقهم فكان روح عيسى من تلك الارواح التي اخذ عليها العهد والميثاق فارسل ذلك الروح الى مريم فدخل في فيها فحملت الذي خاطبها وهو روح عيسى عليه السلام 11 * * * وقال اخرون معنى " الروح " ههنا جبريل عليه السلام قالوا ومعنى الكلام وكلمته القاها الى مريم والقاها ايضا اليها روح من الله قالوا فـ" الروح " معطوف به على ما في قوله " القاها " من ذكر الله بمعنى ان القاء الكلمه الى مريم كان من الله ثم من جبريل عليه السلام * * * قال ابو جعفر ولكل هذه الاقوال وجه ومذهب غير بعيد من الصواب * * * القول في تاويل قوله فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثه انتهوا خيرا لكم قال ابو جعفر يعني بقوله جل ثناوه " فامنوا بالله ورسله " فصدقوا يا اهل الكتاب بوحدانيه الله وربوبيته وانه لا ولد له وصدقوا رسله فيما جاءوكم به من عند الله وفيما اخبرتكم به ان الله واحد لا شريك له ولا صاحبه له لا ولد له =" ولا تقولوا ثلاثه " يعني ولا تقولوا الارباب ثلاثه * * * ورفعت " الثلاثه " بمحذوف دل عليه الظاهر وهو " هم " ومعنى الكلام ولا تقولوا هم ثلاثه وانما جاز ذلك لان " القول " حكايه والعرب تفعل ذلك في الحكايه ومنه قول الله سيقولون ثلاثه رابعهم كلبهم سوره الكهف 22 وكذلك كل ما ورد من مرفوع بعد " القول " لا رافع معه ففيه اضمار اسم رافع لذلك الاسم * * * ثم قال لهم جل ثناوه متوعدا لهم في قولهم العظيم الذي قالوه في الله " انتهوا " ايها القائلون الله ثالث ثلاثه عما تقولون من الزور والشرك بالله فان الانتهاء عن ذلك خير لكم من قيله لما لكم عند الله من العقاب العاجل لكم على قيلكم ذلك ان اقمتم عليه ولم تنيبوا الى الحق الذي امرتكم بالانابه اليه= والاجل في معادكم 12 * * * القول في تاويل قوله انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا 171 قال ابو جعفر يعني بقوله " انما الله اله واحد " ما الله ايها القائلون الله ثالث ثلاثه كما تقولون لان من كان له ولد فليس باله وكذلك من كان له صاحبه فغير جائز ان يكون الها معبودا ولكن الله الذي له الالوهه والعباده اله واحد معبود لا ولد له ولا والد ولا صاحبه ولا شريك ثم نـزه جل ثناوه نفسه وعظمها ورفعها عما قال فيه اعداوه الكفره به فقال " سبحانه ان يكون له ولد " يقول علا الله وجل وعز وتعظم وتنـزه عن ان يكون له ولد او صاحبه 13 ثم اخبر جل ثناوه عباده ان عيسى وامه ومن في السموات ومن في الارض عبيده واماوه وخلقه 14 وانه رازقهم وخالقهم وانهم اهل حاجه وفاقه اليه= احتجاجا منه بذلك على من ادعى ان المسيح ابنه وانه لو كان ابنه كما قالوا لم يكن ذا حاجه اليه ولا كان له عبدا مملوكا فقال " له ما في السموات وما في الارض " يعني لله ما في السموات وما في الارض من الاشياء كلها ملكا وخلقا وهو يرزقهم ويقوتهم ويدبرهم فكيف يكون المسيح ابنا لله وهو في الارض او في السموات غير خارج من ان يكون في بعض هذه الاماكن وقوله " وكفى بالله وكيلا " يقول وحسب ما في السموات وما في الارض بالله قيما ومدبرا ورازقا من الحاجه معه الى غيره 15 الهوامش 1 الاغاني 9 226 مجاز القران لابي عبيده 1 143 اللسان غلا وفي الاغاني" علا " بالعين المهمله وهو خطا يصحح وقد مضى بيت من هذه القصيده في 1 116 تعليق 3 وذكرت خبرها هناك وهو من ابيات يذكر فيها صاحبته وما مضى من ايامه وايامها اذ ودهـــا صـــاف ورويتهــا امنيــــه وكلامهـــا غنـــم لفــــاء مملـــوء مخلخلهـــا عجـــزاء ليس لعظمهــا حجــم خمصانـــــــه وكــــان غاليـــه تباشـــرها تحــت الثيــاب اذا صغـا النجـم وهو شعر جيد وصفه حسنه للمراه" لفاء " ملتفه الفخذين مكتنز لحمها وهو حسن في النساء قبيح في الرجال" مملوء مخلخلها " موضع خلخالها خفيت عظامها تحت اللحم وهو صفه حسنه لم تظهر عظامها كانها دقت بالمسامير" عجزاء " حسنه العجيزه" خمصانه " بفتح الخاء وضمها ضامره البطن" قلق موشحها " قد استوى خلقها فالوشاح يجول عليها من ضمورها لم يمتلئ لحما يجعلها لحمه واحده" رود الشباب " شابه حسنه تهتز من النعمه واشراق اللون و" الغاليه " ضرب من الطيب" صغا النجم " مال للمغيب وذلك في مطلع الفجر حين تتغير افواه البشر وابدانهم وتظهر لها رائحه لا تستحب وقل في الناس من يكون بهذه الصفه 2 انظر ما سلف 6 414 فهناك تجد قول مجاهد هذا وقد علقت هناك واشرت الى اختصار ابي جعفر ورجحت ما في الكلام نقص وهذا الموضع من كلامه يدل على ان ابا جعفر نفسه هو الذي اختصر الكلام اختصارا هناك من النسيان فيما ارجح او لانه الف تفسيره على فترات تباعدت عليه ولولا ذلك لاشار هنا كعادته الى الموضع السالف الذي فسر فيه معنى" المسيح " 3 انظر ما سلف 1 1324 4 هو ما جاء في الاحاديث الصحاح عن جماعه من الصحابه في صفه المسيح الدجال اعاذنا الله من فتنته من ذلك حديث حذيفه مسلم 18 60 قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال اعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنه ونار فناره جنه وجنته نار وحديث ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال ان الله ليس باعور الا وان المسيح الدجال اعور العين اليمنى كان عينه عنبه طافيه واحاديث الدجال كثيره مختلفه الالفاظ مختصره ومطوله فاللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنه المحيا والممات ومن فتنه المسيح الدجال 5 انظر تفسير" الكلمه " فيما سلف 6 411 412 6 هذا معنى يقيد في كتب اللغه فانك قلما تصيبه فيها وهو بيان واضح جدا 7 " درع المراه " قميصها الذي يحميها اعين الفساق كما تحمي الدرع لابسها وبعيد ان يسمى شيء من لباس المراه اليوم" درعا " فانها لا تدرع من شيء والرجل لا يتورع عن شيء والله المستعان 8 ديوانه 176 واللسان روح والمزهر 1 556 وغيرها هذا وليس في المخطوطه غير الابيات الثلاثه الاولى وزادت المطبوعه بيتا رابعا لكن قبله في شعر ذي الرمه بيت فزدته من ديوانه ووضعته بين قوسين لانه من تمام معنى الابيات وقبل هذه الابيات ابيات في صفه استخراج سقط النار من الزند بالقدح فلما اقتدحها كفنها كما ذكر في سائر الشعر فقوله " فلما بدت " اي بدا سقط النار من الزند الاعلى عند القدح " كفنها " ضمنها خرقه وسخه لم تبلغ ذراعا ولا شبرا وهي التي سماها" طلساء " لسوادها من وسخها وكانت" طفله " لانها سقطت من امها لوقتها فتلقاها في الخرقه التي جعلها لها كفنا وانما جعلها" كفنا " لها لان السقط يسقط من الزند يزهر ويضيء حيا فاذا وقع في قلب القطنه لم تر له ضوءا فكانه السقط قد مات ولكنه عاد يتابع السقط حتى يحييه مره اخرى فقال لصاحبه " ارفعها اليك " اي خذها بيدك وارفعها الى فمك ثم" احيها بروحك " اي انفخ لها نفخا يسيرا " واقتته لها قيته قدرا " يامره بالرفق والنفح القليل شيئا فشيئا كانه جعل النفخ قوتا لهذا الوليد يقدر له تقديرا شيئا بعد شيء حتى يكتمل ثم لما فرغ من ذلك ونمت النار بعض النمو قال له " ظاهر لها من يابس الشخت " اي اجعل دقيق الحطب اليابس بعضه على بعض واطعم هذا الوليد= و" الشخت " الدقيق من كل شيء = وذلك لتكون النار فيه اسرع ثم يقول له استقبل بها ريح الصبا ليكون ذلك لها نماء " واجعل يديك لها سترا " اي ليسترها من النواحي الاخرى حتى تضربها الصبا فلا تموت مره اخرى ثم عاد فوصف نموها يقول " ولما تنمت " وارتفعت " تاكل الرم " تاكل ما يبس من اعواد الشجر لم تدع بعد ذلك يابسا ولا اخضر مما ظلوا يجمعونه لها وذلك حين استوت وبلغت اشدها فلما راوا النار تجري بعد ذلك في" الجزل " وهو ما غلظ من الحطب ويبس كان ضوءها سنا البرق رفعوا ايديهم شكرا للذي خلقهم وخلق النار وهذا شعر جيد مستقيم على النهج ومما يقيد هنا ما رواه السيوطي في المزهر عن ابي عبيد في الغريب المصنف ان الاصمعي قال اخبرني عيسى بن عمر قال انشدني ذو الرمه وظـاهر لهـا مـن يـابس الشـخت ثم انشد بعد هذا مــــن بــــائس الشـــخت قال ابو عبيد فقلت له انك انشدتني" من يابس الشخت " فقال اليبس من البوس قال السيوطي وذلك اسناد متصل صحيح فان ابا عبيد سمعه من الاصمعي وكان في المطبوعه " جرت للجزل " و" لخالقها " واثبت روايه الديوان 9 في المطبوعه " وقال بعضهم " واثبت ما في المخطوطه 10 في المطبوعه " قال " بالافراد واثبت ما في المخطوطه 11 في المطبوعه " فحملت والذي خاطبها هو روح عيسى " حذف الواو من اخر الجمله واثبتها في اولها فرددته الى اصله في المخطوطه وهو الصواب ويعني قوله تعالى في سوره مريم 24 فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهذا الاثر لم يرد في تفسير ايه الاعراف في موضعه هناك وهو احد الادله على اختصار ابي جعفر تفسيره واحد وجوه منهجه في الاختصار 12 قوله " والاجل في معادكم " معطوف على قوله " من العقاب العاجل لكم " 13 انظر تفسير" سبحان " فيما سلف 1 474476 495 / 2 537 14 في المطبوعه " وملكه وخلقه " وفي المخطوطه " واماله وخلقه " فرجحت قراءتها كما اثبتها 15 انظر تفسير" الوكيل" فيما سلف ص 297 تعليق 2 والمراجع هناك