الطبرى : واذكروا نعمه الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور القول في تاويل قوله عز ذكره واذكروا نعمه الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور 7 قال ابو جعفر يعني جل ثناوه بذلك 182 واذكروا نعمه الله عليكم ايها المومنون بالعقود التي عقدتموها لله على انفسكم واذكروا نعمته عليكم في ذلك بان هداكم من العقود لما فيه الرضا ووفقكم لما فيه نجاتكم من الضلاله والردى في نعم غيرها جمه كما 11550 حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا ابو عاصم عن عيسى عن ابن ابي نجيح عن مجاهد " واذكروا نعمه الله عليكم " قال النعم الاء الله 11551 حدثني المثنى قال حدثنا ابو حذيفه قال حدثنا شبل عن ابن ابي نجيح عن مجاهد مثله * * * واما قوله " وميثاقه الذي واثقكم به " فانه يعني واذكروا ايضا ايها المومنون في نعم الله التي انعم عليكم=" ميثاقه الذي واثقكم به " وهو عهده الذي عاهدكم به 183 * * * واختلف اهل التاويل في" الميثاق " الذي ذكر الله في هذه الايه اي مواثيقه عنى فقال بعضهم عنى به ميثاق الله الذي واثق به المومنين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعه له فيما احبو وكرهوا والعمل بكل ما امرهم الله به ورسوله ذكر من قال ذلك 11552 حدثني المثنى قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاويه عن علي عن ابن عباس قوله " واذكروا نعمه الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا " الايه يعني حيث بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم وانـزل عليه الكتاب 184 فقالوا " امنا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالكتاب 185 واقررنا بما في التوراه " فذكرهم الله ميثاقه الذي اقروا به على انفسهم وامرهم بالوفاء به 11553 حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا احمد بن مفضل قال حدثنا اسباط عن السدي " واذكروا نعمه الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به اذ قلتم سمعنا واطعنا " فانه اخذ ميثاقنا فقلنا سمعنا واطعنا على الايمان والاقرار به وبرسوله * * * وقال اخرون بل عنى به جل ثناوه ميثاقه الذي اخذ على عباده حين اخرجهم من صلب ادم صلى الله عليه وسلم واشهدهم على انفسهم الست بربكم فقالوا بلى شهدنا ذكر من قال ذلك 11554 حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا ابو عاصم قال حدثنا عيسى عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله " وميثاقه الذي واثقكم به " قال الذي واثق به بني ادم في ظهر ادم 11555 حدثني المثنى قال حدثنا ابو حذيفه قال حدثنا شبل عن ابن ابي نجيح عن مجاهد نحوه * * * ثال ابو جعفر واولى الاقوال بالصواب في تاويل ذلك قول ابن عباس وهو ان معناه " واذكروا " ايها المومنون=" نعمه الله عليكم " التي انعمها عليكم بهدايته اياكم للاسلام=" وميثاقه الذي واثقكم به " يعني وعهده الذي عاهدكم به حين بايعتم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعه له في المنشط والمكره والعسر واليسر=" اذ قلتم سمعنا " ما قلت لنا واخذت علينا من المواثيق واطعناك فيما امرتنا به ونهيتنا عنه وانعم عليكم ايضا بتوفيقكم لقبول ذلك منه بقولكم له " سمعنا واطعنا " يقول ففوا لله ايها المومنون بميثاقه الذي واثقكم به ونعمته التي انعم عليكم في ذلك باقراركم على انفسكم بالسمع له والطاعه فيما امركم به وفيما نهاكم عنه يف لكم بما ضمن لكم الوفاء به اذا انتم وفيتم له بميثاقه من اتمام نعمته عليكم وبادخالكم جنته وانعامكم بالخلود في دار كرامته وانقاذكم من عقابه واليم عذابه وانما قلنا ذلك اولى بالصواب من قول من قال " عنى به الميثاق الذي اخذ عليهم في صلب ادم صلوات الله عليه " لان الله جل ثناوه ذكر بعقب تذكره المومنين ميثاقه الذي واثقهم به ميثاقه الذي واثق به اهل التوراه= بعد ما انـزل كتابه على نبيه موسى صلى الله عليه وسلم فيما امرهم به ونهاهم= فيها 186 فقال ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا الايات بعدها سوره المائده 12 = منبها بذلك اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد على مواضع حظوظهم من الوفاء لله بما عاهدهم عليه= ومعرفهم سوء عاقبه اهل الكتاب في تضييعهم ما ضيعوا من ميثاقه الذي واثقهم به في امره ونهيه وتعزير انبيائه ورسله= زاجرا لهم عن نكث عهودهم فيحل بهم ما احل بالناكثين عهوده من اهل الكتاب قبلهم فكان= اذ كان الذي ذكرهم فوعظهم به ونهاهم عن ان يركبوا من الفعل مثله ميثاق قوم اخذ ميثاقهم بعد ارسال الرسول اليهم وانـزال الكتاب عليهم 187 واجبا ان يكون الحال التي اخذ فيها الميثاق والموعوظين نظير حال الذين وعظوا بهم واذا كان ذلك كذلك كان بينا صحه ما قلنا في ذلك وفساد خلافه * * * واما قوله " واتقوا الله ان الله عليم بذات الصدور " فانه وعيد من الله جل اسمه للمومنين كانوا برسوله صلى الله عليه وسلم من اصحابه 188 وتهددا لهم ان ينقضوا ميثاق الله الذي واثقهم به في رسوله 189 وعهدهم الذي عاهدوه فيه= بان يضمروا له خلاف ما ابدوا له بالسنتهم 190 يقول لهم جل ثناوه واتقوا الله ايها المومنون فخافوه ان تبدلوا عهده وتنقضوا ميثاقه الذي واثقكم به او تخالفوا ما ضمنتم له بقولكم " سمعنا واطعنا " بان تضمروا له غير الوفاء بذلك في انفسكم فان الله مطلع على ضمائر صدوركم 191 وعالم بما تخفيه نفوسكم لا يخفى عليه شيء من ذلك فيحل بكم من عقوبته ما لا قبل لكم به كالذي حل بمن قبلكم من اليهود من المسخ وصنوف النقم وتصيروا في معادكم الى سخط الله واليم عقابه الهوامش 182 في المطبوعه والمخطوطه " يعني جل ثناوه بقوله " والسياق يقتضي ما اثبت 183 انظر تفسير" الميثاق " فيما سلف 9 363 تعليق 1 والمراجع هناك 184 " حيث " هنا استعملت في موضع" حين " وقد قال الاصمعي " ومما تخطئ فيه العامه والخاصه باب "حين" و "حيث" غلط فيه العلماء مثل ابي عبيده وسيبويه "وقال ابو حاتم " رايت في كتاب سيبويه اشياء كثيره يجعل حين حيث " وكذلك في كتاب ابي عبيده بخطه قال ابو حاتم واعلم ان" حين " و" حيث " ظرفان فحين ظرف للزمان وحيث ظرف للمكان ولكل واحد منهما حد لا يجاوزه والاكثر من الناس جعلوهما معا حيث" ثم انظر مقاله الاخفش ان "حيث" ظرف للزمان في الخزانه 3 162 والامر يحتاج الى زياده بحث ليس هذا موضعه 185 في المطبوعه "بالنبي والكتاب" واثبت ما في المخطوطه 186 قوله "فيها" اي في التوراه والسياق "ميثاقه الذي واثق به اهل التوراه فيها" 187 سياق هذه العباره "فكان واجبا ان يكون الحال" واما الجمله التي بينهما فهي معترضه فمن اجل ذلك وضعتها بين خطين 188 في المطبوعه " للمومنين الذين اطافوا برسوله" غير ما في المخطوطه وهو صواب محض وعربي عريق وضع مكان "كانوا" "الذي اطافوا" 189 في المطبوعه "وتهديدا لهم" واثبت ما في المخطوطه وهو صواب محض 190 قوله "بان يضمروا" متعلق "ان ينقضوا ميثاق الله" بان يضمروا 191 انظر تفسير "ذات الصدور" فيما سلف 7 155 325